رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

العالم الإسلامي يتخلف مجددًا عن ركب ثورة جديدة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أتمنى لو أننا قادرون على تنبيه الجميع لدرجة إثارة الخوف بداخلهم. أتمنى لو أن رؤساء الدول، والمسؤولين، وسائقي سيارات الأجرة، والطلاب، والشرائح الاجتماعية كافة، يتكلمون في هذه القضايا.وأتمنى لو أن المحطات التلفزيونية، والصحف، والإذاعة، والمواقع الإلكترونية، تنشر كل يوم، كل يومٍ مواضيع وبرامج تهدف لتحذير أفراد المجتمع، وتوعيتهم، وجذب انتباههم.أتمنى لو يتم تدريس هذه القضايا والمواضيع في المدارس، من الصف الأول الابتدائي حتى المرحلة الجامعية، ويتم الحديث فيها وتعليمها وتربية الأطفال في ظلها.أتمنى لو يضع العالم الإسلامي جميع النقاشات جانبًا، ويصب تركيزه على هذه القضايا فقط. البشرية على مفترق طرق جديد: الثورة الرقميةما أريد قوله في هذا الموضوع الذي يشغل بالي منذ ما يقرب من عام، هو ما يلي:العالم يشهد ولادة ثورة جديدة، ونحن منشغلون وبعيدون عنها مرة أخرى. في مكان ما، هنالك عالم يتكون من جديد، ونحن لسنا موجودون داخله مرة أخرى. أحد ما، يقوم بثورة من شأنها التأثير على مستقبل البشرية، وأطفالنا، وأحفادنا، والأجيال القادمة، ونحن بعيدون عن قلب تلك الثورة. نعيش في أيامنا هذه بمعزل عن الثورة الجديدة، كما عاش العالم الإسلامي بمعزل عن الثورة الصناعية خلال القرن التاسع عشر. الثورة التي نعيش بمعزل عن تطوراتها تدعى "الثورة الرقمية".إن اكتشاف البشرية للنار، والعجلة، والكتابة، والورق، والرقم "صفر"، والثورة الصناعية، ستكون أحداثًا لا تمتلك أهمية كبيرة مقارنة بما يشهده العالم من تغيرات في ظل "الثورة الرقمية". العالم يتغير بسرعة مذهلة، ويشهد منعطفات وتحولات مفصلية. تخيلوا أن الهواتف النقالة والحواسيب التي تم صناعتها قبل 10 أعوام فقط باتت تعرض في المتاحف. كل شيء يتطور بسرعة كبيرة. ونحن حاليًا في خضم هذا التغيير والتحول. ونحن، في العالم الإسلامي كله، باستثناء عدد قليل من البلدان الآسيوية، نعيش خارج عالم "الثورة الرقمية"، نعيش بمعزل عن هذه الثورة حتى أن مسألة تضييق الهوة الحضارية بيننا وبين الحضارة الغربية باتت تشكل ضربًا من ضروب الخيال. نعم.. البشرية تقف على مفترق طرق مفصلي ومهم، ونحن نعيش بعيدين جدًا عن أعتابه. أصبحنا عبيدًا للهاتف المحمولستقوم الأجيال القادمة في القرون القادمة بانتقادنا، تمامًا كما انتقدنا نحن علماء ومثقفي وضباط وسياسيي ومجتمع العهد العثماني، لتخلفه عن ركب الثورة الصناعية. عندما قامت الثورة الصناعية، لم يدرك أبناء ذلك العصر قيمتها وأهمية تحقيقها، ولما فهموا أهميتها كان الوقت قد فات، واليوم نحن في العالم الإسلامي نعيش الحالة نفسها، حيال "الثورة الرقمية"، وهذا هو سبب تخلفنا. هل تعرفون لماذا ينبغي علينا أن نصاب بالذعر؟لأن غيابنا عن ركب الثورة الصناعية كلفنا قرنًا كاملًا من الزمن، ومع ذلك، بقينا على قيد الحياة، ولم تدمر حضارتنا بشكل تام، وتمكننا خلال السنوات الأخيرة من تحقيق نزرٍ يسيرٍ من التحول الصناعي، ومواكبة الثورة الصناعية بالحد الأدنى. أما الثورة الرقمية، فهي شيء مختلف تمامًا، تتطور بسرعة لا تصدق. وتلقي بظلال تأثيراتها، وسرعة انتشارها، وتحولها، بشكل مدهشٍ للغاية. إذا تخلفنا عن ركب هذه الثورة أيضًا، فسيصبح حلم تضييق الهوة الحضارية بيننا وبين الغرب، ضربًا من الخيال، وسيصبح أحفادنا عبارة عن عبيد للهاتف المحمول، وسينسون تمامًا خصائصهم الحضارية، لذلك كله ينبغي علينا أن نشعر بالخوف على مستقبلنا وموروثنا الحضاري. صواريخ من اسطوانات غاز الطهي في مواجهة تقنية النانو للروبوتاتما هو الفرق الموجود بيننا؟لقد تمكن الغرب من تطوير تقنية النانو، بحيث استطاع صناعة روبوتات قادرة على التحرك في أوردة أجسامنا، والدخول إلى أدمغتنا، ومعالجة الشرايين المتصلبة، في الوقت الذي نستطيع نحن مشاهدة جميع تلك العمليات عبر البث المباشر. إذن، ماذا يفعل العالم الإسلامي؟ يقوم بتحويل اسطوانات غاز الطهي لقنابل وصواريخ، لنقتل بها بعضنا، المسلمون في سوريا والعراق وأفغانستان يذبحون بعضهم بأكثر الطرق بدائية. هذا هو الفارق الموجود بيننا.علينا أن نمنع استمرار ذلك، وعلى رؤساء دولنا، ومسؤولينا، ورجال أعمالنا، التعامل مع هذه القضايا.أتمنى لو يهتم الجميع بهذه القضايا ويشعر بالخوف على مستقبلنا الذي يكتنفه الغموض.

464

| 13 يناير 2016

قيامة العالم الإسلامي الصغرى

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعيش العالم الإسلامي منذ نحو 5 سنوات، مرحلة مخاض عسير، فيما يستمر انتشار الفوضى التي بدأت مع مرحلة "الربيع العربي"، وتحيط أزمات جمة مختلف الدول الإسلامية.مما لا شك فيه، أن أحد يعمل على إثارة حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، وأن دولًا أجنبية تعمل بشكل مستمر من أجل الحيلولة دون أن يتعافى العالم الإسلامي، وأن يبلغ درجة من الوحدة والقوة.رغم أن الجميع على دراية بذلك، إلا أن الدول الإسلامية لا تجتمع على طاولة مستديرة واحدة، للحديث عن المشاكل التي تعترضها وتعاني منها، ولا تقوم بإيجاد حلول لتلك المشاكل.القاتل والمقتول مسلمون، والسلاح غربيعندما يكون القاتل والمقتول مسلمين، وتكون البلدان المصدرة للسلاح هي بلدان غير مسلمة، فلا يتمنى أحد أن تنتهي الحرب بيننا.ارتفعت في بلدان العالم الإسلامي مشتريات الأسلحة خلال السنوات الخمس الماضية إلى 74%. فيما ارتفعت نسبة مبيعات الأسلحة في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بنسبة 47%. لذا، لا ينبغي لأحد أن يتوقع بأن هذين البلدين، يرغبان بإنهاء بيعهما للأسلحة.اليوم، تتحارب الدول الإسلامية مع بعضها البعض، إما مباشرة أو بشكل غير مباشر، ولا نجد دولة مسلمة واحدة، تقف على طرف نزاع مع الدول الغربية، أو دول غير مسلمة.وفي ظل أجواء الفوضى هذه، لا يمكننا التنبؤ بمدى حالة التخلف التي وصلنا لها مقارنة بالغرب، فدول مثل سوريا، واليمن، والعراق، وأفغانستان، أصبحت بلدانا من ركام. كما أن حالة التدهور الاقتصادي والسكاني والثقافي في الشرق الأوسط، أعمق بكثير مما نتصور. الحرب الطائفية تعبر عن "القيامة الصغرى"لسنوات، ونحن نتخوف من تحول حالة الفوضى والصراع المستمرة في المنطقة، إلى حرب طائفية بين المسلمين، لاسيما وأن شكل الصراع الذي حصل في سوريا والعراق واليمن بشكل خاص، كان ينذر بتحول الصراع إلى حرب طائفية.لعبت إيران دور البطولة في تأجيج هذا الصراع، ومع مساندة كل من روسيا والصين لحليفتهما إيران، أخذ الصراع يكتسب بعدًا أكثر خطورة. وتأتي كل من تركيا والمملكة العربية السعودية، على رأس البلدان التي تضررت بشكل كبير من حالة تأجيج الفوضى والصراعات في المنطقة.في الواقع، إن الأحداث التي بدأت مع تنفيذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام بحق "نمر النمر" بعد إدانته بالتورط بقضايا إرهابية، أظهرت بشكل جلي حجم الاحتقان الطائفي الموجود في المنطقة، وخطره الذي يهدد المنطقة برمتها.إن الهجمات التي استهدفت الممثليات الدبلوماسية السعودية، وحرق المساجد، وقطع العلاقات الدبلوماسية، كل هذه الأمور تعبر عن سياقات جدية، يجب أن تبعث في قلوبنا الرهبة والخوف على مستقبل المنطقة. النار تحرق الجميعيعتقد وجود 130 مليون شيعي، في العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليار و300 مليون نسمة،إن الحرب الطائفية، تشكل يوم قيامة صغرى بالنسبة للمسلمين، وفيما لو اندلعت حربٌ طائفية على نطاق واسع، فإن تلك الحرب لن تبقى منحصرة في منطقة معينة، بل ستمتد إلى جميع البلدان ، وستحرق (كما في سوريا والعراق) الأخضر واليابس. على الجميع، أن يسخروا جميع جهودهم من أجل إخماد هذا الحريق، والتعامل مع الأحداث برباطة جأش أكبر، وتغليب أعلى درجات الحس السليم. وليس لأحد أن يخمد هذا الحريق من خلال تشويه سمعة المذهب الآخر، وشتم ولعن قيمه المقدسة، فيما هكذا تورد الأبل. إن العالم الإسلامي يواجه قيامة حقيقية، والظروف الموضوعية لهذه المرحلة تضع جملة من المهام على عاتق كل فرد منا.

534

| 06 يناير 2016

الإرهاب في الشرق الإرهاب في الغرب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); العمليات الإرهابية في الشرق، هي حالة طبيعية، وجزء من الحياة، من الممكن أن يصادفها أي شخص كل يوم، هي عمليات موت وقتل.العمليات الإرهابية في الغرب، هي حالة غير طبيعية، متناقضة مع المجرى الطبيعي للحياة، لا يمكن أن تحدث عادة. الأشخاص الذين يفقدون حياتهم جراء عمليات إرهابية في الشرق، هم عبارة عن أرقام يجمعون ويستخدمون في الإحصاءات الدورية.صورة أي شخص من ضحايا الهجمات الإرهابية في الغرب، تحمل الكثير من المعاني والعديد من القصص الدرامية المؤثرة. ينظر إلى الهجمات الإرهابية في الشرق، على أنها بلاء عظيم ولعنة يستحقها البلد وأهله.فيما ينظر إلى الهجمات الإرهابية في الغرب، على أنها بلاء عظيم لا يستحقها ذلك البلد المتحضر وأهله المتمدينون.عندما تقع أي هجمة إرهابية في الغرب، يعقد رئيس الولايات المتحدة الأميركية مؤتمرًا صحفيًا على الفور يقول فيه "إننا نعتبر هذا الاعتداء بمثابة اعتداءٍ مباشر يستهدفنا".أما عندما يقع هجوم إرهابي في الشرق، فلا يعتبر ذلك معلومة أو خبرا له قيمة يمكن تقديمها للرئيس الأميركي، وإذا وقع ذلك الهجوم في بلد كتركيا، وبلغ عدد الضحايا أكثر من مائة شخص، فيمكن وقتئذ أن يعرب أحد المتحدثين باسم الرئيس عن تعازي بلاده في بضع كلمات.عندما يحدث أي عمل إرهابي في الغرب، تصف التصريحات ذلك العمل المستهجن بأنه يستهدف "نمط الحياة الغربية، حضارتها، والقيم العليا للمجتمعات الإنسانية".أما عندما يحدث أي عمل إرهابي في الشرق، فتصفه التصريحات بأنه عملية استهدفت "محطة للقطارات، أو مسجدا، أو أحد مركز التسوق".عندما يقع عمل إرهابي كبير في الغرب، يقولون بأنه شكل "نقطة تحول مفصلية في تاريخ العالم، وأن شيئًا لن يكون كمان كان في السابق".أما عندما يقع ذلك العمل الإرهابي في الشرق، فإن الجميع يكتفي بمقارنته بعملية كبيرة أخرى سبقته.عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، ويكون مرتكبوه "أشخاصا ملتحين يطلقون التكبيرات" فإنهم لا يكتفون بمحاربة المنظمات الداعمة للعملية فحسب، بل يجعلون جميع البلدان الإسلامية تدفع ضريبة ذلك العمل.أما عندما يقع عمل إرهابي مماثل في الشرق، فلا تدفع أي من الدول الغربية التي تقدم دعمًا علنيًا أو سريًا للمنظمة المنفذة ضريبة ذلك العمل، وتبقى تتصرف كأنها بعيدة كل البعد عن تبعات ما حدث. عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، تدين وسائل الإعلام ذلك العمل الإجرامي الفظيع، ومرتكبيه، وتلقي باللوم على أطراف خارجية.أما عندما يقع عمل إرهابي في الشرق، فإن وسائل الإعلام في البلاد، تتهم رئيس البلاد، ورئيس الوزراء، ورئيس الاستخبارات، بالمسؤولية عن تلك الجريمة.عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، فإن وسائل الإعلام تمتنع عن نشر صور أشلاء الضحايا الدامية، التي من شأنها نشر الذعر والخوف والشعور بالصدمة بين المواطنين.أما عندما يقع عمل إرهابي في الشرق، فإن وسائل الإعلام تعمد إلى بث أكثر الصور ومقاطع الفيديو دموية، مظهرة أشلاء الضحايا، المتناثرة ذات اليمين وذات الشمال. عندما يقع عمل إرهابي في الغرب، فإن الإعلان عن ضرورة الأخذ بالثأر، وإعلان حالة الطوارئ، وشن حرب على بلد آخر، مسألة طبيعية لا جدال فيها.أما عندما يقع ذلك العمل في الشرق، فإن أي خطوة يمكن اتخاذها على صعيد محاسبة الجناة، أو شن أي عملية عسكرية ضد المنظمة الإرهابية، يستدعي إعراب قادة الغرب عن "القلق، والحزن العميق" حيال التطورات الجارية. عندما يقع أي عمل إرهابي في الغرب، فإن الطبقة المثقفة لا تفتش عن دوافعها أبدًا في ملفات "الإبادة الجماعية" التي ارتكبت ضد الشعوب الأخرى، أو في سنوات الاستعمار والاحتلال والاستغلال والتمييز. إنما يفتشون عن الأسباب دائماً في انتماءات الإرهابيين الدينية أو الإثنية، ويناقشون تخلف مجتمعاتهم وتأخرها عن ركب الحضارة العالمية. أما عندما يقع اعتداء مماثل في الشرق، فإن المثقفين يرجعونه إلى "المعتقدات الدينية، وفشل نظام التعليم، الذي يخلق جيلًا من الإرهابيين في البلاد".في الغرب، المغذي الرئيسي للإرهاب في جميع أنحاء العالم، هو النظام غير العادل والجشع وعدم تقاسم الموارد بشكل عادل. في الغرب، إنكم على حق بقدر ما تمتلكون من سلطة وقوة.أما في الشرق، فأنتم مذنبون بقدر ما أنتم ضعفاء.

344

| 30 ديسمبر 2015

خارطة فهم حرب المتوسط

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أنا أحب الخرائط كثيرًا، وأنصح الجميع بامتلاك خرائط في منازلهم أو أماكن عملهم لدورها في فهمنا للعالم. سنحتاج الآن إلى خريطة للشرق الأوسط بما في ذلك البحر المتوسط، من أجل فهم الأزمة الحالية، إضافة إلى مسطرة وقلم رصاص. اعثروا على المنطقة التي تشكل مصب نهر النيل بالبحر المتوسط، والتي تعرف باسم "دلتا النيل" شمالي مصر، وارسموا خطًا بينها وبين مدينة أنطاليا التركية، المطلة على البحر المتوسط.. هذه هي المنطقة التي تسمى شرقي المتوسط. سنقوم بتصغير الرقعة قليلًا، ارسموا خطًا يصل بين جزيرة قبرص ومدينة اللاذقية السورية، (المنطقة الممتدة ما بين مدينة اللاذقية السورية وحتى الحدود مع تركيا، تسمى منطقة بايربوجاق ذات الغالبية التركمانية أرجو منكم تذكرها جيدًا).والآن، أرجو منكم هذه المرة، رسم خط من جزيرة قبرص إلى الجنوب، إلى ساحل شبه جزيرة سيناء المصرية. إن المنطقة الموجودة داخل هذا الحيز والتي تضم سواحل كل من إسرائيل ولبنان وسوريا وقطاع غزة ومصر، تسمى ساحل منطقة بلاد الشام. اكتشافات من شأنها أن تغير التوازنات في الشرق الأوسطضعوا إصبعكم على هذه المنطقة، لقد أعلنت دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية، في تقرير نشرته عام 2013، أن هذه المنطقة البحرية الصغيرة تحتوي على 3 تريليونات و450 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الذي لم يستخرج بعد.تمتد تلك المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي ما بين مناطق (سواحل) حيفا وتمار في إسرائيل، وزوهر في مصر (قبالة سيناء)، والمنطقة الممتدة ما بين مدينة اللاذقية وجزيرة قبرص.إن هذه الكمية من الغاز الطبيعي، كفيلة بتغيير كفة الموازنات في منطقة الشرق الأوسط وبلدانه.ليس هذا فحسب، بل إن هذا الاكتشاف العلمي، يعني أن منطقة شرق المتوسط تعتبر مركزًا مهمًا للثروات الأحفورية، ووجود الغاز الطبيعي يعني وجود كميات ضخمة من النفط، ما يضيف ثروات مضاعفة على الثروات المكتشفة.دعونا نعد الآن مجددًا إلى الخريطة، ونقوم برسم خط يبدأ من اللاذقية السورية مرورًا بالحدود مع تركيا باتجاه شمال العراق، ومرورًا بإيران، باتجاه بحر قزوين. المناطق الواقع تحت هذا الخط وحتى اليمن جنوبًا، تعتبر أغنى مناطق العالم بالنفط والغاز، وقد أضيف الآن إلى هذه المنطقة الكميات الضخمة المكتشفة في شرق المتوسط. والعالم بالنتيجة، بحاجة ماسة لهذا النفط والغاز.لقد ترك البريطاني "مارك سايكس" والفرنسي "فرانسوا جورج بيكو"، (اللذان قسَّما الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى) لتركيا منطقة قاحلة من ناحية الثروات النفطية، فيما تتدفق تلك الثروات في جميع المناطق المجاورة. وفي الوقت الذي ستنتعش فيه بلدان شرق المتوسط، نتيجة الكميات الضخمة المكتشفة من الغاز الطبيعي، لن تتمكن تركيا وشمال قبرص (بسبب عدم وجود اعتراف رسمي بها) من الاستفادة ولو "بقرش واحد" من تلك الثروات. فما هذا التقسيم غير العادل لجغرافيا المنطقة؟ الطاقة سبب كل الأزماتلننظر مجددًا إلى المناطق التي تشهد الحرب الأهلية في سوريا، وأزمة سقوط المقاتلة الروسية، وأزمة العراق والموصل، والأزمات مع إيران، وحتى الانقلاب العسكري في مصر.إن منطقة شرق البحر المتوسط وشمال العراق، غنية بالغاز الطبيعي والنفط، لدرجة أن يسعى لإرسال سفن حربية وقطع عسكرية إلى تلك المنطقة، من أجل الحصول على حصة من تلك الثروات.إن القضية في الحرب الأهلية السورية ليست قضية تنظيم "داعش" الإرهابي، أو جبهة النصرة، أو الشيعة والسنة، بل قضية استخراج تلك الثروات الهائلة من النفط والغاز، والحصول على حصة من تلك الثروات، ومد خطوط أنابيب جديدة لنقلها، وجنسية الشركات التي ستشارك في تلك العملية.وإذا ما تم نقل ذلك النفط والغاز إلى أوروبا عبر تركيا، فإن سلطة أنقرة وأهميتها الاستراتيجية ستكبر وتصبح أضعاف ما هي عليه الآن، وأي بلد لا يرغب بذلك؟ وكل ما تكابده تركيا في هذه المرحلة هو بسبب ذلك. لنفهم الأمور بشكل صحيح، ونسمِّ الأسماء بمسمياتها. تشن في هذه الأوقات عمليات واسعة النطاق من أجل عزل تركيا وشمال العراق (بارزاني) الغني بالنفط، عن التطورات الجارية فيما يتعلق بالثروات الجديدة في المنطقة، ودفعهما للقبول بحصص أقل من تلك الثروات، و لتقديم تنازلات كبيرة في هذا الصعيد. وعليه نستطيع تقييم قضايا من قبل سقوط المقاتلة الروسية قرب الحدود التركية، وأزمة القوات التركية في الموصل، ومشكلة إرهاب منظمة "بي كا كا"، ورديفتها في سوريا المتمثلة بمنظمة وحدات حماية الشعب، وقضية الدولة الموازية في تركيا، ومزاعم اتجاه تركيا نحو حكم ديكتاتوري، ضمن الإطار ذاته. ليس هذا فحسب، بل إن منطقة بايربوجاق التركمانية شمالي اللاذقية السورية، تقع أيضًا على قمة هرم قضية اكتشاف حقول الغاز الجديدة في البحر المتوسط، وتشكل نقطة استراتيجية مهمة في هذا السياق. يتساءل كثيرون عن سبب تركيز روسيا على قصفها لتلك المنطقة ذات الغالبية التركمانية والخالية من عناصر تنظيم داعش، إن السبب الرئيسي وراء ذلك، هو دفع سكانها التركمان على الهجرة من المنطقة التي يُمهَّد فيها لإقامة دويلات صغيرة للأسد، خالية من التركمان، ومركزها اللاذقية، والتي ستكون في المستقبل مركزًا أيضًا للطاقة.لنفهم الأمور بشكل صحيح، ونسمِّ الأشياء بمسمياتها، إن ما نشهده من أحداث حالية هي حرب البحر المتوسط، وسببها هي احتياطيات الغاز والنفط المكتشفة حديثًا في المنطقة.حولت إيران المنطقة إلى ساحة حريق كبيرة، من خلال دعم روسي واضح وصريح ومعلن، من أجل تدعيم موقعها وزيادة نفوذها وتأثيرها في المنطقة بأكملها، فيما تواصل تركيا التصدي لهذا المشروع التوسعي الجاري على حدودها.لا تغرقوا أنفسكم في البحث مطولًا ومناقشة الكثير من التفاصيل الأخرى، فقط انظروا إلى الخريطة وسترون الصورة الكاملة ماثلة أمامكم.

585

| 23 ديسمبر 2015

حريق في بلاد الرافدين

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعرضت بلاد الرافدين لحرائق كثيرة على مدار 6 آلاف عام من التاريخ المعروف، لما امتلكته من أراضٍ خصبة، وسحرت البشر بنهريها الهدارين (دجلة والفرات)، وجبالها وسهولها وهضابها. كما شكلت أرض الرافدين ممرًا لكل الطيور، وأوطانًا لكل الأمم، وحلمًا لكل الحكّام والقادة، فاستوطن بها السومريون، الأكديون، والبابليون، والآشوريون، الآراميون... فشهدت بلاد الرافدين مولد الشعوب القديمة، وأساس الحضارة الإنسانية، وعاصرت أعتى الحروب وأبشع المجازر والمعاناة، والفقر والخوف والترحيل، مثلما عاصرت الولادة، والحياة والخصوبة والابتكار.لم تكن الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وإمبراطورية الإسكندر الأكبر، والمغول، والأمويين، والصفويين والعثمانيين، إلا غيضا من فيض الإمبراطوريات التي تأسست، والأقوام التي استوطنت بأرض الرافدين، طوال 6 آلاف عام من تاريخها الطويل. اعتقد كل من سيطر على الأراضي الواقعة بين الرافدين، أنه امتلك قلب العالم، فأطلق عليها الفرس اسم "دل إيرانشاه" أي (قلب إيران). فيما أطلق العثمانيون على المنطقة اسم "شام شريف" (الشام المباركة)، فكانت مدن الهلال الخصيب مثل بغداد، والموصل، والبصرة وغيرها، تحظى بمكانة مرموقة لدى الدولة العثمانية. بلاد الرافدين هي مصيرنا وامتحاننااليوم، عادت أرض الرافدين لتشهد حريقًا هائلًا مرّة أخرى، وكما حدث طيلة آلاف السنين، عادت المنطقة لتدخل تحت نير حروب الوكالة وتصفية حسابات القوى العظمى، الطامعة بالحصول على ثروات المنطقة، وعدنا كما الأجيال السابقة، نقف شاهدين على محنة عصيبة. تكالبت الأمم على هذه الأرض من أجل الحصول على الحبوب، ثم الماء، ثم طرق التجارة، ثم النفط، أما اليوم فمن أجل الغاز الطبيعي.أما نحن أبناء أرض الرافدين، فنحترق بأوار تلك المعارك ونكتوي بنارها، ونخسر كل ما نملك في هذه الحرب. نحن الأتراك والعرب والأكراد... شعوب هذه المنطقة القديمة، وأممها الثلاث العظيمة. لقد كان قدرنا أن نعيش في هذه المنطقة التي لا تنضب ألمًا.. أرض الرافدين هي قدرنا وامتحاننا وقصتنا. كل مدينة قامت على ضفاف دجلة أو الفرات، تشهد حريقًا هائلًا لا يُبقي ولا يذر، إن من يموت من أبناء ديار بكر والموصل وحلب وبغداد، هم مرة أخرى، الأتراك والعرب والأكراد... لم تشهد المنطقة فوضى بهذا الحجم، وتداخلات في مصالح القوى الكبرى، منذ الغزو المغولي والحرب العالمية الأولى. إطفاء الحريق يمر باتحاد ثلاث أمم قديمةلم تطلع الشمس على محيا أرض الرافدين، منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن. لم يكفهم ما قاموا به من تقسيم للمنطقة، ليعودوا مرة أخرى لتقسيم المقسَّم، وتفتيت ما تبقى من قطع صغيرة. والنتيجة.. المزيد من الألم، المزيد من الحروب، الكثير من الموت.في الواقع، إن خلاص أرض الرافدين، لن يتحقق إلا باتحاد أممه الثلاث القديمة، الأتراك والعرب والأكراد، عندما يولد مثل هذا الاتحاد، فسيعم السلام على هذه الأرض، وستخمد كل الحرائق المستعرة الآن.إن تحالفنا وتعاوننا وصداقتنا موجهٌة لإخماد الحريق الناشب في بيتنا، فلسنا نطمع بالحصول على أرض أحد، ولا الاستيطان في منزل أحد، خاصة وأننا جميعًا أبناء منطقة واحدة، اسمها أرض الرافدين.. علينا أن نلتقي بعد طول فراق وأن نضع حدًا لهذا المنفى. علينا أن نقدم على ذلك بحكم ودراية وعقل راجح، من خلال الدبلوماسية والاقتصاد والاتصالات والثقافة والفن والعلم، وإلا فلن نتخلص نحن أبناء أرض الرافدين من جشع الذئاب الضارية، التي أتت من كل حدب وصوب ومن على بعد آلاف الكيلومترات، طامعة بالسيطرة على أرضنا، وثرواتنا.

558

| 16 ديسمبر 2015

هل أسقطت روسيا مقاتلتها عمدًا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد إنجلاء العاصفة التي أثيرت جراء سقوط الطائرة الحربية الروسية، شهدت هيئة الأركان العامة التركية ومقر حلف شمال الاطلسي (الناتو) نقاشات تمحورت حول سؤال مهم: هل عمدت روسيا على إسقاط طائرتها؟ اسمحوا لي أن أشرح الأسباب التي أدت إلى طرح هذا السؤال.روسيا تسعى للتمدد في الشرق الأوسطدعونا نتذكر التطورات التي سبقت حادثة سقوط المقاتلة الروسية: قالت الولايات المتحدة "لن أرسل جنديًا واحدًا إلى الشرق الأوسط، ولن أتدخل في المعارك الجارية هناك، لكن بإمكاني إمدادالأطراف المتصارعة بالسلاح"، ما أدى إلى ظهور فراغ كبير في المنطقة، فافتقد "الحي" فجأة "شرطيه".أدركت روسيا حقيقة هذا الفراغ، ووضعت ثقلها من أجل ملئه، وأنشأت قاعدتين عسكريتين في سوريا، الأولى بحرية، والثانية برية، وملأت شرق البحر المتوسط بالسفن الحربية، قوبلت تلك الإجراءات بتهليل وترحيب من قبل العراق، وإيران، وسوريا.أجرى المسؤولون الروس زيارات إلى إسرائيل والأردن، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، حاملين معهم رسائل تقول "أنا قادمة إلى المنطقة بقوة وسأكون بديلة عن الولايات المتحدة الجبانة، وسأكون مستعدة لأكون القوة البديلة المستعدة لحمايتكم".عملت روسيا على إثبات قوتها، ودفعت بمقاتليها إلى التحليق والانطلاق من القواعد الجوية التي بنيت في سوريا على عجل، على مسمع ومرآى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبدأت بضرب جميع القوى المعارضة لنظام الأسد، مدعية أنها تقوم بضربات عسكرية ضد تنظيم داعش، وفي الوقت نفسه، انتهكت مرارًا المجال الجوي التركي، وتحرشت كذلك عدة مرات بالسفن التركية.سعت لإحضار منظومة "س 400" مرارًا إلى المنطقةلم تتوقف روسيا عند هذا الحد، وسعت إلى جلب منظومة "س 400" للدفاع الجوي الأكثر تقدمًا إلى المنطقة، ردت عليها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في المنطقة بالقول "لا داعش ولا المعارضة يمتلكون أي نوع من الطائرة، ووجود مثل هذه المنظومة يشكل تهديدًا لأمننا القومي"، وسعوا إلى منعها من نقل تلك المنظومة إلى المنطقة. بعثت الروح مجددًا في جسد إيران المنهكة تمامًا جراء انغماسها في الحرب السورية، وذلك من خلال التدخل الروسي، وبدأت تستعيد المناطق التي خسرتها لصالح قوات المعارضة السورية، إلا أن الأوضاع شهدت توترًا كبيرًا بعد شن روسيا هجمات على المناطق التركمانية المدعومة من قبل تركيا (حليفة الولايات المتحدة)، وخلف الأبواب المغلقة، أبدت كل من تركيا والولايات المتحدة ردود فعل صارمة إلا أن ردود الفعل تلك لم تردع روسيا عن مواصلة طريقها في تصعيد التوتر.جميع تلك التطورات حدثت قبل سقوط المقاتلة الروسية. هل ضعف موقف روسيا في الشرق الأوسط أم تعزز؟في صباح أحد الأيام، عاودت الطائرات الروسية خرق المجال الجوي التركي مرة أخرى. "قناة جوارد" المفتوحة دائمًا في جميع الطائرات حول العالم، كانت مغلقة. ولم تجب تلك الطائرات على التحذيرات التركية التي جاءت عبر الخط اللاسلكي، علمًا أن التحذيرات التي بعثتها تركيا سمعت من قبل طائرات أخرى حول في دول أخرى، استمرت الطائرات الروسية في انتهاك المجال الجوي وبالنهاية تم ضربها.سارعت روسيا إلى اتخاذ "الإجراءات اللازمة" فورًا وكأنها كانت تنتظر شيئا كهذا. أول ما فعلته، كان إحضار صواريخ من منظومة "س 400"، التي اعترضت عليها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي. ودفعت بأكبر سفينة بحرية تمتلكها في المتوسط إلى قبالة الشواطئ التركية، وزادت من عمليات القصف التي تستهدف قوات المعارضة السورية، ورفعت حجم ذخيرتها العسكرية في المنطقة وكأنها ستدخل حربًا ضد الجميع.في الواقع، استغلت روسيا هذه الفرصة لتخلق لنفسها موطئ قدم يضمن لها الاستقرار في المنطقة. ومن الآن فصاعدًا ستكون روسيا صاحبة كلمة قوية في المنطقة، ليس عسكريًا فقط وإنما في رسم خريطة المنطقة، وتحديد الأنظمة الحاكمة، وأعمال استخراج الغاز الطبيعي والنفط وتوجيهها في البحر المتوسط والعراق وسوريا. أي أنها على الأقل، ستتذرع بحماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.التغلب على الأزمة الاقتصادية من خلال الحربدعونا لا نغفل عن قضية أخرى، خططت روسيا ميزانيتها السنوية الخاصة بالعام الماضي، استنادًا على بيع برميل النفط مقابل 110 دولارات. انخفضت قيمة برميل النفط اليوم إلى 45 دولارا. وفي الواقع فإن روسيا بدأت تشهد مشكلة اقتصادية مزمنة منذ العام الماضي.أما الآن، فتسعى روسيا إلى سد العجز الناجم عن انخفاض أسعار النفط، من خلال الاتكاء على قطيع بيع الأسلحة، الذي يشكل أهم مصدر لدخلها القومي بعد الطاقة. لذا فلن تجد سوقًا قادرة على تحقيق نسبة مبيعات عالية مثل الشرق الأوسط، خاصة وأن سوريا واليمن والعراق وإيران يشترون كل أسلحتهم تقريبا من روسيا. وتأتي بعدهم ليبيا والأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة. فما الذي يدفع روسيا لخسارة مثل هذه السوق الكبيرة، وهل يعنيها إحلال السلام في الشرق الأوسط؟علينا أن لا ننسى أن الحرب كانت إحدى أهم وسائل تعزيز السلطة وشكلت أكبر مصدر للدخل القومي الروسي منذ سنوات الإمبراطورية القيصرية.تذرعت روسيا بقضية إسقاط مقاتلتها، وأكاد أجزم أنها ستصول وتجول في الشرق الأوسط كما يحلو لها بعد الآن، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تنسحب من المنطقة، وهذا الانسحاب سيعطي دفعة قوية لبوتين من أجل الوصول إلى الصدارة. بوتين الذي ألف التقاط صور مع النمور والدببة والتماسيح، سيبدأ قريبا بالتقاط صورٍ أمام أفاعي الكوبرا، والجمال، والسلاحف في صحاري الشرق الأوسط.لقد وجدت تركيا نفسها مرغمة على اتخاذ رد ضد الانتهاكات المستمرة لأجوائها، رغم علمها بتفاصيل التطورات التي تشهدها المنطقة، لأن هذا ما يجب فعله باعتبارها دولة ذات سيادة. لنقل إن قضية إسقاط روسيا لمقاتلتها عمدًا، هي قضية ضعيفة الحجة، إلا أنه يمكننا القول مرة أخرى إن روسيا ستحصل على الغنيمة الأكبر من وراء ارتداداتها. طبعًا كل هذا يحدث دون أن نعلم ماذا سيكون رد تركيا على العقوبات الروسية، ومالذي ستقوله كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لروسيا. لكن مما لاشك فيه هو أن فاتورة الحسابات السياسية الثقيلة، دفعت من محفظة الطيار الروسي المسكين.

428

| 09 ديسمبر 2015

الأزمة مع روسيا والعرب الذين يدعمون تركيا

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد تم إضافة أزمة جديدة إلى قائمة الأزمات التي عانت منها تركيا في السنوات الأخيرة، حيث تشهد البلاد في هذه الآونة أزمة خطيرة في علاقاتها مع روسيا، بعد حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية التي اخترقت الأجواء التركية. لم تقدم أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال السنوات الـ60 الماضية، على إسقاط أي مقاتلة روسية، لذا فإن إسقاط تركيا طائرة حربية روسية تستحوذ على أهمية خاصة، وبطبيعة الحال، فإن العلاقات متوترة بين الطرفين. هل التدخل التركي كان على حق؟لقد تصاعدت أزمة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، سيما وأن روسيا التي بدأت تسترجع زخمها، وزعيمها (فلاديمير بوتين) الذي يدعي أن بلاده باتت إحدى الدول العظمى في العالم، رفض الاستجابة لكل الجهود الرامية إلى خفض حدة التوتر مع تركيا. صادق الرئيس الروسي خلال الأسبوع الماضي على حزمة من العقوبات الاقتصادية الأحادية ضد تركيا، وفرض تأشيرات دخول على المواطنين الأتراك الراغبين بزيارة روسيا، حيث سيؤثر ذلك القرار في المقام الأول، على شريحة الطلاب ورجال الأعمال والسياح.اتسمت السياسات والحجج التركية حيال الأزمة بالاتزان والاتساق، إلا أن روسيا لا تريد رؤية أو سماح الحجج والمبررات التركية، خاصة أنها تعلم بأنها انتهاك المجال الجوي التركي عدة مرات في وقت سابق، وأن تركيا وجهت لها عدة تحذيرات في هذا السياق، إضافة إلى أن روسيا وعدت بالتعاون من أجل عدم انتهاك طائراتها الحربية للمجال الجوي التركي، إلا أن ذلك لم يحدث في الواقع. وفي النهاية عاودت طائرتان روسيتان انتهاك المجال الجوي التركي مرة أخرى، ومن أجل ماذا؟. من أجل قصف شمالي اللاذقية (السورية)، تلك الأماكن الخالية تمامًا من أي وجود لعناصر تنظيم داعش، والتي يسكنها التركمان الذين هم أبناء جلدة الأتراك وأشقائهم في النسب.. لقد دأبت روسيا على قصف المناطق التركمانية ولاسيَّما سكانها المدنيين عند الحدود التركية. حذر الجيش التركي الطائرتين الروسيتين اللتين اخترقتا المجال الجوي، 10 مرات خلال 5 دقائق، من أجل العودة عن مواصلة انتهاك الأجواء التركية. لم يصغ الطياران الروس لتلك التحذيرات، فقام سلاح الجو التركي بإسقاط إحدى الطائرتين الحربيتين.أردوغان: أشعر بالحزن لكني لن أعتذرقال كل من رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب أردوغان"، ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو"، في معرض تصريحاتهما التي تناولت حادثة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، إن ذلك الإجراء ليس تصرفًا عدائيًا يستهدف روسيا، إنما تدخل ضروري يهدف لحماية حدود البلاد.ومع ذلك، فإن الرئيس الروسي اعتبر ما جرى بأنه تصرف معادٍ لشخصه وبلاده، ولم يقبل التصريحات الرسمية التركية وطلبات الحوار، وزاد من حدة تصريحاته التي من شأنها تصعيد التوتر بدلًا من خفضه، وقال إنه يتوقع من الجانب التركي تقديم اعتذار ودفع تعويضات. أما أردوغان فأكد أنه يشعر بالحزن بسبب وقوع الحادث، لكنه لم يعتذر، وقال "إذا انتهكت أي طائرة حربية مجالنا الجوي مرة أخرى فسنقوم بضربها".قد تكون روسيا غاضبة لإسقاط طائرتها من قبل سلاح الجو التركي، لكنها قد تكون أيضًا خلطت بين تركيا وأوكرانيا، هي تظن بأنها قادرة على انتهاك مجال تركيا الجوي كيفما تشاء دون أن يصدر أي صوت يؤرق صفوها، لكن كان عليها أن لا تتوقع ذلك من تركيا. بطبيعة الحال، تركيا لا تريد قيام أي حرب، ولا تريد كسب الأعداء بأي حال من الأحوال، إلا أنها في الوقت نفسه، دولة قوية بما فيه الكفاية للحفاظ على سيادتها الوطنية، وحريصة أشد الحرص على تحقيق ذلك، وقادرة إذا لزم الأمر على إعطاء الجواب المناسب لكل من تسوغ له نفسه خرق سيادتها. شددت الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية على حق تركيا في الدفاع عن النفس. وبطبيعة الحال، علينا أن لا ننسى أنهم مضطرون لتقديم هذا الدعم، كون أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو). الحملة العربية لدعم تركيا وقفت نسبة كبيرة جدًا من أبناء الشعب التركي إلى جانب الحكومة التركية، وقدمت لها دعمًا قويًا. وإلى جانب ذلك، فإن الدعم الذي قدمه إخواننا في البلدان العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتركيا، أثار في نفسنا أطيب المشاعر. حيث بدأ إخواننا العرب بحملة لدعم المنتجات التركية، ردًا على حزمة العقوبات الاقتصادية وحظر روسيا لاستيراد البضائع التركية، وقد قوبلت تلك الحملة في تركيا باهتمام وتقدير كبيرين. قد لا تكون لهذه الحملة معنى من الناحية المالية، ومع ذلك، فإن هذا الدعم الكبير المقدم لتركيا التي تشهد علاقاتها مع بلد مثل روسيا أزمة حقيقية، يحمل بين جنباته قيمة معنوية كبيرة جدًا بالنسبة لنا.أعتقد أن هذا التضامن العظيم بين الشعوب، سيتطور ويرتقي يومًا ما، إلى مستويات أعلى على الصعيد الحكومي والمؤسساتي بين الدول، علينا أن نفهم بعد كل هذه التجارب المريرة التي مررنا بها، مدى أهمية تكاتفنا وتعاضدنا مع بعضنا بعضًا، من أجل استمرار بقائنا في هذه المنطقة.

458

| 02 ديسمبر 2015

علينا العثور على طرقٍ جديدة بعيداً عن الإرهاب

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نعم، تسبب الموقف الاستعماري لفرنسا في الشرق الأوسط وإفريقيا، بمقتل الملايين من الناس، وتعرض مثلهم للترحيل، والنفي، والجوع، والمعاناة بسبب حياة البؤس والخوف. كل هذا بسبب الاستعمار الذي لا يزال مستمرًا حتى الآن. لا تستطيع فرنسا إقناعنا بغير ذلك، مهما تناقشنا، ولن تستطيع تغيير هذه الحقيقة لأنها لا تمتلك ولو حجة واحدة، تمكنها من أن تدافع عن نفسها في هذا الصدد. إلا أن التعريف بالظلم الذي وقع علينا، وخوض نضال ضده، واستعادة حقوقنا المنهوبة، لا يتم من خلال الإرهاب.فلا يمكن للمسلم أن يستعيد حقّه من خلال الإرهاب. إن حياة «محمد الأمين»، تشكل نموذجًا يحتذى به عن الإنصاف والنزاهة، في الوقت الذي كان فيه المسلمون، يسحقون تحت الصخور والحجارة في مكة المكرمة، ويعانون من أشد أنواع التعذيب والظلم.علينا إيجاد طرق جديدة: علينا أن نجد طرقًا ووسائل فعّالة وقوية، تُعرّف بالظلم الذي وقع علينا وتعيد لنا حقوقنا المسلوبة، ولكن.. بعيدًا عن الإرهاب. إن الغرب يمارس سياسة مزدوجة حيال الديمقراطية.. صحيح. إن الغرب يفتقر للعدالة والضمير.. صحيح. صم الغرب آذانه، وغض طرفه، عن مقتل 350 ألف مسلم في سوريا، ولم يتحمل مسؤولياته تجاه الأزمة السورية.. صحيح. دعم الغرب، الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر، وتسبب بوفاة آلاف المسلمين.. صحيح.الغرب يثير الحروب بين الدول الإسلامية في الشرق الأوسط، ويدعم الدول ضد بعضهم بعضًا.. صحيح.الغرب يؤجج ظاهرة «الإرهاب الإسلامي» (الإسلاموفوبيا)، ويثير العداء ضد المسلمين.. صحيح. أستطيع أن أدرج أيضًا عشرات النقاط، التي تدين الغرب وتظهر مدى سياساته العدائية وغير العادلة ضد العالم الإسلامي. إلا أن جميع هذه النقاط، لا يمكن لها أن تبرر، بأي حال من الأحوال، قتل مئات الأبرياء في قارعة الطريق.إن جميع الأخطاء التي يرتكبها الغرب ضد المسلمين، لا تبرر أبداً مقتل بريء واحد، مهما كان السبب.الإرهاب هو العدو الأكبر للإسلام: إن من يسعى لشرعة الإرهاب، هم حفنة من المعتوهين الذين ينتحلون صفة «رجال دين»، ويحضون على اللجوء لاستخدام وسائل إجرامية، تقوض بالنتيجة مشروعية كفاحنا العادل، وتفرغ محتوى قضيتنا العادلة تجاه الغرب. في الواقع، إن المنظمات المشبوهة والظلامية والقذرة، التي تستغل تمرد الشباب ضد الاستعمار والاستغلال والوحشية الغربية، تشكل أكبر ضررٍ على الإسلام. لا يمكننا بأي حال من الأحوال قتل الأبرياء في الغرب، حتى لو كان الغرب يقوم بقتل أبرياء شعبنا، فحكم «القصاص» في الإسلام لا يقام لهذا الشكل.إن الشيء الوحيد الذي يميز المسلمين عن الآخرين، هو الامتثال للقانون، حتى في وقت الحرب. نعم، نمتلك الكثير من الأسباب التي تدفعنا إلى التمرد ضد الغرب، والغضب عليه. نعم، العالم الإسلامي يئن ويرزح تحت وطأة الآلام، ويفقد الكثير من الأرواح البريئة، وللغرب دور كبير في استمرار ذلك.نعم، يجب على المسلمين النضال ضد الاضطهاد والظلم.ورغم كل هذا، فالإرهاب لا يشكل حلًا ولا يمكن أن يكون وسيلة أو محتذى. ليس من شيمنا قتل المدنيين: وليس من أخلاقنا وعاداتنا وديننا قتل الناس في قارعة الطريق. علينا أن نعارض ذلك بقوة، وعلينا ألا نسمح البتة، بأن يصبح الإسلام رديفًا للإرهاب.فطريقنا، هو عدم السكوت عن الحق والوقوف في وجه الظلم، والدفاع عن حقوقنا حتى النهاية، ولكن عدم شرعنة الإرهاب أبدًا، ومهما كانت الأسباب. علينا إيجاد وابتكار أساليب وطرق جديدة.. ينبغي علينا أن نجد وسائل جديدة.نحن بحاجة لوسائل جديدة، تزرع الطمأنينة والأمل في نفوس شبابنا، والأشخاص الغاضبين في مجتمعاتنا، والناس الذين سلبت حقوقهم من بين أيديهم، ولكن.. بعيدًا عن الإرهاب بكل أنواعه. دعونا نفكر ونتفكر.. دعونا نعمل العقل والمنطق، ونتناقش ونتحاور ونتبادل الحديث والأفكار.

316

| 18 نوفمبر 2015

انعكاسات الانتخابات التركية

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقي فوز حزب العدالة والتنمية الساحق في الانتخابات التي جرت يوم 1 نوفمبر الجاري، والتي حصل فيها على نحو 50 بالمئة من الأصوات الانتخابية، ترحيبًا كبيرًا في تركيا والعالم الإسلامي كله. واحتفل مواطنو عدد من البلدان الإسلامية ولعل أهمها سوريا، وفلسطين، ومصر، والعراق، والبوسنة، وكوسوفو، بهذا الفوز، وأرسل المبتهجون بتلك النتيجة رسائل تهنئة للمسؤولين الأتراك. وسائل الإعلام الغربية تعيش حالة من الصدمةرغم حالة الصدمة الكبيرة التي عاشتها وسائل الإعلام الغربية، إلا أن زعماء أوروبا لم يهملوا إرسال رسائل تهنئة لرئيس الوزراء التركي أحمد داود أغلو، تضمنت قدرًا كبيرًا من المجاملة. لم يكن من الصعب علينا ملاحظة حالة خيبة الأمل التي منيت بها وسائل إعلام ألمانية وبريطانية وأمريكية، لم تتوقف طيلة الفترة السابقة للانتخابات بالترويج ضد حزب العدالة والتنمية، ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، مؤمنة بقدرتها على إبعاد حزب العدالة والتنمية عن السلطة، من خلال الحملات الإعلامية التي روجت لها.مما لا شك فيه، أن الجهة التي حصلت على 50 بالمئة من أصوات الناخبين الأتراك، ستمتلك سلطة قوية تخولها قيادة البلاد بشكل منفرد، لذا، اضطرت العديد من الدول الأجنبية إلى مراجعة شكل علاقاتها القائمة مع تركيا ومحور أردوغان/ داود أوغلو، لأنهم سيكونون مضطرين إلى التعامل خلال السنوات الأربع المقبلة، مع الجهة القوية التي نالت دعما قويًا من الشعب التركي. الولايات المتحدة وروسيا تغيران موقفهمابدأت أولى بوادر هذا التغيير تطفو على السطح، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، عن تعليق دعمها العسكري الذي كانت تقدمه لمنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي"، التي تشكل الامتداد السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، وذلك على ضوء الاحتجاجات التركية على ذلك الدعم. فيما قررت روسيا العمل بصورة مشتركة مع تركيا فيما يخص عملياتها العسكرية الجارية في سوريا، وأوضحت أن علاقاتها مع مصر، ستجري بشكل لا يؤثر سلبًا على علاقاتها مع تركيا. في الوقت الذي بدأ فيه الاتحاد الأوروبي إرسال إشارات تعبر عن عزمه خلال الأيام المقبلة، إجراء تغييرات جوهرية في السياسات المتعلقة بتركيا.من ناحية أخرى، بدأ وضع تركيا الاقتصادي يشهد انتعاشًا في الاقتصاد العالمي، حيث رفعت وكالات التصنيف الائتماني تصنيف تركيا، وارتفع سوق الأسهم (البورصات) التركية، وانخفضت أسعار الفائدة، وارتفعت قيمة الليرة التركية، وعادت تركيا إلى صدارة البلدان التي تستحوذ على اهتمام المستثمرين الأجانب مرة أخرى. وباختصار، فإن تركيا استعادت وبوتيرة سريعة، موقعها القوي على الصعيد السياسي والاقتصادي وكذلك الجيوسياسي، وسوف نرى آثار هذا الوضع بشكل أكبر في الأيام المقبلة. تأثير العالم الإسلاميقد يكون العالم الإسلامي، هو أكثر البقاع القادرة على استشعار تأثيرات الانتخابات التركية، لاسيما أن تركيا كانت البلد الأخير الذي واصل الوقوف في وجه العمليات الساعية لقلب حركة التغيير الناتجة عن الربيع العربي. لقد عملوا طيلة السنوات الـ4 الماضية، على عزل أردوغان وإسقاطه من سدة الحكم، لكن دون جدوى، من خلال أحداث "حديقة كزي" وسط إسطنبول، وعمليات الدولة الموازية، والعمليات الإرهابية التي شنتها منظمة "بي كا كا". كل تلك العمليات التي انتهت بالفشل، كان هدفها إسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية.إن الفشل في إسقاط حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا، بعث الأمل في أنحاء العالم الإسلامي، حيث بات بالإمكان استشعار ذلك في دول تشهد صراعات ساخنة مثل مصر، وليبيا، وسوريا، والعراق. وأعتقد أن يأخذ التوتر في مصر على وجه الخصوص منحنى تصاعديًا، بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء، ولعل هذا السبب سيدفع بالرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، إلى فتح مجال أمام دور للإخوان المسلمين، وهو ما ألمح إليه مؤخّرًا. ما هي أولويات تركيا؟من المرجح أن تمتلك تركيا ثلاثة أولويات على صعيد سياساتها الخارجة، تتمحور حول عدة نقاط، أهمها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وإدخال تعديلات على وضع اللاجئين وإيجاد حلول لمشكلتهم، والقضاء على مشكلة منظمتي "حزب العمال الكردستاني" و"حزب الاتحاد الديمقراطي"، وإنهاء الأزمة في سوريا، وتجديد علاقاتها مع محيطها الجغرافي، بعد تعزيز قوتها في المنطقة. ستسنح قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها تركيا هذا الشهر، من التطرق إلى كل هذه القضايا، مع كل من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، والروسي "فلاديمير بوتين"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، والعاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز"، والرئيس الفرنسي "فرانسوا أولاند". دعوني أؤكد على نقطة هامة، وهي أنه لا يمكن للعالم الإسلامي أن ينعم بالسلام دون أن يجد حلًا للأزمة المستمرة في سوريا. إن الدول الغربية تفضل إبقاء الأزمة السورية معلقة، وذلك لأنها تدرك حقيقة تلك الأزمة، وأن حلها سيشكل مصدر ارتياح وانتعاش للعالم الإسلامي، ما سيعني بالنتيجة اتجاه هذه المنطقة المهمة في العالم نحو التنمية والازدهار. إن استمرار الحال على ما هو عليه، لن يبقى للأبد على هذا النحو، لاسيما وأن الموقف المشترك الذي ستتخذه كل من تركيا والسعودية وقطر وغيرها من الدول الإسلامية المتضررة بفعل الأزمة السورية خلال الأيام المقبلة، سيكون قادرًا على حل تلك الأزمة.

301

| 11 نوفمبر 2015

الآثار المترتبة على فوز {العدالة والتنمية} في الانتخابات

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتهت الانتخابات التركية الحاسمة، بإحراز حزب العدالة والتنمية فوزًا كاسحًا بلا منازع، حيث صوَّت واحد من كل شخصين في تركيا لصالح العدالة والتنمية، الذي حصد نحو 50 ٪ من الأصوات. كما أحرز العدالة والتنمية تقدمًا ملحوظًا مقارنة بانتخابات يونيو الأخيرة، فيما تراجعت جميع الأحزاب الأخرى. وتمخَّضت عن الانتخابات النتائج التالية: حزب العدالة والتنمية: 49.47 % من الأصوات و317 مقعدًا برلمانيًا. حزب الشعب الجمهوري: 25.30 % من الأصوات و134 مقعدًا برلمانيًا.حزب الحركة القومية: 11.90 % من الأصوات و40 مقعدًا برلمانيًا. حزب الشعوب الديمقراطي: 10.75 من الأصوات و59 مقعدًا برلمانيًا.لقد حطمت نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية، رقمًا قياسيًا جديدًا في تاريخ الانتخابات التركية، حيث هرع الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع منذ الصباح الباكر، وبلغت نسبة 85 %. تمكن حزب العدالة والتنمية من استرداد وزيادة الأصوات الانتخابية التي خسرها في انتخابات 7 يونيو الماضي، وهو ما أدى إلى تغيُّر التوازنات السياسية في تركيا بشكل قوي ومفاجئ.ومع بدء الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات، بدأت البلاد تتنفس الصعداء، بالتزامن مع تبدد أجواء الكآبة التي خيمت على المواطنين بسبب العمليات الإرهابية والفوضى، التي خيمت خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، وارتفعت معنويات المواطنين الذين ضاقوا ذرعًا من حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها البلاد. وجه رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» خلال جميع الكلمات التي ألقاها ليلة الانتخابات، رسائل تحض على إعلاء قيم التواضع والحس السليم، محتضنًا ومطمئنًا جميع شرائح الناخبين التي لم تصوت لحزبه، ما أدى إلى بعث أجواء من الراحة في الشارع التركي. وفي الوقت نفسه، تمكن داود أوغلو خلال هذه الانتخابات من الحصول على أعلى عدد من الأصوات الانتخابية بعد «رجب طيب أردوغان» (رئيس الجمهورية التركية حاليًا)، ما يعني أنه سيظهر من الآن فصاعدًا كسياسي تلقى دعمًا قويًا من الناخب التركي، وهو ما يشكل عاملًا مهمًا في المعادلة السياسية التركية.الأصوات الأكثر أهمية في الانتخابات والرسائل التي حملتهالقد كان للأصوات الانتخابية التي لعبت دورًا مفصليًا خلال انتخابات يونيو الماضي، دور مهم في هذه الانتخابات أيضًا، حيث لعب المواطنون الأتراك والأكراد الذين يولون أهمية لهويتهم الإثنية، دورًا مهمًا في تحديد مصيرها، حيث تمكن العدالة والتنمية، من استعادة الأصوات الانتخابية التي خسرها لصالح «الحركة القومية» و»الشعوب الديمقراطي»، حيث لعبت تلك الأصوات دورًا هامًا في فوزه.لقد حملت نتائج الانتخابات هذه أيضًا، رسائل مهمة للأطراف بالساحة لإشعال حرب أهلية، ونشر الفوضى والإرهاب في تركيا. حيث عبر المواطنون الأتراك والأكراد عن مدى تعاضدهم من خلال اتحادهم تحت سقف العدالة والتنمية، فكانت هذه النقطة من أهم النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات.لقد أظهر المواطنون الأكراد من خلال تصويتهم لصالح العدالة والتنمية، ردة فعل قوية ضد منظمة «بي كا كا» الإرهابية وامتدادها السياسي في البلاد المتمثل بحزب «الشعوب الديمقراطي»، في الوقت الذي عاقب فيه الشعب التركي الحزبين القوميين (الحركة القومية التركية والشعوب الديمقراطي) اللذين يتغذيان على العنف، ويستغلان الأعمال الإرهابية التي تطال القرى والمدن وحتى العاصمة التركية، وأحجم عن التصويت لهما. رسالة وطنية مناهضة للغربشنت جميع وسائل الإعلام الغربية تقريبًا، خلال فترة العملية الانتخابية، حملة شعواء ضد حزب العدالة والتنمية ورئيس الجمهورية «رجب طيب أردوغان»، ودعت بكل صراحة وجرأة، إلى عدم التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية، إلا أن المواطنين الأتراك عبروا عن إرادتهم بكل وضوح، ووقفوا في وجه الضغوط والهجمات الإرهابية التي أتت من خارج الحدود، حيث أدرك المواطنون حجم المخاطر الخارجية التي تتهدد أمن وسلامة البلاد والمنطقة، والتفوا حول رئيس الجمهورية وحزب العدالة والتنمية. لذا نستطيع القول: إن نتائج الانتخابات التركية ستؤثر بشكل مباشر أيضًا على السياسات العامة الخاصة بالشرق الأوسط، حيث ستعزز تلك النتائج مرة أخرى، أطروحة أردوغان – داود أوغلو الخاصة بسياسات تركيا الخارجية حيال كل من سوريا وفلسطين ومصر على وجه الخصوص.وسنعمل في مقالتنا الأسبوع المقبل على تقييم ذلك بشكل مفصل.

328

| 04 نوفمبر 2015

تركيا في طريقها نحو انتخابات حرجة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تتجه تركيا مجددًا نحو انتخابات جديدة، في مرحلة تتسم بدرجة عالية من الحساسية، حيث سيتوجه نحو 53 مليون ناخب يوم 1 نوفمبر المقبل مجددًا، للإدلاء بأصواتهم، بعد 5 أشهر فقط من خوضهم غمار انتخابات تشريعية. تتجه البلاد مجددًا نحو انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل الانتخابات التشريعية السابقة، بمنح أي من الأحزاب أغلبية برلمانية، تخول تشكيل حكومة دون اللجوء لعقد تحالفات حزبية (ائتلاف)، وفشل المفاوضات التي جرت بين الأحزاب لتشكيل حكومة ائتلافية. هل سيصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة منفردًا؟هل سيحقق أيٌّ من الأحزاب أغلبية برلمانية تخوله تشكيل حكومة منفردًا؟أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجريت قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط من التوجه إلى صناديق الاقتراع، أن حزب العدالة والتنمية، الذي هو أقرب الأحزاب للوصول إلى السلطة، ما زال يعمل تحت وطأة خطر عدم تمكنه من الحصول على أغلبية برلمانية، تتيح له تشكيل الحكومة المقبلة بشكل منفرد، ولا نستطيع القول إن العدالة والتنمية، سيتمكن بسهولة من تحقيق تلك الأغلبية المتمثلة بـ276 مقعدًا برلمانيًا. لهذا السبب، فإن حزب العدالة والتنمية يتجه نحو انتخابات صعبة، وسط توازنات دقيقة جدًا، فجميع العيون تتجه نحو نسبة الأصوات التي سيحصل عليها حزب العدالة والتنمية، في وقت تنعدم فيه احتمالات وصول أيّ حزب من أحزاب المعارضة إلى السلطة. تتجه تركيا مطلع الشهر المقبل، نحو انتخابات أصعب من تلك التي شهدتها البلاد في 7 يونيو الماضي، وستجري الانتخابات في ظل مشاكل أكثر صعوبة وتعقيد وخطورة من سابقتها. لاسيما وأن البلاد واقعة في هذه الآونة تحت تأثير هجمات إرهابية خطيرة. طالت قبل فترة وجيزة العاصمة التركية "أنقرة"، حيث تسبب انفجار قنبلة وسط العاصمة، إلى مقتل 102 شخص.. لا يزال الألم الذي ولَّده ذلك الحادث يخيّم على الشارع التركي، ولا أظن أنه سيبرح البلاد قريبًا.انتخابات في ظل "الإرهاب" و"استمرار الأزمة السورية"لم تنته قضية الهجمات الإرهابية التي تنفذها منظمة "بي كا كا"، حيث أسفرت تلك الهجمات المتواصلة منذ 7 يونيو الماضي حتى الآن، عن مقتل 145 رجل أمن، و235 مدنيًا، و380 شخصًا، كما شهدت موجة الهجرة واللجوء من الأراضي السورية إلى تركيا، زيادة ملحوظة في الفترة الأخيرة، بسبب الضربات الجوية الروسية. لقد وصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو 3 ملايين لاجئ، وباتوا يشكلون قضية تلقي بظلالها على السياسة التركية. بدأت أوروبا تمارس ضغوطًا على تركيا، لحثها على منع اللاجئين من عبور الحدود نحوها. في الوقت الذي واصلت فيه تركيا انتقاداتها للسياسات الأوروبية اللامبالية، تجاه الأسباب التي تدفع مواطني كل من سوريا، والعراق، وإيران، واليمن، وليبيا، بالهجرة من أوطانهم، وترك ديارهم. لم تشهد تركيا أجواء دعاية انتخابية كما جرت عليه العادة، في الوقت الذي شهد فيه الرأي العام المحلي، كل هذه النقاشات، لم تخيم على الشارع التركي حماسة الانتخابات، ولم تظهر تأثيرات الانتخابات على المواطنين، فالأحداث الأخيرة التي وقعت في تركيا، تسببت بنوع من الإحباط والتوتر.ومن المتوقع، أن يكون عدد الناخبين الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في هذه الانتخابات، أقل من عدد الناخبين الذين توجهوا في الانتخابات السابقة، لذا، فمن الطبيعي أن يلقي ذلك بتأثيره على نسبة الأصوات وعملية التصويت. بالطبع إن إحجام بعض الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، سيشكل قضية حرجة تنعكس على مجمل العملية السياسية، فضلًا عن أنها تشكل مصدر قلقٍ في هذه الآونة، بالنسبة لحزبي "الشعب الجمهوري" و"العدالة والتنمية"، على حد سواء. العدالة والتنمية لا يزال حجر أساسٍ في العملية السياسيةستتمخض الانتخابات المقبلة، إما عن فوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية البرلمانية بفارق ضئيلٍ جدًا، وإما عن خسارته لتلك الأغلبية بفارق ضئيلٍ أيضًا، لذا، يجب علينا النظر إلى حزب العدالة والتنمية، كحزب لابد أن يكون ضمن أي حكومة مقبلة في تركيا. في حال ذهبت البلاد مجددًا نحو مفاوضات من أجل تشكيل حكومة ائتلافية، فإن العملية السياسية المقبلة، ستشهد معارك سياسية أقل بين الأقطاب، بسبب إمكانية تشكيل ائتلاف حكومي هذه المرة، وهو ما سيمنع زيادة نسبة التوتر، مقارنة بالانتخابات الماضية. قد يفضل العدالة والتنمية، تأسيس حكومة ائتلافية مع حزب "الحركة القومية" أولًا، حيث بدأ الحزب المذكور بإرسال رسائل تعبر عن استعداده لتأسيس مثل تلك الحكومة مع العدالة والتنمية، بعد أن أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه عقب الانتخابات الأخيرة، برفضه التعاون مع العدالة والتنمية في موضوع تأسيس الحكومة. وإذا ما تعثرت المفاوضات مع الحركة القومية، فمن الممكن أن تجري مفاوضات مع "الشعب الجمهوري". لكن وبأي حال من الأحوال، لن يدخل العدالة والتنمية، في أي مفاوضات من أجل تأسيس حكومة ائتلافية مع حزب "الشعوب الديمقراطي"، المعروف بقربه من منظمة "بي كا كا" الإرهابية. لم تأتِ الحكومات الائتلافية بالنفع أبداً على تركيا، خاصة أنه يصعب تحقيق توافق بين الأحزاب التي تمتلك تيارات فكرية متباينة بشكل عميق، خصوصًا حول القضايا الحاسمة. ومن ناحية أخرى، فهناك من يرى في تشكيل حكومة ائتلافية، أنه حلٌ يضمن نزع فتيل التوتر وحالة الاستقطاب، اللتين تخيمان على البلاد. من المؤكّد أن الانتخابات التي ستجري يوم 1 نوفمبر المقبل، ستشكّل فترة حرجة وحاسمة بالنسبة لتركيا وحزب العدالة والتنمية.

311

| 28 أكتوبر 2015

من الذي سيقرر مستقبل أطفالنا؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يشهد العالم الإسلامي في هذه المرحلة، أكبر حالة تشظٍّ وفوضى بعد الحرب العالمية الأولى. إن الحروب والإرهاب والفوضى والتغيير المستمر في الحدود، تبين لنا أننا نشهد واحدة من مراحل التحول الكبرى التي تشهدها الفترة الراهنة. إن حدود البلدان الإسلامية ومستقبل الشعوب، تتعرض لتغيرات جذرية، في مثل هذه الأوقات الحرجة. وبالتالي، فإننا سنشهد جميعًا مراحل مهمة، تتضمن أحداثا تاريخية مفصلية، وحروبًا، واتفاقات ستترك أثرًا مهمًا على صفحات التاريخ. بلدان تنقسم وأخرى تشهد انقلابات عسكرية نعيش في منطقتنا، منذ 4 سنوات وحتى يومنا هذا، في خضم تطورات مهمة للغاية، فشهدنا مرحلة "الربيع العربي"، وما تلاها من "الشتاء العربي"، حيث تغيرت العديد من الأنظمة في كثير من البلدان، وسقطت بعض الحكومات، فيما شهدت بلدان أخرى انقلابات عسكرية، وتعرضت أخرى للتقسيم، وفقد الآلاف من الناس أرواحهم. إن ما شهدناه خلال السنوات الأخيرة من أحداث جسام، تركت تأثيرًا عظيمًا على العالم الإسلامي أجمع، وعلى جزء مهم من العالم. فالقارة الأوروبية اليوم، تعيش حالة من الصدمة، جراء تأثيرات أزمة اللاجئين، حيث جاء العديد من وزراء خارجية البلدان الأوروبية إلى تركيا على عجل، إضافة إلى زيارة أجرتها المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" شخصيًا إلى إسطنبول، لمناقشة أزمة اللاجئين والمشاكل الإقليمية الأخرى.في الواقع، إن أوروبا التي تنظر إلى أزمة اللجوء (الهجرة) المؤثرة على العالم، على أنها نتيجة للأزمة المستعرة في سوريا بالمقام الأول، وفي العالم الإسلامي بشكل عام، ما كان لها أن تنبس ببنت شفة، لولا وصول أفواج اللاجئين المسلمين إلى حدودها. فالنار التي أحرقتنا على امتداد السنوات الماضية، بدأت حرارتها تصل إلى أوروبا، ما دفعها إلى التعبير عن عدم ارتياحها. أوروبا لا ترغب في إيجاد حلّ لمشاكلناللأسف، لا تركز المحادثات التي تجري في تركيا، على ضرورة إنهاء حالة الفوضى، في كل من سوريا والعراق واليمن وفلسطين وليبيا، التي تشكل السبب الرئيسي لمشكلة اللاجئين، بل تتمحور حول عروض مالية أوروبية لتركيا، أشبه ما تكون بتقديم رشى، مقابل منع اللاجئين من العبور نحو الصقع الأوروبي. من جهتها، تُصِرُّ تركيا على شرح الأسباب الجوهرية والعميقة للمشكلة، في مسعى لتوجيه دفة النقاشات نحو المسار الحقيقي، إلا أن أوروبا لا تكترث قيد أنملة بكل تلك التفاصيل. هناك مسألة يجب علينا من الآن فصاعدًا أن نقبل بها كحقيقة مرّة، وهي أن أوروبا والولايات المتحدة وروسيا لا تريد أبدًا الحد من حالة الفوضى الهيستيرية التي تعصف بمنطقتنا، ذلك أنه لطالما كان الشرق الأوسط الضعيف، الذي يحكمه مستبدون، وتعصف به أزمات الحروب والفوضى أرضًا خصبة لتنفيذ مخططاتهم والحفاظ على استمرارية مصالحهم. ذلك أن تعزيز قوة واستقلال العالم الإسلامي لم يكن يومًا ليصب في مصلحة الغرب. وعليه، فإن توقع قيام الأمم المتحدة باتخاذ خطوات إيجابية على هذا الصعيد، هو شيء غير منطقي، بل هو ضرب من ضروب الخيال، لاسيما وأن الدول الـ5 الأولى المصنّعة للأسلحة والتي تسوّق وتبيع أسلحتها حول العالم، هي نفسها الدول الخمسة الكبرى دائمة العضوية وصاحبة القرار في الأمم المتحدة. لذا، فلم يخرج من ذلك المنبر، أي قرار يصب في مصلحة البشرية أو إيقاف الحروب. دعونا من إنهاء الحروب، لقد دخلت روسيا اليوم الحرب الدائرة في سوريا بشكل فعلي ومباشر على الأرض، لتزيد من تفاقم الحريق وأوار تلك النار، التي ستأتي على ما تبقى من الأخضر، وستتبعه باليابس. دعونا نفكّر في مستقبل أبنائناعلينا أن نفكر بمن سيوقف الحروب المشتعلة في منطقتنا، وما الذي سيدفعه لإيقافهما. لن يسعى أحد، لا من الشرق ولا من الغرب، لوقف تلك الحروب والعمليات الإرهابية، التي نقتل فيها بعضنا بعضًا. طالما الشعوب القاطنة في العالم الإسلامي، تقوم بقتل بعضها بعضًا، وطالما المصالح الغربية لا تواجه أي خطر جراء تلك المعارك الجنونية، فلن يكون هنالك أي شخص يقول "كفى" لهذه الفوضى.ولهذا السبب، يجب على المسلمين والبلدان الإسلامية، أن يضعوا عقولهم في رؤوسهم ويفكروا بمستقبلهم، أن يفكروا في أي مستقبل ينتظر أبناءنا؟، من سيدافع عن أرضنا وعرضنا، ومن سيرسم حدودنا في المستقبل؟، كيف سيكون مستقبلنا، ومستقبل ثقافتنا، وحضارتنا، وديننا؟. على العالم الإسلامي أن يقرر مستقبله بنفسه، على الأقل هو مجبر على ذلك، من أجل مستقبل أبنائه. أيًا كان ما حدث، تنبغي على البلدان الإسلامية، إعادة بناء وتأسيس الأرضية اللازمة التي تمكن تلك البلدان من تبادل الأفكار المتعلقة بمشاكلهم البينية، ومناقشتها، لإيجاد الوسائل الناجعة من أجل حلها وتذليلها، فمستقبلنا مرتبطٌ بنا جميعًا، يجب علينا أن نفهم هذه الحقيقة.

406

| 21 أكتوبر 2015

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4131

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1740

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1593

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1374

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

900

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

654

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

612

| 04 ديسمبر 2025

555

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية