رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الثقة المتبادلة وحفظ الأسرار

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال -تعالى-: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يوسف:4-5]، ثقة متبادلة بين الأب وابنه، فسيدنا يوسف -عليه السلام- لم يقصص رؤياه تلك إلا على والده، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مقدار الحب والثقة والصراحة التي بينه وبين والده، وبدوره طلب سيدنا يعقوب من ابنه يوسف -عليهما السلام- ألا يقصص تلك الرؤيا على إخوته، ووضح له السبب من غير إسهاب ولا تفصيل، وكان واثقاً من ابنه، حيث اعتبر هذه الرؤيا سرا لا ينبغي لإخوته أن يطلعوا عليه، وعزى ذلك الأمر إلى أن إخوته إذا سمعوا بتلك الرؤيا (والتي في ظاهرها عز وشرف لصاحب الرؤيا) قد يدبروا له المكائد والدسائس حسداً منهم وغيرة. ولم يفسر سيدنا يعقوب لسيدنا يوسف تلك الرؤيا، لأنه يعلم شعور أبنائه الآخرين نحو يوسف وأخيه، كما يعلم ما يكنه تجاه سيدنا يعقوب بحكمته وعلمه يعلم شعور أبنائه تجاه سيدنا يوسف وتجاه أخيه بنيامين، وما يكنه أولاده من حقد عليهما، طلب منه ألا يخبرهم بتلك الرؤيا، ولكم أن تتخيلوا ما كانوا هم فاعلين لو علموا بتلك الرؤيا، فبرغم عدم علمهم بتلك الرؤيا، فعلوا فعلتهم وألقوه في غيابة الجب، يقول سيد قطب: (لهذا أدرك أبوه يعقوب بحسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤيا شأناً عظيماً لهذا الغلام، لم يفصح هو عنه، ولم يفصح عنه سياق القصة كذلك، ولا تظهر بوادره إلا بعد حلقتين منها، أما تمامه فلا يظهر إلا في نهاية القصة بعد انكشاف الغيب المحجوب، ولهذا نصحه بألا يقص رؤياه على إخوته، خشية أن يستشعروا ما وراءها لأخيهم الصغير - غير الشقيق - فيجد الشيطان من هذا ثغرة في نفوسهم، فتمتلئ نفوسهم بالحقد، فيدبروا له أمراً يسوؤه).وقد تحدثت في المقال السابق عن أهمية مصاحبة الأب لابنه والأم لابنتها في فترة المراهقة والشباب، تلك المصاحبة التي تجعل الابن "أياً كان عمره" يثق بوالديه فيكشف لهما أو لأحدهما عما قد يتعرض له من مشاكل أو أحداث غريبة، أو يجعلهما مصدر استشارة في الأمور التي تستدعي مشاورة الأكبر سناً وذوي الخبرة في الحياة، يقول الخبير التربوي مصطفى أبو سعد: (الطفل الذي يشعر بثقة أسرته يتعلم الصدق، ويتبنى الصراحة سلوكاً يومياً في حياته، ويتعلم أن الصدق يقربه ممن يحب ولا يبعده، ويتعلم أن الصدق مقبول ومحبوب من الوالدين بخلاف من لا يملك ثقة أسرته فيلجأ باستمرار إلى الكذب والإخفاء).. فنحرص دائماً على تعزيز الثقة المتبادلة بيننا وبين أبنائنا، ولنحرص أن نكون قدوات لهم في حفظ الأسرار.

1803

| 03 يوليو 2016

مصاحبة الآباء للأبناء

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى عن سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام: "فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ" [الصافات:102]. (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)، وهذا يدل على المصاحبة والصداقة التي نشأت بين الأب وابنه، ومع اختلاف أهل التفسير بالمقصود بالسعي هنا، هل هو سعي العبادة أم سعي العمل أم سعي المشي في الحوائج، لكنها جميعاً تدل على المصاحبة التي حرص عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام عندما بلغ ثلاثة عشر سنة، وقد ذكر الألوسي في تفسيره للآية: (أي فوهبناه له ونشأ، فلما بلغ رتبة أن يسعى معه في أشغاله وحوائجه، و{مَعَ} ظرف للسعي وهي تدل على معنى الصحبة واستحداثها).ومصاحبة الأب لابنه والأم لابنتها في فترة المراهقة والشباب أمرٌ في غاية الأهمية، لما لها من دور في منح الابن والبنت الشعور بالأمن والأمان والقرب والمودة والحب والثقة والتقدير والاحترام، ولقد غفل بعض الآباء عن هذا الأمر فبات أولادهم وبناتهم يبحثون عن الصداقة والمصاحبة خارج أسوار البيت، ولا أقصد هنا الصداقة والمصاحبة الفطرية الاجتماعية الطبيعية لدى كل الناس، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي، ويبحث عن الصداقة دائماً، ولكن أقصد تلك الصداقة والمصاحبة السلبية، التي تبحث عن معان رئيسية في العلاقات الاجتماعية، افتقدها الشاب أو الفتاة في بيته، وبات يبحث عنها في الخارج، كمعاني الحب والمودة والثقة والتقدير والاحترام، كما قد ينشأ عن تلك الصداقات السلبية، مصاحبة أصدقاء السوء، أو مصاحبة أصدقاء ورفقاء من الجنس الآخر، يقول الدكتور عبد الحميد هاشم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة: (إن العلاقة بين الأبناء والآباء هي المسؤولة عن تنشئة طفل سليم نفسيًّا، فكلما توطَّدت هذه العلاقة أصبح أكثر ثباتًا في مواجهة الحياة، ويدعم ثقته بنفسه، وكلما ضعفت أدت إلى كبح وإعاقة النمو النفسي الشخصي، وافتقاد الطفل لحاجات الحب والانتماء، وأن الصداقة تعتبر خير وسيلة لنجاح العلاقة بين الآباء والأبناء).وكما في الأمثال الشعبية السائدة (إن كبر ابنك خاويه)، فهي دعوة للآباء والأمهات أن يكونوا قريبين من أبنائهم، يستمعوا إليهم، ويحاورونهم، ويشاركونهم هواياتهم المختلفة، ويحضرني هنا أحد الأصدقاء المقربين، فابنه الكبير ذو الثمانية عشر عاماً لديه موهبة إعلامية، ويقدم حلقات هادفة تهم الشباب والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتاج ذلك الابن إلى من يمثل دور الأب في إحدى حلقاته، فما كان من صديقي (أبا محمد) إلا أن شارك ابنه في هذه الحلقة، مع العلم بأنه لا يملك موهبة التمثيل، ومع ذلك كانت تلك الحلقة من الحلقات المميزة والمؤثرة. فيا أيها الآباء والأمهات، كونوا قريبين من أبنائكم وبناتكم، وخير أصدقاء لهم.

8784

| 29 يونيو 2016

أسلوب الترغيب والترهيب في الإدارة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول الله تعالى (مخبراً عن ذي القرنين): ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا * قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: 86-88]. أسلوب قديم متجدد في الحكم والإدارة والقيادة، وهو أسلوب فعّال لمن أحسن وأتقن وأخلص في استخدامه، فهناك من القادة والمديرين من لا يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب بتاتاً، وهذا ما قد ينعكس على أداء مرؤوسيه، فتجد المخلص المتفاني يخفت بريقه ويقل تألقه مع مرور الزمن، وتجد الكسول الغير مبالٍ يزداد في إهماله وتسيبه، وهناك من القادة والمديرين من يسيئ في استخدام هذا الأسلوب، فقد تراه يسن اللوائح والقوانين والتي فيها ترغيب وترهيب، ولكن تجده يحرص أشد الحرص على تطبيق العقوبات والخصومات ضد المخالفين والمقصرين، ولكنه لا يلقي بالاً لمن اجتهد وأخلص وأبدع في عمله، كما قد تجد أحد هؤلاء القادة والمديرين يصدر قراراً تعسفياً شديداً على مرؤوسيه بحجة أن أحد الموظفين أو المرؤوسين قد ارتكب خطأً ما، فيكون من السهل على هذا القائد أو المدير أن يصدر تعميماً مشدّدا يشمل الجميع، وهذا ما يذكرني بأسلوب المعلم الذي يستخدم أسلوب العقاب الجماعي، فذلك المعلم قد يجد خطأً ما في فصله، ولا يستطيع – لضعف عنده – من أن يصل إلى مرتكب ذلك الخطأ، فأسهل شيء لديه يكون هو العقاب الجماعي، وهو ما ينكره الخبراء التربويون على بعض المعلمين.وهناك نوع أخير من القادة والمديرين، وهم كذي القرنين الذي ذكر في الآيات السابقة، فقد توعد بالعقاب والعذاب لكل مسيئ وظالم، وأما من آمن وأصلح فقد وعده بالجزاء الحسن. كما أن هذا النوع الأخير من القادة والمدراء يكون لديه من الحكمة والفطنة في استخدامه لأسلوب الترغيب والترهيب، فقد يستخدم الترغيب مع بعض الموظفين أكثر من الترهيب، كما قد تجده يستخدم أسلوب الترهيب أكثر مع البعض الآخر، ويرجع ذلك لأن بعض الموظفين من يتقن أكثر ويكون دافعه أكبر في العمل، إذا وجد مساحة من الحرية في العمل، ولقي تقديراً ومكافأةً على اتقانه وابداعه، وأما البعض الآخر فهو على النقيض من ذلك، فإن توفرت له مساحة من الحرية في العمل، ووجد تساهلاً ووداً من رئيسه، قابل ذلك بالإهمال والتسيب وعدم الاتقان، فمثل هذا النوع من الموظفين يحتاج إلى ترهيب أكثر من الترغيب، وهذا ما يجعل دور القائد أو المدير أصعب، لذا نجاح أي مؤسسة أو إدارة لا يكون إلا باختيار القائد أو المدير المحنك الفطن الحكيم.

6883

| 26 يونيو 2016

ولا تصعّر خدك للناس

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ [لقمان:18]. يقول الإمام الطبري: (وأصل الصعر داءٌ يأخذ الإبل فـي أعناقها أو رؤوسها حتـى تلفت أعناقها عن رؤوسها، فـيشبه به الرجل الـمتكبر علـى الناس).وهذه موعظة أخرى من مواعظ لقمان الحكيم لابنه الشاب، ينهاه عن التكبر والتعالي على الناس، وذكْر الله سبحانه وتعالى لمواعظ لقمان في القرآن هي بمثابة أوامر ونواهي منه سبحانه للمؤمنين، فالنهي هنا للناس عامة عن هذا الخلق السيئ، وهو يتناسب مع مرحلة الشباب بشكل كبير، حيث يكتمل في مرحلة الشباب البناء الجسمي للإنسان، وتبرز عضلات الرجل وبنيته القوية، كما تبرز مفاتن المرأة ويكتمل جسمها وبنيانها، مما يغري الشاب أو الفتاة لأن يغتر بجسده أو تغتر بجسدها، فيصاب أو تصاب بداء الغرور، والذي قد ينعكس أثره على المشية، فترى الشاب أو الفتاة يمشون مشية فيها تكبر وخيلاء، كما قد يتفاخر بعض الشباب بالنسب والعرق والقبيلة تكبّراً وعلواً، لذا نجد أن هذه الآيات تعالج المشاكل التي قد تعتري بعض الشباب في هذه المرحلة. وفي دراسة نفسية لفترة المراهقة والشباب يقول أ.ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﻤﻘﺮن: "الغرور قد يبدأ من مرحلة المراهقة، وبدايته جذب الأنظار، والاعتراف بتميزه على أقرانه، طمعاً في أن ينزله مجتمع الكبار منزلاً يناسب نموه وتطوره، ثم بعد ذلك يتطور التمركز حول الذات بتكرار المواقف، وقد يأخذ الغرور شكل التعالي على الزملاء، وازدراء الناس والبحث عن العيوب، والإسراف في المال والاعتماد عليه، والخيلاء، وتصعير الخد، والتبختر وقلة المبالاة".ولقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الكبر، "فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم، وغمط الناس: احتقارهم.فالدعوة في هذا الشهر الفضيل أن ننقي أنفسنا من الشوائب، وأن نصلح من سلوكياتنا وأخلاقنا، ومن تعاملنا مع الناس، فالدعوة هنا أن يتواضع صاحب المنصب والجاه والمال مع غيره من الناس، وبالذات مع من هم أقل منه منصباً وجاهاً ومالاً، والدعوة أيضاً بألّا نجد لأنفسنا أعذاراً واهيةً، ونلبسها ثوب الهيبة أمام من هو أقل منا، فرسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ضرب لنا مثالاً رائعاً في التواضع لم يقلل من هيبته أمام الناس، ومن يتعذر بأنه يريد أن يفرض هيبته، فهذا لقصور وعيب عنده يغلفه بثوب الكبر والتعالي.

7432

| 23 يونيو 2016

أنواع الفتن

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ذكر ابن منظور في معنى الفتنة: "الابتلاء والامتحان والاختبار، وأصلها مأخوذ من قولك: فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيد". وتنقسم الفتن إلى نوعين، بحسب الهدف من الفتنة، فهناك فتنة من قبل الله سبحانه وتعالى، وهناك فتنة من قبل البشر أنفسهم. 1- فالفتنة التي تكون من قبل الله سبحانه وتعالى، يكون الهدف منها الاختبار والتمحيص، كما في قوله سبحانه: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت:2و3]، إذاً فالهدف واضح وجلي، فالله سبحانه وتعالى يريد أن يكشف المؤمن الصادق من الكاذب، وهو تعالى أعلم بهم فهو علام الغيوب، ولكن الله يريد أن يظهر ويكشف للناس المؤمن الحق من المؤمن الكاذب، فيزداد المؤمن القوي إيماناً وقوةً، وينكشف أمر المنافق والمخادع، فينقى الصف المؤمن من الدخن والوهن.2- الفتنة التي تكون من قبل البشر أنفسهم، ويكون الهدف منها رد المؤمنين عن دينهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ [البروج:5]، فهذا النوع من الفتنة يكون من قبل البشر أنفسهم ضد المؤمنين، ليصدوهم عن سبيل الله، وقد تكون الفتنة بالتعذيب، وقد تكون بنوع آخر من المغريات الأخرى كالسلطة والجاه والمنصب والمال والنساء، أو غيرها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، يقول محمد الأمين الشنقيطي مفسراً لهذه الآية: "ويحتمل أن يكون مراداً به أصحاب الأخدود، و "فتنوا" بمعنى أحرقوا، ويحتمل أن يكون عاماً في كل من آذى المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم، ويردوهم عنه بأي أنواع الفتنة والتعذيب".ولقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءً شاملاً في الاستعاذة من فتن المحيا والممات بأنواعها، كما خص شر فتنة المسيح الدجال، لأنها من أشد أنواع الفتن على المؤمنين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" رواه مسلم.وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن" رواه مسلم.فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال.

37855

| 21 يونيو 2016

وهو معكم أينما كنتم

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾. [لقمان: 16] هنا يكمل الحكيم لقمان موعظته لابنه، التي قد بدأها بالدعوة للتوحيد، وبتحذيره من الشرك بالله، فيكمل بنداء ابنه ﴿يَا بُنَيِّ﴾ من باب التحبب والتودد والشفقة والرحمة، وهو أحوج ما يحتاجه الشاب خلال هذه المرحلة من العمر، من تقرب والده منه بالحب والحنان والمصاحبة، والتوجيه بالموعظة الحسنة والكلمة الطيبة.يقول د.إبراهيم وجيه محمود: "ويجب أن نوضح أن معالجة مثل هذه الأزمات التي تواجه المراهقين، وأنواع الصراع التي يتعرضون لها، إنما تتم بالتوجيه السليم، وأخذ الأمور بالرفق، والفهم الصحيح لطبيعة المشاكل التي يعانون منها وطبيعة المرحلة التي يمرون بها، وأنه من الضروري أن يهتم الآباء وكل المتصلين بالمراهق والشاب بمشاكله النفسية ومتاعبه، والعمل على تلافي أسبابها من أول الأمر". وأما عن تساؤل ابن لقمان المتعلق بعمل الخطيئة بالخفاء، حيث سأل أباه: يا أبت إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله؟ فكان الرد الوعظي من لقمان الحكيم: ﴿يَا بُنَيِّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾. وقد جاء في تفسير المنتخب: (يا بنى: إن الحسنة أو السيئة للإنسان إن تكن في الصغر كحبة الخردل، فتكن في أخفى مكان كقلب صخرة أو في السماوات أو في الأرض يظهرها الله ويحاسب عليها، إن الله لطيف لا تخفى عليه دقائق الأشياء، خبير يعلم حقائق الأشياء كلها).فهي دعوة من لقمان لابنه كي يستحضر مراقبة الله سبحانه وتعالى له في كل أمره، في سره وعلنه وفي ليله ونهاره وفي حله وترحاله، فالقلب الذي يستشعر حقيقة مراقبة الله له، وحقيقة أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، وحقيقة أن الله قد أحاط بكل شيء علماً وخبراً، فلا شك بأن صاحب هذا القلب سيحرص دائماً على أن يرضي الله سبحانه في كل ما يفعله، ويتجنب كل ما يغضبه ويسخطه. وفي الحديث المشهور حديث جبريل عليه السلام، والذي تمثل فيه جبريل عليه السلام بصورة رجل، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسلام وعن الإيمان، كما سأله عن الإحسان، قال: فأخبرني عن الإحسان، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) رواه مسلم.كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [الحديد: 4].

2382

| 19 يونيو 2016

الشباب والإيمان بالله

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾. توافقت مواعظ لقمان الحكيم لابنه مع خصائص وسمات مرحلة الشباب، فأول تلك المواعظ وأهمها على الإطلاق، هي الموعظة الأولى، والتي تتعلق بالوحدانية والربوبية، فلقد حذر لقمان ابنه من أن يشرك بالله تعالى، ونبهه من هذا الظلم العظيم، فأي ظلم أكبر من أن يشكر الإنسان أو يعبد غير الذي خلقه ورزقه، وأي ظلم أكبر من أن يشرك الإنسان مع الله إله غيره، وأي ظلم أعظم من أن يساوي الإنسان بين الخالق العظيم، رب العالمين، عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، وبين إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد ضعيف لا يملك من أمره شيئاً، قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وقد ذكره اللّه تعالى بأحسن الذكر، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذّراً له (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، ‏أي هو أعظم الظلم‏،‏ فعن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه، قال‏:‏ لما نزلت ﴿‏الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾،‏ شق ذلك على أصحاب رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وقالوا‏:‏ أينا لا يظلم نفسه؟‏،‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ‏‏ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان ‏لابنه ‏﴿يا بنيَّ لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم). وقد وجد الخبراء التربويون أن خلال مرحلة الشباب يميل الشاب إلى الشك في القيم الدينية التي تعلمها في مرحلة الطفولة أياًّ ما كانت ديانته، وقد يعجز عن فهم المعاني الدينية والفلسفية العميقة في بداية مرحلة الشباب، كما يبدأ بدخول الحوارات والنقاشات حول مسائل العقيدة والقيم والمبادئ التي تربى عليها، وخاصة إن كانت تربيته مبنيةً على العادات والتقاليد، لا على الفهم والقناعة.وأذكر عندما كنت بالمرحلة الجامعية، حيث كان بعض الطلاب متأثرين بالفكر الماركسي والشيوعي، فيقول أحدهم: "إن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان، وأنه لا يحوي كل شيء، فهل تحدث القرآن مثلاً عن المرور، وذكر إشارات المرور"، وليس المقام هنا للرد على هذا التساؤل بقدر لفت الانتباه للتساؤلات التي قد يثيرها الشباب حول مسائل الدين والعقيدة، مع الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى مجالاً للإنسان أن يفكر ويبدع ويكتشف ويخترع حتى يعمر هذه الأرض، وجعل له عقلاً وقلباً يتدبر ويتفكر به.كما يقول "موريس دبس": (إن جميع علماء النفس متفقون على وجود علاقة بين أزمة التكليف وبين القفزة المفاجئة في المشاعر الدينية، في هذه الأوقات يشاهد نوع من الانبعاث الروحي حتى لدى أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا متقيدين بالمسائل الدينية).لذا فالدعوة هنا للآباء والمربين أن يتحلوا بالصبر عندما تطرح عليهم مثل تلك التساؤلات من الشباب، وأن يتفهموا طبيعة تلك التساؤلات في هذه المرحلة السنية، وأن يجتهدوا بالبحث والمعرفة والعلم لكي يقدموا كل ما هو مقنع ومفيد للشباب.

1293

| 17 يونيو 2016

الشباب والإيمان بالله

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾. توافقت مواعظ لقمان الحكيم لابنه مع خصائص وسمات مرحلة الشباب، فأول تلك المواعظ وأهمها على الإطلاق، هي الموعظة الأولى، والتي تتعلق بالوحدانية والربوبية، فلقد حذر لقمان ابنه من أن يشرك بالله تعالى، ونبهه من هذا الظلم العظيم، فأي ظلم أكبر من أن يشكر الإنسان أو يعبد غير الذي خلقه ورزقه، وأي ظلم أكبر من أن يشرك الإنسان مع الله إله غيره، وأي ظلم أعظم من أن يساوي الإنسان بين الخالق العظيم، رب العالمين، عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، وبين إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد ضعيف لا يملك من أمره شيئاً، قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبراً عن وصية لقمان لولده، وقد ذكره اللّه تعالى بأحسن الذكر، وهو يوصي ولده الذي هو أشفق الناس عليه وأحبهم إليه، فهو حقيق أن يمنحه أفضل ما يعرف، ولهذا أوصاه أولاً بأن يعبد اللّه وحده ولا يشرك به شيئاً، ثم قال محذّراً له (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)، ‏أي هو أعظم الظلم‏،‏ فعن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه، قال‏:‏ لما نزلت ﴿‏الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم﴾،‏ شق ذلك على أصحاب رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وقالوا‏:‏ أينا لا يظلم نفسه؟‏،‏ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ‏‏ليس هو كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان ‏لابنه ‏﴿يا بنيَّ لا تشرك باللّه إن الشرك لظلم عظيم). وقد وجد الخبراء التربويون أن خلال مرحلة الشباب يميل الشاب إلى الشك في القيم الدينية التي تعلمها في مرحلة الطفولة أياًّ ما كانت ديانته، وقد يعجز عن فهم المعاني الدينية والفلسفية العميقة في بداية مرحلة الشباب، كما يبدأ بدخول الحوارات والنقاشات حول مسائل العقيدة والقيم والمبادئ التي تربى عليها، وخاصة إن كانت تربيته مبنيةً على العادات والتقاليد، لا على الفهم والقناعة.وأذكر عندما كنت بالمرحلة الجامعية، حيث كان بعض الطلاب متأثرين بالفكر الماركسي والشيوعي، فيقول أحدهم: «إن القرآن غير صالح لكل زمان ومكان، وأنه لا يحوي كل شيء، فهل تحدث القرآن مثلاً عن المرور، وذكر إشارات المرور»، وليس المقام هنا للرد على هذا التساؤل بقدر لفت الانتباه للتساؤلات التي قد يثيرها الشباب حول مسائل الدين والعقيدة، مع الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أعطى مجالاً للإنسان أن يفكر ويبدع ويكتشف ويخترع حتى يعمر هذه الأرض، وجعل له عقلاً وقلباً يتدبر ويتفكر به. كما يقول «موريس دبس»: (إن جميع علماء النفس متفقون على وجود علاقة بين أزمة التكليف وبين القفزة المفاجئة في المشاعر الدينية، في هذه الأوقات يشاهد نوع من الانبعاث الروحي حتى لدى أولئك الأشخاص الذين لم يكونوا متقيدين بالمسائل الدينية).لذا فالدعوة هنا للآباء والمربين أن يتحلوا بالصبر عندما تطرح عليهم مثل تلك التساؤلات من الشباب، وأن يتفهموا طبيعة تلك التساؤلات في هذه المرحلة السنية، وأن يجتهدوا بالبحث والمعرفة والعلم لكي يقدموا كل ما هو مقنع ومفيد للشباب.

1047

| 07 يونيو 2016

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4233

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1923

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1773

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1614

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1161

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

906

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

663

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

633

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

627

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

561

| 07 ديسمبر 2025

أخبار محلية