رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

غزة هدمت صنماً من خوف نحتوه في قلوبنا

صورة العالم وعلى رأسهم أمريكا المساندة للعدو الصهيوني كأنهم أتوا إلى منطقتنا العربية مدججين بأسلحتهم وبوارجهم الحربية لمساعدة العدو وهم يخاطبوننا كعرب قائلين: «أليس لنا قيادة العالم وأنتم تحكمون من تحتنا؟»، قلنا لهم «نعم ما علمنا من قيادة غيركم»، فردوا علينا: «إذن اخرسوا ولا تتكلموا إن كنتم حريصين على كراسيكم»، وقلنا لهم (سمعاً وطاعة يا مولانا ورضاكم هو أكبر أمانينا)، فاشأروا تجاه غزة ووجهوا أسلحتهم صوب صدور أبنائها ومبانيها وقالوا كما قال فرعون: «إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا على استئصالهم لعازمون»، فرد حكامنا العرب: «هم كذلك واعملوا فيهم ما شئتم ونحن لهم مبغضون ولأعمالهم كارهون وإنا لصادقون»، فقال رئيس العدو الصهيوني كما قال سحرة فرعون: «وبعزة العالم الغربي لنحن الغالبون، ولما حدث في يوم 7 أبريل لثائرون»، فتوجه حكام العرب إلى أهل غزة ناصحين: «يا أهل غزة إنا لكم لناصحون فلا طاقة لكم اليوم في مواجهة العالم المدجج بالسلاح وإنكم لمدركون وأنهم لكم قاذفون ولإبادتكم مجتمعون فأخرجوا المقاومة من بينكم إنهم أناس يتحررون وللأقصى مطالبون». * فردت غزة وما أدراك ما غزة وقالت بلسان اليقين ومنطق الحق المبين: «كلا أيها المرجفون إنما معنا ربنا سيهدين، وإنا بعون الله لمنتصرون ولكنكم قوم تجهلون والله غالب أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فالله أقوى من هدير سلاحهم». شكراً غزة لأنك أذللتِ جيشا قالوا عنه إنه لا يهزم، لقد هدمتِ صنماً من خوف نحتوه في قلوبنا بإتقان فرأينا هذا الجيش نمرا من ورق يقتل وينثر، شكرا لكتائب العزة فيكِ التي أعادت إلينا أمجاد الأبطال الأوائل، شكرا للقلة المؤمنة التي تذكرنا بدراً والنفير يذكرنا بحمراء الأسد والقتال من مسافة صفر يذكرنا بيوم اليمامة، والشهادة تذكرنا ببيعة عكرمة على الموت في اليرموك، وللثبات الذي يذكرنا بالصحابة في يوم القادسية، شكرا غزة وأنتِ تشرحين لنا (سورة الأنفال) على طريقتك فعرفنا أن ترتيل الآيات شيء والعمل به شيء آخر، شكراً لأطفالكم ما كنا نعرف قبل اليوم أن الصغار يمكن أن يصبحوا رجالاً قبل أوانهم وأن السيوف تثقلها النار فكيف ربيتم أطفالكم بهذه الطريقة التي جعلتنا نستصغر أنفسنا أمامهم، شكراً لنسائك لقد أعدن إلينا بطولات أم عمارة وصولات رفيدة وتضحيات الخنساء وهي تدفن أولادها وأحفادها وتسأل الله أن يتقبل منها قربانها، شكراً لعجائزك لقد شرحن لنا كتب العقيدة الطوال في مقاطع مصورة لا تتعدى الدقيقة الواحدة، ما أجمل حين تتحول العقيدة من حبر على ورق إلى دم يجري في العروق، شكرا لشيوخك وهم يدفنون أولادهم وأحفادهم ولا تكسرهم الجنائز ولا تفنيهم الأشلاء، ولسان حالهم هو لسان حالهم قبل مقالهم: «اللهم خذ من دمنا حتى ترضى»، شكرا لأطبائك وممرضيك كانت تصلهم جثث أحبائهم فلا تلفتهم عن جراح الناس، شكراً للذي أعد الكتائب وشكرا للملثم (أبوعبيدة) الذي صوته من نار وبارود، شكرا لكم جميعاً أهل غزة لقد لقَّنتم العالم درساً في الصمود والمقدام أمام أقوى الجيوش. * غزة هي الباقية فمن نعم الله علينا أن أهل غزة فينا، ويا عمرو بن العاص قل لمعاوية لا مصر مصر ولا دمشق كما هي، الدين أصبح سلعة لا تشترى وهي التي كانت بالأمس غالية، والقدس يشكو من ضياع مهابه، والناس في حفل المصالح لاهية، أعداء دين الله تحكم أرضنا وكلابهم بين الشوارع عاوية، كل الحروف من الخريطة غادرت لم تبق إلا غزة فهي الباقية، أين الصحابة والمقتدون بهم، أين الذين لهم رؤوس عالية، بذلوا لدين الله كل عزيز والمال يبذل والنفوس غالية، والله أسأل أن يعيد لأمتنا مجداً تليداً مثل شمس صافية. كسرة أخيرة في بقعة ضيقة مثقلة بالذكريات المريرة، يشغل قطاع غزة المنطقة الجنوبية من الساحل الفلسطيني على البحر المتوسط، بمساحة لا تزيد على 360 كيلومترا مربعا، لكنها خاضت وحدها ثماني حروب مع إسرائيل في أقل من 15 عاما، ونفضت عن الاحتلال تلك الصورة التي رسمها لنفسه أمام الرأي العام العالمي بوصفه جيشا لا يخضع ولا يقهر، واليوم تواجه إسرائيل التي اضطرت عام 2005 إلى إخلاء مستوطناتها هناك والانسحاب كليا من القطاع أسئلة صعبة تتعلق بتقرير المصير، كون غزة هي آخر القلاع الباقية من قضية أوشكت أن تندثر، وتعتبرها إسرائيل رسميا «كيانا معاديا»، والتهديد الأساسي الذي يحول دون تحقيق حلم السيطرة الكاملة على كامل أرض فلسطين، وحانت الفرصة لها لتنقض على القطاع لتقضي على الكابوس الجاثم على صدرها طوال السنوات الماضية والمانع للوصول إلى أحلامها وتهنأ بالسلام والأمن الذي تحاول أن تصنعه لنفسها، ولكن هيهات هيهات أن تنال مرادها أمام صمود أهل غزة وأبطالها.

1677

| 31 يناير 2024

التعليم مسؤولية الجميع

يحتفل العالم اليوم 24 يناير للمرة السادسة باليوم الدولي للتعليم تحت شعار (التعليم مسؤولية الجميع)، ويهدف هذا الشعار إلى ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، ومن دون ذلك لن تنجح الدول في تحقيق المساواة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب، وحسب الاحصائيات العالمية التي تصدرها المنظمات المتخصصة التابعة للامم المتحدة اليوم، ما زال هناك 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس، وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية، وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة. ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول عالمياً. *قامت دولة قطر بالعديد من المبادرات المتطورة والهادفة من أجل ضمان التعلم وأن يكون متاحا للجميع في أي بقعة في العالم حينما أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر مؤسسة التعليم فوق الجميع في العام 2012 لتنضوي تحت مظلتها عدة برامج دولية مثل: علّم طفلاً- الفاخورة - حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن - أيادي الخير نحو آسيا، وتعمل برامجها على ضمان استفادة جميع الأطفال في العالم النامي من حقهم في التعليم خاصة أولئك غير الملتحقين بالمدارس والذي كان يبلغ عددهم وقتها 59 مليون طفل، وتعالج المؤسسة قضايا التعليم بالتزام خاص تجاه أكثر الفئات حرمانا في العالم من خلال بناء القدرات وتعبئة الموارد وإقامة التحالفات والشراكات المتعددة القطاعات، وإحداث تحوُّل في المستقبل يقتضي إعادة التوازن على وجه السرعة إلى علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع الطبيعة، وكذلك مع التكنولوجيا التي تتغلغل في حياتنا حاملة معها فرصاً لإحراز التقدم من جهة، وفي نفس الوقت تثير مخاوف شديدة بشأن الإنصاف والإدماج والمشاركة الديمقراطية من جهة أخرى. *الدور الأكبر هو دور الأسرة الذي لا يمكن تجاهله في المشاركة المجتمعية في التعليم باعتبارها البيئة الأولى والأكثر أهمية للأطفال، ثم يأتي دور المدرس الذي يُسهم تفاعل الأسر ومشاركتها الفعّالة في تعليم أطفالها في تحقيق أداء أكاديمي أفضل ونجاح أكبر، كما أن المؤسسات العلمية المحلية لها الدور الهام في الإسهام في التّعليم عن طريق تقديم الخبرة في مجالات معيّنة، وتوفير الموارد، وتوظيف المعرفة المحلية مما يساعد على ربط المنهج المدرسي بالسياق المحلي، واكتساب الخبرات المقدمة من مؤسسات محلية مختلفة خلال المنصات التعليمية المختلفة، وهناك أدوار مختلفة وهامة لكل من الجامعات والاعلام والمؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني، ولو اكتملت هذه المسؤوليات وصبت في بوتقة واحدة سنضمن أن التعلم أصبح فوق الجميع حقاً وتحقيق أهداف المبادرات التي تطلقها المؤسسات التعليمية المتخصصة كمبادرات صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله ورعاها التي تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه تحقيق هذه الأهداف السامية التي ينادي بها ديننا الحنيف. *تدعو وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ببلادنا الحبيبة قطر الأهالي وجميع المؤسسات التعليمية للمشاركة بشكل أكبر في الاحتفال باليوم الدولي للتعليم في ساحة الاحتفالات بالمدينة التعليمية وهي فرصة رائعة للأهالي لزيارة مدارس أبنائهم والمشاركة في أنشطة مثل الاجتماعات وورش العمل وفعاليات المجتمع، كما يمكن أيضًا للأهل قضاء وقت مع أطفالهم خلال يوم الدراسة، وهناك مجموعة متنوعة من الفعاليات وورش العمل وجلسات نقاشية تفاعلية تطرح العديد من الموضوعات والأفكار المهمة. كسرة أخيرة ندعو جميع الأهالي والتربويين الحاليين والسابقين وجميع المهتمين بالمشاركة في هذه الاحتفالية المتنوعة التي تدعمها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وبمشاركة مؤسسةقطرللتربية والعلوم وتنمية المجتمع الرائدة في تقديم المبادرات التي تهدف الى ان يظل التعلم فوق الجميع.

2388

| 24 يناير 2024

لأول مرة في تاريخه.. الكيان الصهيوني في قفص الاتهام

شهدت محكمة العدل الدولية في لاهاي الخميس الماضي جلسة استماع للنظر في القضية المرفوعة من طرف جنوب أفريقيا بشأن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، الذي أودى بحياة ما يقارب ثلاثين ألفا بينهم أكثر من عشرة آلاف طفل، ونصف العدد من النساء، وضربت دولة جنوب افريقيا مثالا يحتذى به في التصدي للارهاب العالمي الذي يمارس تحت غطاء دولي، هذه الدولة التي عانت عدة عقود من التمييز العنصري وتحررت بفضل أبطال أبنائها الأحرار من ممارسات الفصل العنصري الذي مورس على مواطنيها، لذلك اتخذت هذا الموقف البطولي النابع من معاناة شعبها وهي من أكثر الدول التي تشعر بما يعانيه الاضطهاد العنصري والابادة الجماعية على أي شعب من شعوب العالم. تبنت دولة جنوب افريقيا تقديم القضية الجنائية على وحشية وانتهاكات الكيان الصهيوني والإرهاب الذي يمارسه على شعب اعزل واكتملت اركان القضية وأدلة الاتهام لدى الفريق الجنوب افريقي الذي تم استقباله عند عودته في كيب تاون استقبال الأبطال لوقفته القوية أمام المحكمة وقدمت جنوب إفريقيا مرافعة من 84 صفحة باللغة الإنجليزية، تعرض خلالها دلائل على تورط إسرائيل بـارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والعمل على تهجيره من موطنه بالقوة وإن الاحتلال الإسرائيلى مزق الشعب الفلسطينى وأهدر حقهم في تقرير المصير من خلال تكثيف انتهاكاتها فى غزة وبقية الأراضى الفلسطينية، وارتكاب إسرائيل منذ عقود أعمال إبادة جماعية وفرضها حصارا على قطاع غزة. وبعد هذه المرافعة القوية من جنوب افريقيا ينتظر العالم الحر قرار المحكمة بإدانة المتهم في هذه القضية وهو الكيان الإسرائيلي الذي يقف لأول مرة باللباس الأبيض الذي يلبسه المتهمون في أقفاص محاكم بعض الدول العربية ورغم أن إسرائيل تدعي أن الاتهامات الموجهة إليها تفتقر لأي أساس قانوني، إلا أن بعض المصادر الإسرائيلية أعلنت تخوفها في ان تصدر المحكمة الدولية قرارا عاجلا ونافذا بوقف الأعمال القتالية في قطاع غزة خاصة الجهات الأمنية والعدلية التي تخوفت ان تصدر المحكمة ادانة إسرائيل بالابادة الجماعية كما هو ماثل على العيان أمام العالم، والحق دائما أبلج كالصباح لناظره والباطل لجلج، ومما أعطى القوة والجدية لمرافعة جنوب افريقيا في إدانة الكيان الصهيوني أنها طلبت من المحكمة إصدار حكم مؤقت بالدعوى يتماشى مع الاتجاه الأوسع في محكمة العدل الدولية لمثل هذه الأحكام. * ماذا سيحدث؟ يتوقع القانونيون المتابعون لهذه القضية الدولية أن تقرر المحكمة وهي الجهاز القضائي الرئيسي للأمم المتحدة لاحقا، كيفية سير مداولاتها في هذه القضية، وفقا للمادة (31) من النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية، عندما يتم النظر في قضية، يمكن للدولة الطرف تعيين قاض مؤقت، يسمى «قاضيا خاصا»، بشرط أن يعمل فقط من أجل تلك القضية، ومن المنتظر أن يكون نائب الرئيس السابق للمحكمة الدستورية في جنوب إفريقيا، البروفيسور ديكجانج موسينيكي، والرئيس السابق للمحكمة العليا الإسرائيلية، أهارون باراك، كقاضيين خاصين نيابة عن بلديهما، الفلسطينيون والعرب كافة يعتمدون على قرار هذه المحكمة الدولية لإصدار قرار نافذ يلاحق الكيان الصهيوني وقياداته قانونياً ويحرج الدول التي تدعمه، ويستغرب الكثيرون لماذا وافقت إسرائيل على المثول على هذه المحكمة؟، وجاء الجواب من الكيان الصهيوني نفسه الذي فسر ذلك بأنها تريد دحض ما وصفتها بالاتهامات السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني، ولكنهم لا يعلمون بقوة وحنكة المرافعة الجنوب افريقية التي جندت لهذا الفريق وزير العدل رونالد لامولا الذي ترأس وفد بلاده في هذه المرافعة التاريخية. كسرة أخيرة كنا نتمنى ان يقف العالم العربي والإسلامي وقفة بطولية خلف دولة جنوب افريقيا وهي تقدم مرافعاتها ضد الكيان الصهيوني، ولكن اكتفت الدول العربية بتصريح صغير من جامعة الدول العربية كعادتها معربة عن تطلعها إلى (حكم عادل يوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ويضع حدا لنزيف الدم الفلسطيني).

999

| 17 يناير 2024

لا تحسبوه شرا لكم

حاولت أن أخرج قليلا عن الكتابة عما يحدث لأهلنا في غزة ولكن غلبتني الحيلة في أن أكتب عن موضوع بعيد عن الأحداث التي تهمنا كمسلمين وعرب واجب علينا ان نساندهم وندعمهم لأنها قضيتنا الأولى، وبعد أن نشرت عدة مقالات بلغت اكثر من عشرة مقالات منذ بداية اندلاع هذه الحرب اللعينة على أهلنا في غزة آثرت هذه المرة أن أكتب مقالاً يختلف عن تلك المقالات، وسنعود بالتأكيد للكتابة عن أهل غزة ونتمنى ان يكون مقالنا القادم إيذانا بانتصار الحق على الباطل ونصراً مؤزراً لأبطال المقاومة، لأن الله كتب النصر والغلبة لأهل الحق من أولـيـائــه الصالحين والمـصلحين، وكتب المهانة والذلة على أعدائه من الكافرين والمنافقين، وهذه سـنـــة لا تـتـخـلـف إلا إذا تخلفت أسبابها، حيث يسلط الله أعداءه الكفرة على عباده المؤمنين اختبارا لهم، وما النصر الا من عنده سبحانه وتعالى، (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) [فاطر: 43]. *كن إيجابيا يحكى أن فأراً حكيماً كان يتعلم من كل شيء حوله في الغابة ويعرف الكثير، وفي يوم من الأيام اجتمعت الغابة وأراد الفأر أن يعلم أصدقاءه درسا، فقال للأسد في ثقة: اسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الأمان، فقال الأسد: تكلم أيها الفأر الشجاع، قال الفأر: أنا أستطيع ان أقتلك في غضون شهر، ضحك الأسد في استهزاء وقال أنت أيها الفأر!، فقال الفأر: نعم.. فقط أمهلني شهرا، فقال الأسد: موافق، ولكن بعد الشهر سوف أقـتلك إن لم تقتلني، مرت الأيام، الأسبوع الأول ضحك الأسد لكنه كان يرى في بعض الأحلام أن الفأر يقتله فعلاً، ولكنه لم يبال بالموضوع، الأسبوع الثاني والخوف يتغلغل إلى صدر الأسد، الأسبوع الثالث كان الخوف فعلاً في صدر الأسد ويحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيحا، الأسبوع الرابع كان الأسد مرعوباً وفي اليوم المرتقب دخلت الحيوانات مع الفأر على الأسد، وكم كانت المفاجأة كبيرة لما رأوا الأسد جثة هامدة، لقد علم الفأر أن انتظار المصائب هو أقسى شيء على النفس. *شخصيتك هي الأسد هل تعلم من هو الأسد؟ هو شخصيتك التي من المفترض أن تكون قوية جدا بإيمانها والفأر هو قلقك وخوفك، كم مرة قد انتظرت شيئا ليحدث ولم يحدث! وكم مصيبة نتوقعها ولا تحدث بالمستوى الذي توقعناه، لذلك من اليوم لننطلق في الحياة ولا ننتظر المصائب لأننا نعلم أنها ابتلاء وسوف تحل عاجلا أم آجلا، وسوف تمر الحياة، والفشل والمصائب ما هي إلا نعمة يغفل عنها الكثيرون، فلا تشغل نفسك بالمصائب القادمة وركز في يومك الحالي وكن إيجابيا، وابدأ حياتك بدون قلق، ما نراه اليوم في واقعنا المعاصر من الضغوط الشديدة والحرب الشرسة من أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والمنافقين والمفسدين، وما يكيدون به لهذا الدين وأهله من المكر والتشويه والابتلاء، مما أدى ويؤدي إلى ظهور حالات اليأس والإحباط من تغير الحال، أو الشعور بالهزيمة النفسية والهوان والاستكانة، فكان لابد من التذكير بهذه السنة العظيمة التي تقوي اليقين بوعد الله سبحانه، والثقة بنصره، والاطمئنان إلى قضائه وتدبيره، وأنه سبحانه الحكيم العليم فيما يقضي ويقدر، ولابد أن يأتي الخير بعد الشر عندما يأذن الله سبحانه في ذلك وفق علمه الشامل، وحكمته البالغة، وسننه التي لا تتبدل ولا تتحول. *كسرة أخيرة كثـرة المشكلات والمصائب في زماننا هذا، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، التي أدت إلـى ظهور كثير من الأمراض النفسية المعقدة: كالقلق، والاكتئاب، والفصام.. وغيرها، حـتـى أصـبـحـت سمة لواقعنا المعاصر، ومعرفة الله سبحانه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته التي تزرع في القلب الاطمئنان والرضا، وتفويض الأمور إليه سبحانه، وحسن الظن به عز وجل، وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل قال: «أنا عند ظن عبدي بي إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر» وأن اختيار الله لعبده أحسن من اختيار العبد لنفسه، ولو ظهر ما يكرهه العبد ويؤذيه: إن في فـهم قوله تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم) [النور: 11] أحسن علاج لهذه الأمراض وغيرها.

1980

| 10 يناير 2024

جوانب مضيئة في الحرب على غزة

العدو الإسرائيلي يهاجم المهود وأقسام المواليد الخدج في المستشفيات ويقصف المقابر ويجرفها، وبين المهود واللحود يقطع الحياة وأسبابها ويقطع الماء والغذاء وحتى لو يستطيع قطع الهواء سوف يفعل، فيقطع الاكسجين من حضانات الأطفال، ثم يطلق الفوسفور الذي ينفجر في الهواء وتنثر مواد حارقة تستمر في حرق الجسد متى تفاعلت مع الاكسجين. إسرائيل تقتل باستعراضية تريد ان تجعل من الميت عبرة للحي، ومن الجريح عبرة للسليم، هذا قتل يستمر بعد الموت ولا زال اهل غزة صامدين، احد الرجال من غزة يصرح في إحدى الفضائيات بأن هناك ثلاثين شهيدا من عائلته تم دفنهم في الرصيف الأوسط من الشارع، فقد جرف العدو مقابر الناس وحال بينها وبينهم، هذه مذبحة لم يشهدها التاريخ الحديث منذ آلاف السنوات ولا حتى في عام النكبة لم يكن القتل بهذه الوتيرة والوحشية. الجوانب المضيئة احدى هذه الاضاءات العديدة من هذه الحرب انه في حرب عام 1967 بعد ستة أيام من بداية الحرب استشهد حوالي 18 ألف شهيد واستسلمت ثلاثة جيوش عربية على ثلاث جبهات يدعمها الاتحاد السوفيتي وقتها، أما المقاومة وحاضنتها الشعبية بعد ما يقارب من 90 يوماً من القتال وحصار امتد لسبعة عشر عاما وفقدت اكثر من هذا العدد من الشهداء ولكنها لم تستسلم حتى هذا اليوم. ثاني الاضاءات حسب أرقام جيش العدو فإنه خلال خمسة عشر عاماً من القتال في جنوب لبنان بين عامي 1985م و2000م فقد 256 جنديا في المعارك، اما الآن فهو قد خسر اضعافهم في تلك الفترة القصيرة اذا قارناها بتلك السنوات. ثالث هذه الاضاءات انه قد نشرت الصحافة الإسرائيلية ان في صفوفه خمسة الاف جريح منهم ألفان أصيبوا بإعاقة دائمة، وهذه أرقام جيش العدو وتقوم صحافته أيضا إن أرقام المستشفيات تقول اكبر من ارقام الجيش والمعتاد ان في مثل هذه الحروب أن يكون القتل ما بين خُمس الجرحى او ثلثهم، فان صدق العدو ان عدد جرحاه خمسة الاف جريح فقتلاه ما بين الألف والألفين وليس عدة مئات كما يدعي الجيش، وان كان يكذب في عدد جرحاه فهو يكذب في كل شيء حتى في مسماه عندما يسمي جيشه (جيش الدفاع) وهو جيش الاعتداء. ورابع هذه الاضاءات ان المُعلن بان الجيش الإسرائيلي يمتلك 2200 دبابة والصالح منها للقتال قبل الحرب 1750 دبابة واستهدفت المقاومة ما يزيد على 700 دبابة منها أي ثلث مدرعات الجيش تم تدميرها وشطبها من سجلاته من قبل مقاومين يقاتلونه بأسلحة عادية وليست فتاكة. فشل العدو بالأرقام فشل العدو الإسرائيلي حتى الان في تهجير اهل غزة بينما هاجر ما يقارب نصف مليون إسرائيلي منذ بداية الحرب وحتى اليوم ولم يعودوا مرة أخرى، ومئات الآلاف غادروا مستوطناتهم في غلاف غزة والجليل وانتقلوا الى الوسط خوفاً من المقاومتين الفلسطينية واللبنانية. لقد تقلصت إسرائيل جغرافيا وديموغرافيا من الخوف فقط بالمقابل أهل غزة وفي شمالها المحترق لم يهاجروا ولم يتركوا بيوتهم المهدمة والسلاح موجه الى صدورهم، اما الإسرائيليون فهاجروا والسلاح في أيديهم، ولم يفلح كل هذا القصف في تهجير أهل غزة بينما هجرتهم صفارات الإنذار من الخوف ويصح فيهم القول (الموت فينا..... وفيكم الفزع). كسرة أخيرة يقول خبراء عسكريون قياسا على حالات اخرى من الحروب بين جيوش نظامية وقوات فدائية متحصنة في المدن، أن ستة اشهر او سنة لا تكفي لنزع سلاح أي مقاومة، ويقول الرئيس الفرنسي في احد تصريحاته ان عشر سنوات لا تكفي لذلك ونحن نقول ان أربعين سنة من الاحتلال لم تكفهم، العدو احتل غزة أربعين عاما وترعرعت المقاومة رغم الاحتلال، وحاصرت إسرائيل والدول الحليفة لها غزة 17 عاما وشنت عليها خمس حروب فازدادت المقاومة قوة وحسنت سلاحها بالرغم من هذا الحصار، وكل يوم يمر لم تعلن المقاومة فيه استسلامها هو هزيمة للعدو وانتصار لها، بل في كل ساعة تحطم فيها آلية حربية أو دبابة، رغم ان ما فقدناه من أهلنا في غزة أكثر من 20 ألف شهيد و50 ألف جريح اخرين ولكن اذا سألنا من رحلوا عنا: ماذا تطلبون منا؟ الثأر لدمائكم ام نسامح العدو؟ فسوف يختارون الثأر ولو زادت الجراحات والالام، ولا يصبح الغازي غازيا الا اذا كانت قدرته على القتل اكبر من قدرة المعتدى عليه، ولا يتحرر المعتدى عليه الا اذا كانت قدرته على تحمل الألم اكبر من قدرة الغازي، وهذا ما يحدث في الحرب على غزة، لذلك بوادر الانتصار تلوح وسوف تحرر فلسطين كلها بإذن الله واذا احتاج العدو الى نكبة ثانية فهذا يعني انه فشل في النكبة الأولى وأصبح يشعر بالخطر الوجودي.

1044

| 03 يناير 2024

أخرجوا حماس فإنهم يقاومون

تذكر بعض القصص دخول بعض اللصوص قرية كان رجالها خارجين إلى أعمالهم فنهبوا القرية وقاموا باغتصاب نسائها، غير أن واحدة من النساء قاومت وقامت بقتل اللص وقطعت رأسه، علمت نساء القرية بذلك فقررن قتل هذه المرأة كي لا تتعالى عليهن بشرفها ولكي لا يسألهن أزواجهن لدى عودتهم لِم لم تقاومن مثلها فقررن الهجوم عليها على حين غفلة وقتلنها، قتلن الشرف ليحيا العار، هذا حال المطالبين برأس حماس اليوم يريدون قتل الشرف والعزة والكرامة. هكذا حال المطالبين بتصفية القضية: هؤلاء المطالبون بقتل حماس وتصفية القضية الفلسطينية يذكروننا بقصة قوم لوط عليه السلام حين قالوا: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ْ} فكأنه قيل: ما سبب نقمتكم منهم؟ وما ذنبهم الذي أوجب لهم الإخراج؟ فقالوا: { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ْ} أي: يتنزهون عن اللواط، فقبحهم الله جعلوا أفضل الحسنات بمنزلة أقبح السيئات. وهكذا حال المطالبين بتصفية القضية وقتل حماس الطاهرة بجهادها وتضحياتها وصبرها وثباتها وعقيدتها وحماسها، فهي بما قامت به من بطولة تفضح أنظمة الكذب والخوف والجبن التي بقيت سنين تردد أنها تدعم القضية وتساندها لتكشف الأحداث حقيقة مواقفهم وزيف ادعاءاتهم وتخاذلهم وخياناتهم عبر السنين، هكذا حال المطالبين برأس حماس اليوم يريدون قتل الشرف والعزة والكرامة، يريدون قتل الإباء والصمود والتحدي، يريدون قتل الشجاعة والأنفة والبطولة، يريدون قتل القدوة والأسوة في الشهامة والرجولة، كل ذلك بهدف تبرير ضعفهم… تبرير هوانهم …. تبرير خذلانهم أمام شعوبهم، كل ذلك لتبرير موالاتهم وتطبيعهم لأبناء القردة والخنازير، كل ذلك لتبرير عجزهم عن إدخال مساعدات إغاثية للأطفال والنساء والمرضى، كل ذلك لتبرير موقفهم المتخاذل لنصرة أهلنا في قطاع غزة. *استبشروا خيرا فالنصر آت* في حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (من قال هلك الناس.. فهو أهلكهم) أي أنه عليه إثم هلاكهم، وفي رواية أخرى أنه اشد هلاكاً من غيره إذا كان الهلاك سيقع بهم، ويحثنا هذا الحديث من قائله الذي لا ينطق عن الهوى أن نكون متفائلين بالنصر ونبشر الناس بالنصر، وإذا سئلت متى ستنتهي حرب اليهود على غزة فقل قريباً يأتي نصر الله، قل قريباً سوف تزال هذه الغُمة التي طغت على قلوب أهل غزة وأذاقتهم العذاب والتشريد والتجويع وفقدان الأعزاء، قل قريباً سيأتي النصر وتلوح تباشيره في الأفق، بشريات النصر آتية لا محالة إذا أخذنا نحن بأسبابها، وما نعيشه من محن يحمل في طياته المنح إذا نحن صبرنا واحتسبنا الأجر من الله، وما فقدناه فإن الله قادر على تعويضه وهو المعطي وهو المانع وهو على كل شيء قدير. *كسرة أخيرة* الحروب والابتلاءات التي أحلت بأهلنا في غزة، نؤمن إيماناً قاطعاً بأنه لا يحدث شيء في الكون بدون علم الله وإرادته سبحانه... فاطمئن، هذه الحرب حدثت بعلم الله، لا أحد من البشر يسيرها وفق هواه.. فاهدأ، لا شك أن هناك حِكمة من اندلاعها، قد نعرفها وقد نجهلها.. فافهم، سُنّة الابتلاء ماضية، وقد يكون فرديًا أو جماعيًا.. فاعقِل، هذه الدنيا دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترحٍ، لا منزل فرح.. فتذكّر. حين تضِلُّ الأمم والشعوب وتنحرف، يُرسل الله الابتلاءات وآيات التخويف، قد تبدو في الظاهر قاسية، ولكنها في الباطن خيرٌ ورحمة.. فاستبشروا خيراً. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية

4191

| 27 ديسمبر 2023

ديسمبر لتجديد العهد والولاء والانتماء

أصبحت احتفالاتنا باليوم الوطني لا تقتصر على ذكرى التأسيس وحسب ومظاهر الاحتفال، وإنما هو احتفال بالإنجازات وتجديد للولاء والانتماء، والفخر والاعتزاز بإنجازاتنا التي تحققت خلال مسيرة النهضة العملاقة في بناء هذا الوطن ورفعته. ويتصادف الاحتفال هذا العام بظروف استثنائية تمر بها الأمة العربية والإسلامية واجتياح الاحتلال الاسرائيلي لأرض غزة الحرة الأبية والعصية على العدوان، وكان خبر وفاة الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة أطل هذا العام بظلاله الحزينة على اشقائه القطريين، ويومنا الوطني هذا العام نعتبره يوما نعبّر فيه عن فخرنا بالانتماء إلى هذه الأرض الطيبة، وعن ولائنا لقيادتنا الحكيمة، ونجدد عهدنا لولاة أمرنا بمناسبة هذا اليوم الذي نعيد فيه ذكرى تأسيس دولتنا الفتية ونفخر بمؤسسها والرجال الأولين الذين بذلوا الغالي والنفيس لبناء هذه الدولة التي اصبح الجميع يشير إليها بكل فخر وامتنان وحب. *فرصة تاريخية* نحتفل اليوم وقد رسخت في أذهان هذا الجيل والأجيال القادمة مفهوم في غاية الأهمية، وهو أن السيادة الوطنية واستقلال القرار السياسي الوطني مقومات أساسية لوجود الدولة وصيانة كرامتها، وأن العالم الإسلامي والعربي في اشد الحاجة الى مد يد العون لنعيد أمجاد بطولاتنا التاريخية التي نقلت العالم من عصر الظلام الى عصر النور والعلم، لذلك قامت دولتنا الفتية بدورها الكامل في هذا المجال عندما ضمدت جراح إخواننا الأفغان وقبلها جراح المتحاربين في السودان والآن تقوم بدورها التاريخي في غزة لوقف الحرب الظالمة على أهل فلسطين، الأرض التي بارك الله فيها لوجود المسجد الأقصى المبارك. وما يجب علينا فعله ونحن نمر بهذا اليوم الوطني هذا العام أن يكون وقفة وفرصة تاريخية لاكتشاف مقدرات الوطن وأبنائه، حيث تم إحداث تغيير مهم في نمط التنمية الاقتصادية في البلاد، وارتفعت مؤشرات التنمية الاقتصادية، وانتعشت الصناعات المحلية، وأسهم قطاع النقل في نسبة النمو الاقتصادي والعمراني، ونعيد ذاكرتنا بكل فخر وشموخ احتفالنا العام الماضي في هذا اليوم باختتام فعاليات مونديال قطر 2022 النسخة الأميز على مستوى العالم. *تجديد العهد والولاء* ويأتي احتفال هذا العام ونحن مستبشرون بالعز والفخر لأننا مؤمنون بقائدنا بأنه يسير بنا إلى طريق العز والكرامة، وعدم الرضوخ والتبعية، لأننا شعب تربينا على الرفعة والكرم، وطاعة ولي أمرنا في ما يحبه الله سبحانه وتعالى».; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59 سورة النساء). *كسرة أخيرة* أنتهز هذه المناسبة العظيمة على قلوبنا لأهنئ القيادة والرعية ولأخواننا المقيمين معنا ونجدد ولاءنا وفخرنا وعزتنا لقيادتنا الرشيدة، ونسأل الله العلي القدير ان يعيد علينا هذه المناسبة في العام القادم وارض فلسطين محررة وجميع بلاد المسلمين، والمسجد الأقصى حر يصلي فيه من يشاء من المسلمين من كافة انحاء العالم. ودامت قطر بالعز تسمو حرة لجيلنا ولأجيالنا القادمة الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية Falghazal33@gmail.com

723

| 20 ديسمبر 2023

العقيدة هي التي هزمت الصهاينة

هل سألنا أنفسنا لماذا استهدف طيران الاحتلال تدمير المساجد والمدارس والمستشفيات والكنائس بقطاع غزة في بداية الحرب، والتي بلغ عددها حتى الآن 192 مسجدا، كما استهدف جميع المدارس بكافة انواعها سواء العامة او الخاصة او التابعة لمنظمة الاونروا، وتقول الاحصائيات انه في اول اسبوعين فقط من بداية الحرب تم تدمير 31 مسجدا؟، والجواب واضح للعامة بأن الهدف هو منع الهاربين من الموت الاحتماء في هذه المرافق، ولكن هناك سببا اقوى من كل هذا وهو لأنها تستهدف اولا واخيرا تدمير العقول ومنابع العقيدة والتمسك بالايمان التي يتمتع بها اهل غزة والمسلمون عموما وهذه المؤسسات التعليمية هي التي جعلت اهل غزة يصمدون امام ضرباتهم المتوالية خلال السنوات الماضية وهي التي صنعت لنا ابطال المقاومة، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن اكثر ما يرعب العدو الصهيوني هو العقيدة والجهاد. قبل شهرين من بداية طوفان الاقصى وبالتحديد في شهر اغسطس الماضي تم الاحتفال بتخريج دفعة من صفوة القراء بغزة والتي بلغت حوالي 1471 حافظا وحافظة للقرآن الكريم ترتيلا وتجويدا وتفسيرا من جميع الفئات العمرية ومن الفئتين رجال ونساء، هذا الخبر ارعب حكام الاحتلال وقاداتهم كما ارعب الغرب كله لأنهم يعلمون جيدا ان من يحمل في صدره كتاب الله وهو الحق المنزل من عنده سبحانه وتعالى يحمل العقيدة والمثابرة والايمان، هذا ما وضح جليا في ثبات اهل غزة وصبرهم على البلاء والقتل والتشريد ولم تصدر كلمة واحدة من ابناء فلسطين كلهم ضد المقاومة او أن يحمّلوا المقاومة اسباب ما جرى لهم من تقتيل وتشريد لأبنائهم وآبائهم وامهاتهم بل كانت كلمات الحمد والصبر واللعنة ضد الصهاينة المحتلين هي التي علت في سماء غزة وسط ركام المباني واشلاء الشهداء، هذه الكلمات هي التي ارعبت حكام اليهود والغرب ولكن كان لها أصداء أخرى لدى شعوبهم التي سعت لقراءة هذا القرآن المعجزة وهذه العقيدة لمعرفة هذا الايمان الذي جعل هذا الشعب المكلوم صابرا وصامدا بل يحمد الله عز وجل على ما اصابه، ومتضرعا اليه لتفريج كربته. يدهشنا فلسطينيون بمختلف شرائحهم وأعمارهم، أطفالا كانوا أو نساء، رجال من المدنيين هم أو مقاتلون منخرطون في مشروع التحرير الذي هو كالقيامة آت لا ريب فيه يتشبثون بالأرض بينما آلة الموت الصهيونية تحصد آلاف الأرواح بصواريخها وقنابلها الفسفورية المحرمة ورصاصها ومدافعها الغادرة، فلسطينيون اقتُرح عليهم مغادرة قطاع غزة وهو يتهاوى تحت القصف فرفضوا، طلبوا منهم التنكر لحماس طلبا للخلاص والنجاة فأبوا، ولسان حالهم يقول حماس منا وفينا، وفلسطين أرضنا وأرض أجدادنا نحيا بها وعليها أحرارا أو نموت أحرارا. العديد من العوائل في غزة والضفة تم شطبها كليا من سجل الحالة المدنية، فأضحت الأسر تتفرق عبر أماكن عديدة حفاظا على النوع. أسر آثرت التمسك بأرضها حيث لا بيت ولا ماء ولا كهرباء ولا علاج ولا غذاء، وبين هذا المشهد وذاك الذي رسمه الصهاينة في مستوطنات العار يقف العالم - خاصة الغربي منه - متسائلا عن سر هذا الصمود غير المسبوق، وما مصدر القوة التي تمنح الفلسطينيين في غزة الثبات والتمسك بالحياة على أرض يتراقص فيها شبح الموت ويتراءى ليل نهار، ذلك هو الايمان مصدر هذا الصمود وعلماء الغرب ورهبانهم واحبارهم يعرفونه جيدا ويرتعبون منه ليل نهار. كسرة أخيرة بمجرد أن أعلنت المقاومة الفلسطينية في غزة إطلاق عملية “طوفان الأقصى” وما تلا ذلك من رد صهيوني همجي ضد المدنيين في القطاع المحاصر، أصدرت مجموعة عرين الأسود بيانا حثت فيه على النفير العام ومقاومة الاحتلال الصهيوني. وفي نص هذا البيان استخدمت المجموعة عبارة طالما ترددت في أدبيات النضال الفلسطيني: “يا أبناء شعبنا البطل آن الأوان لكل فلسطيني أن ينهض كطائر الفينيق”. وهذا الطائر الذي لا يموت ابدا ويخرج من تحت الرماد.

1776

| 13 ديسمبر 2023

غزة تثبت للعالم أن الحق لا ينقطع عن الأمة

في حديث عن معاوية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك»، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: «ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» متفق عليه. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة»، ما قام به أبطال غزة هو إحياء سنة فضل ثبات الحق والعمل به، وللرد على من يقول بأن ما قام به الأبطال مجاذفة وتسبب في قتل شعب غزة، نرد عليه بأن من يريد أن يثبت حقه لا ينتظر النتيجة التي يسفر عنها إقدامه على إثبات حقه، وكم من شعوب أفنت الملايين من أجل الثبات على حقها في أرضها والتاريخ يحكي لنا الكثير من هذه البطولات التي راح ضحيتها الملايين وفي النهاية أصبحت أساطير بطولية لا يغفلها التاريخ طالما بقيت الحياة تدب على كوكب هذه الأرض. أبطال غزة لم يحيوا للعالم الإسلامي سنة فضل ثبوت الحق فقط وإنما ذكّروا العالم بما ينادي به ديننا الحنيف في التعامل مع الأسرى وأن الإسلام جاء ليقر مبدأ السلام بين الشعوب والأمم، معتبراً السلام هو الأصل والحرب هي الاستثناء، ورغم ذلك لم يتغاض عن وضع قوانين للحرب في حالة وقوعها، وقد وضع الإسلام عدة أسس للتعامل مع الأسير، وكفل له حقوقاً تحفظ سلامته وأمنه وكرامته. القسوة مرفوضة يقول العلماء: يحرم الإسلام التعامل مع الأسير بقسوة أو تعريضه للمهانة والذل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميراً على جيش أوصاه ومن معه من المسلمين بقوله: «لا تغلوا ولا تقدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا شيخاً»، وقال يوم فتح مكة: «ألا لا يقتل مدبر، ولا يجهز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن»، والإسلام حث على معاملة الأسير معاملة كريمة لا تهان فيها كرامته ولا تنتهك حرمته، وهذا ما فعله أبطال غزة حينما أفرجوا عن الأسرى اليهود لم يجدوا منهم غير المدح والثناء على المعاملة الطيبة التي لاقوها هناك وقالوا عنهم شعرا ونثراً أغاظ وحيّر كل الأعداء والمتواطئين مع الصهاينة. متلازمة غزة حدثت في السبعينيات عملية سطو على أحد البنوك وكان بطلها شابا يدعى (ايريل اولسون) وفكر أن يأسر عددا من الرهائن من موظفي البنك حتى تخضع الشرطة السويدية لشروطه وبالفعل خضعت الشرطة لشروطه وكان أحدها هو أن يأتوا به بأحد المجرمين المسجونين ليساعده في هذه العملية وسيارة للهروب بها من البنك، وكانت الشرطة حريصة على عدم التعرض لهم خوفا على حياة الرهائن المأسورين، وبالفعل خلال خمسة أيام من حجز الرهائن تولدت علاقة حميمة بين الخاطفين والأسرى وكانت معاملتهم حسنة معهم لدرجة أنهم رفضوا الخروج لوحدهم عندما طلبت الشرطة ذلك وفضلوا أن يخرجوا مع الخاطفين لعدم تعرض الشرطة لهم، وحلل أحد العلماء النفسيين حسن معاملة الخاطفين والعلاقة الحميمة التي تولدت بين الطرفين وسماها (متلازمة استكهولم) وذلك لتعاطف الأسرى والمخطوفين مع خاطفيهم ونشأت بينهم علاقة بعد الحادثة وزيارات لهم في السجون بل قاموا بحملة تبرعات لجمع تكاليف المحاماة للدفاع عن الخاطفين، وكانت قصة اشتهرت في ذلك الوقت وتم تأليف مسلسلات وأفلام وروايات عنها، وما حدث في هذه الواقعة في استكهولم هو بالضبط ما يتكرر الآن في غزة عندما تم إطلاق سراح الأسر الإسرائيلية، وكان منظر الطفل (محمد نزال) الفلسطيني الأسير وهو خارج من سجون الاحتلال ويديه تحت الجبص وهو يلعن من أسروه، وينتظر اليوم الذي ينتقم فيه منهم، ومنظر الأسيرة الإسرائيلية (دانيال) وبنتها وهما خارجتان من مكان كله إنسانية ورحمة ورأفة وصفت ذلك في رسالة مطولة قالت فيها (يبدو أننا سنفترق غدا ولكني أشكركم من أعماق قلبي على إنسانيتكم غير الطبيعية التي أظهرتموها لابنتي ايميليا وكنتم معها مثل الأبوين)، وعبارات أخرى مليئة بالشكر والثناء على أبطال غزة الذين كانوا يأسرونهم، هذا هو الفرق بين معاملة المسلمين الحقيقيين ودعاة حقوق الإنسان المزيفين. كسرة أخيرة ختاما لا نملك سوى الدعاء لأهلنا في غزة وننتظر أن تنهض أمتنا العربية والإسلامية وتنقذ ما تبقى من خطة صفقة القرن التي أعلنها الغرب ومن ضمن بنودها تهجير أهل غزة إلى سيناء وأهل الضفة إلى الأردن، ونقول للغرب واليهود (حتى لو قتلتم كل الأطفال، موسى واحد سينجو» ولن تفلت إسرائيل من قدر الله في هلاكها لظلمها وإفسادها، وفرعون قتل الأطفال خوفاً من ظهور موسى، وحين جاء قدر الله تربى موسى في قصره، ونجا موسى وهلك فرعون كما سيهلك اليهود قريبا بإذن الله، وسينتصر أهل الحق، وستُهزمون.

1473

| 06 ديسمبر 2023

الفلسطينيون الأفضل في الدفاع عن أوطانهم

هل تصدق أن هذا عنوان في افتتاحية جريدة هآرتس الإسرائيلية، وتفضح الافتتاحية الآلة الحربية الإسرائيلية التي انكشفت على حقيقتها بعد هجوم طوفان الأقصى وأسر جنودها بل قتلهم، وهذا ما لم يكن يتوقعه يوما من الأيام أي إسرائيلي أن يحدث لجيشه الذي أفهمته قياداته بأنه لا يقهر، وتقول الصحيفة إننا تعرضنا لحرب نحن من بدأها وأوقد نارها ولكننا لسنا من يديرها وبالتأكيد لسنا من ينهيها، وفي المحصلة النهائية لن تكون نهايتها في صالح إسرائيل.كانت ثورات عرب الداخل في المدن الإسرائيلية هي الأشد تأثيراً على الرأي العام الإسرائيلي إذ إنهم لم يتوقعوا أن يستنهض الفلسطيني أينما كان وجوده ويطالب بحقوقه وأرضه بعد أن اطمأن من يقود الاحتلال أنهم سيطروا على عقلية الفلسطيني الموجود داخل حدود الأراضي المحتلة، وتعتبر الصحيفة هذا نذر شؤم بالنسبة لهم، وتؤكد أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، بل إنها كانت تحتاج إلى أفق أبعد مما فكروا فيه. أخيراً تأكد لجميع شعوب العالم أن الفلسطينيين هم فعلا أصحاب الحق والأرض بعد الوقفة القوية والشامخة التي وقفها أهل غزة في وجه الغزاة، وتضحيتهم بكل ما يملكون من أجل ثباتهم في أرضهم والدفاع عنها بأنفسهم وأغلى ما يملكون من الأبناء والزوجات، وأثبتوا أنهم أكثر شعوب العالم تمسكاً بأرضهم، وأعطوا العالم دروساً في الانتماء والتمسك والتجذر بالأرض سيسجلها لهم التاريخ بأحرف من ذهب، وذلك أن أذاقوا اليهود الويلات والذعر بإقدامهم وبسالتهم التي ترعب كل عدو، ولو أن الشعب الإسرائيلي المحتل متمسك بأراضيه لما رأينا ما رأيناه من هجرة اليهود بهذه الأعداد الهائلة في المطارات وهم يسارعون للهجرة منذ أول يوم لبدء الحرب.وأضافت الصحيفة أنه أثناء حرب غزة وإطلاق صواريخ المقاومة على المدن الإسرائيلية فإنها تخسر كل ثلاثة أيام 912 مليون دولار من طلعات الطائرات، وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الآليات بالوقود واستهلاك الذخائر والصواريخ على كافة أنواعها، ناهيك عن تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة وتوقف معظم المؤسسات وأعمال البناء وشلل تام في جميع مجالات الزراعة وموت الدواجن على أنواعها في المزارع بعشرات ملايين الدولارات وتعطل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ والتدمير الذي حدث للبيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع بفعل هذه الصواريخ. ما قامت به المقاومة الفلسطينية الباسلة يوازن في القوة والإقدام والنتائج ما تقوم به جيوش دول كاملة العداد والعدة، بل إن جيوش تلك الدول كما رأينا لن تجرؤ على القيام بما فعلته المقاومة من إقدام وبسالة في أيام معدودات، فقد أسقطت هذه البسالة القناع عن الجندي الإسرائيلي الذي أوهم نفسه بأنه لا يقهر، وهذا الإقدام والبطولية قام بها أحفاد من تم طردهم من أراضيهم وليسوا هم أصحاب الأرض ومن تم طردهم فكيف إذا كانوا هم من تم طردهم؟. *كسرة أخيرة* ونحن كشعوب عربية وإسلامية لا نملك إرادتنا أن ندعم أهل فلسطين إلا بالدعاء لهم بالنصر، ونسأل الله أن يستودع غزة وأهلها وأرضها وجوها وبحرها ومجاهديها ومرابطيها فيحفظهم بحفظه وهو خير الحافظين، وأن يكون عوناً ونصيراً لهم ويبدل خوفهم أمناً، ويحرس فلسطين الحبيبة إلى قلوبنا بعينه التي لا تنام. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية

2343

| 29 نوفمبر 2023

غزة الصمود والعزة

صمود أهل غزة أمام أقوى جيش في العالم، مزود بأحدث الأسلحة الفتاكة، فجيش إسرائيل كما هو معلوم ما هو إلا الجيش الأمريكي، ويعتبر أقوى رابع جيش في العالم، وبرغم هذا كله، فإنه عاجز عن تحقيق أهدافه التي أعلن عنها عند هجومه على أهل غزة، برا وبحرا وجواً، والذي يتمثل في إعادة الأسرى المدنيين والتخلص من المقاومة، لأنه حتى الآن لم يعثر على أبطال المقاومة الأشاوس ولم ينجح في استعادة أسير واحد من الأسرى المحتجزين لدى أبطال المقاومة، إلا أنه يقتل الأطفال، والنساء، والشيوخ؛ من أجل العجز، والفشل، والخيبة. * قوة أهل غزة الخارقة* العالم في دهشة واستغراب كيف يذلُّ أبطال المقاومة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر كما زعموا، برغم قتل الصهاينة عشرات الأطفال، والنساء، والشيوخ، في كل ساعة وكل يوم تشرق فيه الشمس؟، يقول الحق - سبحانه وتعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، نحسب أن الله سبحانه وتعالى يستجيب للاستغاثات التي تطلقها النساء عبر الفضائيات: يا الله، يا رب، وكذلك ما يقوله أي طفل فقد عائلتَه كلها. * كيف يكون السلم مع الأعداء؟* السلام عبارة نسمعها كثيراً، دون أن ندري ما هو هذا السلام المقصود؟ ليس المقصود التخاذل، والقبول بالاحتلال، والأمر الواقع، يقول المولى عز وجل {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ}؛ أي: لِما فيه مصلحتكم، لما فيه نفع لكم، لكن أين نجد السلم في اتفاقية بين حماس والكيان الصهيوني؛ تشديدهم في الحصار والاحتلال، وحرمان أهل غزة من الماء والدواء والغذاء؟ أي سلام يدعو لاستمرار احتلال فلسطين؟ أي سلام يسمح للصهاينة باغتصاب أرضنا العربية الإسلامية، وتهجير أهلها، وقتلهم، وتعذيبهم؟ إن السلام المقصود في قول الحق - سبحانه وتعالى - هو سلام المنتصر، هو سلام الجنوح للسلم، بعدما نستعيد أراضينا وديارنا، بعدما نتمكن من عدونا القاتل المجرم، ونعفو عنه بإرادتنا، فإن أراد أن يعيش بجوارنا، وفي حمايتنا، أهلاً وسهلاً، وإن أراد الخروج على السلام، فليس له إلا ما يستحق، نعم، نقبل بوجود يهود في فلسطين كما قبلهم العرب في بلدانهم لعشرات السنوات ولكننا لا نقبل بوجود هذا الكيان الصهيوني الممسوخ، الذي أقامته الصليبية العالمية حقدًا على الإسلام والمسلمين. * موقف قطر الثابت أمام الحق* المحنة التي يتعرض لها أهل غزة الآن كشفت حقيقة أهل النفاق، الذين يطعنون في المقاومة، وفي حركة حماس، وفضحت من كان يدعي البطولة والكفاح، وهذا ما تحدثت عنه الآية الكريمة: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [التوبة: 16]، أي: أحسبتم أن تتركوا دون أي اختبار وبلاء وامتحان، بلادنا الحبيبة قطر كان موقفها ثابتا من القضية الفلسطينية ونصرة أهلنا بغزة وها هي قيادتنا الحكيمة تنال الثقة أمام الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي والطرف الثالث المجتمع الدولي لدعمها في أن تكون الدولة الأصلح لإقامة أي اتفاق لتبادل الأسرى بين غزة وإسرائيل، وهذه فرصة لدولة الكيان الصهيوني المذلول أمام شعبه والعالم أن يقبل بهذه المبادرة بما تتمتع به قطر من ثقة أمام العالم لإنجاح هذه المهمة الصعبة التي تتطلب رباطة الجأش وقوة التفاوض وفرض الأمر الواقع. * كسرة أخيرة* إن ثبات أهل غزة لا يمكن تفسيره بأنه ثبات من عند أنفسهم؛ ولكنه تثبيت من الله - تعالى - لهم، أو كما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 7 – 11].

3792

| 22 نوفمبر 2023

ما بين غزة وأفغانستان

في الأسبوع الأول من الحرب الغاشمة على أشقائنا في غزة، كشف خبير دولي أمريكي اسمه مارك غارلاسكو عن أن المتفجرات التي ألقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، خلال أقل من أسبوع، توازي ما ألقته الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان خلال عام، فما بالك واليوم قاربت هذه الحرب اللعينة أسبوعها الخامس، وليعلم الجميع ومن يقول إن أبطال غزة بدأوا هذه الحرب، ظهر جلياً بأن مخطط طرد الفلسطينيين من غزة والضفة كان وشيكاً وبمساندة أمريكا والغرب وما فعله أبطال غزة هو دفاع عن ارضهم وشرفهم واكتشافهم لهذا المخطط الدولي، وكان طوفان القدس هو الضربة العاجلة والاستباقية لتخويف إسرائيل والمتحالفين معها بأن هناك أبطالا على هذه الأرض وعازمون على عدم تكرار ما فعلوه بأجدادهم، وأهل غزة 90 % منهم أصلا هم اهل شمال فلسطين المحتلة ونزحوا في ملاجئ في غزة ومنهم من لجأ الى الضفة الغربية وليس عندهم ما يخسرونه إما الموت والشهادة بعزة وكرامة في ما تبقى لهم من ارض او النصر الذي سيكون حليفهم وأظهروا لنا هؤلاء الأبطال ضعف الآلة العسكرية الإسرائيلية وبتحالف وتكالب أمريكا والغرب معهم لحفظ ماء وجه وليدهم الصهاينة الذين طردوهم من أرضهم قبل عشرات السنوات، وما كان تحالفهم هذا ودعمهم لإسرائيل إلا خوفهم من أن يعود الصهاينة إلى أوروبا وأمريكا مرة أخرى عندما ينتصر عليهم ويطردهم العرب من ارضهم. الأمة العربية في سبات عميق ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الأمة العربية تقف مكبلة الأيدي ومسلوبة الإرادة في اتخاذ القرار أمام ما يحدث لإخوانهم المسلمين في ارض فلسطين ارض الأقصى المباركة التي وصفها الله لنا في كتابه بأنها الأرض التي بارك فيها من حولها للعالمين، وأبطال غزة يؤمنون بأن الله يبشرهم بالنصر إذا عزموا على تحقيقه وفي عقيدتهم البشرى التي بشرها لهم الله، لذلك لم ينتظروا أي دعم أو عون من إخوانهم العرب وقاموا بالمهمة بأنفسهم وبإمكانياتهم التي أرهبت العالم وبأقدامهم وبسالتهم التي نالت إعجاب العدو قبل الصديق، وسمعنا في الأخبار أن بعض الشعوب غير المسلمة أصابها الذهول وبدأت في قراءة القرآن والتعرف على ديننا بسبب بسالة أبطال غزة وصبر أهلها على ما يحدث لهم من عدوان غاشم، ورغم الخذلان العربي هناك إرهاصات وبعض الإشارات التي تأتينا من شعوب وحكومات دول أخرى ووقوفهم ضد العدوان وأحرجوا حكامنا العرب المقيدين والمتخاذلين في مواقفهم، ولكن بأيدي هؤلاء الأبطال ستكون البشرى والنصر للأمة التي خذلتهم. كسرة أخيرة دامت حرب السوفييت وأفغانستان عشر سنوات، كان هدفها هو دعم السوفييت للحكومة الأفغانية التي كانت تعاني وقتها من هجمات الثوار المعارضين لها باعتبارها حكومية شيوعية فقامت كل من أمريكا والصين وباكستان وإيران وبعض الدول العربية بدعم المجاهدين الأفغان وأعلنوا الجهاد في كل بلدان المسلمين وبإيعاز ودعم من أمريكا وكأن أمريكا أصبحت وقتها شيخة المجاهدين وكل ذلك لدحر السوفييت من أرض أفغانستان، وفي عام 1980م تبنى وزراء خارجية 34 دولة في منظمة التعاون الإسلامي قرارًا يطالب «بالانسحاب الفوري والعاجل وغير المشروط للقوات السوفييتية» من أفغانستان، أين نحن الآن مما يحدث في غزة ولأهل فلطسين، أليست فلسطين دولة عربية إسلامية واجب الوقوف معها ونصرتها، أين النداءات والاستنفارات التي كانت تنادي بها حكومات الدول الإسلامية وقت غزو السوفييت لأفغانستان باعتبارها دولة إسلامية، أم أن شيخة المجاهدين أمريكا لها رأي آخر، متى سيصحو العرب والمسلمون من غفوتهم لنصرة إخوانهم في فلسطين؟. الخبيرة التربوية والكاتبة الصحفية

1848

| 15 نوفمبر 2023

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4272

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2031

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1785

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1452

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1167

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

909

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

849

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

708

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

669

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

645

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

594

| 08 ديسمبر 2025

أخبار محلية