رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تهجير الطائفة المسيحية من مدينة الموصل العراقية والتي أقدمت عليه جماعة داعش الأسبوع الماضي بعد بيانهم الغريب في محتواه الفقهي الذي يستبيح النصوص الشرعية ويلويها لهوى الجماعة التي يشكل تكوينها لغز غريب ومحير للعالم أجمع باستثناء أجهزة المخابرات التي تقف وراءها. فهذا التهجير القسري لجماعات مدنية تعايشت مع المسلمين طويلاً في ظل عهود الذمة والأعراف الدولية المستحدثة ربما له ما ورائه من الرسائل الداعشية الهوجاء أسوة بسكاكينهم ورقاب ضحاياهم من المسلمين. فالتهجير هو دغدغة لمشاعر التطرف بتحقيق ممارسة دينية مغيبة تماماً كالصلب والقتل وفق الحكم الظني على عباد الله دون دليل أو برهان لمجرد كسب المزيد من المتعاطفين مع الجماعة وجذبهم للهجرة إلى دولة الخلافة المزعومة والخاوية من مقومات الدولة سوى البارود وسكاكين الذبح. كذلك هذا التهجير هو لاستفزاز العالم ضد المسلمين عموماً ممن يقيمون في البلاد غير المسلمة لمجرد لفت النظر إلى هذه الجماعة التي لا تحسن التصرف بل ظلت الطريق القويم للجهاد وساحاته فكل ممارساتها تثبط حتى المتابعة لما يجري من أحداث دامية الآن في غزة الساحة المفترضة لجهود داعش حيث الاحتلال والمواجهة المبررة ضد العدو المؤكد. ولكن عطف ولي النصوص مستمر لدى ماكينة الفتوى المتوافقة مع الفكر الداعشي الذي استحل حتى قتل الأطفال وقطع الطرق وترويع الآمنين فطالما كان مشروعهم الأعظم هو النيل من المسلمين أولاً واعتبار ولائهم لحكامهم ردة تستوجب حد السيف فليهنأ بنو صهيون بدماء غزة فخليفة المسلمين لا يعنيه أمر أطفالها ولا دمائهم وهذا ما يكشف حقيقة مشروع "عش الدبابير" ويؤكد منهجيته الاستخباراتية والتي تتوافق معها عملية الطرد القسري لمسيحيي الموصل لمجرد التمويه عن الارتباط بالجذور المؤسسة لهذه الجماعة في محاولة لرسم الاستعداء للذميين والتأكيد على محض الهوية الشرعية الإسلامية للجماعة التي لا تخاف في الله لومة لائم بينما واقع حالها لا يتطابق ومفهوم الشرع والدين الإسلامي الحنيف دين السماحة والمحبة والإخاء مع كل الشعوب حتى مع الذميين الذين تشملهم رعاية الدولة المسلمة بالحقوق والرعاية. ففي موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع عرب بني تغلب حينما أسقط عنهم الجزية أو مجرد لفظيتها خشية من لحاقهم بالروم موقف فيه من الحكمة والسياسة ما فيه. فطرد مسيحيي الموصل إشارة إلى حماقة داعش فكراً ومراساً. فالجماعة وفق نشأتها وسجلها الجهادي المزعوم تُعد ظاهرة صوتية تخدمها وسائل الاتصال الحديثة التي تُضخم من الشكل العام لها والفاقد للمحتوى طالما ظل نهجها التكفير وإلصاق الردة بعباد الله حتى وهم صيام في شهر الله الكريم. وما نعول عليه هو أن يفهم الجميع حقيقة هذا الفكر الذي يصنفه العلماء ضمن فكر الخوارج ويستدلون على ذلك بالحجج والنصوص الشرعية ولما تغلب عليه أعمال الجماعة ونهجها الدال على حقيقتهم الظاهرة ببيان فسادهم فكراً وعملاً. فنعول ألا ينخدع العموم بما تحمله راياتهم وما تنطلي عليه كلماتهم ونفخر بأوطاننا وعلمائنا وشبابنا ممن يقفون موقفا واحدا تجاه هذا البلاء الذي يهدد الأمة ويشوه حقيقتها. وكان الله في عون أهل الموصل.
809
| 27 يوليو 2014
قبل طفرة الإعلام الفضائي وتنوع القنوات التي صار عددها بالألوف ما بين غث وسمين كان بث قناة تلفزيون دولة قطر يصلنا هوائياً في الإحساء باعتبارنا المدينة الأقرب للدوحة نستقبله عبر "الإريل" المثبت في أسطح المنازل فتحجب الأجواء غير الجيدة التقاط ذلك البث المميز بالبرامج المفيدة والمنوعة التي توجه رسالتها إلى عموم الخليج. وكم كنا نتأسف على فوات مشاهدة بعض البرامج في مثل تلك الأجواء رغم محاولات التقاط البث بتدوير ذلك " الإريل الذي غدا من الماضي "بالتناوب بين الحضور لما في المهمة من مشقة صعود السطح غالباً. ومرد حديثنا اليوم عن تلفزيون قطر وبرامجه هو تداول أهالي الإحساء تحديداً عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمقطع من حلقة برنامج "الكاميرا كانت هناك" والذي أعده الإعلامي القدير والوجه التلفزيوني القطري المميز فوزي الخميس يرحمه الله قبل أكثر من 30 عاماً. وحقيقة أنا شاهدت الحلقة تلك عبر "الإريل" المذكور وكم كان انبهارنا كبيراً ونحن نرى الشوارع والطرقات والمزارع في واحتنا العريقة عبر الشاشة. فقد كان ذلك العمل احترافياً بمعنى الكلمة من حيث الإعداد والصياغة في النص والترتيب لـ اللقاءات مع رجالات المنطقة فقد كان اللقاء الرئيسي في الحلقة مع رجالات العلم من آسرة آل الشيخ مبارك وهم من الواجهات العلمية المعروفة في الإحساء. الجميل أيضا في الحلقة تلك الافتتاحية التي دشن بها فوزي الخميس التعريف بموضوع الحلقة وهو يقول السلام على أهلنا وجيراننا في الإحساء ثم يعدد مدن وقرى المنطقة ويعرف بمهمة البرنامج الذي كانت تصاحبه هذه الجريدة "الشرق القطرية" لتوثيق المهمة صحفياً وتجول في المزارع والأسواق مبرزاً التواصل التاريخي بين الدوحة والإحساء خاصة. كان تداول البرنامج مؤخراً يشير إلى الوعي الإعلامي القطري المبكر في التوثيق والتواصل وإبراز سمات التعاون بين مجتمعات الخليج عموماً بل وبين كل الناطقين بالعربية. فمن خلال بعض حلقات ذلك البرنامج الوثائقي المميز شاهدنا في سنواتنا الأولى بجهود تلفزيون قطر ومذيعه المميز فوزي الخميس كنوز المتاحف العثمانية في تركيا وكذلك المتاحف المصرية وشاهدنا حلقة عن بعض دول إفريقيا بل لا أنسى تلك اللحظات التي كان يقف فيها المذيع الخميس يرحمه الله على خط الاستواء مباشرة وهو يشير بيده اليمين إلى شمال كرتنا الأرضية وبيده الأخرى إلى جنوبها مدعماً الحلقة بالكثير من المعلومات والصور التي كانت بكراً في تلك الأثناء وسبقاً إعلامياً مميزاً للإعلام القطري الذي لا يزال يحتل مكانة الصدارة في عالم الإعلام الفضائي بقنواته وبرامجه المنوعة خاصة قناة الجزيرة والتي كانت نقلة في مفهوم الإعلام المرئي "اتفق معها من اتفق واختلف معها من اختلف" سوى أنها بالمعايير الإعلامية كانت صاحبة السبق في الكثير من البرامج وتحقيق الإثراء المعرفي للمتابع. أعود إلى تلفزيون قطر وتلك النكهة البرامجية التي يتبناها خاصة في مثل ليالي شهر رمضان المبارك وأدعو القائمين عليه لتجديد بث مثل تلك البرامج الوثائقية الجميلة لمد الأجيال بماضيهم وما فيه من مآثر ومواقف شاهدة هي الأخرى على فترات جميلة.
3439
| 20 يوليو 2014
مرت مناسبة "القرقيعان" الرمضانية على أهل الخليج ومحيطهم العربي "مقرقع" تهزه الأحداث الجسام ما بين غزة الرازحة تحت جبروت قوة الاحتلال وما بين شعارات داعش التي جعلت من غرة هذا الشهر الكريم موعداً لإعلان دولة الخلافة الطامحة عبر سكاكين عناصرها وبنادقهم إلى رفع راياتها السود في كل العالم, فكانت باكورة الاستهداف الاعتداء على منفذ الوديعة السعودي مع اليمن والتسلل إلى مدينة شرورة الحدودية واحتلال مبنى المباحث في المدينة التي تضامن معها كل المجتمع السعودي الذي يعتبر نفسه في دائرة الاستهداف الأولى لداعش والحركات الإرهابية الأخرى كالقاعدة وغيرها ممن تنتهج الفكر التكفيري المطلق لمن يخالفهم الرأي والفكر، سواء من علماء الدين والحكام والعموم من الناس وفق ما ينشر لهذه الحركات من مقاطع تنتهي بالقتل والذبح التلقائي المروع في الطرقات, عموماً انتهت حادثة شرورة كما انتهت غيرها من العمليات أو الغزوات كما تسمى في العرف الجهادي لدى تلك الفرق التي ما فتئت تكرر غزواتها لمجرد إثبات الذات وكسب التعاطف من الناشئة والمقرر بهم مضياً نحو أهداف كبرى تتوافق مع ما تعلنه داعش في جهادها الذي يصد عن مواجهة العدوان على الأمة كما هو حاصل في غزة الآن ويمارس دغدغة المشاعر بعودة الحكم الراشد بين الأمصار، بينما الممارسات العلنية للجماعة تعكس حقيقة باطنها المأجور ضد الأمة رغم ما تحاول به إعلاميتها الأخيرة من بث الطمأنينة بين الناس وتسويق الفكر الحاضن للحقوق والذمم بالقفز على مكتسبات الأمة وموروث عقيدتها من الكتاب والسنة, أعود إلى المجتمع السعودي الذي لم تزده تلك الشعارات ورصاصات الغدر ضد المرابطين في نهار شهر الصيام سوى القوة والالتفاف حول علمائه وقيادته، مستنكرين مثل هذا العبث المكرس الذي يشتت جهود الأمة عن قضاياها، خاصة أن من قاموا بهذا العبث لهم سجلات إجرامية موثقة وأفكار ضالة تخرج بعضهم من مراكز المناصحة التي عمدت الدولة من خلالها إلى تصحيح أوضاع بعضهم ومناصحتهم للعودة إلى المنهج القويم البعيد عن التطرف، بل وكانت الجهود المبذولة كريمة معهم بتبني قضاياهم وهمومهم أملاً في العودة بهم عن هذا الطريق المعتم رغم أن هناك من يعتبر مثل هذه الجهود مضيعة للوقت ما لم تستخدم الدولة الحزم ضدهم, بل في كثير من المواقف تستخدم الدولة معهم عبارات اللين معتبرينهم جزءا من نسيج المجتمع يحتاج إلى الرشد والإصلاح والبعد عن التغرير كما في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأخيرة في حفل استقبال أهالي مدينة جدة، مشيراً في كلمته إلى أنهم من أبناء الوطن غرر بهم للذهاب إلى مواطن الفتن, ورغم التحول في صيغ الخطاب الرسمي والجهود المباشرة للدعاة والخطباء وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية وعقد الحوارات المنوعة، إلا أن عصبة الظلال مستمرة في التحشيد والتمترس تحت ألوية تطوع الدين ونصوصه لمفاهيمها وأهدافها، بل غدت تكتلاتهم في دول الجوار التي تعيش ظروف الحروب والتمزق مدعاة لتحشيد القوة والتوثق بزمام الأمور وفق رؤيتهم المخيفة للعموم تبعاً لما يعد فعلاً حرباً إعلامية قائمة في مواقع التواصل، فلقد صارت عندهم دولة حسب رؤيتهم يفرضون البيعة لخليفتها ويتبركون برايتها وهو ما يستلزم الصحوة العامة والتعامل مع المعطيات الراهنة بمنظور عملي يحصن المجتمع ويحفظ كيانه, فالشعب السعودي بعامته وبما مر عليه من أحداث ومواقف عديدة اكتسب حصانة قصوى ضد مثل هذه المؤامرات الصبيانية ويجيد المجتمع كيفية الالتفاف حول قيادته، كما يجيد كيفية التعاطي مع هموم أمته وجراحاتها بضمير حي ومواقف تبعثها إيمانيات هذا المجتمع وفهمه العميق لدوره الإسلامي تجاه الأمة, فالناس هنا مع غزة بقلوبهم وعطائهم ودعواتهم.
865
| 13 يوليو 2014
تختلط الأوراق بشكل دراماتيكي عبثي عجيب وتعتم الرؤية لمستقبل المنطقة التي أفرزت أحداثها مسارات وقوى جديدة تتسلق الأحداث وتفرض واقعاً مزعجاً لا يبشر بالخير للجميع ؛ فكما في مصر استمرار للغضب وامتعاض تغذيه الفرقة على حساب الوطن وأمن أبنائه وقوتهم هناك في لبنان عطل مكرس للمؤسسة الرئاسية تبرره المصالح ليس إلا وهي مصالح من النوع الثقيل ظاهراً وباطناً لا ترى في سيادة الدولة ولا في أمنها أي مصلحة أو استحقاق للمواطن العادي للعيش بسلام ؛ وفي العراق تمزق خطير يهدد كيانه وكل الإقليم العربي كافة ببوادر ربما أخطر من الحالة في تونس وليبيا أو حتى سوريا. كانت اهتمامات الناس قبل النوم في كل هذه الدول قبل سنوات قريبة متابعة نشرات الأخبار وما تحمله من مواجهات مع العدو الصهيوني المزمن والتركيز على حالة الطقس ومعرفة الصيدليات المناوبة لمجرد إسعاف حالات المغص المعوي أو أي طارئ صحي ينتابهم خلال الليل. تبدل الحال في محيطنا العربي وغدت الاهتمامات بغير رياح الموسم فصار الليل كالنهار مخيفاً بما يحمله من مفاجآت وتحولات لا تستهدف سوى الفوضى وضياع المجتمعات التي كانت أمنة مستقرة ؛ فكل الصور والأخبار التي تصلنا من هناك تتحدث عن حمامات واسعة من الدم ومواجهات مستطيرة وأجندات مفخخة يتلبس بعض أطرافها بلباس الدين والتاريخ. وليس بعيداً عن الرؤية التحليلية التي تأخذ بإسناد الأحداث ومسوغاتها إلى المؤامرة الغربية وأعوانها لإشعال الفوضى والاضطراب في المحيط العربي لتحقيق مكتسبات مبهمة أو حماية للدولة العبرية ناهيك عن بعض المصالح والأهداف الإقليمية لبعض دول المنطقة والمتفقة مع نفس الهدف. وقد تكون تلك المعطيات ممكنة ضمن حزمة من الأهداف التي تدفع بالمنطقة وأهلها إلى هذا التناحر البغيض الذي يمكن وقفه بمجرد تحكيم العقل وتدبر الضمير المحلي وأمانته ومسؤوليته تجاه الأمة. ولكن ربما يكون هذا النوع من التفكير البسيط بالتعويل على الضمير والأمانة وغيرها من مفردات الإيجابية في ظل تخمة هذا الاستعداء التاريخي والتقديم للمصالح أمر من ضروب الخيال. وفي استقراء سريع لخارطة القوى والتلاقيات ضد مكامن الخطورة قد يبدو أن هناك حالة لتوافق إقليمي قادم بين القوى المتنافرة في المنطقة وأن لم يحدث هذا التوافق حتى الآن إلا أنه مشروع قادم تفرضه الحالة العراقية خاصة لضمان نواحي مرحلية تحد من نمو المزيد من التطرف وتدهور الأوضاع ؛ فربما لم تنجح اختبارات القوة في لبنان ولا حتى في سوريا وتحاول القوى المؤثرة النجاح في العراق حيث كان الحدث جللاً وسريعاً لذلك نعول حقيقة على تفاهمات سريعة وشفافة في المنطقة تحقيقاً لما يعيد الأمور إلى نصابها ويحلحل الكثير من الأمور المستعصية في أكثر من موقع للأزمة. فهناك اتفاق ضمني على وحدة وسلامة العراق والحيلولة دون تقسيمه خاصة وأن القادة في كردستان العراق يتحينون الفرصة التاريخية لتحويل إقليمهم إلى دولة جديدة على خارطة العالم بعد عقود بل وقرون طويلة من الصراع من أجل بناء القومية الكردية وفق سيادة مستقلة وحدود تشمل كل أجزائها في الدول المحيطة ؛ أنا لا اقلل من شأن الأكراد وحضورهم التاريخي واستغرب حقيقة غيابهم الطويل وتوزعهم كأجزاء بين الدول رغم حفاظهم الشديد على قوميتهم وموروثهم وتحملهم تبعات طموحاتهم بالكثير من الصبر والأرواح ولكن أن يكون العراق الضحية لهذا الهدف بعد معايشات واتفاقيات تاريخية فهذا غير مبرر خاصة وأن القادة الأكراد استنجدوا بالصوت الصهيوني لتمرير قيام دولتهم. فقد سمعنا عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤيدة لهذا الانفصال وسمعنا عن بواخر النفط المتجهة من اربيل إلى إسرائيل ربما في محاولة لصياغة معادلة جديدة في المنطقة وفقاً لما فرضته حالة الفوضى جراء تهلهل القوة المركزية في بغداد وفقدانها السيطرة على أجزاء مهمة من العراق إثر الإيغال الطائفي والتعسف المكرس الذي أسهم في خلط الأوراق وفرض واقعاً مخيفاً لكل المنطقة ببروز قوى التطرف ضمن المعادلة الإقليمية التي تحتاج فعلاً إلى تبصر أعمق يضمن حلولاً تحافظ على الكيانات والحدود ومواجهة التطرف الذي يستهدف الجميع مهما كان منشأة ومسببات حضوره.
565
| 06 يوليو 2014
مبارك عليكم الشهر الكريم جميعاً, فاليوم أول أيام شهر رمضان المبارك الذي يوحدنا في أهدافه وروحانياته رغم اختلاف الأمة على موعد دخوله تبعاً لمنازل القمر وولادة أهلته في السماء، وهو اختلاف مبرر شرعاً ولكن معضلة الأمة أنها تعيش اختلافات وخلافات واسعة وغير مبررة على الأرض بين عموم مكونها مما يفضي للكثير من حالات النزاع والمواجهات والإقصاء الذي يطيش بالأمة ويضعف كيانها ويبدد قوتها ومستقبلها.. أنا لست مع الإقصاء لأي مكون ومن أي أحد لأحد؛ فالناس شركاء في الإنسانية وإن بغت أمة على أخرى أو جماعة على جماعة فالمحصلة النهائية هي الشراكة التي يجب أن تستوعب الشعوب أبعادها وتعمل ضمنها, يدخل الشهر الكريم وحال الأمة لا يسر إثر جراحاتها وانقساماتها وتطرف بعضها للبغي على الآخر دون أن يكون للهدف المشترك بينها نصيب من العمل.. وفي العراق اليوم، يتلخص حال الأمة ومعاناتها من الانقسام الذي أخذ مجريات وأشكالا مخيفة تنذر بواقع مخيف ومؤلم أفرز صوراً من التناحر الذي يهدد بتقسيم الكيان العراقي العريق الذي شكلت مكوناته طويلاً أجمل صور التلاحم والمشاركة فيما بينها سوى أن الاستحواذ الأخير بالسلطة والذي وافق أهواء المتربصين بالأمة وأوصل العابثين إلى سدة الحكم مما نحى بالعراق ومستقبله إلى ما نرى ونسمع من التشدد والاستحواذ والبغي الطائفي الذي يقصي العموم عن المشاركة بل صارت المعاناة من نصيب الأغلبية في فرز طائفي فرشت له قوات الاحتلال الأمريكي وسياساتها الأرضية الخصبة للنمو والتمدد مع جملة خلفيات تاريخية قابلة للتماس الحاد في كل لحظة؛ وربما يقول قائل إن الاحتلال لم يحسب مبكراً لهذه النتائج المروعة التي يتعدى تهديدها حدود العراق ليشعل عموم المنطقة بالفتن والتناحر المخيف بل كانت هذه النتائج مدخرة ومعروفة ضمن أجندة الاحتلال وضمن مخطط واسع تتعدد مسمياته وأشكاله.. عموماً ما نحن بصدد الحديث عنه هنا هو مخاطبة وجدان الأمة وضميرها في علمائها ومفكريها وكتابها لممارسة دورهم التاريخي الهام بتبيان المنغصات التي تهدد كيانها وتنحرف بمسارها.. فعلى المعنيين الصدح بالحق والعمل على نبذ التطرف ومنع إشعال المزيد من الفتن بالتحريض بين المكونات وأطرافها، حيث تعد هذه المرحلة من أخطر المراحل في تاريخ الأمة ومستقبلها, فليس من الواجب على قادة الفكر ورواد الكلمة من واقع مسئولياتهم سوى العمل على بث روح التسامح والتواصل ومد جسور التعاون والتلاقي ليكون الجميع معاول بناء لا هدم أو تفرقة، فهذا ما تمليه ظروف المرحلة خاصة ونحن جميعاً تحفنا مناسبة حلول شهر رمضان المبارك وهو مناسبة عظيمة لها في قلوب المسلمين كل الوقار والتقدير.. مرة أخرى، إن ما يجري في أرض العراق وفي غيرها من بلاد المسلمين مدعاة للعمل للأخذ بناصية الحق و حفز الضمير المتوافق مع أهداف الأمة للملمة جراحاتها كما يجب على العامة عدم الانسياق لدواعي الفتنة ودعاتها أفراداً وجماعات لتكون الدعوة إلى الحق والصلاح والتعاون هي شعار الجميع .
533
| 29 يونيو 2014
بعد أن خلع بذلة الخاكي لم يستطع الجنرال جاي غارنر أن يتخلى عن صهيونيته.. لذلك اختطف بول بريمر الأضواء ليسجله التاريخ كأول حاكم مدني للعراق في ظل الاحتلال الأمريكي.. كان بريمر يترجل من على سلم الطائرة في 6 مايو 2003م وخطواته تشي بروح النصر والاعتداد بهذا الحدث الذي جعل دار الخلافة وبوابة العروبة تحت أقدام حاكمها الجديد؛ وبينما كنا خلف الشاشات نتابع تلك اللحظات المريبة والعصيبة كانت تلفنا جملة من مشاعر الضيم والخنوع والضياع.. ورغم ذلك كله كانت تخالجنا الأحلام الطوال في أن تتحول بغداد بمكوناتها وشوارعها لتكون ككل المدن الأمريكية تحتضن سكانها بهدوء ورفاهية؛ كنا نتوقع أن الغزو الأمريكي وكلفته الباهظة بما فيها الصواريخ الموجهة والقنابل الذكية وتحريك حاملات الطائرات الضخمة نحو مياهنا الدافئة في الخليج ربما تحمل بعض المعطيات الإيجابية لشعب العراق المغلوب على أمره طويلاً.. سوى أن صدام سقط في خيانة كبرى للجيش العراقي كما يُشاع وكانت تلك بداية الخيط الذي جر بلاد الرافدين إلى حمام الدم المستطير.. لم تكن مسائية مطار بغداد ليلة هبط العلوج كما ينعتهم الوزير الصحاف هزيمة بمفهومها العسكري وتوازناتها بل كانت ليلة خيانة كبرى للعراق وللأمة أتت بمن توالوا على كرسي الحكم عبر دستور غريب ومحاصصات طائفية تكرس الفرقة بين شعب ظلت اللحمة بين أفراده وأطيافه من أكبر المكتسبات.. فعلاً لم يكن المحتل الأمريكي وهو يحتمل مناظر توابيت جنوده العابرة للمحيط ويدفع تكاليف حرب ضروس لمجرد بناء الديمقراطية والعدالة وتعليمها لأبناء الرافدين أو حتى تعميم التنمية في بلد كان منارة أولى للعلم والاختراع منذ حمورابي ونبوخذ نصر، ولكن الهدف كان تفكيك الجيش العراقي وعزله عن الأمة فذلك كان أول قرارات بريمر التي توالت هزيلة مضحكة تضعف الإنسان العراقي وتدمر فيه روح الانتماء واللحمة، تماما كالقرار 81 لبريمر والذي يلزم الفلاحين العراقيين بالتحول عن استخدام البذور التقليدية في الزراعة إلى استخدام البذور الواردة مع الشركات الاحتكارية وذات الصيغ الجينية المعدلة Monsato Synegnea Beyer، ويقال عن هذا القرار إن السيد بريمر جامل صديقا له من حملة الأسهم في إحدى الشركات الزراعية الكبرى، كانت تلك مجاملة بينما الشارع العراقي يغلي وتتوسع فيه حالات القتل والتدمير ونهب الثروات؛ كانت بذور بريمر المعدلة تنمو لتنمو معها بذور الفرقة والطائفية بشكل أسرع بين أجزاء العراق، وشكلت مجالس الحكم وصيغ الدستور الذي كان كالماء النتن يغذى زرعاً يلوث ناتجه ليسمم كل مستهلك، لذلك سمم الدستور الجديد جسد العراق وقسم لحمته والنتائج تظهر تباعاً كما شاهدنا في قوافل داعش وغيرها من الفرق التي لا يحلو لها سوى الرقص على الجثث، لذلك عندما تفتش عن جيش العراق لصد تلك المؤامرات والمحن وحفظ الأمن لكل الناس هناك فلا يحزنك ضعفه ولا هوانه، فقد نفذ بريمر ومن بعده خطتهم فخارت قوى الجيش الذي كنا نحسبه يوماً عماداً للأمة، فالمشهد العراقي مخيف والمرجفون في كل مكان هناك فهل فعلتها العشائر أم رجال داعش أو غيرهم لتفرض واقعاً جديداً للعراق، المهم أن العراق على أبواب مرحلة مخيفة له وللمنطقة مالم تصغ ضوابط المرحلة وفق رؤية وطنية شاملة ترضي كل أطرافه وتعيد للعراق مكانته وهيبته.
1257
| 22 يونيو 2014
والشعر.. ماذا سيبقى من أصالته إذا تولاه نصاب... ومداح "نزار قباني"سيبقى الشعر يا نزار وستبقى دمشق وكل العروبة وسيهزم النصابون ويذهب المداحون إلى الجحيم؛ تعال معي إلى الكويت، فهناك للشعر صرح قل ناظره يترجم نغم الموج الخليجي بحروف العربية ويبثها أملاً بين الأمصار، في طفولتنا كنا نتابع ما تأتي به الكويت العريقة عبر صحفها ومجلاتها ودورياتها، كان القليل مما في زواداتنا يذهب ثمناً لمجلات العربي والنهضة، فنقرأ عن كل العروبة في تلك المصابيح الثرية التي حملت اسم الكويت طويلاً مقلفاً بالثقافة ولا تزال الكويت عبر مكتبة عبد العزيز سعود البابطين للشعر العربي، وهي ذلك الصرح الجميل شكلاً ومضموناً بما تحتويه من نوادر الكتب والمخطوطات التي لا تهتم بأن تكون الوعاء العالمي الأوحد للشعر العربي فقط، بل هي منارة لعموم الشعر والأدب منذ افتتاحها في العام 2006م، بل يجد فيها الزائر الروح والمعنى لهذا الحرف الثري "للمآذن كالأشجار أرواح"، كنت هناك أوثر حر الكويت كما تقول الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة الفائزة بجائزة البابطين الشعرية في دورة سرايفو 2010م سوى أن نسائم الشعر بين أرفف هذه المكتبة النادرة تحيل صيف الخليج إلى برد ناعم يثري ذائقة العرب بما في تاريخهم ودواوين شعرائهم. عبد العزيز البابطين حالة عربية نادرة مزج الثقافة والشعر ورحلات الصيد بالتجارة والسياسة والمناشط العديدة، فلهذا الوجه الاجتماعي المتعدد المواهب والعطاءات للأمة عطاء مستمر حين أسس جائزة الشعر العربي وجوائز بلاد القوقاز التي تهتم بتمتين الروابط العربية بتلك المجتمعات التي أسهمت في تاريخ الأمة، كالبخاري والترمذي والرازي وابن سينا، وغيرهم ممن أثروا الحضارة البشرية، فتعيد جوائز البابطين تلك الروابط مع تلك الأصقاع وغيرها، بل وتقدم من خلال المؤسسة الخيرية للبابطين المنح الدراسية للعديد من أبناء الأمة، كما تنشئ المعاقل العلمية والمدارس والمشاريع الصحية والخيرية المتنوعة، بما فيها مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب هنا في الدمام، إضافة إلى الإصدارات المكثفة من البحوث والمعاجم. أعود إلى مكتبة عبدالعزيز البابطين للشعر العربي في الكويت والتي أتذكر الأحاديث المسائية الجميلة عن فكرة تأسيسها وأهدافها وما حظيت به من المهتمين الذين قدموا حصيلة مكتباتهم ومخطوطاتهم، فقد افتقدنا تلك المسائيات حين كان يزورنا هنا في الإحساء، حيث اعتاد الرجل زيارة أصدقائه وأحبائه سنوياً وبالذات الوجيه أحمد الموسى، يرحمه الله، الذي تربطه بالرجل علاقة صداقة بنيت على المودة والإعجاب بجهد الرجل ومآثره الواسعة التي يقدمها بروح محبة ومستمرة، بل شاهدت الرجل في مدينة فاس المغربية، حيث نظمت مؤسستهم الشعرية دورة أبي القاسم الشابي عام 1994م هناك، فكان يقتعد موقعه ما بين الحضور كأحد المدعوين ويتنقل يبنهم، هاشاً باشاً، وهو ما يكرره في كل المناسبات، حيث الأريحية والبساطة رغم ماله من تاريخ وحضور بين الدول وساستها، فهذا النموذج من الرجال بإنجازاته وما قدمه للشعر والأدب مدعاة للفخر وهو من القلائل الباقين للشعر الأصيل بمضمونه، لذلك فليهنأ نزاز في قبره، فقد بقي للشعر رجال تعتز بهم الأمة.
511
| 15 يونيو 2014
بعيداً عن السياسة وهمومها في ظروف المنطقة التي تفرض على الجميع متلازمة قلقة؛ أحدثكم اليوم عن متلازمة من نوع خاص تلك التي تحضر وقت السفر وتحديداً في المطارات؛ فما من رحلة إلا وقد دفعت فوق ثمن التذاكر المزيد من تكاليف العفش الزائد ذهاباً وإياباً, بل يرافق هذه المتلازمة شيء من الغبطة لأولئك الذين يكتفون بحقيبة واحدة صغيرة في كل رحلاتهم؛ أما عن سر هذا الاكتفاء فربما هو ضمن ثقافة السفر التي لا يجيدها معظمنا، بل نُحمل أنفسنا في العادة ما لا طاقة لنا به من الأحمال والحقائب وكأننا في رحلة هجرة تستلزم نقل كل حوائجنا معنا بما فيها بعض أدوات المطبخ؛ عموماً إجازة الصيف على الأبواب وهناك الكثير من الأسر تستعد للسفر وعلى عجالة من أمرها في تدبير الحجوزات ومواقع النزهة دون أن يتدبروا صغائر الأمور أو الاهتمام بها، بينما هناك على الجانب الآخر صناع للسياحة ووكالات السفر يجيدون كيفية استغلال كل مفصل الرحلات لاستدرار المزيد من المال من هذا "السائح أو الصراف المفترض"، فمثلا تشتري حلاوة "راحة الحلقوم" من المحلات الشهيرة في إسطنبول لتقدمها كهدايا للأصدقاء هنا لتفاجأ بدفع ثمنها مضاعفاً مرات ومرات عند الشحن لتكون لك تلك الحلوى غصة حلق لاحقاً؛ وفي إسطنبول يفترض أن يكون السائح حذقاً حين الحاجة إلى ركوب سيارات الأجرة والتي يفترض سائقوها غباء السائح، خاصة الخليجي، فالفرصة متاحة لاستغلاله دون غيره؛ فهم إضافة إلى اللعب في عداد السيارة يمارسون خفة يد عجيبة في تبديل الأوراق النقدية التي تقدمها لهم؛ فحين تعطي السائق ورقة بقيمة 100 ليرة يفاجئك بورقة 10 ليرات في يده، حيث استطاع تبديلها لمجرد استغلالك وهذه حالة يقع فيها الكثير من السياح العرب في إسطنبول دون أن تجد السلطات هناك حلاً لهذه المحاولات المضرة بسمعة السياحة في بلادهم, أما في بومباي الهندية وفي ليلة ماطرة كنا نتجه في إحدى سيارات المطار إلى فندق تاج محل الشهير، سوى أنه بعد بضع دقائق من المطار توقف السائق وأمرنا بالنزول إلى عربة تقليدية تسمى هناك "ركشه" أو تك تك كما هو معروف عالمياً وذلك بحجة أن هذه هي حدود عمل سيارات المطار ولا أعرف وقتها هل كنا في سباق تتابع أم في حالة نصب استلزمت لفلفة سائق العربة بنا كل بومباي لعدم معرفته بموقع الفندق، بينما نحن تحت وابل من المطر الاستوائي الكثيف، بل ودفعنا الأجرة لسائق "الركشة" مرة أخرى بعد أن تيقنا بأنه ليس شريكاً في عملية النصب المتقنة؛ أما في تايلاند فكانت السلطات هناك تتيح للسياح في بعض المواسم الإقامة لوقت محدد في البلد دون رسوم تأشيرة, سوى أن أي تأخر بعد الأيام المحددة تُفرض عليك رسوم تفوق قيمة التأشيرة وتخيل مقدار ما تدفعه عن 10 أشخاص بمعدل 50 دولارا عن كل يوم تأخير ولمدة أسبوعين؛ وعند مناقشة موظفي الهجرة والجوازات في المطار تفاجأ بأنه كان يمكن تمديد الإقامة من أحد المكاتب الداخلية برسوم أقل سوى أن تلك من هفوات السفر وسبل الاستقلال التي تجيد استنزاف السائح, أما في هونج كونج فقد دفعت مبلغ 70 دولاراً إضافياً عن كل ليلة إقامة في فندق يرحب بضيوفه بعرض صورهم في تلفزيون الغرفة عند أول دخول مما يشدهم للتعامل مع التلفزيون الذي يحسب عليك ما لا يحسبه عداد الكهرباء هنا, عموماً السفر يحتاج إلى حذاقة ومراس للتمكن من التعامل مع المواقف بثقة وتجنب الاستقلال أو حتى الإحراج في بعض المواقف.. وإجازات سعيدة..
2447
| 08 يونيو 2014
" إذا فتحت الباب فإنك لن تستطيع تحديد كمية الهواء الداخلة منه " مثل أمريكي.. كنت ممن لا يرون في الربيع العربي الذي ساد منطقتنا بملامح سياسية جديدة وغريبة أي بوادر خير على الأمة أو الإنسان العربي الذي تأقلم طويلاً مع ظروف محيطه وانهمك ملياً في البحث عن تدبير معاشه اليومي؛ أيضاً لا أحبذ التغيير ما لم يضمن الأفضل وفق معطيات محسوبة تحفظ قدراً من القيم والمفاهيم الموروثة وكذلك الأمن الذي يؤمن للناس أرضية مطمئنة لمعاشهم وسبل حياتهم. أيضا اشتهر العرب بمعرفة الطوالع ومواسم هبوب الرياح وأسبابها فيبذرون ويحصدون تبعا لذلك؛ إنما حين تباغتهم الرياح في غير موسمها فهم يتعوذون منها ومن شر ما تحمله؛ تماماً كما حملت نسائم ذلك المسمى بالربيع الذي فاقم سوداوية مزاج الإنسان العربي وصادر كل طموحاته وطموحات أمته للانعتاق من الارتهان الطويل للظروف ومشاكل الأمة فغدت الصورة أكثر وضوحاً لهذا الباب الذي فُتح عنوة لتمر الرياح العاصفة ربما على الطريقة الأمريكية حسب المثل أعلاه لتصفع الواقع العربي بالمزيد من العُقد والتأزم ولتحمل مشاهداً مروعة من أشكال القتل والموت المجاني للأطفال والنساء العرب وخراباً للديار في كل المدن التي استجابت لتلك الريح التي مدت قوتها بطاقة إضافية تُكرس صور الدمار والضياع كما في سوريا ومصر واليمن وليبيا وتونس حيث عربد ما يسمى الربيع بين أزقتها يحمل مع نسائمه المغلوطة فكراً غريباً وملامح لا تشبه قيم المدن العربية وشهامة رجالها؛ فقد تصادمت الوجوه ضمن تصنيف وفرز عجيب لتلك اللحمة التي كنا نحسبها توحدنا ذات يوم نحو المصير الواحد والهدف الواحد؛ لقد تاهت الخطى وتبعثرت اللحمة وغدا لكل فريق ما يدعيه! وتكرس اليأس عميقاً في نفوس العرب من هذا الربيع المصطنع كثوب محاك بيد ترزي لا يجيد حبك خيوط مهنته فغدا الثوب لا يناسب جسد صاحبه طولاً وعرضاً سوى أن حالة العري وتنوع الفتوق في ذلك الثوب القسري تغري شماتة الطامعين ونهمهم للاستمرار في فضح الجسد العربي المتعب والمثقل بهموم التاريخ وانتهازية المارقين الذين سهلوا لرياح ما يسمى بالربيع العبور بيننا لتزيد من حركة التاريخ وتغيراته دون الاهتمام بالصيغ المحدثة لتلك التغيرات؛ المهم أن الفوضى قد شاعت ربما حسب ما أسموها بـ "الفوضى الخلاقة" وازدهرت تجارة النعوش دون أن يطال الفرد العربي ملمساً للنجاة من ظروفه وظروف محيطه؛ والعجيب أن الفكر العربي بعمومياته وتاريخه ومعلقاته وأدبه استعصى عليه مبكراً فهم مفردة "الفوضى الخلاقة" وتعاطى معها كنوع من صيغ التحديث الواردة من الغرب دون أن يشكك في باطن المعنى أو حتى يستدرج عبر فطنته التي تلازمها بعض الريب لمفهوم هذه الصيغة التي تقاذفها الساسة لتمرير مشروع الربيع واحتمالات التجديد المبرمجة وفق إيديولوجيات معلنة وصراعات قائمة تتقاطع في بعضها مع الفهم السائد والموروث المكرس بين العامة من العرب؛ عموماً خيوط اللعبة تكشفت وإن رويداً حتى غدت ذات فهم أوسع بين العامة فصار أن يفهم المتآمرون على الأمة أن العبث بمكنونها عصي دائماً مهما كان النمو نحو التغيير نابعاً من الداخل؛ فقد دشن الربيع العربي فهماً جديداً للمعطيات وصار للأحداث قراءة لا تؤمن لبعد التغيير أي أرضية للاستمرار تماماً كما يقول التراث الأمريكي في المثل أعلاه فالهواء الداخل من باب التغيير لا يمكن تحديد حجمه حتى إنه حمل للأمة من الصحوات ما تقابل الخيانات والمؤامرات وتحافظ على مكونها.
1008
| 25 مايو 2014
استقراء الحالة العامة للمشهد السياسي في منطقة حوض خليجنا الذي يبرز مجرد اختلافنا على تسميته عمق التباعد الأزلي المكرس بين العرب والفرس رغم كل وشائج التقارب؛ هذا الاستقراء يفرض باستمرار جدلية التوافق والتصالح السياسي بين قطبي المنطقة "السعودية وإيران" فمهما كانت مساحة التباعد والاختلاف بين البلدين تظل الحاجة ماسة للتواصل والتعاون بينهما تقديراً لجملة أهداف مشتركة تحمي المنطقة من التدخلات الدولية التي تعتاش على مثل ذلك الخلاف وتغذيه غالباً بمبررات تشحن كلا الطرفين بالمزيد من دواعي الفرقة؛ الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بخبرته الطويلة في قضايا المنطقة يشخص الوضع برؤية منطقية أعلن عنها مؤخراً في منتدى الاقتصاد والتعاون العربي مع آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان بعد توجيهه الدعوة لنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وهو الإعلان الذي لقي صداً عالمياً واسعاً وتناقلته محطات التلفزة والإذاعات العالمية بالتحليل المكثف للوصول إلى مغزى هذا التصريح وقراءة معطياته وأبعاده المتعلقة بالتوجه نحو التلاقي السعودي مع إيران وفي هذه الفترة بالذات؛ فيذهب بعض المحللين إلى أن كلا البلدين يعرف حجم الآخر وإستراتيجيته في المنطقة وتصر بعض القوى العالمية على ألا يكون هذا التنافس تقليدياً أو ألا تكون هناك حزمة من التلاقي المتين بين البلدين دائماً فالخلاف يصب في مصالح قوى عظمى ويغذي خزائنها وهو ما يؤكده تصريح الأمير الفيصل وما يرمي إليه أيضاً في ضرورة خفض التوتر الذي لامس حدوداً دنياً بين شعوب المنطقة؛ فإيران حازت على جملة مكتسبات منوعة بعد الحادي عشر من سبتمبر وفرضت لها ورقة مؤثرة في اتجاهات الأحداث في الإقليمية وتدرك عبر قواها السياسية المدى المتاح لها في التأثير والحضور مما يعد مكتسباً مرحلياً ثميناً؛ لذلك تتزامن المبادرة السعودية مع مزاج سياسي إيراني يقبل مثل هذا التواصل خاصة بعد رحيل الرئيس السابق أحمدي نجاد وسياسته الصلفة؛ لذلك ربما يكون في التواصل القادم إذا ما تحقق بعض العوائد السياسية على المنطقة خاصة إذا لازمته ملامح الشفافية والاستقراء المنطقي المشترك للمشهد في المنطقة وإدراك الجميع بمبتغى القوى العظمى ولعبها على جملة التناقضات المحلية واستقلال تبني القيم الإنسانية للتدخل في شؤون المنطقة وصناعة توازنات جديدة وفق رؤيتها ومصالحها؛ ومع أن المزاج العام لدى الشعوب المحلية يجنح نحو ضرورة التلاقي والبعد عن التوترات وإيجاد صيغ حلول مقبولة من جميع الأطراف لنزع فتيل التوتر في جملة مواطن محلية إلا أن المتشائمين يرون أن التواصل مع إيران في هذه المرحلة وهي في حال من زهو الكبير بمكتسباتها السياسية واتفاقياتها مع الغرب بشأن برامجها النووية واستمرار الوضع في سوريا لصالحها بعد أربع سنوات من الثورة هناك دون أن يكتسب الحراك الداعم للثورة أي مكتسبات جوهرية من الدوائر الغربية يعد مناورة إيرانية لفرض الواقع وتحقيق المزيد من المكتسبات خاصة وأن فيما يسمى بالربيع العربي بعضاً من الطموحات والدعم الإيراني المنسجم مع جملة رؤى ومخططات عالمية؛ عموماً تبقى السياسة لعبة الممكن دائماً؛ وكما للرؤى التحليلية مداه في الفهم فهناك واقع يُفرض على كل الأطراف حيث لا يمكن التشبث بالطموحات والأحلام بعيداً عن المسلمات وهناك أيضاً حدود قصوى للمغامرات السياسية حتى تلك التي تخطط لها وتلعبها القوى العظمى فالنتائج محسوبة أيضاً بتأثير التاريخ وديموغرافية المواقع والمصالح بدرجة قصوى أيضاً؛ فأعتقد أن كل الأطراف في المنطقة تكشف لها حجم المناورة الدولية وربما أخذت الأنفس مداها في لعبة الشد واللين فصار من الضرورة التواصل والتفاوض واللعب على المكشوف في حدود ما تمليه الأطر الزمنية وهو ما يؤكد أن تلاقياً قادما مع إيران لن ينهي كافة الملفات في المنطقة بسلام بل سيفرض شكلا مرحليا لتجميد بعضها والعبور إلى مرحلة أخرى لها مسلماتها.
1133
| 18 مايو 2014
تساؤلات محيرة تلازم المتابعين للحالة السورية ومن كل الأطراف المعنية بهذا الحدث الذي غدا وجبة دسمة للإعلام العالمي يتناولها كل طرف حسب خياله ومزاجه؛ فهنا انتصر الثوار؛ وهناك انتصر الأسد؛ دون أن يكون للحدث بوادر نهاية توفر لأطفال الشام الأمن وقليل الخبز؛ فتلك موطن الخلافة تئن وتتبعثر مفاتيحها بين الدول والأفواه فمن يضحك على من؛ ومن يتلاعب بالآخر؛ فمنذ تدويل القضية ودخولها طور المؤتمرات والاجتماعات وهناك تلاعب عجيب بالأوراق والرهانات؛ فالفرضيات لم تتوقف والحلول تتعسر واحداً تلو الآخر؛ وتبادل الأدوار مستمر لتمييع القضية حيث تعلو الأصوات ثم تخبو تبعاً للمصالح والمواقف. بينما هناك مئات الألوف من القتلى وملايين المهجرين يدفعون ثمن الصمت العالمي ومزاجية القوى المؤثرة؛ فالقضية كانت انتفاضة شعب ومواجهته لصلف نظام برر لنفسه البقاء بكل السبل على حساب كرامة شعبه ودماء أطفاله ومستقبل الأمة "ولن نقول أمته"؛ فالضمير العالمي يسقط أمام مهزلة تاريخية كبرى في الشام ويرتهن نفسه وأمانته حين يبيع دماء الأبرياء لمجرد مزاجية تتخيل شرقاً أوسطياً تعاد تركيبته فيفترض غباء التاريخ وغباء الناس عموماً ليفرض حلولاً لا تتوافق والمشهد اليومي المشبع بالدماء في مدن الشام؛ أعتقد أن كل الحلول ممكنة لو امتحن العالم ضميره وقرر الخلاص من رأس النظام ووضع الحد لتجاوزاته وعنفه غير الإنساني ولو بالوسائل السياسية " ولكن دعوى السياسة هنا تحديداً هي مشروع حق أريد به باطل "فهكذا يفهم العامة التوجه الدولي نحو فرض الحل السياسي للأزمة السورية كمشروع لإعادة الشام إلى سابق عهده بينما المشهد القائم هناك صورة لا يقبلها عقل أو ضمير في عصر الحداثة والاعتداد بالإنسانية والحقوق؛ فالعديد من ساسة العالم ودوائر التأثير العالمي يراهنون على الحل السياسي في الحالة السورية ويصرون عليه كمخرج وحيد لتلك الظروف؛ بينما المنتج الجديد هو ترشح الأسد لفترة قادمة وفق صيغ دستورية معدلة تستبعد قوى الوطن وأهله وتعطي الحق لنظام الأسد للاستمرار في السلطة دون خجل أو وجل؛ فقوى العالم مهدت لهذه النتيجة ربما لتتيح للنظام السوري المزيد من الوقت لممارسة اللعب السياسي وفق حلقة مطاطة وواسعة تحتمل ما لا يحتمل من التوجهات والحلول فاللعبة السياسية المفروضة تستجلب المزيد من الصلف والتعنت وهو ما يعد مأزقاً سياسياً وإنسانياً خطيراً لن يغفره التاريخ للعالم الحالي الذي تتباين مواقفه تبعاً للمصالح دون صيانة للكرامة والحقوق؛ ناهيك عن استمرار الموت البشع للأطفال وانتهاك الحرمات والكرامات وتهجير الملايين من الشعب السوري خارج حدود الوطن جراء استخدام القوة المفرطة التي لم تتورع عن القتل بالكيماويات والأسلحة المحرمة؛ بل إن نظام بشار خرق السيادة الوطنية السورية باللجوء إلى العصابات الأجنبية وتمكينها من محاربة شعبه؛ فهناك من أعطى لهذا النظام الفرصة للتجاوز والاستمرار في تدمير البلاد ولتكون أيضا مسرحاً موسعاً للتصفيات الطائفية والحزبية وتفريخ الإرهاب للعالم والتوسع في استقطاب المارقين تحت غطاء الخلافات القائمة هناك وتوفير البيئة المناسبة لهم لممارسة شرورهم وتحقيق أهدافهم في بيئة يستثمرها النظام وعملائه لأهداف أكبر تحيل شام الخلافة إلى بؤرة للنيل من الأمة وتدمير مستقبلها؛ فالحل السياسي الذي ذهبت إليه الدوائر العالمية وعقدت له المؤتمرات المتتالية دون فرضه أو تفعيله على أرض الواقع والاكتفاء بالمناورات بين دول القرار يبقي الحالة السورية في محلها؛ فروسيا تناور وتبرر والصين كذلك والولايات المتحدة وحلفائها يناورون ويقدمون الشام ضمن مقايضاتهم السياسية وصفقاتهم برؤية لا تحقق أي ضمانات أو حلول جذرية سريعة تعيد الشام العريق إلى سابق عهده وتحفظ الكرامة له ولأهله وتوقف نشطاء الفتنة من استغلال الموقف هناك؛ فالتوازن السياسي العالمي الحالي لا يفترض مثل تلك الحلول على ما يبدو؛ بل الاستقراء العادي القريب من الفهم يؤكد أن الحالة السورية لن تحسم فالأسد يتأهب لمرحلة رئاسية جديدة تستند إلى ضمانات وتوازنات دولية؛ وربما دفع الرجل ما تريد الدوائر المؤثرة التي تزعم رسم خرائط جديدة للمنطقة وتسعى لفرض هوية جديدة متناسين أن استمرار الأزمة يحرق المزيد من الأخضر واليابس ويفرخ أشكالاً جديدة من الإرهاب.
620
| 04 مايو 2014
يا لبيروت التي تختزل نكهة كل مدن الدنيا. بيروت التي تستعيض عن هدوء الضيع وصوت الموج ونغمات الليل بضجيج الفرقاء وأصوات السياسيين وهم يعودون كعادتهم إلى مربع الاختلاف حول رئيسهم القادم؛ بيروت يعاودها الجنون السياسي المستوطن كجبل صنين وغابات شجر الأرز؛ فلم يعد البحر يغني ولا عصفور التين يغرد ولا يجدي صوت فيروز وهي تنشد "بحبك يا لبنان بشمالك بجنوبك بسهلك بحبك "فالكل مهووس باستحقاقه وفرض حضوره دون أن يكون لاستحقاق الوطن ذلك الحب الذي يلامس سهله وجبله؛ تسأل فيروز مرة أخرى وتجيب في تشخيص الحالة المستدامة " سألوني شو صاير ببلد العيد؛ قلتلن بلدنا عالداير نار وبواريد " فالدكاكين السياسية تتأهب وتمتحن قدراتها وتجرب أصواتها لخوض الموسم أو عفواً المعركة، غاب موسم التفاح وغاب موسم العنب وغابت كل ثمار الموسم وحقائب السفر القادمة إلى بيروت لتحضر فقط مواسم السياسة ونشطاء الفرقة والاختلاف، يقول أحد البيروتيين لهذا الموسم جنونه الخاص فالبضاعة واحدة وهي كرسي الرئاسة الجمهوري في بعبدا سوى أن طلابه أكثر نشاطاً هذا الموسم مع دائرة الإقليم وتفاعلات المحيط الموبوءة بفكر الدكاكين التي تسترخص تراب الوطن وكرامته مقابل الانضواء تحت لواء الغير، بيروت حالة قريبة من الاشتعال فالبواريد تلقم العقول وتلقم الممرات وسفوح الجبل العتيد الذي احتضن ملياً مماليك ودول تشربت نسائم الجبل وطرت صدورها بروائح ورود الربيع وتناغمت مع ذوبان جليده لترسم مع أنهر لبنان العريقة أنهر للحب والثقافة والذوق، تلاشت صور الجمال وتلاشت ملامح الاستحقاق الديمقراطي وغدت البواريد لغة التخاطب التي غيبت لغة الحرية وصوت العلم ونغمة الليل الجميل؛ يا لها من بيروت تلك التي أسموها ذات يوم بسويسرا الشرق فالبنوك كانت هناك والموضة كانت هناك والحرية كانت هناك سوى أن للوقت ظروفه وللبنان حالته التي استلزمت حضور الفرقاء وصوت البواريد فقد غاب صوت الحكمة وغاب صوت العقل؛ لبنان ولد مرات ومرات ولد بعد صيف 82 حين خرج أبو عمار وجحافل المقاومة الفلسطينية وولد ذات مرة في الطائف السعودية حين احتضنت جبال الهداء الحجازية ببرودتها ونغمات عصافيرها زعيق الفرقاء فجاء اتفاق الطائف الذي لم يصمد طويلاً رغم ما ردده اللبنانيون " راجع يتعمر" فلا مجلس الإعمار ولا الحريري المغدور ولا أموال الهبات أعادت بيروت من سطوت الفرقاء الذين حضروا للدوحة يودعهم في طريق المطار ذلك الشعار " إذا ما بتتفقوا ما بترجعوا " غادر الجيش السوري أيضاً أرض التفاح وعاد للوطن بعض هدوئه سوى أن بضاعة الدكاكين تكشف عن سوءة التجار غالباً ليظل السجال المنمق بربطات العنق الملونة والعمائم الملونة أيضاً يظل حاضراً على مقاعد مجلس النواب الذين يتحدثون بمزاجية غيرهم وهوى عواصم أخرى تصر على الحضور بين السهل والجبل، فهناك تقتنص من لبنان هويته وتصادر حريته وتحال أشجار التفاح فيه إلى بواريد قابلة لاشتعال. السؤال من ضحية الموسم القادم ومن سيملئ كرسي بعبدا بعد الرئيس سليمان وفترته الرئاسية، فنحن أمام معادلة لبنانية بمعطيات الميليشا والكتائب والحزب والتكتلات والعواصم، معادلة حلولها مرفوضة وحياد بعض أطرافها مرتهن لظروف تغيب الحالة العامة للشارع اللبناني ومستوى أمنه ومعيشة أفراده وقوتهم اليومي، معادلة تختبئ تحت رموز معطياتها كتل ودول، فهل يعقل اللبنانيون لواقعهم ويصكون دكاكينهم السياسية من أجل لبنان.
663
| 27 أبريل 2014
مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...
11535
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...
7044
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل...
3654
| 10 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
3327
| 05 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
2760
| 11 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1857
| 10 نوفمبر 2025
على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...
1704
| 11 نوفمبر 2025
تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...
1464
| 11 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1110
| 09 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
1014
| 05 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
1011
| 05 نوفمبر 2025
شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...
963
| 09 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية