رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
صالح استخدم القاعدة فزاعة وشباب الثورة افسد مسعاهفي أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي برئاسة الاتحاد السوفييتي السابق والرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كان كل معسكر يحاول استقطاب الدول إلى حلفه، خاصة تلك الدول المؤثرة والفاعلة اقتصادياً أو سياسياً، وكان الإعلام رغم تخلفه يلعب دوراً مهماً في شرح أهداف واستراتيجيات كل معسكر وتمكن الإعلام الغربي من تصوير المعسكر الشيوعي بالشيطان الأكبر، وأنه خطر على مستقبل وحياة الشعوب قاطبة، خاصة الشعب العربي الإسلامي ولا شك أن الشيوعية لها أخطار على حياتنا كأمة إسلامية لأن الإيديولوجية الماركسية – اللينينية تعتبر الدين أفيون الشعوب، لهذا وجدنا أن بعض الدول العربية، خاصة مصر القيادة والريادة في عهد قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، وكانت على خلاف شديد مع الاتحاد السوفييتي رغم تحالفهما ورغم أن مصر آنذاك انتهجت النهج من منظور عربي – إسلامي، وهذا كان من أهم أسباب الخلاف المصري – الروسي، لأن روسيا كانت تطالب بالاشتراكية العلمية، أي بتطبيق الماركسية – اللينينية، وهذه الرغبة الروسية كانت من أقوى الأسلحة التي يستخدمها الغرب في حربه ضد الشيوعية، فكان الغرب يحاول إرهاب وإخافة العرب والمسلمين من الخطر الشيوعي، مما ساعد حكامنا العرب آنذاك من التحالف مع الغرب وأمريكا بالذات، بل إن أغلب هؤلاء الحكام العرب كانوا يستمدون شرعيتهم من البيت الأبيض، وبدوره فإن البيت الأبيض يمنحهم سلطة مطلقة وصلت الآن إلى مرحلة الدكتاتورية التي نعاني منها حتى الآن.غابت الشيوعية وسقط الاتحاد السوفييتي، وغاب معهم البعبع الشيوعي وزالت الذريعة التي كان الغرب يفزعنا بها، وبدأ هذا الغرب البحث عن عدو جديد حاول في مرحلة أولى إظهار الإسلام بأنه العدو الجديد لكنه فشل في ذلك لأن الواقع والمنطق والسلوك والمنهج الإسلامي لا يمكن أن يكون إلا عادلاً وديموقراطياً ومسالماً، لكنه وجد ضالته في تنظيم "القاعدة" ورأى الغرب بها العدو البديل عن الشيوعية ورسم خططه على أساس هذه الإستراتيجية واستخدمها في غزو واحتلال أفغانستان والعراق وحاول إقناع العالم بأن القاعدة هي التي تقف وراء تفجيرات نيويورك عام 2001 الإرهابية، وأن القاعدة موجودة في أفغانستان وفي العراق ولابد من احتلالهما وتحقق للغرب والإدارة الأمريكية ذلك وكان هدفهم بعيداً جداً، وهو رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط ولعل المستفيد الآخر من هذه "القاعدة" هم حكامنا العرب الذين كانوا يقولون للغرب وأمريكا نحن معكم لدرء الخطر الشيوعي في فترة الحرب الباردة وهاهم يجدون القول نحن معكم لمحاربة القاعدة وكرست هذه العلاقة الدكتاتوريات العربية بعد أن توقعنا حياة ديمقراطية بعد غياب بعبع الشيوعي لكن بعبع القاعدة كان البديل.الآن يعيش الوطن العربي ربيع الثورات الشعبية، وهذه الثورات أزعجت الغرب لأنها أزعجت بل حرمت الغرب من أهم الحلفاء الذين ربتهم وسمنتهم الإدارة الأمريكية حتى وصل هؤلاء الحكام إلى قمة الأسلوب الدكتاتوري الفاسد في بلادهم وامتصوا دماء شعبهم قروناً طويلة ومنهم الرئيس الهارب زين العابدين بن علي والرئيس المخلوع حسني مبارك.ربيع الثورات هذا لم يخل من الأشواك التي لاتزال تدمي الشعب، خاصة في ليبيا واليمن وسوريا رغم التفاوت بين هذه الثورات في القمع والدموية، لكن القاسم المشترك لمن لم تسقطه هذه الثورات حتى الآن هو استخدام فزاعة "القاعدة" وهذا ما سمعناه في بداية الثورة الليبية عندما حاول العقيد معمر القذافي تصوير الشباب الليبي الثائر بأنه فصيل من القاعدة وهو بذلك كان يخاطب ود الإدارة الأمريكية لكنه فشل في ذلك.العقيد الآخر علي عبدالله صالح استخدم فزاعة القاعدة أيضا، لكن شباب الثورة أفسدوا هذا المسعى لكنه نجح على ما يبدو أمس عندما سحب الجيش والقوات اليمنية من زنجبار وترك الساحة لبعض عناصر القاعدة الموجودين في أبين بالسيطرة على هذه المحافظة اليمنية وإذا صحت هذه الأخبار، وأن للعقيد صالح دورا في هذه الخطة، فإن صالح يستنجد الآن بالولايات المتحدة الأمريكية ويحاول إقناعها بأن القاعدة هي البديل في حال رحيله.نرجو من الإدارة الأمريكية ألا تتهور بتجديد الدكتاتورية ودعمها للعقيد صالح وأملنا كبير في شباب الثورة اليمنية في تفويت هذه الفرصة الانتهازية على صالح.. وحماية زنجبار وشعبها ونبعد شبح القاعدة.
508
| 01 يونيو 2011
في الوقت الذي يجب أن تتوجه أقلامنا ومقالاتنا الصحفية إلى العدو الصهيوني ومخططاته العدوانية وإلى الإدارة الأمريكية الحليفة الاستراتيجية لهذا العدد، خاصة في هذا الوقت الذي يعلن فيه رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو اللاءات الصهيونية المتكررة لا للانسحاب إلى حدود عام 1967، ولا لعودة القدس ولا لحق العودة للاجئين الفلسطينيين التي أعلنها مجدداً في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية وبعد أن تراجع الرئيس الأمريكي أوباما عن مواقفه السابقة، خاصة عندما تراجع عن موقفه باعتبار حدود الرابع من يونيو عام 1967 هي الحدود للدولة الفلسطينية واستبدل هذا الموقف بالقول ضرورة مبادلة الأراضي وأن حدود الرابع من يونيو يمكن تغييرها يضاف إلى هذه الهجمة الصهيونية ما أعلنه أوباما بضرورة الاعتراف بالدولة اليهودية وهو مطلب صهيوني يقطع الطريق أمام حق العودة، بل إن هذا الشرط يمكن أن يدفع العدو إلى طرد ما بقي من الشعب الفلسطيني بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. في هذا الوقت نجد أن بعض حكامنا العرب يفرضون على أقلامنا وعلى مقالاتنا أن تبتعد عن هذا الخطر الصهيوني وتتوجه إلى معالجة قضايا "أنانية" "دكتاتورية" "قمعية" ضد شعوبهم من أجل البقاء على كراسي الحكم حتى لو جلس هؤلاء على كراسي فوق آلاف الجثث. و لن أشير اليوم إلى العقيد الليبي معمر القذافي الذي يجلس الآن فوق جماجم شهداء ليبيا ولسان حاله يقول إما أنا أو أحرق الوطن والمواطنين لأن ما يحدث الآن في ليبيا خير شاهد على ذلك. لكن ما يحتاج اليوم إلى الحديث هو موقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح هذا الرجل الذي يهدد دائماً بإشعال حرب أهلية في اليمن إذا حاول الثوار أو الشعب اليمني إزاحته عن كرسي الحكم، وقد بدأ بالفعل أمس بمحاولة إشعال فتيل الحرب الأهلية عندما قامت قواته الأمنية بضرب وقصف منازل الشيخ صادق الأحمر ولا تزال مدفعيته ودباباته تقصف هذه المنازل حتى الآن. ورغم أن شباب الثورة في اليمن ومنذ أربعة أشهر يهتفون ويرددون "ثورة سلمية" "ولا حرب أهلية"، إلا أن الرئيس صالح والمنافقين والفاسدين معه يحاولون دفع هذا الشعب إلى الحرب الأهلية أملاً منهم أن تحرق هذه الحرب الأخضر واليابس في اليمن ويبقى صالح وهؤلاء فقط على أرض اليمن لأننا نعلم لو أن مثل هذه الحرب الأهلية لو اندلعت – لا سمح الله – فإنها ستكون حارقة لأن السلاح موجود في كل بيت يمني. ورغم أن الرئيس صالح أرسل له مجلس التعاون الخليجي "طوق النجاة" بتوقيع الاتفاق الذي ينظم عملية انتقال السلطة سلمياً إلى قوى وطنية تؤدي إلى نظام ديموقراطي تعددي وتحافظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وتحقق لشعبه المساواة والعدل إلا أنه رفض هذه المبادرة وماطل كثيراً حتى أن هذه المبادرة تم تعديلها أربع مرات لتنسجم مع رغباته وشهواته لكنه رفض وناور مرات عديدة ومن يقرأ جيداً تلك المبادرة ويعرف بنودها يجدها أنها حقاً "طوق نجاة" للرئيس صالح، خاصة الفقرة التي تشير إلى عدم ملاحقته أو ملاحقة نظامه قضائياً وتجاوز تلك الدماء الطاهرة التي سقطت برصاص قواته ورغم ذلك وجه صفعة لدول الخليج العربية ورفض التوقيع على تلك المبادرة بحجج واهية وماكرة ومخادعة، مما يؤكد أن هذا الرجل لا ينوي مطلقاً ترك كرسي الحكم وتوريثه حتى لو تطلب ذلك انهاراً من دماء الشعب اليمني. لكن شباب الثورة ورغم مرور أربعة أشهر من الصمود والتحدي مستمرون في ثورتهم السلمية وعاقدون العزم على الاستمرار في ساحات التغيير حتى تنجح هذه الثورة وتنتصر مهما طال الزمن أما إذا حاول صالح تحويل مسار هذه الثورة السلمي وحاول تفجير حرب أهلية كما يتوعد فإن هذه الثورة ستنال منه وتحرقه بنارها لأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر أخيراً وعندها يصح القول , وعلى نفسه جنى صالح!!
393
| 25 مايو 2011
لابد لنا أن نسجل للحقيقة والتاريخ موقف دولة قطر القومي العربي عندما تنازلت عن مرشحها لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وهذا الموقف أشاد به كل وزراء الخارجية العرب وأثلج صدور العرب جميعاً من المحيط إلى الخليج لأن هذا الموقف خلق توافقاً عربياً نحن بحاجة ماسة له في عصرنا الحاضر وهذا الموقف القطري ليس غريباً على مواقف قائدها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أو قيادتها أو شعبها العربي الأصيل. أما بالنسبة لاختيار الدكتور نبيل العربي وزير خارجية مصر أميناً عاماً لجامعة الدول العربية والذي جاء بالتوافق بعد أن مهدت أمامه دولة قطر الطريق فإن هذا التوافق على هذه الشخصية يؤكد أيضاً أن ثورة 25 يناير المجيدة بدأت تأخذ طريقها نحو النصر الذي ننتظره بعد نجاح هذه الثورة ونصر هذه الثورة يأتي عندما تعود مصر إلى دورها القيادي والريادي للأمة العربية عندما يختار الشعب المصري رئيساً يحمل حلم الأمة العربية ويؤمن بالقومية العربية ويكون عربيا قبل أن يكون مصريا ويستمد شرعيته من الشعب المصري لا أن يستمدها من البيت الأبيض أو من تل أبيب ويعمل هذا الرئيس على تحرير الأرض العربية المحتلة من العدو الصهيوني أو من المحتل الأمريكي ويحرر الاقتصاد المصري من السيطرة والاحتكار الأجنبي ويبني جسور التواصل والتلاقي بين الأمة العربية أملا في وحدة أو اتحاد عربي يجعل من هذه الأمة قوة تنافس التكتلات العالمية الأخرى ويؤمن هذا الرئيس القادم بالدور الشعبي وبتداول السلطة والمشاركة الشعبية وعندها نستطيع القول إن ثورة 25 يناير انتصرت وهذا يحتاج إلى مقالات عديدة لكن كما يقال أول الغيث قطرة وهذه القطرة بنجاح هذه الثورة وانتصارها وهذا التوافق العربي على مرشح الثورة الدكتور نبيل العربي. لكن الدكتور العربي يدخل البيت العربي ليجده محطم الأبواب والنوافذ ويعلوه غبار الترهل والكسل والفساد، فالجامعة العربية ومنذ أن غابت مصر عن دورها القيادي والريادي للأمة العربية ومنذ رحيل قائد هذه الأمة جمال عبد الناصر أصبحت لا تهش ولا تنش بل أصبح وجودها عبئاً على الشعب العربي لأنها تحولت إلى بوابة لتمرير مخططات النظام الرسمي العربي العاجز والمتهالك والدكتاتوري والتابع والمتخاذل مما جعل من هذه الجامعة ديكوراً لهذه السياسات العربية وهذا أفقدها الدور العروبي الوحدوي سواء في السياسة أو الاقتصاد وحتى في الاجتماع وخلا البيت العربي من أي دور يحافظ على وحدته واستقلاله ودوره في درء الخطر عن الأمن القومي العربي. لكن ورغم كل هذه السلبيات فإن البيت العربي الذي تمثله جامعة الدول العربية لم يتم انهياره بعد ولم يسقط بعد ولا يزال هذا البيت يحمل بصيص أمل في العودة إلى ترميمه من جديد وتقوية أركانه خاصة بوصول الدكتور العربي لقيادته والعمل على إصلاحه ولا نشك في إرادة هذا الرجل لأنه لم يأت برغبة حاكم مصري أو برغبة النظام الرسمي العربي وإنما جاء من رحم ثورة شعبية فرضت نفسها على هؤلاء وهؤلاء وقالت للجميع إن مصر عادت لدورها القيادي والريادي للأمة العربية. ولأن مصر أعادتها ثورة 25 يناير إلى دورها العربي القائد والرائد ولأن العربي ابن هذه الثورة فلا نشك أبداً أن هذا الأمين العام الجديد سيعمل بكل أمانة لبعث الروح من جديد في البيت العربي. قد يقول قائل إن منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية لا يسمح للأمين أن يرسم سياسة أو يضع خطة أو ينفذ مشروعاً لأنه يمثل عدة دول عربية ورؤية هذه الدول هي التي تفرض إستراتيجية الجامعة وهذا القول به الكثير من الصحة ولكن يستطيع الأمين العام أن يؤثر في إستراتيجية وخطة وعمل هذه الجامعة لأنه يعيش في مطبخها ويعمل في داخل هذا البيت ويعرف أركانه تماماً وما هو المطلوب لكي يكون هذا البيت قوياً صامداً أمام أطماع الآخرين وتباين المواقف للدول العربية لا يمنع الأمين العام من فرض بصمته على عمل هذه الجامعة وإلا عليه أن يرفض تحمل هذه المسؤولية لأننا لا نرضى أن يكبل النظام الرسمي العربي ابن ثورة 25 يناير وعندها نخسره مرتين مرة كوزير خارجية مصر الثورة.. والأخرى كأمين عام لجامعة الدول العربية.
277
| 18 مايو 2011
ما حدث مؤخراً في القاهرة بين المسيحيين والمسلمين في إمبابة بالقاهرة التي سقط خلالها حوالي عشرين قتيلاً و250 جريحاً ما بين مسلم ومسيحي حذر منها وقبل أن تحدث أغلب الشباب المصريين ومنهم زميلي إبراهيم الفولي المذيع السابق بإذاعة قطر عندما التقيته بالقاهرة قبل اندلاع هذه الاشتباكات بثلاثة أيام حيث أشار ونحن في طريقنا إلى ضريح قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر لقراءة الفاتحة على روحه أشار الزميل بيديه ونحن في الطريق إلى مسجد النور بالعباسية وإلى كاتدرائية المرقسية بالمنطقة ذاتها وقال هناك خطر قادم على الثورة من هنا لأن فلول النظام السابق ستحاول إذكاء الفتنة بين المسلمين والمسيحيين من هنا لأن هذا الموقع هو المرشح لمثل هذه الفتنة. وبالأمس صدق ما توقعه زميلي إبراهيم وحدثت الفتنة ولكن هذه الفتنة والحمد لله تم إخمادها الآن لكنها لم تنطفئ بعد وهذا يعني أن شباب الثورة وجيشها وحراسها يجب أن ينتبهوا إلى خطرها وأن يضربوا بيد من حديد على كل من تسول له نفسه من فلول النظام السابق أو من تضرر من هذه الثورة من صهاينة أو عملاء أو خونة وألا ترحم هؤلاء لأن أمن المواطن والوطن فوق الجميع وأن نجاح الثورة مطلب للجميع. فالثورة المصرية نجحت نجاحاً باهراً بقدرة شباب الثورة وشعب مصر العظيم وأعطت للعالم درساً في كيفية ممارسة الحقوق الديمقراطية وكيفية الوصول إلى هذه الديمقراطية بالأساليب السلمية الحضارية وهذا ما حققته هذه الثورة المباركة. ولا شك أن نجاح هذه الثورة أغاظ وأزعج بل وأفزع وأخاف وأرعب النظام السابق ورموزه خاصة بعد أن بدأت الثورة في محاسبة رموز هذا النظام ومحاكمتهم ووضعهم خلف القضبان لنيل جزائهم وعقابهم على الفساد والجرائم التي ارتكبوها بحق شعب مصر وهذا يدفع هؤلاء لإفشال مسيرة الثورة ووضع العراقيل والأشواك في طريقها خاصة وأنها لا تزال وليدة وغضة الطرف لكنها رغم ذلك تبقى أقوى من هؤلاء المفسدين والانتهازيين ومصاصي دماء الشعب المصري يضاف إلى هؤلاء بعض الرموز التي طبعت مع العدو الصهيوني وحاولت بكل ما تستطيع بث روح الهزيمة والاستسلام في صفوف الشعب المصري والتطبيع مع العدو وهؤلاء حالهم حال النظام السابق الذي كان حليفاً للعدو الصهيوني في حصاره لقطاع غزة ومنع المقاومة من القيام بدورها التحرري. كل هذه الرموز لن يهدأ لها بال ولن تسكن أو تهدأ وستظل تحاول إجهاض الثورة وعرقلة مسيرتها المباركة لأنها فقدت مصالحها بل وإن حياة البعض منهم معرضة للموت والإعدام وهذا كان ليدفعها إلى الهجوم المضاد على الثورة ولا شك أن شباب الثورة والمجلس العسكري الانتقالي يدرك هذه الحقائق تماماً ويعرف جيداً مخططات هؤلاء لهذا، فالخطوة التي قام بها هذا المجلس باعتقال رموز هذه الفتنة وتقديمهم للمحاكمة خطوة تؤكد سلامة الثورة وقطع اليد التي تحاول النيل منها ولابد أن نرفع هذا اليوم شعار "لا صوت يعلو فوق صوت الثورة".
417
| 11 مايو 2011
ثمانية وعشرون عاما وأنا أتمزق شوقا لرؤية القاهرة ليس لأنها "أم الدنيا" كما يقولون ..وليس لأنها "قاهرة المعز" وليس لأنها "الحضارة والأصالة" وليس لأنها "بلد الأهرامات" أو "هبة النيل"، ولكن لأنها "القيادة والريادة" فالقاهرة عاصمة مصر الخالدة.. ومصر الخالدة هي عز وفخر العرب جميعا من المحيط إلى الخليج ومنها انطلقت ثورة 23 يوليو المجيدة ومنها برز قائد الأمة العربية الراحل جمال عبد الناصر ومنها نهض الفكر القومي العربي ومنها وبها خضنا أربع حروب مع العدو الصهيوني ومنها سقط آلاف الشهداء دفاعا عن كرامة وحرية الأمة العربية ومنها تم تلقين العدو الصهيوني درسا لن ينساه في انتصار أكتوبر عام 1973 بعد أن رفض شعب العظيم نكسة عام 1967 وطالب القائد عبد الناصر بالبقاء في قيادة المسيرة حتى تحقيق هذا النصر الخالد، بعد أن أعلن هذا القائد تنحيه عن الحكم بعد تلك النكسة المريرة،لكن شعب مصر العظيم جدد الولاء والعهد لقيادته الحكيمة ورفض تلك الاستقالة واستجاب عبد الناصر لإرادة هذا الشعب وبنى القوات المصري من جديد وخاض حرب الاستنزاف ثم حرر جيشه المقدام ارض سيناء وحرر الإرادة والكرامة المصرية. لكن يد القدر امتدت إلى قائد هذه الأمة وانتقل إلى رحمة الله تعالى قبل أن يرى كيف تمكن الجيش الذي بناه من جديد والشعب الذي بايعه من جديد من تحقيق النصر والحفاظ عليه لأن النصر العسكري سرعان ما تحول إلى هزيمة سياسية عندما وقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة كامب-ديفيد المشؤومة مع العدو الصهيوني .هذه المعاهدة التي سرقت من مصر بل خطفت وانتزعت من مصر دورها القيادي والريادي عندما غابت عن أمتها العربية وغابت أمتها العربية عنها وأصبحت مصر دولة كبقية الدول العربية التي لا تملك دورا ولا قيادة لتضاف إلى بقية الدول العاجزة عن أداء أي دور وطني أو قومي .وبغياب مصر عن القيادة والريادة للوطن العربي كشر العدو الصهيوني عن أنيابه وبدا بالعدوان على الامة العربية .ولعل عدوانه وحربه على لبنان ووصوله إلى العاصمة بيروت كان دليلا على ذلك عام 1982 انتهاء بتوقيع معاهدة أوسلو مع السلطة الفلسطينية التي اعترفت بموجبها السلطة بالكيان الصهيوني. وهذا الاعتراف كان خطا احمر عندما كانت مصر القيادة والريادة ولعل ما قاله قائد مصر القيادة والريادة آنذاك القائد الراحل عبد الناصر للشهيد ياسر عرفات وأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية يؤكد أن مصر القيادة والريادة ترفض أن يفرط الشعب الفلسطيني بأي ذرة تراب من فلسطين عندما قال عبد الناصر للراحل عرفات "نحن قبلنا بقرار 242 لظروف واعتبارات دولية ..اما انتم فمن حقكم أن ترفضوه ..بل يجب أن ترفضوه لأن مطالب الشعب الفلسطيني تتعدى حدود هذا القرار".. ولكن بعد غياب القيادة والريادة وبعد رحيل القائد لم ترفض هذا القرار منظمة التحرير التى اختطفتها جماعة أوسلو وقبلوا بالقرار بل قبلوا بالاستسلام .وهذا الاستسلام ليس فقط لغياب دور مصر القيادي والريادي وإنما لأن مصر في نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك لعبت دورا مساندا وداعما للعدو الصهيوني وساهمت في استسلام السلطة للعدو الصهيوني. وكلنا يعلم كيف كان ذلك النظام يحاصر قطاع غزة وكيف كان يتعاون مع العدو في عدوانه وإرهابه على الأمة العربية وتحول دور مصر من القيادة والريادة للأمة العربية إلى دور متآمر على هذه الأمة ولا أريد هنا أن أخوض في عملية غزو واحتلال العراق ودور نظام الرئيس المخلوع مبارك لأن هذا يحتاج إلى مقال آخر،وإنما أقول أن غياب دور القيادة والريادة لمصر هو الذي ساهم وساعد على كل هذه المآسي واللام والجراح والاحتلال والتهويد والظلم والقهر للأمة العربية. وعندما كنا نطالب بعودة مصر إلى دورها القيادي والريادي كانت وسائل الإعلام المصرية التابعه للنظام المقبور تشن علينا أشرس الحملات وتصفنا بالعداء لمصر ولشعبها وتطلق علينا أوصافا يندى لها جبين الإنسانية بل أن رئيس تحرير الجمهورية في عهد الرئيس المخلوع مبارك شن ضدى حملة شعواء وبث سمومه الحاقدة ضد دولة قطر وهذا ما أشرت إليه في مقالات سابقة.. اليوم انتقم لي شباب مصر وانتقموا لكل أحرار وشرفاء الأمة العربية عندما ثاروا بثورتهم المباركة التي أطاحت بالنظام السابق وأطاحوا بأبواقه الإعلامية وحققوا ما كنا نطالب به وننادى به في عودة مصر إلى دورها القيادي والريادي. اليوم تمكن شباب مصر في ثورتهم العظيمة من توجيه الدعوة لي إلى بيتي ووطني ورئتي التي أتنفس منها وقلبي الذي يدق بحب مصر القيادة والريادة لازور القاهرة بعد غياب ثمانية وعشرين عاما وها أنا اكتب مقالي من مصر التي غنت كثيرا بها العرب وضحت كثيرا عن العرب وصوتها كان يقول دائما "صوت العرب من القاهرة" وأنا اليوم اكتب من عاصمتها.. وأقول صوت القلم.. من القاهرة..
294
| 04 مايو 2011
بالأمس بثت قناة الجزيرة الفضائية رسالة من القاهرة تحدثت عن احتفال المصريين بـ"شم النسيم" واحتوت الرسالة على مشهد كان يجب أن يكون رسالة مستقلة عن خلطها بشم النسيم، لأن مثل هذا المشهد يتناقض ويتنافى مع ما يريده الشعب المصري الثائر، بينما هو يحتفل بشم النسيم فإذا به يشم رائحة كريهة وعفنة وقذرة ونتنة تنبعث من أركان السفارة الصهيونية في القاهرة ومما زاد قذارة وعفن الرائحة التي أفسدت النسيم ذلك العلم الصهيوني المرفوع فوق عمارة شاهقة بالقاهرة عندما شاهدناه مرتفعاً ويرفرف فوق قاهرة المعز وكان المشهد استفزازياً لكل مشاعر العرب من المحيط إلى الخليج ولا أشك أنه كان استفزازياً لكل مصري. المشهد الذي بثته قناة الجزيرة عن العلم الصهيوني كان يجب أن يكون رسالة خاصة بل ومهمة جداً لأنها أظهرت أن الشعب المصري يرفض وجود سفارة للعدو الصهيوني بالقاهرة ويرفض أن يرى علم هذا العدو يرفرف بسماء القاهرة وهذا ما شاهدناه من خلال التجمع الجماهيري أمام سفارة العدو ويطالب بطرد السفير وإغلاق هذه السفارة وهذا المطلب هو مطلب أكثرية المصريين وهذا ما أكده بالأمس أيضا معهد أمريكي عندما ذكر أن 62% من المصريين يطالبون بإلغاء معاهدة كامب - ديفيد. إن طرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية وإسقاط العلم الصهيوني من فوق القاهرة من أهم المطالب الشعبية المصرية بل إنه من أهم محركات الثورة المصرية إن لم يكن هو الدافع الرئيسي والأساسي لأن وجود هذه السفارة كان من أهم أسباب غياب "الكرامة" عن المواطن المصري ومن أهم معوقات التقدم والتطور والرخاء المصري خاصة إذا علمنا أن الاتفاقات الاقتصادية التي عقدها النظام المصري السابق مع العدو كانت تخريباً لاقتصاد مصر واستنزافاً لثرواته والسماد الصهيوني الذي أحرق المزروعات كالبطاطس وغيرها خير شاهد على ذلك وبيع الغاز المصري بأسعار زهيدة للعدو كان استنزافاً لثروة الشعب المصري وغيرها من الأمثال التي لا يمكن حصرها هنا يضاف إلى ذلك التهديد الصهيوني للأمن القومي المصري المستمر والمتواصل سواء من خلال الجواسيس الذين تم اكتشافهم أو من خلال التهديدات التي سمعناها من الصهاينة ومن أبرزهم وزير خارجية العدو الحالي أفيجدور الذي هدد بنسف السد العالي، يضاف إلى ذلك حجم المؤامرات على أمن مصر المائي مع الدول الإفريقية التي تتحكم بمنابع النيل. إن الثورة المصرية جاءت من أجل تحقيق العدالة للشعب المصري ومن أجل حريته واستقلاله بقراره الوطني والقومي ومن أجل كرامة هذا الشعب العظيم وهذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا بإلغاء معاهدة كامب – ديفيد المشؤومة التي قزَّمت مصر وسرقت منها دور القيادة والريادة العربية، لهذا فإن طرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية وإسقاط العلم الصهيوني من فوق القاهرة تصبح من أهم مطالب شعب الثورة لأن هذه المعاهدة المشؤومة ووجود السفارة الصهيونية في القاهرة أهدر كرامة المواطن المصري وأهدر فرص التقدم والرخاء للشعب المصري لأن الشعب العربي المصري خاض أربع حروب مع هذا العدو وقدم آلاف الشهداء ولا يزال يعتبره العدو الأول لأمنه الوطني والقومي وهذه حقيقة راسخة لأن العدو لا يمكن أن يصبح صديقاً لأنه ليس من نسيج هذه الأمة فهو كيان غاصب مزروع في الوطن العربي والجسم العربي يرفض هذا الجسم السرطاني الغريب مهما حاول بعض الحكام العرب توقيع اتفاقيات استسلام معه سواء معاهدة كامب – ديفيد أو معاهدة وادي عربة بينه وبين الأردن أو اتفاقية أوسلو. لهذا كله ومن أجل أن تحقق الثورة المصرية أهدافها النبيلة نأمل أن نشاهد شعب مصر العظيم أمام السفارة الصهيونية غداً وهو يطالب ويهتف "الشعب يريد إسقاط العلم".. و "الشعب يريد إلغاء كامب – ديفيد"، و "الشعب يريد طرد السفير"، "والشعب يريد إغلاق السفارة"، و "الشعب يريد تنظيف مصر". ونطالب قناة الجزيرة الفضائية أن تنقل هذا الحدث المرتقب الذي نتوقعه في كل يوم برسائل خاصة لا أن تلصقه في رسالة "شم النسيم" أو شم الورود.. ونريد منها أيضا أن تسمعنا أصوات المطالبين والهاتفين والقائلين "الشعب يريد إسقاط العلم".
319
| 27 أبريل 2011
الثورة الليبية كشفت عن عدة أمور كانت غائبة عن الشعب العربي ولعل من أهمها وأبرزها أن الشعب الليبي شعب عربي عريق ومقاوم وبطل بكل ما تعنيه هذه الكلمات من معان وأن هذا الشعب يملك من الأصالة والجذور العربية العريقة ما يؤهله أن يكون مصدر فخر واعتزاز لكل عربي من المحيط إلى الخليج فقد أثبت أنه شعب شجاع ومقاوم وله من ابنه الشهيد عمر المختار القدوة في هذه الشجاعة والبسالة الذي سجل التاريخ اسمه بكل فخر واعتزاز عندما قاوم المستعمر الإيطالي ورفض الاستسلام حتى تم شنقه على محراب الحرية والاستقلال وأكد مقولته المشهورة "نحن شعب لا نستسلم ننتصر.. أو نموت". الحقيقة الثانية التي كشفت عنها الثورة الليبية أن نظام القذافي وأبنائه أهملوا ليبيا وحرموها من التقدم والازدهار رغم تلك المليارات التي تحصل عليها ليبيا من البترول والغاز حيث لم نشاهد أي نهضة أو تقدم أو تطور في المدن الليبية، بل شاهدنا قرى وأحياء شعبية فقيرة ومعدمة. أما الحقيقة الثالثة وهو الأهم أن القذافي بعيد عن الشعب الليبي والشعب الليبي بعيد عنه، بل إنه عدو لهذا الشعب والشعب يكرهه ولا يكن له أي تقدير أو احترام رغم أنه حكم هذا الشعب حوالي اثنين وأربعين عاماً وهذا الزمن كاف لأن يكون هذا الشعب قد تشبع بأفكاره وأهدافه، لكن هذا الشعب ثار عليه ورفض حكمه الاستبدادي وهذا دليل على فشل القذافي في كسب محبة وود واحترام هذا الشعب وهذه الحقيقة كشفت عنها الثورة عندما لم نجد من يقف مع القذافي وأسرته سوى بعض الأطفال وبعض المرتزقة ومعهم بعض المنافقين والمستفيدين، بينما بقية الشعب الليبي انحاز إلى الثورة وحمل السلاح ضد القذافي بعد أن بدأ ثورته بأسلوب سلمي حضاري لكن القذافي قابل هذا الأسلوب الثوري السلمي بالرصاص والقتل والإبادة. ومما يؤكد أن القذافي أصبح عدواً للشعب الليبي ويحاول إبادته بكل ما يملك من سلاح اشتراه بمال الشعب وللدفاع عن هذا الشعب غياب أي تأييد شعبي له في عدوانه فكل المدن الليبية لم نشاهد أي مظاهر تأييد له، بل شاهدنا أن أهالي هذه المدن ينضمون إلى الثورة ويحملون السلاح دفاعاً عن أنفسهم وعن ثورة الشعب مما دفع القذافي إلى تجنيد "المرتزقة" من غير الليبيين، بل من غير العرب للدفاع عن نظامه ولقتل وإبادة شعبه، وهذا ما أكدته بالأمس صحيفة "ديلي تلغراف" عندما ذكرت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي أن نظام العقيد معمر القذافي أنفق حوالي 3.5 مليار دولار على استئجار المئات من المرتزقة من شمال إفريقيا للمساعدة في هزيمة قوات المعارضة. أضافت هذه الصحيفة أن نظام القذافي حبذ 450 مقاتلاً من منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها وأن كل مرتزق تلقى 10 آلاف دولار للقتال مع كتائب القذافي لمدة شهرين وذكرت الصحيفة أيضا أن مسؤولين ليبيين حبذوا أيضا العشرات من المقاتلين من حركات التمرد في النيجر ومالي. أمام هذه الحقائق لابد لنا أن نقول إن الثورة الليببية ستنتصر لأنها ثورة شعب يقاتل مرتزقة ويقاتل حاكماً دكتاتورياً متسلطاً أهان كرامة شعبه وأفقره وحرمه من أبسط مقومات الحياة في الحرية والديموقراطية والعيش الكريم، لكن بعض الأصوات التي بدنا نسمعها من بعض الثوار تدعو إلى القلق خاصة تلك الأصوات التي تطالب بالتدخل العسكري البري في ليبيا وهذا بحد ذاته يعتبر مقتلاً للثورة ويهدم أركانها ويفقدها الشعبية سواء في ليبيا أو في الوطن العربي فالتدخل الأجنبي، خاصة الغربي عسكرياً ووجود قوات برية على الأرض الليبية هو بمثابة احتلال عسكري أجنبي لبلد عربي وهذا مرفوض ثورياً ومرفوض شعبياً ومرفوض وطنياً ثورياً مرفوض شعبياً مرفوض ووطنياً وقومياً مرفوض لأن مثل هذا التدخل العسكري البري سيكون له ثمن والثمن سيكون التبعية للغرب وهذا يعني أن الثورة فشلت في تحقيق أهدافها في الحرية والديموقراطية والاستقلال. أما الخطر الأكبر من التدخل العسكري البري الغربي في ليبيا هو ما سوف يستخدمه القذافي من سلاح بقوله إنه يقاتل الاستعمار الجديد الصليبي كما يدعي اليوم، وهذا بحد ذاته سيعطي للقذافي وأعلامه ومرتزقته فرصة للادعاء بالوطنية وبالدفاع عن ليبيا أمام الأطماع الاستعمارية لهذا نرجو عدم إعطاء القذافي مثل هذا السلاح ورفض أي تدخل عسكري بري غربي في ليبيا ونقول لبعض الإخوة الذين يطالبون بالتدخل العسكري البري الغربي لا تصنعوا من القذافي بطلاً.
727
| 23 أبريل 2011
لا شك أن غبار الثورات العربية خلق جواً ومناخاً غير مستقر، خاصة أن بعض هذه الثورات لا يزال غبارها كثيفاً ومحتدماً وسط قتال عنيف وشرس بين الثوار والأنظمة الدكتاتورية الحاكمة مثل ما يحدث الآن في ليبيا واليمن بعد أن قرر حاكم ليبيا العقيد القذافي شن حرب إبادة ضد شعبه بالتعاون مع المرتزقة القادمين من خارج ليبيا ومن خارج الوطن العربي، أما غبار الثورة اليمنية فهو الآخر كثيف وداكن لأن الرئيس علي عبدالله صالح يرفض حتى الآن التنحي عن الحكم رغم أنه فقد الشرعية بعد أن خرجت الملايين من الشعب اليمني تطالبه بالرحيل. أما في سوريا فنجد عاصفة من نوع آخر هذه العاصفة ليست امتداداً لرياح الثورات العربية الأخرى كالثورة التونسية أو المصرية اللتين هدأت رياحهما واستقرت أوضاعهما نحو مستقبل مشرق لهاتين الدولتين العربيتين على أمل أن تلحق بهما الثورة الليبية واليمنية، فالعاصفة السورية كما أعتقد هي عاصفة قديمة – حديثة، قديمة لأن سوريا كما نعلم مستهدفة منذ احتلال العراق عندما قررت الإدارة الأمريكية رسم خريطة جريدة للشرق الأوسط الكبير وهذه الحقيقة أصبحت واضحة وجلية ولا تحتاج إلى دليل أو برهان لكن سوريا صمدت أمام هذا المخطط الصهيوني – الأمريكي وأفشلته عندما تمكنت المقاومة العراقية الباسلة من تقليم أظافر هذا المشروع في العراق الشقيق وعندما تمكنت سوريا نفسها من إحباط هذا المشروع بدعم هذه المقاومة سواء في العراق أو في لبنان أو فلسطين. الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن حركتها "الكرامة" العربية وليس رغيف الخبز فقط والدليل على ذلك أن شباب هذه الثورات ليسوا من الفقراء والمحتاجين فقط، وإنما هم من جميع فئات الشعب وشرائحه بل إنهم من الميسورين حالاً أحياناً خاصة شباب الفيس بوك والإنترنت مما يعني أن هذه الثورات هبت لعودة "الكرامة" للمواطن العربي وللوطن العربي بعد أن باع حكام هذه الدول كرامة شعوبهم في سوق العمالة الصهيونية الأمريكية. ولأن هدف هذه الثورات العربية هو عودة "الكرامة" لهذا فإن العاصفة السورية تختلف رياحها عن رياح هذه الثورات لأن الكرامة الوطنية والقومية موجودة حتى الآن في سوريا، فهي دولة عربية صامدة حتى الآن أمام المخطط الصهيوني – الأمريكي بدعمها للمقاومة العربية وصمودها أمام المخططات التقسيمية والتفتيتية مما يعطي سوريا قوة في جناحها الوطني والقومي، لكن هذا الجناح الذي يجب حمايته ودعمه وتقويته يقابله جناح آخر وهو الجناح الداخلي، مما يدفعني للقول إن الطائر السوري الآن يملك جناحاً وطنياً وقومياً قوياً وصامداً، بينما الجناح الآخر وهو الداخلي يعتريه الضعف والهوان وهذا بحد ذاته خطر جسيم ومخيف على جسم هذا الطائر السوري يمكن أن يعرضه للسقوط في أيد لحظة. اليوم ومن أجل ألا يسقط الطائر السوري لابد من علاج جناحه الداخلي بالإصلاح الفوري والذي هو حق لكل مواطن سوري، وهذا ما أكده الرئيس السوري بشار الأسد نفسه واعترف به، بل إن الرئيس الأسد كان شفافاً وواضحاً عندما خاطب الوزارة السورية الجديدة وأشار إلى سوء الجناح الداخلي لهذا الطائر ولابد من سرعة علاجه، وهذا العلاج الذي نأمل أن نراه سريعاً وبسرعة وبدون تسرع كما أشار الأسد لابد أن يوازي في قوته جناح الطائر السوري الآخر وهو جناح المقاومة والممانعة والصمود والتصدي وإلا فإن هذا الطائر السوري سيسقط عاجلاً أم آجلاً لهذا نقول على الإخوة في القيادة السورية أن يبادروا فوراً إلى علاج الوضع الداخلي السوري بما يحقق مصالح الشعب السوري في الأمن والاستقرار والحياة الديمقراطية التي يتعطش إليها ويبحث عنها وهذا يتطلب من الأشقاء في سوريا ألا يتسرعوا في أحكامهم وألا يؤثر فيهم غبار العاصفة التي تمر بها سوريا من رؤية الحقائق كما هي وتشخيص العلاج اللازم والفوري لها لا أن نسمع من بعضهم بعض الآراء التي لا تفرق بين العدو والصديق، وبين الوطني والعميل وبين الصادق والكاذب وبين المنافق والصريح وبين الناصح لهم والمخادع. لهذا كله نأمل من القيادة السورية أن تبادر فوراً إلى علاج جناح طائرها الداخلي ليكون قوياً كجناحها الوطني والقومي، حرصاً منا على استمرار تحليق هذا الطائر السوري في سماء العروبة والقومية العربية للوصول إلى الأهداف المنشودة لأمتنا العربية.
380
| 20 أبريل 2011
بعض حكامنا العرب إما أن "يموتوا" وهم فوق كراسي الحكم.. وإما أن "يقتلوا" وهم على رأس الحكم.. وإما أن "يطاح" بهم من عروشهم بانقلاب عسكري ما عدا استثناء واحد سجله التاريخ العربي وهو الرئيس السابق "سوار الذهب".. التاريخ العربي لم يسجل حتى الآن على صفحاته الرئيس "السابق" ما عدا "الذهب" الذي تنحى بعد الثورة السودانية وسلم الحكم لقيادة جديدة ولكن هذا التاريخ يسجل اليوم عن بعض حكامنا العرب بعض الألقاب والأوصاف الجديدة فقد تم تسجيل عبارة الرئيس "الهارب" عن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أن هب الشعب التونسي في ثورة شعبية عارمة أشعلت شرارة "ربيع الثورات" العربية ووصلت إلى جمهورية مصر العربية فأشعلت ثورة فريدة وخالدة ونادرة في سلوك الثورات العالمية لما تميزت به هذه الثورة من حسن تنظيم وإدارة ومن روح وطنية خلاقة ومبدعة ومن مبادئ قومية عربية تؤكد أصالة هذا الشعب العربي وأعادت هذه الثورة "القيادة والريادة" لهذا البلد العربي ولهذا الشعب العربي العظيم. بالأمس تأكد للعرب جميعاً أن ثورتهم في مصر حققت أغلى وأثمن أهدافها وحققت الهدف والأمل لكل مصري وعربي عندما وصلت هذه الثورة إلى رؤوس من أضاعوا كرامة المواطن المصري وثروات الوطن وقبضت على رؤوس النظام البائد وعلى رئيسه المخلوع ووضعتهم في السجون بشكل قانوني وحضاري وبعيدا عن روح الانتقام والشماتة والتشفي وهذا الأسلوب يعطي لهذه الثورة وجها حضاريا راقيا ويبرهن أنها ثورة شعب عظيم وحضاري. لكن التاريخ العربي ينتظر الآن ماذا سيكتب عن الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لأن وضعه حتى الآن لم يحدد قضائيا بعد ولم يصدر من القضاء المصري أي حكم بعد رغم أن التاريخ يشهد أنه "سرق" أموال الشعب وبلغت ثروته وثروة أسرته كما ذكرت مصادر عدة حوالي 73 مليار دولار، يضاف إلى جريمة "السرقة" جرائم أخرى ولعل من أهمها وأبرزها "تقزيم" دور مصر القيادي والريادي وجعل من هذه القيادة والريادة دولة "عميلة" للعدو الصهيوني وهذا بحد ذاته جريمة في حق الشعب العربي المصري وبحق مصر العظيمة التي قدمت آلاف الشهداء وآلاف الجرحى في أربعة حروب خاضتها ضد العدو الصهيوني الذي يستهدف أمن وسلامة وحرية مصر وشعبها مما دفع هذا الشعب لهذه الثورة المباركة لاستعادة دور مصر واستعادة كرامتها وكرامة شعبها العظيم الذي "أذله" نظام مبارك و"قمعه" بنظام بوليسي دكتاتوري. إننا بانتظار ما سوف يكتبه التاريخ عن مبارك هل سيكتب عنه الرئيس "المخلوع" أو الرئيس "المجرم" أو الرئيس "العميل" أو "الخائن" أو الرئيس "الحرامي" أو "البلطجي"؟!! ومن أجل هروب مبارك من كل هذه الأوصاف أعتقد أنه سيختار وصف "الرئيس المنتحر" والدلالات على هذا الخيار الذي اختاره لنفسه ما ذكره بعض الأطباء في مستشفى شرم الشيخ حيث يعالج هناك حاليا ولكن وأثناء كتابتي هذا المقال جاء خبر عاجل يقول: إن النائب العام المصري يقرر نقل مبارك إلى مستشفى عسكري ووضعه تحت الحراسة.. لكن المهم ماذا سيختار مبارك سواء كان في سجن مدني أو عسكري وسواء كان في مستشفى شرم الشيخ أو سجن طرة هل سينتحر كما أشار بعض الأطباء عندما قالوا إن حالته الآن تؤدي إلى "الانتحار اللاإرادي". وسببه كما أشار الأطباء إلى امتناعه عن الطعام والشراب والكلام وهذه أعراض محتملة لهذا الانتحار، وقال الدكتور أحمد شوكة استشاري الطب النفسي في تصريحات صحفية: إن مبارك يعاني حالة اكتئابية وصدمة عصبية انهارت أمامها دفاعاته السيكولوجية كرد فعل على حبسه لأن عنجهيته جعلته يرفض أن يصدق ما يحدث له وأن ما يعانيه من حالة اكتئابية تصاحبها مشاعر خوف وتوتر شديدين ومن المؤكد أنها تسهم في تدهور حالته الصحية. ويضيف الدكتور شوكة: إن الاكتئاب مرض عضوي وله أعراض جسمانية خاصة عند المصابين بالضغط والسكري والسرطان كما هي حالة مبارك. فهل سيبقى مبارك في حالة اكتئابه هذه، وهل سيستمر في عنجهيته وغطرسته ويرفض تصديق ما حدث من ثورة شعبية أسقطته من رأس الحكم ووضعته خلف القضبان وينتحر إرادياً أو لا إرادياً؟! وهل سنقرأ عن مبارك في تاريخنا العربي عبارة "الرئيس المنتحر"؟!!
337
| 16 أبريل 2011
ما يحدث في اليمن الآن يفرض عليَّ أن أعيد اليوم كتابة مقال كتبته منذ حوالي ست سنوات وبالتحديد في 19/7/2055م، بجريدة "الشرق" القطرية تحت عنوان "أم المفاجآت" قلت فيه "منذ أن قرر الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية عدم ترشح نفسه لرئاسة قادمة أخرى وأنا شخصياً أعيش حالة من عدم التوازن بين مصدق ومكذب.. وبين حالم وعالم.. وبين فرح وترح لأن مثل هذا القرار لم يمر في حياة أمتنا العربية مطلقاً إلا في حالة استثنائية نادرة عندما تنحى المشير سوار الذهب عام 1985م، بعد أن قاد انتفاضة شعبية في السودان وقرر تسليم القيادة لسلطة حكومة مدنية". أضفت في ذلك المقال قائلاً: إن هذا القرار الذي اتخذه الرئيس طواعية وبدون ضغوط شعبية أو ضغوط خارجة كما قال في خطابه قبل أمس أمام مجموعة من السياسيين والصحفيين يعتبر "أم المفاجآت" لأن هذا القرار التاريخي لم يشهده التاريخ العربي منذ أمد طويل، فنحن نعلم أن الحكام العرب إما أن ينتقلوا إلى جوار ربهم وهم فوق الكراسي أو يطيح بهم الشعب أو أعداء الشغب لهذا نقول في أخبارنا دائماً "الرئيس الراحل" أو "الرئيس المخلوع" أو "الرئيس الهارب".. بينما جملة الرئيس السابق لم نقلها ولم يقلها التاريخ بعد.. ولعل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيدخل موسوعة "جينيس" العالمية باعتباره أول رئيس عربي سابق!! وقلت أيضاً في ذلك المقال "لقد ذكر الرئيس صالح في قراره هذا جملة في غاية الأهمية وهي ضرورة تداول السلطة بشكل سلمي وهذا ما ذهبنا إليه عندما قلنا إن الحاكم العربي لا يسمح لغيره أن يجلس على كرسي الحكم.. ولابد هنا من وضع حد لاحتكار السلطة وإفساح المجال للشعب في اختيار من يريد ومتى يريد وهذا هو التداول السلمي للسلطة وهو جوهر الديموقراطية". ولعل قول الرئيس صالح بضرورة ترك السلطة والحكم للقيادات الشابة يصب في قلب الحقيقة والحكمة والموضوعية ويذكرنا بحكمة ذلك الشيخ العجوز عندما شاهد طفله يصبغ أوراق شجرته باللون الأخضر بعد أن رآها تتساقط عندما يتحول لونها إلى اللون الأصفر حيث قال لطفله: "دع الحياة تتجدد" لأن الأوراق الصفراء سوف تسقط لا محالة مهما حاولت يا بني أن تصبغها باللون الأخضر.. إنها تسقط لكي تفسح المجال لغيرها من الأوراق الخضراء اليانعة والمثمرة. وفي ختام مقالي أثنيت ومدحت قرار الرئيس صالح وقلت "إن خطوة وقرار الرئيس علي عبد الله صالح خطوة جريئة وقرار حكيم لأنه قال لنفسه "كفاية" قبل أن يرددها ويهتف بها شعبه وقبل أن يستخدمه الآخرون ورقة للتنازلات.. وقبل أن يفرض عليه الآخرون التفريط بسيادة وحقوق اليمن وشعبه العربي الأصيل. لكنني حذرت في ذلك المقال من المنافقين والانتهازيين وقلت "لكن ما نخشاه أن يخرج علينا بعض "المنافقين" و"الانتهازيين" و"المستفيدين" بهتاف معتاد ومكرر وهو "بالروح بالدم.. نفديك يا صالح".. وبهذه الطريقة الانتهازية يفسدون هذا القرار التاريخي الشجاع.. حيث سمعنا بعض الأصوات تطالب الرئيس صالح بالاستمرار في الحكم.. لكن الرئيس أوقفهم وقال: "لم آت هنا لمبايعتي" وختمت مقالي بالقول للرئيس صالح بعد قوله هذا لهؤلاء المنافقين "هذا عين الصواب أيها الرئيس العربي السابق"!! اليوم وبعد مرور ست سنوات على "أم المفاجآت" التي أطلقها الرئيس صالح نجده "يكذب" ويتمسك بالحكم ويرفض "التنحي" رغم مطالبة الشعب اليمني له بالرحيل بل إنه "استوحش" من أجل البقاء في الحكم.. وها هو يتشبث بالكرسي حتى لو كان فوق جماجم أبناء الشعب اليمني الذين قتلهم برصاص قوات أمنه وبلاطجته.. ولا أريد أن أعلق أكثر لأن الأحداث تعبر عن نفسها الآن بصورة واضحة ومكشوفة وأن الرئيس صالح قام بمشهد "تمثيلي" عندما أعلن "أم المفاجآت" ويتأكد لنا بعد مرور ست سنوات على هذا المشهد بأنها كانت "أم الأكاذيب"!!
362
| 09 أبريل 2011
القرار السريع الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي رقم 1973 بحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي التي بدأت فور الثورة الشعبية في السابع عشر من مارس بقتل وإبادة الشعب الليبي جعلني شخصياً في غاية الدهشة والاستغراب لأن هذا القرار جاء سريعاً جداً وجاء لنصرة ثورة شعبية عربية ضد نظام دكتاتوري ومثل هذا الموقف الغربي يؤكد أن الغرب إما أنه "تسرع" في اتخاذ مثل هذا القرار وإما أنه كان يرى في "البديل" عميلاً مخلصاً أكثر من القذافي لأن الغرب وكما هو معروف عنه يبحث عن مصالحه فقط.. ومصالح الثورة الليبية التي عبرت عن نفسها في المجلس الوطني و أن هذا الغرب وجد أخيراً أن مصالحه يمكن أن يجدها في حكم القذافي رغم دكتاتوريته، فالغرب لا يهمه حكماً دكتاتورياً أو مستبداً ولا يهمه حاكماً ديمقراطياً كما يدعي وإنما يبحث عن مصالحه فقط. وفي مقالي السابق الذي كان تحت عنوان "نصف انتصار.. ونصف هزيمة" ذكرت أن الغرب بدأ يتراجع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يطالب بتأمين حماية المدنيين وذكرت أيضا أن مصالح الغرب في الثورة الليبية لن تتحقق كما يخطط ويرسم هذا الغرب لهذا فإنه توقف عن دعم الثورة بقصف قوات القذافي التي لم تتوقف عن قتل المدنيين الأبرياء بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ولهذا فإننا نقف الآن عند منتصف الطريق، فلا هزيمة حققها الغرب لقوات القذافي، ولا نصراً حققه الغرب للثوار. بالأمس تأكد لنا أن هذا الغرب يبحث عن مصالحه فقط، ولهذا فإنه ينظر بعين نحو القذافي، وينظر بالعين الأخرى إلى الثورة الليبية، وتأكد ذلك عندما وقف الغرب متفرجاً أمام قوات القذافي وهي تقتل المدنيين الأبرياء في المدن الليبية، خاصة مصراتة والزنتان وطرابلس وأغلب مدن الغرب الليبي، بينما الطائرات الغربية تسرح وتمرح في الجو الليبي ولا تسقط قنبلة أو قذيفة.. بل إن قوات القذافي ومرتزقته يشنون حرباً بلا هوادة بالمدفعية الثقيلة والدبابات وكل الأسلحة الحديثة ضد البريقة وشعبها وضد الثوار الليبيين والطائرات الغربية تحوم في السماء وتتفرج!! فهل هذا الموقف الغربي من الثورة الليبية جاء نتيجة حسابات المصالح، وهل جاء هذا الموقف نتيجة ما قاله القذافي إنه وبوجود نظامه فقط يحقق الأمن والسلامة لأوروبا وللعدو الصهيوني؟! هل للعدو الصهيوني دور في تغيير موقف الغرب من الثورة الليبية، وهل تمكن اللوبي الصهيوني من الضغط على الغرب وهو الحليف الاستراتيجي له من إقناع حلف الناتو بعدم مساندة وتقديم الدعم للثورة الليبية لأنها ستشكل خطراً عليه؟! وهل قدم القذافي وعداً وعهداً للعدو الصهيوني بأنه سيكون الحليف الأقوى له في حال المحافظة على نظامه؟! لكن السؤال الأهم: أين النظام الرسمي العربي مما يحدث الآن في ليبيا؟! لماذا لم يتحرك هذا النظام لدعم الثورة الليبية؟! ولماذا لم يعترف النظام الرسمي العربي بالمجلس الوطني الليبي ما عدا دولة قطر؟! وأين القوات العربية من القوات الغربية، ولماذا لم تشارك الدول العربية في حماية الشعب الليبي ما عدا قطر والإمارات؟! هل ننتظر من الغرب أن ينتصر للثورات العربية وحماية الشعب العربي، بينما النظام الرسمي العربي يتفرج؟! هل يمكن للغرب أن يكون عربياً أكثر من العرب؟! أم أن النظام الرسمي العربي يخاف من "تسونامي" الثورات العربية؟!
273
| 06 أبريل 2011
تابعنا بفارغ الصبر خطاب الرئيس السوري بشار الأسد لأن المسؤولين السوريين ومن بينهم نائب الرئيس السيد فاروق الشرع وصفه بالهام وطلب منا أن نستمع إليه لأنه كما قال الشرع سيحمل أخباراً مهمة وسارة للجميع، وكذلك الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الأسد. وانتظارنا لخطاب الأسد ليس لأنه رئيس الجمهورية العربية السورية المستهدفة من أعداء الأمة العربية فقط، وليس لأن الأسد يمثل هذا القُطر العربي الصامد حتى الآن أمام مخططات أعداء الأمة العربية فقط وليس لأن المرحلة التي تمر بها الأمة العربية من تغييرات وثورات فقط، وإنما لأن الرئيس بشار الأسد يمثل روح المقاومة العربية وتحتضن الشقيقة سوريا فصائل المقاومة التي هي أمل هذه الأمة التي لم تستسلم للعدو الصهيوني وتتخذ من دمشق مقراً لها بل إن دمشق كانت ومازالت الرئة التي تتنفس منها هذه المقاومة وهذا بحد ذاته يجعل من سوريا ومن قائدها رمزا لآمال وأحلام الأمة العربية في الخلاص من أعدائها المحتلين لفلسطين والعراق. لهذا كله ترقبنا بفارغ الصبر الخطاب المنتظر للرئيس بشار الأسد الذي لم نتوقع منه أن يعلن الحرب على العدو الصهيوني أو أن يقول لنا إن القيادة والريادة عادت إلى الأمة العربية عندما ثار الشعب العربي المصري وأطاح بالحليف الاستراتيجي للعدو الصهيوني حسني مبارك ومن قبله الحليف الآخر للإدارة الأمريكية والصهيونية الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وأن الأمة العربية الآن في أتم حالتها من الاستعداد للحرب وتحرير الأرض العربية ولو أن مثل هذه الآمال هي التي يعلقها الشعب العربي على الشقيقة سوريا ويتمنى أن تأخذ دمشق دور المحرر والمنقذ بعد أن حررت الأمة العربية من المخطط الصهيوني-الأمريكي من الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به إدارة المجرم جورج بوش بعد احتلال العراق الشقيق وهذا الانتصار الذي حققته سوريا الشقيقة بإفشال هذا المخطط الذي كان يستهدفها ويستهدف الأمة العربية بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وبمساندة ودعم من المقاومة العراقية الباسلة والمقاومة الوطنية اللبنانية تم إفشال هذا المخطط الاستعماري الجديد وهذا الانتصار الذي حققته سوريا الشقيقة جعلها مستهدفة بأمنها واقتصادها واستقلالها مما يفرض علينا كشعب عربي أن نقف إلى جانب الشقيقة سوريا وندعم مواقفها المقاومة والمناضلة وأن نقاتل معها بالكلمة كإعلاميين. لهذا كله كنا نتوقع ونأمل أن تكون كلمة الرئيس الأسد قوة شعبية تضاف إلى قوتها السياسية وقوة جماهيرية تضاف إلى قوة جماهير سوريا التي هي القوة التي يستمد الأسد منها القوة وهي السند والداعم لأي قرار يتخذه الأسد أو تتخذه القيادة السورية لأن قوة الجماهير أمضى وأقوى سلاح يقاتل به الأسد ويقاتل به النظام السوري أعداءه وأعداء أمته العربية وأن الشعب السوري هو حامي أي قرار شجاع يتخذه الأسد أو تتخذه القيادة السورية. لكن خطاب الأسد جاء عكس ما كنا نتمنى فقد شعر الشعب السوري بخيبة أمل من ذلك الخطاب الذي لم يحمل سوى وعود سمعناها كثيراً وقد اعترف بذلك الرئيس الأسد نفسه عندما قال إن الإصلاحات التي يطالب بها الشعب قد أقرتها القيادة السورية منذ عام 2005 لكنها لم تر النور حسب اعترافه شخصيا وهنا نسأل ونتساءل ومن حقنا ذلك لأننا نعتبر سوريا هي قلب الأمة العربية وهي التي تمثل المقاومة والممانعة لماذا لم تترجم هذه الإصلاحات منذ عام 2005 وحتى الآن؟! إن هذه الإصلاحات هي التي تعطي للشعب السوري القوة وقوة هذا الشعب هي التي تعطي القوة للرئيس الأسد وللقيادة السورية وبدونها لن تكون هناك جبهة شعبية قوة تدعم الأسد أو القيادة السورية وإذا لم تتوافر مثل هذه الجبهة الشعبية القوية سرعان ما ينهار النظام وسرعان ما تتحطم الآمال. لقد كنا نتوقع أن يكون خطاب الأسد مهما ويترجم قرارات 2005 على أرض الواقع ويؤكد ما أشار إليه السيد فاروق الشرع بأنه سيكون خطابا مهما ويبعث الفرحة والأمل في نفوس الشعب السوري لكنه كان خطابا عاما وخالي من الدسم!!
531
| 02 أبريل 2011
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1134
| 18 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1068
| 22 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
699
| 18 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
663
| 21 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
660
| 19 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
651
| 18 ديسمبر 2025
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
648
| 24 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
594
| 19 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
531
| 23 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
528
| 18 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
480
| 23 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
456
| 24 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية