رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
المناهج في قطر لا تُراجع كتعديل تقني فحسب، إنما تُبنى كفعل سيادي يستند إلى ربط المعرفة بحياة الطالب اليومية وبتوجهات الدولة الوطنية. تحول المقرر من مسافة بين الطالب وواقعه إلى جسر لبناء القيم وتحريك التفكير، لتُصاغ الحصة كحوار معرفي وفضاء لتشكيل شخصية الطالب قبل إعداده لمهارات العصر الرقمي، وليتحول الصف من وحدة تدريس إلى تجربة رقمية تفاعلية تُطوع التقنية لصالح بناء الشخصية الوطنية. وعند إطلاق منصة «مدرستي» الرقمية، قالت الوزارة في بيان صحفي: «نجعل التقنية محورًا يوميًا في مدرسة الغد لتكون كل قاعة صف بوابة تربوية تفاعلية تصل حاضر قطر بمستقبلها الرقمي.» كل الأدوات الجديدة من الأنظمة الذكية إلى التقييمات الرقمية والتعلم المدمج توظف لبناء إنسان يجمع بين الجذور والانفتاح، بين الذات والعالم، دون تفريط بجوهر الهوية.تقنية تُدار بوحي السيادة، لتصنع من كل صف قطري امتدادًا رقميًا لفكر وطني لا يُحتل، بل يُنتج. لتتحول المدرسة إلى مشغل معرفي يُمكن الطالب من صناعة المستقبل، لا انتظاره. وفي هذا التحول يصبح المعلم شريكًا في صياغة الرؤية وليس مجرد ناقل لها. المعلم... من منفذ إلى مهندس تربوي المعلم في قطر لم يعد مجرد منفذ لما يُقرر من أعلى، بل أصبح شريكًا في بناء المدرسة وصناعة المناهج والمشاركة في رسم السياسات التربوية الوطنية. ففي العام الماضي وحده، شارك المعلمون في أكثر من 150 ورشة تطوير مناهج على مستوى الدولة، أسهموا خلالها في تحديث المقررات وإدراج برامج وأنشطة تربوية تعكس واقع الطالب القطري واحتياجاته. بهذا التمكين أصبح المعلم بحق مهندس التجربة التربوية، يعيد ضبط العلاقة مع المؤسسة ويبني جسور الثقة مع الطلبة عبر الحوار والانتماء. وبهذه الشراكة يتحول المعلم من منفذ إلى مُصمم للمستقبل، كما أكدت سعادة الوزيرة: «نحن نؤمن أن تمكين المعلم هو حجر الأساس للإصلاح التربوي، لهذا بدأت ورش تطوير المناهج من اقتراحات واحتياجات المعلم في الميدان.» فالمعلم ليس طرفًا في المنظومة، بل نقطة ارتكاز في بناء الوطن. *لم تعد المدرسة القطرية مجرد جدران وصفوف تقليدية، بل تحولت إلى مشهد حي يُبنى فيه الوجدان الجمعي وتُحتضن خصوصيات الطلاب منذ لحظاتهم الأولى. صُممت البيئة المدرسية على أساس احتواء كل طالب ككائن له فرادته، مع تفعيل برامج الدعم النفسي والإرشاد التربوي بحرفية تراعي تعدد الخلفيات والسياقات، وتتيح لكل طالب فرصة حقيقية للنمو والتوازن الشخصي والاجتماعي. هذه الرؤية ذهبت أبعد من الورق، لتصنع بيئة تعليمية ديناميكية تتجاوز النمط التنظيمي، وتخلق مجتمعًا تربويًا مصغرًا ينبض بالتنوع والتفاعل. لتصبح المدرسة قطرًا مصغرًا يُعبر فيه الطالب عن وطنه قبل أن يخطو إليه. فلم تعد المدرسة تصوغ الشهادات فقط، بل تُعيد تشكيل الإنسان بصفته قلب السيادة. *بات التعليم في قطر جزءًا لا يتجزأ من منظومة سيادية تجمع بين كافة مؤسسات الدولة: الصحة، الثقافة، التكنولوجيا، الإعلام وغيرها. اليوم المدرسة ليست كياناً معزولاً، بل محور يلتقي فيه الفكر والخدمة والتقنية والثقافة ليُعاد تشكيل شخصية الطالب ضمن الوطن، لا على هامشه. تعمل وزارة الصحة على تفعيل برامج الدعم النفسي ووزارة الاتصالات على تطوير البُنى الذكية، وتدعم وزارة الثقافة مشاركة الطلاب في الفنون الإبداعية. أما الإعلام الوطني فيجعل التجربة التعليمية حاضرة في وعي المجتمع، ويعيد تموضع المدرسة في قلب المشهد العام. ولضمان العدالة الجغرافية في الوصول للخدمات التعليمية، أطلقت الوزارة مبادرات خاصة لدعم التعليم في المناطق الخارجية، مثل برامج تطوير المدارس في جميع أنحاء الدولة وتعزيز فرص التدريب والتقنيات الحديثة، بهدف عدم ترك أي طالب خلف الركب. هنا تُعاد كتابة السيادة، لا عبر القرارات فحسب، بل في قلوب الطلبة من الشمال إلى الجنوب. *تواجه التجربة التعليمية القطرية تحديات عصرية كمواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل، وضمان الإنصاف التربوي والعدالة الجغرافية. وقد أطلقت الوزارة مبادرات خاصة لدعم التعليم في المناطق الخارجية، مثل برامج تطوير المدارس في جميع أنحاء الدولة وتعزيز فرص التدريب والتقنيات الحديثة، لضمان وصول الجودة لكل طالب أينما كان. لكن فلسفة القرار في قطر تقوم على تحويل كل تحد إلى فرصة لتجويد النموذج وإعادة هندسة المنظومة باستباق مستمر، مع مراجعة المناهج وتوزيع الموارد لتحقيق الجودة للجميع بلا استثناء. لأن السيادة لا تُقاس بسهولة التعليم، بل بجدارته أمام التحديات. *لم يعد التعليم في قطر إجراءً إداريًا أو بندًا في الخطط السنوية، بل صار فعلًا سياديًا وأداة لصناعة الهوية الوطنية. الدولة ترسخ قناعة أن السيادة تبدأ من صفوف المدرسة، وأن المستقبل يُصنع في تفاعل الطالب والمعلم لا في البيروقراطية. التعليم هنا يُعلم كيف تُصاغ الأسئلة، لا كيف تُحفظ الإجابات، ويعيد بناء الإنسان بمزيج من العقل والانتماء. من صف الطالب إلى خطاب الدولة... التعليم يمضي كضمير لا يصمت، ومرآة لا تشوه صورة الوطن. ومن المدرسة، كما في الحلم، تُبنى السيادة يومًا بعد يوم.
237
| 30 يوليو 2025
شهد نظام التعليم في قطر خلال السنوات الأخيرة تحولات مفصلية أعادت تعريف فلسفة المدرسة ووظيفتها. لم يعد التعليم مجرد قطاع خدمي لنقل المعرفة أو تطبيق الأنظمة، بل أصبح مشروعًا سياديًا يُمارس فيه الانتماء، ويُصاغ داخله الإنسان القطري الجديد من خلال رؤية عصرية تواكب تحديات العصر. كما شدد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: «إن بناء الإنسان القطري هو رهاننا الأكبر، والتعليم صمام الأمان الأول لهويتنا الوطنية ومستقبل دولتنا». هذا التحول نال دعمًا غير مسبوق من أعلى مستويات القيادة. تدعمه رؤية ميدانية تقودها سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، والتي أكدت في تصريح لها: «نلتزم بأن تكون المدرسة نقطة انطلاق لكل سياسة تربوية، نستمع فيها إلى صوت الميدان التربوي ونمنح للمعلمين شراكة حقيقية في رسم ملامح المرحلة المقبلة». تحولت الحصة الدراسية إلى مساحة وجدانية حية، وانتقل النشاط المدرسي من روتين تلقيني إلى مختبر يومي تُبنى فيه العلاقة بين الفكرة والإنسان، وتُغرس فيه بذور الانتماء الوطني؛ فأضحت الحصة منصة يومية لممارسة السيادة الثقافية عبر بناء الإنسان لا تلقينه. هذا التحول العميق يُجسد روح رؤية قطر الوطنية 2030 التي وضعت الإنسان في قلب المشروع الوطني، وجعلت التعليم ركيزة للسيادة الثقافية وسقفًا يتجدد تحت ظله حلم الوطن. التعليم كقرار سيادي ورافعة تنموية لم تتعامل الدولة مع التعليم كبند روتيني في الموازنة أو مهمة خدمية تكميلية، بل اختارته كقرار سيادي ينبع من فلسفة ترى في المدرسة منبتًا للهوية وصياغة للمستقبل. صارت المدرسة فضاءً نابضًا تزرع فيه الشخصية القطرية، ويرسخ فيه الوعي والانتماء. وللتأكيد على مركزية التعليم، قال سمو الأمير: «الأوطان التي تضع بناء الإنسان في مقدمة خططها تضمن لنفسها البقاء والتميز». أصبحت السياسات التربوية إعلانًا سياديًا بأن بناء الإنسان في قطر جوهر تشكيل الدولة الحديثة، لا تفصيلًا إداريًا. ولهذا يُدار الإنفاق التعليمي على أساس التمكين الوطني، حيث تُستثمر الميزانيات في تطوير البنية التحتية الذكية، كإطلاق المدارس النموذجية الجديدة أو إدخال أنظمة تقييم رقمية وطنية، وتحديث المناهج، وتأهيل الكفاءات محليًا وعالميًا، فيُستثمر في صناعة العقول الوطنية، لا استيراد الحلول الخارجية، مع إشراف مباشر من القيادة العليا. هنا، لا تُعد المخصصات مجرد أرقام، بل أدوات استراتيجية تُحمى بالرؤية وتُفتح أمامها آفاق لا يحدها سوى طموح الإنسان. ليغدو التعليم أفقًا سياديًا يتسع للعقل والانتماء معًا. من الرؤية إلى الفعل.. التعليم فلسفة مجتمعية متكاملة لم يكن موقع التعليم في قطر محصلة قرارات وزارية منفصلة، بل نتج عن وثيقة سيادية أعادت رسم خريطة التنمية الوطنية: رؤية قطر الوطنية 2030. هذه الرؤية جعلت من التنمية فعلًا ثقافيًا واجتماعيًا وسياسيًا في آن معًا. تبرز «التنمية البشرية» كقلب نابض بين المواطن وطموحات الدولة، ليصبح التعليم حجر الزاوية في بناء المجتمع. هكذا لم يعد التعليم مجرد مرحلة تمهيدية للمهنة، بل أداة تصوغ الإنسان القطري المفكر، المنتج، المنتمي. تشكلت على مدى الأعوام فلسفة تربوية جديدة تبتعد عن التلقين، وتعامل المنهج كفضاء لصناعة الذات الوطنية. الكتاب المدرسي لم يعد مجرد وسيلة نقل معرفة، بل رمز لغرس القيم واستنهاض العقل وحلقة وصل بين الأصالة والانفتاح دون مساس بالهوية. هذا التحول كرس التعليم رؤية حية في صميم المجتمع، يعيد تشكيل الوعي الجمعي ويجهز الأجيال لامتداد سيادي يصنع المستقبل بإرادة أصيلة، ليغدو التعليم بوابة المجتمع القطري إلى السيادة الإنسانية قبل التقنية. التعليم أداة تمكين وتحرير التربية القطرية اليوم لا تكتفي بتطوير المناهج ولا بإدخال التقنية، بل ترى التعليم بوابة تحرير الفكر وتمكين الإنسان. الهدف يتجاوز اجتياز الامتحانات، ليُكيف شخصية تفاعلية مع العصر دون أن تنقلب على جذورها. وقالت سعادة الوزيرة لولوة بنت راشد الخاطر في بيان رسمي: «هدفنا الأكبر أن يكون الطالب القطري منتجًا للقيم، لا مستهلكًا للمعرفة فقط؛ نريده منفتح الذهن وواثق الجذور». تصبح المدرسة فضاء يُغرس فيه الانتماء، حيث يتحول الطالب من متلق إلى حامل لفكر السيادة القطرية في حياته اليومية، وتُصقل فيه الشخصية. التعليم لم يعد مجرد اكتساب معرفة، بل تكوين مواطن يعكس صورة قطر للعالم بأخلاقه ومبادراته وقيمه، لا بشهاداته فقط. والرؤية التحررية لا تعني القطيعة مع الثوابت، بل ترسيخ التفكير الحر داخل إطارها، بحيث تُفتح نوافذ المدرسة على العالم من داخل الذات الوطنية. وهكذا يصبح الطالب القطري نقطة انطلاق لرواية وطنية جديدة تُكتب من الصف، لا تُستورد من الخارج، عبر مشاريع العمل المجتمعي داخل المدرسة التي تعزز حس المسؤولية والانتماء.
456
| 22 يوليو 2025
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6300
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5079
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3777
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2856
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2511
| 23 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1632
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1563
| 21 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1458
| 26 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1077
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
990
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
984
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
960
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية