رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الصقور والكيتزال.. جسر للهوية بين قطر وغواتيمالا

في مناسبات معينة، تجربة زيارة مكان ما، لا تتيح لنا فقط التعرف على مكان أو ثقافة جديدة فحسب، بل أيضا يمكن أن تُشعرنا بارتباط غير متوقع بتاريخنا الشخصي أو الوطني. هذا بالفعل ما حدث لي عندما قمت بالتعرف عن قرب على أحد أكثر التقاليد الأصيلة في المجتمع القطري، ألا وهو الشغف بالصقور، تلك الطيور التي كانت منذ العصور القديمة رمزا للقوة والنبل. خلال زيارتي لسوق واقف التاريخي في الدوحة، وبشكل خاص لسوق الصقور، وأنا أسير بين الصقور المهيبة ذات النظرات الحادة، تعلمت أن الصقارة في قطر هي أكثر بكثير من مجرد أسلوب صيد، إنه فن موروث من القبائل البدوية، التي اعتمدت على هذه الطيور لكسب الرزق وتوفير الغذاء في الرمال الشاسعة. لقد تأثرت عندما اكتشفت أن هذا التقليد التراثي، بعيدا تماما عن كونه مجرد هواية بسيطة، انما هو رابط ثقافي يجمع الأجيال الحالية بجذورها المتوارثة من الأسلاف، ويعلم الصبر والمرونة والاكتفاء الذاتي. في نفس السوق، لاحظت أيضا كيف يتم التعامل مع كل طائر بعناية استثنائية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مستشفى متخصص في الصقور به حاضنات طبية وغرف عمليات حديثة، مما يدل على الاحترام والحب العميق الذي يشعر به القطريون لهذا الطائر الجدير بالإعجاب. كما علمت ايضا انه لا يقتصر الأمر فقط على تدريب الصقور على الصيد أو المنافسة فحسب، بل ان الشعب القطرى يكرس جهوده أيضا للحفاظ على الأنواع النادرة منها، وإطلاقها في بيئتها الطبيعية في مناطق مختلفة من العالم. في هذا الوقت، فهمت أن الصقر بالنسبة لقطر هو أكثر من مجرد طائر: إنما هو بمثابة مرآة لهوية شعبها، ورمز للكرامة والمجد والمثابرة. عندما شاهدت هذا الاهتمام الفائق والتبجيل للصقور، فكرت حتما في غواتيمالا، وفي الكتزال (pharomachrus mocinno)، طائرنا الوطني، ورمزا يعرف به جميع الغواتيماليين أنفسهم. إن الكتزال لشعب غواتيمالا، مثل الصقر للشعب القطري، هو أكثر بكثير من مجرد رمز زخرفي: إنه يمثل الحرية والأمل والارتباط العميق بالطبيعة. ريشه الأخضر الزمردي الذي يتلألأ كقطعة من الغابة، وذيله الطويل الذي يبدو وكأنه يطفو في الهواء، قد ألهم العديد من الأساطير والأغاني والقصائد منذ عصور المايا. في غابات غواتيمالا، يعيش طائر الكتزال حراً ومتألقا. بالنسبة لشعب المايا القديم، كان طائرًا مميزًا جدًا، حيث ارتبط بجمال الطبيعة والتوازن مع الحياة. وكان وجوده يثير رابطًا عميقًا بين الإنسان والأرض، وكان يُفسر تحليقه على أنه تذكير بالحرية والانسجام. وفي الوقت الراهن، حفز الحفاظ على طائر الكيتزال وموطنه على إنشاء محميات طبيعية ومشاريع للحفاظ عليه من جانب مختلف الهيئات الحكومية والمجتمعات المحلية، بهدف أن تتمكن الأجيال القادمة من الاستمتاع بهذا الطائر الرائع في المستقبل. تحكي واحدة من أجمل الأساطير حول الكتزال أنه في العصور القديمة، عندما كان يدافع احد محاربي المايا الشجعان عن شعبه بنبل في معركة عظيمة، وسقط مصابا بجروح قاتلة، يقولون إن طائر الكيتزال نزل برفق من السماء وهبط على صدره، ولمس الطائر دم المحارب، وصبغ جزءا من ريشه باللون الأحمر، حاملا منذ ذلك الحين الرمز الأبدي للتضحية والحرية. ولهذا السبب، بالنسبة للمايا، لا يمكن للكيتزال أن يعيش في الأسر: روحه مرتبطة دائما بالهواء الطلق. خلال تجربة زيارتي لسوق الصقور أدركت أنه على الرغم من الاختلافات الجغرافية والثقافية، تشترك قطر وغواتيمالا في شيء عميق: ألا وهو الحب والاحترام لطائر يرمز إلى جوهرهما الوطني. إذا كان الصقر يمثل نبل ومثابرة وإبداع القطريين، فإن الكيتزال هو المظهر الحي لتوق غواتيمالا إلى الحرية والثروة الطبيعية. لقد كان كلا الطائرين شاهدين صامتين على تاريخ شعبيهما، وقد نُسجت حولهما حكايات وطقوس وذكريات جماعية تتجاوز الزمن. تُظهر حماية الصقر والكيتزال، كل في سياقه الجغرافي والثقافي الخاص به، كيف يمكن أن تصبح التقاليد جسراً بين الأجيال والثقافات. لقد ذكّرتني رؤية القطريين وهم يهتمون بصقورهم بعناية فائقة بكيفية إنشاء محميات وجهود مجتمعية في غواتيمالا لحماية طائر الكيتزال. فكلا البلدين، رغم اختلافهما الشديد، ينظران إلى هذه الطيور كرموز حية للوحدة والهوية. وهكذا فهمت أن الطبيعة تقدم لنا لغة عالمية. فالصقر والكيتزال، في تحليقهما الحر، يعلماننا أن الحفاظ على جذورنا وتقاليدنا هو وسيلة لتكريم ليس فقط الماضي، بل المستقبل أيضاً. لذلك، من خلال هذه التجربة، أود أن أوجه أطيب الدعوة إلى شعب قطر المحب للطبيعة لزيارة غواتيمالا واكتشاف المناظر الطبيعية التي يسكنها طائر الكيتزال. وأنا على ثقه تامة بأنهم سيشعرون وهم يتأملونه في بيئته الطبيعية بنفس الارتباط الذي نشعر به تجاه هذا الطائر المتألق الذي يحلق حراً كقطعة من السماء.

372

| 27 يوليو 2025

المتاحف الوطنية: الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية

كما نعلم جميعًا، تُعد المتاحف أماكن تُعرض فيها نماذج تمثل الثقافة المادية التي أنتجها الرجال والنساء على مرّ الزمن. أُنشئت المتاحف في البداية للدراسة والبحث، ثم توسّع دورها ليشمل التعليم والترفيه، وبدون أن تفقد هذه الأدوار، تحوّلت إلى أماكن رسمية لحماية الذاكرة الجماعية للأمم. ربط الماضي بالحاضر من خلال مقتنيات تعيد الزوار إلى أسلافهم، وتجعل البعيد جزءًا من الحياة اليومية، هو مهمة أساسية لهذه المؤسسات. وفي تجربتي، يُعد المتحف الوطني في قطر أفضل مثال على هذا الدور. بعد زيارات متعددة للمتحف الوطني في قطر، يمكنني القول بثقة إن تاريخ هذا البلد لا يمكن إدراكه كاملًا دون زيارة هذا المعلم المرموق الذي يُعرّف جيدا الهوية القطرية، التى تتميز بالمثابرة والمروءة والقدرة على تجاوز التحديات. منذ اللحظة الأولى، يربطك كل شيء بالمتحف بالهوية الوطنية: ابتداء من موقعه—حول قصر الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني (1871–1957)، الذي كان مقراً للأسرة الحاكمة والحكومة سابقًا—إلى التصميم المعماري الفريد الذي صمّمه المعماري الفرنسي جان نوفيل، مستوحى من ظاهرة وردة الصحراء الطبيعية. كما تعرض قاعات المتحف المُبهرة وحديقته المجاورة تاريخ البلاد: شعبها وتقاليدها ونضالاتها وثروتها النباتية والحيوانية، بدقة فائقة ورعاية متناهية. إنه بلا شك مكان تلتقي فيه الذاكرة والعاطفة في حوار دائم مع الحاضر. في إحدى زياراتي التي لا تُنسى، وأثناء تجوالي في القاعة المخصصة لحياة البدو، توقفت أمام فيديو معروض فى احد قاعات المتحف الانيقة، كان يعيد بث صوت رياح الصحراء وهمسات الأسواق التقليدية وأغاني غواصي اللؤلؤ. في تلك اللحظة، لم أكن أشاهد التاريخ فحسب، بل كنت أعيشه. شعرت أنني جزء من هذا الإرث الحي وفهمت أن الهوية تُبنى من خلال المشاعر، وأن المتحف يمثل حلقة وصل شديدة الخصوصية والاهمية بين ماضينا وحاضرنا. من وجهة نظري، يُظهر المتحف الوطني تطوّر الهوية القطرية بشكل بارز، مما يسمح للزوار بفهم العناصر الرئيسية التي شكّلتها: الثروة الطبيعية والثقافية ومرونة الشعب القطرى والقيادة ذات الرؤية المستقبلية الرشيده. وتتجلّى هذه الجوانب ليس فقط في القطع المعروضة، بل أيضًا في طريقه عرضها المُثلى من حيث التنظيم والسياق. وعندما كنت أتجوّل في قاعات هذا المتحف المرموق، لم يسعني إلا أن أستحضر بحب زياراتي إلى متحف الآثار والأنثروبولوجيا الوطني في غواتيمالا. أيضًا، يُعد هذا المتحف لقاءً مع روح الدوله. فمن خلال مقتنياته ومعارضه—المرتكزة على الحقبة ما قبل الكولومبية، لا سيّما ثقافة المايا—يقدّم المتحف نافذة عميقة نحو جمال وتنوّع الشعوب التي عاشت وما زالت تعيش في تلك الأرض. ومن خلال تجربتي في متحف غواتيمالا، يتجلّى أكثر ما يميّزه في المجموعة الهائلة من قطع حضارة المايا، إحدى أكثر الحضارات تطورًا في الأمريكتين. كل قاعة بالمتحف مصممة بعناية ليس فقط لعرض الإنجازات الأثرية، انما ايضا لتسليط الضوء على الاستمرار الثقافي للشعوب الأصلية بغواتيمالا، مما يبرِز كيف أن تقاليدهم ولغاتهم ونظرتهم إلى العالم تظل جوهر الهوية الوطنية. وبذلك، لا يُعد المتحف فقط شهادة على الماضي، بل تأكيدًا حيًا على التنوع الثقافي الذي يُحدد هوية غواتيمالا اليوم. رغم وجود كلا المتحفين في سياقات جغرافية وتاريخية وثقافية متمايزة—الأول محاط بصحراء الخليج، والآخر في قلب أمريكا الوسطى—إلا أنهما يشتركان في رسالة أساسية: الحفاظ على تراث شعوبهم، وتفسيره، ونقله للأجيال. في كليهما، يُراد للزائر أن يُرشد ليس فقط بالتواريخ والأحداث، بل من خلال سرد دقيق يساعد على فهم كيف أن الجذور الثقافية باقية وتؤثر في هوية الحاضر. وأخيرًا، يمكنني القول إن المتحف الوطني في قطر ومتحف الآثار والأنثروبولوجيا الوطني في غواتيمالا يمثلان مثالين حيّين على كيفية قيام الدوله بالحفاظ على تراثها الثقافي، وتكريمها له، وتحويله إلى أداة للتواصل مع المستقبل. فهاتان المؤسستان لا تكتفيان بحفظ القطع التاريخية فحسب—بل تحكيان قصص شعوبٍ مرنة وفخوره بجذورها ومنفتحه على الحوار العالمي. ومع تجولي في قاعاتهما، أدركت أن المتاحف لا تقتصر على تعليم التاريخ: بل تلهم الهوية، وتبنّي الانتماء، وتعزّز التفاهم بين الثقافات. وهكذا، من صحراء قطر إلى غابات غواتيمالا، تذكرنا هذه المتاحف أنه على الرغم من اختلافنا الجغرافي والثقافي، فإننا نشترك في أمل واحد: الحفاظ على الذاكرة الجماعية لتنير طريق الأجيال القادمة.

213

| 10 يوليو 2025

ثقافة القهوة تجمع غواتيمالا وقطر

أتذكر جيدا المرة الأولى التي تذوقت فيها كوبا من القهوة العربية في قطر، خلال لقاء ترحيبي في وزارة الخارجية القطرية، قدمت لي القهوة وقد تم إعدادها في دلة ذات شكل تقليدي مميز، محاطة برائحة فريدة تملأ الهواء، ومصبوبة في كوب تقليدي فريد يسمى فنجانا. هذه الإيماءة البسيطة - تقديم القهوة بطريقة خاصة للضيف - كان لها معنى عميق بالنسبة لي. لم يكن مجرد مشروب، لقد كان دعوة للحوار ومظهرا من مظاهر الاحترام ومثالا مهما على الثراء الثقافي لقطر. جعلتني هذه التجربة أفكر في وطني، غواتيمالا، حيث القهوة هي أيضا أكثر بكثير من مجرد منتج زراعي. هناك، في المرتفعات المحاطة بالبراكين والغيوم، تُزرع القهوة بنفس الطريقة التي يتم بها توريث القصص والإرث العائلي: تزرع بالكثير من الحب، تزرع بعناية فائقة مع اليقين بأن كل حبة تحمل معها قرونا من التفاني والعمل الجاد. يعكس كل حصاد روح وثقافة كل منطقة بغواتيمالا من مزارعي البن. لذا كان من المستحيل أن لا أشعر بالعلاقة بين هذا الشغف والتفاني المتعلق بزراعة القهوة في غواتيمالا والطريقة التي اصبحت بها القهوة في قطر رمزا للهوية. كان لي شرف تقديم القهوة الغواتيمالية للشعب القطري الذي يقدر هذا المشروب بشكل خاص خلال حدث ثقافي وتجاري تم تنظيمه مؤخرا تحت عنوان: القهوة والثقافة على جانب البحر، في أحد أكثر الفنادق أناقة ومضيافة في الدوحة، ذا تشيدي كتارا، وبصحبة عدد من الشخصيات القطرية الهامة، وزملائي الكرام السفراء من مختلف الدول وعدد من أصدقاء السفارة. وخلال هذا الحدث عشت تجربة جمعت هذين الواقعين بطريقة جميلة، حيث كان من المثير أن أرى كيف تفاعل الحضور عند تذوق القهوة الغواتيمالية، لم ينبهر الحاضرون بجودة القهوة فحسب، بل أيضا بالتاريخ المصاحب لها. كان كل كوب بمثابة جسر بين ثقافاتنا. تُعد القهوة في قطر جزءا أساسيا من المجلس، وهي حاضرة دائما في الاحتفالات واجتماعات العمل والتجمعات اليومية. القهوة لها نفس التواجد في غواتيمالا، حيث يتم مشاركتها على مائدة الأسرة، أو في وقت الزيارة غير المتوقعة للجار، أو في فترات الراحة أثناء أعمال الحقل. هذه المصادفة الثقافية هي أكثر من مجرد صدفة عابره، إنها فرصة هامة. أُدرك أن هناك إمكانات هائلة لمزيد من التقارب بين غواتيمالا وقطر من خلال القهوة. ليس فقط من خلال التجارة، وهو أمر مهم جدا بالطبع، ولكن أيضا من خلال التفاهم المتبادل، لأنه عندما يصبح فنجان القهوة رمزا للهوية والضيافة في كل من غواتيمالا وقطر، فهذا يعني أننا نتشارك شيئا أساسيا هاما. أؤمن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن القهوة الغواتيمالية بجودتها وثراء نكهاتها وتاريخها وهويتها، تحتل مكانة خاصة في قلب الشعب القطري، وهذا ليس بمحض الصدفة، وإنما هو نتيجة طبيعية للتقدير المشترك لدى البلدين لكل ما هو أصيل وذات جودة عالية وله طابع خاص. بينما يتم تقديم فناجين القهوة بكرم ولطف في قطر، ويتم حصاد حبوب القهوة بعناية وتفان في غواتيمالا، يتضح لي أن القهوة ليست مجرد مشروب فقط، إنما تعبر عن تجربة حية ملموسة تساهم في تقريب غواتيمالا وقطر يومًا بعد يوم.

309

| 04 يونيو 2025

غواتيمالا وقطر.. دولتان ذات طموحات كبرى

منذ وصولي إلى قطر، لاحظت أن كلا من قطر وغواتيمالا دولتان صغيرتان من حيث المساحة، ولكن لديهما طموحات كبرى وتطلعات دولية. على الرغم من أن البلدين يفصل بينهما آلاف الكيلومترات ويقعان في سياقات مختلفة، إلا أن كليهما يسعى إلى إثبات أن الامتداد الجغرافي لا يحدد التأثير الذي يمكن أن تحدثه الدولة على الصعيد العالمي. لقد فاجأت قطر العالم بقوتها الناعمة، حيث وضعت نفسها كلاعب رئيسي وهام في الدبلوماسية والرياضة والإعلام على الصعيد العالمي. كذلك فإن دولة قطر من خلال استضافتها لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي أبهرت العالم، وكونها أصبحت مركزا عالميا للاستثمارات الإستراتيجية، أظهرت أنه من خلال الرؤية والتخطيط من الممكن تجاوز أي حدود جغرافية. تتميز غواتيمالا أيضا في المجال الثقافي والتجاري: من ميغيل أنخيل أستورياس، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1967، وريغوبيرتا مينشو، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 1992، إلى فنانين بارزين مثل ريكاردو ارخونا، وأوسكار إسحاق، وإلى رياضيين أبطال مثل أدريانا روانو (صاحبة الميدالية الذهبية في الرماية ببندقية الصيد في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024)، وجان بيير برول (صاحب الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024)، وإيريك باروندو (صاحب الميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن 2012). وفي القطاع الزراعي، تتصدر غواتيمالا صادرات الهيل والقهوة عالية الجودة والموز وزيت النخيل، مؤكدة على طموحها أن تصبح قوة زراعية صناعية. تمكنت كل من غواتيمالا وقطر من الحفاظ على جذورهما العريقة الموروثة من آلاف السنين، مدركين أن ممارسات الأجداد ليست مجرد مرساة للماضي، بل هي نقطة بناء وانطلاق للمستقبل محققين التوازن بين الأصالة والمعاصرة. ففي غواتيمالا، يعيش تراث المايا في التجارة والزراعة المستدامة والنظرة المجتمعية للعالم، بينما تمكنت قطر من الحفاظ على تقاليد رائعة أستمتع بها كل يوم خلال تواجدي في الدوحة مثل المجلس القطري الذي يعكس أصالة الثقافة العربية وكرم الضيافة، وحب الصقور والشغف بتربيتها، وإدارة المياه في انسجام مع الحداثة. هذا الارتباط بين الأجداد والأبناء، وبين الموروث القديم والحداثة لا يعزز الهوية الوطنية فحسب، بل يُلْهِمُ أيضا نماذج تنمية أكثر إنسانية واستدامة. دعيت مؤخرًا لحضور قمة «إرثنا 2025»، التي نظمها مركز إرثنا، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتحت شعار «بناء إرثنا: الاستدامة، والابتكار، والمعارف التقليدية» أتيحت لي الفرصة للاطلاع على الأهمية الكبيرة للقمة، التي تؤكد على ضرورة دمج معرفة الأجداد مع الابتكار لمواجهة التحديات الحالية. وتتجلى سياسة دولة قطر الرشيدة التي تولي أهمية خاصة لتعزيز التنمية المستدامة والتعاون الدولي، في تنظيم هذا الحدث الهام الذي يسعى إلى تعزيز الحلول التي تتكيف مع الواقع المحلي وتوطيد التعاون بين الدول التي تواجه تحديات مماثلة، كما أن هذا الحدث يصلح كمنصة لتبادل الخبرات بين قطر وغواتيمالا. تُعد غواتيمالا وقطر مثالين بارزين على أنه من خلال الحكم الرشيد والجرأة والرؤية المستقبلية الواضحة، يثبت كلا البلدين أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على تحويل التطلعات إلى حقائق ملموسة.

492

| 12 مايو 2025

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4776

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3363

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2865

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2592

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1299

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1014

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

948

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

801

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية