رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اليومُ الرياضي: منظورٌ مستقبلي

المُستوى الحضاريُّ الرفيعُ الذي وصلتْ إليه بلادُنا، يدفعنا إلى الـمطالبة بإيجادِ فلسفةٍ للرياضة تستندُ إلى الواقعِ، وترتكزُ على تحقيقِ أهدافِ رؤيةِ سموِّ الأمير الـمُفدى لِـما يجب أن تكون عليه قطرُ 2030 م. وهنا، نلتفتُ إلى وزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية القطرية، مُـتَـمَـنِّـينَ عليهما إيجاد إداراتٍ للدراساتِ والبحوثِ فيهما بحيثِ يتمُّ الاستفادةُ من ذوي الكفاءاتِ العلميةِ وخبراتِـهِـم العَـمَـليةِ في نشاطٍ مُنَـظَّـمٍ رسميِّ الطَّابَـعِ. ينبغي الخروجُ منَ التَّصَـوُّراتِ النَّـمَـطيَّـةِ لليوم الرياضيِّ كمناسبةٍ للدعوةِ إلى ممارسةِ الأنشطةِ البدنيةِ، إلى نطاقٍ أكثرَ رَحابَـةً يمتدُّ ليشملَ وَضْـعَ الأسس العَـمليةِ، والخططَ الـمُحكمةَ لتغيير أنماطِ التفكيرِ والـمَعيشةِ، وممارسةِ الـمُواطنين لدورِهِـم في بناء وطنِـهِـم. فهو مناسبةٌ بالغةُ الأهميةِ لزيادةِ التواصلِ البَـنَّاءِ بينهم وبينَ أجهزةِ الدولةِ الـمُختلفةِ، وبعضهم بعضاً، وشقيقِـهِـم الإنسان الـمقيم. كما أنه سبيلٌ للتوعيةِ الحضاريةِ والإنسانيةِ بالـمفاهيمِ الديمقراطية في السلوكِ والتفكيرِ، وللتأثيرِ الإيجابيِّ في نفوسِ الناشئةِ والشباب بحيث يُستطاعُ إعدادُهُـم للانتقالِ، خلال سنواتٍ، إلى سوقِ العملِ والانخراط في العمليةِ التنمويةِ الشاملةِ. نُثَـمِّـنُ عالياً جهود القائمين على اليومِ الرياضيِّ، ونتمنى عليهم دراسةُ إقامةِ ندواتٍ في مدارسنا، على امتدادِ العامِ الدراسيِّ، يتم فيها الاستفادةُ من نجومِنا الرياضيين، ذكوراً وإناثاً، في توعية الجيل بأهمية الروحِ الرياضيةِ، وروعةِ الالتزام بأخلاقها في السلوك والتفكير. لأنَّ ذلك هو اتجاهٌ نحو تفعيلِ الرؤى في نفوسِ وعقولِ الشريحةِ العُـمْـرِيَّـةِ الأوسعَ في مجتمعنا.الأمرُ الآخرُ الذي نتطلعُ إليه هو استثمارُ هذا اليومِ في خطابِـنا الرياضي الحضاري الهادف إلى تأكيد مركزية بلادنا كعاصمة للرياضة العالمية، عبرَ التركيز الإعلاميِّ على الروحِ الـمَـدَنِـيَّـةِ والحضاريَّـة السائدةِ في مجتمعِـنا. فليس كالصورِ ومقاطعِ الڤيديو في التأكيدِ على إنسانيةِ العلاقةِ بين الـمواطنِ وشقيقِـهِ الإنسان المقيم، وترسيخِ صورةِ قطرَ كدولةٍ ومجتمعٍ يحتكمانِ إلى العدالةِ واحترام حقوقِ الإنسانِ. ● كلمة أخيرة: كم يثلجُ صدورَنا الاهتمامُ الإعلاميُّ الكبيرُ بالحَـدَثِ، والجهودُ الـمَشكورةُ لتركيزِ الأضواءِ عليه كمناسبةٍ وطنيةٍ، فهذا هو السبيلُ لتعميمِ أهدافِ التجربةِ وربطِـها بالمجتمع والإنسانِ.

795

| 14 فبراير 2024

فَعَلَها أُسُودُ تميم

كانت قطر الحبيبة، بأرضها وسمائها وهوائها وأبنائها، حاضرةً في استاد لوسيل، تملؤه بهاءً وجلالاً، وينبض قلبُها الطاهرُ حباً واعتزازاً وفخراً بأبنائها الذين يهزون الاستاد بحماستهم وهتافاتهم لمنتخبنا على أدائه الرائع، وروحه القتالية، فحلق لاعبوه في سماء الإبداع الكروي، ورسموا لوحات بديعة من الأداء الفردي والجماعي. منتخبنا الذي استمد العزيمة من التفاف الجماهير حوله، ومن تواجُد قائد مسيرة نهضتنا؛ سمو الأمير المفدى باعثاً في القلوب حباً عظيماً لبلادنا وسموه، وأملاً أعظم في تحقيق الفوز الغالي. جمهورنا الكبير، كان اللاعب الثاني عشر في استاد لوسيل، وكان الدافع الأعظم لمنتخبنا لتقديم صورةٍ مشرِّفةٍ عن نجاح التخطيط والتنفيذ لرؤية سمو الأمير المفدى والقيادات الرياضية في مجال كرة القدم. لقد أبرز جمهورنا روحه الوطنية السامية في احتضانه لمنتخبنا تشجيعاً ومساندةً نفسيةً، فكان الفوز نتيجةً محتومةً ومُتَوَقَّعةً. ما أروع بلادَنا حين تحتضن الجميع في المناسبات الرياضية القارية والعالمية، وحين يكتب أبناؤها اسمها بأحرف من مجدٍ في سجلات تاريخ الرياضة. وتنبض قلوبهم كقلبٍ واحدٍ في تشجيعهم لمنتخبنا الوطني. وما أروع منتخبنا الذي ملأ قلوبنا بالفرح والاعتزاز بأدائه الرفيع ثم الفوز بالكأس الآسيوية. أمسِ، نامت الأعين ليلاً، لكن القلوب ظلت مستيقظةً تجمع أطياف الفرح لتنسج منها اعتزازاً بقطرنا الحبيبة ومنتخبنا الوطني، فكأنما الفخر كان هائماً في الدنيا ثم وجد في قلوبنا مستقراً له؛ فسكنها وأخذ يحدث الرياضة عن إنجازاتنا فيها، وعن الشعب المبدع الذي نقش اسم بلادنا ورفع رايتها في كل المجالات. نبارك لبلادنا الحبيبة هذا الفوز الكبير، ونبارك لها بأبنائها البررة، جمهوراً ومنتخباً، وبقائد مسيرتنا؛ سمو الأمير المفدى الذي يرتسم طيفه على كل إنجازاتنا، ويحتضن قلبُهُ بلادنا وشعبنا. كلمة أخيرة: بلادنا منقوشة في قلوبنا، وسيظل اسم لوسيل مكتوباً بالاعتزاز، مرسوماً بالفخر، ممتزجاً بأفراحنا بتحقيق الفوز الكبير.

3237

| 11 فبراير 2024

العزيز أنتَ يا شمعة أملنا

كان الفوز بأغلى البطولات نبضةً في قلب الرياضة القطرية، دماؤها النادي العربي وجمهوره الكبير. فقد كان أملاً عاشته الجماهير حتى تحقق في إبداعٍ كرويٍّ قاد إلى بثِّ الحياةِ في القلعة الحمراء التي انتظرت طويلاً أن تهب نسائم الفرح عليها، وكانت طوال ثلاثة عقود الغائب الحاضر، ثم فرضت حضورها الكلي في بطولة كأس الأمير المفدى. طوال يومين، والقلعة الحمراء تتنفس الفرح النقي النبيل، وتنثر في أجواء بلادنا مشاعر الأمل في عودة النادي الكبير إلى منصات التتويج. فالنادي العربي، ليس قلعةً كروية ذات لعبةٍ واحدةٍ، وإنما هو مدرسة في كل الألعاب الرياضية، فكأنه الشريان الذي يضخ الدم في قلب الرياضة، والرئة التي تتنفس بها الجماهير أريج الإنجازات الرياضية. نحن نتحدث عن روح جديدة شابةٍ قادت النادي إلى قمة الإنجازات، فقد أدرك الشيخ تميم بن فهد آل ثاني أن تحقيق رؤيته يتطلب وجود خطة محكمة تُبنى عليها الإنجازات، وتقوم على التدرُّج في التنفيذ، والبيئة الإدارية السليمة داخل جدران القلعة الحمراء. وتجاوبت إدارة النادي مع رؤيته، واستجاب الجمهور العرباوي لها، فكأنما كنا نشهد نهوض المارد الأحمر مُعزَّزاً بالأمل، مُعطَّراً بالالتفاف حول قامته وهو يرفع شعاراً رائعاً: "العربي، نادي الشعب، ونادي البطولات، وحصن الرياضة". الأمر الرائع الذي يبعث الاعتزاز في الروح الوطنية، أن مدربنا الوطني يونس علي كان الفيصل في تحقيق الإنجاز، مثبتاً بذلك أنه يمتلك قدرات رفيعةً على قيادة فريق كبير، واستثمار طاقات لاعبيه وتوظيفها في الملعب بصورة مُثلى، والإدارة النفسية لهم بحيث كانوا يلعبون تحت شعار: "الكلُّ للواحد، والواحدُ للكلِّ". إنها صفات ومزايا لابد من التنويه بها؛ لأنها صنعت نموذجاً جديداً للمدرب الوطني القادر على تغيير المسار نحو الأفضل، وصولاً إلى منصة التتويج. نبارك للجمهور العرباوي هذا الفوز المستحق، وننتظر الكثير من إدارة النادي في استمرار مسيرة الإنجازات في المواسم القادمة التي سيكون جمهور نادي الشعب أيقونةً في الملاعب خلالها. كلمة أخيرة: كلما نبض القلب العرباوي بالأمجاد، اهتزت قلعته فرحاً وفخراً.

2139

| 16 مايو 2023

حيثُ نسيرُ.. ننثرُ المجدَ إنجازاتٍ

بالإسلام تحصنَّا، وبالعروبة تدثرنا، وبقيادة سمو الأمير سرنا، ونثرنا قلوبنا في أرجاء وطننا العربي الإسلامي الكبير، فآزرتنا شعوب أمتنا، وقدمنا إلى العالم كله الصورة الحقيقية للإنسان العربي المسلم في نُبله، وكرمه، وأخلاقه، وإنسانيته، وقدرته على الإنجاز. كانت العروبة مزهوةً بنا عندما افتتح سمو الأمير المونديال بعبارة؛ من قطر.. من بلاد العرب، وكانت، في حفل الختام، نوراً ساطعاً أنار ملامح وجه سموه وهو يكسو ليونيل ميسي بالبشت العربي في لمسةٍ حضاريةٍ رائعةٍ ناطقةٍ باسم كل عربي ومسلم. اثنان وثلاثون منتخباً شاركت في المونديال، ومعها منتخبُ العروبة والإسلام ممثَّلاً في سمو الأمير المفدى وشعبه. هذا المنتخب، هو الفائز الأول لأن حضوره كان حضارياً وإنسانياً، وملاعبه كانت قلوب البشر في أرجاء الدنيا، التي خاض فيها مبارياته ضد تصوراتٍ ظالمةٍ للعرب والمسلمين، فحقق انتصارات ستُغير وجه المعادلة الحضارية لصالح أمتنا. أمسِ الأول، سمعنا بقلوبنا هديرَ مسيرٍ عظيمٍ في كل أرجاء قطر الحبيبة، وحين نظرنا بعيون أرواحنا، رأينا مئات ملايين قلوب العرب والمسلمين حولنا؛ في الميادين والشوارع، وبين البيوت، وحول المساجد، تتدافع لاحتضان بلادنا التي احتضنت آمالها وأحلامها، وتسعى للوصول إلى استاد لوسيل لتحيط بأميرنا وهو يختتم المونديال الذي نفخر بأنه كان مونديالاً نقش الحضارة العربية والإسلامية بأحرفٍ من إنجازٍ وفخرٍ واعتزازٍ في سجلات التاريخ. الأمر الرائع حقاً في المونديال، هو وعي أبناء شعبنا وأشقائهم الذي بدا في تمثيلهم لأمتنا بسلوكياتهم الراقية، وتعبيرهم الحضاري السامي عن قضاياهم الرئيسة، وكانت نتيجة ذلك أن فلسطين حضرت بقوةٍ، وأن الشعوب عبّرت عن مؤازرتها لبلادنا في رَفْضِ الانصياع لتمرير اتجاهاتٍ شائهةٍ في ثقافاتٍ ظنَّ كثيرون أنها ستسود العالم، فكانت بلادنا هي الصخرة الصماء التي تحطمت عليها أوهام الحضارة الغربية المتفوقة، والتربة التي نمت فيها بذور التحدي الحضاري الإسلامي في أروع وأبهى تجلياته. قبل المونديال، كانت إرادتنا أقوى من كل حملات الأضاليل والأكاذيب، فلم ننحنِ لعاصفة دَعاواهم المُغرضة، ولا رضينا بأن يكون الإنجاز على حساب عقيدتنا ومبادئنا وأخلاقنا. وما إن انطلقت البطولة حتى تصاغر المُدَّعون، وخَنَسَ الكاذبون حين تابعت كل الشعوب كيف عانقت راياتُ حضارتنا الإسلامية العربية راياتِ الرياضة العالمية في قطر الحبيبة، وحين شاهدت أميرنا المفدى وشعبه سائرين في موكبِ أمجاد ومفاخر تحت رايات انتمائنا لحضارةٍ لن يستطيع أحدٌ أن يمنع شمسها من الإشراق بعد اليوم. كان المسلمون في كل الدنيا، يتابعون المونديال، ويتغنون بطلعَ البدرُ علينا قبل بثِّ مباريات المنتخبات الإسلامية. وكان العرب، جميعاً، يتوحدون لمؤازرة المنتخبات العربية. وهذان الأمران لم يمرا مرور الكرام، فقد ركَّزَ عليهما علماء السياسة والاجتماع في الغرب، وكتبوا كثيراً عن الروح الجامعة للمسلمين والعرب التي أحياها المونديال بقوةٍ، وكيف أن التصورات عن عدم إمكان نهضة أمتنا هي مجرد قراءاتٍ سياسيةٍ خاطئةٍ. لقد كان المونديال هو أحد المفاصل التاريخية الكبرى في توحيد أمتنا شعورياً، وفي زوال النعرات والأحقاد التي حاول كثيرون زرعها بين الشعوب لتفريقها. ستستمر مسيرة النهضة في بلادنا، بإذن الله، بوجود قيادة حكيمةٍ وشعبٍ حيٍّ قادرٍ على العطاء والإنجاز. وحيثما نكون، ستنمو زهور الاعتزاز بالإسلام الحنيف، وحيث نسير، ستُشرق شموس العروبة، وحيث تمتد أيدينا، سيكون الخير لأمتنا وشعوبها. هذا قَدَرُنا أن نكون واجهةً حضاريةً لأمتنا، وأن تكون بلادنا كعبةً للمضيوم، وحصناً لرافعي رايات التقدم والحضارة، وسماءً تُظلل بالحب والاحترام شعوب أمتنا المتعطشة لنهضةٍ وإنجازٍ ووحدةٍ. أبارك لأمتينا العربية والإسلامية نجاح تنظيم المونديال الذي تشرفت قطر الحبيبة بتمثيلهما فيه. وأبارك لبلادنا وجود قائد حكيم استطاع توجيه سفينة الإنجاز الكبير وسط بحر تتلاطم فيه أمواج الأكاذيب والدعاوى المُضللة، حتى وصلت إلى موانئ المجد، ورفعت رايات بلادنا والإسلام والعروبة خفاقةً في سماء الدنيا. كلمة أخيرة: سلامُ محبةٍ لقطر الحبيبة، وتحية احترام وتقدير لسمو الأمير، وشعبنا، وشكرٌ وامتنانٌ لشعوب أمتنا في كل ديار العروبة والإسلام.

1086

| 20 ديسمبر 2022

شمسنا تشرق من مغربنا

عقودٌ مرت، والأمة تبحث عن قلبٍ ينبض بآمال وأحلام شعوبها، فشاء الله أن تكون قطرُ هذا القلبَ الكبيرَ الذي احتضن العرب والمسلمين، وأحيا في نفوسهم الفخر والاعتزاز، هذا القلبُ الذي كانت شرايينه الشعوب، ودماؤه إنجازات منتخب المغرب الشقيق. عشرون يوماً منذ انطلاقة المونديال، ووطننا العربي الإسلامي الكبير على موعد متجدد مع أطياف طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ومحمد عبد الكريم الخطابي وهي تقود جيوشاً مُظفَّرةً من الإرادة والعزيمة والسعادة التي أهداها أحفادهم لاعبو المنتخب المغربي لأمتنا. عشرون يوماً، والشعوب تنام على أمل، وتصحو على إنجاز رياضي يوحِّد أبناءها الذين أصبحوا، كلُّهم، مواطنين مغاربة بقلوبهم وأرواحهم. وكأنما شمس أمجادنا العربية الإسلامية تشرق من مغربنا، وتنشر ضياء الأخوَّة في ديارنا، وتبعث الحياة في نفوسٍ كريمةٍ حيةٍ لشعوب تتعطش لفرحٍ يجمعها من المحيط الأطلسي، مروراً بالخليج العربي، وصولاً إلى إندونيسيا. قطرُ الحبيبة، بتنظيمها للمونديال، أكدت على التزامها بعقيدة الأمة وأخلاقها السامية، ونفثت في القلوب اشتياقاً لعهودٍ سادت فيها أمتنا الدنيا بحضارتها ونُبلها وعلومها. ثم جاءت إنجازات المنتخب المغربي لتكتب سطوراً من مجدٍ في سجلات كرة القدم، فاكتملت الصورة الرائعة للإنسان العربي المسلم التي نجحت بلادنا في تقديمها للعالم. الناس، في وطننا العربي الكبير، طيبون ومثقفون وإنسانيون، وفيهم روعةٌ ومشاعرُ نبيلةٌ. وعندما وجدوا في قطر الحبيبة متنفساً للتعبير عما يجمعهم، وعثروا على إنجاز يفخرون به، أهدوا لبلادنا حباً ودعماً عظيمين، ثم التفوا حول ممثلهم في البطولة؛ المنتخب المغربي، وأحاطوه بحبهم له، واعتزازهم به، وآزروه في الملاعب، وخرجوا يحيونه في مسيرات ضمت عشرات ومئات الآلاف في شوارع وميادين المدن والبلدات والقرى في ديار العروبة والإسلام. الناس، في وطننا الكبير، كالتربة الخصبة التي ساق الله لها سُحُبَ نجاح بلادنا في تنظيم المونديال، فنزل عليها غيثُ إنجازات المنتخب المغربي، فاخضرَّتْ ربوعها بأفراح لم تعرف مثيلاً لها منذ زمن بعيد، فأخذ أبناؤها بترديد أهازيج أشقائنا المغاربة التي يتغنون فيها بحب فلسطين التي خرج أبناؤها يهتفون للمغرب وأهله ومنتخبه، ويتغنون بحبهم لقطر التي أتاحت لشعوب الأمة أن تؤكد على ثبات التزامها بالقضية الرئيسة لها؛ قضيتنا الفلسطينية. كلمة أخيرة: مرت مائة عام على الانتصار العسكري العظيم للمغاربة على الإسبان في معركة "أنوال"، واليوم، ينتصر أحفاد أولئك الكرام على إسبانيا والبرتغال وأوروبا في ميادين كرة القدم، فنعمَ الأجداد والأحفاد، ونعمَ الأمة التي تجمعنا معهم. كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ

960

| 12 ديسمبر 2022

الله يا عمري قطر

منذ انطلاقة المونديال، ونحن نعيش حالةً من الأمل العظيم، حيث إن أربعة منتخبات تمثِّل أمتنا العربية فيه، وكل فوزٍ لأحدها هو فوزٌ لنا جميعاً. وقد رأينا ذلك من خلال ملامح الفرح التي أشرقت بها وجوه سمو الأمير المفدى وأنجاله، والسعادة التي هزت النفس الكريمة لسمو الأمير الوالد، عندما حقق منتخب المغرب الشقيق فوزه التاريخي على المنتخب البلجيكي. وكم كان رائعاً شعورنا بالعروبة تسري في أرواحنا بينما كان سمو الأمير الوالد يُردد النشيد الوطني التونسي مع مشجعي منتخب تونس الشقيقة. إن المشاعر النبيلة، لا تحيا إلا في القلوب النبيلة النابضة بحب أمتها، والمحتضنة لشعوبها، والساعية لتحقيق آمالها وطموحاتها. هذه الحالة النقية في نُبلها، ستكون حاضرةً مع جماهيرنا في استاد البيت، وسنقف مع منتخبنا حتى اللحظة الأخيرة في مباراته الأخيرة، ونحن مؤمنون بأن ذلك جزءٌ من حبنا لبلادنا، ودليلٌ على وعينا بدورنا الحضاري في تمثيلها لأمتينا العربية والإسلامية. للأوطان أرواحٌ، ولها قلوبٌ ومشاعرُ، وهو ما نلمسه في قطر الغالية منذ انطلاقة المونديال، حيث نرى طيف وجهها الحبيب في كل الميادين والشوارع، ونشعر بقلبها يحتضن أبناءها بفخرٍ واعتزازٍ، وينبض بالترحيب بأشقائنا العرب والمسلمين، وبأخوتنا في الإنسانية الذين اجتمعوا على ترابها في صورةٍ إنسانيةٍ حضاريةٍ قلَّ مثيلها. اليوم، سينبض قلب بلادنا في استاد البيت، مع قلوب أبنائها الذين سيغصُّ بهم، ويملأونه هتافاً وأهازيج تشجيعاً لمنتخبنا في مباراته الثالثة التي ستشهد من لاعبينا روحاً رياضيةً حماسيةً، وأداءً فنياً رفيعاً، بحيث نقول، جماهيرَ ولاعبين: إن الإنسان القطري يدرك أن فوزه الأعظم كان في النجاح العظيم لتنظيم المونديال، وأن هدفنا الرئيس هو إبراز الصورة الحضارية الرائعة للإنسان العربي المسلم. لأول مرةٍ، أهتم بالتدقيق في وجوه أبناء بلادنا حيثما التقيتهم، وحيث جمعتني بهم الأماكن، فأرى في عيونهم بريقَ اعتزازٍ وفَخْرٍ، وأسمع قلوبهم تنبض بالنُّبل وكرم الأخلاق والسمو الروحي، وكأنما كل واحد منهم سفيرٌ لبلادنا مقيمٌ فيها. وسيكونون، اليوم، سفراء لقطر الحبيبة في استاد البيت، حيث سيتحدث العالم عن وطنيتنا التي لا تتأثر بنتائج المباريات، وإنما تتعاظم وتكبر كلما كان اسم قطر منقوشاً بالمجد على رايات الاعتزاز. هناك كَمٌّ هائلٌ من السعادة في قطرنا وديارنا العربية والإسلامية، لأننا نجحنا في تقديم الصورة الحقيقية عن شعوبنا في وعيها وتحضُّرها ومَدَنيتها. سعادةٌ، نراها في الوجوه، ونلمسها في الكلمات، ونشعر بها في الهواء والتراب والأشجار والمباني، وكأنما كلُّ شيءٍ يشعر بالفرح والاعتزاز بقطر العروبة والإسلام. وستكون هذه السعادة، وذاك الاعتزاز دافعاً لنا، جميعاً، للالتحام بمنتخبنا، لنقول للعالم إن الشعب الذي نظَّمَ البطولة شعبٌ حيٌّ راقٍ ينبض قلبُ بلاده في قلوب أبنائه. كلمة أخيرة: "الله، يا عمري قطر"، عبارةٌ ترددها قلوبنا، وتمتزج بأرواحنا، وتُضفي على وجودنا روعةً وأَلقاً ومجداً. كاتب وإِعـلامي قطـري

8295

| 29 نوفمبر 2022

مونديال العرب إلى العالم

قلوبُ الكرامِ هي منازلُ للكرام، وقد كانت قلوب كرام أمتنا هي منازلنا التي فاض النُّبْلُ والكرمُ فيها علينا، ففاضت قلوب القطريين بالاعتزاز بإسلامهم وعروبتهم، واجتمعت الأمة للمرة الأولى، منذ عقودٍ، على إنجازٍ حضاريٍّ عظيمٍ تمثل في المونديال الذي كان عربياً خالصاً، وكانت عبارة سمو الأمير في افتتاحه: "من قطر.. من بلاد العرب"، إشارةً إلى اعتزازنا بتمثيل أمتنا في تنظيمه. منذ انطلاقة المونديال، قبل 7 أيام، وبلادنا تنشر في العالم، كله، روعة الإسلام الحنيف ونُبل العروبة، وتُبرز الصورة الإنسانية والحضارية للإنسان العربي المسلم الذي يستطيع تحقيق المعجزات عندما توجد لديه قيادةٌ ملتزمةٌ بعقيدة وقضايا أمتها، وتدرك أن الأوطان لا تُحددها الجغرافيا، وإنما تمتد على مساحات شاسعة من مشاعر الانتماء لحضارةٍ وتاريخٍ مجيدين، وحاضرٍ يجب بناؤه على أسس من التأثير الإيجابي في الآخر، وتنويره بقيمنا وأخلاقنا التي لا يمكن لأحد أن يشوِّهها، ولا أن يفرض علينا ما يخالفها. اثنا عشر عاماً، وبلادنا تتحصن بالإسلام والعروبة وهي تُعدُّ للمونديال، وتتصدى بهما لكل الحملات المُغرضة، لأن قدرنا، في قطرنا الحبيبة، أن نكون إحدى القلوب النابضة بالحياة في جسد أمتنا العظيمة التي تتعطش قلوب أبنائها لفرحةٍ توحِّدهم، وأملٍ يجمعهم. أمتنا التي وقفت معنا، كالعهد بها، فكانت الحصن المنيع الذي تحطمت عليه كل الدَّعاوى والأكاذيب، فكان التنظيم الرائع للمونديال هو الهدية التي قدمتها بلادنا لها. كم كانت رائعةً تلك اللمسة الإنسانية، في افتتاح المونديال، التي رأيناها في علاقة الابن البار بأبيه الكريم، عندما فاجأ سمو الأمير المفدى والده؛ سمو الأمير الوالد بقميصٍ ارتداه في مقتبل شبابه، ويطلب من سموه التوقيع عليه، وكأنما يقول له: إن الآمال العظيمة التي كانت في قلبك، يا أبي، قد تحققت، وازدانت بلادنا بالإنجازات الحضارية الكبرى، وها هي، اليوم، تجمع العالم فيها، وتنبض بالإسلام والعروبة. الوجوه الحبيبة للأشقاء العرب والمسلمين، تبعث في قلوبنا سعادةً لا حدود لها. وجوهٌ طيبةٌ تنطق بالاعتزاز ببلادنا التي جمعت قلوبهم قبل أن يجتمعوا بأجسادهم فيها. وحين نلتقي بالسعودي والمغربي والتونسي، ونشاركهم آمالهم بالفوز في مباريات منتخباتهم، تتدفق مشاعرهم النبيلة تجاه بلادنا، فتهتز قلوبنا فرحاً بانتمائنا لأمة عظيمة نسعى للإسهام في نهضتها بما نستطيع. عندما تحدث المسؤولون عن الدراسات الشرقية في جامعات العالم عن المونديال، قالوا إنه أعظم حَدَثٍ يُقدِّم للعالم الحضارة العربية الإسلامية بصورةٍ لم يسبق لأمتنا أن قدمتها بهذا المستوى الرفيع من الرؤى والإدارة الفعالة لكل ما يتصل بالبطولة؛ لأن بلادنا مارست سيادتها، ولم تقبل تمرير أي شيء يمس بعقيدتها وقيمها، وكان تجاوب الأمة معها أساساً في الاستمرار في رسمِ ملامح عهد جديد من العلاقات بين الحضارات والثقافات، لا توجد فيه حضارةٌ متفوِّقةٌ تريد أن تفرض قيمها على العالم، وإنما توجد حضاراتٌ متمايزةٌ ينبغي احترام خصوصية كلٍّ منها، بحيث تنتهي فكرة مركزية الحضارة الغربية، بغثِّها وسمينها. إن المونديال في قطر هو النقطة التي سيبدأ التغيير منها لصالح الحضارة الإنسانية بوجود دور هائل للحضارة الإسلامية والعربية فيها. كلمة أخيرة: أمرٌ رائعٌ أن نكون، نحن القطريين، عرباً مسلمين، والأروع أن يكون وطننا الأكبر هو قلوب وضمائر الكرام من أبناء أمتنا. كاتب وإعلامي قطري

2160

| 27 نوفمبر 2022

يا تاريخُ سَجِّل: أنا فلسطيني

من المعجزات أن فلسطين اتسعت لمئات ملايين الأرواح والقلوب التي احتضنت ذرات ترابها، وكرام الأمة من أبنائها طوال معركة المجد والعزة، التي خاضها كرام الأمة في غزة والقدس والخليل وكل فلسطين، ثم تدفقت تلك الأرواح والقلوب مع مئات آلاف الفلسطينيين الذين احتفلوا بالنصر حول الأقصى وكل المدن والبلدات والقرى في الديار التي باركها الله، وتكفَّل بأهلها، وظللتها ملائكة الرحمة بأجنحتها. اثنان وسبعون عاماً على النكبة، وشعوبنا تنام على ألمٍ وحسرةٍ لتصحو على مواجعَ ويأسٍ، وكلما تنفست أملاً، تعلو أصوات الخاذلين المتخاذلين، وتتكاثر طعنات الغدر في الظهور، فتنشغل الشعوب بدماء وأشلاء أبنائها. لكن كرام الأمة في غزة لم يرضوا بمرور العيد حزيناً، فأهدونا نصراً عظيماً أشرقَ كالشمس في سماء أمتينا العربية والإسلامية، فكانت أنواره نسمات فرح ملأ الدنيا، ونيراناً أحرقت أوهام المارين بفلسطين وأمتنا كالكابوس. في فلسطين، خلال أيام المعركة المجيدة، شاهدنا مثالاً حياً لغزوة بدر؛ فالمؤمنون قلةٌ والعدو كثير العدد، مُدجَّجٌ بالأسلحة، ويُسانده المُرْجفون الذين يتمنون لو سحق الفئة القليلة التي يكشف طُهْرُها نفوسَهم المُدَنَّسة ببُغض المؤمنين، لكن المعادلة على أرض الواقع لم تكن بهذه البساطة؛ فهناك إيمانٌ بالله وإرادةٌ وكرامةٌ وفداءٌ يتسلح المقاومون بها، بينما المعتدي لا يقاتل إلا من وراء الجدران، وعندما يفتك الرعب بقلبه، يندفع ليلوذ بنفس الجدران خوفاً من الموت، الذي كان مطلباً للمقاومين لأنه شهادةٌ وحياةٌ أبديةٌ في جنان الخُلد. اللافتُ للنظر، أن تلك الحرب جمعت الشعوب كلها على نُصرةِ فلسطين لأول مرةٍ بهذه الصورة الرائعة، فقد اعتادت الشعوب على البكاء مع الثكالى والأيامى واليتامى في كل عدوان سابق، لكنها هذه المرة شاهدت أطياف وجوه صلاح الدين وعز الدين القسام وأحمد ياسين في سماء فلسطين، وبدت خلفها وجوه عبدالكريم الخطابي وعمر المختار وعبدالقادر الجزائري ويوسف العظمة وكوكبةٌ من رجالات أمتنا العظام، كان المشهد جليلاً، فالسماء والأرض مع المقاومين، والشعوب تدعو لهم بالنصر، وتنتظر أن يكون نصرهم بدايةً لحياةِ الأمة ونهضتها، فما الذي اختلف في تلك المعركة عن سابقاتها؟. في السابق، كان الرد على العدوان محصوراً في الدفاع عن غزة، لكنه في معركة المجد والنصر الأخيرة، كان رداً على عدوان على مقدسات الأمة في القدس، فجاء إطلاق الصواريخ من غزة مفاجئاً، وأصبح المشهد مختلفاً؛ فقد أصبحت المقاومة صاحبة اليد العليا؛ تحدد ساعات التجول للصهاينة، وتدفعهم إلى الملاجئ في معظم الأوقات، مما جعل كثيرين منهم يتحدثون عن (عودتهم لبلدانهم الأصلية)، وجعل شعوب العالم تقف مع الحق الفلسطيني، وتتحدث عن الكيان الصهيوني كدولة مُصطَنَعَةٍ تمارس الجريمة الإنسانية بلا رادع أخلاقي. لقد حطمت غزة خرافة الجيش الصهيوني الذي لا يُقهر، وفضحت معظم الجيوش العربية التي لم تُقدِّم لشعوبها سوى الهزائم والاستبداد والتخلف الحضاري، وكشفت الوجه الحقيقي للعلمانيين العرب الذين لا قضية عندهم إلا معاداة الإسلام وشرذمة المسلمين، بينما ينعمون هم بفتاتِ موائد الديكتاتورية التي لا يستطيعون الحياة إلا في ظلالها. وبالطبع، لم يكن مستغرباً أن ترتفع أصوات الحفنة القليلة من المتصهينين في وسائل التواصل الاجتماعي، والذين أخذوا يدعون الله بأن ينصر الصهاينة على العرب المسلمين في غزة الكرامة، فقد أُصيب المتصهينون إصاباتٍ مميتةٍ في أوهامهم بأن الشعب الفلسطيني البطل قد استكان للاحتلال، وأن الأمة نسيت فلسطين والأقصى، لكن هَبَّة المقدسيين ثم فزعة غزة لهم، فشموخ الأمة نُصرةً لهم وفرحاً بهم، كلُّ ذلك جعل الحلم المتصهين يذوي ويتلاشى. إن فلسطين ليست أرضاً كسواها، وإنما هي جزءٌ أصيلٌ من عقيدة الأمة ووجودها وحضارتها، ولا يمكن لعاقلٍ أن يظن أن فرح الأمة بالنصر لا يعكس الروح الحقيقية لها؛ روح الإرادة والوحدة والكرامة التي انبعثت عندما شمخ المارد الفلسطيني بقامته، وأثبت الكرام الفلسطينيون في غزة وكل فلسطين أنهم خيرُ أجنادِ الأرض، لأن الخَيرية تعني الانتصار للعقيدة، والفداء للأمة، والتضحية بالأرواح في سبيل تحرير وتطهير الأرض من الغاصبين. اليوم، تُسمع من الأقصى تكبيرات النصر والكرامة التي تخبر الدنيا بأن صحوة الأمة وانبعاث كرامتها وإرادتها هما قَدَرٌ محتومٌ، وأنْه لا أحد يستطيع أن يقف في وجه تحقيق الوعد الإلهي بالنصر والتمكين. كاتِـبٌ وَإِعْـلاميٌّ قَـطَـرِيٌّ ib_1983@hotmail.com

4199

| 25 مايو 2021

لا عُذرَ لنا يا فلسطينُ

عيوننا وقلوبنا، يا قدس، لم تعد ترحل إليكِ كلَّ يوم، لأنها ساكنةٌ فيكِ، ممتزجةٌ بترابكِ، تحتضنُ دماء الشهداء والمصابين ودموع اليتامى والأيامى والثكالى، تبكيهم معكِ، وتلوذ بجدرانِ أقصاكِ المباركِ علَّها تجدُ فيها نفحاتٍ من النور الإلهي الذي يَحِفُّ بها، وتسمعُ أصداء تكبيرات الأنبياء والرُّسلِ، عليهم السلام، وترى أطياف المعجزةِ الكبرى في إسراء المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وعُرُوجه إلى السماوات العُلا. لم يُشَرْ إلى فلسطين والمسجد الأقصى في القرآن الكريم إلا متبوعين بالمُبارَكة الإلهية لهما، ولم يُذكَرِ الأقصى في الأحاديث النبوية إلا مرتبطاً بالبشارات أو محفوفاً بالإجلال؛ ولم ترتبط الأحداث التاريخية الكبرى بموضعٍ كما ارتبطت بالقدس، كما في الحروب الصليبية قديماً، والاحتلال الصهيوني في عصرنا. ظنَّ كثيرون أن الأرضَ المبارَكة قد مُحيتْ من التاريخ بصفقة القرن وتوابعها السياسية، لكن أهلها الكرام أعادوا للأمة كلها كرامتها وعِزَّتها عندما جعلوا أرواحهم صفحاتٍ يكتبون فيها بدمائهم عباراتِ الإيمان والإرادة غير عابئين بِمَنْ خذلَهم، ولا يستنصرون إلا الله في جهادهم الشرعي والمشروع، ولا يطلبون من الأمة إلا دعمهم بالكلمة التي أصبحت، للأسف، أعظم الجهاد في زماننا، وأصبح قائلوها يحسبون حساباً عظيماً لتَبعاتها عليهم. لم يبدأ الأمر بحي الشيخ جرَّاح في القدس، وإنما كانت له جذورٌ تعود لسنة 1917م، عندما أعطى مَن لا يملك وعداً لمَنْ لا يستحقُّ بتمكينه من أرضٍ يسكنها مالكوها الأصليون والأصيلون منذ قرون طوال، وصولاً إلى نكبتنا في سنة 1948م، عندما أُنشئ الكيان الصهيوني على جزء من فلسطين، مروراً بنكسة 1967م التي مَكَّنَتِ الكيان من الاستيلاء عليها كلها مع أراضٍ شاسعةٍ من مصر وسوريا والأردن، فصار الأمل الأكبر هو الرجوع إلى ما قبل النكسة. ولكن ذلك كله هو تاريخ أنطمةٍ عربيةٍ، أما الشعوب، فقد حالَ الاستبداد والديكتاتورية دون سماع صوتها، فكانت كامب ديڤيد وما تلاها من اعترافات بالكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني، وعقيدتنا الإسلامية، وتاريخنا، وحاضرنا، ومستقبلنا. لكن الأرض المباركة لم تَسْتَكِنْ؛ فروحها تسري في أبنائها الكرام البَرَرَةِ أبداً. منذ أسابيع، والفلسطينيون يواجهون وحدهم أبشع عدوان وحشي عليهم، بل إنهم يواجهون تياراً صغيراً ذا صوت عالٍ في أمتنا ينصر الصهاينة عليهم، وهم يستمسكون بالعروة الوثقى، ويقدمون مواكب الشهداء مصحوبةً بالتكبير والتهليل. إلا أن هذا المشهد يخفي مشهداً يُصدِّعُ قلوبنا حزناً، ويُذيبها كمداً؛ فهناك ركامُ دمارٍ هائلٍ تبدو تحته ملامح وجوه الضحايا الأحياء الذين ينتظرون موقفاً عربياً صغيراً لمساندتهم وإغاثتهم ونُصرتهم يتخطى بيانات الشجب والاستنكار التي تساوي بين الجلاد وبينهم. عندما تهون فلسطين ويهون أقصاها علينا، فهذا يعني أن عقيدتنا قد هانت علينا، وأننا أحياءٌ نعيش فقط ولكننا لا نحيا، ولا نؤثِّر، ولا يكون لنا دور في مسيرة الإنسانية. وقد أدركت الشعوب هذه الحقيقة، فالتفَّتْ حول فلسطين والفلسطينيين الذين بعثوا الروح فيها، وأعادوا لها نَبْض الكرامة والإرادة عندما هَبَّتْ غزة الحبيبة لردع العدوان بما تملكه من سلاح بسيط إذا ما قِيس بسلاح الصهاينة، إلا أنه أعظم منه لأنه سلاح مبارَكٌ أوجع الصهاينة، ونَبَّهَ الأمة إلى ضعفهم وإمكانية هزيمتهم. ستكون المعركة الحالية انتصاراً عظيماً مهما كانت نتائجها، لأن الجميع فهموا معادلة الصراع، ولم تعد المُسكِّنات السياسية تنفع في تهدئة النفوس التي رأت عمر بن الخطاب شامخاً بقامته في القدس، وصلاح الدين يقود الجموع، وراية الحق خفَّاقةً في الأرض المبارَكة، حين شمخت قامة الشعب الفلسطيني البطل، وتقزَّمَ أمامها الصهاينة في مشهد لن يُمحى من ذاكرة الأمة والعالم أبداً. نحن، أبناء الأمة وبناتها، علينا واجبٌ مقدَّسٌ هو نصرةِ أشقائنا بالكلمة، والذَّود عنهم بما نستطيع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، لنُشْعِرَهُم أننا معهم، وأننا نُقدِّرُ عالياً أنهم يدافعون عن وجودنا وعقيدتنا، وأننا سنبذل أرواحنا رخيصةً لو أُتيح لنا تقديمها فداءً لفلسطين والأقصى. وهذا أقل ما يمكننا القيام به في زمانٍ يُصَدَّقُ فيه الكذوبُ، ويُكَذَّبُ فيه الصادقُ، ويشمت فيه بعض المسلمين في إراقةِ دماء المسلمين بغياً وعدواناً. كم نشعر بالخزي من أنفسنا، يا فلسطيننا وقدسنا وأقصانا، عندما نرى كرام أمتنا من أبنائكِ يُسَطِّرون بدمائهم وأرواحهم أعظم ملاحم تاريخنا، ونحن جالسون نشاركهم في بطولاتهم بمشاهدة نهر دمائهم الزكية في القنوات الفضائية. ib_1983@hotmail.com

5073

| 18 مايو 2021

الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عند قراءة التاريخ، تكون فيه شخصيات لا حدود لتواجدها الزمني؛ إذ تُذكَرُ في كل العصور مُحاطةً بالإجلال والمحبة، كالفاروق، رضي الله عنه. والسؤال هو: لماذا يذكر المسلمون الفاروق؟ وما سر محبتهم له؟، وتكون الإجابة صحيحةً إن قيل إنه من الصحابة، أو إنه من الخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم، لكنها ليست كافيةً؛ لأن ذِكْرَهُ طاغٍ، والاستدلالَ به كثيرٌ، فكأنه حاضرٌ بين الناس، أو كأنهم ينتظرون قدومه وهم يتحدثون عنه. وهذا الأمر ليس غريباً، فمعظم شعوبنا تحلم بالعدالة السياسية والاجتماعية، وبكرامة الإسلام ونُبل العروبة، وسواها من أمور تفتقدها في ظلال الاستبداد والقمع والتهميش والمتاجرة بقضايانا العادلة في سوق النخاسة السياسية، مما يجعلها تلتف حول قامةٍ تاريخيةٍ قباديةٍ شامخةٍ حققت ذلك، كلَّه، كالخليفة العادل عمر، رضي الله عنه. لننظر بعيون قلوبنا إلى السنة السادسة للبعثة النبوية، حين كان المسلمون مستضعفين في مكة المكرمة، يحيط بهم المشركون، ويؤذونهم أذى عظيماً، ونرى الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم، يدعو الله تعالى قائلاً: (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِأَبِي جَهْلٍ، أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّاب)، فكانت إجابةُ الدعاء هي إسلامُ عمر، الذي كان بداية لإعلان المسلمين إيمانهم، والجَهْرِ به دون خوفٍ من المشركين، فسماه الرسول، صلى الله عليه وسلم، بالفاروق، لأن إسلامه فرَّقَ بين الحق والباطل، وأعزَّ الله به دينه الحنيف. ولننتقل إلى المدينة المنورة، في عهد خلافة عمر، ونتابع الرجل الكهل، طويل القامة، الذي كانت الدولة الوليدة التي يقودها تدك حصون طغيان أعظم إمبراطوريتين في زمانه: الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، ونراه يمشي في شوارع المدينة ليلاً، وإذ به يسمع بكاء صِبْيَةٍ جياعٍ تغلي لهم أمهم الماء لتُوهمهم بأنه طعام، فيتصدَّعُ قلبه خوفاً من الله، وحناناً بهؤلاء المساكين، شفقةً عليهم، فيهرع إلى بيت المال ليُحضر لهم طعاماً، ويطبخه لهم. ثم تكون هذه الحادثة بدايةً لأمرٍ عظيمٍ هو بمفاهيم عصرنا، حق الشعب كلِّهِ في أن ينال نصيبه من المال العام للدولة، وأن الحاكم مؤتمنٌ على هذا المال، وليس مالكاً له. وننظر، الآن، إلى القدس الشريف في السنة السادسة عشرة للهجرة، وقد اجتمع قساوستها ورُهبانها والنصارى من أهلها ينتظرون دخول خليفة المسلمين إليها، وهم مطمئنون إلى عدالته. ثم نرى الفاروق، رضي الله عنه، يدخلها وكأنه واحدٌ من عامة المسلمين، رغم أن اسمه، وحده، كان يُزلزل قلوب قادة أعظم دول الاستبداد في عصره، فيعطي النصارى الضمانات على حريتهم المدنية والدينية، فيما عُرفَ تاريخياً بالعُهدة العُمرية التي لو قرأناها بدقةٍ فستبكي قلوبنا على القدس وقد سيطر عليها واستباحها الذين نصَّت العُهدة على أن لا يدخلوها. أما المنظر الأخير الذي سنراه بعيون قلوبنا، فهو اجتماع المسلمين في المسجد النبوي لصلاة الفجر، في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة من السنة الثالثة والعشرين للهجرة، يؤمُّهم الفاروق الذي لم يكد يُكبِّرُ للصلاة حتى عاجله أبو لؤلؤة المجوسي بطعنتين من خنجرٍ ذي نَصلين، إحداهما في عنقه، والأخرى في خاصرته، فقال {وَكَانَ أَمرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقدُوراً}. ومرت أيامٌ على الجريمة قبل وفاة الفاروق، وهو مستبشر بشهادته، وقُرب لقائه بالمصطفى، صلى الله عليه وسلم، ثم يتذكر مسؤولياته الجسام في خلافته، فيضع وجهه على التراب، وتتحدر دموعه من خشية الله، ويقول: "ويلٌ لعمرَ، ويلٌ لعمرَ، إنْ لم يغفرْ له ربُّه غداً". عند الاطلاع على تاريخنا، فسنجد أن معجزة الإسراء والمعراج كانت إلى ومن المسجد الأقصى في القدس، في شهر رجب من السنة العاشرة قبل الهجرة، وفتح المسلمون القدس ودخلوها، بقيادة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في شهر رجب من السنة السادسة عشرة للهجرة، وحررها صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، من الصليبيين في شهر رجب من سنة 583 للهجرة، فكأننا، دائماً، على موعد مع حَدَثٍ عظيمٍ في هذا الشهر. أما الأمر اللافت للنظر في الهجمات التي يقوم بها بعض المحسوبين على أمتنا، فهو ارتكازها على إنكار معجزة الإسراء والمعراج، وتشويه سيرة عمر وصلاح الدين، مما يجعلنا نزداد يقيناً بأن استهداف عقيدتنا وقادتنا العظام لا هدف من ورائه إلا محو القدس وفلسطين من التاريخ. كاتِـب وَإِعْـلامي قَـطَـرِى ib_1983@hotmail.com

7837

| 27 أبريل 2021

أحمد بن حنبل رحمه الله

معظم الناس يموتون بموت أجسادهم، فتندثر سيرتهم، ويَمَّحى أثرهم بعد دفنهم، لكن قلةً منهم، يكون موتهم بدايةً لحياةٍ جديدةٍ في الدنيا؛ فتبقى سيرتهم عطرةً في النفوس، ومحبتهم عظيمةً في القلوب، وتمر القرون تلو القرون وكأنهم يعيشون بيننا، فيتحدث عنهم المسلمون في غابات أندونيسيا المطيرة، وقرى السنغال، وبلدات الشيشان، وجبال الجزائر، وصحاري شبه الجزيرة العربية، ومعظم هؤلاء المسلمين لم يقرأوا كتب هؤلاء الموتى الأحياء، ولا يعرفون بدقةٍ ما قدموه لدينهم وأمتهم، ولكنهم يذكرون أجزاء من تضحياتهم ومواقفهم التي حفظت للأمة دينها، وجعلت للشعوب ركيزةً تستند إليها عند مواجهة الطغيان، ومن هؤلاء الكرام، الشيخ الجليل، والعالم الفقيه أحمد بن حنبل، رحمه الله. كان بإمكان ابن حنبل أن يكون غنياً غنى فاحشاً، ويتبوأ مكانةً رفيعةً في الدولة، لو أنه قَبِلَ بتنكيس رايات الإسلام قليلاً، ورضيَ بتمرير الأفكار المنحرفة المخالفة للشريعة السمحاء، لكنه آثَرَ أن يُقدِّمَ لحياته الباقية، فضحى تضحيات هائلة في حياته الفانية، ففي بدايات القرن الثالث الهجري، ظهرت بدعة خَلْقِ القرآن التي تقول إن القرآن مخلوقٌ، والخطورة فيها أنها تعني أن ما يمر على المخلوقات من وجودٍ وشبابٍ وكهولةٍ وشيخوخةٍ ثم موتٍ، تنطبق على كتاب الله، فيصبح هيناً على الناس القول إن أحكامه تصلح لأزمانٍ انقضت، لكنها لا تصلح للحاضر والمستقبل، ورغم الحجج التي ساقها القائلون بخلقه، وادعاءاتهم بشأن عدم المساس بقدسيته، إلا أنهم لم يستطيعوا التغلُّبَ على الاعتقاد الصحيح للمسلمين بأن القرآن كلام الله وليس مخلوقاً؛ لأن قوماً كراماً كابن حنبل وقفوا وقفةَ الإيمان بالله، والاعتزاز بالإسلام، ورفضوا تمرير هذه المقولة. يتثاقف البعض بالقول: هل كان ابن حنبل سيُخلَّدُ في سجلات التاريخ لو لم تظهر تلك البدعة؟، وهو سؤال افتراضي؛ بمعنى أنه يفترض أمراً ثم يبني عليه فكرةً بهدف الغَضِّ من شأن الشيخ الجليل، والجواب بسيطٌ: فتضحيات ابن حنبل كانت مبنيةً على علمٍ وفقهٍ وإيمانٍ في مواجهة حَدَثٍ وقع بالفعل، مما يجعل من السؤال مجرد لغوٍ لا يؤثر في مكانة الشيخ في النفوس والعقول، ولا في دوره كعالمٍ فقيهٍ مُجدِّدٍ. من الأمور اللافتة للنظر، أن التاريخ يُغفلُ ذِكْرَ ملايين المنحنين للطغيان، خوفاً وطمعاً، لكنه يُخَلِّدَ بضع عشراتٍ من الذين شمخوا بقاماتهم وسط هؤلاء المنكسرين، فحين صمتَ علماء السلاطين عن الباطل في مقولة خَلْقِ القرآن، وأخذ الناس يتخبطون في عقيدتهم، برز ابن حنبل وقال: لا، فكانت هذه الـ "لا" الحبل الذي اعتصم الناس به، فسِيقَ إلى السجن، وعُذِّبَ عذاباً هائلاً، وبقي صامداً أبياً، فلا استطاعت سياط الظَّلَمةِ أن تنال من قوة إيمانه، ولا سيوفهم أن توهن عزيمته، ولا جدران السجن أن تمنع روحه من التمتع بالحرية الحقة في رضا الله وطاعته. الملاحَظ، في شعوبنا الإسلامية، أن أبطالها عابرون للحدود والقوميات، فهي ترى فيهم جزءاً من ذاتها، وتَعكس في سِيَرِهم أفضل ما فيها، أو تُجَسِّدُ فيهم ما تتمناه لها في حاضرها المضطرب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، ومن هذا المنطلق، لا يمكن دراسة الوجود التاريخي الممتد للشيخ الجليل في إطار فقهه وعلمه اللذين كانا خطوةً هائلةً في إيجاد البناء العلمي والفقهي للشريعة الإسلامية، وتطبيقاتها في كل نواحي الحياة، وإنما يجب أن ننظر إليه كإنسان متفرِّدٍ في شموخه وإصراره على الحق حتى لو كان الثمن حياته، إنه رمزٌ إسلاميٌّ؛ لأن الفكر والعلم عنده اقترنا بالإيمان والعمل، ولم يكونا رفاهاً أو أداةً لتحقيق منافع دنيوية، لقد مَثَّل للمسلمين تجسيداً لانتصار الإرادة مهما تعاظمت قوة واستبداد الذين يريدون كسرها وتحطيمها، فعاش في نفوسهم حياً في حياته، وحياً بعد وفاته. نستلهم، نحن المسلمين، من سيرته زاداً لإيماننا بأن الضعف الطارئ لا يعني موت الأمة، وأن كثرة المصفقين للباطل لا تعني زوال الحق، وأن الصبر على الابتلاء، والتمسُّكِ بالثوابت الإسلامية، هما إحدى ركائز النهضة العظيمة التي ربما لن يشهدها جيلنا، لكننا نبذر بذورها في تربة الإيمان لتتمتع بها أجيالٌ تأتي بعدنا، فتذكرنا بالخير، وتستلهم مثلنا قبساً من كرامة الإسلام وعزته في سيرة الشيخ الجليل أحمد بن حنبل، رحمه الله. ib_1983@hotmail.com

4777

| 20 أبريل 2021

أهلاً رمضان

ها قدْ أقبلَ رمضانُ الـمُباركُ ترافقُـهُ الرحمةُ والبركةُ، وتُظِـلُّ الدنيا فيه مشاعرُ الإيثارِ والـمَـوَدَّةِ، وتحلوالحياةُ بالإيمانِ الخالصِ والعملِ الصالحِ. فمليارٌ وسبعمائةُ مليون مسلمٍ ينتظرونه وقد أعدوا له قلوبهم الضارعة إلى الله برفع الابتلاء عن المسلمين، والبلاءِ عن العالم أجمع. في رمضانَ، نلتفتُ أكثرَ إلى معاناةِ أشقائنا في الإسلامِ والعروبةِ، لنشاطرَهُم مواجعَـهُم، فنسعى لتخفيفِ وَطأتِها عليهم، ونَتَلَـمَّسُ آمالَـهُم في حياةٍ آمنةٍ كريمةٍ، فنهبُّ لاحتضانِـها داعينَ اللهَ تعالى بالخيرِ لهم في كلِّ شؤونِهِم. فهم أشقاؤنا الذينَ لهم في قلوبِـنا مكانُ الصَّـدارةِ، ولهم علينا حَقُّ النُّصرةِ بما نستطيعُ، بالـمالِ والكلمةِ الطيبةِ والتَّجاوزِ عن الصغائرِ التي تثيرُ الضغائنَ وتُوغِـرُ الصدورَ. في رمضانَ، ننظرُ بعيونِ أرواحِـنا إلى فلسطينَ الحبيبةِ، وسوريا الحبيبةِ، واليمنِ الحبيبِ، والعراقِ الحبيبِ، وليبيا الحبيبةِ، وتَضْـرَعُ قلوبُنا بالدعاءِ لها بالاستقرارِ والأمنِ لتكونَ واحاتٍ للحضارةِ الإسلاميةِ،ومراكزَ إشعاعٍ للعروبةِ. وندعو لأشقائِـنا فيها بالتعاضُدِ فيما بينهم من أجلِ أوطانِـهِم وأبنائهم. في رمضانَ، نُجَـدِّدُ العهدَ ببذلِ أقصى الجهدِ في سبيلِ قطرَ الغاليةِ التي تمتدُّ في نفوسِنا على مساحاتٍ لا مُتناهياتٍ منَ الحبِّ والفداءِ والإيثارِ. قطرُ التي تنبضُ في قلبِ سمو الأمير الـمفدى، بالـمجدِ والحضارةِ والـمَـدَنيَّـةِ، وتَنْعَـمُ وإنسانُها الـمواطنُ برؤى سموِّهِ لـمستقبلهما في ظلالِ الرفاهِ والأمنِ والتَّقَـدُّمِ والنَّـماءِ. آخر الكلام: ما الذي سيتغيرُ بالنسبةِ لي ككاتبٍ وإعلاميٍّ في الشهر المبارك ؟.. ستتغيرُ توجهاتي لتنتقلَ إلى ملامسةِ حالةِ الإيمانِ النقي التي ستَعْمُرُ القلوبُ بها، وأحاولُ أنْ أنقلَ الناسَ من حالةِ الخوفِ والشعورِ بالاحتجازِ والعُزلةِ، إلى حالةِ الاطمئنانِ والشعورِ بالحريةِ المطلقةِ من خلالِ العمل الصالح ومعونةِ المحتاجين.. أعتقدُ جازماً أن الشهرَ الكريمَ سيجعلُنا نفكرُ بالذين أدى جلوسُهُم في البيوت إلى وصولهم إلى حافةِ الفقرِ والفاقةِ، أكثرَ من تفكيرنا في السِّمْنةِ والمللِ بسبب الحَجْرِ الاختياري في منازلنا. كاتب وإعلامي قطري ‏ib_1983@hotmail.com

2580

| 13 أبريل 2021

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

3654

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3165

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2856

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2637

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2574

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1194

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

975

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

948

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

795

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

759

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية