رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
اليوم رُفعت أعمالنا، بخيرها وشرها، واليوم نبدأ صباحنا بكوبٍ من القهوة كما كنا نعملُ من قبل. لم تسعني الكلماتُ لأكتب عنك، لم يكفني الوقتُ لأُرحبَ بك، فسرعان ما اقبلت، وسرعانُ ما قد مررت. نسألك أثرًا طيبًا وروحًا مطمئنةً وفؤادًا راضيًا، نسألك نفسًا تستيقينُ عِظم فضلك ولطفك، وكرم رحمتك ونوالِك. يا رمضان، ها قد مضت لياليكَ خلال عامنا هذا، ولا ندري إن كان قد كُتبَ لنا لقاء آخر، أم أنه قد انقضى عهدنا معك. ولا ندري ما قدمناه من عمل، أصالحٌ أم طالحٌ، أخبيثٌ أم طيب، أمُتقبل عندك أم كالهباء المنثور. ولكنني حتمًا خرجت منك بنظرةٍ ما، وها أنا قد أتممت أيامك متيقنة أن القائم في رمضان يستطيع أن يقيم كل لياليه النمطية كما اجتهد فيك وأكثر، وأن الصيام والنوافل لا تتعارض مع حيواتنا العملية، بل يُزكيها ويمدها صبرًا وتوفيقًا، وأن حاجتنا للفقراء وحاجتهم لنا لا تُقترن برمضان وحسب، وأن عمل الخير لا يرتبط به وكفى. وأن كل مُبرراتنا هي حُجج بشرية لا محل لها. خرجتُ وقد استيقنت نفسي بأن الليلة التي اختلطت بجهدِ الطاعة تمضي ويبقى منها الأجر والصبر، وأن اليوم الذي امتزج فضول وقته بمعصية مضى أيضًا، ولكن بقيَ وزره. وأن صيامنا هو بمثابة التخلص من فضول الكلام، والنظر، والطعام، والشراب. وأخيرًا، إن التقلل من كل هذه الفضول هو أشدُ ما يُعيننا في حيواتنا وبعدها.
2439
| 21 أبريل 2023
شعور مُهيب حينما تظن أن عملك كفيل بأن يورثك جنته تعالى، لم أكن أظن بأن عقلي قد أوحى لي هذه الفكرة في نفسي، إلا حينما اهتزت أراضي سوريا وتركيا. شعور مُخيف حينما تنسى أن الجنة باهظة جدًا، ومُرعب أن تتيقن أن عملك لم يكن تلك العملات النقدية الموصلة لها. أتوقفنا للحظة ونزعنا عنا لباس هذه الدنيا الفارغة؟ هل أخذتنا الرجفة حينما شعرنا بخلو ذاك الدلو أو فراغ سلة المحاصيل؟ في جوف ليلة ما ككل الليالي المعتادة، أو بالأصح ككل الفرص المتتالية، بينما القيام كأي قيام، والليل كأي ليل، والمؤذن كأي مؤذن، والتلاوة كأي تلاوة، والآيات هي نفسها التي مررنا بها بالأمس، والتعب هو نفسه، والنعاس غالب كما لو أنك تفيق لدوام كدوام الأمس بمواعيده ولحظاته المتكررة. أبدًا، لم يكُن ذاك الشعور هو نفسه.. فقد خاض العقل بمتاهة رعب جديدة، حينما هُدِّمت المنازل وشُقِّقت الأراضي. فقد خاض القلب أحاديث لم يسبق له الحوار بها مع نفسه أبدًا، حينما فارت دماء البشر، وتيتم المسكين وهُجِّرَ الغني والفقير. فقد كان خيالي حقيقيا لدرجة، بأن يشملني ذاك الزلزال البعيد، وكأنني تحت هزات واقعية، زلزال أخذني بغتًة وأنا على سجادة الصلاة في جوف تلك ليلة! المُصيبة كلها كانت بالسؤال الآتي: لمَ شعرت وكأنه ليس بحسن الختام؟ لِمَ لَم يكن الوضع موضعا للرضا، موضعا يجعلني أقول «توفني على هذا»؟ حتى اليوم أعيد صياغة هذا السؤال مرارًا وتكرارًا، وفي كل مرة أجيد الجواب نفسه «لست مستعدة». وأيقنت أنه مهما كثرت الطاعات ومهما بلغنا من العبادات والنوافل، فإننا مقصرون، ولسنا ببالغيها ولو بشق تمرة. الزلزال عبرة لنا قبل أن يكون ضربة قاضية لمن هُدمت ديارهم ومساكنهم، الزلزال يجب أن يعيد نظرتنا للحياة وبعد الممات حتى لأتقى الأتقياء، سنشهد مثله وغيره الكثير، أمتى نستعد ونستقيم؟
657
| 28 فبراير 2023
ربينا بالدلال لا بين غيمات الدلع، وعلى الرشد لا على التيه، وعلى الإنفاق إن استطعنا لا على قبضة اليد، كبرنا على العطاء لا على الامتلاك، كبرنا بمقولتها رحمها الله "منكم وإليكم". المقولة التي لطالما لم أسمعها مباشرة بأحبال صوتها، ولكن كانت ذكراها قد فعلت وحدثتنا عنها، حتى باتت حروفها مغموسة بواقع حياتنا وتاركة بركاتها. لربما أعبر وأكتب بضع كلمات بسن العشرين، ولكنني غارقة بمعانيها سلفا، ومؤمنة بأننا لم نكبر بليلة وضحاها ولم نكبر بالحليب والتفاح، لم نكبر إلا بعطائهم، ببذلهم، وبسعيهم. منكم كل الحب، منكم كل الجهد، وإلينا وعلينا كل السعي والتحقيق. منكم كل الطرق والسبل من بعد قسمته تعالى، وإلينا وعلينا وقع حق الاختيار والمضي فيه. منكم الدعاء، وإلينا تأتي الإجابة. أعتذر باسمي وباسم كل الأبناء عن زلات الأمس، وعن أخطاء اليوم والغد، أعتذر لأننا أنانيون جدًا تجاه كرمكم، متحيزون جدًا لأنفسنا، ولأننا حتى اليوم غير مدركين لفضلكم، ولأننا حتى اليوم لم نوقن الصورة بكامل تفاصيلها بعد. وباسمي واسم جميع الأبناء المدركين وغير المدركين، اليقظين والغافلين، أشكر كل الآباء والأمهات لا على ما بذلتموه من طاقة، بل على ما كان فوق طاقاتكم، وعلى ما هو خارج نطاق سيطرتكم، وعلى ما هو أكبر وأضخم من سعتكم. والديَّ الغاليين، القريبين، المتمسكين بنطاق الصعوبة، يا باسطي أيديكم وأطرافكم في عمق تلك التربة الضحلة الجافة. "نحن الثمار وأنتم الغيث والنور والسقيا، أنتم في القصد والسبيل"
2088
| 24 يناير 2023
كيف لعلاقة ما أن تسير دون تغافل؟! كيف يتفاهم ويتعايش الأخلاء والاخوان؟ كيف للزوج أن يطيق زوجته دون تغافل؟ كيف للأم أن تحمل ضغط الابناء والزوج وضيق جدران المنزل دون تغافلها عن هذا كله؟ واللهِ وباللهِ إنها لم ولن تسير ولو بميلٍ واحد. ليس الحل بأن نقف طويلًا أمام السلوكيات والمواقف التي تصدر عن أتباعنا البشر، وما علينا سوى أن نقوم بالتغافل والتناسي او حتى التعامي، فقد يتغافل الأسوة الحسنة من الآباء عن بعض أفعال ابنائهم، ولكنهم لا يغفلون عنها أبدًا لأنها صفة تربوية مهمة في معظم الحالات، فكيف إذا أوقف ابنه عند كل زلة؟ كيف تبنى ثقته بنفسه؟ او كيف يختبر بالحياة؟ كيف يجرب قدراته؟ كيف إذا وقف بوقفة الشدة وأمسك بعصا التصيد والمصيدة؟ بالطبع لكان تعب وأتعب دون فائدة. بعيدًا عن التربية، لا مثالية لا كمالية لا أبدية، إنما المسألة كلها بالتغافل، فلولاه ما دامت المودة وما طاب العيش، إن العلاقات كلها تتطور وتنجح بالتغافل، فقد قيل "إن العافية كلها نجدها بالتغافل" التغافل عن اخطائنا وعن الزلات. التغافل والتغاضي احيانا يحول غير المحتمل لمحتمل، وغير المكتمل لمكتمل، التغاضي عن العلاقات والصداقات وسفاسف الأمور التي نحسبها مهمة وإذ بنا نرى مدى صغرها وقابليتها بغض النظر عنها. أحيانا نتغافل لنحفظ طاقاتنا، أنفسنا وحيواتنا أو لنبدي كرامتنا ومكارم اخلاقنا ولنكسر شر المواقف والحوارات الضائعة. احيانا نتغافل لقلة الحيلة، نتغافل لأن بالمقال قد تضيع الحروف ولأن بالعتاب قد تُظلم المشاعر. ولكننا لا نتغافل هناك، هناك عند الأقرب إلينا من حبل الوريد. هناك، على سجادة اليقين وفوق سجادة الإيمان واليقين. لا أعلم كيف تنتهي عندكم فيضانات التغافل، ولكني أُنهيها ببثها إليه سبحانه على تلك السجادة، وأعود كما لو أنها لم تكُن، كما لو أنها لم تكُن أبدًا.
1203
| 20 يناير 2023
كنت قد قرأت يومًا عبارة لم ألتمسها عن قرب، وكان قد قيل فيها «نحن نجني ثمار ما نواظب على تكراره»، سماعها وعملها كان معروفاً بالنسبة لي سلفًا. لكن لنقف عندها قليلًا ولنفعل زر الإدراك والتأمل. فأنا على سبيل المثال، أبدأ يومي بلا وعي وعيناي مغمضتان لأرتب فراشي سريعًا وكأنه سيفوتني الفوت! إن بعض العادات باختلافها وتفاوت مراتبها فمنها البسيطة وأخرى الكبيرة، ومنها المهم وغير المهم، كلها إنجازات يومية حقيقية إذا داوم عليها الإنسان حق المداومة. كل هذه العادات هي توابع نتتبعها أو هي نقاط الانطلاقة لأي مطلب تطلبه. فالصحة مطلب تحققه المداومة على عادات صحية، وراحة البال مطلب يتطلبه دوام الرضا والعفو، التفوق والنجاح مطلب حقيقي لا يُحقق إلا بالمداومة على طلب العلم والنفع به، وغيرها الكثير من المطالب العظيمة التي لا نجنيها إلا باكتساب وتفعيل تلك العادات الذرية باستمرار. تلك الثمار التي نجنيها هي نتائج سعينا عبر أبسط الأمور وأبسط الوسائل، فكيف هو الأمر؟ إن الأمر كله يكمن بالنظر لأصغر التفاصيل، كيف تسير؟ أو كيف تنتهي؟ وكيف تكون المداومة عليها؟ من هذا الباب ومن هذا المنطلق تنتهي فكرة التفاصيل الصغيرة التي كنا نتساءل حولها لتفاصيل أكبر وأعظم منها، لن أقول للنتائج، لأنها فكرة أنا شخصيا لا أؤمن بها، بل للغايات والمطالب التي تأتي بعد كل فصل وبعد كل تفصيلة صغيرة داومنا عليها يوما ما. فأيقنوا أن من طاب غرسًا طاب جنيًا وثمارًا ومن خبث بها فقد خبث جنيًا وحصادًا. عمومًا، انظروا لتفاصيل عاداتكم فهذا المطلب المهم للغد ولبعد الغد، فالعُمر زرعٌ أوَّلُه غرسٌ وآخره ثمرةٌ. وعن توضيب فراشي فإنه يجعلني أبكر من وقت المنبه لا أكثر ولا أقل! طالبة في جامعة قطر
1656
| 27 ديسمبر 2022
كل ما تبقى أيام.. أيام مليئة بالحماس، بالصبر، بالترقب، وبتخيل ملامحك الصغيرة اللطيفة، أيام وتكونين الحفيدة الأولى لوالديَّ، يا الله كيف سأخبرك عن حماس والدتك بتجهيزك، سأريك بعضا من مراحل تجهيزك لِتَرَيها، سأخبرك كيف دمعت عيني عندما رأيت صورة لتلك الدودة القماشية التي ستلف حول جسمك القطني، سأخبرك أنه لن تحمل تلك القطعة القماشية قلبك كما ستحمله امي وابي، سأخبرك عن عيني والدي كيف أصبحت فور رؤيتك وعن دموع أمي برؤيتك، إنني أراها منذ الآن. ياااه! كيف مضى كل ذاك الوقت، كيف مضت طيلة التسعة شهور! وسيمضي باقي عُمرِك كما مضت! سأخبرك عن سرعة مرور الوقت وكأن والدتك كانت بالأمس هي أختي في ذات الغرفة، وكأنها هي نفسها من كانت تثرثر فوق رأسي لحظة إغلاق عيني للنوم، وكأننا ما زلنا في حافلة المدرسة نتبادل أطراف الحديث عن مستقبلنا ونحن جائعتان ومنهكتان، ولربما غاضبتان ومتأخرتان، سأخبرك عن كل التفاصيل واحدة تلوَ الأخرى، وبصراحة لم اتحمس لأمرك حتى هذه الأيام الأخيرة، خالتك تُرحب بك منذ اليوم بشوق حقيقي، لحظة! أقلتُ خالة؟! شعور غريب لا تصفه هذه الكلمات، ولكن تاللهِ لأنني أحببتك قبل وِلادتك، حياكِ الله وبياكِ في هذه الدنيا، في دنيا والدتك فيها هي اختي، حياكِ الله يا بضعة منا وبياكِ. إليكِ يا ذات الحُسن والبهاء ويا شديدة الجمال.. هَيَا. حفظكِ اللهُ ورعاكِ طالبة في جامعة قطر
837
| 05 ديسمبر 2022
عندما تتعب أو تمل، ستسعى سريعًا نحو تغيير مزاجك بالخروج، بالترفيه، بالتسوق، بالأكل أو بالشرب. أحيانا قد تنجح خطتك وتتحسن نفسيتك تلك المتقلبة لتارات وتيارات غريـبة، وفي حينٍ آخر قد يبقى ذاك النقص كما هو وإذ بك حتى تزداد سوءًا! كما لو أنك لست بحاجة لكل تلك الأمور! سنبقى بين حالة من التجاذب المغناطيسي غيرالمثبت فيزيائيًا، ولكنه يُدرج تحت مفهوم المكون البشري أو الجبلي. الأمر تماما كقطبين إحداهما موجب وآخر سالب يتجاذبان. الروح والجسد، سيبقى كل منهما يشدان ويجذبان رغباتهما في ذات الحين، ليبقياك في حيرة من أمرك، إن الأمر تمامًا هو أن جسدك بحاجة للأرض وما عليها، وأن روحك تحتاج لما هو سماوي ورباني خالص، فإنها تحتاج لعلو حقيقي يسمو بها ويطهرها من كل شوائب الأرض تلك التي يحتاجها جسدك باستمرار. فلأن كلاً من جسدك وروحك يَرتويان من صنابير وينابيع مختلفة، فإن جسدك يعيش وهو عالق بكل ما يشتهيه من طعام وشراب ونوم وغيره، أما روحك فقد تتغذى بما يتنزل من عند مرجعها، تتغذى بالذكر، بالعبادة، بكلام الله تعالى. فعن شعورك بالعطش فإن منبعه هو جفاف جسدك.. وهو إشارة لحاجته! وعن شعورك بالضيق فإن منبعه هو جفاف روحك.. وهو أيضًا إشارة لحاجته! فاعلم أصل كل داء واختر دواءك الذي يناسبه واعلم أي مطلب ستلبي، وأي حاجة ستقضي.. إن الامر ليس حربا، إنما هو تكامل بين ميزان قد يعلو تارة ويدنو تارة أخرى. طالبة في جامعة قطر
861
| 15 نوفمبر 2022
علمتُ شيئًا أو بِالأصَحِ لقد أيقنتَهُ تمامًا.. علمتُ أننا ننظُر للأمورِ بعينِ المعرفةِ فقط، لا نوقن أولا نؤمن بذات الشيء، يُواسيكَ هذا وذاك في عز مِحنتك وأنتَ تعرف حروفَ هذا الكلام حتى كدت تحفظها، فلا يؤثرُ بكَ ولا يحسنُ من حالتك، والسبب وراءهُ هو أنك لا توقن ما تقولهُ نفسُك حتى! الأمر تمامًا كحامِل المِظلة وهو ذاهب لصلاة الاستسقاء، فهو يعلم أن في إقامتها طلب لنزول الغيث ولكنه اتى ربَه سائلًا إياه وحاملاً يقينهُ معه، أو كحالُنا ونحن نستغفر ليلًا موقنين زوالِ المِحن ثم نَغفو على ذاك اليقين الهادئ، أو حين ننطق بالباقيات الصالحات ثلاثا وثلاثين مرة قبل النوم موقنينَ بأنها الوسيلة والوصية التي تعيننا وتقدرنا على تحمُل طوال اليوم التالي، وكما هو الأمرُ تمامًا معَ كُل رَكعَتَي ضُحى صباحية، نسحب خلالُها هواءَ اليقينِ داخلنا بشهيقٍ طويلٍ يمتدُ من قولنا " الله أكبر" وحتى "ولَسَوفَ يُعطِيكَ رَبُّكَ فَتَرضَى" إذ بزفيرٍ نقيٍ يتبعُهُ، زفير نتخلص به من كل شظايا الدنيا وهمومها. أكيفَ يصبحُ الحالُ عند مرورِنا بقوله "ما وَدعَكَ ربُّكَ وما قَلَى" أكيفَ تُقشعِرُ أجسادُنا إيمانًا ويقينًا.... فلكل موقن ومدرك لفقهِ هذهِ المعاني، لكل من يوقن ويلتمس معنى كلمة الحمد لله حين يُسأل عن حاله، كيف حال يقينك اليوم وأين وضعت معرفتك الكلامية المعتادة بجانب حسك ويقينك؟
4698
| 27 أكتوبر 2022
كنت أعود من الدوام مباشرةً لأبدل الثياب بغيرها وأنا مُنهكة ونعِسة، بثيابٍ كتِلك التي ترتديها مُعلماتي، حسنًا! لقد كنت أنسقها ليلًا من خزانة والدتي وأضيقها بكباساتٍ وما إلى ذلك.. كانت متعة انتظار العودة للمنزل تملأ تجاويف معدتي وترقص فيها كالفراشات، وكنت اقتبس أدق تفاصيل بعض المعلمات لأقلدها عند عودتي والبدء بمدرستي الفريدة من نوعها في إحدى زوايا بيتنا الدافئ، بصراحة لقد كنت أدرس وأستمتع في آنٍ واحد، كنت أمتلك ألوانا وأنواعا عدة من أقلام السبورة، ولا أكاد أنسى الأزرار المغناطسية وأوراق الأهداف والمعايير التي كنت اجهزها ليلًا، وتجهيز العروض الصفية التي كان يستغرق تجهيزها وقتًا طويلًا جدًا، وأذكر تفاخر أمي بكل هذا أمام معلماتي عند حضورها بعض الحصص الدراسية "المُعايشة"، ويا فرحتي وبهجتي إذا جلب لي والدي عُلبةً جديدة، فكأن قلبي يحملها قبل يداي، ويحتفظ بها في سلة تشبه سلة المعلمات المُبعثرة. وخلال ساعات العصر، وهو وقت قيلولة أفراد أسرتي، تبدأ رحلتي الدراسية الفريدة من نوعها، ورحلة تلقين حبيبات الهواء! مبتدئة بتوزيع الملازم والاختبارات على الأرض وكأن طالباتي معي يسمعون ويرون، وحل مسائل وشرح مفصل بضمير حي جدًا، كنت حتى أحب أن أغضب أحيانًا كالمعلمات تمامًا، ويا خجلي وحُمرة وجهي إذا صادفت هذه اللحظات وقت خروج أبي للدوام.. كنت أشعر بجنوني أحيانًا وأضحك عليه، كما أفعل اليوم تمامًا. طالبة في جامعة قطر
867
| 12 أكتوبر 2022
بدايةً وقبل مواجهة العالم الخارجي، أولًا وقبل كل شيء.. العائلة التي تعول الفرد نفسه وتوجهه وتنميه، وهي المهد الأول والحاضن القوي لأبنائها واحفادها، وهي المكسب الاول الذي يكتسب الشخص منه وفيه كل الأفكار صغيرها وكبيرها. ستخرج من عائلة لتكون عائلتك الجديدة، فغالبًا ستبني وسطًا، كالمحيط الذي ربيت فيه تمامًا، أو لربما ستتخذ خطوات إدراك وتوجيه مسبقة، قبل أن تبدأ ببناء جدران منزلك. اليوم نرى أن المشكلة وكل المشكلة تنبع من أصل المجتمع ولبنته الأولى والاساسية، الأسرة. فالأفكار بدأت تغزو وتستهدف أقماع البيوت التي تحوينا، ليس هذا فحسب، بل حتى كادت تفرق وتفكك الأسر عُنوةً كما هو في بعض بلاد الغرب اليوم وهذه إحدى القضايا الأخرى التي يفتعلها اتباع الشياطين. عمومًا، انظروا بعمق لكل الأفكار الحديثة والمعتقدات المستحدثة والمقصودة التي باتت تخترق عقولنا وعقول الأجيال الصاعدة من زوايا المنزل، والمُدرعة بـ “المنطق الحُر». فالدمار دمارٌ داخلي يتجه إلى حرب فكرية وسلوكية متسللة قائمة على أساسٍ يُستدرج فيه أبناؤنا، أبناءُ هذا الجيل. فأصبحنا نسمع قضايا غريبة تُطرح كالشواذ، والمساواة، والنسوية، وجمعيات الحقوق، وغيرها الكثير، والكثير. حتى إن بعض عقولنا لا تكاد تُدركها ا! فلازالت هناك تلك الاجيال الجديدة التي قد تعيد النظر لهذه القضايا من جهة «منطقية وحُرة» لأنها كبرت في هذا الزمن المولِد لكل هذه الأفكار لتصبح مطروحة ومنطقية أمامهم، ولكن المخرج الوحيد لكل هذه الاكذوبات المتسللة هو أساس وعائل الفرد، أسرته، محيطه الأول والأضيق، لأنها المحتل الأساسي والمؤثر الفعال لعقله. فلنعلم ولنوقن حق اليقين أن البناء صعبٌ جدًا، وأن الهدم أسهلُ ما يكون، وأن كبريتا واحدا كافٍ لإشعال أمة بأكملها بمكر الغزو الفكري، والتلاعب بالعقول البشرية واستلهام قواعد مجتمعية جديدة من رؤية غربية. طالبة في جامعة قطر
2796
| 04 أكتوبر 2022
ها قد وصلنا لزمانٍ هو زماننا تمامًا. اكتب هذه الكلمات وكُلي ثقة بأن بعضنا اليوم بأمس الحاجة لها... ها نحن واقعيون جدًا في هذا الحديث، لكننا كاذبون في ظل هذا الزمن، وتحديدًا داخل شبكةٍ من القيودِ والانفعالاتِ الوهمية وشبكةٍ مبرمجةٍ بأيدي "مؤثري السوشيال ميديا". إن هذه العتبة هي عتبة حرب غير سوية، فإن شظاياها ذات أثرٍ ثمين، وتِعداد أسراها في تزايدٍ مستمر، حتى بات تأثيرها يُسمع ويُرى... بدايةً فقد أصبح الإنجاز هوسًا كاذبًا، فإن معظم تلك الشاكلة تخادع نفسها وغيرها بمستويات وتعدادات هذه الانجازات المُوحدة.. فإن كان الهدف بناءً وغير مؤثر سلباً فحتماً لا يحق لنا الكلام فيه، ولكن هذه الكذبة هي نفسها التي تقلل من شأن بعضنا اليوم، فبمجرد ظن المشاهد بأنه غير فعال أو غير “منجز" تبدأ معركة ذاك المُتابع المسكين الداخلية التي تثبط من همته وتقلل من شأنه. والحال أن الأمور تتفاوت تمامًا بيننا وأنه لازال هناك من يعيش لحظاته الصغيرة القيمة وحتى الروحية كأكبر انجازاته… فهنيئا له كل هذا الرضا وسط زمن الهوس والأوهام... ولكن الخطر يعُم، فقد تتجه تلك النقاط الحمراء لمن يتأثر فعليًا دون شعوره، فكأن يبدأ عقل الانسان بالوسوسة الشيطانية دون إرادة منه، وإنما يظهر تأثير ذلك بديهياً في سلوكياته وافكاره وكلماته حتى… إنه زمانٌ سَهُلت فيه الفتنة والخداع، وطمع فيه البشر علنًا، زمان ضاعت فيه أهم المعايير والسلوكيات.. فقد أصبح البعض مجرد سلعة تدور في فلك وسائل التواصل، وقد تغير مفهوم النفع والاستحقاق لدى البعض، ففُقِدَت قيمة الكَسبُ الحلال من الحرام.. وأصبح كل تافه، هائل قيم! وفي النهاية، فقد كان جواب كل سؤال " إنني اشارك المتابعين نمط حياتي"… لتبقى علامة الاستفهام تلك في حيرةٍ من أمرها، أهل أنت كمتابع أم كمؤثر منبع هذه المعركة؟ طالبة في جامعة قطر
1125
| 19 سبتمبر 2022
إنه ليصعب على المرء أن يعلم ما في قلبه ويلتمس صدق نيته، فما بالنا بالتدخل في نيات غيرنا أو حتى بمجرد الظن والتفكير بها. إن الكلمات سهلة نرد عليها بالكلمات مثلها، أما النيات فكيف سنرد عليها إذا تعارفت وتلاقت؟. إن أصعب ما تواجهه في حديثك غالبا بالرغم من مجاراة الحديث نفسه أو التدخلات الغريبة هي لحظة إمساك لسانك أو إطلاقه خوفا من تصاعد سوء الفهم. فمن كان طيب النية طاهر القلب فقد أبحر في الظن بصلاح نواياك، ومن كان صلبا حاقدا فحتما ستبحر أنت معه في مخيلة ظلماته حتى تكاد تغرق بسوء لست أنت منبعه. لا يعلم خائنة الأعين وخفايا الصدور إلا علام الغيوب، نحن نظفر بمن نرتاح لهم مهما كان باطن الغشاء، ليس لأجل سبب معين، إنما لأجل راحة انطلاق هذا اللسان والكلمات والحروف التي تخرج بهدوء وسكينة معبرة عما في داخلها حقا دون الخوف من أن يُساء فهمك. فلتكن أوزار النيات ما تكن فهذا ما صدر وهذا ما فُهم، وهذا ما شعرنا به سواء أعلمنا باطن الأمر أو لم نعلم. وأحيانا يكون سوء الأمر هو أنك لا تظن فيك سوءا أو أنك لا تشك في نواياك، فما إن شككت لربحت وما إن خلوت لأدركت، وما إن علمت لتوقفت عندك. فكيف تصدق نواياك؟ أو كيف تثبتها لنفسك؟ طالبة في جامعة قطر
7283
| 24 أغسطس 2022
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1998
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...
1605
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
1125
| 24 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...
1083
| 26 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
939
| 25 ديسمبر 2025
أدت الثورات الصناعيَّة المُتلاحقة - بعد الحرب العالميَّة...
699
| 29 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
669
| 23 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
669
| 24 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
558
| 23 ديسمبر 2025
منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...
534
| 26 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
513
| 23 ديسمبر 2025
صنعت التاريخ واعتلت قمة المجد كأول محامية معتمدة...
480
| 26 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية