رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أنا باحث في هذه العلوم منذ سنين طويلة، في علم الأعداد، والطاقة، والرموز، وفي علاقتها العميقة بحركة التاريخ والجغرافيا وسلوك الأمم، وبإذن الله تعالى سأصل إلى الحقيقة العلمية. وفي اليوم الوطني لدولة قطر، لا يكون الاحتفاء مجرد استذكار لتاريخ التأسيس، بل فرصة للتأمل في معنى الدولة، وفي سرّ تحوّلها من كيان جغرافي محدود إلى حضور عالمي مؤثر. قال العالم نيكولا تسلا عبارته اللافتة: «من يعرف عظمة الأرقام 3 و6 و9، يملك مفتاح الكون». لم يكن تسلا شاعرًا ولا صاحب خيال منفلت، بل عالم أدرك أن الكون تحكمه أنماط عددية وترددات دقيقة، وأن الجذب ليس صدفة، بل نتيجة انسجام بين البنية والوظيفة. ومن هنا جاء ما يُعرف بقانون 3-6-9، وهو في جوهره قانون التوازن والجذب. في هذا السياق، يمكن قراءة قطر قراءة مختلفة، لا تلغي السياسة ولا الاقتصاد، لكنها تضيف بعدًا رمزيًا تأمليًا. فإذا قرأنا اسم قطر بعلم الجُمَّل الكبير، وجدنا أن قيمته العددية هي 309. رقم يتكون من 3 في البداية، و0 في الوسط، و9 في النهاية. بداية، ومركز توازن، واكتمال. أما الصفر، فليس عدمًا، بل ما تسميه الفيزياء الحديثة نقطة الطاقة الصفرية، أي مركز السكون الذي تنطلق منه الحركة المتزنة. واللافت أن الرقم 6، وهو قلب معادلة تسلا، يظهر ضمنيًا بين 3 و9؛ فحين نطرح البداية من النهاية (9 - 3)، يظهر التوازن. كأن الاسم ذاته يحمل معادلة الانطلاق والاتزان والاكتمال في بنيته العميقة. لكن المعنى يكتمل أكثر حين ننتقل من الاسم إلى الزمن. اليوم الوطني لدولة قطر هو 18 ديسمبر. وعند اختزال هذا التاريخ عدديًا، نجد أن اليوم (1 + 8) يساوي 9، وأن الشهر (12 + 1 + 2) يساوي 3. وهكذا، يتكرر الرقمان نفسيهما اللذان حمَلهما الاسم: 3 و9. وحين يتوافق الاسم مع الزمن، يتحقق ما يسميه علماء الطاقة الرنين؛ أي أن الأثر يتضاعف لأن الهوية واللحظة تسيران على النغمة ذاتها. هذا التوافق بين الاسم (309) واليوم الوطني (3 و9) ليس احتفالًا بالأرقام، بل إشارة إلى انسجام أعمق بين الهوية والتاريخ. وفي مسيرة الدول، يكون هذا الانسجام أحد أسرار الثبات والاستمرار. ويزداد العمق حين نلاحظ أن الرقم 309 ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: «ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعًا». وهو رقم ارتبط في النص القرآني بالثبات عبر الزمن، وبالظهور بعد طول انتظار، وبالتحول إلى علامة. وليس المقصود إسقاط المعنى، بل استحضار دلالة: أن بعض الكيانات تُعدّ بصبر، ثم تظهر بوظيفة مؤثرة في وقتها المناسب. وفي الواقع المعاصر، جسّدت قطر هذا المعنى بصورة عملية. فقد اختارت منذ تأسيسها أن تبني قوتها على التوازن لا الصدام، وعلى الجذب لا الإكراه، وعلى الحضور الهادئ لا الضجيج. أصبحت قطر محورًا دبلوماسيًا، وبوصلة إعلامية، ووجهة اقتصادية، وملاذًا إنسانيًا، رغم محدودية المساحة. وهذا هو جوهر الرقم 6 في معادلة تسلا: أن تكون نقطة التقاء لا ساحة صراع. في اليوم الوطني، لا نحتفي فقط بتاريخ التأسيس، بل نحتفي بمعنى الدولة: دولة فهمت أن التأثير لا يُقاس بالحجم، بل بالاتزان، وأن الجذب أقوى من الدفع، وأن الثبات على المبدأ يصنع المكانة. بهذا المعنى، يمكن النظر إلى قطر بوصفها بوصلة في عالم مضطرب؛ لا تفرض الاتجاه، لكنها تكشفه. خلاصة القول إن قطر، اسمًا وزمنًا ودورًا، تقف في قلب معادلة 3-6-9: انطلاق واعٍ، اتزان راسخ، واكتمال وظيفي جاذب. وفي يومها الوطني، تتجدد هذه المعادلة لا بوصفها رقمًا، بل بوصفها قيمة وطنية جعلت من قطر دولة حاضرة بثبات، ومؤثرة بهدوء، وجاذبة بثقة.
342
| 23 ديسمبر 2025
يُعدّ اليوم الوطني لدولة قطر محطةً أساسية في الوعي الوطني، إذ يُعيد إلى الأذهان لحظة التحوّل من مجتمع قبلي متفرّق إلى دولة موحّدة ذات سيادة، تقف على أسسٍ متينة من التاريخ والهوية. إنّ دراسة نشأة الدولة القطرية لا يمكن أن تُفهم بمعزل عن سياقها التاريخي والإقليمي، إذ تشكّلت قطر ضمن بيئةٍ خليجية معقّدة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وشهدت تفاعلاتٍ متواصلة بين القوى المحلية والإقليمية والدولية منذ القرن السابع عشر الميلادي وحتى اليوم. أولًا: البيئة التاريخية والاجتماعية لقيام الكيان القطري كانت شبه الجزيرة القطرية، بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي المطلّ على الخليج العربي، محورًا للتجارة والملاحة منذ العصور القديمة. ومع تزايد النشاط التجاري بين الهند وبلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية، أصبحت قطر ملتقى للقوافل البحرية، مما أسهم في ظهور مراكز عمرانية صغيرة على الساحل مثل الزبارة والدوحة والوكرة. ومع بدايات القرن الثامن عشر، أخذت ملامح المجتمع القطري تتبلور حول أنشطة اقتصادية رئيسة مثل صيد اللؤلؤ والتجارة البحرية، وهي أنشطة تطلبت التنظيم والتعاون بين القبائل الساحلية. وفي تلك المرحلة بدأت قطر تبرز ككيانٍ متميز عن محيطها الجغرافي، مع بروز شخصيات قيادية من آل ثاني الذين مثّلوا عنصر توحيد وتوازن في مجتمعٍ قبلي متنوع. ثانيًا: مرحلة التأسيس وبروز الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني يُعدّ الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني (1825–1913م) المؤسس الحقيقي لدولة قطر الحديثة. فقد ورث عن والده الشيخ محمد بن ثاني الحكمة والحنكة السياسية، وسار على نهجه في توطيد أركان الحكم وتوحيد القبائل تحت راية واحدة. وفي فترةٍ شهدت تنافس القوى الإقليمية (العثمانية والبريطانية)، أدرك الشيخ جاسم أن الحفاظ على كيانٍ قطري مستقلّ يتطلب مزيجًا من الواقعية السياسية والصلابة الوطنية، فعمل على تحقيق الاستقلال الذاتي دون الدخول في صدامٍ مباشر مع القوى الكبرى. لقد مثّلت معركة الوجبة سنة 1893م نقطة تحولٍ حاسمة في تاريخ قطر؛ إذ أظهرت قدرة القطريين على الدفاع عن أرضهم ضدّ محاولات الهيمنة الخارجية، ورسّخت مكانة الشيخ جاسم قائدًا وطنيًا ورمزًا للوحدة والاستقلال. ومنذ ذلك التاريخ، يمكن القول إن ملامح الدولة القطرية أخذت شكلها المؤسسي الأولي، حيث بدأت الدوحة تتحوّل إلى مركزٍ إداري وسياسي رئيس. ثالثًا: التأسيس كعملية تاريخية متراكمة من الخطأ النظر إلى تأسيس دولة قطر كحدثٍ واحدٍ أو تاريخٍ محدد، بل ينبغي النظر إليه بوصفه مسارًا تاريخيًا تراكميًا امتدّ عبر عقود. فما بدأه الشيخ محمد بن ثاني من توطيدٍ للقيادة، وطوّره الشيخ جاسم من تأسيسٍ للكيان السياسي، استمرّ مع خلفائه في صورة بناء مؤسسات وإدارة الموارد وتنظيم الشؤون العامة. إن هذا التراكم هو الذي جعل من قطر دولةً ذات شرعيةٍ تاريخيةٍ متجذّرة، لا وليدة ظرفٍ طارئ أو استعمارٍ مفروض. رابعًا: الأسس الفكرية والسياسية للتأسيس يمكن تلخيص فلسفة التأسيس القطري في ثلاثة مبادئ محورية: 1. الاستقلال والسيادة: فقد كانت قطر منذ بداياتها حريصة على إدارة شؤونها الداخلية بعيدًا عن الوصاية، سواء من القوى الإقليمية أو الدولية. 2. الشرعية القائمة على الإجماع الاجتماعي: إذ نشأت القيادة السياسية من توافق القبائل والبيوتات القطرية، لا من فرض القوة. 3. الموازنة بين الانفتاح والهوية: حيث حرصت الدولة الناشئة على الانفتاح على العالم العربي والإسلامي دون التفريط في الخصوصية القطرية والخليجية. خامسًا: جهود البناء والتحديث المبكر في النصف الأول من القرن العشرين، شهدت قطر تحولاتٍ مهمة مع ظهور النفط بوصفه موردًا اقتصاديًا جديدًا، ما أتاح للحكومة القطرية تطوير البنية التحتية وتحديث الإدارة. ومع تولي الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (1949–1960م) الحكم، بدأت معالم الدولة الحديثة تتشكل: • تأسيس أولى الدوائر الحكومية. • تنظيم التعليم والرعاية الصحية. • تطوير العلاقات الدبلوماسية مع العالم الخارجي. ثم تواصلت مسيرة البناء مع الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، الذي أعلن استقلال قطر عام 1971م، فدخلت البلاد مرحلة جديدة من التطور المؤسسي والسياسي. سادسًا: اليوم الوطني… رمز الذاكرة والتجدد في كل عام، حين تحتفل قطر بيومها الوطني، فإنها لا تحتفي بميلاد دولة فحسب، بل تُجدّد عهدها مع قيم التأسيس الأولى: الوحدة، السيادة، الإخلاص، والعمل. إن اليوم الوطني ليس تكرارًا لاحتفالٍ رسمي، بل هو تجسيد للذاكرة التاريخية التي تذكّر الأجيال بأن ما تحقق اليوم من نهضة وتنمية ومكانة دولية هو امتدادٌ مباشر لتلك الجهود التي بذلها المؤسسون الأوائل. وأخيراً أقول:- إنّ التاريخ القطري يمثل نموذجًا فريدًا في العالم العربي والخليج، حيث تمكنت قيادةٌ حكيمة من تحويل مجتمعٍ صغيرٍ في العدد إلى دولةٍ كبيرةٍ في الفعل والتأثير. لقد أثبتت التجربة القطرية أن بناء الدولة لا يكون بالموارد فقط، بل بالإيمان بالمصير، وبالقدرة على الموازنة بين الأصالة والمعاصرة، وبين الثبات على المبادئ والتفاعل الإيجابي مع العالم. ولذلك، فإن اليوم الوطني لدولة قطر هو احتفاءٌ بجذور التاريخ وبثمار الحاضر معًا، وهو مناسبةٌ لتأكيد أن ما بدأه الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني بالأمس، يتواصل اليوم في ظلّ قيادةٍ واعية جعلت من “قطر” اسمًا يُذكر مقرونًا بالإنجاز، والكرامة، والرؤية المستقبلية.
234
| 16 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1989
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...
1563
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1143
| 22 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
1113
| 24 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...
1080
| 26 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
906
| 25 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
666
| 24 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
660
| 23 ديسمبر 2025
أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...
582
| 29 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
558
| 23 ديسمبر 2025
منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...
531
| 26 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
513
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية