رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تصريحُ الذَّوادي خطابٌ موندياليٌّ رفيعٌ

التصريحُ الصحفيُّ للسيدِ حسن الذَّوادي، الأمينِ العامِ للجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، لابدَّ أنْ يُقرأ منْ زوايا مختلفةٍ، نظراً لأهميتِـهِ في تحديدِ الـمَسارِ الذي تَنهجُـهُ الدولةُ بقيادةِ سموالأميرِ الـمُفدَّى. الزاوية الأولى، تتمثلُ في تجديدِ خطابنا الـموندياليِّ، واستخدامِ لغةٍ ذاتِ مفرداتٍ ومُصطلحاتٍ نُحدِّثُ العالَـمَ بها، ونؤثِّـرُ في شعوبِـهِ وصحافتِـهِ ومنظماتِـهِ الـمَدَنِـيَّـةِ، وهيئاتِـهِ الحُقوقيةِ . وليس كالحديثِ عن العَمالةِ الوافدةِ بصورةٍ إنسانيةٍ مُنضبطةٍ بقوانينَ مُفصلةٍ سبيلاً أفضلَ لتحقيق ذلك . ولابد، أنْ نؤكِّـدَ على كونِ التصريحِ دعوةً للمُختصينَ القطريينَ في القانونِ إلى دراسةِ القوانينَ الـمَرعيةِ في الدولةِ، وتقديمِ مشروعاتٍ لتعديلِـها بما يتفقُ معَ الـمَصلحةِ الوطنيةِ العُليا، ويستهدي بالروح الإسلاميةِ الإنسانيةِ. وأيضاً، هو دعوةٌ وتوجيهٌ للشركاتِ والـمؤسساتِ الخاصةِ لتلتزمَ بالسياسةِ العامةِ للدولةِ بهذا الصَّـددِ، وبقوانينَ استقدامِ العَـمالِ وحِفْـظِ حقوقهم والـمحافظةِ على توفيرِ أسبابِ الحياةِ الكريمةِ لهم طوال فترةِ إقامتهم. الزاوية الثانية، هي في الإعلانِ رسمياً عن البَدءِ في تنفيذِ الـمشاريعِ الكبرى الخاصةِ بإنشاء الـمَلاعبِ التي ستُقام عليها فعالياتُ الـمونديال. وهو إعلانٌ بالغُ الأهميةِ لأنه دافعٌ لتحريكِ رؤوسِ الأموالِ الـمحليةِ، واستقطابِ الاستثماراتِ الخارجيةِ الضخمةِ. وهذا يعني بدايةَ نَقلَـةٍ نوعيةٍ في اقتصادِنا ستعملُ على تَغييرِ البُـنَى التي يقومُ عليها، وستؤدي إلى تغييرٍ جذريٍّ مُـتَـدَرِّجٍ في الأفكارِ وطرقِ التفكيرِ وأساليبَ الـمَعيشةِ. مِـمَّـا يَتَطَلَّبُ توعيةً يقومُ بها الـمُختصون في كلِّ الـمجالاتِ العلميةِ والعَـمليةِ، عبرَ وسائل الإعلام، لتجنيبِ الـمواطنينَ الآثارَ السلبيةَ الـمُصاحبةِ للتغييراتِ الكبرى الإيجابيةِ التي ستشهدهما الدولةُ ومجتمعها. الزاوية الثالثة، هي في التأكيدِ الرسميِّ على كونِ اللجنة العليا جهةً ذات طبيعةٍ تنفيذيةٍ مُصانةٍ بالقرارِ الأميريِّ الخاصِّ بإنشائها وتحديدِ مَهامها . وهذا يدفعنا للتَّـمني عليها بأن يكون فيها إدارةٌ مُختصةٌ بالتنسيقِ والتواصلِ مع وزاراتِ وهيئاتِ الدولةِ، وبخاصةٍ الداخليةِ وإدارةِ العملِ، لمتابعةِ تنفيذِ مُقَـرَّراتها بحيث لا يُسْـمَـحُ لأيِّ جهةٍ تمارسُ أنشطةً اقتصاديةً بتَخَـطِّي القوانينَ الـمَرعيةِ الخاصةِ بالعملِ والعُمالِ، فتُسيءُ بذلك إلى الوطنِ كُلِّـهِ. العالَـمُ لا يرانا كما نرى أنفسَـنا، وإنما منْ خلالِ ما نحنُ عليهِ في الواقعِ، ولا نَـدَّعي الكَمالَ ولكننا، منذ ثمانية عشر عاماً، ننتقلُ تدريجياً إلى مرحلةٍ بناءِ الدولةِ الـمَدنيةِ القائمةِ على الحقوقِ والواجباتِ، والـمُنضبطةِ بالقوانين، والـمُحْتَـكِـمَـةِ إلى العدالةِ. وهذا يمنحُنا مجالاً واسعاً لتجديدِ رؤانا وأفكارِنا بصورةٍ إيجابيةٍ تؤدي للارتقاءِ بوطننا ومجتمعنا وإنساننا الـمواطنِ، واحترامِ وحفظِ حقوقِ شقيقِـنا الإنسان الـمُقيم.

1627

| 15 فبراير 2014

اليومُ الرياضيُّ، واجِـهَـةٌ حَضاريةٌ

تؤكِّـدُ السياسةُ النَّشِـطةُ للدولةِ بقيادةِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى على تلازمِ الـمَساراتِ الرياضيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ والسياسيةِ للنهوضِ بالإنسانِ والـمجتمعِ ، والوصولِ بالدولةِ إلى مكانةٍ رفيعةٍ تُـؤهِّـلُـها ليكونَ لها دورٌ وتأثيرٌ فاعِـلَـيْـنِ . واليومُ الرياضيُّ ، هو إحدى تَجليَّاتِ ذلك . ينبغي الخروجُ منَ التَّصَـوُّراتِ النَّـمَـطيَّـةِ لليوم الرياضيِّ كمناسبةٍ للدعوةِ إلى ممارسةِ الأنشطةِ البدنيةِ ، إلى نطاقٍ أكثرَ رَحابَـةً يمتدُّ ليشملَ وَضْـعَ الأسس العَـمليةِ ، والخططَ الـمُحكمةَ لتغيير أنماطِ التفكيرِ والـمَعيشةِ ، وممارسةِ الـمُواطنين لدورِهِـم في بناء وطنِـهِـم . فهو مناسبةٌ بالغةُ الأهميةِ لزيادةِ التواصلِ البَـنَّاءِ بينهم وبينَ أجهزةِ الدولةِ الـمُختلفةِ ، وبعضهم بعضاً ، وشقيقِـهِـم الإنسان الـمقيم . كما أنه سبيلٌ للتوعيةِ الحضاريةِ والإنسانيةِ بالـمفاهيمِ الديمقراطية في السلوكِ والتفكيرِ ، وللتأثيرِ الإيجابيِّ في نفوسِ الناشئةِ والشباب بحيث يُستطاعُ إعدادُهُـم للانتقالِ، خلال سنواتٍ، إلى سوقِ العملِ والانخراط في العمليةِ التنمويةِ الشاملةِ .نُثَـمِّـنُ عالياً جهود القائمين على اليومِ الرياضيِّ ، ونتمنى عليهم دراسةُ إقامةِ ندواتٍ في مدارسنا، على امتدادِ العامِ الدراسيِّ، يتم فيها الاستفادةُ من نجومِنا الرياضيين، ذكوراً وإناثاً ، في توعية الجيل بأهمية الروحِ الرياضيةِ ، وروعةِ الالتزام بأخلاقها في السلوك والتفكير . لأنَّ ذلك هو اتجاهٌ نحو تفعيلِ الرؤى في نفوسِ وعقولِ الشريحةِ العُـمْـرِيَّـةِ الأوسعَ في مجتمعنا .الأمرُ الآخرُ الذي نتطلعُ إليه هو استثمارُ هذا اليومِ في خطابِـنا الـمُوندياليِّ، عبرَ التركيز الإعلاميِّ على الروحِ الـمَـدَنِـيَّـةِ والحضاريَّـة السائدةِ في مجتمعِـنا . فليس كالصورِ ومقاطعِ الڤيديو في التأكيدِ على إنسانيةِ العلاقةِ بين الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسان المقيم ، وترسيخِ صورةِ قطرَ كدولةٍ ومجتمعٍ يحتكمانِ إلى العدالةِ واحترام حقوقِ الإنسانِ . في قطرَ الحبيبةِ، ننطلقُ من الرياضةِ وبأدواتها، لتحقيقِ رؤيةٍ نعملُ جميعاً لبلوغِـها سنة 2030 م، وتتضافرُ الجهودُ لتوفيرِ الركائزَ اللازمةِ لذلك. واليومُ الرياضيُّ، نافذةٌ نُطلُّ منها على المستقبلِ تحت القيادة الحكيمة لسمو الأمير الـمُفدى .

3857

| 12 فبراير 2014

اليومُ الرياضيُّ.. الوطنُ والإنسانُ والرُّؤى

في مجتمع شابٍّ، كمجتمعِـنا القطريِّ، لابدَّ أنْ تكونَ الرياضةُ إحدى الركائزَ للنهوضِ بالإنسان، وترسيخِ الـمَشاعرِ الوطنيةِ، وتقويةِ الأسس الأخلاقية، وزيادةِ الوعي بالديمقراطيةِ كوسيلةٍ للحوارِ وقُبول الأفكارِ والرُّؤى الجديدةِ.ومع انطلاقةِ فعالياتِ اليومِ الرياضي، بعد غدٍ، فإننا نشعرُ بمدى الجـهدِ الـمَـبذولِ، رسمياً وشعبياً، لتنميةِ الـمجتمعِ رياضياً، وما سيتبع ذلك، على المدى البعيد، من تأثيرٍ إيجابيٍّ على التنمية الشاملة.. فلسنا نتحدث عن أنشطةٍ ومنافساتٍ بدنيةٍ، وإنما عن شعورٍ عامٍّ يتمُّ تخليقُـهُ في النفوسِ بأهمية التفاعُـلِ الإيجابيِّ بين شرائحِ الـمجتمعِ العُـمْـريةِ الـمختلفةِ، بحيث تُـنْـقَـلُ الخبراتُ وثمارُ تجاربِ الأكبر سناً، نسبياً، إلى الناشئةِ والشبابِ.الـمُستوى الحضاريُّ الرفيعُ الذي وصلتْ إليه بلادُنا، يدفعنا إلى الـمطالبة بإيجادِ فلسفةٍ للرياضة تستندُ إلى الواقعِ، وترتكزُ على تحقيقِ أهدافِ رؤيةِ سموِّ الأمير الـمُفدى لِـما يجب أن تكون عليه قطرُ 2030 م. وهنا، نلتفتُ إلى وزارة الشباب واللجنة الأوليمبية القطرية، مُـتَـمَـنِّـينَ عليهما إيجاد إداراتٍ للدراساتِ والبحوثِ فيهما بحيثِ يتمُّ الاستفادةُ من ذوي الكفاءاتِ العلميةِ وخبراتِـهِـم العَـمَـليةِ في نشاطٍ مُنَـظَّـمٍ رسميِّ الطَّابَـعِ.من ناحيةٍ ثانيةٍ، نتطلعُ إلى تفعيلِ مُقرراتِ منتدى الدوحة الرياضي الدولي في نسخته الثانية، والتوجُّـهِ إلى الجسمِ التعليمي في الدولةِ بحيث تكون الرياضة مادةً علمية معرفيةً بدنيةً في المدارس، ويتم تغيير الصورة النمطية لها كمادةٍ تُـسْـتَـغَـلُّ حِـصَـصُها عبثاً، وفي نشاطاتٍ غير مثمرةٍ.ندعو القائمين على تنظيم اليوم الرياضي إلى مَـنْـحِ شهاداتِ تكريمٍ للشركات والـمؤسسات الخاصة التي ستشارك بدعم فعالياتِـهِ، ووضعِ خططٍ لتشجيعِـها من خلالِ إعطائِـها الأفضلية في الاستفادةِ من النشاطاتِ الاقتصاديةِ للجهاتِ الحكوميةِ.كم يثلجُ صدورَنا الاهتمامُ الإعلاميُّ الكبيرُ بالحَـدَثِ، والجهودُ الـمَشكورةُ لتركيزِ الأضواءِ عليه كمناسبةٍ وطنيةٍ، فهذا هو السبيلُ لتعميمِ أهدافِ التجربةِ وربطِـها بالمجتمع والإنسانِ.كلمةٌ أخيرةٌ: الأفكارُ والرُّؤى تتحققانِ عندما تُـنْقَـلانِ من طور التنظير إلى طور العملِ والتنفيذِ، وهو ما نشهدُه في بلادنا الحبيبة.

1159

| 09 فبراير 2014

جَفَّال ولجنةُ الانضباطِ.. كِلاهُما مخطئان

أخطأ جفَّال راشد عندما جعلَ من لجنة الانضباط بلا وزنٍ ولا تأثيرٍ، وأيضاً، أخطأ الـمسؤولون باللجنة عندما لم يتدرَّجوا من التنبيهِ إلى لَفتِ النظرِ فتطبيقِ العقوباتِ التي تنصُّ عليها اللوائح. تصريحات جفَّال والعقوبة التي أقرَّتْها لجنة الانضباط، تُشيرانِ إلى خللٍ في فَـهْـمِ الـممارسةِ الديمقراطية.. فالعقوبةُ مُبالَـغٌ فيها كثيراً، وكثيرون اعتبروها نوعاً من تخويفِ مَـن له رأيٌ في أجهزة الكرة بالأندية الرياضية.. وهذا سيؤدي إلى حالةٍ غير صحيةٍ في مسيرتنا الكروية. ومن جانبٍ آخر، لا يزالُ الكثيرون ينظرون إلى وجود الِّلجانِ التابعة لاتحاد القدم على أنها جهاتٌ إشرافيةٌ لا تملك صلاحياتٍ ذات طبيعةٍ قانونيةٍ داخليةٍ تُـخَـوِّلُـها ممارسةَ الضَّـبْـطِ كنوعٍ من السُّلْـطَـةِ التي تفوقُ رغبات الأشخاصِ أو ميولَـهم أو قناعاتهم، فنجدهم يُشيعون بتصريحاتهم نوعاً من عدم الالتزام بالضوابط الـمَـرْعيةِ، وتصبحُ الـمواقفُ قويةً بناءً على شِـدَّتِـها وليس على مَـبدَئِـيَّـتها.الأحرى بلجنة الانضباط، أن تكون قراراتها نابعةً من روح القانون وليست مستندةً إلى حَـرْفِـيَّـتِـهِ، لأنها ليست طرفاً وإنما حَكَـمٌ يُعَـوَّلُ عليه في ضبط الـممارسات الفنية والشخصية للاعبين والـمدربين والإداريين في الملعب، بصورةٍ رئيسيةٍ، أما خارجه، فلا سلطةَ فعليةً لها عليهم إلا إذا تصرفوا أو قالوا ما يُسيءُ لنادٍ أو فريقٍ أو لاعبٍ أو جهةٍ تابعةٍ للاتحاد.. وحتى لو فعلوا ذلك، فإنَّ من الأولى التواصلُ مع النادي الذي يُمثِّلونه قبل إصدار عقوباتٍ بحقهم.الذي أود أن أشير إليه، هنا، أنَّ الـمواقف والأقوال لا تتعلَّـقُ بأصحابها، ولا تقتصرُ تأثيراتها عليهم، وإنما تمتدُّ لتؤثِّـرَ سلباً أو إيجاباً على سعينا لترسيخِ الـممارسةِ الديمقراطيةِ، والقبولِ بالآخرِ، واحترامِـهِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ الذين يبحثون دوماً عن نموذجٍ يحتذون به.. فعلى الشخصيات الرياضية واللاعبين أن يكونوا أكثر حرصاً لأنَّ ما يقولون ويفعلون مؤشِّـرٌ للجيلِ الذي يُنتظرُ منه النهوض ببلادنا مستقبلاً، ولابدَّ أن يكون هذا الـمؤشر إيجابياً بالضَّرورة.كلمةٌ أخيرةٌ: في الحياةِ العامةِ، لا أحدَّ يُـمَـثِّـلُ نفسَـه، والجميعُ مطالَـبُـونَ بأن يكونَ كُلٌّ منهم قدوةً للآخرين.

1037

| 08 فبراير 2014

أينَ أنيابُ الفهودِ يا إدارةَ الغَرَّافَـة؟

بعد أنْ كانت مواجهةُ الغرافةِ هماً ثقيلاً، ونتيجتُها محسومةً لصالحه، صارَ من الـمعتادِ أنْ يخسرَ بثلاثةِ أو خمسةِ أهدافٍ، أو يرتفع مستواه ليحققَ التعادلَ أحياناً، وأصبحَ يحتلُّ مركزاً جيداً بين بعضِ أنديتنا التي لا إنجازَ حقيقياً لها إلا زيادة تآكُـلِ قواعدِها الجماهيريةِ، والحديث عن أمجادٍ مضتْ. لم تستفدْ الإدارةُ من فترة الانتقالات الشتوية لتُحدثَ تغييراً في تركيبة الفريق، أو لتَضُـخَّ دماءً جديدةً فيه من لاعبين مواطنين ومحترفين أجانب ذوي مستوى عالٍ يستطيعون إحداثَ الفارقِ وانتشاله من الحالة الـمأساوية التي وصلَ إليها. ورغم ذلك، لم تجد الإدارةُ إلا الـمُدرِّبَ تُـقَـدِّمُـهُ كسببٍ رئيسٍ للإخفاقات، وتراجع الـمستوى الفني، وتواضُـعِ النتائج، فَـأقالتْـهُ، ولم نسمع تصريحاً واحداً يُلَـمِّـحُ مجردَ تلميح لوجود خطةٍ تستندُ إلى معالجةِ الأسباب الحقيقية للمشكلة. فالفريق لا يعاني خللاً في خطِّ لَـعِـبٍ واحدٍ، ولا ضعفاً في آخر، وإنما من ضعفٍ عامٍّ في جميع الخطوط. وهو ليس نفس الفريق الذي عرفناه، لِـما قبل خمس سنوات، وكان يتميزُ بجملِـهِ التكتيكيةِ الهجوميةِ، وروحِـهِ القتاليةِ، والإبداعِ في الأداءِ لدرجة أنَّ جمهورَهُ كان يحييه ويشجعُـهُ بتشبيهِ لعبِـهِ بالسامبا البرازيلية .إدارةُ الغرافةِ مسؤولةٌ عَـمَّا وصلَ إليه الفريقُ. ونتساءلُ عن أدائها لدورها في إنقاذِهِ وإعدادِ لاعبيه، طوال مرحلة التراجع منذ ثلاث سنوات. ونؤكِّـدُ أنَّ الهروبَ للأمام، والقفزَ فوق الواقعِ الـمريرِ وتجاهلَـهُ ليس حلاً. فالفريق بحاجةٍ لتغييرٍ جذريٍّ، لأنَّ أيَّ مدربٍ مهما كان محترفاً في مجالِ عملِـهِ لن يكون بمقدوره تغيير الـمَسارِ إذا لم يكن في فريقِـهِ لاعبون مُتَـمَـيِّـزون في كفاءاتهم ومهاراتهم يستطيع بهم صُنعَ الفارقِ.أمرٌ مُفجِـعٌ كروياً أن نتحدثَ عن الخسارةِ الثقيلةِ بنتيجة 3 - 0 أمام لخويا، أمسِ الأولِ، إلا أنَّه يصبحُ مأساةً عندما نأخذُ في مناقشتِـهِ وتبريرِه وكأننا لا نتحدث عن نادٍ ارتبط اسمُـهُ بالبطولاتِ الـمحليةِ، وحملَ اسمَ البلادِ، رافعاً رايتها، في مشاركاتِـهِ الخارجية. كلمةٌ أخيرةٌ : عندما يُرادُ للدواءِ أنْ يُـؤتيَ نتائجَ طيبةً، لابدَّ من تحديد العِـلَّـةِ وتسميةِ الـمَـرضِ بدقة.

578

| 06 فبراير 2014

أم صلال والريان: فَلسَفةُ الحركةِ والسكون

في أم صلال، إدارةٌ تقرأ الواقعَ، و تستمعُ لأراءِ الـمُحَلِّلينَ والإعلاميينَ الرياضيينَ، ولجمهورِ النادي . فبعدَ مسيرةٍ متعثِّـرةٍ في القسمِ الأولِ من الدوري، لم تقفِ الإدارةُ عند امتصاصِ الصدماتِ، ولم تتركِ الأمورَ تجري على أعَـنَّـتِـها، وإنَّـما اتخذتْ قراراتٍ مناسبةً في توقيتٍ مناسبٍ، فأقالتِ الـمدرِّبَ، وأجْـرَتْ تغييراتٍ شِـبْـهِ جذريةٍ في صفوفِ اللاعبين، واستثمرت بحكمةٍ فترةَ الانتقالات الشتويةِ لضخِّ دماءٍ جديدةٍ في الفريقِ. وأثمرَ ذلك تغييراً في الـمَـسارِ أدى إلى تحقيقِ الفوزِ تِـلْـوَ الفوزِ، وإلى صحوةٍ دفعتْ بجمهوره إلى الـملاعب من جديد . ننظرُ، من جانبً آخر، إلى الريانِ، ونشعر بالأسى، فالنادي الذي صار جمهورُهُ أمَّـةً ، كما اعتدنا تسميته بسبب ضخامتِـهِ وارتباطه فوقَ العاديِ به، أصبحَ كالطَّـيفِ، لا ظلالَ من أملٍ لتغيير مسارِ تراجعِـهِ الـكبيرِ، ولا بوادرَ لاتِّخاذِ قراراتٍ مدروسةٍ تُبْـعِـدُ عنه شبحَ الهبوطِ لدوري الدرجة الثانية . فالفريق لا يُعاني من خللٍ هنا ، و ضعفٍ هناك، و معاناتُـهُ لا يَـحُـلُّها قرارٌ غيرُ سليمٍ بإقالةِ الـمُدرِّبِ، ولا بالتعاقدِ مع لاعبينَ محترفين جُدُد يُضَـمُّـونَ إليهِ وتضيعُ كفاءاتُهُـم بعد انخراطِـهِـم في دوامةِ عدم كفاءةِ الآخرين ، والضعفِ العامِ في كلِّ خطوطِ الَّلعِـبِ . عندما نقرأُ واقعَـنا الكرويَّ، نلاحظُ أنَّنا أمامَ حالةٍ غريبةٍ من التَّـرَهُّلِ التاريخي، فالأندية ذاتُ القواعدِ الجماهيريةِ الكبيرة، تُعاني من تَـشَـبُّـعِـها بأمجادِ ماضيها ، ولا تُقدِّمُ جديداً يُضافُ إلى حجمها وتاريخها . و يلفتُ أنظارَنا إغفالُ إداراتِـها للأسبابِ الحقيقيةِ التي نجمَ عنها انحدارُ مستوياتها الفنيةِ، وتآكُلِ رصيدِها الجماهيري . وصارَ لزاماً علينا الـمُطالبةُ بضخِّ دماءٍ جديدةٍ في الإداراتِ قبل الفِـرَقِ ، بحيثُ يدخلها جيلٌ جديدٌ من ذوي الكفاءة العلميةِ والعمليةِ منَ الشبابِ القادرين على قبولِ التغيير والقيامِ به دون عوائقَ تتعلقُ بجوانبَ ذات أبعادٍ شخصيةٍ في معظمها . نتمنى على الريانِ قراءة الفلسفةِ الحَـرَكيةِ الواقعيةِ لأم صلال، والتي نتجَ عنها تَقدُّمٌ ملحوظٌ، أما البقاءُ في مربع فلسفةِ السكونِ والانعزالِ عن الواقعِ، فلن يؤدي إلا لتحقيق أسوأ مخاوفِ الأمةِ الريانيةِ والشارعِ الرياضي القطري، في هبوط الرهيب للدرجة الثانية .

557

| 04 فبراير 2014

عفواً يا أحمد السَّـيِّـد

ننظرُ بأسى لِـمَا يمرُّ به النادي العربيُّ، الذي أصبحَ كالسفينةِ الـمُوشِـكَـةِ على الغَرَقِ فتدافعَ مُـحِـبُّـوهُ لإنقاذهِا، ونادوا الرُّبَّانَ والطاقَمَ ليُديروا الدَّفَّـةَ في الاتجاهِ الصحيح، لكن هؤلاء أصمُّوا آذانهم، بل قفز بعضهم منها وأخذ يدافعُ عن نفسهِ ويلومُ الآخرين.لا ندري ما مُـبَـرِّرُ ظهورِ أحمد السَّـيِّـد، المستقيل من منصبِهِ كرئيسٍ لجهاز الكرة بالنادي العربيِّ، في برنامج المجلس أمسِ الأولِ، ليتحدثَ عن خلافاتِـهِ مع شتيلكة وبعض أعضاءِ مجلس الإدارة، وينتقدَ بعضَ اللاعبينَ بالاسم، ويُحذِّرُ من أطرافٍ، لم يُسَـمِّـها، تعمل على تدميرِ النادي. وكأنَّ القلعةَ الحمراءَ لم يكن ينقصُها إلا ذلك. الذي نعرفُـهُ أنَّ الـمسؤولين في كلِّ مجالات الحياةِ، عندما يخرجون من مناصبهم، فإنهم يلتزمون الصمتَ عَــمَّا يعرفونَـهُ مهما بلغت ضآلَـتُـهُ، لأنَّ عدم التزامهم بذلك يُسَـبِّـبُ أضراراً كبيرةً على الجهات التي كانوا يعملون فيها. فظهورُ السَّـيِّـدِ بهذه الصورةِ، وفي هذا التوقيتِ، لم يكن مناسباً، بل عاد بالضَّـرَرِ الكبير على النادي وفريقِـهِ الأول. فما الداعي لحديثه عن فلانٍ الذي يعملُ ضدَّهُ، وفلانٍ الذي تخطَّى حدودَه، وآخرين يمارسون الإدارةَ بديكتاتوريةٍ فيمنعونه من التصريحِ لوسائلِ الإعلام؟، هذه شؤونٌ داخليةٌ بَـحتَـةٌ لا تُبحَثُ ولا تُناقَشُ هكذا، وكأننا نتحدثُ عن مشاجَـرةٍ بسيطةٍ وليس عن مصيرِ نادٍ عريقٍ صار مُهدَّداً بسببِ إدارتِـهِ. ثمَّ ما هذا الحديث عن وجود انقساماتٍ بين اللاعبين، فبعضُهُـم كانوا معه وبعضُهُـم مع شتيلكة؟، وكذلك تبريره لما قاله في البرنامج بأنه يريدُ توضيحَ الـمُشكلةِ وأسبابِـها للجماهير، فهل هذا أوان مثل ذلك الحديث؟، كان الأولى به ـ إن كان محباً وغيوراً على النادي ـ أن يترك الأمور لحين انتهاء الموسم. وبصراحةٍ، فإنَّ اللاعبين معذورين رغم كلِّ الانتقادات التي وُجِّـهَتْ إليهم طوال شهور، فقد كانوا يعانون معاناةً عظيمةً وضياعاً بسبب الخلافات بين الإداريين أنفسهم، وبين الإدارة والمدرب، ونتجَ عن ذلك حالةٌ من الشِـلَـلِـيَّـةِ التي حطَّمَتْ روحَ الفريقِ ومنعتْـهُ من تحقيقِ شيءٍ بمستوى اسم وتاريخ النادي منذ بداية الموسم. هذا كلُّـه يدفعُنا ـ مرةً ثانيةً ـ لتحميلِ الإدارة والسَّـيِّـدِ الـمسؤوليةَ كاملةً ولا نُحَـمِّلُها لطرفٍ ثانٍ.آنَ للإدارةِ أن تستمعَ لنَبْضِ القلبِ العرباويِّ، وحان الوقتُ لنقول للعرباويين: إنَّ صمتَـهُم لم يعدْ مقبولاً، فعليهم الحديثُ في جميع وسائلِ الإعلامِ مطالبين الإدارةَ أنْ تتخذَ خطواتٍ مدروسةٍ في سبيلِ إعادةِ الاستقرارِ للنادي العريقِ. وعليهم أن يقفوا خلف فريقهم، يساندونه ويشجعونه ويشاركون في الإعداد النفسي للاعبين.

547

| 03 فبراير 2014

الـمسؤوليةُ الاجتماعية.. وعيٌ وممارَسةٌ

المسؤولية الاجتماعية، باختصارٍ، مفهومٌ يتعلقُ بدور الفردِ داخلِ الجماعةِ، وعلاقتِـهِ بالآخرين، وتفاعلِـهِ معهم بإيجابيةٍ، وادراكه لأهمية حفاظه على المصلحةِ العليا للجماعةِ. وكذلك، الوعيُ الجماعيُّ بأنَّ الجميعَ مسؤولون ذاتياً عن الحفاظ على الجماعة، والعملِ على رُقِـيِّـها وتنميتِـها، مما يعود بالنَّـفْـعِ على الوطن في أشكالٍ عدةٍ تَتَـبَدَّى في حيويةِ الـمجتمعِ وقبولِـهِ للتجديدِ في الأفكارِ والرؤى، وفي استقراره الاجتماعي الذي ينعكسُ إيجاباً على قوةِ الدورِ السياسيِّ والاقتصاديِّ للدولة، داخلياً وخارجياً.إننا نتحدث عن دورٍ ينبغي التوعية به في وسائلِ الإعلامِ، وداخل الهيئاتِ التعليمية، وفي الأنديةِ الرياضيةِ، مُسْـتَـهْـدِفِـينَ، في ذلك، الناشئةَ والشبابَ، وهم الفئةُ العُـمْـرِيَّـةُ الأوسعُ في بلادنا، والأقدر بحكم السِّـنِّ على قبولِ الـمفاهيمِ الجديدةِ والعملِ بها بتلقائيةٍ ودون توجيهٍ، حيث إنها تصيرُ جزءاً من تكوينهم العقليِّ والنفسيِّ.بعد قرارِ سموِّ الأميرِ الـمفدى بتسمية اللجنة العليا لمونديال 2022 م، لتصبح: اللجنة العُليا للمشاريعِ والإرثِ، وما تَضَـمَّـنَـه من تحديدٍ لـمَهامِـها، دخلتْ البلادُ مرحلةً جديدةً لابد من العملِ فيها على تحقيقِ الرؤية لقطر 2030 م. وهذا يَتَـطَلَّبُ جهوداً كبيرةً نبذلُها، كلٌّ في موقعِـهِ، إلا أنَّ الجهدَ الأكبرَ يقعُ على عاتقِ الهيئات التعليمية في الجانبِ النَّظري، وعلى الأندية الرياضية في التطبيقِ العَـملي. ونتمنى على أنديتنا أن تقومَ بدورٍ اجتماعيٍّ مماثلٍ لِـما يقوم به نادي السد، الذي لم يعدْ إحدى الواجهاتِ الرياضيةِ القطريةِ فحسب، وإنما واجهة حضارية تستثمرُ الحضورَ والامتدادَ الجماهيريَّ في ترسيخِ مفاهيمَ تتعلقُ بالإنسانِ المواطنِ ودورِهِ الـمأمولِ في النهضةِ الشاملةِ في بلادِنا. ويبدو ذلك جلياً في مخططِ النادي الـمُتَـعَـلِّـقِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وجَعْـلِـها جزءاً من وعينا الوطني. نقول ذلك واثقين بأنَّ الـمسؤولين فيه على استعدادٍ لـوَضعِ الخبراتِ الـمُكتسبةِ لديهم تحت تَصَـرُّفِ الجميعِ.كلمةٌ أخيرةٌ:قطرُ، وجودٌ نفسيٌّ وقلبيٌّ وعقليٌّ مُـوازٍ لوجودِها الجغرافيِّ وكيانِـها السياسيِّ. وأبناؤها وبناتُها الثروةُ الحقيقيةُ لها، كما يؤكدُ دائماً سموُّ الأميرِ الـمُفدى، فعلينا الحرصُ على تنميةِ هذه الثروةِ، وتحقيقِ رؤيةِ سموِّه الـمُستقبليةِ لبلادِنا الحبيبةِ.

495

| 31 يناير 2014

العربي بينَ الفاجعةِ والـمَـهْزلَـةِ

الفاجعةُ هي الوَصْفُ الـمُناسبُ لحالِ النادي العربي الذي صارَ الحديثُ عنه أوجاعاً تعتصرُ قلوبَ العرباويين وهُـمْ يشهدونَ تَصَـدُّعَ القلعةِ الحمراء، وانهيار فريقِ الأحلام، ولا يرون ولو سراب اهتمامٍ منَ الإدارةِ لإصلاح الـمَـسارِ.يومان فقط، يفصلان بين هزيمتين ثقيلتين للفريقِ، وكانت إقالةُ شتيلكة والاستغناء عن سيد عدنان هما الحلُّ الذي توصلتْ إليه الإدارةُ، وكأننا نتابعُ فصولا مسرحية هَزلية ذات إخراجٍ سيئ، وبلا مضمونٍ أو غايةٍ. ورغم مطالبات العرباويين والـمُحللين والإعلاميين الرياضيين، تستمر المسرحية ويزداد سوؤها فصلاً بعد آخر.لم يَـعُـدْ مَقبولاً تحميلُ الـمسؤوليةِ إلا لإدارةِ العربي عن هذا التراجعِ الهائلِ والإخفاقاتِ التي لم تُـرَ في أشدِّ الكوابيسِ الكرويةِ هَـوْلاً. ولم يَـعُدْ لائقاً أنْ يصمتَ العرباويُّـونَ عن عدمِ استماعِ الإدارة لـمَطالبِـهِـم بوجوبِ التغييرِ الجَـذْرِيِّ للفريقِ الذي لا أدري كيف يحملُ اسمَ النادي الكبيرِ وهو غيرُ جديرٍ بهذا الشرف، ولكننا، أيضاً، لا نلومُ اللاعبين فالـمُشكلةُ في الإدارةِ، ونُحَـمِّلُـها نتيجةَ سياساتِـها غيرِ الـمدروسةِ التي أوصلتْ الناديَ إلى الحضيض.هل يُعقلُ أنْ يُهزمَ العربيُّ بخمسةِ أهدافٍ أمامَ لخويا يومَ السبتِ، ثم ترتفعُ النتيجةُ لتُصبحَ خسارةً بستةِ أهدافٍ أمام الأهلي يومَ الثلاثاء؟ هذه مأساةٌ تستنزفُ الرصيدَ الجماهيريَّ للعربيِّ، ولا حلَّ مناسباً إلا بالبدءِ من جذورِ الـمُشكلةِ الـمتمثلةِ في الإدارة التي تتخذُ القرارَ الـمناسبَ بعد فواتِ الأوان، رغم أنَّ الـمُطالباتِ سبقتِ اتخاذَهُ ولم يُؤخَـذْ بها في حينها.الغريبُ أنَّ إقالةَ الـمُدرب، تمَّتِ الـمُطالبةُ بها مراراً، لكنها جاءت في توقيتٍ غيرِ مناسبٍ، وبصورةٍ جعلتِ الفريقَ تحت ضغوطٍ نفسيةٍ هائلةٍ، ولا ندري ماذا يمكنُ للمدربِ الجديدِ أنْ يفعلَ لإخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة قبلَ لقاء الخور بعد يومين. وكذلك الحال مع الاستغناء عن سيد عدنان الذي أشرنا سابقاً إلى أدائه السيئ وعدم قدرتِـه في قيادةِ الدفاع العرباوي.لو ظلَّتْ معظمُ إداراتِ أنديتِـنا تُلقي باللوم على الـمدربين في إخفاقاتها، فإننا نتمنى لو تمَّ الأخذُ بإنشاء لجانٍ فنيةٍ لتقييم أدائهم، بحيث تكون صلة الوصل بين الـمدرب والإدارة، وتقوم بإعداد الخطط الكفيلة بمعالجة أخطائهم، وتبيين مدى كفاءاتهم وجدارتهم بتدريب الفرق.كلمةٌ أخيرةٌ: بعضُ الأمراضِ لا ينفعُ في علاجِـها إلا الجراحةُ، وقيلَ قديماً: آخرُ الدواءِ الكي.

411

| 30 يناير 2014

قرارٌ أميريٌّ يصنعُ الـمستقبلَ

عندما نتحدثُ عنْ سمو الأمير الـمُفدى، بشخصِـهِ السامي وشخصيتِـهِ الاعتبارية، فإننا نتحدثُ عن قطرَ ومستقبلِـها وإنسانِـها، وعنِ التَّـقَـدُّمِ والتَّحَضُّـرِ والدولةِ الـمَـدنيةِ الراقيةِ. وكم كان قرارُ سموِّهِ بتغيير اسم اللجنة العليا لمونديال 2022 م ليصبح اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ، رائعاً في دلالاتِـهِ ومضامينِـهِ وأهدافِـهِ، لأنَّـه يدلُّ على حكمةٍ ورؤيةٍ تربطُ الحَـدَثَ الكونيَّ الـمُرتَقَـبَ بالدولةِ، ومجتمعِـها، وركائزِها السياديةِ، وسياساتِـها الداخليةِ والخارجيةِ، واقتصادِها، ومسيرتِـها التعليميةِ التربويةِ. ويكفي ارتباط اللجنة باسم سموه، رئيساً، لنعلم أهميةَ الدورِ الـمنوطِ بها على كلِّ الصُّـعُدِ خلالَ الثماني سنواتٍ التي تفصلُنا عن الـمونديال.لقد أخرجَ القرارُ الرياضةَ من إطارِ الـمفاهيمِ الضَّـيِّـقَـةِ الـمُعتادَةِ إلى رِحابِ الـمفاهيمِ الأوسعِ الـمُتَّصِـلَـةِ بالوطنِ والعملِ الوطنيِّ. فلفظةُ الـمَشاريع، تجعلُـنا نُدركُ أنَّ بناءَ قطرَ الحديثةِ لم يعدْ قائماً على ما نتمناهُ ونأمَـلُـهُ، وإنما على التخطيطِ الـمدروسِ لكلِّ أوجهِ النشاطِ الاقتصاديِّ، بحيث ترتبطُ بتحقيقِ أهدافٍ وغاياتٍ تعودُ بالنَّـفْـعِ الـمُستدامِ على الإنسانِ القطريِّ، وبتأسيسِ قواعدَ الحياةِ الكريمةِ للأجيال اللاحقة، وتكفي نظرةٌ إلى أصحابِ السعادةِ، أعضاء مجلسِ الإدارةِ، لنعرفَ أنَّ ذلك، كُـلَّـهُ، سيكون عملاً سيادياً تمارسُهُ الحكومةُ تحت قيادةِ سموِّهِ. وعندما نلتفتُ إلى لفظة: الإرثِ، فإنَّ قلوبَنا تمتلئُ امتناناً، وعقولَـنا تستكينُ لحكمةِ سموِّهِ. فما ستقوم به اللجنةُ مرتبطٌ بنا، نحنُ المواطنينَ، وبقطرَ الماضي والحاضرِ والـمُستقبلِ. إنَّه إرثٌ للأجيالِ اللاحقةِ، وليس عملاً يُقْصَـدُ منه الإعدادُ للمونديال فقط. وهذا رُقيٌّ في الرؤيةِ ينبغي علينا الحرصُ على تقديمِـهِ للعالَـمِ في لغةٍ إنسانيةٍ ضمنَ خطابنا الـمونديالي، وبخاصةٍ أنَّـهُ سيكونُ مُنْـطَلَـقاً لـمزيدٍ من الانفتاحِ على الأممِ والشعوبِ من نَـواحٍ اقتصاديةٍ وإنسانيةٍ تتعلقُ باجتذابِ الاستثماراتِ الضخمةِ، والأعدادِ الكبيرةِ من العَـمالَـةِ الـمُحْـترفةِ، وبتغييرٍ هائلٍ في قوانينِ العملِ تتلاءمُ معَ النَّـهجِ الإنسانيِّ الرفيعِ لبلادِنا. الآن، بدأتْ مرحلةٌ ونهضةٌ جديدتانِ، ولابد أنْ نتعاضدَ ونقفَ صفاً واحداً لتحقيقِ رؤيةِ القيادةِ الحكيمةِ، كلٌّ في موقعِـهِ الرسميِّ والخاصِّ. وهو أمرٌ يحتاجُ للتوعية الشاملةٍ في مدارسنا، ووسائلِ الإعلامِ، وأنديتِـنا الرياضية، بأهميةِ الـمُشاركةِ الفاعلةِ للفردِ والجماعةِ في بناءِ قطرَ الـمُستقبلِ، ووطنِ الإنسانِ الـمُبدعِ، التي تمتزجُ بأرواحِـنا ودمائِـنا، وتفيضُ قلوبُنا حباً لها، وولاءً لسموِّ أميرِنا الـمُفدى.

751

| 29 يناير 2014

السدُّ: الجائزةُ لقطر وإنسانها

لم يكنْ نادي السدِّ مَـنْ فازَ بجائزة الطاووس الذهبي العالمية، وإنما قطرُ ورؤاها وإنسانُها مُـمَثَّلينَ في النادي العريقِ الذي أثبتَ بحصولِـهِ عليها أنَّ الصورةَ النَّـمَـطِـيَّـةَ عنِ حَصْـرِ دورِ الأندية في ممارسةِ الرياضةِ كنشاطٍ بَـدنيٍّ تنافسيٍّ بدأت تتلاشى لتحلَّ محلَها صورةٌ أشمل تتصل بالإنسانِ والـمُجتمعِ والعلمِ والـمعرفةِ والاقتصادِ.عندما يُقال إنَّ ناديا رياضياً قطرياً حصلَ على جائزةٍ عالميةٍ مخصصةٍ للمسؤوليةِ الاجتماعيةِ للشركاتِ، فهذا دليلٌ على توجُّـهٍ سليمٍ نحو التأثير في المجتمعِ وأسسِـهِ البشريةِ والاقتصادية من خلال الرياضة. ومما يُثلجُ الصَّـدرَ أنْ يكون ذلك من خلال خطةٍ إستراتيجية خَـمْسِيَّـةٍ بدأَ السدُّ في تطبيقها عام 2011 م، وجنى ثمارَها قبلَ انتهاء السنواتِ الخمس، كبرهانٍ على صحةِ الـمَسعى وقبولِ المجتمعِ له. إنه، بصورةٍ أدق، تعبيرٌ عن الوعيِ الحضاريِّ الرفيعِ للإنسانِ القطريِّ واستعدادِه النفسيِّ والعقليِّ للتجاوبِ مع الرؤى التي تَهدفُ لتغييرٍ إيجابيٍّ في ميولِـهِ وبُنْـيَـتِـهِ الفكريةِ.حديثنا، هنا، عن لغةٍ عالميةٍ بِـتْـنا نُخاطبُ الخارجّ بها، وتعتمدُ على الإنجازِ في كلِّ الـمَجالاتِ، ونُقَـدِّم من خلالها بلادَنا وإنسانَنا إلى العالَـمِ كمُشارِكَـيْـنِ فاعِـلَـيْـنِ يُقَـدِّمانِ رؤًى مُحَـدَّدَةً واضحةً ويقومانِ بالالتزامِ بروحِـها والانتقالِ بها من الـمُستوى النَّظَريِّ إلى مجالِ التطبيقِ العَـمَـليِّ.نتوجَّـهُ إلى اللجنة العليا لمونديال 2022 م، للاستفادة من مثل هذا الإنجاز الكبير، والإنجازات التي تشهدها بلادنا على كُلِّ الصُّعُـدِ، في جهودها الـمُتَميزةِ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدوليةِ، وبخاصةٍ بعدما بدأتْ اللجنةُ في جَـنيِّ ثمارِ نَهْجِـها الإعلاميِّ نجاحاتٍ كنا نتوقَّعُها نظراً لوجودِ شبابٍ قطريِّينَ فيها ذوي كفاءاتٍ علميةٍ ومعرفيةٍ رفيعةٍ، وخبراتٍ عمليةٍ تُيَسِّـرُ الوصولَ للأهدافِ الـمَرجوَّةِ.نهنئ الإنسانَ القطريَّ بفوزِ نادي السدِّ بالجائزة، وندعو الله أن يفتح ذلك البابَ واسعاً أمامَ جميعِ الأنديةِ لتُشاركَ بفعاليةٍ في تحقيق رؤية القيادةِ الحكيمةِ لقطرَ 2030 م.

598

| 23 يناير 2014

الأمَّـةُ الرَّيانيَّـةُ بينَ اليأسِ والأملِ

يبدو أنَّ الأندية الجماهيرية الكبيرة في بلادنا لا يجمعها إلا التشابه في أسباب انحدار مستواها الفني الذي لا يليق بتاريخها وأمجادها. وعندما ننظر إلى نادي الريان، يهولنا الـمَصيرُ الـمُتَـوَقَّعُ للرهيب في ظلِّ التخبطات وانعدام الرؤى الواضحة لما ينبغي عمله، لِـتَـدَارُكِه قبل الهبوط لدوري الدرجة الثانية. الرهيبُ يُعاني في كلِّ الخطوط، ويحتاجُ لتغييرٍ جذريٍّ، لكن الإدارة مشغولةٌ بالبحث عن تبريراتٍ ومُبرِّراتٍ للتَّصَدُّعاتِ في القلعة الريانية، دون سعي حثيثٍ دءوب لإيجادِ حلول سليمةٍ. ورغم اقترابِ موعدِ الانتقالاتِ الشتويةِ من الانتهاء، فإننا لم نسمعْ عن مجردِ وجودِ نوايا لتطعيمِ الفريقِ بلاعبين مواطنين أو حتى التفاوض مع لاعبين أجانب محترفين.وتتخطى الـمأساةُ الريانية حدودَ جماهيرِ الرهيبِ لتَـمْـتَـدَّ إلى الحالة الكروية الوطنية، حيث إنه سيمُـثِّلُ الكرةَ القطريةَ في دوري أبطالِ آسيا، ولا ينبئ المستوى الفنيُّ الهزيلُ له إلا بنتائج كارثيةٍ، فمجموعتُه تضمُّ الاستقلالَ الإيرانيَّ والجزيرةَ الإماراتيَّ والشبابَ السعوديَّ، وجميعها فِـرَق أقوى من الفِـرَقِ المحليةِ التي عجزَ عن مجرد مجاراتها، وكانت نتائجُـهُ متواضعةً جداً في لقاءاته معها.نتمنى على القامةِ الرياضيةِ الوطنيةِ الكبيرةِ، محمد بن هَمَّام، وكبارِ الشخصياتِ الرياضيةِ التي ارتبطتْ أسماؤها بالرهيبِ، واللاعبين الكبار الذين كتبوا صفحاتٍ من الأمجادِ الوطنيةِ والريَّانيَّـةِ، كمنصور مفتاح ويونس أحمد ومبارك آل شافي ومحمد السويدي، احتضان ناديهم العريق، ومساندة الإدارةِ في وَضْـعِ إستراتيجياتٍ وخططٍ تمنعُ استمرارَ مسلسلِ التراجع، وتُسهمُ في إحياء آمال الأمةِ الريانيةِ والشارع القطريِّ كُـله.وعند حديثنا عن الأمةِ الريانيةِ، فإنَّنا نعتبُ بمرارةٍ عليها عتابَ مُحِـبٍّ لها، لأنها لا تمارسُ دورَها الـمَعهود في مؤازرة فريقها، وهَـزِّ الـملاعبِ بحضورِها الطاغي. وأتعَبَـنا الدفاعُ عنها والردُّ على مَـنْ يقولون إنَّ ارتباطَها بالرهيبِ مرتبطٌ بتحقيقِ الفوزِ تلوَ الفوزِ، ويتعطَّلُ دورُها عندما يبدأ الفريق بالتَّـعَـثُّرِ.ماذا ينتظرُ مجلس إدارةِ الريَّانِ للتَّـحَـرُّكِ السريعِ نحو تعديلِ الـمَسارِ؟ وهل هو بحاجةٍ لصَـدمَةٍ لا تليقُ باسمِ وتاريخِ وجمهورِ النادي الكبير، كالهبوط للدرجة الثانية حتى تبدأ في التَّـحَـرُّكِ.نادٍ كالريَّان ليس فريقاً فحسب، وإنما هو جزء من وعينا الكروي، وتاريخ الأمجادِ القطريةِ، ولا ينبغي التَّعامُلَ مـع اسمِـهِ إلا من خلال ذلك، فهل من مستمعٍ لأنين قلعته؟ وهل من مُـداوٍ لجِـراحٍ غائراتٍ في قلبِ كلِّ ريَّانيٍّ؟

1133

| 22 يناير 2014

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2610

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

2595

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1587

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1548

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1161

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1152

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1143

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

804

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

627

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

618

| 30 نوفمبر 2025

543

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية