رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
باريس تتفجر للمرة الثانية وربما الثالثة، وأنا هنا لست في محل رصد لعدد العمليات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا، لكني وبالطبع في محل رفض قاطع للإرهاب بكل أنواعه وأطيافه، بل إنني ضد أن يكون (الإسلام) هو الصفة لمنفذه، وهذا للأسف ما بات يُعرف عن الدواعش الذين يروجون للإسلام بالصورة المعوجة والمشوهة البعيدة كل البعد عن روح الإسلام وتسامحه، لكن لأننا أصبحنا على ثقة بأن ما كانت تسمى بـ (الثورة السورية) باتت مجرد حرب شوارع وحربا أهلية بين حكومة ومعارضة بفعل فاعل طبعاً وبمشاركة واضحة من معظم العرب الذين تلكأوا في مساعدة شعب سوريا الذي خرج قبل ثلاث سنوات، آملاً أن تتكرر النسخة التونسية في بلادهم ويفر بشار إلى إحدى الدول الخليجية التي باتت المأوى الحميم لكل فار من سجن أو هارب من غضب شعبه، فإن دخول أطراف كثيرة في قضية سوريا جعل هذه الثورة تنطفئ ويخبو وهجها ونظل نتذكرها كلما حدثت مجزرة يذهب ضحيتها المئات من الأطفال والشيوخ والشباب والنساء، لنبكي قليلاً ونقلب في عبارات الاستنكار، لعل إحداها تكون أقوى من الثانية ونعود لنهدأ، فأطباء السكري والضغط يوصون دائماً بأن نتجنب الانفعال ونحن نعشق صحتنا في النهاية، ولذا ننسى سوريا ومجازرها ومذابحها وما يفعله نظام بشار ونلتفت لما يمكن أن يأتي بعد ثورة سوريا من ثورات الربيع العربي، الذي تبدو نتائجه متأخرة قليلاً عن موسمه الذي يتأجل في كل مرة نعتقد بأن الاستقرار سيعود على دول الربيع للأسف!.. فما الذي جعل سوريا حتى الآن تحت مطرقة بشار القاسية الدموية وسندان التحالف الدولي الذي يشن غاراته على شعب سوريا، مصوراً الأمر وكأن الدواعش هم المستهدفون من هذه الغارات والسكوت العربي المتخاذل الذي بخل على الائتلاف السوري المعارض بكرسي سوريا في القمة العربية التي عقدت مؤخراً في الكويت وجاء ممثلو الائتلاف مثل الغرباء ويتوجه الدكتور أحمد الجربا إلى إحدى المنصات ليقول كلمة بسيطة لم تعبر عما في داخل السوريين من ألم وتهجير وحزن وأشباح الموت التي باتت تسكنهم في كل لحظة!، ما الذي جعل بعض الدول العربية والخليجية ترفض منح الائتلاف السوري الذي أعطته قمة الدوحة الماضية الحق في أن يتبوأ مكانه الطبيعي في القمم العربية كممثل رسمي لهذا البلد المحتل من قبل قوات بشار النجسة، إلا إذا كانوا يؤيدون النظام السوري البشع في كل ما يفعله في الشعب وفي أرض سوريا؟، لماذا لم يتكلم أحد من الموجودين ليقول كلمة حق لوجه الله وأن سوريا عليها أن تتحرر بمساعدة كل الدول العربية ولا يقع كل ذلك على عاتق دول معينة فقط؟..فكل هذا يدل على أن روسيا المستبدة فرضت كلمتها على أكثر من 22 دولة عربية وفوق هذا كله اعتمدنا جميعاً على ردة فعل الولايات المتحدة الأميركية المتواطئ فعلاً مع نظام بشار والرغبة الروسية في إبقائه يعيث ظلماً واستبداداً ووحشية في شعب أعزل ويدس بعض الجهات المناوئة لأهل السنة في سوريا لتخرج لنا بصورة شبه يومية بصور لقتلى سنيين يتم التمثيل بجثثهم صغاراً وكباراً وتكون النتيجة داعش وحالش ولا أدري من أيضاً يمكنه لعب أدوار وطنية أو قذرة في هذا البلد الذي يجب أن نتفق الآن أن ما يحدث فيه بات محل خلاف بين العرب أنفسهم خصوصاً بعد تفجيرات باريس التي أعطت زخماً أقوى وشرعية أكبر لأي انتقام فرنسي يمكن أن يحدث في أرض سوريا على أساس أن المستهدف طبعاً هو تنظيم الدولة، وفي الحقيقة أن هناك أرواحاً سورية ستكون هي ضحية هذا الانتقام الذي سيجد له من يبرره من المجتمع الدولي لفرنسا بغض النظر عن الأبرياء الذين سيسقطون منه، مع أنه ولو ادخرت كل دولة خليجية وعربية حاصل إنتاج برميل واحد من النفط لصالح الجيش الحر السوري، لكان بشار الآن إما مقتولاً أو هارباً أو معتقلاً أو مرمياً في حفرة صرف صحي ينتظر أحد الجرذان ليمنحه لقمة ما من إحدى القمامات! ولكن وآه ثم آه من حرف الاستدراك هذا الذي يمثل لي في كل مرة تحدياً في الاستطراد والاستمرار بحديث قلناه البارحة ونردده اليوم وسنغرد به غداً وبعد غد!عزيزتي سوريا:أنتِ في القلب إن كان هذا يرضيكِ! .. ولكن قلوبنا مريضة للأسف!فاصلة أخيرة:قطر.. الدولة الوحيدة التي منحت سفارة سوريا في الدوحة للائتلاف المعارض واستنكرت حجب كرسي سوريا عنه في قمة الكويت وهي من تنصره وتناصره .. اشهد أيها التاريخ
350
| 16 نوفمبر 2015
الجهاد في سبيل الله .. ربما تكون كلمات كان لها وقع كبير في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته وتابعيه أما الآن فحتى القتلة يظنون بأنهم يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الوطن والقضية التي يدافعون عنها وهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون لإرضاء نزواتهم المتعطشة للدماء والشيطان الذي يحرضهم على الإيمان بمعتقدات لم تكن يوماً ضمن منهج إسلامنا الوسطي المعتدل.. وأنا شخصياً ضد أن يقال اليوم لأي شخص يرفع السلاح بغض النظر عن أهدافه والقضية التي تشغله وتشغلنا معه أنه (مجاهد) فهذه الكلمة إنما تقال لمن لا يقتل بريئاً ولا يقطع شجرة ولا يهدم داراً ولا يحرق زرعاً فأين اليوم هؤلاء من صفة المجاهد الحق؟!.. ورغم أنني مع الثوار الذين يحاربون بشار وعصابته الدموية في سوريا لكنني لا يمكن الوقوف على تأكيد صفة المجاهدة فيهم لأن عملياتهم التي ينفذونها أيضاً قد يموت فيها من لا ناقة له ولا جمل وكل هذه العمليات تحدث في مناطق مأهولة بالسكان وليس في مناطق مهجورة منهم، وكل أسفي هو على الذين يتساقطون كل يوم في سوريا مضرجين بالدماء أو مغمورين بالتراب والبيوت المدمرة أو المعذبين في سجون الطاغية بشار، ولذا فإنني أدعو إلى تخفيف الوطء الإعلامي على هؤلاء الثوار من تمجيد ما يقومون قبل وأن نحصي خسائر الأرواح والممتلكات قبل أن نذكر المكاسب التي قد لا تتناسب مع حجم الخسارة بالفعل!.. وأعلم بأن حديثي هذا قد لا يعجب من يرون في المعارضة السورية المستقبل القادم إلى سوريا فخبرتي مع كل معارضة عربية ليست على وفاق معهم ولكني مع ثوار داخل الأرض السورية يقاتلون لأجل حرية سوريا وليسوا من الناس الذين يسكنون أبراج أميركا ويتنزهون بساحات لندن ويخرجون على الشاشات العربية يتبجحون بممانعتهم ورفضهم للنظام ويعلنون الجهاد من أبراجهم العاجية ويصنفون الشهداء ويتحدثون بأسماء الأبرياء ويتاجرون بدم المواطن ورزق الفقير وعوز المحتاج وغربة اللاجئ وبكرامة ووجود الوطن فهؤلاء أحق بأن يُقضى عليهم عند تحرير سوريا من بشار فهم أخطر منه وأكثر منه بشاعة وطمعاً في المال والسلطة وليكن اختيار الشعب الذي قُتل وسُحل وعُذِّب وشُرِّد هو الاختيار الذي يجب أن يعلو صوته بعد معارك الحرية التي يخوضها ويموّنها بدمه وروحه وآلاف من أطفاله الأبرياء الذين لم يرحمهم أحد للأسف ولذا لا تقولوا لأي قاتل إنه مجاهد مادام هناك دم برئ يُسفك دون ذنب ..لا تقولوا له إنه مجاهد مادام هناك زرع يُحرق .. لا تروجوا لهذه الكلمة العظيمة وهناك بيوت تُدمر على رؤوس ساكنيها تحت كلمة يجب أن تكون لأي معركة ضريبة وضحايا!.. فالجهاد أكبر من أن نخالف شريعته ومقوماته وأعظم من أن تقال لمن يجهل معنى الجهاد في سبيل الله وأنا أقولها وأشهد الله على ما أقوله أن الحكومات العربية ساعدت كثيراً على طمس معاني الجهاد وزرعت ضبابية حول فقه الجهاد لأنها ألغت كل ذلك من مناهجها الدراسية فلم تعد غزوات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تؤخذ للعبرة وإنما في فكر هذه الحكومات باتت محرضة على العنف لهذا أضحت كل غزوة للنبي وصحبه وتابعيه مهملة في دروس الشريعة في مدارسنا العربية لكي لا تحيي معنى الجهاد المغلوط في فكر النشء عوضاً عن تدريسها وتوضيح معاني الجهاد الحقيقية فيها ومتى يكون الجهاد وسننه وشرائعه ومناسباته ووقته ولا أبالغ إذا قلت إن هذا التهميش في التعرض لركن كبير مثل الجهاد ومحاولة تنويره للعقول الشابة قد قام بفعل عكسي تماماً فباتت هذه العقول تتجه لجهات وأشخاص غير ثقة وغير مؤهلة لشرح الجهاد بصورته الإيمانية الحقيقية فنما نتيجة لذلك المفهوم المعوج لمعنى الجهاد فأصبح الكل مجاهدين وبات كل موت أحدهم استشهاداً رأى صاحبه محله في الجنة!..فهل يجوز كل ذلك في زمن سمى فيه حزب اللات حزباً إسلامياً ويوصف أفراده بالاستشهاديين وما يفعلونه في سوريا بجانب قوات بشار بالجهاد والثوار بالتكفيريين؟!.. أعتقد بأن ذلك الآن جائز وسط احتدام الألفاظ والأوصاف التي ترمى هنا وهناك .. فبعد أن وُصف السيسي قائد الانقلاب في مصر بالرسول وكتب أنصاره بجانب صورته (وهزم الأحزاب وحده) لم يعد هناك شيء مستغرب ولا مستنكر فهل لا يضحى اليوم القاتل مجاهداً والانتحاري استشهادياً؟!فاصلة أخيرة:" التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ " .. نعم هي حدود الله !
331
| 15 نوفمبر 2015
من عليه أن يقف في وجه إيران اليوم؟!.. اسمحوا لي إن بدأت كلماتي بهذا السؤال، الذي أعلم بأنه لن يلقى إجابة شافية، باعتبار أن الحكومات الخليجية هي من يجب أن تجيب على هذا الاستفسار، وهي مَن عليها أن تكون صادقة وصريحة أمامه!.. فالأحداث المتسارعة في سوريا الأبية ـ اليوم ـ باتت تكشف كل يوم قناعاً عن وجوه إيران الكثيرة، وترمي كل لحظة طوبة من صرح هذه الدولة المتعملق، وسط المنطقة، لا سيما الخليجية منها، مما يؤذن بانهياره قريباً بإذن الله على الأقل، لحكوماتنا التي لاتزال تعطي أماناً لإيران، التي نجدها أيضاً عدوَّنا الأول في حربنا في اليمن، لأنها تمثل في الحقيقة الحوثيين بوجههم البشع، بينما الشعوب تعرف ـ حق المعرفة ـ أن هذا الجار لم يكن جاراً مثالياً، ولم يحفظ يوماً من حقوق الجيرة شيئاً، رغم محاولات الحكومات تجميل صورته وتوثيق علاقاتها به من خلال الاتفاقيات التجارية، والدبلوماسية أكثر وأكثر.. واليوم ينفضح هذا الجار غير العزيز ـ أبداً ـ من خلال دوره غير الأخلاقي وغير المسؤول في قضية سوريا، التي عرَّت الجميع، وأسقطت أوراق التوت البالية المخرقة، التي احتمى خلفها الكثير من الحكومات الخليجية والعربية والدولية عموماً، حينما أظهرت وبصورة مريعة من يقف بجانب الإنسانية والحرية والحياة، ومن تلبَّس قناع الغدر والقتل، والوقوف بجانب الباطل ضد الحق، ومن ناهض ثورة سوريا "المباركة" ضد حكم آل الأسد الأوغاد الظالمين، ويزود ـ حتى الآن ـ قوات بشار بالعدة والعتاد والمال والرجال ليقتل شعباً أعزل، لم يرد ـ يوماً ـ غير المضي في المطالبة بحقوقه، وتأتي إيران التي باركت ثورات الربيع العربي، لاسيما في الجانب الإفريقي من العالم، لتخالف موقفها هذا، وتقف بوجه هذا الشعب، وتسهم وبكل صفاقة، ووقاحة، ووحشية، في قتله بأبشع الطرق، ويسجل تاريخنا العربي هدر الدم العربي على يد دولة صفوية، تساعد العلويين الطائفيين في عمليات الإبادة هذه!.. فمًن عليه أن يوقف إيران ويعيدها لحدودها، التي يجب أن تلتزم بها بل وتفهم بأن اللحم العربي عصي عليها.. أو هكذا آمل طبعاً؟!.. ورغم أن الجميع سيعطي إجابات عدة لسؤالي هذا، إلا أن إجابتي التي لن تتغير، هي: أن الحكومات الخليجية هي مَن عليها أن تـُحجّم إيران من أن تطغى أحلامها في المنطقة على الواقع، الذي يجب أن يؤكد لها ولأذنابها؛ أن الخليج العربي الذي يحال في أحلامها لخليج فارسي، باقِ وسيبقى عربياً، وأن يدها الطولى في سوريا يجب أن تقطع، لأنها باتت حرباً طائفية بفضل تدخلات إيران، وحزب الشيطان في الوقوف بجانب بشار، بل والمساهمة الفعلية والإرهابية في قتل الأطفال والنساء، واختيار المدن السورية التي يسكنها أغلبية سنة، للولوج إليها وذبح الصغار، وتعليق مشانقهم على جدران البيوت، قبل أن يطول إرهابهم هذا الكبار أيضاً!.. مِن حقنا أن تتحرك هذه الحكومات لوقف النزيف السوري، من خلال كبح إرهاب إيران وحزب الشيطان الذي ـ للأسف ـ لم يَلقَ أي ردع يذكر في البيان الختامي، لاجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في الجامعة العربية، وكأن ما يحدث ـ ولايزال ـ من استباحة دماء الأبرياء السوريين، يدخل ضمن الحسابات العربية التي دارت رحاها قبل إعلان البيان، حيث اعترضت بعض الدول العربية على تضمين اسم حزب الشيطان، وإدانته، والإفصاح بهذه الإدانة في البيان، الذي كنا ننتظر فيه تصريحاً عربياً صريحاً، بإدانة هذا الحزب المخادع، الذي أعلن عبر لسان كبيره: أنهم يقاتلون بآلاف من عناصره ضمن قوات بشار الآثمة، وتقتل الصغار والشيوخ والنساء في القصير الصابرة، التي سقط آخر معاقلها بيدهم، ولاتزال رحى القتال دائرة بين الجيش الحر الصامد، الذي لم ينصفه بيان الوزراء الخارجية العرب في ضرورة تسليحه وتزويده بالمال، لمواجهة الطاغية بشار؛ قاتل الأطفال والأرامل، وبين قوات بشار وإيران وحزب الشيطان، وكأن تصريح البيان بإدانة هذا الحزب سيجعله يتوقف عن مساندته لبشار، ويسحب عناصره ويعود كما كان، ويحاول أن يعيد للأذهان سمعته الأولى، والتي خدعتنا جميعاً باعتباره حزب مقاومة إسلامياً، قادراً على ترهيب من كنا نظنه العدو الوحيد لنا، وهو إسرائيل، فإذا بنا أمام أعداء لا يحصون، وأتت ثورة سوريا "المباركة" لتكشفهم لنا ـ على الأقل ـ نحن الشعوب، الذين نسأل متى تتيقن حكوماتنا بما نعيه نحن جيداً، وتكابر هي في الاعتراف به فعلياً، ولذا يجب على الحكومات ـ وتحديداً الخليجية منها ـ أن تعيد النظر في علاقاتها مع إيران، وتستنكر موقف الحكومة اللبنانية، التي جاء على لسان وزير خارجيتها بالتبرير المضحك لحزب الشيطان، في أنه أرسل عناصره للقصير السورية لحماية الشيعة ليس أكثر!.. فأي عقول تصدق هذا الهراء، وأي حكومات خليجية وعربية عليها أن تقف اليوم موقف الساكت الصامت، رغم الغضب المستعر في قلوب الشعوب، التي لا تملك من أمرها شيئاً للأسف؟!.. وثقوا بأنني أقولها بحرقة.. للأسف!فاصلة أخيرة:لم أعد أملك أي كلمة من (الكلمات) بحقِّكِ يا سوريا.. لأنني نظرت إليكِ فإذا (الكلـ...مات) فيكِ!
423
| 10 نوفمبر 2015
ركبن الطائرة (يتمخطرن) ويطلقن ضحكات عالية وكأن لا أحد سواهن فيها!.. هن ثلاث فتيات كن على متن إحدى طائرات الخطوط القطرية القادمة من مملكة البحرين في ليل السبت إلى الدوحة، وقفت ألمحهن وقد تشكلت أمامي من سحب الشك أن يكن قطريات فعلاً !. فلا أتصور أن يسمح الأهل لبناتهن بأن يسافرن بمفردهن، وبهذا المنظر المقزز في الماكياج والشعر والعباءات التي لا أعلم فائدتها، وكيف يمكن لما يجب أن يسترنا أن يكون بهذا الشكل الفاضح والألوان المبهرجة التي بتنا حتى في حفلات الزفاف التي نحضرها لا نختار لبسها أبداً، ولا أتخيل في الواقع أننا كمجتمع لا يزال متمسكاً بالقيم والعادات أن يقبل أبٌ فيه أو أخ أن تسافر أخته مع صديقات لها ويقضين (الويك إند) في بلد آخر حتى وإن كانت البحرين القريبة من قطر لمجرد الفسحة واللهو، لكني لمحت (العنابي) في أيديهن وبت واثقة فعلاً بأنهن مواطنات أو مستوطنات بالجنسية واسمحوا لي على هذا الوصف، لكني صدمت في رؤية هؤلاء وعلى متن رحلة ليلية متأخرة وهن بهذا الشكل الذي "نرفزني" جداً، ووجدت نفسي أشارك المسافرين الآخرين غضبهم واستياءهم مما يرونه من استهتار واضح وتربية مفقودة، لا سيما وأن سيارة مع (دريول) بمفرده كان بانتظارهن ليركبن بنفس الصخب الذي مارسنه طوال الرحلة ويرحلن إلى جهة غير معلومة!، فهل يعقل أن يكون هناك آباء بيننا يسمحن لبناتهن أن يكن بهذه الصورة اللافتة المثيرة للنقد، وهل يعد ذلك من الحرية التي باتت على لسان من أصبح ينقد بشكل واضح وصريح النقاب ومن تبحث عن عمل غير مختلط مع الرجال؟!، وقد استغربت منذ فترة حينما بادر أحد الكتّاب إلى الكتابة عن موقف حدث له مع إحدى الطبيبات المنتقبات التي سارعت حين دخل دون استئذان مكتبها للبس نقابها فاعتبر هذا الكاتب موقفها وكأنه غريب!، نعم وأقولها بدءاً من نفسي شخصياً، أننا لا نريد لمثل هذا الكاتب وتلك العقول أن تستقر بيننا، بل وتسمح صفحات جرائدنا أن تنشر مثل هذه الأفكار التي تساعد في داخلها على هدم لا نرضاه ولا نسترضي وجوده، منذ متى كانت حريتنا أن نسافر وحدنا بهذه الصورة المخجلة أو أن نطلق ضحكاتنا ليصل مداها إلى ما يثير حولنا الشبهات وتتحملق فينا العيون وتحلق العقول بما سمحنا لها أن تحلق له؟!، منذ متى كنا فتيات نسمح لألسنة كثيرة أن تطالنا بالسوء ونحن اللائي لا نسمح حتى لخيال هذه العقول أن تفكر بنا بسوء؟!.. كيف يمكن أن نسمح لصغيرات بأن يضحكن مع هذا ويواعدن ذاك ويكن بهذه الصورة ولا يمكن لأي أحد أن يقول لهن كفى؟!.. إن كان هذا شكل المجتمع الجديد الذي يحاول فرضه علينا بعض المتحولين فكرياً وما أكثرهم للأسف بيننا، فنحن أدعى لأن نقول لهم.. لا يا سادة، فالتميز الذي بات يجعل كل مجتمع خليجي مميزاً ومختلفاً عن غيره هو قيمة المحافظة على دينه وعاداته وتقاليده فإن تشابهنا ذهب التميز وزال الاختلاف، ولذا فإن المملكة العربية السعودية وما تحمله من قيمة دينية كبرى من خلال تواجد بيت الله فيها يجعلها ملزمة أكثر من غيرها في المحافظة على الحشمة والأخلاق؛ لأن ذلك يمثل ضغطاً دينياً عليها رغم اقتناعي بأن كل ما أنزله الله في هذا يجب أن يعمم على كل الدول العربية والإسلامية التي تدين بالوحدانية وبسنة رسولنا الكريم، لكن في هذا الوقت الذي تكالبت علينا فيه الحضارة بشقها الأخلاقي المعوج واعتبرناه نحن تحضراً أصبح ما يمكن أن يميز المجتمع العربي وبالذات الخليجي هو بقيمة محافظته على تحفظه وحشمة بناته وأدب رجاله، وإلا فإن الجميع يصبح متشابهاً لا خلاف فيه ولا اختلاف ويضيع ما نريده من تميز لنا!.. لذا نناشد كل غيور على أهله وبناته أن يرى فيهن ما كان يرى الرسول الكريم في بناته وأهل بيته من درر مكنونة يجب أن تحفظ لا ترمى وفي الواقع إن مثل هذه المشاهد التي بتنا نراها، فإن الكثير من الفتيات مثلهن مثل الذي يرمى بالشارع ويكون مصيره إما لحاويات القمامة لإعدامه أو انتشاله منها وفي الحالتين القيمة معدومة!فاصلة أخيرة:ليس كل متبرجة عائبة وليس كل متحجبة ملتزمة، لكن الدين في الاعتدال هو الذي يأتي بالحجاب والأخلاق والتربية هو الالتزام الذي نريده.
2006
| 09 نوفمبر 2015
كل ما كنت أخشاه أن يخفت وهج (عاصفة الحزم) شيئاً فشيئاً وتغدو اليمن منسية للمواطن الخليجي والعربي بعد أن سقطت من الذاكرة قضايا سوريا والعراق وليبيا وبلا شك فلسطين للأسف!..فبعد أن كانت إحداثيات عاصفة الحزم تتصدر أخبارنا الصحفية ومواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم تحيد عن صدارة الاهتمام بأحداث غدت أكثر أهمية لكثير منا أو لنقل إن هناك العديد من الأمور قد تشابكت في دائرة اهتمامنا وأصبح هذا الأخير مشتت التركيز على قضية واحدة نظراً لما غرقت فيه منطقتنا في أهوال لا يمكن أن نحصرها اليوم !.وفي اعتقادي الشخصي أن عاصفة الحزم التي نبارك جهودها وأهدافها التي لا يبدو أنها تحققت كاملة اليوم بحاجة لزخم إعلامي أكبر يحدد ما وصلت له وما نحن بانتظاره منها عقب كل هذه الشهور التي تشعبت بعدها الأخبار ولم تعد بذاك الوهج الذي بدأت به وهذه حقيقة يلتمسها ويلمسها من يهمه فعلاً أن تأتي هذه العاصفة بأكلها كاملاً لا سيما وإن الحوثيين باتوا يشكلون خطراً أكبر منذ أن بدأت حرب التحالف عليهم وتوغلوا في عمق القرى النائية والمحافظات الكبيرة ويقومون بخطف المراهقين واليافعين لتجنيدهم في صفوفهم وعمل عصابات لقطع الطرق وتخويف الآمنين وحشد القبائل التي يمكنها أن تمثل جبهة دفاع ضد التقدم العسكري لقوات التحالف لتحرير الأراضي اليمنية منهم وهذا قد يكون أخطر منعطف في مسار عاصفة الحزم إذا ما سقطت بثقلها البري إلى داخل اليمن وهو ما يجب أن تلقي عليه وسائل الإعلام الضوء لأن اليمن وكما حذرنا سابقاً بلد جبلي خفي على دخلائه ولا يمكن معرفة دهاليزه إلا من عاش فيه وترعرع ولذا فإن العاصفة بحاجة لعاصفة إعلامية أكبر مما بدأت فيه لأننا بتنا في عصر إن لم يتفوق الإعلام في إثبات الحقائق فإن التدليس سيكون المستنقع الذي سنسبح فيه ولن نجيد السباحة فيه وسنظل نتخبط ما بين مد وجزر خصوصاً وأننا في أمس الحاجة للتقدم في هذه الحرب مما يعجل بطرد هذه الفئة الباغية التي تريد أن تشيع اليمن وأهل السنة فيه وتستولي على شرعيته بوضع اليد وبالدماء والتخويف والترهيب وبسبب هذا نريد أن تكتمل عاصفة الحزم بنفس الوعود التي قطعها لنا أصحابها في تحقيق نصر مؤزر تسحق قوات المخلوع عفاش وأذنابه الحوثيين ومن يسانده من الحرس الجمهوري الذي خان دولته وحاكمه وشعبه ووقف مع الظالمين في إهدار الدم والأرض .. بحاجة لإعلام يعيد عاصفة الحزم إلى صدارة الأخبار وصور متحركة تثبت أن بواسل هذه العاصفة قادرون بإذن الله على إنهاء الزوبعة والبدء بالفعل في إعادة الأمل لأبناء هذه الدولة وبنائها والعمل على رفاهيتها وإعادتها إلى إطار الوحدة التي تتعرض اليوم لمحاولات متكررة لتفكيكها وتحويل اليمن إلى يمنين وصدقوني إن لم يتكاتف اليمنيون من الداخل مع محاولات قوات التحالف في اختصار وقت العاصفة وتحقيق أهدافها المنشودة سيطول أمدها وقد يتكاسل الإعلام في استمرار وتتبع أخبارها وتتحول اليمن إلى سوريا أخرى تستنزف أعصابنا وجنودنا وأموالنا واستقرارنا وديننا للأسف وهذا إن صار فلا يمكن أن نتحمل بعدها سوريا ثالثة !فاصلة أخيرة:حفظ الله خليجنا وأمتنا من كل سوء وشر .. تأكدوا بأن تحملوا دعواتكم هذه الدعوة !
319
| 05 نوفمبر 2015
(نقف مع الشعب الفلسطيني، ويعرف الجميع أن قطر لا تغير مبادئها).. بهذه الكلمات الجميلة أكد سمو الأمير المفدى -حفظه الله- الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه الذي ألقاه في دور الانعقاد الـ 44 لمجلس الشورى موقف قطر الثابت من قضية العرب والمسلمين الأولى وهي قضية فلسطين، وأن مبادئ قطر غير قابلة للتجزئة أو المساومة، ولعل اللافت في خطاب سموه أن مأساة فلسطين احتلت جانباً مهماً في هذا المحفل السنوي الذي يحظى بمتابعة واهتمام واسعين وهو ما بدأ يُهمل في الواقع من الكثير من الساسة العرب والمعنيين بهذه القضية التي لا تزال تراوح مكانها بين حوارات عقيمة وعملية سلام فاشلة وخارطة طريق تحتاج هي الأخرى لخارطة طريق تدلها على مسارها الصحيح!.(ويعرف الجميع أن قطر لا تغير مبادئها).. ما أجملها من عبارة تسكن الوجدان لأن العقول باتت قادرة على استيعاب ورؤية ثبات دولتنا على مواقفها وأصبح الكثيرون بحاجة لأن تسكن مثل هذه العبارات قلوبهم لتظل ماثلة أمامهم كلما هبت على أمتنا العربية رياح التغيير كما هو حاصل اليوم في سوريا واليمن ومصر وليبيا وغدونا في حاجة لمواقف دول قوية لا تتأثر بمصالح تأتي لتغير هذه المواقف التي تنظر لها الشعوب قبل الحكومات ولا تنساها.. ولعل الموقف الذي ثبتت عليه قطر من انقلاب مصر الأخير هو ما بتنا نحاجج به الكثيرين ممن أعطوا نظام مصر الحالي الشرعية التي يحاول أن يسبغها عليه، بينما معظم فئات الشعب المصري لا يزال يراه نظاماً قام على جماجم وأرواح شباب ورجال مصر الذين اتخذوا شكلاً سلمياً للاحتجاج عقب الانقلاب على رئيسهم محمد مرسي فك الله أسره وجاءت مجنزرات وجرافات الأمن المصري لتوقع مذابح في رابعة والنهضة ورمسيس ويكون رد الحكومات الخليجية والعربية متبايناً من هذا الانقلاب الذي أعلنت قطر منذ بدايته أنه انقلاب على شرعية الصناديق ليفرض على مصر شرعية السلاح والمعتقلات، وهذه من المبادئ التي يحتفظ شعب مصر باحترامها لدولة قطر التي تبادل هي الأخرى مصر احتراماً وتقديراً لثقلها الجغرافي في المنطقة ناهيكم عن مواقف الدوحة التي لا يبخس التاريخ حقها من الذكر في ليبيا وما فعلته قطر لتتخلص هذه الدولة من نظام طاغية كانت خاتمته من أسوأ النهايات التي يمكن لأي إنسان أن يختم بها حياته خصوصاً لشخص مثل القذافي عاش حياته طولاً وعرضاً على حساب رفاهية شعب كان يستطيع أن يحظى بما يتمتع به حاكمه، للأسف ووقفت قطر لنصرة شعب ليبيا ولا تزال تدعو لاستقرار هذا البلد في موقف لم يتغير ، وهو الموقف الذي نفخر به داخل قطر ولا شك أنه يلقى تقديراً خارجها ونقيس على هذا الموقف المشرف والثابت من استقرار اليمن التي تحظى باهتمام كبير من قيادتنا في إعادة هذا البلد إلى حاضنة الجزيرة العربية وهو الذي يعد البوابة الجنوبية لها. وكلها مواقف تثبت بما لا يدع للشك مجالاً بأن قطر راسخة رسوخ الجبال وفق مبادئ لن تحيد عنها إلا لمزيد من الحق ونصرة الشعوب المظلومة التي ستذكر هذه المواقف للدوحة وهي ما ستتوارثها أجيالنا وسيفخر بها أبناؤنا لأنها في الأول والأخير تمثل قطر حكومة وشعباً.فاصلة أخيرة:حفظ الله قطر في زمن المتغيرات وجعلنا قبلة كل مظلوم ومضيوم.
402
| 04 نوفمبر 2015
لن أتكلم عن التغيير الجذري في الموقف الخليجي والعربي والدولي من قضية إسقاط نظام الطاغية بشار الاسد في سوريا، بعد أكثر من أربع سنوات عجاف قتل بشار فيها ومن يعيث في أرض سوريا الدمار من الدواعش ومنتسبيهم، أمة بأسرها مع التفنن بأدوات القتل مابين براميل متفجرة وغازات سامة وصواريخ أو النحر وما شابه، وتحوله إلى مجرد (خلاف بين نظام ومعارضة) ومحاولة الجميع احتواءه وإنهاء (الصراع) الدائر في البلاد!.. لكني سأتحدث عن الذين لا يزالون يرون في بشار المعضلة الدموية الوحيدة في استمرار قتل الشعب السوري، وأن إسقاطه هو الحل الأوحد ليتنفس البقية من هذا الشعب، الذي حرمه نظام بشار حقه في الحياة والعيش بأمان، بعد أن استنزف كل هذه الأرواح من أطفاله داخل بلاده وعلى سواحل أوروبا وتركيا، في محاولة يائسة منه للهرب من الموت ولكن إلى حضن موت آخر للأسف!.. عن الذين لا يزالون يمتلكون من انسانية ما يجعلهم يصرحون علانية بأن بشار لا مكان له في مستقبل سوريا وإن سقوطه ومحاكمته هو أقل حقوق قتلى وأحياء سوريا إن كان هناك شيء من العدل في هذه الدنيا، ولعل التغير الذي جرف بعض دول الخليج ومصر إلى الوقوف في صف روسيا وإيران في أحقية بشار بالاستمرار في حكم سوريا، هو ما يجعلنا نسأل لم كان هذا التغير في الوقت الذي تتعاظم فيه أعداد القتلى السوريين بأسلحة النظام إذا ما استثنينا حالياً آلة القتل الروسية التي تستهدف الأبرياء تحت المظلة الواهية باستهداف عناصر تنظيم الدولة (داعش)، والعالم بأسره يرى وينظر ولكن دون أن يمتثل لصوت الضمير في داخله ويعترف بأن بشار وبوتين هما إرهابيان بامتياز، ومساندة إيران لبشار تعد الطامة التي لم نستشعر خطورتها، بدليل استمرار علاقاتنا المزدهرة مع هذه الدولة التي تحارب جهودنا في استعادة اليمن من الاحتلال الحوثي، وفي نفس الوقت تزرع الفتنة الطائفية في عمق الخليج، وهي المحرك الإرهابي الأول لاستمرار إبادة الشعب السوري، ومع هذا فاتفاقياتنا الخليجية معها تثمر كل يوم جديدا مؤلما لنا كشعوب نشعر بمدى الألم الذي تفرضه علينا حكوماتنا بتمدد هذه العلاقات مع هذا الكيان، رغم غرق حكومته في دماء وحياة ومستقبل شعب سوريا بالذات!..ولكن كما أؤكد في كل مرة يُطلب مني الإدلاء بما أراه شخصياً في الملف السوري الشائك، ان موقف قطر والسعودية يعد من المواقف المشرفة التي ستظل ماثلة أمام التاريخ حتى يجبراه على تسطيره بماء الذهب، ولعل ما يكرره السيد عادل الجبير وزير خارجية السعودية من اعتبار بشار السبب الحقيقي وراء بروز داعش في سوريا، وأن هذا الطاغية لا مكان له في مستقبل هذا البلد إذا ما أصر على البقاء اختياراً أو إجباراً، وهذا ما وافقت عليه قطر أيضاً من خلال حديث وزير خارجيتها الدكتور خالد العطية حينما قال إنه إذا دعت الضرورة للتدخل العسكري لإنهاء حلقات الدم في سوريا فإن قطر لن تتردد في المشاركة فيه وبكل قوة، على عكس ما تجري عليه رياح بعض دول الخليج التي انتهجت موقفاً مغايراً جعل من بشار ووزير خارجيته البرميل وليد المعلم وجوهاً مألوفة في بلادها، بل والسفر إلى بشار على جماجم شعبه للسلام عليه، ومد أيادي الود والصداقة معه، مع علمها أن هذه اليد حتى إبليس يبرأ منها يوم القيامة من شدة ما فتكت بها وقتلت، تحت دعاوى واهية من (الوساطات) التي لا يمكن اليوم أن تنفع، لأنه بين الشعب والنظام بات دم يفرق ويسود، وثأر يتزايد ورغبات انتقام تتطاير ودعوات لاستمرار النزاعات تتفاقم؛ فهل بعد كل هذا وأكثر وساطات تنجح، والواقع يفرض على القاتل أن يُقتل وعلى السفاح أن يُصلب؟!..كيف تنجح وساطات دون اللجوء لخيار الشعب الذي لا يمكن أن يقبل باستمرار بشار حاكماً وفي كل بيت سوري هناك شهيد ومعتقل ومفقود ولاجئ؟!..كيف تتشتت رياح الرأي الخليجي لينقسم ما بين رافض لاستمرار بشار وبين رأي مُصر على القيام بوساطة خير لعودة الوضع الى ما هو عليه قبل أربع سنوات؟!..بربكم كيف تفكرون؟!..فسوريا باتت ممزقة بين أنياب كثيرة لم ترحم صغيرها ولم ترأف بكبيرها وأحرقت البلاد والعباد، فكيف بعد هذا يأتي النائمون ليوقظوا ضمائرهم المرتاحة ليدفعوا برحالهم إلى قلب قصر بشار ليقولوا له اعطنا الحل الذي تريد وسنسعى له بكل الطرق؟!. وعليه إن لم تخافوا من نقمة ودعوات مظلومي سوريا، فليكن الخوف من رب السوريين وربكم هو ما يحكم دعواتكم إما للصلح أو للحرب، فأنتم قبل أن تكونوا ساسة وحكاما فأنتم مسلمون، حتى وإن اشتق السلم من هذه الكلمة إلا أن العدل أساس الحكم، وتذكروا أن للسوريين حقوقاً إن لم تستطيعوا إرجاعها فعلى الأقل لا تكونوا سبباً في اغتيال المزيد منها منهم!فاصلة أخيرة:قطر.. الشرف الذي نحمله بكل فخر هنا وهناك!
442
| 03 نوفمبر 2015
الجهاد في سبيل الله .. ربما تكون كلمات كان لها وقع كبير في أيام الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته وتابعيه، أما الآن فحتى القتلة يظنون أنهم يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل الوطن والقضية التي يدافعون عنها، وهم في حقيقة الأمر إنما يقتلون لإرضاء نزواتهم المتعطشة للدماء والشيطان الذي يحرضهم على الإيمان بمعتقدات لم تكن يوماً ضمن منهج إسلامنا الوسطي المعتدل.. وأنا شخصياً ضد أن يقال اليوم لأي شخص يرفع السلاح، بغض النظر عن أهدافه والقضية التي تشغله وتشغلنا معه، إنه (مجاهد)، فهذه الكلمة إنما تقال لمن لا يقتل بريئاً، ولا يقطع شجرة، ولا يهدم داراً، ولا يحرق زرعاً. فأين اليوم هؤلاء من صفة المجاهد الحق؟!.. ورغم أنني مع الثوار الذين يحاربون بشار وعصابته الدموية في سوريا؛ لكنني لا يمكنني الوقوف على تأكيد صفة المجاهدة فيهم؛ لأن عملياتهم التي ينفذونها أيضاً قد يموت فيها من لا ناقة له ولا جمل، وكل هذه العمليات تحدث في مناطق مأهولة بالسكان وليس في مناطق مهجورة منهم، وكل أسفي هو على الذين يتساقطون كل يوم في سوريا مضرجين بالدماء أو مغمورين بالتراب والبيوت المدمرة أو المعذبين في سجون الطاغية بشار؛ ولذا فإنني أدعو إلى تخفيف الوطء الإعلامي على هؤلاء الثوار من تمجيد ما يقومون به قبل أن نحصي خسائر الأرواح والممتلكات، قبل أن نذكر المكاسب التي قد لا تتناسب مع حجم الخسارة بالفعل! وأعلم بأن حديثي هذا قد لا يعجب من يرون في المعارضة السورية المستقبل القادم إلى سوريا، فخبرتي مع كل معارضة عربية ليست على وفاق معهم، ولكني مع ثوار داخل الأرض السورية يقاتلون لأجل حرية سوريا وليسوا من الناس الذين يسكنون أبراج أمريكا، ويتنزهون بساحات لندن، ويخرجون على الشاشات العربية يتبجحون بممانعتهم ورفضهم للنظام، ويعلنون الجهاد من أبراجهم العاجية، ويصنفون الشهداء، ويتحدثون بأسماء الأبرياء، ويتاجرون بدم المواطن ورزق الفقير وعوز المحتاج وغربة اللاجئ وبكرامة ووجود الوطن، فهؤلاء أحق بأن يُقضى عليهم عند تحرير سوريا من بشار، فهم أخطر منه وأكثر منه بشاعة وطمعاً في المال والسلطة، وليكن اختيار الشعب الذي قُتل وسُحل وعُذِّب وشُرِّد هو الاختيار الذي يجب أن يعلو صوته بعد معارك الحرية التي يخوضها ويموّنها بدمه وروحه وبآلاف من أطفاله الأبرياء الذين لم يرحمهم أحد للأسف؛ ولذا لا تقولوا لأي قاتل أنه مجاهد مادام هناك دم بريء يُسفك دون ذنب ..لا تقولوا له إنه مجاهد مادام هناك زرع يُحرق .. لا تروجوا لهذه الكلمة العظيمة وهناك بيوت تُدمر على رؤوس ساكنيها تحت عبارة "يجب أن تكون لأي معركة ضريبة وضحايا!".. فالجهاد أكبر من أن نخالف شريعته ومقوماته وأعظم من أن يقال لمن يجهل معنى الجهاد في سبيل الله، وأنا أقولها وأشهد الله على ما أقوله أن الحكومات العربية ساعدت كثيراً على طمس معاني الجهاد، وزرعت ضبابية حول فقه الجهاد؛ لأنها ألغت كل ذلك من مناهجها الدراسية، فلم تعد غزوات الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- تؤخذ للعبرة، وإنما في فكر هذه الحكومات باتت محرضة على العنف؛ لهذا أضحت كل غزوة للنبي وصحبه وتابعيه مهملة في دروس الشريعة في مدارسنا العربية؛ لكي لا تحيي معنى الجهاد المغلوط في فكر النشء عوضاً عن تدريسها وتوضيح معاني الجهاد الحقيقية فيها، ومتى يكون الجهاد وسننه وشرائعه ومناسباته ووقته، ولا أبالغ إذا قلت إن هذا التهميش في التعرض لركن كبير مثل الجهاد ومحاولة تنويره للعقول الشابة قد قام بفعل عكسي تماماً، فباتت هذه العقول تتجه لجهات وأشخاص غير ثقة وغير مؤهلين لشرح الجهاد بصورته الإيمانية الحقيقية، فنما نتيجة لذلك المفهوم المعوج لمعنى الجهاد، فأصبح الكل مجاهدين، وبات كل موت أحدهم استشهاداً رأى صاحبه محله في الجنة!..فهل يجوز كل ذلك في زمن سمي فيه حزب اللات حزباً إسلامياً ويوصف أفراده بالاستشهاديين، وما يفعلونه في سوريا بجانب قوات بشار بالجهاد والثوار بالتكفيريين؟!.. أعتقد أن ذلك الآن جائز وسط احتدام الألفاظ والأوصاف التي ترمى هنا وهناك .. فبعد أن وُصف السيسي قائد الانقلاب في مصر بالرسول، وكتب أنصاره بجانب صورته (وهزم الأحزاب وحده) لم يعد هناك شيء مستغرب ولا مستنكر فهل لا يضحى اليوم القاتل مجاهداً والانتحاري استشهادياً؟!فاصلة أخيرة:"التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ " .. نعم هي حدود الله !
1023
| 09 يوليو 2015
ماذا تريد إيران؟!..ربما يبدو السؤال أبلهاً تجاه المعطيات الكثيرة التي تؤكد تورط هذه الدولة في معظم الأحداث التي تقع في محيط الخليج لاسيما البحرين وبعض المحاولات الخفية في زعزعة ما يمكن أن نصفه بالاستقرار وهو في الحقيقة يشبه شكلاً من أشكال الاستقرار خصوصاً وسط اشتعال الأرض العربية بما يصر الكثيرون على تسميته بالربيع العربي وهو في نظري شتاءً قارس البرودة لا تبدو الشمس على عجل في البزوغ قريباً وتدفئة الأجواء قليلاً ولذا يمكن لهذا السؤال أن يعيد نفسه بقوة وهو ماذا تريد إيران؟!.. فرغم إصرارها على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي ومحاولتها المستمرة لفرض الهوية الإيرانية على بعض الدول الخليجية التي تجد فيها أنصاراً لهذه الدولة إلا أنها تجد صعوبة كبرى في استجداء العطف الدولي لها والنصرة لمساعيها في عمق أراضينا الخليجية وعليه فإنها بلا شك لها اليد الطولى في أحداث البحرين ومساندة للأعمال المخربة للحوثيين باليمن بالإضافة إلى تقويض الهدوء الطائفي لبقية دول الجزيرة العربية هذا طبعاً إلى جانب مشاركتها الواضحة بالسلاح والرجال إلى جانب النظام السوري الفاجر الذي يرأسه بشار المجرم قاتل الأطفال وحارق المساجد والدور وهالك الزرع في قتله شعبه الأعزل حتى وصل بقواته الغاشمة إلى تعليق المشانق لأطفال صغار وهذه المساندة والمساعدة التي تبديها إيران إلى جانب بشار تمدنا بزخات كبيرة من الكره الشعبي العارم ضدها لاسيما وأنها تبدو حرباً لتصفية أهل السنة في سوريا وظهرت كمية الحقد عليهم ولا أخفيكم بأن الرغبة في أن يزداد النقم الدولي على إيران تبدو أسهمها مرتفعة أمام انخفاضها فلقد باتت النوايا المستترة لإيران تظهر للعيان وهذا ما بدا عليه رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني في وصفه للتشاورية الخليجية التي بحثت في إحدى بنودها فكرة عمل اتحاد بين السعودية والبحرين للالتفاف حول مطامع إيران في مملكة البحرين وتغذيتها للأحداث التي تقوض أمنها وترجيح كفة السعودية الأقوى تضاريسياً وأمنياً في حماية الأرض البحرينية والخليج عموماً بقوله الصريح (البحرين ليست لقمة سائغة لتبتلعها السعودية بسهولة)! في إشارة واضحة إلى اعتبار البحرين بحسب رؤية ورواية الإيرانيين المحافظة رقم 14 حتى عام 1971 وإنه لولا خيانة الشاه والقرار سيء الصيت لمجلس الشورى الوطني آنذاك فإن البحرين انفصلت عن إيران!.. وطبعاً لا يمكنكم أن تختبروا معلوماتي في تاريخ إيران لأنه لا يتجاوز معرفتي به بمعرفة الخلطة السرية لوجبات كنتاكي الشهيرة!.. فلا اعرف الشاه الذي خان ولا يزيدني فخراً إن ادعيت معرفته!..ولكن دعوني أقف عند هذا الإدعاء الذي أشكك بصلاحيته واستحقاقه بالنظر أمام الكثير من الإدعاءات الملفقة التي تحاول إيران تلميع صورتها بها لاسيما توريث تاريخها على إنه تاريخ الخليج العربي في الأساس ولا أخفيكم فإن كان ما بحثت فيه القمة التشاورية الخليجية يقوم على بحث هذا المشروع الضخم فأنا من المؤيدين له باعتبار أن عافية البحرين تكاد تنهك من جراء الغوغائية التي يقوم بها بعض الخارجين عن القانون والنظام ومهنية التظاهرات السليمة والأفعال الراقية ومن حق هذه الدولة الصغيرة أن ينعم أغلبية الشعب فيها بالأمن والأمان والرفاهية أسوة بغيرهم من الشعوب الخليجية التي لم تنقد والحمدلله لهذه المحاولات الإيرانية في تنهيض زعزعة الأرض وتنقيص نسبة أمن المواطن فيها ولذا فلنقف جميعاً وراء هذا المشروع إن أيده كبار دولنا الخليجية ولنقف أمام محاولات إيران التي وصفت محاولات (قطر والسعودية) بالذات في المحافظة على هوية الخليج العربية بأنها عبارة عن دسائس تقوم بها الدوحة والرياض لتطويق المنطقة وإخراج أذرع الإخطبوط الإيراني من مداخل ومخارج المياه الخليجية ويابسها ضقنا ذرعاً من التدخلات الإيرانية وحان الوقت لتصحو طهران من أحلامها الوردية التي صاغت مواقفاً وأحداثاً في عمق مخيلتها بأن الخليج عبارة عن توابع إيرانية تمردت في فترة من فترات التاريخ وشكلت دولاً عربية المنشأ والنشأة وتنكرت للهوية الأم!..حان الوقت لأحدهم بأن يقول لإيران: يكفي وإن لم تنهضي من سبات التاريخ المغلوط فإن لنا درعاً ذاق أنصارك لهيبه لكنه لم يجرب الاحتراق في أتونه!..فاصلة أخيرة:دعينا.. فلديك من مشاكل وهموم شعبك لو تظلين مئة عام لما حللتها!
294
| 08 يوليو 2015
لأننا في أيام مباركة تحفل بالتجمعات الأسرية والالتفاف حول بعضنا البعض ممن نفتقد وصالهم كان علي أن ألتفت لكتابة هذا المقال الذي كتبت فكرة عنه قبل أيام وأنا أسرد لكم قصة العينين اللتين أطلتا علي من خلف ظرف أنيق قبل اسبوعين على صفحة مجلة دورية لدار المسنين في قطر، وكيف أسهبت في مقالي ذاك حول البر بهؤلاء العجزة الذين لا معين لهم ولا معيل سوانا أحسست بأن علي أن أعيد الكرة عليكم اليوم وأنا أرى اليوم احتفالاً مبسطاً تقوم به إدارة الدار لهؤلاء للترفيه عنهم فنظرت إلى تلك الوجوه الطيبة التي كانت في منتهى الحنان.. وجوه ترى في ملامحها النور الذي بات مفقوداً في كثير من الوجوه!.. ورؤوس اشتعلت شيباً وظهور منحنية وأقدام عاجزة ونظرات تائهة وأيد ترفع إلى السماء فتتمتم الشفاه بما يجول بخاطر صاحبها.. هؤلاء هم شيوخنا الكبار الساكنون في المؤسسة القطرية لرعاية المسنين هنا بالدوحة.. هؤلاء الذين نسوهم أبناؤهم وغفلت عنهم الدنيا فلم تمنح لهم من اهتمامها شيئاً..أولئك الذين تجثو الجنة تحت أقدامهم ونرى طاعتهم جهاداً ومحبتهم أجراً.. ولكن وليت حرف الاستدراك يغيب عني قليلاً.. كيف نحن مع آبائنا؟!.. كيف كان رد الجميل إليهم؟!.. ترى كم منا (رمى) والديه في دار العجزة ونسى.. نسى إنه كان في يوم من الأيام جنيناً حمله بطن حنون دافئ حميم تحفه المحبة لتلك النطفة الغالية في أحشائها.. نسي إنه كان طفلاً يلعب فتراقبه عين لا تنام إلا بعد أن يغمض عينيه في حضن صاحبتها ويأكل قبل أن يأكل والداه كيف لا وهو الطفل الغالي الحبيب قرة أعين والديه؟!.. كان يلهو وقبل أن تغافله سقطة ما كانت ذراع والدته أسبق إليه من الأرض فتضمه تهدئ من روعه..تناسى لعبه مع والده في الليالي الطويلة واعطاءه من حنانه ورعايته وماله الشئ الذي لا تستطيع الكلمات أن تفي به.. نسي كل ذلك واليوم ينكر ما قدم والداه له.. كبر وكبر شأنه معه فلم تعد (العجوز) أمه مهمة له ولا (الشيبة) أبوه يعد شيئاً في حياته!.. ظن إنه بدونهما سيكبر وسيحقق ما يريده.. وغفل عن برهما والاهتمام بهما. وأحبا يوماً أن يلتفت لهما وألحا عليه.. يا ولدنا أن لنا حقاً لديك ونريده.. نريد وجهك لنراه ونقبّـله.. نريد حضنك ليخفف من ارتجاف أوصالنا الهرمة.. نريد صوتك يعزف على أوتار حرماننا ما فقدته منذ أن كبرت وعلا شأنك!.. لا تنسانا فاننا لم ننسك!.. ومع ذلك كان جزاؤهما دار المسنين ليجدا في الجدران الصماء ضالتهما وفي أقرانهما (الونيس الوفي) الذي يفتقدانه فيه.. ونسيت..نسيت يا هذا إن لك أماً تدعو الله في ردهات الليل المظلمة أن تلقى وجهك قبل أن تلقى وجه ربها الكريم.. نسيت إن لك أباً ينظر بحرقة إلى كتفيه العاريتين الباردتين ويحلم أن تربت كفك الدافئة عليهما فتخفف من وحشتهما ولكن استعظمت عليهما أن يريا أحلامهما واقعاً وانجرفت وراء عائلتك الكبيرة ومشاغل الدنيا — هكذا يبرر تقصيره — ولم يعد لك أب أو أم إلا حين تطرح شركة أو بنك أسهماً وتأتي (لتسرق) فرحتهما بفرحة آثمة مخادعة وبعدها تغيب كما تغيب الشمس عن جنوب وشمال الكرة الأرضية سنين ولا تشرق إلا بظهور أسهم جديدة!!.. ويلك.. ما الذي تفعله وفعلته.. أبوك وأمك.. جنتك ونارك.. برأيك هل ترى في ولدك شيئاً منك؟!.. لذا دعوا السهرة تحلو بوجود شيوخكم وعجائزكم لكي يتعلم صغيركم مستقبلاً كيف يسعد بالسهر معكم!فاصلة أخيرةانظر جيداً ودقق أكثر فابنك يملك طفولة حلوة مثل طفولتك لكنك بالتأكيد تملك مستقبلاً مثل والديك!.
465
| 06 يوليو 2015
أكاديمية قطر لإعداد المربيات بحسب الهوية القطرية والإسلامية ..قد يبدو العنوان مثالياً يعد بالكثير لما تحتاجه الأسرة القطرية والمقيمة على حد سواء في مجال تربية الأطفال ودفع عجلة العمل من خلال تفرغ النساء لحياتهن العملية مع نشر ثقافة الأمان في البيوت بعد سلسلة من الحوادث المروعة التي ترتكب على أيدي الخادمات بحق الصغار والكبار معاً والتي انتشرت مؤخراً وباتت الشعوب الخليجية في خيفة من بعض الجنسيات الآسيوية والإفريقية المستقدمة للعمل في المنازل وهذه من الأسباب القوية التي دفعت بالمعنيين هنا في قطر إلى إنشاء هذه الأكاديمية المتخصصة في تأهيل مربيات ناضجات تتراوح أعمارهن بين 25 و35 سنة سيتم استقدامهن من دول عربية أهمها (السودان وموريتانيا) بالإضافة إلى قبول طلبات العمل من المقيمات العربيات في قطر والموافقة عليهن بعد اجتياز الاختبارات الأولية التي تعتمد على حساب الصحة العامة والنفسية وتوازن الشخصية بالإضافة إلى تمكنها من اللغة العربية الفصحى واللغة الإنجليزية وستكون الأكاديمية بحسب المعلن مجانية وستقدم منحاً مالية للمتدربات مع توفير السكن والتكفل بنفقات السفر من دول الاستقدام كما سيتضمن برنامج التأهيل دورات في اللغتين العربية والإنجليزية والرياضيات والدين الإسلامي والعلوم والتاريخ والجغرافيا وعلوم الحاسب ومهارات البروتوكول وغيرها ما يغري الكثيرات من الأخوات العربيات إلى تقديم الطلبات والالتحاق بهذه الأكاديمية للتمتع بمزاياها والعمل الذي سيعقب كل ما قيل أعلاه !..نعم حتى الآن تبدو الواجهة جميلة وداخل برواز أنيق وباهر ويعطي الفرصة الكبرى لخلق راحة لدى الأسر والتخلص من عناء الخادمات ومشاكلهن مع مكاتب استقدام الأيدي العاملة، والتي تتهرب من مسؤولياتها بعد انقضاء المهلة المحددة لضمانها الشخصي على الخدم ولكن – وأرى أنني بتُ توأماً لصيقاً لحرف الاستدراك هذا – هل ستقدم الأكاديمية المذكورة أعلاه دورة في (الأمومة)؟!..هل ستغرس في قلب كل مربية شعور ومشاعر(الأمومة)؟!..هل ستلقي بذور هذا الإحساس العظيم في قلبها وتطالبها قسراً بأن تسير وفقه وتتصرف بحسب بنوده التي لا تعد ولا تحصى بل ولا يُكتسب ؟!..هل فكر المعنيون بهذه الأكاديمية أن إنشاء مثل هذه الفكرة قد تكون له آثاره السلبية لاحقاً باعتبار أن إرهاصات هذه الآثار موجودة فعلاً ونعاني من لفحاتها الحارة ؟!..هل يتفق معي أحدكم في القول إن الدفع بالأمهات أكثر إلى سوق العمل وإغراقهن في بحوره سيوسع الهوة أو الفجوة بينهن كـأمهات وبين أطفالهن الذين سيقضون جُل وقتهم مع (مربية) قد ترافق نموهم وضحكاتهم وخطوة أقدامهم الأولى على الأرض وتعثرها على غفلة من الأمهات أنفسهن؟!..تخيلوا معي هذه المشاهد واحكموا وقولوا لي بعدها أجدتِ يا إبتسام أو جانبكِ الصواب ..حاولي مرة أخرى!.. كيف ستستطيع هذه الأكاديمية أن تدرس شخصية المربية (السوية) في دورة تأهيل لن تتعدى عشرة شهور وهناك من الخادمات اللاتي ارتكبن جرائم في حق أطفال صغار من عاش سنين في بيوت الضحايا وكن أفراداً من العائلة ويشهد لهن الجميع بحسن الخلق والطيبة طوال فترة خدمتها لكنها فجأة وفي ليلة ظلماء يُفتقد بها البدرُ تصبح قاتلة أزهقت روحاً بريئة يجري على لسانها بعد ذلك أعذار ما بين سوء معاملة الأسرة أو ربما لوثة عقلية أو ضغوطاً نفسية أصابتها فهل ستحصن الأكاديمية المربيات من تقلب الأمزجة وتغير النفسيات وكشف الشخصية الحقيقية للبارعات في التمثيل أو اللائي يتم استقدامهن للبلاد مسلمات وهن في الحقيقة عكس ذلك؟!.. فنحن وعوضاً عن المساهمة في زيادة أواصر العلاقة الأسرية نسعى وتحت غطاء مشروع وملون إلى تفكيكها وربما اختلاق مشاكل أكبر تتمثل في بروز ظواهر مستورة ستجد نفسها آنذاك وقد تكشف سترها وبانت عورتها مثل إقامة علاقات غير مشروعة أو زيجات خفية أو معلنة داخل هذه البيوت الذي قد يجد فيها رب البيت أيضاً في مربية أطفاله ما يفتقده في زوجته الغارقة في سوق العمل والمنشغلة بما يضمن نجاحها العملي لكنها سترسب وبجدارة في دورها كأم وزوجة !..فلماذا لا تعطى الأم العاملة والمضطرة إلى العمل إجازات مدفوعة وساعات عمل أقل بالإضافة لدورات تأهيل للتعامل والتعايش مع أطفالها في بيئة مثالية لا تتدخل المربية في خصوصيات الأم مع طفلها؟!..ثم ما هو الأهم لدينا وفي هذا العصر المتسارع الإيقاع أن تعمل المرأة أم أن تربي أطفالها بما سيتم تعليم أبجديته لهؤلاء المربيات؟!..وإن كان العمل ضرورياً فقد كان من الأولى أن تُفتح في مقرات العمل دور حضانة على مستوى عال من الحرفية وبنفس الكوادر التي سيتم تخريجها من هذه الأكاديمية ولكن ليس لاقتحام البيوت ولكن لمراعاة الأطفال على مرأى من الأمهات داخل مقر العمل حيث سنضمن إنتاجية العمل والأمان الأسري على حد سواء!..ومن رأيي أن فتح أكاديمية لإعداد فتيات مقبلات على الزواج ممن سيكن أمهات المستقبل على أصول تربية الطفل وتنشئته والوقوف على احتياجاته هو التصرف الأنسب والأفضل والأكثر مثالية وأحقية لأن هذا هو الدور الأول والثاني والثالث للأم وتأتي باقي المهام لاحقاً !..ولا يجب أن ننسى فعلاً أن وجود مثل هؤلاء المربيات الخريجات سيزيد من مظاهر (الرفاهية المجتمعية) وسيضاعف تواكل الأمهات عليهن في كل شاردة وواردة وستنشئ ما يسمى بـ (الغربة الأسرية) داخل المنزل الواحد فهل يعقل هذا التباعد الذي يأمله من فقد نعمة بعد النظر لما ستتكبده هذه المنازل لاحقاً وتلك العلاقات التي بتنا اليوم نفتقد حرارتها فكيف سنتحمل حرقتها بعد ذلك؟!..ولذا دعوني أقلها لسنا بحاجة لمن يصلح الخلل القائم بيننا في البيوت بخلل أكبر يختل منه ركن مهم من أركان المنزل..ولسنا تحت غيبوبة الأفكار الطارئة التي تجعلنا نصرف الأموال بصورة غير مدروسة وغير محسوبة لأننا ( بتنا في زمن وصفه أحد المغردين في تويتر يجب أن نقوم فيه بتربية الأمهات ليقمن بتربية الأطفال ) فمع وجود خادمات بسيطات غير مؤهلات مع الأطفال الآن تبقى الأم غائبة عن مسؤولياتها ودورها فكيف نأتي بمن سيجعل من الأم لاحقاً مجرد ضيفة في البيت؟!.. فلتساعدوا الأم العاملة بما يجعلها لصيقة بحياة طفلها لا أن تسلبوا هذا الحق منها وتحت مظلة شرعية لا ترتكب جريمة لكنها تشارك في ارتكابها بلا شك حتى وإن أدى الأمر إلى منح الأمهات رواتب في منازلهن لمن هن بحاجة فعلية للعمل لكن مسؤولية تنشئة أطفالهن تبدو المسؤولية الأكبر والأهم لدينا ولديهن!..فنحن نبحث عن أجيال قطرية وعربية تنهض على أيدي أمهاتها بعد أن قامت أرحامهن باحتضانها فهن الأجدر أن يتحملن معاناة التأهيل ليحصلن على كرم التحصيل في أبنائهن ومن الأنسب أن تقلل ساعات الأم العاملة لتتمكن من تربية أطفالها ..وعليه فإن ما أعلنت عنه أكاديمية تأهيل المربيات للبيوت القطرية والمقيمة أشبه بمن يطفئ ناراً مستعرة بزيت حار ويقول يا نار كوني برداً وسلاما !!.فاصلة أخيرة :الأم مدرسةٌ إذا أعددتها .... أعددتَ شعباً طيبَ الأعراقِ ... بيت شعري يحمل في كل كلمة منه مقالاً !
686
| 22 يونيو 2015
وصلني مظروف أنيق مكتوب عليه اسمي إلى مكتبي فاستغربت (شياكته) فهو على غير عادة البريد الخاص المرسل لي لا يبدو رسمياً ولا يأخذ من هذه الصفة شيئاً.. فضضته فإذا بعينين ترمقانني بحنان غريب!.. لا تخافوا فقد كانت مجلة خاصة برعاية دار المسنين القطرية وكانت صورة عجوز تلبس (بطّولة) تخفي معظم وجهها لكنها تظهر عينين وسط تجاعيد غائرة وبياض شرب الزمن رونقه ومقل سكب عليها العمر همومه وكأنها تشكو الله أين أبناؤها؟!.. قلبتها وبدأت بتصفح أوراقها الفاخرة.. ما أعظم هذه الدار المجتمعية التي تحظى باجر وخدمة هذه الشريحة الرائعة في مجتمعنا.. هؤلاء والذين أسميهم (بركة البيت) فيما لو ظلوا في بيوتهم ووجدوا من يخدمهم ويتكفل باحتياجاتهم ويحظى بدعوة خالصة منهم حتى وإن عجز بعضهم عن الكلام وإطلاق صوته.. هؤلاء الذين وجهتهم حظوظهم وظروف أهاليهم لان يكونوا في دار ترعاهم وتستجيب لكل ما يحتاجونه رغم أن فراق الأهل والأبناء لا يمكن لأحد أن يعوضهم عنه وكنت أريد أن أتعرف إلى سر هذه الصورة العجيبة التي تكاد تنطق من الغلاف، ورغم أنني حاولت أن أبحث عن قصتها داخل المجلة إلا أنه لا أحد كتب عنها شيئاً ولم تكن سوى صورة تعبيرية لنشاط الدار التي تمتلئ بهؤلاء العجائز والشيوخ والعاجزين، لذا قصدت إحدى أخوات صديقة لي تعمل هناك وسألتها عن بطلة مقالي هذا فقالت بأنها مجرد صورة لا تمثل أحداً!.. لا تمثل أحداً؟!.. قلتها مراراً وتكراراً وأنا أتعمق في نظرة هذه العجوز المغلوبة على أمرها الذي قادها القدر لأن تكون بطلة غلاف ربما على غير اختيار منها أو باختيار لا أدري لكنها كانت صورة مؤثرة تكشف مدى تقصيرنا تجاه هذه الفئة الطيبة بيننا ووجدت نفسي أهنئ نفسي ذاتها بأنني أوصي دائماً أبناء إخوتي باستشعار النعمة التي يحظون بها بوجود (كبار السن) في حياتهم بعد أن فقدتهم أنا في حياتي بوفاتهم.. ألا يتعالوا على (أمي) لأنها (الجدة) لهم وألا يهملوا (أبي) لأنه (الجد) لديهم وأن يحسوا بوجودهما بينهم على أنها نعمة كبيرة كما هي بالنسبة لي والحمدلله.. عليهم أن يعلموا ويتعلموا بأن مثل هؤلاء يجب أن يضمهم صدر البيت لا ذيله ولا خارجه وأن يتأكدوا بأنهم البركة والإحسان الذي يجب أن يبادلوه إياهم.. وأن من يرمي بأبيه وأمه الى دار العجزة ما هو إلا إنسان فشل في رد الجميل أو تهرب منه أو تنكر له وفي كل هذه الأحوال فقد معنى الإنسانية والرحمة والحب لمن أعطوه كل مقومات حياته وأخذ منهم في كبرهم كل ما تبقى لهم من الحياة وهو (البر) الذي يجب أن نغذيه في نفوس وقلوب صغارنا تجاه كبار السن وأن يروا كل ما فيهم ومنهم هو معنى حقيقي لكل ما هو أصيل وجميل نفتقده اليوم في حياتنا التي غلبت عليها السطحية والعلاقات الهشة الخالية من المشاعر الصادقة التي لا توثق تاريخاً بين الأجيال يجعلهم في ترابط مع الذكريات أو اتصال مع العادات والتقاليد التي انسلخ معظمنا منها للأسف الشديد تحت دعاوى الحداثة والموضة والتطور السريع الذي يمر به العالم في التربية والنشأة وفي كل مجالات الحياة!.. ولا يمكن لهاتين العينين الجميلتين المثقلتين بالهموم إلا أن تحملا من هم الإنكار وقطيعة الأبناء ما يجعلها تحمل تلك النظرة المعبرة التي لربما كان اختياراً رائعاً من دار المسنين أن يزينوا بها غلاف مجلتهم لكنهم لربما لم يعرفوا التأثير الذي وقع علي حينما شاهدتها وكأنني بها استحضرت صورة (جدتي) رحمها الله في تلك التجاعيد التي حكت قصة مؤلمة حول عينيها أو بالمياه البيضاء التي تجمعت في زواياها لكن بفارق واحد أن (أمي العودة) ماتت بيننا بعد ان شاركتنا سهراتنا وضحكاتنا وبعض طلعاتنا لكنها الخاتمة التي لا يمكن أن يفر أحد منها.. الخاتمة التي لم تعد تفرق اليوم بين صغير يحبو أو كبير يعدو!.. الموت الذي هز جنبات قلوبنا وبيتنا بفراق غاليتنا (مريم) التي عشقت اسمها ووددت لو أن والدي تذكرا بأن اسم مريم هو ما يناسبني أكثر!فاصلة أخيرة:لأنهم (الخير والبركة).. أضيفوا لحياتكم وبيوتكم شيئاً من البهجة بوجودهم بينكم!
973
| 16 يونيو 2015
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4335
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2253
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2241
| 10 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1458
| 06 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1038
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
747
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
681
| 05 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
657
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
630
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
579
| 07 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
تعود بي الذكريات الى أواسط التسعينيات وكنت في...
483
| 05 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية