رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يصل اليوم إلى دمشق الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد نبيل العربي حاملاً رسالة من جامعة الدول العربية بخصوص الوضع في سوريا، وكما قال العربي إن هذه الرسالة تطالب بوقف العنف فوراً والبدء في عملية الإصلاح وفوراً أيضا كما صرح السيد العربي. هذه الزيارة أو المهمة للعربي مهمة أيضا وضرورية أيضا للوضع العربي ليس حقناً لدماء الأشقاء في سوريا فقط وليس لبدء الإصلاحات بسوريا فقط وإنما لقطع الطريق أمام "تدويل" الأزمة السورية ومحاولة حل هذه الأزمة عن طريق "تعريب" هذه الأزمة خاصة بعد أن سمعنا بعض الأصوات المعارضة للحكم بضرورة التدخل الدولي وضرورة تدخل حلف الناتو على غرار ما حدث في ليبيا. هذه الأصوات التي تطالب بـ "تدويل" الأزمة السورية وتطالب بالتدخل الأجنبي العسكري لا تخدم أهداف الثورة السورية ولا تصب في مصلحة الشعب السوري وإنما تخدم أعداء هذا الشعب وأعداء الأمة العربية لأن مثل هذا التدخل الأجنبي سيكون له ثمن وهذا الثمن سبق أن قدمه الشعب العراقي عندما سقط مليون ونصف المليون قتيل من أبناء الشعب العراقي وتم تشريد حوالي ستة ملايين وعاد العراق إلى مرحلة العصور الوسطى من حيث البنية التحتية ومن حيث المرافق والخدمات وانتشر الفساد وأصبح العراق نهباً لكل من هب ودب وبالذات للذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية من العملاء والخونة وأصبح العراق اليوم مهدداً بالتقسيم والشرذمة بين الطوائف والأعراق والمذاهب والقوميات. أما التدخل الأجنبي في ليبيا والذي تم غض الطرف العربي عنه وجاء إلى ليبيا بدعوة من الدكتاتور العقيد معمر القذافي فلأن "تعريب" المشكلة الليبية كان مستحيلاً لأن الوضع العربي كان عاجزاً أمام ما كان يخطط له القذافي من حرب "إبادة" للشعب الليبي فكلنا سمعنا وشاهدنا عندما قال القذافي سنلاحق الثوار من دار إلى دار ومن بيت إلى بيت ومن زنجة إلى زنجة بالطائرات والمدفعية والدبابات وفعلاً بدأ القذافي باستخدام هذه الأسلحة ضد ثوار ليبيين مسالمين وأعلن عليهم الحرب بكافة أنواع الأسلحة التي يملكها حتى أن بعض الطيارين الليبيين أسقطوا طائراتهم ومعها تلك الصواريخ التي تحملها هذه الطائرات في الصحراء. لهذا ومن أجل حماية المدنيين الليبيين من مذبحة أو حرب إبادة جاء الموقف العربي بالقبول مكرهاً ومرغماً على الاستعانة بحلف الناتو رغم إدراكنا لخطورة وفداحة مثل هذا التدخل وستظهر نتائجه الكارثية مستقبلاً سواء في ثروة ليبيا أو في مواقف ليبيا من قضايا أمتها العربية المصيرية وعلاقتها بالغرب الحليف الاستراتيجي لعدو الأمة العربية العدو الصهيوني يضاف إلى كارثة التدخل الأجنبي تلك الأرواح البريئة التي سقطت بين قتيل وجريح من أبناء الشعب الليبي وتدمير الاقتصاد وضياع الثروة الليبية مما يجعل من انتصار الثورة الليبية انتصاراً مراً. لهذا ومن أجل ألا نقع مرة أخرى في فخ الأجنبي والتدخل الأجنبي وثمن هذا التدخل من الأرواح والأموال والحرية والسيادة والاستقلال والوحدة لابد من العمل كما أشرت في مقالات سابقة إلى ضرورة "تعريب" الأزمة السورية، خاصة وأن مصر القيادة والريادة تعود إلى دورها الطبيعي ونبيل العربي يمثل هذه الثورة المصرية التي نعلق عليها الآمال الكبيرة لخلق مشروع عربي يملأ الفراغ في الوطن العربي بعد أن عشنا فترة طويلة ولانزال أمام المشاريع الأجنبية ومنها المشروع الإيراني والمشروع التركي والمشروع الأمريكي والمشروع الأوروبي فحان الوقت ليكون للأمة العربية مشروعها العربي و"تعريب" الأزمة السورية هو الخطوة الأولى في نجاح هذا المشروع.
329
| 07 سبتمبر 2011
من منا لا يتذكر ذلك المشهد في سجن أبو غريب عندما استخدمت قوات الاحتلال الأمريكي الكلاب في ترويع وتخويف المعتقلين العراقيين في ذلك السجن، فصورة ذلك الكلب الذي كشر عن أنيابه أمام معتقل عراقي عار من ملابسه لا يمكن للمشاهد أن ينساها لهول فظاعتها ولبشاعة منظرها ولحجم مأساتها وفداحة جريمتها. هذا السلاح القذر الذي استخدمته قوات الاحتلال الأمريكي ضد أبناء الشعب العراقي واستخدمته قبل ذلك قوات جنوب إفريقيا أثناء الفصل العنصري البغيض عندما أفلت السكان البيض الكلاب المسعورة على صدور الشعب، كما استخدم هذا السلاح القذر النازيون واستخدمه الأمريكيون البيض ضد الأمريكيين السود في صد حركة الحقوق المدنية الأمريكية في برمنجهام وكررت الإدارات الأمريكية استخدام هذا السلاح في معسكر غوانتانامو بكوبا وهاهو العدو الصهيوني يستخدم هذه الكلاب في عدوانه المستمر على الشعب الفلسطيني وعلى كل من يدافع عن حقوق هذا الشعب من أحرار العالم وهذا ما شاهدناه عندما هاجمت الكلاب الصهيونية الشرسة أسطول الحرية والمتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري. ويتضح من هذا أن استخدام سلاح الكلاب يقتصر على الدول التي تنتهك حقوق الإنسان ولا تراعي أو تحترم القوانين الإنسانية أو المواثيق والأعراف الدولية، لكن هذه الدول سرعان ما سقطت واندثرت كما هو الحال بالنسبة للنازية الألمانية ونظام الفصل العنصري بجنوب إفريقيا وانهيار الفصل العنصري بالولايات المتحدة الأمريكية ولم يبق سوى انهيار واندثار الكيان الصهيوني الذي يعتمد الآن كما اعتمدت تلك الدول أو الأنظمة على سلاح الكلاب. لكن انهيار واندثار الكيان الصهيوني سيكون مدوياً وسيكون ماحقاً وبلا أثر لأن جنود الكلاب الصهيونية التي تم تدريبها هي لحماية لصوص سرقوا أرض فلسطين وشردوا شعبها وسرقوا خيراتها وهؤلاء اللصوص يعيشون اليوم على أرض مسروقة ولن تحميهم الكلاب من عودة هذا الحق لأصحابه مهما جند الصهاينة من كلاب مسعورة وشرسة، خاصة إذا عرفنا أن العدو الصهيوني يتجه الآن إلى تدريب المئات بل الآلاف من جنود الكلاب لحماية المستوطنين بعد الذهاب إلى الأمم المتحدة وانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية من مجلس الأمن فقد تناقلت الأنباء مؤخراً أن العدو الصهيوني بدأ بتدريب مئات الكلاب لحماية المستوطنين هؤلاء اللصوص الذين سرقوا الأرض الفلسطينية. واعتماد العدو الصهيوني على هذه الكلاب في الحفاظ على الأرض المسروقة والدفاع عن اللصوص الصهاينة اقتضى أن تتعامل هذه الكلاب معاملة خاصة بل إن اللجنة التي شكلها العدو برئاسة العضو إيتان كفال لدراسة أهمية هذه الكلاب كشفت عن أن المعاملة التي تحظى بها هذه الكلاب تفوق مظاهر الرعاية الاجتماعية والطبية التي يحظى بها الجنود الصهاينة ورغم ذلك فإن هذه اللجنة أوصت باعتماد المزيد من الاعتمادات من أجل تحديث وتطوير جنود الكلاب في مختلف وحدات الجيش الصهيوني وطالبت أيضا بأن يكون لهذه الكلاب قيادة مستقلة من أجل التعاون مع كافة فروع القوات الصهيونية باعتبار أن هذه الكلاب أقل تكلفة من تجنيد الأفراد أو تحمل التكاليف الأخرى المرتبطة بدعم العناصر البشرية وما تتطلبه من نفقات سواء أثناء سنوات الخدمة أو بعد الإحالة إلى التقاعد. لكن استخدام العدو لجنود الكلاب أثار غضب وسخط جنود البشر الصهاينة مما تسبب في تدهور نفسية هؤلاء الجنود الصهاينة لأنهم وجدوا أن قيادتهم تفضل الكلاب عليهم وتشعرهم بأن الكلاب أفضل منهم ولكن في الحالتين يبقى هؤلاء كلاب حراسة للصوص سرقوا الأرض الفلسطينية سواء كانوا من فصيلة البشر أو من الكلاب فهم كلاب تحمي لصوصاً.
413
| 04 سبتمبر 2011
وأخيراً حدث ما كنا حذرنا منه مراراً وتكراراً وكتبنا وكتب غيرنا من أحرار الوطن العربي وأحرار العالم أن جنوب السودان في حال انفصاله سيرتمي بأحضان الصهيونية، وسوف يكون هذا الجنوب السوداني خنجراً في خاصرة السودان أولاً ثم في قلب الوطن العربي يدمي الشعب السوداني الشقيق ومنه يتآمر ويخطط ضد الأمة العربية، خاصة جمهورية مصر العربية الشقيقة التي ستكون الدولة العربية الأولى التي سيحاول هذا الجنوب بعد تحالفه مع العدو الصهيوني خنجراً مسموماً يحاول النيل من استقرارها وأمنها، خاصة الأمن المائي الذي يعتبر نهر النيل الخالد شريان حياة الشعب المصري الشقيق، الذي قيل عنه إن مصر هبة النيل. لكن النظام الرسمي العربي بأغلبه أهمل كل هذه التحذيرات وضرب عرض الحائط بكل هذه المحاذير الخطيرة على الأمن القومي العربي وترك السودان نهباً لمخططات وأطماع هذا العدو وحلفائه الغربيين بل إن بعض الأنظمة الرسمية العربية ساعدت وشجعت انفصال الجنوب عن السودان وبالذات النظام المصري السابق والذي كان رئيسه المخلوع حسني مبارك آخر من زار الجنوب السوداني ولم يحرك ساكناً رغم ما يراه ويسمعه ويشاهده من الانفصاليين الجنوبيين بعزيمتهم على الانفصال ورغم معرفته أيضا بأن العدو الصهيوني يغذي باستمرار هذه النزعة الانفصالية، بل إن الرئيس المخلوع مبارك كان على علم كامل بأن هذا الجنوب سوف ينفصل عن الوطن الأم ويعلم جيداً أنه سيقيم علاقات دبلوماسية معه ويعلم جيداً أن العدو الصهيوني كان يخطط منذ زمن بعيد لهذا الانفصال لكنه لم يحرك ساكناً وإن حرك أمراً فإنه يحركه لصالح الانفصال لأن هذا النظام الرسمي المصري والرئيس المخلوع مبارك لا يفكر بأمن مصر القومي ولا يهمه الأمن القومي العربي والدليل على ذلك تحالفه مع العدو الصهيوني وعلاقته الاستراتيجية مع حليف هذا العدو الولايات المتحدة الأمريكية. العدو الصهيوني كان يعمل بكل جد ونشاط لانفصال الجنوب أولاً ومن ثم اتخاذ هذا الجنوب قاعدة ينطلق منها نحو القارة الإفريقية لعزل هذه القارة عن الوطن العربي، لهذا كرس كل جهوده للوصول إلى هذه اللحظة وإلى هذا اليوم الذي ترتمي جوبا عاصمة الجنوب في أحضانه فكان يرسل المساعدات الاقتصادية عن طريق منظمات صهيونية باسم المساعدات الإنسانية التي تمولها التنظيمات اليهودية في كندا وترافق ذلك مع إرسال وفود طبية صهيونية للجنوب ووجود رجال الأعمال الصهاينة باستمرار هناك وكذلك الخبراء واليوم بدا هذا التعاون مكشوفاً عندما هرع الصهاينة من رجال العصابات العسكرية للتدريب العسكري والاستخباراتي بعد أن كان هؤلاء يعملون سراً للوصول إلى الانفصال. الآن لا نطالب بإعادة جنوب السودان إلى الوطن الأم لأن جريمة الانفصال قد حدثت وعلاجها يحتاج إلى أجيال ولكن نطالب بألا يتحول هذا الجنوب السوداني إلى خنجر في قلب الوطن العربي بيد صهيونية لأننا نسمع أن العدو الصهيوني وبعد أن نجح في مخططه هذا يحاول اليوم أن يتوجه بمخططاته نحو دارفور بعد أن نجحت دولة قطر بعد جهد جهيد في معالجة أزمة دارفور وتحقق لأهالي دارفور ما كان يحلمون به ويطالبون به وأصبحت هذه الأزمة في طريقها إلى الحل الذي يحفظ للسودان وحدته وسيادته بعد أن بتر من جسده الجنوب السوداني وحتى نفوت الفرصة على العدو الصهيوني من أن يتلاعب بدارفور لابد من الحيطة والحذر ومساندة ودعم اتفاق دارفور الذي تم توقيعه بالدوحة بجهود مضنية من القيادة القطرية والتي سيسجل لها التاريخ هذا الدور بأحرف من نور. كما أننا نشير أيضا إلى الصومال وضرورة الإسراع بمعالجة مشاكله وقضاياه ومد يد العون لشعبه، خاصة في هذه الفترة العصيبة وهو يعيش مرحلة من أخطر مراحل حياته بعد موسم الجفاف هذا الذي يعرض حياة الآلاف من شعبه، خاصة الأطفال إلى خطر الموت والمجاعة فلابد لنا أن نتحرك فوراً وألا نسمح للعدو الصهيوني باستغلال أوضاع شعب الصومال المعيشية لتنفيذ مخططاته وأهدافه العدوانية وهذه مسؤولية النظام الرسمي العربي والشعب العربي قبل أن يبتلع العدو الصهيوني دارفور والصومال بعد أن ابتلع جنوب السودان.
361
| 31 أغسطس 2011
لا يمكن لنا القول الآن إن الثورة الليبية قد انتصرت حالها تماماً كحال الثورتين التونسية والمصرية، مع فارق كبير بأن الثورة الليبية تفتقر إلى القاعدة الشعبية المنظمة والتي يمكن أن نجدها في الثورتين التونسية والمصرية، لأن ثورة تونس وثورة مصر تقف وراءها أحزاب ومؤسسات تملك شعبية تتفاوت من حزب إلى آخر وتملك برامج سياسية ورؤى فكرية محددة، بينما الثورة شكل من أشكال التنظيم والتواجد الحزبي مما خلق فراغاً سياسياً وعاش الشعب الليبي مدة أربعين عاماً مما يسمى حكم الجماهير أو المجالس الشعبية أو اللجان الثورية، وهذه لا تملك أي إستراتيجية محددة تعتمد عليها في علاقتها مع الدولة أو مع الشعب مما جعلها شكلاً هلامياً لا لون له ولا طعم ولا رائحة على العكس تماماً من الوضع في مصر وتونس قبل نجاح الثورتين هناك، فالأحزاب ورغم القيود والتضييق والخنق والملاحقة والمطاردة التي مارسها النظامان التونسي والليبي إلا أن الأحزاب في هاتين الدولتين تمكنت من المحافظة على وجودها ودورها لهذا لا خوف على هاتين الثورتين من أن تأكلا أبناءهما كما هي الحال في الثورة الليبية. إن غياب الأحزاب والتنظيمات والمؤسسات في ليبيا لمدة أربعين عاماً واعتماد الحكم على الفرد الواحد خلق فراغاً فكرياً في الحياة السياسية، وامتد هذا الفراغ ليشمل جميع نواحي الحياة الأخرى الاقتصادية وحتى الاجتماعية، وهذا يعني أن المجتمع الليبي لا يملك الآن رؤية سياسية إستراتيجية تمكنه من تحقيق الانتصار في ثورته بعد أن نجحت هذه الثورة في التخلص من دكتاتورية الفرد الواحد. هذا الفراغ السياسي الذي تعيشه الثورة الليبية سيكون مصدر خطر على الثورة وعلى مستقبل ليبيا ولعل مقتل القائد العسكري للثوار الليبيين اللواء عبد الفتاح يونس بشكل غامض يؤكد ذلك كما يؤكد أن هذه الثورة ستواجه عقبات ومصاعب في طريق انتصارها لأن الثوار عبارة عن "تجمعات" من "أفراد و"جماعات" لا يوجد بينها قاسم مشترك من الفكر السياسي ولا يوجد بينها حوار إستراتيجي ينطلق من أهداف ومبادئ أيديولوجية أو من برامج حزبية وهذه التجمعات التي انخرطت في صفوف هذه الثورة كان الجامع الوحيد بينها هو الخلاص من حكم الدكتاتور القذافي فقط، ولأنها كذلك سمعنا أن مقتل اللواء يونس مرتبط باعتقاد بعض الثوار بأن له علاقة مع القذافي وهذا الشك الذي اغتال اللواء يونس موجود الآن في عقول وتفكير أعذب ثوار ليبيا. إن الرابط الذي يربط الآن بين ثوار ليبيا سرعان ما سوف ينفرط وسرعان ما تبرز وتتفجر هذه التناقضات بين هؤلاء الثوار بعد التأكد من الخلاص من الدكتاتور القذافي وزمرته ومرتزقته ثم يبدأ الصراع بين هؤلاء الثوار على من سيحكم ليبيا وكيف وما هي هوية ليبيا.. وما هو الثمن الذي يجب أن يأخذ حلف الناتو.. وهل ليبيا عربية أم إفريقية.. وما هو دستور ليبيا وأين الشريعة الإسلامية من هذا الدستور، وكيف يمكن أن تلبي هذه الثورة مطالب الغرب وحلف الناتو ومن هو المستعد لتلبية هذه المطالب وهذه الشروط، وهل ستنتهج ليبيا النهج الديمقراطي وكيف. هذه الأسئلة وغيرها هي بمثابة قنابل موقوتة في طريق الثورة الليبية والإجابة عنها مرهونة بمزاج الجماعات الثورية وهي جماعات كما أشرت سابقاً لا تملك رؤية سياسية يمكن البناء عليها ما عدا القاسم القبلي والذي لا يصلح أن يكون أساساً قوياً تقوم عليه الدولة الديمقراطية الحضارية الحديثة. لهذا كله فإننا نحذر الثوار الليبيين من القادم لأنه أهم من نجاح هذه الثورة في القضاء على الدكتاتور وانتصار هذه الثورة يعتمد على رسم إستراتيجية واضحة يتفق عليها الثوار على أساس المواطنة والقومية العربية لأن ليبيا عربية في روحها وضميرها ووجدانها وإذا لم تتحقق هذه الإستراتيجية الموحدة فإن الثورة ستأكل أبناءها.
421
| 28 أغسطس 2011
رددنا وغنينا كثيراً أغنية فيروز التي تقول "الغضب الساطع آت" على العدو الصهيوني وكنا ولانزال ننتظر هذا الغضب الساطع ضد هذا العدو ولكن هذا العدو وأعوانه من الإدارات الأمريكية والغرب عموماً استطاعوا إطفاء هذا الغضب حتى الآن، بل إنهم تمكنوا من جعله خطراً علينا نحن العرب، وبرز هذا الخطر من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي خططت له الصهيونية وإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش عندما تم غزو واحتلال العراق عام 2003 بحجة وجود أسلحة دمار شامل في العراق وعندما فشلوا في إيجاد مثل هذه الأسلحة استخدموا أسلحة الديمقراطية ووجود القاعدة على أرض العراق، وكانت اسلحتهم هذه كاذبة وخادعة، وتأكد أنه لا وجود للقاعدة في العراق ولا هم جاءوا لتحقيق الديمقراطية وإنما جاءوا لتحقيق هدفهم في شرق أوسط جديد في تقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وبدأوا في العراق عندما قسموا هذا القُطر العربي إلى سني – وشيعي – وكردي – وتركماني – وزيدي – وصابئي، وغيرها من المذاهب والطوائف ولايزال العراق يعاني من صراع هذه المذاهب والطوائف. لكن العراقيين أدركوا هذا المخطط وبدأوا بمحاربته وكانت المقاومة العراقية الباسلة أول من أدرك هذا الخطر ورفعت شعار "لا سنة ولا شيعة.. هذا الوطن ما نبيعه"، وهذا الشعار هو ما يترجم حقيقة الشعب العربي العراقي الواحد الذي تمكن من مقاومة الأطماع الإيرانية التي حاول الملالي تصدير الثورة الإيرانية ورغم أن الجيش العراقي أغلبهم شيعة من ضباط وأفراد فإن هذا الجيش العربي الباسل إنحاز إلى الوطن وإلى أمته العربية، وحارب هؤلاء ثماني سنوات ولم نسمع أو نشاهد أي ضابط أو جندي شيعي عراقي خان وطنه وإنحاز إلى إيران الشيعية، وهذا يؤكد أن شيعة العراق وشيعة الوطن العربي هم عرب قبل أن يكونوا شيعة. الآن ونحن نساند وندعم الثورة السورية ضد نظام دكتاتوري فاسد نسمع أصواتاً تحاول أن تحرف هذه الثورة عن مسارها في المطالبة بالحرية والديمقراطية وأن تصفها بحرب بين السنة والعلويين أو بين المسلمين والمسيحيين أو الدروز وغيرهم، وهذا إن استمر فإنه خطر على الثورة وخطر على سوريا والعرب جميعاً ويتماشى مع المخطط الصهيوني – الأمريكي في مخطط الشرق الأوسط الكبير بتحويل الصراع العربي – الصهيوني إلى صراع وحروب بين الطوائف والمذاهب في الوطن العربي، ولعل ما يحدث الآن في شمال لبنان مثال آخر على ذلك عندما نسمع قتالاً بين جبل محسن العلوي وجبل التبانة السني، وهنا نأمل من الحكومة اللبنانية وضع حد فوري لهذا الاقتتال لأنه إذا استمر فإن خطره لن يتوقف عند طرابلس ويستمد إلى ربوع لبنان ويكون المستفيد الأول هو العدو الصهيوني. يجب علينا الآن وقبل استفحال الأمور وقبل أن ننفذ مخططات العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والغرب عموماً بدون أن ندري أن نضع الثورة السورية في إطارها الصحيح وأنها ثورة شعبية ضد نظام دكتاتوري فاسد وأن نبعد عنها شبح الطائفية والمذهبية ونبعد هذا الشبح المخيف والمرعب عن جميع الثورات العربية التي نجحت حتى الآن في تونس ومصر وغيرهما من الدول العربية لأننا نشم رائحة الطائفية الآن من ثنايا هذه الثورات، بل والأخطر من كل ذلك بدأنا نسمع حرباً إعلامية بين السني – والسني، والشيعي – الشيعي، والمسيحي – المسيحي، وهذا مؤشر خطير جداً بل إنه تنفيذ لمخطط العدو الصهيوني وأمريكا والغرب في الشرق الأوسط الكبير لهذا نقول الخطر الساطع آت!!
411
| 26 أغسطس 2011
بالأمس وبعد أن وصل الثوار الليبيون إلى طرابلس وحرروا باب العزيزية من آثار الدكتاتور وأنجاله وأعوانه ومن كل الفاسدين والمرتزقة توقعنا أن يلوذ الدكتاتور ومن معه إلى الفرار هرباً من غضبة وثورة هذا الشعب المتعطش للحرية التي سلبها منهم لمدة أربعة عقود من الزمن وبدأنا نفكر في مستقبل الشقيقة ليبيا وما هو المصير الذي ينتظر هذا القُطر العربي. وقبل الفرار من باب العزيزية وقبل أن يحرر الثوار هذا الحصن المنيع الذي كان ملاذاً للدكتاتور وأنجاله وأعوانه تناقلت الأنباء بأن نجل القذافي سيف الإسلام تم اعتقاله وأنه سوف يقدم لمحكمة العدل الدولية لكنه ظهر فجأة بشكل استعراضي وهو يهدد الشعب الليبي بمزيد من المذابح وبمزيد من إراقة الدماء الطاهرة وكأن أربعين عاماً لم تشف غليله ووالده من امتصاص دم الشعب الليبي. لم يكتف القذافي وأنجاله ومعهم المرتزقة من قمع وإرهاب وبطش وقتل على مدى أربعين عاماً بحق الشعب الليبي وها هم يستمرون في "عنترياتهم" وفي "جنونهم" ويهددون بذبح الشعب الليبي تماماً كما ردوا في بداية الانتفاضة السلمية للشعب الليبي الذي خرج مسالماً مطالباً بحقوقه المشروعة بالحرية والعدالة الاجتماعية لكن الدكتاتور ومن معه قرروا مواجهة هذه الانتفاضة السلمية بالطائرات والدبابات والمدفعية وكلنا يذكر ما قاله القذافي وما هدد به بأنه سوف يلاحق هذا الشعب من بيت إلى بيت ومن شارع إلى شارع ومن زنقة إلى زنقة، مما استدعى الأمة العربية أن تتحرك لمنع هذه المذبحة، ونظراً لعجز النظام الرسمي العربي الذي لا يختلف دكتاتورية في أغلب دوله عن دكتاتورية القذافي غضينا الطرف عن تدخل حلف الناتو الذي نعرف جيداً أن هذا الحلف لن يكون حليفاً للأمة العربية، ولن يكون مدافعاً عن ديمقراطية أو حرية الشعب الليبي، بل إنه يبحث عن مصالحه ونعرف جيداً أن مصالح هذا الحلف تتناقض مع مصالحنا العربية ولكن ما العمل ونحن نرى الدكتاتور قد بدأ في تنفيذ هذه المذبحة بحق أشقائنا الليبيين. إن استدعاء حلف الناتو جاء نتيجة منع مذبحة كاد أن يفعلها الدكتاتور بحق شعبه لكننا ورغم غض الطرف عن هذا الاستعداء والموافقة عليه مكرهين إلا أننا كما كنا نخاف على الشعب الليبي من بطش الدكتاتور، نخاف اليوم من نتائج تدخل هذا الحلف أيضا، ومن نتائج تدخله وما هو الثمن الذي سيطالب به هذا الحلف بعد سقوط الدكتاتور، ونسأل أيضا عن مستقبل الشقيقة ليبيا وعن عروبتها بعد أن سمعنا أن هناك بعض الأصوات التي تطالب بمسح "عروبة" ليبيا.. وبعد أن سمعنا أيضا أن بعض المشاركين بالثورة طالب بتغيير اسم شارع جمال عبدالناصر ليصبح باسم الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي.. وبعد أن سمعنا أيضا أن الفيلسوف الفرنسي برناند هنري نقل رسالة إلى رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو من بعض أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي بإمكانية اعتراف الثورة الليبية بالكيان الصهيوني وإقامة علاقات دبلوماسية معه. لهذا كله لابد لنا الآن التفكير جدياً بمستقبل الشقيقة ليبيا بعد زوال القذافي ونظامه الدكتاتوري ونحسب ألف حساب لما هو قادم من حلف الأطلسي وما هو الثمن الذي سيطالب به ومن مخاطر ما يشاع بالسماح لقوات برية تتواجد في ليبيا لأن هذا التواجد سيشكل خطراً على ربيع الثورات العربية، خاصة الثورة المصرية التي نعلق عليها الآمال في قيادة الأمة العربية بعد أن تنتصر. كما يجب أن نحسب ألف حساب لبعض الأصوات من بعض الثوار الذين بدأت نواياهم تطفو على السطح، خاصة حول هوية ليبيا العربية ومحاولة طمسها لأن عروبة ليبيا أولاً، كما أن التطرف والتعصب والجمود والتحجر وتناقض وصراع التوجهات سيكون وبالاً على مستقبل ليبيا، وهنا لابد من إجمال الليبيين على رؤية مشتركة في إطار العمل الوطني والقومي بعيداً عن المصالح الذاتية والمكاسب الشخصية أو القبلية، وهذا يعتبر من أهم التحديات أمام الثورة.. لهذا كله نقول: كيف نواجه تحديات المستقبل الليبي؟!!
294
| 25 أغسطس 2011
عجيب غريب لتلك الأصوات العربية التي ترتفع اليوم ضد العملية الاستشهادية البطولية في إيلات والتي تدعي أن مثل هذه العملية تحرف الأنظار عن الثورات العربية وكأن هذه الثورات العربية بعيدة في أهدافها ومبادئها عن الصراع العربي – الإسرائيلي. يخطئ من يظن أن الثورات العربية التي تفجرت في أغلب الدول العربية بعيدة عن صراعنا العربي – الصهيوني ولا أبالغ إذا قلت إن جوهر هذه الثورات هو ذلك الصراع، بل إنه المحرك الأساسي والدافع القوي للشعب العربي في روح وجوهر هذه الثورات، لأن هذه الثورات تطالب بالحرية والديمقراطية وتطالب بالكرامة والشرف وتطالب بالعدالة الاجتماعية وتطالب بالعزة والاستقلال، وهذه المطالب كلها مرتبطة تماماً بصراعنا مع هذا العدو، خاصة مطلب "الكرامة" و"الاستقلال" و"الحرية" لأن اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة سلبت كرامة الشعب المصري وسلبت حريته واستقلاله وسيادته فكرامة هذا الشعب ترفض أن يمد يده لعدو قتل الآلاف وأهان بإرهابه وعدوانه هذا الشعب والاتفاقية المشؤومة تطالب هذا الشعب العظيم أن "يطبع" علاقاته مع هذا العدو وهذا يتنافى مع كرامته ولأنه كذلك فإنه رفض التطبيع مع هذا العدو وشعر أن كرامته مهانة، لأن حكامه يطبعون معه ويستقبلون هذا العدو بالأحضان في القاهرة وشرم الشيخ، وحال لسان كل مصري كان يرى حاكمه المخلوغ حسني مبارك وهو يعانق ويقبل ويستقبل قادة العدو الصهيوني "لقد أهنت كرامتنا يا حسني" لهذا انبثقت حركة "كفاية" وكأن هذا الشعب يقول لهذا الحاكم كفاية ذلاً.. وكفاية إهانة لنا!! وهذا يؤكد أن ثورة مصر ثورة 25 يناير تفجرت لتقول للنظام السابق "كفاية" تفريطاً بالكرامة المصرية.. وتقول أيضا كفاية "بالتفريط" بحقوق مصر وثروات مصر وبيع الغاز المصري بأسعار زهيدة للعدو الصهيوني.. وتقول هذه الثورة "كفاية" تفريطاً باستقلال مصر وسيادتها ويجب أن تمتد هذه السيادة إلى سيناء المحتلة حتى الآن رغم ما يقال إنها محررة، فكيف يدعي النظام السابق أن سيناء محررة والقوات المصرية من جيش وقوات أمن مصرية ممنوع عليها التواجد على ترابها وفق معاهدة كامب ديفيد؟! الشعب المصري ثار من أجل كرامته ومن أجل حريته ومن أجل لقمة عيشه ومن أجل سيادته واستقلاله، وكانت كل هذه المطالب مسلوبة ومغتصبة من النظام وحليفه العدو الصهيوني والأمريكي فلا كرامة مع احتلال سيناء، ولا كرامة والعلم الصهيوني يرفرف فوق القاهرة، ولا كرامة وقادة العدو يسرحون ويمرحون في القاهرة ويستقبلون بالأحضان والقبل ولا كرامة وقوت الشعب المصري يذهب للعدو ولا كرامة والعدو الصهيوني يقتل ويفتك بالجنود المصريين. ولا سيادة والعدو الصهيوني يمنع الجيش المصري من دخول أراضيه في سيناء ولا استقلال وهذا العدو يبسط سيطرته على الحدود الفلسطينية – المصرية ويمنع مصر من فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين. هذه الكرامة التي اغتصبها العدو الصهيوني هي التي دفعت شعب مصر العظيم لثورته المجيدة وهي التي فجرت هذه الثورة الخالدة والتي نجحت في خلع من كان يتحالف مع هذا العدو ويهين كرامة هذا الشعب بسلاحه وسلاح حليفه الصهيوني. لهذا لا نستغرب أبداً أن نرى بالأمس شعب الثورة وهو يرفع صور قائد الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر وقد كتب تحتها "رمز الكرامة" و"رمز العزة" في تظاهرة حاشدة أمام السفارة الصهيونية وهي تطالب بطرد السفير الصهيوني وإنزال العلم الصهيوني من سماء القاهرة وإغلاق هذه السفارة ليس رداً على استشهاد أفراد من الجيش المصري بقوات العدو الصهيوني فقط، وإنما لمطلب مهم من مطالب الثورة والتي سارعت فور نجاحها بالمطالبة بطرد السفير الصهيوني وإغلاق هذه السفارة فوراً وجاءت جريمة العدو بقتل سبعة من أفراد القوات المسلحة المصرية لتسرع بوتيرة هذا المطلب الثوري وتنظيف مصر من القاذورات الصهيونية. إن عملية "إيلات" البطولية واستشهاد ضباطنا وجنودنا المصريين جاءت لتؤكد حقيقة حاول النظام المخلوع ومعه أغلب نظامنا الرسمي العربي طمسها وتغييبها عن الشعب العربي بعد أن منحوا هذا العدو أربعين عاماً من الأمن والاستقرار، بل منحوه المزيد من الوقت ليمضي في عدوانه وإرهابه واحتلاله فأقام المستوطنات وقتل وشرد الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني واللبناني وهاهو يقتل أبناء الشعب المصري والسوري والأردني ويستمر في احتلاله ورفضه لكل المشاريع التي روج لها نظامنا الرسمي العربي وهي بمجملها مشاريع استسلامية، لكنه ورغم ذلك رفض هذا الاستسلام. لقد جاءت عملية "إيلات" لتقول لأغلب حكامنا العرب الذين راهنوا على استسلام الشعب العربي، خاصة الشعب المصري إن صراعنا مع هذا العدو صراع "وجود" وليس صراع "حدود" وأن هذه الثورات العربية جاءت لتؤكد هذه الحقيقة لأن صراع "الوجود" مرتبط بالكرامة والحرية والاستقلال والسيادة وهذه هي مطالب الثورات العربية، وعملية "إيلات" وما أفرزته من خروج الشعب المصري للمطالبة بطرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية وإنزال العلم الصهيوني من سماء القاهرة ما هي إلا بشائر انتصار الثورة المصرية.
342
| 21 أغسطس 2011
أبالغ إذا قلت إن كل أنظار وقلوب العرب من المحيط إلى الخليج تتجه صوب الشقيقة مصر وهي تدعو الله عز وجل في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الكريم أن تحقق الثورة المصرية النصر بعد أن نجحت هذه الثورة في خلع ومحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك وأعوانه من الفاسدين والذين تعاونوا معه في "تقزيم" دور مصر الوطني والعروبي والقومي وبعد أن "صغروا" مصر وهي "الكبيرة" وبعد أن جعلوا من مصر "تابعاً" للإدارة الأمريكية وللعدو الصهيوني وهي "القيادة والريادة" وبعد أن "جوعوا" شعب مصر وهو "الغني" والفقير لله وحده.. وبعد أن "أذلوا" هذا الشعب وهو الذي قال للشعب العربي "ارفع رأسك يا أخي".هذا النجاح الذي حققته الثورة المصرية لا يعني أنها انتصرت كما قال الأستاذ والمفكر العربي محمد حسنين هيكل والانتصار الذي ننتظره جميعاً هو عودة مصر إلى دور "القيادة والريادة" وهذا الدور لن يتحقق إلا إذا ترجمت هذه الثورة على أرض الواقع "إرادة" الشعب العربي المصري وهذه الإرادة تتمثل في اختيار قيادة "قومية عربية" قبل أن تكون "مصرية" وفي ترجمة مطالب الشعب المصري في "العدالة الاجتماعية" وفي تحديد "العدو الحقيقي والصديق الحقيقي" وفي أن تقول هذه القيادة من هي وماذا تريد وما هي هويتنا.. وأقول هويتنا نحن العرب لأن عروبة هذه الثورة هي مفتاح النصر وأن تقول هذه القيادة أيضا ما هو الحلم العربي وكيف يمكن تحقيقه وأن تحدد أين هي من مبادئ ثورة 23 يوليو الخالدة ومن مبادئها القومية العربية ومن قائد الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر وأن تترحم على أرض الواقع حلم هذا القائد بما يتناسب مع ظروف المرحلة الحالية ولعلي لا أبالغ أيضا أن انتصار الثورة المصرية يتحقق في حال ترجمة الهدف الأخير من مبادئ ثورة 23 يوليو المجيدة والذي يطالب بالحرية والديمقراطية والذي حالت ظروف العدوان والتآمر دون تحقيقه في قيادة عبد الناصر بعد أن حققت تلك الثورة جميع مبادئها مما جعل منها ثورة عربية قومية ووطنية بالوقت نفسه.اليوم ومن أجل أن تنتصر ثورة مصر لابد أن تنتصر أولاً على من سرق من مصر دور "القيادة والريادة" وأن ترفض "الوصاية" و "التبعية" وأن تقول لكل عربي "ارفع رأسك يا أخي" والأهم من كل ذلك أن ترفع شعار "القومية العربية" لأن غياب هذا الشعار وفقدان العمل من أجله هو الذي جعل من الأمة العربية "حارة كل من أيده إله" كما قال الممثل السوري دريد لحام وأصبح الوطن العربي صنيعاً ومقاطعات يتحكم فيها البيت الأبيض ويسرح ويمرح بها العدو الصهيوني.وأصبحنا نسمع من أغلب حكامنا العرب "مصر أولاً" و "الأردن أولاً" و "الخليج أولاً" و "المغرب أولاً" وهذه "الأولاً" كرست أطماع الاستعمار القديم في اتفاقية سايكس بيكو التي مزقت الوطن العربي وهي التي شجعت الاستعمار الحديث في العمل على تقسيم هذا المقسم وتفتيت هذا المفتت في مشروع الشرق الأوسط الكبير والذي بدأ بغزو واحتلال العراق ويحاول اليوم إكمال هذا المخطط بخطف الثورات العربية والنيل من أهدافها القومية العربية وجعلها "تابعة" له كما كانت تلك الأنظمة الدكتاتورية السابقة مما يعني أن هذه الثورات سوف تنهزم ولن ترى "النصر" الذي قدمت من أجله آلاف الشهداء والجرحى وكأننا نقول "تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي" كما يقول المثل الشعبي العربي!!لهذا كله نقول إن انتصار الثورة المصرية يعني انتصار "القومية العربية.. وانتصار القومية العربية يعني عودة مصر إلى دور "القيادة والريادة" ودور القيادة والريادة يعني أننا لا نريد رئيساً مصرياً بل نريده "عربياً" مصرياً.fawazalgmy@hotmail.com
391
| 18 أغسطس 2011
الثورة السورية لن تحقق أهدافها بسرعة لوقوف الجيش الى جانب النظام الظالميبدو أن الانتفاضة الشعبية السورية لن تستطيع تحقيق أهدافها ومطالبها بالسرعة التي حققت الثورتان التونسية والمصرية مطالبهما لسبب واضح ومحدد، وهو أن الجيش في الثورة التونسية والثورة المصرية وقف في بداية تلك الثورات موقف الحياد، ثم انحاز إلى الشعب عندما حاول الهارب زين العابدين بن علي زجه في حرب ضد الشعب التونسي، وكذلك الجيش المصري عندما طلب منه الرئيس المخلوع حسني مبارك التدخل لكنه حسبما نعلم حتى الآن أنه رفض توجيه السلاح نحو الشعب.الوضع في سوريا يختلف تماماً عن حالة ووضع الجيش التونسي والمصري، فالجيش السوري اقتحم المدن السورية منذ بداية الانتفاضة في درعا مما أفقده دوره الحيادي ودوره المتعارف عليه بأنه لحماية الوطن والمواطن من أي عدوان خارجي.وزارتا الداخلية في تونس ومصر هما اللتان واجهتا الثورتين وهما من تصدى للثوار وأطلقتا النار على المتظاهرين وهما اللتان قتلتا الآلاف من الشعبين التونسي والمصري لهذا نجد أن الثورة التونسية والمصرية تطالبان بتقديم وزراء الداخلية ومعاونيهم وكل من أطلق الرصاص على الثوار إلى المحاكمة وفعلاً وجدناهم في قفص الاتهام مؤخراً سواء في مصر أو تونس، بينما الجيش في هاتين الدولتين قد حظي باحترام وتقدير الثوار لأنه لم يتورط في قتل المتظاهرين ولأنه انحاز أخيراً إلى الشعب في سوريا وجدنا أن وزارة الداخلية ليس لها الدور المؤثر أو الحاسم في التصدي للثوار السوريين وحتى من يطلق عليهم "الشبيحة" فإنهم كما هو معروف من أفراد الجيش السوري أو من مخابراته المدنية، لهذا فإن وزارة الداخلية لم تقم بدورها الطبيعي والمطلوب في مواجهة الانتفاضة والتي يدعي النظام السوري بأنها مسلحة أو أنهم من العصابات الإرهابية المسلحة.لم نر في المدن السورية الثائرة والمنتفضة عناصر الشرطة السورية وهي تستخدم الرصاص المطاطي أو الحي أو الغازات المسيلة للدموع أو خراطيم المياه كما هو الحال في الثورتين التونسية والمصرية، فقد كان تواجد عناصر الداخلية محدوداً جداً في بداية الثورة ثم بدأ يتلاشى ويندثر ليفسح المجال لقوى الجيش السوري بالقضاء على الثورة وشاهدنا كيف أن الدبابات والمدرعات السورية تقتحم المدن السورية وتقتل وتلاحق أفراد الشعب السوري الثائر والمطالب بالحرية والديمقراطية.إن إقحام الجيش السوري في قمع وتصفية الانتفاضة أو الثورة الشعبية يعتبر نجاحاً منقطع النظير للنظام السوري ليس لأنه استطاع إخماد الثورة في بعض المدن السورية ولكن، مشاركة هذا الجيش في قتل وتصفية المواطنين السوريين، يعني أنه في حال نجاح الثورة فسوف يطالب الثوار بتقديم قادة وعناصر هذا الجيش للعدالة والمحاكمة كما حدث لوزارات الداخلية في تونس ومصر وخوفاً من قيادات وعناصر الجيش المتورط من الملاحقة والمساءلة وتقديم إلى المحاكمة فإن هذا الجيش سوف يمضي في قمع وتصفية الثورة بكل ما يستطيع ولن ينحاز مطلقاً إلى الشعب لأنه يخاف من العقاب في حال نجاح الثورة، وهذا يعني أن الجيش تورط ولا يمكن له التراجع بعد الآن وهذا بحد ذاته يعتبر خطة ذكية ومدروسة للنظام السوري فهو بهذه الحالة سيحمي نفسه بالقوة العسكرية وكذلك فإن الجيش سيحاول الحفاظ على نفسه وهنا فإن المراهنة الشعبية على الجيش في دعم ومساندة الثورة أصبحت من المستحيل إلا إذا تمكنت قوة كبيرة من هذا الجيش بمحاولة انقلاب عسكري ضد النظام وهذا أمر شبه مستحيل لأن كل المؤشرات تشير إلى أن أربعين عاماً من الحكم الدكتاتوري لنظام متسلط كافية لأن تجعل من هذا الجيش درعاً لحمايته وحماية هذا النظام.
341
| 10 أغسطس 2011
الوضع في سوريا الشقيقة يحتاج من كل مواطن عربي قومي المتابعة والمعالجة وتقديم المشورة والنصح للنظام السوري ليس حباً بهذا النظام أو بفكره الأيديولوجي البعثي الحاكم والذي تقزم وانحصر في مجموعة حاكمة انحرفت بسلوكها عن جوهر ومضمون هذه العقيدة وأفسدت الحزب والنظام معاً، بل إن هذه الفئة الفاسدة هي تلك الدودة الخبيثة التي نخرت سوريا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وهي التي أشار إليها الرئيس السوري بشار الأسد نفسه عندما اعترف بتفشي الفساد في بلاده مما دفعه إلى الإعلان عن ضرورة القيام بإصلاحات جذرية ورغم ما أعلنه من إصلاحات حتى الآن من قانون الأحزاب وقانون الانتخابات والإعلام إلا أن الشعب السوري يرى أن هذه الإصلاحات غير كافية ما لم يتغير الدستور برمته وخاصة المادة الثامنة والتي تعتبر حزب البعث الحاكم هو مصدر كل السلطات وليس الشعب العربي السوري. لقد توجهنا بالرجاء إثر الرجاء للرئيس بشار الأسد ومعنا كل مواطن عربي قومي بأن يسارع في عملية الإصلاح والقضاء على الفساد والمفسدين وأن يسمح للشعب العربي السوري بالمشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأن يكون الشعب العربي السوري هو مصدر السلطات لا أن يحتكر حزب البعث هذه المسؤولية لأن اليد الواحدة لا تصفق لكن النظام السوري وضع في الأذن اليمنى طيناً وفي الأذن اليسرى عجيناً فلم يسمع ما نقول ولم ير ما نكتب وهكذا هي عادة أغلب الأنظمة الرسمية العربية لأنها لا تسمع إلا بأذنها ولا ترى إلا بعينها ولا تتكلم إلا بلسانها. هذا النظام ورغم اندلاع الثورة الشعبية المطالبة بالإصلاحات والقضاء على الفساد وإفساح المجال للشعب العربي السوري بالتعبير عن رأيه وتوفير الأجواء الديمقراطية له والمطالبة بضرورة مشاركته في صنع القرار وهي تلك المطالب المشروعة التي اعترف النظام نفسه بشرعيتها رغم هذا الاعتراف فإنه لا يزال يراهن على الحسم الأمني بالقضاء على هذه الثورة ويراهن أيضا على أن هذا الشعب سوف يتعب ويمل ويكل ويهدأ وتنتهي هذه الثورة سواء بالقمع الأمني أو بمرور الوقت لكن هذه الثورة مستمرة منذ أربعة أشهر ولم تخمد ولم تلن أو تهدأ بل إنها تزداد ضراوة وحدة وشعبية يوماً بعد يوم وجمعة بعد جمعة لأن الشعب كسر حاجز الخوف وسالت الدماء في شوارع سوريا وهذا الدم لن يجف إلا إذا تحققت مطالب الشعب المشروعة والتي يقرها النظام السوري ويعترف بها الرئيس الأسد نفسه. الآن وحسب رأيي وربما أكون مخطئاً فإن الفرصة لاتزال سانحة أمام النظام السوري لتحقيق مطالب الشعب قبل أن يسبق قطار الثورة هذه الإصلاحات وقبل أن تختطف هذا القطار قوة أجنبية حاقدة وتحرفه عن مساره وتمضي به نحو المجهول ولا يستبعد أن تأمره بل وتقوده نحو المحطة الصهيونية – الأمريكية وفي حال عدم التوقف عند هذه المحطة ليس مستبعداً أيضا أن تقوم بتفجيره من خلال إشعال حرب طائفية أهلية كما حدث بعد احتلال العراق الشقيق أو الإقدام على حرقه بالآلة العسكرية الغربية وبشكل مباشر تماماً كما حدث في غزو واحتلال العراق فالمؤشرات تشير اليوم إلى سيناريو غربي في غزو واحتلال لسوريا بعد أن سمعنا من مندوب روسيا في الأمم المتحدة بأن حلف الناتو يستعد لحرب ضد سوريا.. ولعل الأخطر من كل ذلك هو ما صرح به الرئيس الروسي منذ أيام عندما قال إن مصيراً حزيناً ينتظر الأسد!! هذا التصريح للرئيس الروسي يحمل في طياته إنذاراً مرعباً وخطيراً ليس للأسد فقط ونظامه وإنما للشعب السوري وهو بنفس الوقت جرس إنذار للأسد وللنظام السوري لأنهم راهنوا على حصان خاسر واعتقدوا أن روسيا ستمنع أي قرار في مجلس الأمن يدين النظام أو يطالب بالتدخل الدولي، بل إنهم اطمأنوا إلى موقف روسيا في مساندتهم ودعمهم، بينما الحقيقة أن روسيا وأغلب دول العالم بما فيها الصين أيضا تبحث عن مصالحها الاقتصادية فقط فليس غريباً أن تبيع روسيا كل سوريا للغرب والصهيونية من أجل مصالحها، وهذا ما لمسناه في غزو واحتلال العراق عندما راهن النظام العراقي السابق على الموقف الروسي لكن روسيا خذلت العراق وخذلت القيادة العراقية، ولم تحرك ساكناً أثناء الغزو والاحتلال إن لم تكن قد ساهمت وساعدت هذا الاحتلال مقابل تأمين مصالحها لأن عصر الأيديولوجيات قد انتهى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وأصبحت المصالح الاقتصادية هي المحرك الرئيسي لمواقف الدول لهذا ليس غريباً أن يصدر هذا التصريح من الرئيس الروسي ويحذر الأسد من يوم حزين. لهذا ومن أجل ألا نرى الأسد حزيناً أو نرى الشعب السوري حزيناً أو نرى الشعب العربي حزيناً، نرى ضرورة تحقيق مطالب الثورة الشعبية السورية فوراً وبدون تأخير أو تسويف أو مماطلة وهي مطالب مشروعة كما اعترف بها الأسد نفسه، لابد من تحقيق هذه المطالب الآن.. الآن.. وليس غداً وتفويت الفرصة على أعداء سوريا وأعداء الأمة العربية في تحقيق حلمهم وأهدافهم في أحياء خريطة الشرق الأوسط الكبير بعد أن ماتت هذه الخريطة في العراق الشقيق بفضل من الله ثم المقاومة العراقية الباسلة. لابد من تلبية وتحقيق مطالب الثورة الشعبية السورية فوراً " لتتغدى " سوريا بأعدائها قبل أن " يتعشوا " بها أما الذين حاولوا ركوب القطار الأمريكي – الصهيوني وحاولوا زرع الفتنة بين أفراد الشعب السوري فالشعب السوري كفيل بهم هذا في حال تحققت مطالب الشعب لأن الشعب وحده قادر أن يلفظ هؤلاء ويرمي بهم في مزابل التاريخ.. وبعد أن تتحقق للشعب السوري مطالبه المشروعة فلن يحزن بشار.. ولن يحزن الشعب.. فهل سوف تحقق هذه الفرحة قبل أن يبكي بشار؟!!
343
| 07 أغسطس 2011
قبل ثلاثة أيام حاولت معرفة ما يقوله النظام الرسمي السوري من خلال إعلامه عما يحدث في سوريا الشقيقة، لعل وعسى أن أجد في هذا الإعلام صورة موضوعية وحقيقية وشفافة، ما يؤكد ما ينقله هذا الإعلام عن وجود عصابات إرهابية مسلحة تستهدف قوات الأمن والجيش وتدمر وتحرق الممتلكات العامة والخاصة وتعيث في الأرض فساداً كما تدعي وسائل الإعلام السورية الرسمية. وكم كانت دهشتي كبيرة وكم كان استغرابي شديداً، وكم كان المنظر الذي رأيته مرعباً ومخيفاً، بل إنه كان خنجراً قطع أوصال قلبي وأدمى فؤادي ولم أستطع تصديق هذا المشهد لولا أنه جاء بالصورة والصوت، والصورة لا تكذب أبداً، حيث شاهدت سيارة نقل صغيرة وقد امتلأت بالجثث ويا ليت الأمر توقف هنا، ولكن مما أدمى القلب وجرح الفؤاد وأتعب العين والبصر عندما بدأ بعض المرافقين لهذه السيارة وهذه الجثث بحمل تلك الجثث ثم رميها في النهر وقال التليفزيون السوري إنه نهر العاصي!! الجثث التي تم رميها بهذا النهر لا يزال الدم حاراً ولم يجف بعد أي أن أصحابها قتلوا قبل رميها بدقائق لأن الدم خضب ماء النهر وتحول الماء إلى لون أحمر!! المجرمون أو الإرهابيون أو القتلة كانوا يحملون الجثة ويرمونها بالنهر مع "التكبير" ثم يحملون جثة أخرى ويرمونها بدم بارد والدم الحار لا يزال ينزف من هذه الجثث!! هذه الجريمة الموثقة بالصور والحديثة أيضا يجب أن نقف عندها طويلاً ونسأل ونتساءل من يقف خلفها؟! من هؤلاء القتلة الذين تجردوا من كل القيم الإنسانية والمشاعر والأحاسيس البشرية حتى تحولوا إلى وحوش ضارية تمثل بأجساد ميتة وتلقي بها إلى النهر؟! كيف يمكن أن نتصور مشهداً مثل هذا المشهد اللا أخلاقي واللا إنساني واللا وطني واللا قومي واللا بشري؟! كيف نصدق أن هناك بشرا في الشقيقة سوريا يتجردون من كل الصفات الإنسانية ويتصرفون كالوحوش الضارية؟! كيف يمكن للعين أن ترى مثل هذه الجريمة وكيف يمكن للقلب أن يشاهد هذا الإجرام وكيف للأذن أن تصدق ما حدث؟! لقد كان المشهد مرعباً ومخيفاً بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان، وكان مستفزاً إلى أبعد الحدود.. وكان صادماً إلى أقسى حدود الصدمة.. وكان مؤلماً إلى حد البكاء وكان مزعجاً إلى حد النواح!! لا أبالغ إذا قلت لكم إن ذلك المشهد كان كابوساً أقلقني طوال الليل ولا يزال في ذهني وعقلي ولا أستطيع أن أنساه لأنه لا ينسى من هول وفظاعة بشاعته.. هذا المشهد كافٍ لإسقاط النظام فوراً في حال صدق ادعاء المعارضة بأن النظام هو الذي صمم وأخرج ونفذ هذه الجريمة. وكافٍ لإسقاط المعارضة في حال صدق ادعاء النظام بأن عناصر المعارضة الإرهابية هي التي تقف وراء هذه الجريمة. ببساطة شديدة هذه الجريمة يجب أن تسقط النظام فوراً أو تسقط المعارضة فوراً. المطلوب الآن هو معرفة الحقيقة ومن يقف وراء هذه الجريمة النكراء.. لابد من إجراء تحقيق فوري تقوم به السلطة السورية، خاصة أنها تملك هذه الصور وتملك صورة السيارة وصور الأشخاص الذين نفذوا هذه الجريمة، وهذا التحقيق يجب أن يكون على الهواء مباشرة ليعرف الشعب السوري حقيقة هؤلاء المجرمين ويعرف معه الشعب العربي حقيقة هؤلاء الإرهابيين وهذا التحقيق المطلوب ليس معجزة فكل عناصر الجريمة متوافرة من خلال تلك الصور التي بثها التليفزيون السوري. لابد من إجراء تحقيق فوري وبأقصى سرعة ممكنة لمعرفة الحقيقة لأن مثل هذه الجريمة لا يمكن أن تمر مرور الكرام لأنها تمثل حياة شعب بأسره، لأن من يقتل بهذه الطريقة ويمثل بأجساد الموتى بهذه الطريقة ليس مستبعداً أن يدمر شعباً بأسره. ولابد أيضا من ثوار سورية أيضا البحث وملاحقة هذه الجريمة ومعرفة هؤلاء المجرمين والإرهابيين لأنهم يسيئون إلى ثورة شعبية صادقة ومحقة في مطالبها المشروعة في الحرية والديمقراطية وهذا المشهد في حال صدقت وسائل الإعلام الرسمية السورية بأنه من عناصر إرهابية معارضة فإن ذلك يعتبر ضربة قاصمة وقاسية، بل ومميتة للمعارضة التي تنشد العدالة والحرية والديمقراطية لهذا نطالب المعارضة كما نطالب النظام بإجراء تحقيق فوري وملاحقة هؤلاء المجرمين وبدون تأخير لكي نعرف من سوف يسقط هو النظام أم المعارضة؟!
318
| 04 أغسطس 2011
ليس من عادتي أن أكتب اسم "إسرائيل" في مقالاتي واستخدم اللفظ الصحيح والاسم الحقيقي وهو "العدو الصهيوني" أو "الكيان الصهيوني" لأن هذا العدو سيبقى عدواً لكل العرب طالما هو مستمر في احتلال فلسطين وطالما هو يرتكب المجازر والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني والشعب العربي وطالما أنه يرفض السلام الحقيقي ويطالب الفلسطينيين والعرب جميعاً بالاستسلام. اليوم وفي عنوان مقالي كتبت اسم "إسرائيل" ورغم ذلك وضعته بين قوسين لعدم اعترافي به ولكن اضطررت لكتابته لأن هذا المقال ارجو أن يصل إلى الأصدقاء من الشعب الفرنسي، لأن هذا الشعب الصديق حاولت حكوماته المتعاقبة تجميل صورة هذا العدو وحاولت نقل صورة عنه بأنه شعب حضاري ديمقراطي لأن أغلب الحكومات الفرنسية كانت ولاتزال حليفة لهذا العدو الصهيوني. ولأن الشعب الفرنسي هو المقصود من هذا المقال اشرت إلى "إسرائيل" ولم اكتب العدو الصهيوني، أو الكيان الصهيوني ليعرف هذا الشعب ما اقصده وما اكتب عنه. "إسرائيل" بالامس داست على "الكرامة الفرنسية" عندما اعتقلت سفينة الكرامة الفرنسية في عملية "قرصنة" بحرية وعملية إرهابية قامت بها ضد هذه السفينة في المياه الإقليمية الدولية وهذا العمل الإرهابي الإجرامي بحق سفينة مسالمة تحمل مواد غذائية وأدوية لشعب محاصر وجائع ولشعب يفرض عليه العدو الصهيوني سجناً كبيراً ويمنع عنه الغذاء والدواء ومتطلبات الحياة الحرة الكريمة ليس موجهاً للشعب الفلسطيني أو الشعب العربي فقط وإنما هو موجه للشعب الفرنسي لأن السفينة التي تعرضت للهجوم الإرهابي الصهيوني والاعتقال هي سفينة "فرنسية" أولاً وهي سفينة تحمل اسم "الكرامة الفرنسية" وهذا هو الأهم مما يعني أن "إسرائيل" اغتصبت "الكرامة الفرنسية" وداست على هذه الكرامة ولم تحترم الشعب الفرنسي ولم تعر اهتماما لعزة وشرف فرنسا وشعبها. كرامة الشعب الفرنسي اهانتها "إسرائيل" ورغم هذه الإهانة لم تحرك الحكومة الفرنسية ساكناً دفاعاً عن "كرامة فرنسا" ولم نسمع إدانة من الحكومة الفرنسية أو موقفا يدافع عن سفينة "الكرامة الفرنسية" على العكس تماما من موقف الشقيقة تركيا عندما اقدم العدو الصهيوني على جريمته على اسطول الحرية وسفينة مرمرة التركية التي قتل العدو الصهيوني تسعة من الشرفاء الاتراك المتضامنين مع شعب قطاع غزة المحاصر عندها وقفت الشقيقة تركيا وقفة كرامة وعزة دفاعاً عن شرفها وعن دماء ابنائها واتخذت من المواقف ما جعل العدو الصهيوني يحسب ألف حساب لكرامة تركيا وكرامة الشعب التركي وها هي الشقيقة تركيا ترفض اعادة التطبيع مع هذا العدو حتى يقدم اعتذاراً رسميا على جريمته ضد سفينة مرمرة التركية. هذه هي تركيا التي كانت تقيم أفضل العلاقات مع العدو الصهيوني سابقاً ثأرت لكرامتها وثأرت لكرامة شعبها فأين فرنسا من هذا الموقف ولماذا لم تتحرك الحكومة الفرنسية وتثأر "للكرامة الفرنسية"؟!!
461
| 23 يوليو 2011
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1053
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
936
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
696
| 15 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
642
| 18 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
636
| 19 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
630
| 18 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
549
| 16 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
501
| 18 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
468
| 21 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
441
| 19 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
441
| 15 ديسمبر 2025
في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...
423
| 18 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية