رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف استغل الاحتلال الإسرائيلي الإعلام في العدوان الأخير على غزة؟

تبدأ الحروب عادة في الإعلام وبين أروقة التصريحات قبل أن تنتقل إلى أرض الواقع، ليستمر الإعلام بعد ذلك بكونه السلاح الأكثر تأثيراً في الحروب والأداة الأبرز لإدارة الحروب بين الأطراف المتنازعة. ويتعاظم دور الإعلام في الحرب لفعاليته في تحقيق مكاسب لحظية وعلى المدى البعيد أيضاً من خلال الحشد والتعبئة النفسية واستمالة الرأي العام الداخلي والخارجي وإضعاف الجبهات المضادة نفسياً بروايات وسرديات قد تكون هي الأقرب للمبالغة والتضليل. دائماً ما يجيد الاحتلال الإسرائيلي لعبة الإعلام كوسيلة حرب فعالة خلال مختلف الأحداث، خاصة في الحروب على قطاع غزة، وهذا ما نلمسه واقعاً خلال العدوان الأخير على قطاع غزة بداية أغسطس الحالي. فكيف استغل الاحتلال الإسرائيلي الإعلام في العدوان الأخير على غزة؟ إغراق إعلامي سريع: ظهر خلال العدوان الأخير على قطاع غزة استعداد الاحتلال الإسرائيلي إعلامياً بصورة أكبر مما كان عليه خلال الحروب الماضية، حيث لم تمضِ دقائق على أول قصف استهدف فيه الاحتلال القيادي في سرايا القدس تيسير الجعبري حتى انتشرت فيديوهات للحظة القصف في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية المحلية والعربية والعالمية، مُرسلةً بذلك رسائل خفية لمختلف الأطراف مفادها: الانتصار والسيطرة على الجبهة العسكرية موجهة للرأي العام الإسرائيلي المحلي، وإزالة خطر إرهابي لوسائل الإعلام العالمية كوسيلة ردع لما قد تواجهه من انتقادات في الرأي العام الغربي، وإضعاف الجبهة الفلسطينية الداخلية والزعزعة النفسية. ولم يتوقف الإعلام الإسرائيلي عند هذا الفيديو، بل قبل أن يستوعب الفلسطينيون صدمة الحدث، خاصة في وقت كانت المفاوضات حول التهدئة قائمة بين الطرفين وتحمل نتائج إيجابية، سارع أيضا الإعلام الإسرائيلي في نشر فيديوهات التعبئة العسكرية لجنود الاحتلال على حدود قطاع غزة في إشارة إلى جدية الحرب التي من الممكن أن تمتد إلى اجتياح بري. تضليل إعلامي واستمالة الرأي العام الغربي: تسارعت بعد ذلك جهود الإعلام الإسرائيلي في إغراق الإعلام بتصريحات رسمية من قادة الاحتلال الإسرائيلي – كمصادر موثوقة للإعلام الغربي – تبرر الحرب وتؤكد على أن أهدافها محدودة ولا تسعى لاستهداف المدنيين الأبرياء، كما تدعي. إن من أبرز ما مارسه الإعلام الإسرائيلي من كذب وتضليل إعلامي هو تصريحات الاحتلال حول مجزرة الأطفال الفلسطينيين الخمسة الذين استشهدوا في منطقة جباليا، حيث سارع الاحتلال منذ اللحظة الأولى للقصف في تصدير رواية أن استهداف الأطفال جاء من صاروخ لسرايا القدس. ومن شأن التضليل والتصريحات الكاذبة في وقت الحدث وعدم الاعتراف بالجرائم – حتى لو صدرت تقارير تثبت عكس ما صرحوا به لاحقاً – أن تمتص الغضب من الإعلام خاصة الإعلام الغربي، لتلعب بذلك على عنصر الوقت في التخفيف من حدة الحدث وما قد يسببه من ضغط خارجي عليها خلال الحرب. وهذا ما مارسه الاحتلال أيضاً في قضية الراحلة شيرين أبو عاقلة من خلال الادعاء بأنها استهدفت برصاص فلسطيني في محاولة أيضاً لخلق ضعف في الرواية الفلسطينية وخلق رواية مضادة خاصة في الأوساط البعيدة جغرافياً وإعلامياً عن طبيعة الحدث الأصلي وكسب مزيد من الوقت لامتصاص الغضب. إن الدهاء الإعلامي والسرعة في الرصد والنشر والتصريح قبل أن تبدأ الحرب يقف وراءها رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، الذي يجيد حرب الإعلام ربما أكثر من الحرب العسكرية لكونه صحفياً سياسياً قبل أن يكون عسكرياً. الدعاية الانتخابية: السبب الأبرز الذي اتفق عليه معظم المحللين السياسيين في تفسير العدوان الأخير على قطاع غزة هو قرب انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وهو عامل لا يمكن إغفاله خاصة مع ربط مواعيد الانتخابات السابقة بمواعيد الحروب على قطاع غزة. يعتمد السياسيون الإسرائيليون في دعاياتهم الانتخابية وكجزء من حملاتهم الإعلامية على قدرتهم على إحراز نصر من خلال شن حروب على قطاع غزة وإبراز قدراتهم العسكرية عبر الإعلام في تدمير العدو الأبرز للإسرائيليين – المقاومة الفلسطينية وأهل غزة. وداخلياً، تمكن لابيد في العدوان الأخير من تعزيز فكرة هدم الآخر "الفلسطيني" لدى الإسرائيليين وخلق رأي عام داخلي متعطش للدماء، وحقق نصراً داخلياً أيضاً في قدرته على تحييد حماس من الصراع وسلط الضوء على عدو جديد للإسرائيليين "الجهاد الإسلامي وجناحه العسكري سرايا القدس" وصوّر من خلال إعلامه أنه استطاع إحراز خسائر كبيرة باستهدافه قادة وأماكن عسكرية مهمة. وبالفعل، ووفقاً لاستطلاع رأي نشرت نتائجه قناة كان الإسرائيلية، تقدم حزب "هناك مستقبل" الذي يقوده لابيد بمقعدين ليحرز بذلك تقدماً سياسياً بعد حرب إعلامية وعسكرية.

1188

| 21 أغسطس 2022

لماذا لم تنتهِ الحرب؟!

المشهد الأول: بدأت الحرب في 27 ديسمبر 2008، قُبيل دقائق من تقديمي أول اختبار نهائي في مرحلتي الإعدادية الأولى – اختبار اللغة العربية، ويقولون إن الحرب انتهت، وبدأت أخرى وانتهت أيضاً، وبدأت واحدة وانتهت، وأخرى وانتهت، وواحدة بعد وانتهت!. هكذا أعلن السياسيون، وقال المذيعون وكتب الصحفيون، ولكن منذ 27 ديسمبر 2008 لم أشعر بأن الحرب انتهت. المشهد الثاني: لا مشاهد أخرى هنا، فكل المشاهد تعيد ترتيب نفسها للعرض مرات كثيرة، حلماً وواقعاً، في أوج حالات التركيز وفي كل حالة شرود ذهني، لتخبرني بأنها هي الحرب لا تزال مشتعلة. فإن انتهت الحرب، ماذا عن إعادة مشهد هروبي من المدرسة تحت وابل من الصواريخ إلى المنزل قبل ١٤ عاماً؟ وعن مشهد تطاير المنازل كقطعة بسكوت هشة أمامي في حرب ٢٠١٢؟ وعن مشهد الاختناق بالغاز في حرب ٢٠١٤؟. ملحوظة: إعادة المشاهد هنا لا تعني الجلوس على أحد كراسي السينما والاستمتاع بأكل الفشار، بل هي أشبه بإعادة خوض التجربة مراراً على خشبة المسرح بكل عناصرها وواقعيتها. فإن انتهت الحرب، لماذا يسكنني الخوف من أصوات الطائرات العابرة ومن أصوات الأبواب المغلقة بقوة ومن أصوات بكاء الأطفال ومن أصوات الرعد ومن الإضاءة الحمراء الساطعة؟. استشعار الحرب تجربتي الأخيرة مع العدوان على غزة خلقت لدي تساؤلا خياليا، لربما يكون مادة دسمة لأفلام الخيال العلمي، فقبل أن تبدأ بوادر الحرب الأخيرة، بدأت كوابيس الحرب تلاحقني في كل ليلة بأبشع صورها؛ وانهالت عليّ ذكريات الحروب كسيل جارف ليل نهار بصورة غير اعتيادية، ليأكلني الخوف والارتياب. وبعدها بدأت الحرب، ليبقى السؤال هنا: هل اكتسبت أجسادنا وخلايانا - مع كل هذه الحروب - القدرة على استشعار الحرب وتخلق لدينا حالة من الخوف والشك وتنسج الأحلام لتحذرنا من المستقبل الحتمي؟. الحرب ذاكرتي إن لم تقتلنا الحرب، تقتلنا الذاكرة، الحرب تسكنني وتعيش فيَّ وأعيش فيها، فالحرب ذاكرتي، لا أستطيع الهروب من أي إجابة عن تفاصيل حياتي دون أن تكون الحرب مقترنة اقتراناً كلياً كتوأم سيامي في كل لحظة من لحظات حياتي الحاسمة. فكيف لي أن أنسى بداية مرحلتي الإعدادية وارتباطها بحلم الصحافة دون ذكر حرب ٢٠٠٨-٢٠٠٩، وكيف لي أن أنسى أول غرزة حياكة صوف لي لأنها كانت خلال نهار حربٍ تحاول أمي فيه جمع أفكارنا في غرزة قد نكملها أو نموت قبل ولادتها. وأذكر يوم ولادة أول حفيدة لنا “فاطمة” في ليلة كانت الصواريخ شعارها، وأذكر ليلة اختبار الجغرافيا للثانوية العامة حين لم يغريني القصف للتوقف عن الدراسة. وكيف لي أن أنسى ساعة نتيجة الثانوية العامة (التوجيهي) بنسبة ٩٨.٨٪؜، أذكرها لأن الفرحة التي طالتني وأهلي لم يُكتب لها أن تخرج من باب بيتنا، أذكرها لأن الزغاريد لم يُكتب لها أن تخرج من بين الأحبال الصوتية، أذكرها لأنه كان بيننا شهداء لأن صوت الموت والحرب كان أعلى من أن يسمح لفرحتنا بالعبور ولو حتى عبر أسلاك الهواتف. وأذكر بعد مرور شهر بالضبط على بداية عملي حين بدأت مسيرات العودة وارتقى شهداء وتمزقت أطراف شباب غزة. وأذكر كل الاختبارات التي تأجلت في الجامعة، لأن تصعيدًا ما وفي ليلة ما حسم أمر (تعليق الدوام الجامعي غدًا وتأجيل الاختبارات). وأذكر قبل حفلة تخرجي بيوم كثيرًا، فرحًا بكل تأكيد ولكن، كان هنالك تصعيد ليلي على غزة. وأذكر يوم خطبة ابنة عمي، يوم هربت ذكرياتي في مركز سعيد المسحال الثقافي ويوم أُصيبت الموسيقى بالبكم ويوم مات المسرح في غزة، وذكريات بلا نهاية. مشهد مستجد في الغربة، يحاصرنا الخوف مئات المرات في الثانية الواحدة وتصيبنا (متلازمة الهاتف)، إذ لا يمكن لجلسة أصدقاء أو عمل أو محادثة عابرة أن تفصلك عن هاتفك لمتابعة الأخبار ثانية بثانية خوفاً من أن يضيع منك خبرٌ ما وخوف على أهلك وأصدقائك موزعين على قطاع غزة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. في الغربة تصبح كل الأسماء واحدة والوجوه واحدة والأماكن واحدة، رماديةٌ هي الحياة، واضحٌ هو الموت. إن أكثر ما يؤلم في معادلة الغربة هذه أننا في غربة جسدية فقط، القلب هناك والعقل هناك والحواس هناك والذكريات كلها صُنعت هناك وتأخذنا إلى هناك، لنبقى عالقين هناك. في الغربة، يحاصرنا الشعور بالعجز والانفصال عن الواقع وعدم الارتباط به، إذ تجد نفسك في الصباح مجبراً على ممارسة حياتك الطبيعية وأن تتعامل مع أناس ربما لم يسمعوا بغزة من قبل، وأن تنجز مهامك الوظيفية وأن تكون عنصراً فاعلاً بعقلٍ لم يعد هنا، بل هناك! فكيف أمضي وأنا هناك؟ ففي الغربة أجسادٌ بلا أرواح. حرب غير منتهية قد تنتهي الحرب، لكن حروبٌ كثيرة لا تنطفئ نيرانها ولا تبردها الأيام، حروب تعيش في ذاكرة ووجدان كل من عاش حرباً وذاق منها ما ذاق من خوفٍ وفقدٍ وألم. قد تنتهي الحرب، لتبدأ معها حروبٌ أخرى نركض فيها وراء قطار الحياة الذي فاتنا ونحن عالقون في الحرب، حروبٌ تجبرنا على الحياة، حروبٌ تجبرنا على محاولة التأقلم والاندماج، حروبٌ لا ندرك بدايتها جيدًا وندرك ألا نهاية لها لأننا نعلم بأنها نحن.

1584

| 10 أغسطس 2022

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

1935

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1137

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
الملاعب تشتعل عربياً

تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...

1059

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
بكم تحلو.. وبتوجهاتكم تزدهر.. وبتوجيهاتكم تنتصر

-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...

816

| 25 ديسمبر 2025

alsharq
محكمة الاستثمار تنتصر للعدالة بمواجهة الشروط الجاهزة

أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...

810

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

720

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

663

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
قمة جماهيرية منتظرة

حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...

645

| 28 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

627

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

549

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
معجم الدوحة التاريخي للغة العربية… مشروع لغوي قطري يضيء دروب اللغة والهوية

منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...

522

| 26 ديسمبر 2025

alsharq
التحول الرقمي عامل رئيسي للتنمية والازدهار

في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...

498

| 23 ديسمبر 2025

أخبار محلية