رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كأسُ العُمَّالِ.. خطابٌ موندياليٌّ رفيعٌ

أمس الأول، انطلقت النسخة الثانيةُ منْ بطولةِ كأسِ العُـمَّالِ لكرةِ القدمِ، وهي حَدَثٌ فريدٌ في خليجِـنا ووطنِـنا العربيينِ، فتجاهلتْـهُ صحافةُ الأشقاءِ التي لا تفتأُ تُسيءُ إلينا، ولم أجدْ في مواقعِـها الإلكترونيةِ ذِكْـراً له، فالقائمونَ عليها يعلمون أنَّ البطولةَ تَدحضُ تَقوُّلاتِـهم وتُعرِّي مصداقيتَـهم عندما تُلقي الضوءَ على العلاقاتِ الإنسانيةِ التي تربطُ الإنسانَ الـمواطنَ بشقيقِـهِ الإنسان الـمقيمِ.تَعني البطولةُ التَّـوَجُّـهَ نحو الجالياتِ الـمُقيمةِ لرَبطِـها شعورياً وإنسانيا بمجتمعِـنا وآمالِـهِ، فهي خطوةٌ مُتقدِّمةٌ للحفاظِ على النسيجِ البشريِّ لبلادِنا في سعيها لبناءِ وطنِ الإنسانِ من خلالِ الرياضةِ. وتجعلُنا متابعةُ حفلِ افتتاحِـها نتحدثُ بثقةٍ عن ضخِّ دماءٍ جديدةٍ في مدرجاتِـنا لو ساندتِ الأنديةُ الرياضيةُ الجهودَ الـمبذولة في هذا الصَّدَدِ عَـبْـرَ الانفتاحِ على الجالياتِ واجتذابِـها بإقامةِ فعالياتٍ رياضيةٍ ذات طابعٍ اجتماعيٍّ بين آنٍ وآخر. نتمنى من الأنديةِ الرياضيةِ إدراك مدى أهميةِ دورِها في تفعيلِ خطابِـنا الـموندياليِّ إنسانيا، وأنَّها مؤسسات مُجتمعية أولاً ثم رياضية، وأنها واجهات حضارية نُطل منها، مباشرة، على الـمجتمعِ الـمحليِّ والمجتمعِ الـموازي له الذي يُشكِّـلُهُ الـمقيمونَ الذين نثمنُ عالياً دورَهم البَـنَّاءَ في بلادِنا. وليسَ من حجةٍ للمسؤولينَ في الأنديةِ بأنَّهم لا يكادون يجدونَ الوقتَ لـمُتابعةِ شؤونِـها، فهذه مَقولةٌ تعني عدم وجودِ تخطيطٍ سليمٍ ولا رؤى واضحة لاستثمارِ طاقاتِ ذوي الكفاءةِ من الشبابِ القطريينَ الـمُؤهَّلينَ معرفياً وعلمياً في شتى الـمَجالاتِ. أما الحُجَّـةُ الثانيةُ الـمُتَـمَـثِّـلَـةُ في بنودِ الـموازناتِ الـمخصصةِ للأندية، فهي مَـردودةٌ وغيرُ صحيحة، لأنَّ الفعاليات الـمطلوبة تُعتبرُ أنشطة اقتصادية رِبْـحِـيَّـة نظراً لكونِ تمويلِها يأتي من مساهماتِ الشركاتِ والـمؤسساتِ الـمحليةِ الخاصةِ، ومساهمات مثيلاتِـها في دولِ الجوارِ والعالمِ لو بَـذَلَ مسؤولو التسويقِ والإعلام والدعاية جهوداً تكونُ في مستوى مَـهام مناصِـبِـهم الإداريةِ. ولنا في التجربةِ الناجحةِ للنادي الأهلي خلال الـموسمِ الحالي مثالٌ رائعٌ على الخروجِ بالنادي من جدرانِ منشآتِـهِ إلى الـمُجْـتَـمَـعَيْـنِ: المحلي والـموازي، مما جعلَ الآخرينَ يندفعونَ ليكونوا داخلَ جدرانِـهِ، مشاركين في الفعالياتِ التي أقامَها وكانت مردوداتها الاقتصادية والإعلامية كبيرةً عليه وعلى الـمُمولِـينَ. ينبغي أنْ نتخلصَ من الإحساسِ بأنَّ كلَّ شيءٍ على مستوى الوطنِ هو مسؤوليةُ الأجهزةِ الرسميةِ للدولةِ، فدورُنا الإيجابيُّ القائم على البَـذْلِ والعطاءِ هو الذي يسمحُ لجهودِها بالنجاحِ. وهذا يدفعُنا، نحن الإعلاميين، للدعوةِ مراراً وتَكراراً إلى الـمُساهمةِ في إنجاحِ هذه البطولةِ وأمثالِـها بالـمتابعةِ الإعلاميةِ، وتوظيفِـها لتنميةِ الشعورِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وتقويةِ حاضنتِـنا الـمُجتمعيةِ التي تتميزُ بقبولِ الآخرَ وتقديرِهِ واحترامِ إنسانيتِـه. أعودُ لتجاهُلِ صحافةِ الأشقاء للبطولةِ لأقول إنَّـهُ في أحايينَ كثيرةٍ تكونُ أسوأ ظنونِـنا أكثر صواباً من سواها، ورغم أنَّ ذلك يُشقينا ويؤلـمُنا إلا أنه ينيرُ السبيلَ لنا، مُبَـيِّـنا صحة خياراتِنا وصواب مواقفِـنا، ويؤكدُ أننا نعملُ ونُنجزُ في حينِ ينشغل الآخرون بنَـشْـرِ الأكاذيب الـمُسيئة لهم قبل أنْ تكونَ مُسيئةً لنا، فنتقدم بثبات ويَعجزونَ عن تحقيقِ شيء مما نُحققُـهُ.

13769

| 02 أبريل 2014

الإعلامُ الرياضيُّ الخليجيُّ: الحديثُ ذو شجون

لا يوجد إعلامٌ رياضيٌّ خليجيٌّ واحدٌ، وإنما إعلامٌ خاص بكلِّ دولةٍ من دول مجلس التعاون. ورغم أهميةِ القضيةِ وتأثيراتِها السلبيةِ على مستقبلِ الرياضةِ في خليجِـنا العربيِّ، إلا أنها لم تنلْ ما تستحقُّـهُ من البحثِ والدراسةِ، وسأناقشُها من ستِّ زوايا.الزاوية الأولى: أنَّ الإعلامَ في دولِـنا خالٍ من الروحِ الخليجيةِ، فهو يُعنى بالفعالياتِ والإنجازاتِ الرياضيةِ الـمحليةِ، ويُركزُ عليها بشكلٍ مُطلقٍ، وإذا وَرَدَ خبرٌ رياضيٌّ خليجيٌّ فإنه يَرِدُ ضمنَ الأخبار غيرِ الـمحليةِ ودون عنايةٍ به أو تمييزٍ له.الزاوية الثانية: أنه إعلامٌ خَـبريٌّ يهتمُّ بنَـقلِ الخبرِ، ويفتقرُ إلى الـمقالاتِ التحليليةِ العلميةِ. فمعظمُ الـمقالاتِ تدورُ حولَ موضوعاتٍ تتعلقُ بجوانب شخصيةٍ لكُـتَّابِـها، ولا تُقدِّمُ رؤى وأفكاراً تساعدُ في نَشْـرِ الوعيِ الرياضيِّ، أو تُسْـهِـمُ في تخليقِ قاعدةٍ جماهيريةٍ مثقفةٍ رياضياً تتيحُ إعدادَ جيلٍ يبرزُ فيه إعلاميُّـونَ وصحفيونَ رياضيون مستقبلاً.الزاوية الثالثة: أنَّ القائمينَ عليه لا يمتلكون خططاً لربطِ الشبابِ الخليجيِّ الكُفء بالإعلامِ كـمِهنةٍ بدلاً من ارتباطهم به كهوايةٍ. ولو قُمنا بعمليةٍ حسابيةٍ بسيطةٍ فسنُصابُ بالذهولِ للنسبةِ الـمئويةِ الضئيلةِ للصحفيين والإعلاميين الخليجيين في صحافتنا.الزاوية الرابعة: أنه إعلامٌ يفتقرُ إلى الـموضوعيةِ في طَـرْحِ القضايا الرياضيةِ ذات التأثيرِ الدَّوليِّ، ولنا في تنظيمِ قطر لـمونديالِ 2022م خيرُ مثالٍ، إذ لم يتم التعامل معه كإنجازٍ خليجيٍّ عربيٍّ، وإنما كشأنٍ قطريٍّ، ولم نجدْ في الصحافةِ ووسائل الإعلامِ الرياضيةِ الخليجيةِ عناية به كَـحَـدَثٍ سيعودُ بالخيرِ على الخليجِ كلِّـهِ، إعلامياً وسياسياً واقتصادياً.الزاوية الخامسة: أنه إعلامٌ لا يُعنى بالدورِ التنمويِّ الكبيرِ للرياضةِ كأداةِ تغييرٍ مُجتمعيٍّ فعالة. فلا نجد اهتماماً بغير الجانبِ التنافسيِّ لها كنشاطاتٍ بدنيةٍ، وقَلَّـما عثرنا باهتماماتٍ بجوانبِـها الاجتماعيةِ كالتوعيةِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ أو التنشئةِ الأخلاقيةِ للناشئةِ والشبابِ، وتنمية الـمشاعر الوطنية الـمرتكزة إلى الإسلام الحنيفِ والعروبةِ.الزاوية السادسة: أنه إعلامُ اللعبةِ الواحدةِ، فمعظمُ موادهِ وتغطياتِـهِ تدورُ حول كرةِ القدمِ، وهذا أمرٌ يعيقُ السعيَ لتأسيسِ قواعد شعبية للعبات الأخرى، ويؤثِّـرُ سلباً على إنجاحِ الفعالياتِ والبطولاتِ الدوليةِ جماهيرياً عندما تُقامُ في إحدى دولِـنا الستِّ.الحديثُ عن إعلامٍ رياضيٍّ خليجيٍّ هو جزءٌ من رؤيتِنا لمستقبلِ ومصيرِ الإنسانِ في بيتِـنا الخليجيِّ الواحدِ، ولذلك ينبغي الحرصُ على الحديثِ بشفافيةٍ وحيادٍ تامين لتحقيقِ ما نصبو إليه جميعاً.

8104

| 31 مارس 2014

مونديالُ والوَسواسُ القَـهْريُّ للأشقاءِ

الأبواقُ من بعضِ أشقائِـنا العربِ لم يدركوا بعدُ أنَّ تنظيمَ بلادِنا لـمونديالِ 2022 م أصبحَ واقعاً يفوقُ قدرتَـهم على الـمَساسِ به، و لم يفهموا أنَّـنا لا ننظرُ إليهِ كإنجازٍ قطريٍّ وإنما كـمَفخرةٍ للإنسانِ العربيِّ من الخليجِ إلى الـمحيطِ، و أنَّ القلبَ القطريَّ يضمُّ في حَناياهُ الشقيقَ العربيَّ في مدنِـهِ وقُراهُ وبواديهِ. عندما تخرجُ الصحافةُ والإعلامُ في الشقيقةِ العربيةِ الكبرى بهجماتٍ متلاحقةٍ من الشتائمِ والقَيءِ الوطنيِّ العنصريِّ علينا، فإننا لا نلتفتُ إليهما لإدراكنا أنْ تأثيرَهما الجماهيريَّ معدومٌ، وأنهما مجردُ مجموعةٍ من الأبواقِ التي تَـتَـغَـنَّى بما يريدُهُ مَـنْ يدفعُ أكثرَ. لكننا نُدهَشُ، على سبيل الـمثالِ، من جريدة السفيرِ اللبنانيةِ التي عرفناها طوالَ تاريخِـها منبراً قومياً عربياً، عندما تتباكى على العَمالةِ الوافدةِ وتنقلُ عن صحفٍ غربيةٍ أخباراً تُسيءُ للإنسانِ العربيِّ، ولكننا لا نستغربُ ذلك من صحافةٍ لا تلتفتُ إلى مآسي أشقائنا السوريين اللاجئين في لبنان، و لا ننتظرُ منها بالتالي موقفاً يساندُ بلادَنا في سعيها لإقامة الـمونديال كإنجازٍ عربيٍّ . أما الأكثرُ غرابةً وإيلاماً، فهو ما خرجتْ به جريدةُ الرياضيةِ السعوديةِ من أكاذيبَ تمسُّنا، نقلتْها عن صحيفةٍ إنجليزيةٍ بعد أنْ غَـيَّرَتْ في الترجمةِ وأضافتْ الكثيرَ من عندِها لتُسيءَ إلينا، وتشغلَـنا عن جهودِنا للإعدادِ للمونديالِ، ولكن ذلك حلمٌ في أذهانِ مَنْ يتغافلون عن شخصيةِ الإنسانِ القطريِّ الـمُبدعِ الـمُتفاني في سبيلِ وطنِـهِ وأمتِـهِ . كم يؤلـمُنا عندما نُقارنُ ما تكتبونَـهُ بما يُنْـشَرُ في الصحافةِ الآسيويةِ الناطقةِ بالإنجليزيةِ، ومنها بخاصةٍ الهنديةُ والصينية، حيث نجدُ فيها اهتماماً بالغاً بالحقائقِ، ونقرأ تحليلاتٍ وأخباراً عن مشاركاتِ شركاتِـها الكبرى بعُمالِـها ومُـعَـدَّاتِـها و رؤوسِ أموالِـها في الـمشاريعِ الـموندياليةِ الضخمةِ التي تُقامُ في بلادِنا، ونلاحظُ أنَّ انتقاداتِها لا تتعلقُ إلا ببعضِ الاجراءاتِ الإداريةِ، ولكنها تُثني على الجانبِ الإنسانيِّ الرفيعِ في التعاملِ مع العَـمالةِ الوافدةِ، والقوانين العُمَّالية التي قَلَّ نظيرُها في كثيرٍ من دولِـنا العربية . والله، يا أشقاءَنا، لا يُؤثِّـرُ فينا أنْ تنتقدوا وتتحدثوا كما تشاؤون، ولا نعتب عليكم لأننا اعتدنا على القبول بالرأي الآخر واحترامِـهِ وتقديرِ صاحبِـهِ، لكنكم تُسيئونَ إلى أنفسِـكُـم عندما تَـتَـبَـنُّـونَ قضايا لا وجودَ واقعياً لها، وهو أمرٌ يدفعُنا للتساؤلِ عَـمَّا يُضايقُـكم في تنظيمِـنا للمونديالِ، وإصرارِنا على أنَّ فوائدَهُ الاقتصاديةَ والسياسيةَ والإعلاميةَ ستعودُ بالخيرِ على كلِّ عربيٍّ، ونستغربُ هذا الغُلُـوَّ في الإساءةِ إلينا، شعباً وقيادةً . ولا نجد تفسيراً إلا أنَّ مُخَـيِّـلَتَـكُم مريضةٌ بالوسواسِ القَهريِّ بأنَّ بلادَنا الصغيرةَ مساحةً، كبيرةٌ في مواقفِـها الـمَبدئيةِ ورعايتِـها لإنسانِـها الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسانِ الـمقيم . يا أشقاءنا، قطرُ شامخةٌ، وشعبُها ملتفٌّ حول القامةِ الـمُنتصبةِ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى، وتتحدث بلغةٍ الإنسانيةِ والعروبةِ، و ليس ذنبها أنَّكم تناسيتم مفرداتِ هذه اللغة .

4175

| 30 مارس 2014

قطرُ: الحديثُ بلغةِ الـمواقفِ الـمَبدئيةِ

منذ أيامٍ، والدوحةُ تزدانُ بوجودِ قياداتٍ دينيةٍ وسياسيةٍ واقتصاديةٍ وفكريةٍ ورياضيةٍ من سوريا بمناسبةِ الاحتفاليةِ بالذكرى الثالثةِ للثورة السورية. وكان لي شرفُ الالتقاءِ ببعضِـهِـم الذين أثنوا بصدقٍ على مواقفِ بلادِنا الثابتةِ بقيادة سموِّ الأميرِ الـمفدى في دعمِ الشعبِ السوريِّ وثورتِـهِ الـمُحقةِ، على كلِّ الصُّعُدِ، وفي كلِّ المحافلِ. هذه الـمشاعرُ الشريفةُ الصادقةُ دفعتني للنظرِ إلى مجتمعِنا الحيِّ الـمُتجدِّدِ من زاويةِ الفخرِ بأنْ أكونَ مواطناً قطرياً ينتمي لأمتينا العظيمتينِ : العربية والإسلاميةِ .عندما نتابعُ، كإعلاميين. تُدهشُنا هذه الفاعليةُ في تعاطي بلادِنا، بجناحيها الشعبيِّ والرسميِّ، مع القضايا الـمُعاصرةِ لأمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، وبخاصةٍ هذه الروحُ الإنسانيةُ الساميةُ في التجاوبِ معَ أشقائنا السوريين في محنتِـهِـم مع نظامِ الطغيانِ الأسديِّ الذي دمرَ البُنى التحتيةَ لسوريا، وحرمَ أبناءها من التعليمِ، ونأى بهم بعيداً عن دروبِ الـمَدنيةِ والحضارةِ . وأيضاً، يُثلجُ صدورَنا تجاوبُ الجسمِ الرياضيِّ لـمجتمعِنا مع تلك القضايا، كحالِ نادي لخويا الذي سيُنَـظِّـمُ احتفاليةً بمناسبةِ الذكرى الثالثةِ للثورةِ التونسيةِ التي كانتِ الشرارةَ لانطلاقِ ربيعِـنا العربيِّ.قد يظنُّ البعضُ أنَّ ما ذكرناه يأتي في سِـياقِ الدَّعاوى السياسيةِ، لكننا نؤكِّـدُ أنَّ بلادَنا، بقيادتِـها الحكيمةِ ومجتمعِـها الحيِّ، تَـتَـبَـنَّى قضايا أمتِـنا بلا أهدافٍ ولا أغراضٍ مَصلحيةٍ، فهذه القضايا تُكتَـبُ بدماءِ الشعوبِ، وتمنعُنا أخلاقُنا ونشأتُنا في كَـنَفِ مجتمعٍ يقوم بناؤه على مبادئ الإسلامِ الحنيفِ والعروبةِ الأصيلةِ من الـمشاركةِ فيها إلا كمُناصرين للشعوبِ، وساعينَ لحَقْـنِ دماءِ أبنائها، ومساهمينَ في نهضتِها وتَـقَـدُّمِـها. ولَـعلَّ موقفَنا الـمبدئيَّ من أشقائنا في غَزةَ، الذي عَـبَّرَ عنه سموُّ الأميرِ الـمُفدى في أكثرِ من مناسبةٍ، وعَـبْـرَ الدَّعمِ الـمتواصلِ اقتصادياً وسياسياً، خيرُ مثالٍ لقيامِـنا بالواجبِ الـمَفروضِ إسلامياً وعربياً وإنسانياً على كلِّ إنسانٍ حرٍّ شريفٍ .وأعودُ إلى سوريا، التي لا أجدُ كلماتٍ وعباراتٍ تصفُ مأساتَـها، لأدعوَ الـمُختصين في الرياضةِ والاقتصادِ والقانونِ الدَّوليِّ والإعلاميين الرياضيين، و هم كفاءاتٌ تزهو بهم بلادُنا، لوضعِ رؤًى ومخططاتٍ تفصيليةً لدعمِ الحركتينِ التعليميةِ والرياضيةِ في مُجَـمَّعاتِ الشتاتِ القَسريِّ الـمَفروضِ على السوريين، حيثُ إنَّ ذلك سيكونُ مُساهمةً مُتقدِّمَـةً في سعينا للحفاظِ على سوريا كمركزٍ رئيسٍ للنهضةِ العربيةِ، وكساحةٍ لتلاقحِ الحضاراتِ والأديانِ والأعراقِ . وسيخدمُ الـمستقبلَ العربيَّ كلَّـهُ، ويُتيحُ الفرصَ لاستقرارٍ سريعٍ نسبياً في سوريا والمنطقةِ، بعد عاصفةِ الـمحرقةِ الأسديةِ التي لم تزلُ تهبُّ على الشعبِ السوريِّ حاصدةً الأرواحَ وقاتلةً الإنسانَ الذي لم يتأخر يوماً عن الـمُساهمةِ في دعمِ قضايا أمتِـهِ. نُثمِّـنُ عالياً الاحتفاليةَ التي أقامَتْها الجاليةُ السوريةُ بمناسبةِ الذكرى الثالثةِ للثورةِ، واحتفاليةُ نادي لخويا بالذكرى الثالثةِ لانتصارِ الشعبِ التونسيِّ وتَـمَكُّـنِـهِ من بناء دولتِـهِ الحديثةِ الديمقراطيةِ، فهاتانِ احتفاليتانِ تعكسانِ الوجهَ الحضاريَّ لبلادِنا، وترسمانِ ملامحَ الدربِ الإنسانيٍّ لها في ظلِّ قيادةٍ حكيمةٍ زرعتْ مواقفُها الـمبدئيةُ حبَّ قطرَ والقطريين في قلوبِ الأشقاء في العروبة والإسلامِ والإنسانية .

2631

| 28 مارس 2014

الاحترافُ الهَشُّ.. مَنْ نلومُ ؟

الاحترافُ مفهومٌ واسعٌ لا يتعلقُ بالاستعدادِ البدنيِّ للاعبين فحسب، وإنما يمتد ليشملَ الأسسَ و البُنى الفكريةَ والنفسيةَ التي يقومُ عليها الـمُجتمعُ، والدورَ الذي تلعبُـهُ الصحافةُ ووسائلُ الإعلامِ . وهذه ليستْ مبالغةً، فالتجربةَ الاحترافيةَ في بلادِنا لم تؤدِّ الغرضَ الـمطلوبَ منها، ولم تُـفْضِ إلى رَفْـعِ الـمستوى الفنيِّ للكرةِ القطريةِ، وهو ما يتضحُ من متابعتِـنا للدوري الـمَحليِّ وللنتائجِ الـمتواضعةِ، في معظمها، للمُشارَكاتِ الخارجيةِ لأنديتِـنا الرياضيةِ . نستطيعُ لَـوْمَ اتحادِ القدمِ وإداراتِ الأنديةِ ووكلاء جَلْبِ اللاعبينَ، طويلاً، لكن ذلك سيظلُّ في إطارِ التَّمَـنِّياتِ وافتراضِ ما سيكونُ، أي أننا سنظلُّ ندورُ في حلقةٍ مُفرغةٍ لا نخرجُ منها. و لذلك ينبغي الحديثُ بوضوحٍ عن دورٍ فاعلٍ للإعلامِ الرياضيِّ. و هنا، لا نتحدث عن النَّقْلِ الخَبَريِّ وإنما عن ممارسةِ التأثيرِ السليمِ من خلال النَّقدِ والتحليلِ وإلقاء الضوءِ على سوء اختيارِ اللاعبين الـمحترفين الأجانبِ، وجوانبِ القصورِ في أداءِ وسلوكِ لاعبينا الـمحترفين الـمواطنين، وتوضيحِ الأسبابِ وطَـرْحِ الحلولِ الـمُمكنةِ . أما أنْ نظلَّ جالسين في أبراجِنا العاجيَّـةِ نُراعي علاقتنا بالوكيلِ الفلاني والإدارة الفلانية واللاعب الفلاني، فهذا لا يجوزُ ويجعلُ من مُمارَسَتِـنا لدورِنا عاملاً من عواملِ استفحالِ تراجعِ الـمستوى وزيادةِ التناقصِ في الرصيدِ الجماهيريِّ لكرةِ القدمِ . وكلاءُ جَلْـبِ اللاعبين ليسوا كأصحابِ مكاتبِ جَلْبِ الخَدمِ والعَـمالَـةِ غيرِ الـمُحترفةِ، ولكن بعضهم يُصرُّ على أنْ يكونَ كذلك. لأنهم فيما يُقَـدِّمونَـه للأنديةِ من لاعبينَ محترفينَ، لا يضعون أنفسَهم في صفِّها ولا يبالونَ بإسداءِ النصيحةِ الصادقةِ لها . وأيضاً، نجدُ في إداراتِ بعضِ الأنديةِ نوعاً من اللامُبالاةِ في تقييمِ ما يُقَـدَّمُ إليهم، و كأنَّ الأمرَ لا يعدوَ كونه شراءَ سلعةٍ، فلا نلاحظ دوراً للاعبينَ القدامى في الأنديةِ ،على الأقلِّ، في عمليةِ اختيارِ الـمحترفين الأجانبِ، ولا نلمحُ أثراً لتقييمِ مدى إمكانيةِ اللاعبِ الأجنبيِّ الذي احترفَ في أنديةٍ أوروبيةٍ وأمريكيةٍ جنوبيةٍ على العطاءِ والاندماجِ في البيئةِ الكرويةِ الـمحليةِ . وتكون النتيجة خسارةً للمستوى الفني للأنديةِ والدوري والكرةِ القطريةِ، واستنزافاً للموازناتِ الـمُخصصةِ للأنديةِ . نحنُ بحاجةٍ لتجديدِ الأفكارِ السائدةِ حولَ العلاقةِ بين الصالحِ العامِّ من جهةٍ، وتقديراتِنا الشخصيةِ لِـما يصلحُ لنا ذاتياً من جهةٍ ثانيةٍ، فازدهارُ الكرةِ القطريةِ وارتفاعُ مستواها الفنيِّ يَصبانِ في بَوتَقَـةِ الـمصالحِ الوطنيةِ العليا، ولسنا بغافلينَ عن كونِ الكرةِ أحدَ الوجوهِ الـمُشرقةِ التي تُطِـلُّ بلادُنا بها على العالَـمِ، ناقلةً إلى الآخرينَ صورةً حضاريةً رائعةً عنا . ومن هذا الـمُنْطَـلَقِ لا نجدُ إلا التَّوجُـهَ إلى الصحافةِ والإعلامِ القادرَيْـنِ على صُنْـعِ الفارقِ والتأثيرِ في تصحيحِ الـمَسارِ الاحترافيِّ بحيث يُحقِّـقُ الاحتراف أهدافَـهُ الـمَـرجوَّةِ .

6729

| 27 مارس 2014

مونديالُ 2015 في إعلامِ الخارجِ

اللجنةُ الـمُنظمةُ لـمونديالِ كرةِ اليدِ 2015 م، يُحْـسَـبُ لها نجاحُ خطابِـها الإعلاميِّ الرفيعِ بمُفرداتِـهِ وأساليبِـهِ، وقدرتِـها على الاستثمارِ السليمِ للمكانةِ الدَّوليةِ الكبيرة لبلادِنا، وثقةِ العالَـمِ في التزامِنا بالوفاءِ بتَعَـهُّداتِـنا. والمتابعةُ الدائمةُ لِـما يُنْـشَـرُ في الصحافةِ الرياضيةِ العالـميةِ عن المونديالِ تُثبتُ ذلك.الصحافةُ الرياضيةُ العالميةُ، والفرنسيةُ منها بخاصةٍ، تتحدثُ عن قطرَ الدولةِ الصغيرةِ التي استطاعتْ أنْ تفرضَ وجودَها الرياضيَّ، دولياً، لأنَّها أهَّـلَـتْ مواطِنيها، وحَـدَّثَتْ مجتمعَـها، واتجهتِ القيادةُ فيها للاستثمارِ في الإنسانِ وبِـهِ ومن أجلِـهِ. وفي تقريرٍ لفضائيةِ الحُرة، تناقلَـتْـهُ وسائلُ الإعلامِ، تحدثَ الـمُحَللونَ عن تحقيقِـنا لإنجازٍ عملاقٍ تَـمَـثَّلَ في منشآتٍ فاقَتْ في قدرتِها الاستيعابيةِ، وضخامتِـها، ومرافقِـها، وجماليتِها منشآتٍ مَثيلةٍ في دولِ العالمِ ذاتِ التاريخِ العريقِ في كرةِ اليدِ كلعبةٍ جماهيريةٍ تكادُ تتساوى مع كرةِ القدمِ فيها، ورَكَّـزَ التقريرُ على الـمقارنةِ بين صالةِ الوسيل التي تفوَّقتْ على قصر الرياضة، (بيرسي) في باريس. والذي يثلجُ الصدرَ أنَّ مسؤولاً كبيراً في اتحادِ كرةِ اليدِ الفرنسيِّ تحدثَ عن بلادِنا التي لا يزيدُ عددُ لاعبيِّ كرةِ اليدِ فيها عن بضعِ مئاتٍ، ولكنها تمكنتْ من انتزاعِ تنظيم الـمونديالِ من بلادِه التي يفوق عدد اللاعبين فيها خمسمائةَ ألفٍ. وارجعَ ذلك إلى سياستِنا الخارجيةِ النَّشطةِ وقدرتِنا على الالتزامِ بتعهداتِـنا الدوليةِ.وعند متابعتِـنا للتحليلاتِ والأخبارِ الخاصة بمونديالِ 2015م، نلاحظُ الاهتمامَ بالحديثِ عن بلادِنا، بجناحيها الـمُجتمعيِّ والرسميِّ، فنجدُ مقالاتٍ تتحدثُ عن مجتمعِـنا الحيِّ ومؤسساتِـهِ التعليميةِ والأكاديميةِ الـمُتقدِّمَـةِ، وعن الأجهزةِ الرسميةِ، ومنها بخاصةٍ الأجهزة الأمنية، التي لا يكادُ يُلْـحَظُ وجودُها إلا في مستواه الخَدَميِّ عند تعاملِـها الـمُباشَـرِ مع الجمهورِ، وعن النشاطِ الهائلِ الـمبذولِ لتأسيس قاعدةٍ جماهيريةٍ لكرةِ اليدِ يمكنُ الارتكاز عليها في إنجاحِ الـمونديالِ. وهذا، كلُّـهُ، يشيرُ إلى وجوبِ استفادتِنا من تجربتِنا الإعلاميةِ مع مونديالِ اليدِ لتعزيزِ خطتِنا الإعلاميةِ الخاصة بمونديالِ القدمِ 2022 م.وفي خِـضَـمِّ هذه الإيجابياتِ، يسعى بعضُ الـمغرضين لـمحاولةٍ فاشلةٍ بهدف الإساءةِ إلينا مستخدمينَ سلاحاً صَـدِئاً مُهترئاً أثبتَ فشلَـهُ هو العَمالةُ الوافدة. هذا البابُ الذي لابد من إغلاقِـهِ بدعوةِ الصحافةِ العالميةِ والمنظماتِ الدَّوليةِ لزيارةِ بلادِنا والاطِّلاعِ على الواقعِ الإنسانيِّ الرفيعِ لأوضاعِ العمالةِ، وتقديمِ ترجماتٍ بلغاتٍ عدة لقوانينِ العملِ الـمَرعيةِ في بلادِنا. فهذا وحدُهُ السبيلُ لتقديمِ صورةٍ صحيحةٍ عن الـمستوى الحضاريِّ الإنسانيِّ السامي الذي بلغناه، مجتمعاً ودولةً.

1836

| 23 مارس 2014

اتحاد النقابات الدولية والتقرير الـمُتَجني

تقريرُ اتحادِ النقاباتِ الدَّوليةِ، رغمَ عدمِ التزامِـهِ الدِّقَّـة فيما أوردَهُ عن العَـمالَـةِ الوافدةِ في منشآتِنا الـموندياليةِ، إلا أنه يُشَـكِّـلُ دافعاً لقراءتِـهِ من عدةِ زوايا، كالتالي: الزاويةُ الأولى، ننطلقُ فيها من بَحْثِ جهودِ إدارةِ العلاقاتِ العامةِ باللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، التي ينبغي عليها الخروج من ممارسةِ مَهامِها بصورةٍ إعلاميةٍ فحسب، لتصلَ إلى حالة من التواصلِ الدائمِ مع المنظماتِ العمالية الدَّولية، والنقاباتِ والأحزابِ السياسيةِ في دولِ العالَـمِ، ومنها بخاصة تلك الـموجودة في الدول التي تنتمي إليها معظم العَـمالة الوافدة في بلادِنا، وأن تستثمر في سعيها لذلك الـمَكانةَ الضخمةَ لبلادِنا على الـمستوى السياسيِّ والاقتصاديِّ. وهذه خطوةٌ لابدَّ منها لأنها تخليقٌ لقوى دعْـمٍ لنا على الـمستوى العالميِّ وعلى مستوى الشعوبِ التي تؤثِّرُ فيها النقاباتُ العُماليةُ والأحزاب السياسية في بلادها.الزاويةُ الثانيةُ، تتعلقُ بمدى نجاحِـنا في مخاطبةِ العالَـمِ عَبرَ صحافتِـهِ وإعلامِـهِ. فهذا جانبٌ فيه ضعفٌ بسيطٌ، إذ لم نزل في خطابِنا الـموندياليِّ نُركِّزُ على اتخاذِ وضعيةِ الدفاعِ فنتحدثُ عن التَّقَـدُّمِ الذي تشهدُهُ بلادُنا في كلِّ الـمجالاتِ وكأنه أمرٌ منفصلٌ عن السياقِ العامِّ للنهضةِ الشاملةِ في مستوياتها الـمَدَنيةِ والـمُجتمعيةِ والتعليميةِ، ونستخدمُ تعبيراتٍ تنفعُ في مخاطبةِ الداخلِ الـمحليِّ ولكنها لا تؤثِّـرُ في الخارجِ بنفسِ الصورةِ. والأولى، أنْ نسعى لاستضافةِ الصحافةِ العالـميةِ لا لزيارةِ الـمنشآتِ الـمونديالية فقط، وإنما للاطلاعِ على الجهودِ الـمبذولةِ لأنْـسَـنَةِ قوانين العملِ، وعلى طبيعةِ العلاقاتِ الإنسانيةِ بين الـمواطنِ وشقيقهِ الـمقيمِ.الزاويةُ الثالثة، تتمثلُ في نجاحِ جهودِ اللجنة لإلزامِ القطاعِ الخاصِ بقوانين العمل الـمَرعيةِ في بلادِنا. ولنكن أكثر وضوحاً، فأيُّ تجاوزٍ لها سيُحسَـبُ علينا جميعاً، ويؤثِّرُ سلباً على خطابِنا الـموندياليِّ دولياً..الزاويةُ الرابعةُ، هي دعوةٌ لوزارةِ العملِ لتحديثِ وتطوير الـمباني الخاصةِ بالـمنازعاتِ العُماليةِ، ونَقلها من موقعِها الحاليِّ بالـمنطقةِ الصناعيةِ، وإعدادِ دوراتٍ للموظفينَ العاملينَ فيها في العلاقاتِ العامةِ والتعاملِ مع الجمهورِ، وتوظيفِ مترجمينَ مؤهلينَ في اللغاتِ الأكثرِ انتشاراً في العمالة الوافدةِ، لأنَّ هذا، كلُّـهُ، سيخدمُ خطابَنا الإعلاميَّ عند إعداد زياراتٍ للنقابيين والإعلاميين من الخارج.كلمة أخيرة: لابدَّ من الثناءِ على سياسةِ الشَّفافيةِ التي تتبعُها اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، والتي أثبتت جدواها ونجاحَها في تعزيزِ خطابِـنا الـموندياليِّ لتقديمِ بلادِنا بصورةٍ حضاريةٍ تليقُ بتمَـدُّنِـها وإنسانيتِـها.

2701

| 19 مارس 2014

فهد وبلماضي: وماذا بعدُ يا اتحادَ القدم؟

الـمسألةُ ليستْ فهد ثاني ولا جمال بلماضي، وإنما هي في التوقيتِ الخاطئ والاختيارِ غيرِ الصائبِ. فإذا كان الـمطلوبُ هو إعدادُ المنتخبِ الوطنيِّ فالأجدرُ أنْ يتمَّ الاستبدالُ بمدربٍ يتميزُ عن مدربنا الوطنيِّ بتاريخٍ تدريبيٍّ طويلٍ وإنجازاتٍ على الـمستوى الدولي، أو القاريِّ على أقلِّ تقديرٍ، وأن يكون ذلك في صورةٍ تعكسُ التقديرَ لِـمَا قَدَّمَـهُ فهد ثاني خلالَ الفترةِ التي تولَّى فيها تدريبَ الـمنتخبِ.كنا نأمَـلُ أنْ يُـسْتَـثْـمَرَ الإنجازُ الذي تحققَ في وصولِـنا إلى البطولة الآسيوية بأستراليا 2015 م، في مزيدٍ منَ الدعمِ لِـمُدربِـنا الوطنيِّ ليقودَ المنتخبِ فيها وتزدادَ خبراتُـهُ التدريبيةُ بحيثُ يكونُ قادراً، في الـمستقبلِ، على إبداءِ الرأي السليمِ والتوجيهِ الصحيحِ حتى في حالِ اسْـتُبْدِلَ بمدربٍ آخر، أما أنْ يُقالَ له، فجأةً،: لم تُقَـصِّـرْ ولكن سواك أفضلَ منك. ويكون سواه بلماضي، فهذا لا نقبلُـهُ من اتحادِ القدمِ.مع حِـفْـظِ الألقابِ، والتأكيدِ على احترامِـنا لبلماضي، كلاعبٍ،إلا أنه من الواجبِ علينا القولُ إنَّ تجربتَـهُ كمدربٍ لا تؤهِّـلُـهُ ليكونَ مدرباً لـمنتخبِـنا الوطنيِّ. فقد دَرَّبَ فريقَ لخويا الذي كان جاهزاً أصلاً بلاعبيهِ الـمحترفينَ فاستطاعَ أنْ يخوضَ معه غِـمارَ الـمُنافساتِ في دورِينا ويواجهُ أنديةً تُعاني تَـعَـثُّراتٍ بسببِ الأداءِ الإداريِّ فيها والذي انعكسَ على فِـرَقِـها انحداراً في الـمستوى الفنيِّ. أما عن تحقيقِ منتخبِ الرديفِ، بقيادتِـهِ، لبطولةِ غربِ آسيا، فجميعُنا نعلم أنها كانت بطولةً ذات مستوى فنيٍّ ضعيفٍ جداً، ولم تَـعْـدُ كونَها نوعاً من الاحتفاليةِ. فاختيارُه، إذن، لم يكن قائماً على الإنجازِ والتَّـمَـيُّزِ، ولا ندري سبباً له لكننا ندركُ انعكاساتِـهِ السلبيةَ على الشارعِ الرياضيِّ القطريِّ ونظرتِـهِ إلى اتحادِ القدمِ وكأنه يتخذُ القرارَ ويصدمُ به الجميعَ دون اهتمامٍ بما سينتجُ عنه على مستوى الجمهورِ القطريِّ وآمالِـهِ في إنجازاتٍ كبيرةٍ.والأمر اللافت هو أنَّ بلماضي يعودُ للواجهةِ بنفسِ تفاصيلِ الحالات السابقةِ، فهو يستلمُ فريقاً جاهزاً مُـعَـداً، ولا نظنُّ أنه سيفعلُ أكثرَ مِـنْ أنْ يضمَّ إليهِ اللاعبينَ الذين تميَّـزوا ببطولةِ غرب آسيا. فهل يعتقدُ اتحادُ القدمِ أنَّ هذا كان غائباً عن مدربِنا الوطنيِّ فهد ثاني الذي نثقُ بشدةٍ في تراكمِ خبراتِـهِ التدريبيةِ بحيثُ يتخذُ القرارَ الـمناسبَ في صالحِ منتخبِـنا؟هذا الاستبدالُ الـمُتَسَـرِّعُ، أشارَ مرةً جديدةً إلى الفرديةِ والتَّـحَكُّـمِ الـمُطلقِ لاتحادِ القدمِ في اتخاذِ قراراتِـهِ دونَ الرجوعَ للقياداتِ الكرويةِ أو تحليلاتِ الـمختصين بالشأنِ الكرويِّ، ودون اهتمامٍ باستطلاعاتِ الرأي التي تَصُبُّ في مصلحةِ الاعتمادِ على الـمدربِ الوطنيِّ الذي عُـومِـلَ بطريقةٍ لا نصفُـها إلا بأنها تفتقرُ للباقةِ وتتميزُ بضعفٍ في الرؤيةِ.

4680

| 17 مارس 2014

الـمسؤوليةُ الاجتماعيةُ .. عَنِ الوطنِ والإنسانِ نتحدثُ

عندما نتحدثُ عن الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ فإننا نشيرُ بوضوحٍ إلى أنها ليستْ مُصطلحاً ذا رنينٍ يتمُّ استخدامُـهُ إعلامياً، وإنما هي الوسيلةُ الرئيسةُ لإنجاحِ مشاريعِ التنميةِ، وضمانِ استمرارِ الدولة في السيرِ قُـدُماً نحو الـمَـدَنيةِ والعلمِ والتَّـحَضُّرِ وممارسةِ الدورِ والتأثيرِ الإيجابِـيَّيْـنِ في محيطَـيْها العربيِّ والدَّوليِّ . ويمكن تعريفُها، بتبسيطٍ شديدٍ، بأنها الشعورُ الوطنيُّ ومشاعرُ الانتماءِ الَّلذانِ يضبطانِ الـمواطنَ ذاتياً، ويقودانه نحو تَغليبِ الـمصالحَ العُليا للوطنِ على ما عداها، حيث تكونُ ممارستَـهُ للشؤونِ العامةِ والخاصةِ مَحكومةً بما قد يُحَـقِّـقُهُ لبلادهِ ومجتمعِـهِ من خَـير، في إطارٍ منَ الالتزامِ بالأخلاقِ الرفيعةِ والتعامُلِ الإنسانيِّ مع الآخرين . وانطلاقاً من حقيقةِ أنَّ مجتمعَنا شابٌّ، فإنَّ ترسيخَ روحِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ واجبٌ لابد أنْ نبدأ به في الجِـسْمَـينِ الرياضيِّ والتربويِّ في الدولةِ، وهو الأمرُ الذي أدركَـهُ نادي السدِّ فكان صاحبُ الـمبادرةِ في ممارسةِ الأنديةِ لدورٍ مجتمعيٍّ يتخطَّى جدرانها، ويمتدُّ ليشملَ الإنسانَ في أرجاءِ بلادِنا، عندما أعلنَ عن خطتِـهِ الخاصةِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعية، منذ شهور . وكنا، كإعلاميين، نخشى أنْ يكونَ ذلك نوعاً منَ الاحتفالاتِ الإعلاميةِ، لا يلبث أنْ يتناساه الجميعُ، إلا أنَّ الـمسؤولين عن الخطةِ بالنادي أثلجوا صدورَنا عندما خرجوا بها إلى التنفيذِ على مستوى الـمجتمعِ من خلال تعاملِـهِـم الـمباشرِ مع الجسمِ التربويِّ، وتوقيعِـهم اتفاقاتٍ مع بعضِ الـمدارسِ بشأنها .وانتظرنا طويلاً أنْ نلمسَ للتجربةِ تطبيقاتٍ عمليةً أخرى، فجاءَ توقيعُ الشراكةِ بين اتحاد القدمِ ومؤسسة أيادي الخير نحو آسيا، (روتا)، لاستثمارِ اللعبةِ الجماهيريةِ الأولى في إعدادِ الشبابِ وتأهيلِـهم، إعلاناً عن مرحلةٍ جديدةٍ تستهدفُ تنميةَ الـمجتمعِ الـمتنوِّعِ في قطر، كما قال رئيسُ الاتحادِ، مُبَـيِّـناً البُعدَ الـمُجتمعيَّ الذي يسعى الاتحادُ للَـعْـبِـهِ في الـمستقبل .و رغم هذه الجهودِ الـمُبارَكَـةِ، فإنَّ تأصيلَ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ لن يُكتبَ له النجاحُ إلا إذا كانت ِ الجهودُ في إطارِ خطةِ عملٍ على الـمستوى الوطنيِّ مُقَـسَّمَـةٍ إلى مراحلَ، يتم في نهايةِ كلِّ مرحلةٍ تقييمُ الأداءِ من خلالِ الأهدافِ التي تحققتْ فيها . وهذا ما يجعلنا نتمنى على وزارةِ الشبابِ والرياضةِ، واللجنةِ الأولمبيةِ القطريةِ، والـمجلسِ الأعلى للتعليمِ، الالتقاءَ وتبادلَ الأفكارِ حولَ خطةِ عَـمَلٍ وطنيةٍ يتمُّ وَضْعُها وتقديمُها إلى سعادةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ بحيث تكونُ، إذا أُقِـرَّتْ، مُصانةً بقرارٍ رسميٍّ، فتُـقَـرَّرُ لها الـموازناتُ وتُضْبَـطُ بلوائحَ وقوانينَ .من جانبٍ آخر، ندعو صحافتَنا وإعلامَنا إلى الاستعانةِ بالـمُختصينَ في علمِ الاجتماعِ لتوضيحَ مفهومِ الـمسؤولية الاجتماعية، لأننا نلاحظُ قصوراً في التغطيةِ الإعلاميةِ، يرافقُه غموضٌ وعدمُ دقةٍ في استخدام الـمُصطلحاتِ ومدلولاتِها .نحن نتحدثُ عن وطنٍ ومجتمعٍ حيٍّ، وعن رؤيةٍ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى ترتكزُ إلى إيمانِ سموِّهِ وثقتِـهِ بأبناءِ شعبِـهِ وقدرتِـهِم على الإبداعِ والوصولِ ببلادِنا إلى مرتبةٍ رفيعةٍ منَ الـمَـدَنيةِ والتَّحَـضُّرِ، وعن إمكاناتٍ وأجهزةٍ رسميةٍ مُسَـخَّـرةٍ لرعايةِ الإنسانِ وتنميةِ قدراتِـهِ وتأهيلِـهِ ليشاركَ في بناءِ الصَّرحِ الوطنيِّ ذي الركائزِ الإسلاميةِ والعربيةِ والإنسانيةِ لقطرَ كوطنٍ للإنسانِ .

3788

| 16 مارس 2014

الصُّعودُ والهبوطُ.. الأضرارُ والسلبياتُ

مرة ثانية تُثارُ العواصفُ الكرويةُ في شارعِـنا الرياضيِّ بسببِ قرارِ اتحادِ القدمِ الخاصِّ بهبوطِ نادِيَـيْـنِ من أنديةِ الدرجةِ الأولى إلى دوري الدرجة الثانية، وصعودِ ناديين بدلاً عنهما. لابدَّ، في البدايةِ، من التأكيدِ على أنَّ بطولةَ الدوري هي الـمصنعُ الذي يُـعِـدُّ اللاعبينَ، ويرفدُ الـمنتخباتِ الوطنيةِ بهم. وضعفُ مستواه الفنيِّ يدفعُنا للبحثِ عن الوسائلِ الـمناسبةِ لتقويتِـهِ ورَفْـعِـهِ، وليسَ لزيادةِ حِـدَّةِ الـمُشكلةِ. ولنكن أكثرَ وضوحاً، فالأنديةُ الأربعةُ الـموجودةُ في الدرجةِ الثانية ليس فيها لاعبون ذوو مهاراتٍ أو إمكاناتٍ فنيةٍ، رغم أنها أنديةُ الُّلعبةِ الواحدةِ، أي كرة القدمِ، فصعودُ ناديينِ منها لا يعني إلا هبوطَ الـمستوى الفنيِّ العامِّ للدوري، وغيابَ روحِ الـمنافسةِ، واستفحالَ ظاهرةِ عُزوفِ الجماهيرِ عن الـملاعبِ. والأسوأ من ذلك كُـلِّـهِ، أنَّ الناديينِ الَّلذَينِ سيهبطانِ سيتعرضُ فريقاهما الأولانِ لمأساةٍ في منافستِـهما للناديينِ الباقيين في الدرجة الثانية و لفرقِ الرديفِ في الأندية الأخرى. وبمعنى آخر فإنَّ عودتَـهما لدوري الدرجة الأولى مستقبلاً ستكون بدايةً لـمرحلةٍ جديدةٍ من استمرارِ هبوطِ مستواه.نظامُ الصعودِ والهبوطِ، لا ينبغي أنْ يكونَ عقوبةً على تراجعِ مستويات الأنديةِ، وإنما وسيلةٌ لدَفْـعِـها إلى تحسينِ أدائها ومستوياتها، إلا أنَّ هذه الوسيلةَ فقدتْ أثرَها بعد ضمِّ ناديينِ من الدرجة الثانية إلى الأولى، وجَـعْـلِ الفرقِ الأربعةِ الباقية تتنافسُ مع فرقِ الرديفِ لأندية الدرجة الأولى. وبناءً على ذلك، فإننا نطالبُ بإلغاء هذا النظامِ، والبحثِ عن سواه. وإذا كان الأمرُ محسوماً في اتحادِ القدمِ، فإننا نتمنى لو اكْـتُـفِيَ بهبوط النادي الذي يحلُّ في الـمرتبةِ الرابعة عشرة في الدوري وصعود النادي الذي حلَّ أولاً في الدرجة الثانية، ثم إقامة مباراةٍ فاصلةٍ بين نادي الـمرتبة الثالثة عشرة في الدوري والنادي الذي حلَّ ثانياً في الدرجة الثانية. لأنَّ ذلك سيحقق الأهدافَ العِقابيةَ والتأهيليةَ من النظامِ الحالي.وفي هذا الصددِ، ننظرُ بأسى إلى بعضِ أنديتِـنا الجماهيريةِ التي صارَ الشارعُ الرياضيُّ لا يجدُ غضاضةً في هبوطِـها إلى الدرجةِ الثانيةِ، بل ويدعو البعضُ إلى ذلك. ونتساءلُ، لا بقَصْـدِ التساؤلِ وإنما بقَصْـدِ الـمحاسبةِ واللومِ الشديد، عن أسبابِ تراجعِ مستوياتها الفنيةِ، و عن هذه الحَماسةِ الـمُدَّعاةِ لدى إداراتِها لإلقاء اللومِ على كلِّ شيءٍ إلا أنفسها في تبريرِها لذلك. ونقول إنَّ العِـلَّـةَ وأسبابُـها معروفانِ، لكن غيابَ روحِ إيثارِ مصلحةِ النادي والكرةِ القطريةِ عن إداراتِ الأنديةِ يجعلُ من كلِّ الحلولِ بلا فائدةٍ، وتستمر مأساةُ الجماهيرِ وتزدادُ عزلةُ الأنديةِ عنها.

4899

| 13 مارس 2014

استدعاءُ الإعلاميين غصَّـةُ في القلبِ الخليجي

الحكمةُ والهدوءُ في قيادة سمو الأمير الـمفدى لبلادِنا وشعبِـنا نحوَ تَخَـطِّي الخلافِ العابرِ الـمارِّ ببيتِـنا الخليجيِّ، انعكسا على الـمجتمعِ القطريِّ وإنسانِـهِ في صورٍ بالغةِ الدَّلالةِ في مضامينِـها. فالتفافُنا حولَ القامةِ الـمنتصبةِ لسموه، وروحُ الأسرةِ الواحدةِ التي تسودُ نفوسَـنا، أمرانِ يجعلاننا نثقُ بقدرتِـنا على تجاوزِ الخلافِ دون أضرارٍ تصيبُ البُنى الـمتماسكةَ الصلبةَ لبلادِنا، مجتمعاً وهيكلاً رسمياً. هذا الشعبُ الحيُّ، آلَـمَـهُ بشدةٍ استدعاءُ الإعلاميينَ والـمُحللينَ الرياضيين من الأشقاءِ الخليجيين، لأنه يعني الانتقالَ بالخلافِ العابرِ من مستواه السياسيِّ إلى مستواه الـمُجتمعيِّ، مع ما يعنيه ذلك من تأثيراتٍ على العلاقةِ الأبديةِ بين شعوبِـنا، وهي علاقةٌ نحرصُ، نحنُ القطريين، على تقويتِـها وترسيخِـها وجَـعْـلِـها مثالاً يُحتذى في رِفْـعَـتِـهِ ومتانةِ قاعدتِـهِ الإنسانيةِ والأخلاقيةِ. كنا ننتظرُ أنْ تُجَـنَّبَ الشعوبُ نتائجَ الخلافِ السياسيِّ، وأن يُحافَـظَ على الرياضةِ كوجهٍ حضاريٍّ سامٍ يجمعُها، ويُبرزُ روابطَ الأُخُـوَّةِ التي تربط بينها. وكنا نأمَـلُ أنْ تكونَ إحدى القنواتِ للتواصلِ السياسيِّ بوجوهٍ مَـدَنِـيَّـةٍ للرياضيين، إعلاميين ومحللين ولاعبين. لكنَّ الخطوةَ فاجأتْـنا، ونعترفُ بذلك، حيث إن إيمانَـنا بالـمصيرِ الخليجيِّ الـمُشتركِ أكبرُ من أي خلافاتٍ، وارتباطَـنا العضويَّ بالأشقاءِ خَطٌّ أحمرُ لا نقبلُ أنْ يتجاوزهُ أحدٌ. الاستدعاءُ يجعلُنا نستشرفُ الـمُستقبلَ من الزاويةِ التي ينظرُ منها سمو الأمير الـمفدى، والتي تستهدفُ إعدادَ الإنسانِ القطريِّ مَعرفياً وعلمياً ومِـهْنياً، بحيثُ يُسْـتَـنَـد إليه في كلِّ الـمَجالاتِ مستقبلاً، ويكون الركيزةَ الرئيسيةَ في سعي سموه لتأكيدِ صورةِ قطر الحبيبةِ كدولةِ الإنسانِ والـمؤسساتِ والـمَدَنِـيَّـةِ والحضارةِ. هذه الرؤيةُ هي التي يجب أنْ نلتزمَ بها، مواطنين ومسؤولين، لأنها الضامنُ الوحيدُ لـممارسةِ الدورِ وصُنْـعِ التأثيرِ، وهي الـمَسارُ الصحيحُ لنا في تخليقِ الأفكارِ والرُّؤى الـمُتجدِّدَةِ لإنسانِنا الـمُبدعِ الذي راهنَ عليه سموه وكان رِهانُـهُ في محلِـهِ.أمرٌ أخير لابدَّ من ذِكْـرِهِ لأهميتهِ، هو تلك الثقةُ لدى قيادتِنا الحكيمةِ بصلابةِ وقوةِ الجبهةِ الداخليةِ للمجتمعِ القطريِّ، فالصحفُ العربيةُ وغيرُ العربيةِ تملأ الـمكتبات. وعند تَصَفُّحِي للصحفِ السعوديةِ والإماراتيةِ لم أعثر فيها على خبرٍ أو تحليلٍ يتناول الخلافَ والاستدعاءَ من زاويةٍ تَـتَهَـجَّـمُ علينا، مما يدلُّ على أنَّه عابرٌ بالفعلِ، لكنَّ ما أحزنني وفاجأني حقاً، هو صحيفة من الشقيقةِ العربيةِ الكبرى، جعلتْ عناوينَها الرئيسية وتحليلاتها تدورُ حول الخلاف والاستدعاءِ في إطارٍ من التَّـهَـجُّمِ والتَّطاولِ علينا. كثيرةٌ هي الـمواجعُ في قلوبِـنا، وعظيمةٌ هي الحسراتُ في صدورِنا نتيجة لهذا الخلافِ العابرِ الذي فُرضَ على بلادِنا، إلا أننا فرحونَ بوحدةِ صفِّنا وتماسُكِـنا خلف سمو الأمير الـمفدى الذي يُعَـبِّر بتعاطي سموه معه عن إصرارِنا على اعتبارهِ مجرَّدَ خاطِـرَةٍ ستمرُّ سريعاً بتاريخِـنا الخليجي، ويعود العربُ الخليجيون يداً واحدةً إلى تشييد صَرْحـهم الحضاري الـمشترك.

3973

| 12 مارس 2014

إعلامُنا الوطنيُّ والخلافُ العابر

أبرزَ الخلافُ العابرُ، داخلَ البيتِ الخليجيِّ الواحدِ، مدى الحاجةِ لإعدادِ إعلاميينَ قطريينَ في كلِّ الـمجالاتِ، قادرينَ على مخاطبةِ الخارجِ بلسانِ حالِ بلادِنا وشعبِـها، بلغةِ خطابٍ راقيةٍ تركزُ على نقاطِ التلاقي، وتؤكِّـدُ على العواملِ التي تؤدي لتخليقِ حالةٍ من القبولِ بمواقفِـنا في الـمحيطِ العربيِّ، والخليجيِّ منه بخاصةٍ.الـمُلاحَـظُ أنَّ إعلاميينا الرياضيين يقومون بدورٍ عظيمِ الأهميةِ في تقديمِ بلادِنا للخارجِ، نظراً لكونِ الرياضةِ مجالاً يتعاملُ بشكلٍ مباشرٍ مع الجمهورِ ويؤثرُ فيه بطرقٍ مباشرةٍ وغيرِ مباشرةٍ. ولو تابعنا كتاباتَـهم الصحافيةَ وبرامجَـهم التليفزيونيةَ والإذاعيةَ، لَـوَجَـدْنا أنفسَنا أمامَ حالةٍ رائعةٍ من الحِـسِّ الوطنيِّ الرفيعِ الـمُستندِ إلى الأهليةِ والكفاءةِ، مما يجعلُ من الاهتمامِ بالإعلامِ الرياضيِّ، وتطويرِهِ ورَفْـدِهِ بالإعلاميين والصحافيين، ضرورةً نتمنى على لجنة الـمشاريعِ والإرثِ إيلاءها اهتماماً كبيراً.لابد من الالتفاتِ إلى نقطةٍ مهمةٍ في الدورِ الكبيرِ لصحافتِـنا وإعلامِـنا، تتمثَّلُ في عدم وجودِ جهةٍ رسميةٍ إعلاميةٍ تتحدثُ بلسانِ الدولةِ، منذ إلغاء وزارة الإعلام سنة 1998 م. حيث إنَّ إلغاءَها جاء في إطارِ الثقةِ بقدرةِ الإنسانِ القطريِّ على تقديمِ الدولةِ، بجناحيها الرسميِّ والأهلي، بصورةٍ تليقُ بإنجازاتِها ومواقفِـها الوطنيةِ والعربيةِ والإسلاميةِ والدوليةِ. وهنا، ندركُ عِظَـمَ الـمُهمةِ الوطنيةِ الـملقاةِ على عاتقِ كلِّ أبناءِ وبناتِ بلادِنا، حيث إنَّ كلَّ فردٍ إعلامي مسئول عن نفسه في مجالِ عملِـهِ وتخصصِـهِ وعلاقاتِـهِ بالآخرين.الأمر اللافت للنَّـظَـرِ، الذي تَبَـيَّـنَ من خلالِ الخلافِ العابرِ، أنَّ إعلامَـنا، غيرَ الرسميِّ، في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، كالفيس بوك والتويتر وماسواهما، يقوم على جهودِ الـمواطنينَ والـمواطناتِ الذين استطاعوا إيجادَ قاعدةٍ شعبيةٍ مساندةٍ لنا في صفوف النُّـخَـبِ الـمثقفةِ والـمواطنين في خليجِـنا ووطنِـنا العربيِّ. وعندما نعودُ إلى ما ينشرونَـهُ أو يُغَـرِّدونَ به، فإننا نُدْهَـشُ لدرجةِ الوعي الوطنيِّ والرُّقيِّ الثقافيِّ والحضاريِّ الذي يتميَّزونَ به. وهذا، بالطبع، يعني وجودَ القاعدةِ البشريةِ القادرةِ على رَفْـدِ أيَّـةِ خططٍ لإعدادِ إعلاميين وإعلامياتٍ.كلمةٌ أخيرةٌ: الـمعدنُ النَّفيسُ لإنسانِنا القطريِّ، وقدرتِـهِ على الإبداعِ، وكفاءتِـهِ في الإنجازِ، هي القواعدُ التي يؤكِّـدُ عليها سموُّ الأميرِ الـمُفدى في قيادتِـهِ الحكيمةِ لبلادِنا نحو مستقبلٍ تُسهمُ فيه ببناءِ بيتنا الخليجيِّ وبيتنا العربيِّ الإسلاميِّ الكبيرِ.

4711

| 10 مارس 2014

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3102

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2616

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1635

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1551

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1296

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1155

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1143

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

837

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

636

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

618

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

549

| 04 ديسمبر 2025

أخبار محلية