رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

وبكرة تشوفوا (ماسر) !

لم يحتج السيسي إلى أكثر من سبعين دقيقة لتسقط ورقة التوت التي ظلت تتأرجح من أن تبقى ساترة لصاحبها أو تسقط ويظهر عارياً من أي شيء يستر فضائحه التي انهالت على شكل تسريبات خطيرة كان بطلها السيسي والأربعين حرامي الذين سرقوا شرعية مصر وانهالوا على أنصارها بأحكام الإعدام والسجن والاعتقال والملاحقة !.. سبعون دقيقة استطاعت بها قناة مكملين التي تعرضت كالعادة إلى تشويش لم يستطع أيضاً كالعادة أن يوقف عرض تسريباتها التي تبدو موثوقة بالصوت والمعلومات الخطيرة التي يمكن أن تودي بعباس كامل مدير مكتب السيسي إلى إعدامه لأنه بات شخصاً معرضاً للتسريب في أي لحظة وما يقوله في المكتب يجد طريقه بسهولة لقنوات الشرعية المصرية التي تنشرها لتعريف الناس بمن يحكمهم في مصر وتعريف حكومات وأهل الخليج بأن ملياراتهم التي منحوها لدعم الانقلاب كانت وبالاً على المصريين وأنها ذهبت لخزانة العسكر والجيش وتغذية ثروات الانقلابيين بالصورة المفجعة التي تتحدث عنها التسريبات على حساب فقر وعوز الشعب المصري الذي يفتقر لأقل أساسيات المعيشة وتضاعفت طوابيره أمام طلب أنبوبات الغاز التي يمكن أن تتوافر وقد لا تتوافر أمام الحاجة الكبيرة لها وغلاء الأسعار والضرائب وكأنه محكوم عليهم بالشقاء طول عمرهم رغم أن مصر من أغنى الدول العربية التي يمكن أن تكون استثماراتها وثرواتها الداخلية أكبر محفز لها لتكون من كبرى الدول المصدرة والمكتفية ذاتياً من الإنتاج المحلي لكن بعد التسريبات الأخيرة والتي أذاعتها قناة مكملين بالأمس في اليوم الذي قدم فيه زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية وغادرها في سويعات قليلة لم يعد بالإمكان قبول هذا الأمر على الأقل خليجياً باعتبار أن الانقلاب برمته يرفضه معظم الشعب المصري ويعلم الجميع الفئات التي تقف مع السيسي في المجتمع المصري اليوم .. لم يعد مقبولاً أن تكشف كل هذه التسريبات عن تورط فاضح لإحدى الدول الخليجية التي كان من أسباب سحب سفيرها من قطر أثناء أزمة سحب السفراء أن قطر تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بينما ظهر الحق في أن تدخلها يبدو فجاً أكثر وأشد ضراوة وظلماً لأبناء المحروسة وقلب شرعيتهم لمصالح لا تبدو هذه الدولة قادرة على إخفائها من البداية للأسف فالكل يعلم بأن البعض هاج وماج على قطر واتهمها بما هو غير صحيح وشكك في مواقفها التي ثبتت عليها حتى الآن وستظل مادم الثبات كان وبقي على حق دائماً ولتأتي الأيام ويحصحص الحق في أن مأساة مصر لم تكن من العسكر وحدهم الذين استولوا على أدوار البطولة في عيون تابعيهم وإنما كان وراءهم مخرجون خليجيون وبريطانيون يتمثل بلير أحد هؤلاء لكن الرجل وللأمانة كان يقول ما يريد علانية ولم ينكر وقوفه مع انقلاب مصر منذ البداية لكنه وكعادة صراصير الليل لم يستطع أن يظهر في النهار ليقول ما كان منه في اجتماعاته واتفاقياته السرية مع مكتب السيسي كما فجرتها إذاعة (سبعين دقيقة تسريبات) على شاشة مكملين وتلقفتها قنوات أخرى مثل الجزيرة التي لاتبدو أنها بعيدة عن رصد هذه الفضائح المؤكدة لانقلاب مصر بزعامة السيسي وفي المقابل وجب علينا كأمة نرجو في يوم قريب أن يجتمع الأئمة لصلاحها وإصلاحها أن نفكر بأن مصر تستحق الأفضل لأنها تعد العمود الفقري للوطن العربي وتعلمنا لغة الانتصارات حين تكون شامخة وقوية وليست عميلة تصنف اليوم حركة حماس الفلسطينية التي تقاوم إسرائيل بإمكاناتها المتواضعة وتصد آلياتها المدمرة بأسلحتها الخفيفة المحلية الصنع لتشكل لنا قوة مقاومة وطنية تفتقر لها مخازن أسلحتنا العربية مجتمعة رغم امتلاكها لما يفوق قوى حماس آلاف الأضعاف ويأتي قضاء الانقلاب في مصر ليحكم بإرهابية حماس لتكون غزة في النهاية مرمى جيدا لكل فشل مصري في استقرار أموره الداخلية وتحقيق الأمان في العريش وسيناء وتحميل حماس هذا الفشل غالياً !.. على مصر أن تنهض من جديد وبسواعد أحرارها وأن تلجم أطماع العسكر والمحيطين بها لأن العمر إن كان يمضي ويشيخ فيه البشر فإن تقدمه يعني تقدم الوطن !.. وافهموها ! فاصلة أخيرة: من يحب مصر مثلي سيرجو يوماً أن يزورها وتحبه !

608

| 03 مارس 2015

هي لنا ونحن لها!

لم أجد أفضل من الكتابة في هذا الموضوع؛ تعقيباً على زيارة وفد الفيفا الدولي المشرف على استعدادات قطر المستضيفة لمونديال 2022 للدوحة، وتأكيده على أن المونديال المرتقب، الذي لن يخرج عن حدود قطر البرية والمائية والجوية بإذن الله، يمكن أن يقام في نوفمبر أو ديسمبر من عام الاستضافة، ولكن قبل ذلك لنعد بالذاكرة إلى خمس سنين ماضية، وتحديداً بعد أن تم الإعلان رسمياً عن فوز دولة قطر باستضافة كأس العالم 2022!.. فعندما فزنا بتنظيم كأس العالم وعمت الأفراح أرجاء الوطن العربي والشرق الأوسط، كنا نتوقع صراحة أن تكون هناك أحقاد خفية وظاهرة وأن تـُستل بعض الأقلام من غمدها للتقليل من حجم هذا النجاح وإعطاء أبعاد وتفاسير له، تدخل ضمن (المخططات الاستعمارية لإسرائيل وأمريكا بالمنطقة، بعد إعلان قطر الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022!.. وأنا حقيقة لست في محل هجوم على هذه الأقلام كما أنني لست في محل دفاع، فهذه الأحبار ليست بذاك التأثير الذي يجعلني أهاجمها وأعطيها من الحجم الضعف، كما أن قطر لا تحتاج دفاعاً، فليست متهمة في شيء وهي معلمة حقوق لا إدعاء!.. ولكنني أريد أن أوضح وجهة نظر شخصية حول الأقاويل التي زادت وتيرتها مع دخولنا حيز تنفيذ ما تضمنه ملفنا المونديالي، ووضع اللبنات الأولى لمرحلة تحقيق الحلم في أن ما يقال لا يقلل من حجم الإنجاز الذي تحقق على يد فرسان قطر، وهذا أمر لا جدال فيه الآن، أما عن الآثار المترتبة من وراء الاستضافة، فهذا ما يسعى المخلصون من أبناء هذا البلد إلى دراستها وتقييم ما يمكن أن يكون وسط عشرات الآلاف الذين سيتوافدون على قطر لمتابعة مجريات كأس العالم وننتظر من الآخرين أن يقدموا اقتراحاتهم البناءة، وليس قدحهم حول هذه الاستضافة التي نعدها نصراً مادامت الولايات المتحدة الأمريكية كانت المنافس لنا حتى آخر جولة من التصويت والذي كاد ينزع قلوبنا من مكانها قبل أن يعلنها العجوز بلاتر وتعم الأفراح قطر، وأكد على إعلانها مؤخراً حينما قطع الشك باليقين وقالها بثقة "لن يتغير مكان إقامة بطولة كأس العالم 2022 وستقام في قطر وإن كان هناك حديث الآن فهو حول موعد إقامة المونديال وليس مكانه" قاطعاً بذلك طريق المشككين الذين (هشتقوا) في تويتر بعدة كلمات تحاول التقليل من شرف الاستضافة حتى أنهم رسموا سيناريوهات متخيلة بأن البطولة يمكن نقلها لدولة خليجية مجاورة، متناسين أن قطر - ولنا الفخر في ذلك - قادرة بإذن الله على أن تحقق ما تعجز عنه كبرى الدول ومنها أمريكا التي حتى وإن استاء أوباما وقتها من ضياع فرصة بلاده في الاستضافة، لكنه يعلم بأننا في قطر وبعد سبع سنين ستكون قطر أخرى على غير ما يراها الآن بإعجاب؛ لأن 2022 تجاوزت مرحلة الحلم إلى الحقيقة، وهذا ما يجب أن يتنبه له الكارهون لنا، فالذي يقول بأن (عصبية) أوباما كانت مصطنعة آنذاك وإن تقليله من فوزنا كان حركة منه للتغطية على مشروع الولايات المتحدة الأمريكية المستقبلي في نشر النصرانية والأفكار الهدامة الاستعمارية الأمريكية وكأن قطر مجرد بلد لا عقول حكيمة فيه وتستوعب ما تدبره لها أمريكا أو غيرها من الدول التي تتربص بكل الدول العربية والإسلامية شراً!.. بالله عليكم دعونا ولو قليلاً نفكر بمنطق فكل شيء حولنا أصبحت أصوله (مخططات يهودية)!..كرهنا الوجبات السريعة؛ لأن ريعها يذهب إلى اللوبي الصهيوني، وكرهنا بعض كلماتنا التي نقولها؛ لأن أصلها يعود إلى اليهود وانقرفنا من بعض طباعنا؛ لأنها قادمة لنا من عمق الطباع اليهودية، كل شيء حولنا أصبحنا نتشكك فيه والسبب أن لدى السواد الأعظم منا عقليات تتعمد أن تمس فينا ما يمكن أن ننجرف له دون تفكير مثل الكلمات والطعام دون أن تقدم أدلة ملموسة ويمكن اعتبارها قاطعة لنجعل من المسموحات محظورات لدينا.. بربكم إهدأوا قليلاً.. فكأس العالم تعد شرفاً لأي دولة تقدم ترشيحها لاستضافتها وليس من المعقول أن أمريكا التي كانت تمني نفسها بإقامة كأس العالم 2022 على أراضيها قد استشاطت كذباً ونفاقاً حينما ظهر اسم قطر متوسطاً البطاقة الفائزة بالتصويت، وإن أوباما الذي وصف اختيار قطر بأنه الاختيار الأسوأ والخطير لمجرد أن أوباما وحاشيته يخططون لما سيفعلونه بهذه الدولة بعد اثنتي عشرة سنة من الإعلان عن قطر دولة مستضيفة وكأن هذه المخططات ستنتظر كل هذه المدة!.. لا يا سادة فبغض النظر عن كل الشرور التي تحدق بنا، فهذا شرف رياضي ونحن في قطر نعلم بأن احتفالية كبرى مثل هذه ستكون مرتعاً لكل من هب ودب من البلاوي التي يمكن لأصحابها من النفوس الضعيفة أن تتجرأ وتزرعها على أرضنا، فهذا هو الاستقراء الذي نملكه في قطر ونحن بإذن الله سنستطيع أن نبتر مجاري الفساد الذي يعتمد في قوته علينا بأن يمد جذوره في مناسبة كبيرة مثل كأس العالم التي تنتظر عامها الـ 2022 لتحل بيننا، وعليه فإني أدعو مركز ضيوف قطر أن (يشد حيله) في تقنين خطته ورسم الخطوط العريضة لما يمكن أن يقدمه هذا المركز الذي يحتضن دعوته للإسلام في جنباته ويوسع من نشاطاته، لعل وعسى يهدي به الله ما يشاء من عباده وتكون قطر منارة الإسلام والثقافة والمعرفة ولدحر بعض الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من بلادنا وقلب الطاولة علينا وكأن فوزنا وبالٌ وليس آمالاً نعتمد عليها لتسجيل حروف قطر من ذهب!..اسمحوا لي فأنا على ثقة بهذا المجتمع في أن يثبت قدميه فوق أرض صلبة لاتهتز.. أرض من القيم والأخلاق لا يمكن أن تزعزعها بطولة كأس العالم أو الجماهير التي ستزحف إليها.. هذا أملي وهذه ثقتي.فاصلة أخيرة:تفاءلوا.. فليس كل حداثة تغريباً وليس كل تغريب بدعة!

788

| 02 مارس 2015

كلاهما إرهاب

من منكم يمكن أن يعطيني الفروق السبعة بين عبدالفتاح السيسي وبشار الأسد؟!..إن كنتم ستفكرون لدقيقة فهذا يعني أنه من المستحيل أن تكون هناك فروق بينهما، أما إذا أسعفتكم سرعة البديهة فحتماً سيكون الجواب: لا فرق بينهما.. كلاهما يمتهنان القتل الشنيع والإرهاب المدروس!..أما إذا خرج (شبيحة) من أنصار هذين فلابد أن ينصر أحدهما على الآخر وأكون أنا الظالمة في محاولة المساواة بينهما!.. حسناً!.. لن أبدو مثالية في وصفي لهما لأنهما في نظري عبارة عن (كوبي / بست)!..فبشار الأسد يمارس هوايته الوحشية في قتل الأبرياء منذ ما يزيد على العامين ونصف العام وحينما استخدم الكيماوي عرقلته بعض فصول من مسرحية أميركية هزيلة لكنه عاود القتل أكثر شراسة وانتقاماً.. أما السيسي فبعد أن قتل المئات في فض ميداني رابعة والنهضة وجرح الآلاف واعتقل المئات ويقتل اسبوعياً من يخرج في المظاهرات السلمية يجر الأنظار اليوم إلى سيناء حيث تشهد هذه المنطقة النائية من القتل والتدمير ما يجعلنا نشك فعلاً أن إسرائيل تعاود وبكل جبروت احتلالها، لكنه السيسي القاتل للأسف من يعيث في أهل سيناء القتل والتنكيل ويعلن وبكل صفاقة أن الحملات العسكرية على أهل سيناء مستمرة حتى اجتثاث الإرهاب حسب إدعائه الذي يحاول أن يلصقه بحركة حماس الفلسطينية التي يمثل استمرارها وسيطرتها على قطاع غزة الشوكة العالقة في عنق إسرائيل بل إنه أعلن عن طريق الناطق العسكري له إن (من نشك فيه ننسفه)!.. فهل بات الدم رخيصاً لهذه الدرجة على من عليهم فعلاً حمايته وحقنه؟!..فأطفال سيناء أصبحوا نسخة ثانية مؤلمة من أطفال سوريا وكأن قاتلهم واحد بنفس الأداة ونفس الروح الغادرة المجرمة؟!.. بل هل باتت إسرائيل نفسها أحن على أهل سيناء من مصر؟!.. فالمصابون من جراء الحملات العسكرية السيسية يجرى نقلهم جواً إلى المستشفيات الإسرائيلية ليتلقوا العلاج مجاناً!..فأين ذهبت وطنية وأخلاق المصريين ليحاول السيسي اليوم أن يدفنها ويمحوها بحملته الكاذبة التي يدغدغ بها (عبيد البيادة) بأنها ضد الإرهاب، بينما الإرهاب الحقيقي هو بنفسه ومن يعمل لديه من جيش كان يفخر المصريون بامتلاكهم له بينما بات اليوم «شخشيخة» في يد السيسي يأمره بما يحلم به من دولة يطمس فيه الدين أولاً لأنه يعلم ان أهم ما يميز شعب مصر تدينه الفطري وأن الإسلام في مصر يعد منارة لا يمكن بطبيعة الحال أن يمثلها الأزهر اليوم بعد موقفه السلبي من إرهاب العسكر على المدنيين الأبرياء، ولذا يحاول السيسي أن يضيق على المصريين في ممارسة شعائرهم الدينية من خلال إغلاق المساجد وعدم إقامة صلوات الجماعة إلا في حدود مساحة معينة وعدم إقامة صلوات الجمعة في مساجد الميادين الكبرى بعد أن أحرق معظمها ولم يراع فيها روحاً مصابة ولا عظمة الأركان ولا أنها بيوت الله على الأرض، بينما في المقابل تجد الكنائس كل الاهتمام في تعميرها وصيانتها وحمايتها فهل يمكن أن يكون انقلاب السيسي من الأساس هو انقلاب على الإسلام في مصر قبل أن يكون انقلاباً على شرعية حاكم ودستور وبرلمان؟!..ما لكم كيف تحكمون؟!..علينا أن نثق تماماً بان السيسي هو أداة موجهة ناجحة حتى الآن في خداع بعض المصريين بأن كل دمويته العنصرية هذه ما هي إلا محاربة إرهاب ابتدعه هو أو ابتدعه من جعلوه معول هدم لمصر.. وتأكدوا بأن كل أحداث رابعة والنهضة وسيناء اليوم وضرباته القاتلة للمدنيين الأبرياء في ليبيا ستتسلسل في قائمة ستطول ولن تكون الحلبة الأخيرة التي سيمارس فيها السيسي دور البطولة التي جعلته يحكم دولة بحجم مصر!.. وعلى الذين مُسحت أدمغتهم بـ " أستيكة سيسية " أن يضعوا صور قتلى سوريا وقتلى مصر متجاورة ليتأكدوا بأن من قتل أهل وأطفال سوريا ولا يزال يقتلهم نسخة بشعة منه تمارس نفس القتل والتنكيل على أرضهم التي تخضبت بدماء شهداء وسكنتها بيوت مدمرة وباتت لها للأسف "خريطة طريق" بعد أن كانت مصر تساهم في رسم خريطة الطريق لغيرها لكنها ضلت ونسأل الله لها الهداية!فاصلة أخيرة:السيسي على خطى بشار.. ونعم التربية والله!

350

| 26 فبراير 2015

ما كان في الأول قد تحوّل

الجهاد في سبيل الله.. ربما تكون كلمات كان لها وقع كبير في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته وتابعيه أما الآن فحتى القتلة يظنون بأنهم يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الوطن والقضية التي يدافعون عنها وهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون لإرضاء نزواتهم المتعطشة للدماء والشيطان الذي يحرضهم على الإيمان بمعتقدات لم تكن يوماً ضمن منهج إسلامنا الوسطي المعتدل.. وأنا شخصياً ضد أن يقال اليوم لأي شخص يرفع السلاح بغض النظر عن أهدافه والقضية التي تشغله وتشغلنا معه أنه (مجاهد) فهذه الكلمة إنما تقال لمن لا يقتل بريئاً ولا يقطع شجرة ولا يهدم داراً ولا يحرق زرعاً فأين اليوم هؤلاء من صفة المجاهد الحق؟!.. ورغم أنني مع الثوار الذين يحاربون بشار وعصابته الدموية في سوريا لكنني لا يمكن الوقوف على تأكيد صفة المجاهدة فيهم لأن عملياتهم التي ينفذونها أيضاً قد يموت فيها من لا ناقة له ولا جمل وكل هذه العمليات تحدث في مناطق مأهولة بالسكان وليس في مناطق مهجورة منهم وكل أسفي هو على الذين يتساقطون كل يوم في سوريا مضرجين بالدماء أو مغمورين بالتراب والبيوت المدمرة أو المعذبين في سجون الطاغية بشار ولذا فإنني أدعو إلى تخفيف الوطء الإعلامي على هؤلاء الثوار من تمجيد ما يقومون قبل وأن نحصي خسائر الأرواح والممتلكات قبل أن نذكر المكاسب التي قد لا تتناسب مع حجم الخسارة بالفعل!.. وأعلم بأن حديثي هذا قد لا يعجب من يرون في المعارضة السورية المستقبل القادم إلى سوريا فخبرتي مع كل معارضة عربية ليست على وفاق معهم ولكني مع ثوار داخل الأرض السورية يقاتلون لأجل حرية سوريا وليسوا من الناس الذين يسكنون أبراج أميركا ويتنزهون بساحات لندن ويخرجون على الشاشات العربية يتبجحون بممانعتهم ورفضهم للنظام ويعلنون الجهاد من أبراجهم العاجية ويصنفون الشهداء ويتحدثون بأسماء الأبرياء ويتاجرون بدم المواطن ورزق الفقير وعوز المحتاج وغربة اللاجئ وبكرامة ووجود الوطن فهؤلاء أحق بأن يُقضى عليهم عند تحرير سوريا من بشار فهم أخطر منه وأكثر منه بشاعة وطمعاً في المال والسلطة وليكن اختيار الشعب الذي قُتل وسُحل وعُذِّب وشُرِّد هو الاختيار الذي يجب أن يعلو صوته بعد معارك الحرية التي يخوضها ويموّنها بدمه وروحه وآلاف من أطفاله الأبرياء الذين لم يرحمهم أحد للأسف ولذا لا تقولوا لأي قاتل أنه مجاهد مادام هناك دم برئ يُسفك دون ذنب..لا تقولوا له أنه مجاهد مادام هناك زرع يُحرق.. لا تروجوا لهذه الكلمة العظيمة وهناك بيوت تُدمر على رؤوس ساكنيها تحت كلمة يجب أن تكون لأي معركة ضريبة وضحايا!.. فالجهاد أكبر من أن نخالف شريعته ومقوماته وأعظم من أن تقال لمن يجهل معنى الجهاد في سبيل الله وأنا أقولها وأشهد الله على ما أقوله أن الحكومات العربية ساعدت كثيراً على طمس معاني الجهاد وزرعت ضبابية حول فقه الجهاد لأنها ألغت كل ذلك من مناهجها الدراسية فلم تعد غزوات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تؤخذ للعبرة وإنما في فكر هذه الحكومات باتت محرضة على العنف لهذا أضحت كل غزوة للنبي وصحبه وتابعيه مهملة في دروس الشريعة في مدارسنا العربية لكي لا تحيي معنى الجهاد المغلوط في فكر النشء عوضاً عن تدريسها وتوضيح معاني الجهاد الحقيقية فيها ومتى يكون الجهاد وسننه وشرائعه ومناسباته ووقته ولا أبالغ إذا قلت ان هذا التهميش في التعرض لركن كبير مثل الجهاد ومحاولة تنويره للعقول الشابة قد قام بفعل عكسي تماماً فباتت هذه العقول تتجه لجهات وأشخاص غير ثقة وغير مؤهلة لشرح الجهاد بصورته الإيمانية الحقيقية فنما نتيجة لذلك المفهوم المعوج لمعنى الجهاد فأصبح الكل مجاهدين وبات كل موت أحدهم استشهاداً رأى صاحبه محله في الجنة!..فهل يجوز كل ذلك في زمن سمى فيه حزب اللات حزباً إسلامياً ويوصف أفراده بالاستشهاديين وما يفعلونه في سوريا بجانب قوات بشار بالجهاد والثوار بالتكفيريين؟!.. أعتقد بأن ذلك الآن جائز وسط احتدام الألفاظ والأوصاف التي ترمى هنا وهناك.. فبعد أن وُصف السيسي قائد الانقلاب في مصر بالرسول وكتب أنصاره بجانب صورته (وهزم الأحزاب وحده) لم يعد هناك شيء مستغرب ولا مستنكر فهل لا يضحي اليوم القاتل مجاهداً والانتحاري استشهادياً؟!فاصلة أخيرة:" التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ".. نعم هي حدود الله.

439

| 25 فبراير 2015

قطر .. خط أحمر

لأن الكرامة احساس يُشترى والثبات موقف لا يتحلى به إلا الرجال والوقوف مع الحق شجاعة لا يبدو أن الكثيرين يمتلكون منها شيئاً فقد باتت قطر التي جعلت من كرامتها موقفاً ثابتاً مع الحق اليوم مستهدفة في رموزها الحاكمة وشعبها وأرضها وسياستها بل ونجاحاتها التي لا تخفيها غرابيلهم الممزقة !.. فقطر اليوم تتعرض لأشرس حملة إعلامية وسياسية في تاريخها ليس لخروجها عن سرب خليجي أو عربي كما يحب كارهوها أن يصفوا وقوفها على مبادئها بهذا الشكل وإنما لأن قطر وقفت منذ بداية الثورات العربية بجانب إرادة الشعوب ولم تغلّب أهواء الكراسي الحاكمة على ما يريده الشعب المنتفض رغم أنها لم تخرج عن منظومتها الخليجية أو العربية وستظل للأبد تفتخر بأنها جزء من هاتين المنظومتين لكنها بالتأكيد خرجت عن سرب الإمعة لتقف اليوم مستقلة الرأي وتحتفظ بحقها في الالتزام بما رأته صواباً وفي هذا موقفها الثابت من قضية الانقلاب على شرعية مصر والذي من أجله لاتزال ثائرة الإعلام المصري تواصل جنونها الذي وصل لدرجة محاولة النيل من رموز قطر وكرامتها واستفزاز الإعلام القطري ليرد بالمثل وهذا ما لن تقبله أخلاقنا المهنية في النزول لهذا المستوى الرخيص الذي تساهلت هذه المؤسسات الإعلامية في التعامل معه والانجراف فيه بعد أن رفضت قطر شراء بعضها بعد أن عرضت نفسها للشراء وإنقاذها من الإفلاس لكن رفضنا من الانحدار في هذه التجارة الإعلامية الهزيلة جعلنا اليوم مادة دسمة لاستمرارية بعض هذه القنوات والصحف للاسترزاق وهذا حقها لتعيش ! تابعت بكل فخر اللقاء الصحفي لسعادة وزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية في صحيفة الحياة والذي تجول فيه بين القضايا الخليجية والقضايا العربية وأخرى دولية ووقف كثيراً عند قضية مصر وماجرى بعد 30 يونيو 2013 في أن دعم قطر لجمهورية مصر لم يتوقف حتى بعد الانقلاب على شرعية الدكتور مرسي وأن حكم الإخوان لم تختره قطر وإنما كان اختيار الشعب المصري الذي احترمته قطر وجاء عن طريق صناديق الانتخابات في أول تجربة ديمقراطية حقيقية تمر بها مصر بعد 60 سنة من حكم العسكر فيها ووضح الدكتور خالد أن رؤية قطر التي تمتلكها هي أقوى من الأعيرة النارية التي يظن كثيرون أن الدوحة تحتاجها في سياستها وهي رؤية العام 2030 والتي تلزمنا لأجل تحقيقها أن نبتعد عن العاطفة في استثمار بعض أموالنا في الدول الخليجية القريبة أو في المنطقة العربية ككل وإنما يجب أن نتوسع خارج هاتين المنظومتين إلى دول أوروبا وامريكا فيما أوضح في السياق نفسه أن تعاون قطر مع تركيا سياسياً واقتصادياً هو الشئ الطبيعي باعتبار أن تركيا تعد تاسع أكبر اقتصاد في العالم وما أجمل عبارته التي قالها بحق قناة الجزيرة في نصيحة صغيرة وجهها لمن يرفض توجه الجزيرة الإعلامي بقوله ( من لا تعجبه قناة الجزيرة فهو ليس مجبوراً على مطالعتها وله أن يغير لقناة أخرى ولا ينتظر الطلقة الآتية إليه )! .. وهذا ليس حلاً سحرياً قدمه الدكتور خالد العطية لكنه الشيء الطبيعي الذي لا يريد لكثيرين ممن يسبون الجزيرة أن يفعلوه ويكسبوا راحة بالهم وأقلامهم وسيئات لسانهم !وفي الأخير.. نعيش في دولة حرة تتيح لنا أن نقول من منابرنا إن المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر قريباً لدعم مصر والخروج به بمليارات الدولارات لا يمكن لأحدنا أن يتصور أن الدعم يمكن أن يكون لخزائن الانقلاب خصوصاً بعد التسريبات الخطيرة للسيسي ووصفه لنا بأنصاف دول واستفادة أعضاء حكومته وفئات من الجيش من كل الدعم المالي وهذا ما كان يجب أن نتوقف أمامه خليجياً ولا يمر مرور الكرام وإن كان لنا من المشاركة فيه فليكن على أقل مستوى تمثيل فنحن وإن كنا نساعد الشعب المصري إلا إننا نحترم كرامتنا كثيراً ويجب ألا نقلل من الهجمات الإعلامية ضدنا رغم علمنا بأنها موجهة من حكومة الانقلاب كما ان بعض أنصاف الدول التي تدعم السيسي تقف أيضاً وراءها وهذا يجعلنا أكثر ترفعاً وأكبر بكل تواضع !. فاصلة أخيرة:كرامتنا هي قطر .. لذا هي خط أحمر !

1169

| 24 فبراير 2015

الكساسبة وأهل رابعة

هاج العالم وماج بعد أن أحرق تنظيم الدولة الإسلامية الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً وحوّله في لحظة إلى رماد!.. ولا أريد بهذه البداية أن يظن القارئ أنني أنتقد هذا الاستنكار العالمي للمشاهد المؤلمة لعملية حرق الطيار الأردني، الذي على ما يبدو أن مخرجها قد درس فن الإخراج في هوليوود أو بوليوود لتخرج لنا بهذه الحِرفية التي لم تتبعها داعش في أي لقطات تصوير لمشاهد الإعدام التي تنفذها في ضحايا تختطفهم، وتفشل المفاوضات مع حكوماتهم في إطلاق سراحهم، بل على العكس فربما كنت من أكثر المغردين في تويتر الذين ساءتهم هذه المشاهد التي لم أجرؤ على رؤيتها حية أمامي، وإنما نقلها لي من أثق بحديثه وشهادته وتقديره لما رأى وشاهد، حيث إنني لا أملك ذلك القلب الذي يتحمل رغم قدرته على التحمل، ولكني عجبت من انهيار إنسانية ورحمة العالم أمام مشهد حرق هذا الطيار، الذي أتقدم إلى أهله وعشيرته من منبري هذا بأخلص شعور التعازي لفقدانهم ابنهم بهذه الصورة البشعة، ولم تهتز هذه الإنسانية البشعة أمام مشاهد حرق أهل رابعة والنهضة في مصر، والجثث التي تفحمت على مرأى من كاميرات القنوات العربية والغربية، ومع هذا استطاع إعلام حكومة الانقلاب في مصر أن يضلل العالم بأن ما كان هو دفاع عن أمن البلاد وأمانها!.. عجبت كيف كانت الأصوات بالأمس تتعالى في المنطقة العربية بعد حرق داعش الإرهابية للطيار الذي مازلنا نسبق هذه الصفة له، قبل أن نذكر اسمه في إشارة إلى أنه أيضاً كان مشاركاً في قوات التحالف الدولي، التي تكونت للقضاء على خلايا داعش في سوريا وأن (الورود) التي كان يسقطها من طائرته المقاتلة كانت أيضاً تقتل أبرياء في سوريا من أطفال ونساء وشباب وعجائز، ناهيكم عن أن ما تحمله هذه الطائرات هي أيضاً من مواد حارقة مثل الفوسفور الأبيض، لكن التعتيم الإعلامي العربي يجبرنا اليوم على أن نذكر معاذ الكساسبة على أنه ذهب ضحية بريئة أمام وحشية الدواعش، دون الدخول في عمق ما ينكر عليه هذه الصفة الآن، وقد صار بين يدي الله يشمله برحمته وعفوه بإذنه، ولم نسمع لهذه الأصوات حساً وقواتُ السيسي في مصر تقلب ميداني الرابعة والنهضة، قبل أن يكمل المرابطون فيهما صلاة الفجر، إلى محرقة نازية بشعة تحول فيها المصلون إلى جثث متيبسة سوداء، ومع هذا أنكر من أنكر فكان صوته الصوت الأضعف وسط صيحات التبجيل لإرهابية هذا الفعل، الذي لم يقل وحشية عما تفعله داعش الآن، ومثله ما يجري لأهل سوريا الذين يمارس في حقهم اليوم أكبر عملية تعتيم لحالات القتل التي يموتون فيها؛ ما بين حرق بكيماوي، وقنص برصاص، وتفجير بصاروخ، وموت باختناق تحت الردم، وقتل بجوع، وبرد وتشريد، فأين هذا العالم من المآسي هذه، إن كان ادعى بالأمس إنسانيته، وأفتى بتحريم الحرق لأن من يعذب بالنار هو رب النار وحده، ونحن نوافقهم في هذه الفتوى؟!.. أين كان شيوخ الدين الأجلاء من مظاهر الحرق التي تعرض لها مسلمو مصر وسوريا وبورما ومالي وإفريقيا الوسطى، ليفتوا بما أفتَوا به بالأمس، في قصة معاذ الكساسبة رحمه الله، رغم أني لا أتعمد أن أقارن، ولكن أليس هذا مثل ذاك، وتلك الآلام تشبه أخواتها؟!.. فإن كان الكساسبة طياراً لم تنأَ أرواح أبرياء عزل عن قذائف طائرته في عمق سوريا، فإن أبرياء رابعة والنهضة كانواً سجَّداً رُكّعاً غير مسلحين أيضاً، ومع هذا فقد جرفتهم الآليات السيسية، وأحرقهم رصاص غدر الداخلية والجيش، الذي ترك حدوده ليتشكل فيها العدو الخارجي الوهمي لمصر دخل لعمق البلاد، ليقتل من كانوا في الميادين يحيون ليالي رمضان بالدعاء والقيام وتلاوة القرآن.. فلم هذه الازدواجية في المشاعر وتناقض ردود الأفعال، رغم عظم المصيبة وتشابهها، ولم علت أصوات شيوخ الدين أمس وهي المكتومة المخنوقة منذ أحداث رابعة، وإلى ما يجري ولا يزال في سوريا ولمسلمي العالم؟!.. وأعيد وأكرر أن المسألة ليست مقارنة في أفضلية ردود الفعل على جرائم ترتكب في حق مسلمين وعرب مثلنا، لكننا نأسف أن تخرج فتاوى معلبة بأمر من ولي أمر، هو من يحدد مناسبتها ووقتها والمتحدثون لها للأسف!.. لذا من شعر بالأسف على معاذ مثلي، فليتذكر أن هناك من مات حرقاً في مصر وسوريا ولم يجد من يأسف له.. ببساطة لقي معاذ بواكيَ له، ولم يجد غيره من يبكيهم!.. حتى المشاعر تسيست!فاصلة أخيرة:كل ما أراه أن الأردن بات في مأزق كبير بعد حادثة معاذ الكساسبة، وأن إعدام العراقية (ساجدة الريشاوي) بعد ساعات من مقتل معاذ لن يعيد ثقة ضاعت، ولا سيخفف من غضب الرأي العام الذي رأى في مماطلة الحكومة، وسيلة مساعدة صديقة لإنهاء حياة معاذ رحمه الله!.

6988

| 05 فبراير 2015

مصر .. تاني وتالت

يسألني كثيرون إن كنت سأغير موقفي أو سأجعله أكثر مرونة مستقبلاً من قضية مصر الواقعة حالياً تحت حكم انقلابي مكتمل الصفات ورغم التغيرات السياسية التي قد تفرض مستقبلاً وتجعل من حكومة السيسي حكومة صديقة ويتم التعاطي معها كأي حكومة شرعية ولم أحتفظ بكثير من الوقت لأجيب : (سيظل موقفي هذا بإذن الله ما حييت .. هذه قناعتي الشخصية ولا يملك أحد تغييرها في داخلي سواي وسأبقى أصر على أن في مصر انقلاباً وما حدث هو تعد صارخ على شرعية جاءت عبر صناديق انتخابات حرة لم يفز بها مرسي بنسبة 99% كما هو حال حكومة الانقلاب اليوم في مصر وما اختاره الشعب كان يجب أن يظل سواء كانت الحكومة إخوان أو غيرهم) ولذا لا أريد أن يبقى هذا السؤال يلاحقني في كل مكان أجد نفسي مضطرة لإعادة ما كتب أعلاه الآن !.. فنحن ندافع عن مصر وكرامة مصر وأحرار مصر وحقوق المصريين ولا نبحث عن محاسن الانقلاب فيها التي لا تبدو أنها قادرة على إثبات نفسها وسط كل الأحداث المؤسفة الني نسمع عنها ووسط كل هذه الدماء المصرية البريئة التي لا يزال قاتلها مجهولاً بحسب تحقيقات القضاء الذي لا أعده نزيهاً بأي حال من الأحوال كما إننا لا ندافع عن فصيلة معينة في مصر وإنما لكل حر مصري لا يزال يخرج في الشوارع منادياً بصوته المسروق وحقوقه المسلوبة وقوته اليومي .. هذا موقف من يعارض اليوم ما يحدث في بلد كنا كلنا نعتبرها حاضنة العرب ومن حقنا أن تعود لنا مصر بكل عافيتها وسلامة أراضيها التي تتعرض اليوم لأبشع قرصنة من عدو يحاول الإعلام المصري اليوم تصويره على أنه خارجي يحاول النيل من كرامة هذا البلد وهو في الحقيقة عدو يربو في مصر نفسها وإن من اختلقه هو الانقلاب نفسه وهذا لا يحتاج لمن يتذاكى ليكتشف أن عدو مصر هو مصر نفسها التي تتمثل اليوم في من يقودها ويسن فيها القوانين ويحاول كسب اعتراف كامل به كما أن ما يجري في سيناء يمثل ما نقوله الآن لأننا عرفنا دائماً وابداً إسرائيل هي العدو الذي يرابط بكل خبث وطمع على حدود سيناء فكيف يكون اليوم لمصر عدو غير إسرائيل؟!.. كيف يكون اليوم هناك من يقتل أهل وجنود مصر غير من يهمه أن تتشكل لدى الناس أفكار معادية ضد الإخوان ومن يرفض الانقلاب عموماً؟!.. من يهمه فعلاً أن يصدق بأن سيناء عدوها إخواني أو من جارتها غزة وتحديداً من حماس ومن كتائب القسام التي ناضلت يوماً لاسترداد كرامة العرب وصدت عدواً بدباباته وأسلحته ورصاصه مثل إسرائيل في العدوان الأخير على غزة الصابرة؟!..لم كان الانقلاب ينتظر هذا الهجوم على سيناء والعريش ليعلن تصنيفه لجماعة القسام على أنها جماعة إرهابية ولم يجرؤ يوماً وهو يرى غزة ترزح تحت التفجيران والنيران الإسرائيلية على وصف إسرائيل بالإرهاب ؟!.. ولذا يجب أن يعرف المواطن المصري عدوه جيداً قبل أن يضلله الإعلام المفبرك الذي يناضل اليوم لجمع أكبر شعبية حوله وبالتالي يحصل الانقلاب على نسبة أكثر من مؤيديه الذي يأتي في معظمهم من أهل الفن والدين المعلب للأسف!.. يجب أن يعرف المواطن المصري البسيط أن الذي يحاربه في قوت يومه ليس حزب ولا فرد ولا جماعة ولا مذهب وإنما استسلامه لصوت الظلم ليحكمه وتسليمه نفسه لسوط النهب ليسلبه حقه وحق أهله وبيته .. وأنا شخصياً موقنة بأن كرامة المواطن المصري يوماً ستدفعه لأن يستردها في يوم مشمس حر سيهتف فيها هذا المواطن أنا حر وحرية بلادي تعني حرية يدي وفكري ..هذا موقفي لمن سأل عنه .. لا تسألوا ثانية فأنا لست ممن يؤمنون بأن في الإعادة إفادة ولكني يمكن أن أضيف شيئاً لتكون لي الإعادة استزادة ! فاصلة أخيرة:مصر .. بربك عودي فأنا العربية المشتاقة لك !

2311

| 04 فبراير 2015

بدعة باتت عيداً

للأسف أن يوم الرابع عشر من فبراير الجاري وهو المسمى بـ (عيد الحب) أو يوم الفالنتاين الذي تتزين فيه محلات الهدايا لدينا وبهو فنادقنا وربما منازلنا باللون الأحمر يقترب وهو يرمز وبنظرة هؤلاء السطحية إلى تجسيد (حب العشاق) الذين تعددت مناسباتهم وقلوبهم أيضاً فأصبح لكل حبيب ألف حبيبة وبات لكل حبيبة ألف عشيق!.تفاهة تتكرر سنوياً دون أن يشعر أحد منا بأن هذا (اليوم) يمكن أن يكون في يوم من الأيام وبالاً لا يحمد عقباه والمصيبة إن كثيراً من أنصاره يتفنن في ابتكار أشكال جديدة له ونحن نجد أنفسنا في مشهد المتفرج السعيد الذي يرى أمامه أشباه عشاق يعيشون قصص حب هشة إلا من رحم ربي ويتبادلون هدايا مفعمة باللون الأحمر الذي هو في الحقيقة لون الآلاف من قتلى سوريا الذين يسقطون يومياً في الطرقات وتحت الأسقف المدمرة بفعل القصف الغادر الذي يطول الصغير والكبير والشجر والثمر..تفاهة تعيد فصولها العقيمة بيننا ونحن لا نملك سوى التسليم بها حتى أصبحت عادة ولدى الكثيرين عيداً يلقى أماكنه البعيدة عن الأنظار للقيام بطقوسه التي تنتهي عادة إلى غرف سرية آثمة!..فهل يعقل اننا في الوقت الذي ندفع فيه أثماناً باهظة لما يسمى (بربيعنا العربي) يأتي بيننا من يلعب بدمائهم ويحيله دببة وزهوراً وقلوباً واهات وتأوهات؟!..من سمح لهؤلاء بأن يحيوا هذه البدعة بيننا كل عام وسط زحف غريب من مناسبات أخرى مثل الهالوين والأم والميلاد وغيرها ممن أصبحت أعياداً لدينا للأسف وهي في الحقيقة تدخلات غربية في عمق ديننا وتقاليدنا وثقافتنا؟!..من ذاك الذي يعتبر كل هذا حرية شخصية بينما في الحقيقة هي نبت شيطاني يتعدى على حرياتنا في أن نحيا مسلمين ونموت ونحن على يقين بأن الله لم يشرع لنا سوى عيدين في حياتنا وما عدا ذلك هو مستخلق من أرحام وعقول باغية مضللة؟..فليس من حق هذا أو ذاك أن يعلم أخي الصغير أن يحضر معه ثمرة قرع ضخمة في الصباح ليحفرها بيديه ويحشوها شموعاً ويعيش لحظة مخيفة في ظلام دامس؟!..من أعطى الحق لمثل هذه المدارس أن يجروا أبناءنا لحظائرهم القائمة على غير ما أمرنا به الشرع والعرف؟!.. لذا فقد بتنا بحاجة أكبر لأن نزرع في صفوف هؤلاء الأبناء معنى أن يكون لنا عيدان فقط ولا ثالث لهما ونغرس في عقولهم بأن كل ما يجري بيننا هو بدع دخيلة لا يقوم بها سوى صغار العقول ممن يفتحون ألف باب للثقافة الأجنبية من الدخول ويضعون ألف مانع لتعاليم ديننا من أن تجد مكانها المشروع في عقولنا وقلوبنا وكتبنا الدراسية ولاشك ان القرار الأخير بتعديل مناهج التربية الإسلامية من صفوف الحضانة حتى المرحلة الثانوية الذي تم الإعلان عنه مؤخراً هو خير قرار والأهم أن تكون كيفية وآلية هذا (التعديل) متوافقة مع تعاليم ديننا السمح الذي لم ينكر يوماً حريات الديانات الأخرى بشرط ألا تتعدى على حريته التي منحها لنا كمسلمين وأوجبها علينا في أن يكون لنا عيدان لا أكثر ممن ابتلينا بها وبتنا نحتفل بطقوسها أكثر من أصحابهم أنفسهم!..نريد تربية إسلامية صحيحة لا تغذي التشدد لكنها تحذر من التهاون وتقف عند تعاليم قرآننا العظيم وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام على أنهما منهاجنا ومنهجنا طرقنا وطريقنا وإن كل الثقافات المكتسبة هي مجرد معرفة لا يمكن اتباعها ولكن يمكن معرفتها فقط وأخذ حسناتها ونبذ سيئاتها.. كونوا على قدر ثقتنا بكم وكونوا على قدر الكراسي التي تحمل أثقالكم وتئن منها آملة أن تجد بينها ثقلاً يكون أهلاً لها تحمله ويحملها!..أرجوكم.. اعيدوا القرع لوطنه ولا تكرهونا في الورود الحمراء التي نتبادلها للتحايا والهدايا كما ان (حلوة اللبن) هي عيد كل يوم ولا يمكن أن يكون لها يوم فنخصصه عيداً يجعلني أخفي حبي وهديتي وأختزل وقتي حينها لأخبرها كم أحبها..إنها أمي!فاصلة أخيرة:رغم مرور أيام عن (عيد الحب) لكنني لست من الذين تمر المناسبة عليهم فتصبح ذكرى..أعيدها عليكم ولكن بالحركة البطيئة فقد جرت العادة إن في الإعادة نرى الأخطاء جيداً!

428

| 03 فبراير 2015

(س) من الأسئلة

سوريـا.. فلسطين القادمة حديثاً! سوريـا.. ويا لحرقة قلوبنا عليك!يا لقلوبنا التي تزداد دقة مع سقوط جسد سوري بريء!يا لآلامنا التي تتضاعف مع كل مجزرة تنهش في العضد السوري فتتركه هشاً لين المراس فقير الغراس! هل ثورتك ثورة أم هي حرب إبادة؟!هل ثورتك سلمية أم تصفية حسابات قديمة؟!من الذي يقف وراء دمائك المهدورة وكرامتك المنثورة؟!من قتل فيك الطفل فذبح قلب أمه، ومن اغتال منك الأب فحرم قلب ولده؟!من الذي يختبئ في الأزقة فيصطاد الرواح كما تصطاد الأفاعي فرائسها؟!من الذي يقف بين غضب الشعب وعناد الحكومة فيقتل منك ضحكة أطفالك وصلابة آبائك وحنان أمهاتك؟!كيف تحولت أرضك إلى أتون ملتهب وبركان غضب كلما لقمته يد الغدر دماً ازداد غضبه فزمجر وأزبد؟!هل أصبح بشار الأسد بالفعل نشاراً للجسد؟! هل بات مجنوناً ليقتل شعبه بهذه الوحشية، أم أن هناك من يقتل ويسجل الفاتورة على حسابه؟!هل بات مخبولاً ليستنزف أرواح السوريين ويقايضها بكرسيه؟!هل صار (مهبولاً) فأوعز لمعاونيه اقتلوهم ولا تبقوا لهم أثرا؟!هل كان يدبر قواته لإرجاع الجولان أم للتنكيل بالأرواح؟!من الذي يقتل سوريا يا عالم؟!من الذي يهين كرامة الأرض السورية ويزهق أنفاسها ويدوس بقدمه على عنقها متباهياً بأنه الأقوى والأقدر؟!(أيحسب ألن يقدر عليه أحد)؟!نعم هل يحسب أحدهم أن لن يقدر عليه أحد يسلطه الله فيكون أقوى وأقدر منه على محوه وسحقه ومحقه؟!هل يحسب بشار وزبانيته –إن كان لهم دور في مجازر الشعب- أنهم يستطيعون الإفلات من عقوبات جرائمهم وعواقب أفعالهم؟!هل يحسبون أن الدم أغلى من الأرض أم أن الأرض تستغني عن ساكنيها؟!فاللهم إن كان لبشار الأسد يداً فيما يجري من مجازر وقتل وتدمير وتشريد فرد كيده إلى نحره وشل يده وزعزع سلطانه وزلزل بنيانه وانزع ملكه وشتت جمعه وفرق جيشه وامحُ أثره واجعل مصيبته في نفسه وأهله وماله، وإن كان بريئاً منها، فاللهم أظهر الحق عاجلاً غير آجل واكشف عصابات القتل والهلاك وانصر شعب سوريا وثبت أقدامهم وتوفى ميتهم شهيداً واشفِ جريحهم وصبِّر قلوبهم وزدهم ثباتاً على الحق وقوة على الباطل واستمع لدعواتهم ثم استجب ثم استجب ثم استجب ..اللهم آمين. فاصلة أخيرة:سوريا .. الوجع الذي لن يبرأ منه العرب حتى يتبرأوا من إثمه!

648

| 02 فبراير 2015

شتاء مصر (الدافئ)!

مصر إلى أين؟! ربما يبدو لي التساؤل الكبير هو أقوى سؤال يمكن أن يطرحه عاقل عوضاً عن العبارات الحالمة والفارغة من الإحساس بالواقع المصري التي تسوقها القنوات الفضائية المصرية والعربية (السيسية) التي تعيش حالة من التغييب الإعلامي الصادق بأن مصر بالفعل تسير في طريق مجهول لا يعرف أحد نهايته وإن كل ما تمر به الآن إرهاصات قوية لمستقبل لا يليق بالمحروسة أن تعيشه ولذا يكبر السؤال وهو مصر إلى أين؟! وإلى أين يريد العسكر أن يصلوا بمصر بعد الانقلاب الغاشم الذي قلبوا فيه الطاولة الانتخابية ورموا صناديق الاقتراع الشعبية جانبا وليعود زمن العسكر بوجهه البشع بعد سنة من إقصائه فقط؟! ولا أخفيكم فأنا ومنذ الانقلاب في الثالث من شهر يوليو الماضي أعيش حزناً على مصر لاعتقادي القديم بأن ثورة 25 يناير 2011 هي الثورة الحقيقية التي أسقطت عقود الذل والمهانة والتقهقر السياسي والاقتصادي الذي عاشته مصر في سنوات حكم مبارك الذي على ما يبدو لم ينته ويشتم كثيرون الرائحة (المباركية) التي واكبت الانقلاب العسكري ولا تزال رموزه تقتل في شعب مصر ومن أنصار الشرعية التي عزلوا رأسها المتمثل في الدكتور محمد مرسي وباقي قيادات حزبه القابعين خلف القضبان بتهم أقل ما يقال عنها إنها تافهة وملفقة وتثير ضحكاً رغم الجدية التي تسير عليها محاكمتهم.. فمن الذي يمكن أن ينكر بأن نظام مبارك لم يعد الآن وما يجري منذ الانقلاب الذي قاده عبدالفتاح السيسي حتى هذه اللحظة يؤكد أن حكم مبارك قد عاد ولكن بوجوه أكثر بشاعة ودموية وبقلوب لا ترحم صغيراً ولا كبيراً ولا امرأة ولا شيخاً ولعل حادثتي فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة هي ورقة التوت التي كشفت عورة حكومة الانقلاب القبيحة المتعطشة للدماء ولكن أي دماء؟! دماء شعب اعتصم بسلمية ونادى برئيسه وصوته المخطوف من قعر صندوق الانتخاب الذي اختار فيه اسم من يحكمه واليوم يأتي السيسي وبعد مجازر رابعة والنهضة ورمسيس وحرق المساجد والجثث والاعتقالات ليضع يده الغارقة في دماء طاهرة ويقسم "والله العظيم أن شرف حماية الإرادة المصرية أشرف لي من حكم مصر"!.أي قسم بالله تردده وتكرره والله بريء مما تقوله وتحلف به؟! من الذي أعطاك الحق لتقتل ثم تتكلم عن الإرادة الشعبية التي لم تجرؤ على اختبارها في الواقع وتلقي كلمتك في أحد ميادين القاهرة لترى فعلاً إن كنت تحمي الإرادة الشعبية المصرية أم تحمي مصالح داخلية وخارجية خليجية وأمريكية؟! نعم لماذا لم تفعل وتخرج للشعب وتقول ما قلته لتتأكد من الشعب الذي تحمي مصالحه سيقابلك بنفس الوطنية التي تعيش أوزارها حتى آخر عمرك بدلاً من إلقاء الكلمة وكأنه درس خصوصي بين قائد القوات المسلحة وتلاميذه يعلمهم فيه كيف يضللون الناس البسطاء وكيف يتلقفون كاميرات وميكروفونات قنوات البلاد الرسمية لتزيد التطبيل لكم وتعمل ما هو أشد وهو المتاجرة بمستقبل مصر في عقول وأرزاق هؤلاء الناس؟! ألم تفز بنسبة 97% في الانتخابات الرئاسية فلم كل هذا الخوف من 3% من الشعب المعارض لك إن كان الباقي يهتف بحياتك؟! والمسألة لم تعد مسألة مرسي في عودته أو حبسه ونفيه وسجنه لا لا القضية بات فيها دم لن يجف وثأرات لن تبرد وشباب وفتيات مثل الورد قتلهم من عليه أن يحميهم وسفك دمائهم من يجب أن يحفظها بعد الله لذا لا يمكن للسيسي ونظامه أن يعتقد بأن الحديث الآن يجب أن ينتقل بقدرتهم الآيلة للسقوط إلى الحوار والنقاش والجلوس للتوصل إلى حلول لما تسميها حكومة الانقلاب بـ (الأزمة)!. وهي والله ليست أزمة بل زلزال لم يجعل من الغفير وزيراً فحسب بل جمع الانقلابيين وجعلهم في سدة الحكم عليها وعزل من جاء عبر صندوق الاقتراع في أول تجربة ديمقراطية يعيشها المصريون بعد سقوط نظام مبارك ويصبح لمصر العظيمة (خريطة طريق) يساعد في كل هذه المطبلون الإعلاميون على قنواتهم الحكومية والخاصة وكأنهم يتبادلون أدواراً تهريجية المطلوب منها هو تبرير القتل والإبادة التي يتعرض لها أنصار الرئيس مرسي التي بدأت في مجزرتي رابعة والنهضة ومروراً بمجزرة رمسيس ولن تنتهي بالقتل الجماعي للمعتقلين منهم في سجن أبو زعبل وأن كل هذه الدماء سالت قضاءً وقدراً وأن أصحابها وقفوا أمام الرصاص الذي خرج متنزهاً لولا اصطدامه غير المقصود بأجساد هؤلاء الأبرياء!. فحرام عليكم ما تفعلون وحرام عليكم ما أنتم ماضون في عمله دون أن تشعروا حتى بالرحمة لأهالي الشهداء الذي يشتكي الكثيرون منهم أنهم حتى الآن لم يجدوا جثث أبنائهم (المتفحمة) التي صادرتموها إلى جهات غير معلومة!. فهل كان كل ما حدث يستحق فعلاً ما أقسم السيسي عليه وصفق له أنصاره رغم معرفته بأن كل ما قاله لا يغدو سوى تسويقاً إعلامياً أراد به السيسي أن يبرر ما يحدث الآن في الذكرى الرابعة لثورة يناير المجيدة وتلهفهم لكراسي حاكمة ستسقط كما سيسقط الانقلاب يوماً وأن يثبت (أسلمته) من خلال تكراره ليمين مغلظ أثبت فيه أمره تعالى في قوله (ولا تطع كل حلاف مهين)؟! لكِ الله يا مصر بعد أن كنت أقولها لسوريا!فاصلة أخيرة:حرية مصر ضريبة يجب أن تُدفع!

1218

| 28 يناير 2015

لا تقتلوا عروس يناير

زمان.. حينما كان يمر تاريخ 25 يناير، لم نكن نشعر بأن هذا التاريخ سيمثل لنا يوماً منعطفاً خطيراً في تاريخ مصر وفي تاريخ الأمة العربية ككل، وربما فكر أكثرنا أنه يوم يقترب من يوم استحقاق الرواتب الشهرية، لكنه اليوم يمثل لنا العزة التي سطرت تاريخ المحروسة بحروف من نور، يحاول انقلابيون ومغرر بهم أن يحولوها إلى ثورة أنهت حكم مبارك وانتهت!.. هكذا بكل بساطة، وكأن كل ما عقب هذه الثورة هو مجرد لواحق غير مهمة لأحداث ذهب فيها أغلى شباب مصر، رغم كل الدماء التي سالت ولا تزال تسيل على جنبات طرق مصر!.. وبالأمس كانت الذكرى الرابعة لثورة لم تنته بعد!.. لثورة أسقطت مبارك ورموز نظامه في عام 2011 لكنها أعادته عام 2015 مع رفقاء السوء معه، على شكل انقلاب على شرعية الصناديق الانتخابية التي أتت بمرسي رئيساً لمصر، وعلى إثرها يقود السيسي اليوم شعباً ثار منه بالأمس هاتفاً (كما كان يناير 2011 هو البداية ليكون السيسي حاكماً فإن يناير 2015 بإذن الله سيكون البداية لإسقاط نظام قام على باطل ويجب أن يسقط بالحق)! ولذا فإن تحية عبدالفتاح السيسي لثوار يناير 2011 تحية ممزوجة بالفخر، لأنهم بطريقة ما أوصلوه إلى ما نراه اليوم كرئيس للمحروسة، لكنه يحاول بشتى الطرق أن يقضي على ثورة يناير 2015، لأنها ثورة تهدف لإسقاطه وبالتالي إسقاط نظام مبارك الذي خرج بريئاً من كل جرائمه!! ومازلنا حتى هذه اللحظة نشهد قتل الأمن لأحرار مصر وحرائرها، بل إن الأمر تعدى ليكون من بين القتلى أطفال لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم!.. وعليه فإن تاريخ الأمس يجب ألا يمر مرور الكرام على المصريين وعلى العرب جميعاً، فإن لديهم قضية لم تغلق ملفاتها بعد، وهناك شعب يقتل رغم المظاهرات السلمية التي ينادي بها من كل محافظة في مصر، ولعل الأمس كان شاهداً على أن هناك من الشعب من لا يزال يؤمن بأن (يناير) يجب ألا يطوى قبل أن يسترد هيبته، التي جعلت ميدان التحرير آنذاك منارة الثورات، وظن العالم أن المصريين عليهم أن يرتاحوا اليوم من حكم العسكر ومن جبروت العسكر ومن طغيان العسكر، وأن مكانهم الوحيد في الثكنات وعلى الحدود وحماية البلاد والعباد، وليس ما انقلب على الشعب اليوم من حاضر يجب أن يتغير في مصر وبيد المصريين وحدهم! مصر يجب أن تعود لكنها العودة الأغلى في تاريخها.. العودة التي يجب أن تكون حاضنة فيها لكل العرب ليتقبلها كل العرب أيضاً، ومع الأحداث المؤسفة التي نراها كل يوم من هدر للدم المصري، لا يمكن أن يتقبل أكثرنا أن تستمر حكومة السيسي بسياسة القمع والبطش والاعتقالات، التي باتت اللغة السائدة في تعامل الأمن مع المتظاهرين، وتكدس المئات في الزنازين للأسف دون مراعاة لصغير أو كبير، ولعل هذا ما نوهت به واشنطن في تعليقها على ما جرى في الذكرى الرابعة لثورة يناير في مصر، حينما ذكر الناطق الرسمي للبيت الأبيض أن قوات الأمن المصرية تتعامل بقمع مع المتظاهرين وأنها تراقب بقلق ما يجري هناك، وتتابع التقارير التي تصدرها منظمات حقوق الإنسان، حول الحصيلة المتتالية لقتلى مظاهرات يناير في مصر تحديداً، رغم أننا لا نحتاج لواشنطن أو غيرها لتؤكد لنا أن السيسي يمارس سياسة قمعية دموية بحق رافضي الانقلاب، وأن ترنح القضاء منذ الانقلاب زاد في الميلان والاعوجاج، وهذا بفضل ما تبثه التسريبات المعيبة والخطيرة لمكتب السيسي، مما يؤكد حجم المؤامرات التي تحاك مع القضاء لتبرئة من يريدونه واتهام من يريدون له أن يبقى مسجوناً أو حتى أن يحكم عليه بالإعدام أيضاً، لكني على ثقة بأن هذا الانقلاب إلى زوال إن شاء الله، وأن كلمة الحق وإن طال وقت إطلاقها ستنطلق وتشق عنان الباطل.. المصريون وحدهم يستطيعون أن يطلقوا حناجرهم بها.. وإنّا لمنتظرون! فاصلة أخيرة:مصر.. حروف الإصرار من اسمك ونحن نعلم انك مصرة على حريتك فلا تتأخري علينا!

1152

| 27 يناير 2015

مقال يجب أن يقال!

يقال والعهدة على الراوي الذي لا يبدو أنه صاحب نية طيبة أن هناك مبادرة خليجية في الطريق لحل أزمة اليمن!.. فالبيان الختامي الذي خرج به الوزاري الخليجي الذي عقد بشأن اليمن مؤخراً ذكر بأن أمان اليمن هو مطلب خليجي قبل أن يكون ضرورة يجب أن تتحقق ليس لليمن فقط وإنما للمنظومة الخليجية ككل باعتبار أن هذا البلد يعد البوابة الجنوبية للخليج وما يجري فيه سيؤثر لا محالة على دول الخليج بالتأكيد وهذا ما يجب أن يلتفت له من يهمه فعلاً أن تنعم شبه الجزيرة العربية بالأمان والأمن المطلوبين، ولكني فوجئت على الصعيد الشخصي بأن هذا البيان قد افتقر لبند يكاد يكون هو الأهم وهو المطلوب وهو طرد المحتل الحوثي من الأرض اليمنية أو دحره للأجزاء التي كانوا يتمركزون بها قبل أن يفرضوا سيطرتهم الكاملة على اليمن ويسقطوا حكماً شرعياً كان يمثله هادي والذي لا يمكن أن يكون بريئاً أيضاً من اللعبة السياسية المعقدة التي تجري في بلاده ومع هذا فإننا متخوفون من أي مبادرة خليجية قادمة لا تتضمن شروطاً وبنوداً لصالح شعب اليمن وليس حكومته التي باتت حكومة أشباح بعد أن سقطت وتدخل في تشكيلها وتنويعها وإسقاطها أكثر من يد آثمة.. فالمبادرة الأولى التي خرجت منها قطر وخرج منها المخلوع علي عبدالله صالح آمناً على نفسه وثرواته وأهله ومن أي ملاحقة قضائية أو قانونية تجعله في يوم من الأيام مقبوضاً عليه ومطالباً بإعادة ثروات هذا البلد المهزوز اقتصادياً وساهم صالح في انهياره بلاشك كانت مبادرة ثبتت أقدام الرئيس المخلوع لليمن ومكنته من بسط سيطرته المستقاة من كونه رئيس حزب المؤتمر العام وهو الحزب الأكبر والأقوى بين أحزاب اليمن السياسية بالإضافة إلى الهيمنة القبلية التي يقودها صالح وقادته بالتالي إلى ما فضحته التسريبات من تعاونه مع المحتل الحوثي وتسييره للسياسة المدمرة التي أودت باليمن إلى ما نراه اليوم للأسف.. فهل نحن بحاجة لمبادرة خليجية جديدة أم وقفة رسمية من حكومات الخليج أمام إيران أولاً التي تغذي المد الحوثي في اليمن لإيقاف تدخلاتها السافرة في بلد عربي سني تغذيه بالتشيع ونشر الأفكار التي لم يأت بها الله من سلطان؟!..هل نحن بحاجة لمن يثبت التواجد الحوثي في اليمن ولا ينتقد — مجرد إشارة — لدور الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في كل الأحداث المأساوية التي تجري في هذا البلد المستباح تماماً للأطماع الحوثية — الإيرانية البغيضة؟!.. هل نحن على استعداد لتقديم مبادرة لا تقوم على إعادة الأمور لنصابها أولاً وإن كانت هذه الأمور تشكو التخبط والفساد منذ البداية؟!.. ثم ما هو شكل هذه المبادرة التي وصل لدينا علم بأنها تحمل أفكاراً سعودية- عمانية مشتركة لكنها ستقدم تحت مظلة التعاون الخليجي إن لم تكن قائمة على انتقاد دور صالح في قلقلة أمن البلاد ولا دحر الحوثي المحتل ولا قيام انتخابات رئاسية ولا الاتفاق النهائي على مخرجات حوار مثمر يؤدي باليمن إلى ما يأمله شعبها وليس ما تأمله وتحكمه مصالح من يحكمها ومصالح الحكومات الخليجية معها؟!..ولذا أرجو قبل أن نعلن عن أي مبادرة نحرقها في الاستهلاك الإعلامي أن نفكر بأن للخليج يداً في كل ما يجري في اليمن لأننا كنا على وعي كامل بأن اليمن لم تنجح ثورته التي أصر أن ما حدث فيها مجرد فوضى لم تقم فيها أركان الثورة الحقيقية ولم ينته المطاف بالرئيس السابق علي صالح للخروج من دائرة الأحداث في اليمن بل بات (نجم السهرة) والمؤلف ونخشى أن يكون المخرج الذي لا يكتب اسمه إلا في النهاية! فاصلة أخيرة:دافعت يوماً عن (شرعية) صالح في حكم اليمن وإن ما نفع في تونس ومصر لا يمكن أن يطبق على بلد قبلي مثل اليمن..فأخطأت في الأولى وأصبت بالثانية لكني أبقى مواطنة عربية تحمل فكراً ولا تملك قراراً كما هي حكوماتها التي عاثت باليمن بسبب قراراتها!

761

| 26 يناير 2015

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4356

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2304

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

2250

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1458

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

1155

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

756

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

681

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...

660

| 11 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

636

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
الإسلام منهج إصلاح لا استبدال

يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...

579

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

570

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
تحديات تشغل المجتمع القطري.. إلى متى؟

نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...

495

| 11 ديسمبر 2025

أخبار محلية