رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

هل المشكلة الكردية في تركيا ذاهبة نحو الحل؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد باتت مشكلة الإرهاب التي عانت منها تركيا لمدة 40 عامًا، قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نقطة الحل، وذلك بالتزامن مع التصريح الذي صدر عن "عبد الله أوجلان"، في 21 مارس 2015 (يوم النوروز). خاصة أن الجمهورية التركية خاضت كفاحًا طويلًا ضد منظمة "البي كا كا"، خلال القرن الماضي، ودفعت خلال ذلك الكفاح ثمنًا باهظًا. المشكلة تكمن في المفهوم الذي تأسست عليه الجمهوريةإن المشكلة الأساسية، كانت تكمن في المفهوم الذي تأسست عليه الجمهورية التركية، حيث تأسست استنادا إلى الهوية التركية، ما أفرز رفضًا لباقي الهويات العرقية واللغوية الموجودة في داخلها، إضافة إلى أن نظام الجمهورية، الذي دوَّن عبارة "ما أسعد من قال إني تركي"، على أهم الميادين والساحات العامة، وعلى أهم الكتب الرسمية، لم يأخذ أوضاع المواطنين الذين لا ينتمون إلى "العرقية التركية" في الجمهورية بعين الاعتبار. ورغم التأكيد المستمر على أن "التركية" لا تشكل مفهوم انتماء عرقي، بل هي اسم جامع لشعب متعدد الأطياف، إلا أن المشكلة حافظت على زخمها واستمراريتها في هذا الصدد.في الواقع، لم يُسمَح بالتحدث باللغة الكردية والكتابة بها في تركيا لسنوات طويلة، كذلك لم يسمح باستخدام الكلمات الكردية أيضًا، بل حتى أن الجنرال "كنعان أفرين"، الذي قاد عام 1980 انقلابًا عسكريًا، واستولى على السلطة في تركيا، ذهب إلى حد القول بأنه لا وجود لشعب كردي، وأن الأكراد أنفسهم من أصول تركيّة. لقد شهدت المنطقة في تلك المرحلة، تعاظمًا للحس القومي، وتنامياً للمفاهيم التي تمجّد الهوية العرقية، حيث ذهب البعض – مثل الجنرال كنعان أفرين – إلى تقديس عرقه، واعتباره النموذج الأسمى، وإنكار وجود الهويات الأخرى، أو التقليل من شأنها. مشكلتنا تكمن في مفهوم "الدولة القومية"إن مشكلة "الدولة القومية"، التي هي إحدى مفرزات الثورة الفرنسية، باتت تشكل مشكلة تواجه العالم بأسره، سيما أن تفكك الدولة العثمانية، وانقسامها إلى 64 دولة قومية، جاء أصلاً بعد الثورة الفرنسية، وتحت تأثيرها. ورغم أن مفهوم "الدولة القومية"، يعتبر من المفاهيم التي ترفضها الحضارة الإسلامية وتنتقدها بشدّة، إلا أن ذلك المرض وللأسف، قد ألم بالحضارة الإسلامية وسبب لها خسائر كبيرة، وها نحن اليوم نعيش مشاكل حقيقية وخطيرة ومزمنة، أفرزتها الأفكار والتيارات القومية العربية، والتركية، والفارسية، والكردية وغيرها.. إن ظهور منظمة "بي كا كا" قبل 40 عامًا، كان بسبب مفهوم الدولة القومية، الذي تجاهل الشعب الكردي وأنكر وجوده، وحرمه من لغته، وثقافته، وقد نمت تلك المشكلة على مدار 40 عامًا، واتسعت رقعتها، لتصبح مشكلة إقليمية، ثم لتتحول إلى أزمة تدخلت فيها قوات دولية، كما أن مشكلة الإرهاب التي استمرت 40 عامًا، حصدت أرواح نحو 40 ألف شخص، وتسببت في تعرض الآلاف لجروحٍ مختلفة، فضلاً عن الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الاقتصاد التركي. لقد كانت الدول الغربية، الداعم الأكبر لمنظمة "بي كا كا"، حيث زودت تلك الدول سراً المنظمة بالأسلحة، وقدمت لها الدعم المالي والإعلامي والسياسي، لقد أدرك الرئيس التركي الراحل والذي يعتبر أحد أهم السياسيين في تركيا "تورجوت أوزال" تلك الحقائق، وبذل جهوداً مكثفة لحل تلك المشكلة، إلا أنه لم يتمكّن من الحصول على النتيجة المرجوّة آنذاك. متى بدأت المشكلة الكردية تتجه نحو الحل؟عندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في تركيا عام 2002، وجد أن "المشكلة الكردية"، تشكل واحدة من المشاكل المهمة التي تقف في مواجته. نظر رجب طيب أردوغان، إلى المشكلة الكردية من وجهة نظر إسلامية، وأكّد بشكل مستمر على أنه لا وجود لأفضلية عرقية بين الشعوب، واتجه نحو إيجاد حلّ للمشكلة الكردية على مراحل، كما اتخذ خطوات فعلية، منذ عام 2005، على صعيد قبول الهوية الإثنية الكردية، وإزالة الحظر الذي فرض على اللغة الكردية في العهود السابقة، فضلاً عن سلسلة من الإجراءات التي فتحت المجال للنشر والطباعة باللغة الكردية واستخدامها في وسائل الإعلام. استطاع أردوغان التخلص من القيود والمحرمات التي لازمت تركيا طيلة نحو قرنٍ من الزمن، حيث تم استخدام اللغة الكردية في التلفزيون الوطني التركي ال (تي آر تي)، وبثّت الأخبار باللغة الكردية في وكالة الأناضول للأنباء. لقد امتلكت تلك الخطوات أهمية خاصة، حيث شكلت نهاية فعلية لسياسة الإنكار والصهر القومي، اللذين مورسا على مدى سنوات طويلة. البدء بعملية ترميمٍ وتطبيعٍ اجتماعيإن المسافة التي تم قطعها في تركيا، خلال السنوات العشر الأخيرة، على طريق إيجاد حلّ للمشكلة الكردية - التي تعود جذورها وتراكماتها إلى السنوات المائة الماضية - تظهر بأن الحل بات قريباً، أكثر من أي يومٍ مضى، إضافة إلى أن أردوغان، أظهر إرادة قوية، من أجل إيجاد حلّ لتلك المشكلة، وتَحمَّل جميع المخاطر الانتخابية، التي ما كان لسياسي آخر تحملها، في الوقت الذي حصل فيه على أصوات ودعم الشريحة الأوسع من القوميين الأتراك.في السياق نفسه، أود الإشارة إلى نقطة هامة نوه إليها زعيم منظمة البي كا كا، "عبد الله أوجلان"، في الرسالة التي قرئت خلال الاحتفال بمناسبة عيد النوروز، في مدينة "دياربكر" جنوب شرقي تركيا، يوم 21 مارس الجاري، حيث قال: "نقف اليوم على عتبة مرحلة تاريخية مهمة، وكما أن نضال حركتنا المليء بالآلام خلال السنوات الأربعين الماضية، لم يذهب سدى، فقد وصل أيضاً لمرحلة لا يمكن الاستمرار فيها بنفس النهج". لقد تمكن أوجلان من رؤية انسداد الطريق وعدم إمكانية الوصول إلى حل من خلال اعتماد العمل المسلح، وهكذا نستطيع القول إن مشكلة منظمة آل "بي كا كا"، التي تعتبر واحدة من أهم المشاكل التي عانت منها تركيا والشرق الأوسط، قد اتجهت نحو التخلص من السلاح والعنف، إلا أن التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية لتلك الحقبة ستستمر لسنوات عديدة.والآن، تقف تركيا على عتبة مرحلة جديدة، ينزل فيها أفراد الميليشيات التابعين للمنظمة من الجبال، فيما يخرج آخرون من محبسهم، لتبدأ عملية دمج أولئك الأشخاص بالحياتين الاجتماعية والسياسية، إن هذه المرحلة لن تكون سهلة أبدًا، وعلينا عدم إغفال المصاعب والمشاكل التي ستتمخض عنها.

660

| 25 مارس 2015

هل تركيا "عثمانية جديدة"؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد سنحت لي الفرصة عندما كنت مديراً عاماً لوكالة الأناضول للأنباء، لزيارة الدول الناطقة باللغة العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك للتعريف بالمزايا التي تقدمها نشرة اللغة العربية، التي تبثها الوكالة، لقد طرح علي مراراً وتكراراً وفي العديد من البلدان التي زرتها، سؤال "عمّا إذا كانت تركيا هي جزء من مشروع عثماني جديد أم لا؟"، فيما كان يدعي آخرون مع كل حفل افتتاح لأحد مكاتبنا الجديدة في الشرق الأوسط، بأن تركيا تقوم بالتأسيس لحلم عثماني جديد. لقد تلقيت العديد من الرسائل، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لاستخدامي كلمة "الحجاز"، في إحدى مقالاتي التي نشرت في الأسابيع الأخيرة، حيث ادعى البعض أن استخدامي لتلك الكلمة (أي الحجاز)، ينم عن وجود أهداف إمبريالية، ووجود رغبة في اتجاه إعادة استعمار المنطقة، وبناء إمبراطورية عثمانية، كما لم تخل بعض الرسائل التي تلقيتها، من عبارات قاسية وشتائم. "الإمبريالية العثمانية والخيانة العربية"إن إدعاءات من قبيل "العثمانية الجديدة"، و"التوسعية"، و"عودة الاستعمار"، تعتبر من المصطلحات الأكثر شيوعاً بين أولئك الذين يريدون خلق وتحفيز وجود تيار معارض لتركيا في العالم العربي، وفي الضفة المقابلة تماماً، نرى وجود تيار يدّعي وقوف العرب إلى جانب الإنكليز في الحرب العالمية الأولى، وقيامهم بغدر الأتراك وطعنهم من الخلف، وخيانتهم للدولة. إن تلك الإدعاءات، الموجودة داخل المجتمعين (العربي والتركي)، لا تجذب السواد الأعظم من أفراد المجتمع، إلا أن المناهج التعليمية في البلاد التي تدور في فلك الغرب وتقع تحت دائرة نفوذه، تفرد مساحات واسعة لمثل تلك الإدعاءات، وأعتقد أن الأشخاص الذين يعملون على ترويج مثل هذه الإدعاءات، لا يمتلكون أفكاراً جيدة تجاه العالم الإسلامي، كما أعتقد بأن الأشخاص الذين يعملون على إنتاج مثل هذه الإدعاءات، وإشاعتها داخل أفراد المجتمع، هم الأشخاص الذين لا يمتلكون وعياً تجاه مفهوم الأمة، ولا يدركون أهمية هذا المفهوم. كان يطرح علي السؤال التالي بشكل مستمر "ما هو الهدف من بث وكالة الأناضول أخباراً باللغة العربية؟"، وكنت أجيب على ذلك السؤال دوماً بالقول: "إن هدفنا من بدء بث أخبار باللغة العربية اعتباراً من 2011، هو نفس الهدف الذي دفع "وكالة فرانس برس" عام 1969، و"رويترز" عام 1980 على إطلاق بث باللغة العربية"، أعتقد أنه من اللافت جداً قيام البعض بتوجيه مثل هذا السؤال لي، في الوقت الذي لا يجدون ضيراً في قيام وكالات غربية، ببث أخبارها باللغة العربية، وافتتاح مكاتب لها في كل زاوية من زوايا الشرق الأوسط، ولا ينبسون ببنت شفة، تجاه تلك الوكالات، ولا يصفونها بأنها جزء من مشروع استعماري، يهدف لاستعمار المنطقة. لقد أثار تكرر طرح هذا السؤال فضولي، فقمت بالتقصي عن الأشخاص الذين يكررون طرح هذا السؤال على مسامعي، وتبين لي أن معظمهم صحافيون، سبق وأن عملوا في وكالة "فرانس برس" و"رويترز"، بصراحة لم أكن مندهشاً أبداً..عالم إسلامي أسير لإعلام الوكالات الغربيةدعونا لا ننسى، أن التبادل الإخباري بين تركيا والعالم العربي، كان يتم من خلال وكالات غربية، إلى أن بدأت وكالة الأناضول للأنباء بث أخبارها باللغة العربية، لقد بقيت وسائل الإعلام التركية الراغبة بالحصول على أخبارٍ حول العالم العربي، ووسائل الإعلام العربية الراغبة بالحصول على أخبار عن تركيا، أسيرة للأخبار التي تنقلها وكالات الأنباء الغربية، قرابة قرن من الزمن.. لم تكن الأخبار المهمة في البلدان العربية وتركيا – بما في ذلك تصريحات رؤساء الدول التي تحمل في طياتها رسائل هامّة - تترجم إلى لغات مختلفة.بل وهنالك ما هو أخطر مما سبق، حيث كانت الوكالات الغربية، تشكل شبكة التواصل في مجال الأخبار بين الدول العربية نفسها، وعليه، فنحن لا نعرف مقدار الأخبار الملفقة، والكاذبة، والتي وقع فيها أخطاءٌ في الترجمة، خلال تلك الفترة، ولعل إدعاءاتٍ من قبيل "الإمبريالية العثمانية" و"الخيانة العربية"، التي أثارت مشاعر العداء بين شعوبنا، قد انتشرت في منطقتنا بهذه الطريقة. أما الآن، فلم نعد أسرى لدى البلدان الغربية، حيث تقوم وكالة الأناضول بترجمة جميع الأخبار المهمة في المنطقة العربية، إلى اللغات التركية والعربية والإنكليزية والفرنسية، كذلك الأخبار الخاصة بالتطورات في تركيا، تترجم إلى 8 لغات، بما في ذلك اللغة العربية، وهذا يعني طبعاً، كسر احتكار الوكالات الغربية لتلك الأخبار، فعل أزعجت كل تلك التطورات أحدهم يا ترى؟. لماذا لا يكون هنالك مشكلة عندما يفعلها الإنكليز أو الفرنسيون؟ لم تطفُ تلك المشاكل على السطح، قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، حيث كانت تركيا تولي وجهها صوب الغرب بشكل كامل، وكانت تمتلك علاقات محدودة جداً مع الدول العربية، وهنا أتساءل عمّا إذا طرحت مثل تلك الانتقادات والتساؤلات في المنطقة العربية، خلال تلك الفترة، وفيما إذا انتقد أولئك الصحافيون كلا من بريطانيا، التي أقامت علاقات سياسية واقتصادية مع مصر، وفرنسا، التي أقامت علاقات مماثلة مع تونس والمغرب، أو اتهموا تلك البلدان بالسعي لـ "إعادة حقبة الاستعمار"؟ إن بدء الصحافة الغربية بكتابة مقالات تحذر فيها من عودة تركيا إلى امتلاك قوة تماثل قوة "للدولة العثمانية"، وقادرة على السيطرة على المنطقة، جاء بالتوازي مع تغيير رجب طيب أردوغان لقواعد العمل السياسي والدبلوماسي في تركيا، وشروعه في إقامة علاقات قوية ومتينة مع جميع الدول العربية، وقد تناقلت بعض الصحف العربية تلك المقالات، وروجت لها.أما اليوم، فلا نجد في تركيا قط، كتابا تربويا يعتبر أن "العرب أقدموا على خيانة العثمانيين"، بل بالعكس تماماً من ذلك، يتم تشجيع النشر باللغة العربية في تركيا، كذلك تشجيع المحال التجارية والشركات، على كتابة لوحاتها التجارية باللغتين التركية والعربية.إن رفع يافطة "العثمانية الجديدة" يتم لتحقيق هدفين محددين، هما، تشويه صورة الدولة العثمانية وتاريخها في المنطقة، ومنع تعزيز العلاقات بين تركيا والدول العربية، وهكذا، تضمن بعض الأطراف استمرار بقاء حالة التشرذم التي تعتري العالم الإسلامي، بعد انهيار الوحدة الإسلامية قبل قرن من الزمن. عندما يمكن قيام "اتحاد أوروبي" ولا يمكن قيام "وحدة في الشرق الأوسط"لقد تمكن الغربيون، من تأسيس "اتحاد أوروبي"، ونسيان حربين ثقيلتين جاءتا على الأخضر واليابس، خلال 50 عامٍ فقط، وتسببتا بقتل الملايين من الناس، ورغم أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، هي دول مسيحية، إلا أن أحداً لم ينتقد ذلك الاتحاد ولم يفسره على أنه "وحدة للأمة المسيحية"، و"عودة تجسّد روح الحروب الصليبية"، لكن عندما يتعلق الموضوع بالبلدان المسلمة، ترى العالم كله يقف متأهّباً، ويبذل كل ما في وسعه من أجل إجهاض أي جهودٍ تبذل في اتجاه عمل مشترك قد يقوم بين البلدان الإسلامية، أو منع تبلور أي رغبة في اتجاه بناء وحدة ضمن منطقة الشرق الأوسط. لم يكن لديَّ أي نية سيئة، عندما أطلقت مشروع بث الأخبار باللغة العربية في وكالة الأناضول للأنباء، أو عندما استخدمت وصف "الحجاز" للإشارة إلى الأماكن المقدسة بالنسبة لجميع المسلمين، بل لم أكن أعلم حتى أن تلك الكلمة قد تزعج البعض، وقد علمت ذلك للمرة الأولى، من خلال الرسائل التي وصلتني على حسابي، في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". على العالم الإسلامي التخلص من المحظورات والممنوعات، والادعاءات الكاذبة، وعلينا تذكر أن "الهُوّة الحضارية" التي تفصلنا عن الحضارة الغربية، تقارب ال 100 عام، حيث حققوا تقدّماً فيما تأخّرنا، ولم تشهد بلدانهم منذ الحرب العالمية الثانية حروباً، ولا إرهاباً، ولا فوضى، فيما زالت تشهد بلداننا معاناةً أليمة، وسيلا من الدموع، ونزيفا غير منقطع من دماء الإخوة منذ مائة عام. متى سنقول "كفى" لكل ما يحدث، ومتى سنبدأ بالعمل من أجل إيجاد حلول لكل المشاكل العظيمة التي تواجهنا؟..

901

| 18 مارس 2015

القدرة على رؤية الصورة الكاملة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن رؤية الصورة الكاملة للأحداث، مسألة في غاية الأهمية، بالنسبة لمهنتنا (الصحافة)، فعدم امتلاك الصحفي القدرة على رؤية الصورة الكاملة للأحداث، يؤدي إلى فهم قاصر، ما ينعكس بشكل سلبي على قدرته في شرح تفاصيل الحدث للقراء والمتابعين. واليوم، نرى أن العالم الإسلامي يعاني من وجود هذه المشكلة، حيث تقف البلدان والأنظمة التي لا تمتلك القدرة على رؤية الصورة الكاملة، عاجزة عن قراءة السياسات العالمية والتطورات المتعلقة بها بشكل صحيح، ما يؤدي إلى اتخاذ قراراتٍ، تترك آثاراً سيئة في المستقبل على النظام السياسي القائم، وعلى البلد، وعلى بلدان العالم الإسلامي برمتها. لقد أجريت زياراتٍ إلى معظم بلدان العالم الإسلامي، وأتابع عن كثب التطورات الجارية في البلدان المؤثرة بالمعادلة السياسية للشرق الأوسط والعالم، وعليه، أعتقد أن عدد البلدان الإسلامية، القادرة على قراءة المشهد السياسي العالمي بصورة كليّة ومتابعته، والقادرة على بناء علاقات سياسية مؤثرة في “معادلة السياسة العالمية”، قليلٌ للغاية. سيخسر دعاة الطائفيةإن مسألة الحرب الطائفية، تشكل المشكلة الأكبر التي تواجه العالم الإسلامي في يومنا هذا، دعونا نقبل بأن الحروب التي تشهدها كل من سوريا والعراق واليمن، تحوّلت إلى حروب طائفية بين الشيعة والسنة، وأن تلك الحروب أخذت أبعاداً “شيعية، وسلفية، ووهابية” فضلاً عن قضية تنظيم داعش. نرى اليوم أن الشارع في بلدان العالم الإسلامي قد أعرب مراراً وتكراراً وما زال يعرب عن عدم رضاه وعدم ارتياحه من الحروب الطائفية وآثارها، كما أن الدول الغربية وإسرائيل – السعيدة جراء استمرار الحروب الطائفية - ستدرك لاحقاً حجم وأضرار تلك الحروب على المدى الطويل، وتأثيراتها على الاقتصاد والتوازنات العالمية، وإلى جانب كل ما سبق، يبقى داعمو الحروب الطائفية ودعاتها، هم المتضرر الأكبر جراء ذلك الصراع المستعر في المنطقة منذ نحو 4 سنوات، وسيأتي ذلك اليوم، الذي يقف فيه أولئك وحيدون بلا نصير، جراء ما اقترفوا من أفعال. وهنا أود أن أُذكر بأن الخسارة والخذلان كانا على الدوام نصيب دعاة الطائفية والتعصب الطائفي في العالم الإسلامي.سيخسر دعاة الاستقطابإن موضوع الاستقطاب في العالم الإسلامي، هو من أكثر المواضيع التي تتسبب باستنزاف جهود وموارد المسلمين، وتمنعهم من مواكبة مسيرة التقدم، كما أن الاستقطاب الطائفي والسياسي الحاصل، يعتبر أحد أبرز الأسباب الكبرى التي أدت إلى تراجع مسيرة الحضارة في العالم الإسلامي، أمام نظيرتها في العالم الغربي.إن الأيام المقبلة ستثبت حجم الضرر طويل الأمد، الذي تسبب به من يعتقدون بأنهم يحققون نجاحات على صعيد تثبيت مصالح بلدانهم ومصالحهم على المدى القصير، سيما أن ثورة الاتصالات والمعلومات، جعلت العالم يبدو كقرية عالمية صغيرة، يسهل التواصل بين أفرادها ومكوناتها.كما أن الوعي المتعلق بوحدة الأمة الإسلامية، يشتد في نفوس المسلمين يوماً بعد آخر، في بلدان العالم الإسلامي وغيرها من البلدان التي تضم جاليات مسلمة، حيث رفعت وسائل الإعلام الاجتماعي وشبكة الإنترنت الحدود بين الأفراد، وبات في مقدور المسلمين في تركيا، بناء علاقات وطيدة وصداقات مع أخوتهم في قطر ومصر والأردن، بشكل مباشر، كما أن المسلمين في اليابان باتوا قادرين على الاطلاع عن كثب والاستفادة من تجارب أخوتهم في أمريكا، وتشجيع بعضهم بعضاً على تبادل الخبرات والعمل المشترك، ذلك العمل الذي لا يمكن منعه من قبل أي حكومة أو أي نظام سياسي، فضلاً عن أن الشعور بالإقصاء والنبذ، سينمو بشكل أقوى لدى المسلمين، مع استمرار ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب، وبالتالي، فإن كل من يضع نفسه في مواجه ذلك العمل المشترك الناتج عن وعي الأمة، سيملى بخسارة مدوّية. سيخسر الذين فشلوا في تحقيق تكاملٍ اقتصاديالاقتصاد، هو القضية الأهم لأي بلد ومجتمع، وهو أهم من جميع القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية، كما أن تردي الأحوال الاقتصادية في أي بلد، يعني قصر عمر النظام الحاكم هناك، بغض النظر عمّن هو في السلطة.لا يمكن تطوير الاقتصاد من الآن فصاعداً، دون الدخول في تكامل مع الاقتصاد العالمي، كما يستحيل على البنى والكيانات الاقتصادية المستندة إلى دخل محدود – كالاقتصادات المغلقة والنفطية – تحقيق استمرارية على المدى الطويل، لذا فحري ببلدان العالم الإسلامي، تحقيق تكامل اقتصادي مشترك، من شأنه توفير ميزات ومكتسبات هامة لاقتصاداتها، في مواجهة القوّة الاقتصادية الكاسحة للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ولعل الانفتاح على الاقتصاد العالمي والتكامل معه، يندرج ضمن أهم تلك المكتسبات. كما أن الذين ينتهجون طرقاً مختلفة في هذا الصدد، ولا يبحثون عن وسائل تكامل اقتصادي مستقبلي، هم ممن لا يمتلكون القدرة على رؤية الصورة الكاملة للأحداث.إن العالم الإسلامي سينجح في لملمة جراحه، وسينهض لا محال من تحت ركام اليأس والفوضى التي تعتريه، وأعتقد أن الذين تمكنوا من امتلاك القدرة على رؤية الصورة الكاملة للأحداث، ولم يقنطوا من رحمة الله، هم من سيكتب لهم شرف قيادة العالم الإسلامي.

1339

| 11 مارس 2015

حالة عدم الاستقرار التي تواجه العالم الإسلامي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); دعونا بداية الاعتراف بأن العالم الإسلامي يعاني من أزمة خطيرة، وأنه يشهد في الوقت الراهن واحدة من أخطر الأزمات التي مرّ بها منذ الحرب العالمية الأولى، حيث توجد حالة من الفوضى، والاقتتال، والإرهاب، والأزمات المتراكمة، في جميع البلدان، من المغرب إلى باكستان، ما خطب العالم الإسلامي؟ ولماذا يعيش مثل هذه الأزمات المتفاقمة والمزمنة؟ سياسات ومشاريع عدم الاستقراربدأ العالم الإسلامي يقف في مواجهة مجموعة من مشاريع، تهدف إلى زعزعة استقراره، وإجهاض مسيرته التنموية، وذلك في أعقاب انطلاق مرحلة الربيع العربي، حيث تكاتفت جهود دولٍ غربية، مع عناصر كانت تهيمن على السلطة قبل مرحلة الربيع العربي، إضافة لرؤوس أموال دوليين وأعوان لهم في المنطقة، من أجل تحقيق تلك المشاريع، خاصة أن المصالح الصرفة تشكل الرابط الوحيد الذي يلمّ شمل تلك العناصر، كما أن نشر حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، تيسر لتلك الأطراف تحقيق قدر أكبر من المكاسب، وفرص أكبر من أجل المحافظة على المكاسب المحققة. لقد باتت بإمكاننا رؤية الآثار الناتجة عن مشاريع زعزعة الاستقرار وإشاعة الفوضى، في رقعة كبيرة من العالم الإسلامي، تمتد من اليمن حتى المغرب العربي. أنشطة زعزعة الاستقرار في تركيالقد تأثرت تركيا بمشاريع زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل مباشر، وهي تخوض حتى هذه اللحظة، صراعاً مريراً ضد تلك المشاريع، التي حاولت عبثاً إجهاض مسيرتها التنموية، من خلال افتعال ما عرف باسم أحداث "غيزي بارك" (مايو 2013) وسط إسطنبول، ثم من خلال حملة اعتقالات وقفت وراءها جماعة "فتح الله جولن"، في 17 ديسمبر 2013، وطالت أبناء بعض الوزراء وموظفين حكوميين، ورجال أعمال، بذريعة التورط في قضايا فساد مالي، لتستغل الجماعة تبعات تلك القضية من أجل تقويض، وزعزعة، أركان الحكومة التركية، وهنا أود الإشارة إلى أن التخريبات والأضرار التي تسببت بها جماعة "فتح الله جولن"، كانت الأقسى على تركيا، حيث لم تتسبب أي منظمة تخريبية بذلك الكم من الأضرار طيلة وجود حزب العدالة والتنمية في السلطة، خلال الـ 12 عاماً الماضية، فضلاً عن أن الجماعة تبذل جهوداً حثيثة في هذه الآونة، من أجل إلحاق الضرر بحزب العدالة والتنمية، مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات العامة في تركيا (يونيو المقبل). إلى ذلك، تعتبر "القضية الكردية"، ساحة أخرى من الساحات المهمة، التي يتم العمل من خلالها على زعزعة الاستقرار في تركيا، حيث إن الدول الغربية التي تبدي دائما اهتمامها بالقضية الكردية، وتعرب عن رغبتها في إيجاد حل لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، هي في الحقيقة لا تريد أبداً إيجاد أي حل لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، ولا تريد أيضاً انتهاء القضية الكردية في تركيا، ذلك أن تخلص تركيا من هذه المشاكل، سينعكس بشكل إيجابي على صعيد تحقيق السلام الداخلي فيها، وعلى بلوغها الوفرة والازدهار الاقتصادي، لذلك نرى وجود مساعٍ حثيثة، تهدف لإجهاض "مسيرة السلام الداخلي"، التي أطلقتها الحكومة التركية، من أجل التوافق على حل يضع نهاية للقضية الكردية في تركيا. مصر والسعودية وإيرانهنالك حالة من الفوضى، تلف دولاً مهمةً في العالم الإسلامي، هي مصر، وتركيا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، حيث أطاح انقلاب عسكري بحكومة مرسي التي وصلت إلى السلطة في مصر، من خلال انتخابات ديمقراطية، وأسس القائمون على الانقلاب حكومة تابعة لمجلس عسكري، ليخسر العالم العربي بذلك، دولة تمتلك مقاليد الزعامة والريادة، ولتصبح مصر، دولة غارقة في الفوضى والأزمات الاقتصادية.وبالانتقال إلى إيران، فإننا نستطيع القول إن إيران تعاني من أزمة هي الأخطر في تاريخها، حيث إنها باتت معزولة من قبل معظم دول العالم الإسلامي، بسبب السياسات الطائفية الشيعية التي تتبعها في المنطقة، كما أن سياساتها المتّبعة في سوريا، تعتبر الأفشل خلال السنوات الـ 30 الماضية. لذلك، تشهد جبهتها الداخلية صراعاً خطيراً، لم تطفُ آثاره كثيراً إلى السطح حتى الآن.فضلاً عن أن الحرب الدائرة في سوريا والعراق، تزيد من أجواء زعزعة الاستقرار في البلدان سابقة الذكر، إضافة إلى أن تنظيما مثل داعش، قد يلحق بالإسلام أضراراً، لا تقل أبداً عن الأضرار التي لحقت به، إبان اجتياح المغول للمشرق العربي. تراجع العالم الإسلامي أمام الغربإن حالة عدم الاستقرار التي تسود العالم الإسلامي، تسببت في تراجع المسلمين الذين تأخروا أصلاً عن ركب التقدم، مقارنة بالغرب، ففي الوقت الذي يطلق فيه الغرب عنان التقدم في ظل ثورة صناعية ثانية، تتجلى في الثورة الرقمية، نرى تراجعاً مخيفاً لبعض الدول الإسلامية، حتى أن بعضها قد عاد فعلياً إلى مرحلة العصر الحجري، حيث شهدت دول العالم الإسلامي تراجعاً ملحوظاً ودماراً هائلاً على الصعيد الاقتصادي، والتجارة الدولية، والقوة السياسية، والتعاون المشترك، ووصلت الحضارة الإسلامية - التي كان يشار إليها كحل بديل إبان الأزمات التي عاشتها أوروبا - إلى الحضيض، وباتت أوروبا ترى الحضارة الإسلامية، من خلال مقاطع قطع الرؤوس التي يبثّها تنظيم داعش الإرهابي. يجب علينا فعل شيء وإيجاد حلولينبغي علينا القيام بفعل شيء من أجل التصدي وبشكل عاجل لمشاريع زعزعة الاستقرار تلك، حيث إن كل فردٍ مسلمٍ يتحمل مسؤولياتٍ وواجباتٍ يجب عليه القيام بها لتحقيق ذلك، إن المشكلة التي تواجُهنا، لا تكمن في أنشطة زعزعة الاستقرار التي تعمل عليها بعض الدول الغربية فحسب، بل يجب علينا التأكيد على أن مصدر تلك المشكلة يكمن أيضاً في عدم تواصل العناصر المكونة للأمة الإسلامية فيما بينها، لإيجاد حلول لمشاكلها الداخلية، وإذا ما استمرت حالة عدم الاستقرار في العالم الإسلامي وقتاً أطول، فإن ذلك سيرفع معدل الفارق الحضاري بيننا وبين الغرب إلى مائتي سنة على الأقل.

827

| 26 فبراير 2015

تركيا الجديدة ..الشرق الأوسط الجديد

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إنه لشرف كبير لي، أن أكتب في أكثر صحيفة قطرية مرموقة، وأنقل أفكاري وتصوراتي عبر هذه الصحيفة الغراء، إلى القرّاء الأكارم. ويمكنني القول إن الكتابة في هذه الصحيفة، والتواصل مع القرّاء الأعزاء، سيكونان بمثابة تجربة هامة جداً بالنسبة لي، كمتابع عن كثب للتطورات الحاصلة في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وكشخص يعمل من خلال متابعاته على وضع مشاريع تعالج قضايا سياسية وإعلامية. أعمل بعناية بالغة، على متابعة الأزمة الكبيرة التي يشهدها العالم الإسلامي بشكل عام، ومنطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، وأعتقد أن العالم الإسلامي يعيش في هذه المرحلة واحدة من أخطر الأزمات التي واجهته في القرن الأخير، فضلاً عن أن تركيا، الدولة المهمة في المنطقة، قد نالت نصيبها من هذه الأزمة، وتبذل منذ عامين مساعي جمّة من أجل التعامل مع مشاكلها الداخلية. إن ما سبق لا يعني أن تركيا وحدها هي التي تأثرت بأزمة الشرق الأوسط، بل إن جميع الدول المهمة في منطقة الشرق الأوسط، لا تزال تبذل مساعي كبيرة، لمواجهة أزمة خطيرة تعصف بالمنطقة. تتجه تركيا نحو انتخابات هامة للغاية، دون أن تتأثر قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية كثيراً، بالأزمات التي تكابدها، خاصة أن الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي ستجري في يونيو 2015، ستحدد اسم الحزب الذي سيقود مسيرة تركيا خلال السنوات الأربعة القادمة. كما أستطيع القول هنا: إن حزب العدالة والتنمية، الذي تأسس على يدي رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، هو الحزب الأوفر حظاً بالظفر في تلك الانتخابات، ومن المنتظر أن يتصدر الحزب قائمة الانتخابات البرلمانية التركية، ليتابع رئيس الحزب الأستاذ الدكتور أحمد داود أوغلو العمل من خلال منصبه كرئيس وزراء للجمهورية التركية مرة أخرى. لقد استخدم الرئيس أردوغان، شعار "تركيا الجديدة" في حملته الانتخابية السابقة، وانتخب رئيساً للجمهورية بعد أن حصل على 52 بالمئة من أصوات الناخبين. كما استخدم رئيس الوزراء داود أوغلو الشعار ذاته، في كثير من الأحيان، ليواصل بذلك المسيرة التي أطلقها أردوغان، ومن المتوقع أن تتم إعادة استخدام الشعار ذاته في الانتخابات البرلمانية القادمة. ما هو حلم "تركيا الجديدة"؟إن مصطلح تركيا الجديدة، يعني مسيرة العمل التي أطلقها أردوغان وداود أوغلو، للتخلص من مفرزات حقبة الانقلابات العسكرية، وتغيير العديد من الممارسات والوسائل العائدة للحقب البيروقراطية السيئة، وبناء تركيا القوية والمعافاة، ولتحقيق ذلك، وضع كل من أردوغان وداود أوغلو مسألة إيجاد حل للقضية الكردية، وما أفرزته من مشاكل كقضية منظمة "بي كا كا" الإرهابية، ضمن أولوياتهما، لذا نستطيع القول إن المرحلة المقبلة ستتسم بتحقيق سلام دائم يسود ربوع تركيا. إن مسألة وضع دستور جديد للبلاد، ستكون ضمن أبرز الأهداف التي سيسعى أردوغان وداود أوغلو لتحقيقها، بعد التخلص من مشكلة الإرهاب التي عصفت بتركيا طيلة الـ30 عاماً الماضية، لاسيَّما أن الدستور القديم (الحالي) الذي وضعته سلطات الانقلاب العسكري (عام 1980) من المستحيل أن ينسجم مع فكرة بناء تركيا الجديدة. ولذلك، فإن حزب العدالة والتنمية سيعمل من خلال انتخابات يونيو المقبل، على الفوز بعدد كاف من المقاعد البرلمانية، تؤهله لوضع دستور جديد للبلاد، تتم صياغته وطرحه لاستفتاء شعبي من أجل اعتماده. كما أن عام 2015، سيشهد تطورات مهمة للغاية على صعيد بناء تركيا الجديدة، التي تهدف إلى بناء اقتصاد أقوى، وإنشاء مزيد من العلاقات الدبلوماسية، وترسيخ أكبر للحياة الديمقراطية، ما سيعني في هذه الحالة، إقامة علاقات أوثق مع جيرانها في المنطقة، ودول الاتحاد الأوروبي. أعتقد أن استعداد تركيا لدخول مرحلة جديدة، يتزامن مع دخول الشرق الأوسط قريباً حقبة جديدة، وحصول تغييرات هامة جداً في المنطقة، خاصة أن الإجراءات والمواقف السياسية التي اتخذها عاهل المملكة العربية السعودية الجديد "الملك سلمان بن عبد العزيز"، تنبئُ بحدوث تغييرات في توازنات المنطقة، تفضي إلى شرق أوسط جديد.إلى ذلك، أرى أنني سأرجح تناول قضايا تركيا الجديدة والشرق الأوسط الجديد، في محور الموضوعات التي سأبحثها في مقالاتي المقبلة، كما أود أن أنتهز هذه الفرصة، لأعبر عن فائق احترامي لجميع القراء الأفاضل، وللسيد جابر الحرمي، رئيس تحرير جريدة الشرق القطرية، على إتاحته الفرصة لي للكتابة في هذه الجريدة الغراء.

1230

| 18 فبراير 2015

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4209

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1848

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1761

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1611

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

903

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

657

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

621

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

549

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

495

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية