رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
الناس أنواع، أناس يعرفون من هم وماذا يريدون أن يكونوا في المستقبل، وأناس يعرفون من هم ولكنهم لا يعرفون ماذا يريدون أن يصبحوا، وأناس لا يعرفون من هم ولا ماذا يريدون أن يكونوا! الفئة الأولى هي الفئة الأكثر حظاً في هذه الحياة، والتي يعرف أفرادها أنفسهم وماذا يرغبون من هذه الحياة وإلى أي مدى يطمحون إلى الوصول. والفئة الثانية هي الفئة التي ستصبح يوماً ما، بالعمل والإيمان من الفئة الأولى، فاهمين أنفسهم وعارفين أهدافهم، أما الفئة الثالثة، فهي الفئة التي ضمتنا يوماً ما جميعنا في كنفها، فخرج بعضنا منها، وبقي بعضنا الآخر ليكمل بحثه عن معنى الحياة وهدفها أو لينعم في كسله واتكاله على الغير. لاحظوا، أنه لا وجود لفئة لا تعرف نفسها وتعرف ماذا تريد أن تكون، لأنه لا يمكنك أن تجهل مكنونات نفسك ورغبات روحك، وأن تعرف في الوقت نفسه، ماذا تريد أن تكون! باختصار، لا يمكنك أن تصل إلى وجهتك وأنت تجهل مكانك! كيف لنا أن نصل إلى ما سافر إليه أصحاب المجموعة الأولى؟ ولا أقصد معرفة أهدافنا أو ما نريد فعله في هذه الحياة، بل أقصد الشق الأول من رحلتهم وهو معرفة النفس وما يختلج داخلها.. حيث إننا ما إن نعرف أنفسنا ودوافعنا حتى تسهل علينا أمور الدنيا ونلج بسهولة ودون جهد إلى طموحاتنا وأحلامنا. كيف لنا إذاً، أن نعرف أنفسنا وأن نتعرف على الشخص الحقيقي بداخلنا؟ كيف لنا أن نسطر مبادئنا وقيمنا، وأن نجد ونتبين خطوطنا الرفيعة في شخصياتنا؟ الحقيقة أن لا شيء أصعب من اكتشاف المرء لنفسه وماهيته، ورغم أن البعض يكتشف نفسه بدون جهد أو محاولة مضنية إلا أن هؤلاء لا يمثلون سوى قلة قليلة من الناس. اكتشاف النفس والروح تذكرني بمقولة مايكل أنجلو عن عملية النحت: "إن الجسم موجود في كتلة الرخام، و لا يبقى علينا سوى انتزاعه منها، وإن بدا ذلك مستحيلاً". اكتشاف النفس ومعرفة خبايا أرواحنا بهذه الصعوبة ونحن بلا عبقرية مايكل أنجلو! ولكنها عملية كما قال عنها مايكل أنجلو، ليست مستحيلة! يجد الانسان نفسه وروحه وشخصيته، عندما يبحث ويجرب الحياة. حين يقرأ ويسافر و يصاحب الناس. عندما يخرج إلى العالم و يختبره قبل أن يختبره العالم بدوره. يصل الانسان لنفسه ومكنوناته عندما يخرج من صندوق راحته ويلعب ويعمل ويسمع الموسيقا ويشاهد الأفلام، ويجرب فيُخطئ حتى يصل إلى الصواب. يجد الإنسان نفسه عندما يجلس مع نفسه، ويسألها عن نفسه، ويفتح حديثه الداخلي مع روحه. عندها سيصل الانسان إلى الجزء الثاني من حياته، الوقوف على أهدافه وطموحاته وأحلامه في الحياة. ووقتها، يحلو العيش، وتتضح معاني الحياة.
3756
| 02 نوفمبر 2021
يُقال دائماً: "افعل ما تحب، ولن تعمل يوماً واحداً في حياتك!" ولكن كيف يمكننا تحقيق ذلك؟ كيف يمكننا الوصول إلى ما نحب فعله ويكفينا في هذه الحياة؟ أسرع طريق لتحقيق ذلك في الفلسفة اليابانية، هو عبر مفهوم الإيكيغاي. والتي يقول عنها الكاتب الأمريكي دان بويتنر، انها سبب من أسباب العمر الطويل والسعيد بعدما بحث مطولاً في أسباب متوسط العمر المرتفع في مدينة أوكيناوا اليابانية، وغيرها من المدن حول العالم. ولكي تعرف الإيكغاي الخاص بك، أو "هدفك بالحياة" أو "سبب عيشك على هذه الأرض"، عليك أن تبحث أولاً عما تحب فعله. هل تحب الكتابة؟ هل تحب الحساب؟ هل تحب القراءة؟ السفر؟ التطوع؟ الفن؟ البرمجة؟ الرسم؟ الاستكشاف؟ التصوير؟ ما الذي تحب القيام به؟ ابحث كثيراً عما تحبه ودون كل شيء تستمع القيام به. ومن ثم ابدأ بالخطوة الثانية. اسأل نفسك: ما الأمور التي أحبها، وأبرع بالقيام بها؟ واكتبها كلها.. أنا أحب النحت، وأنا نحات بارع! أنا أحب الحديث العلني، وأنا متحدث رائع! وهكذا. تمعن جيداً في مهاراتك والأمور التي تحب القيام بها. وبعد ذلك، افرز ما كتبته، وتساءل: ما الذي يمكنني فعله مما أحب وأبرع فيه، وقد أتقاضى أجراً مادياً أو معنوياً من ورائه؟ أي ما العمل الذي قد يكون مصدر رزق لي أو دافعاً معنوياً لي كي أستمر في هذه الحياة؟ وبعد أن تجد جوابك، اسأل نفسك أخيراً: هل العالم يحتاج هذا الآن؟ هل العالم يحتاج ممثل جديد؟ هل الناس تحتاج مدرب حياة آخر؟ هل العالم يحتاج إلى مقهى جديد؟ شركة توصيل جديدة؟ ما الذي يحتاجه العالم وأستطيع تقديمه؟. اجلس مع نفسك ودون جميع الأجوبة على هذه الأسئلة: ما الذي أحب فعله؟ ما الذي أبرع بالقيام به؟ ما الذي قد أتقاضى أجراً عليه؟ ما الذي يحتاجه العالم اليوم؟ وعندما تجد الجواب المشترك بين الأجوبة، ستجد هدفك في الحياة، ولن تعمل يوماً آخر في حياتك وفق الفلسفة اليابانية. ابحث عن الايكيغاي الخاص بك في داخلك، وإن لم تستطع العثور عليه، فلا بأس، اعمل على نفسك وعلى ما تحب فعله بمفهوم "الكايزن" الياباني، أي التحسين المستمر. افعل ما تحبه، وطور فيه ومن نفسك بشكل دائم. ولا تحمل نفسك تحسينات كبيرة. ابدأ صغيراً بتغييرات بسيطة كل يوم. تغييرات بالكاد يمكن ملاحظتها، أو حتى قد يضحك الآخرين عليها أو على تفاهتها وفق قاعدة التطور والتحسين بنسبة ١٪. ولكن هذه الأفعال الصغيرة التحسينية اليومية، ستكون يوماً ما جبلاً من التطور والتحسن والأعمال الكبيرة. هذه الأفعال الصغيرة وقاعدة ١٪ من التطور والتحسن المستمر هي ما حولت الفريق الوطني البريطاني من فريق متوسط المستوى إلى فريق عالمي حائز على ست عشرة ميدالية ذهبية أولمبية على مدى عامين فقط وفق مديره السابق ديف بريلزفورد! ومن الأفعال الصغيرة التي طورت الفريق البريطاني كان صبغ أرضية الشاحنة التي تحمل الدراجات باللون الأبيض، حتى يتسنى لهم رؤية أي غبار يتجمع على الأرضية والذي قد يؤثر على صيانة الدراجات! بالإضافة إلى شحن الأسرة والمخدات المخصصة لكل دراج بباص الفريق حتى لا تُترك راحتهم للصدف وأسرة الفنادق العشوائية وغير المريحة في المدن التي سيزورونها!. ابحث عما تحبه وقمْ به. تمسك به. طوره وطور من نفسك. ابدأ بدافع الإيكيغاي الخاص بك، أو اقض حياتك وأنت تنمي من نفسك بنسبة ١٪ يومياً، ولكن ابدأ، فالتغيير يبدأ بك من الداخل، لا من الخارج.
3412
| 26 أكتوبر 2021
انتهينا في قطر مؤخراً من انتخاب أعضاء مجلس الشورى لأول مرة في تاريخ الدولة، ولأنها تجربة جديدة وفريدة من نوعها، كان من الطبيعي أن يتخللها بعض التحديات والصعوبات، والكثير من المفاجآت والأمور المتوقع حدوثها. ومن المفاجآت "المتوقع حدوثها"، كانت عدم فوز أي امرأة في الانتخابات، كان هذا الأمر مفاجئاً، لأن الجميع عقد الآمال على أفضل النتائج في النسخة الأولى من الانتخابات، أما توقع حدوث هذا الأمر، فيرجع إلى الأسباب الذي يعرفها معظم الناس، التي سأذكر بعضها في هذا المقال. أولاً، عدد المرشحين لعضوية مجلس الشورى من الرجال يفوق عدد المرشحات النساء للكراسي نفسها، بالإضافة إلى أن عدد الناخبين الرجال، يزيد على عدد الناخبين النساء، وهذا لا يعني أن المرأة ستصوت بالضرورة لمرأة أخرى، ولكنه يعني فقط أن حظوظ الرجال بالفوز أعلى من حظوظ المرأة في الانتخابات. ثانياً، المرشحون الرجال كانوا منظمين أكثر في حملاتهم الانتخابية، واستغلوا مجالسهم بطريقة ذكية، وجزء من ذلك يرجع إلى خبرتهم الطويلة - مقارنة بخبرة المرأة - في مجالس الشورى السابقة. ثالثاً، نظرة المجتمع السلبية للمرأة في مركز السلطة، فنحن لا نزال في مجتمع لا يستسيغ وصول المرأة لمناصب عليا في الدولة، ظناً أن المرأة لا يمكنها أن توفق بين حياتها الخاصة وعملها، فكيف لو كان هذا العمل يحمل نفوذاً كبيراً؟. أخيراً، وضع الرجل الاجتماعي أفضل من المرأة من ناحية الحرية في التنقل والتصويت واختيار المرشح، بحرية، حيث لا تزال بعض النساء تحت سلطة الرجال في تحركاتهن واختياراتهن. هذه الأسباب هي انعكاس لمجتمعنا الذي غضب بعض أفراده عندما سُمي بالمجتمع الذكوري، رغم كونها الحقيقة، وإن لم تكن هذه الحقيقة، فلماذا إذاً حرص معظم المرشحين الرجال لعضوية مجلس الشورى على التركيز على قضايا المرأة في برامجهم الانتخابية؟. يجب أن نعترف بأخطائنا وأن نحاول تصحيحها، فمثل هذه الأمور واردة الحدوث في أول تجربة انتخابية، وإن كانت محبطة، ولكن من المفترض أن يكون مجلس الشورى ممثلاً لجميع أطياف الشعب القطري، والمرأة القطرية جزء منه، بل إن وجود المرأة في مجلس الشورى يعني أن تمثيل المرأة والطفل والرجل القطري قد اكتمل في المجلس، والحمدلله، وفي خطوة سامية ومباركة من سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله - تم تعيين عضوتين في مجلس الشورى، هما الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي والسيدة شيخة بنت يوسف الجفيري، عل هذه الخطوة تكون استكمالاً لمسيرة الدولة في تمكين المرأة في جميع المجالات، حتى يتسنى تمثيل المجتمع القطري على أحسن وجه في مجلس الشورى من أجل خدمة قطر، ونحن لا نزال في بداية الطريق.
4320
| 19 أكتوبر 2021
أن تكون أي شيء في أي وقت، هو أمر صعب. ولكني سأكتب عما أعرفه، وهو أن تكون كاتبا على وجه الخصوص.. ذلك أمر صعب للغاية. أن تكون كاتبا يعني أن تكتب وتنتج. هل يمكن أن نطلق وصف الكاتب على من توقف عن الكتابة؟ وهنا تطرأ المعضلة في وقتنا هذا، الذي يتحدى الجميع في أعمالهم وانتاجهم. كيف يمكن للكاتب أن ينتج في ظل كل ما يلهيه ومن المفترض ألا يلهيه؟ كيف له أن يكتب في زمن الكورونا المستجد وخلال ثورة برامج التواصل الاجتماعي؟ كيف له أن يحافظ على تركيزه وسط معمعة أفكار نهاية العالم، ودعوات المحافظة على الرياضة والصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية؟ كيف له أن يكتب وهو يفكر بحال حياته ومستقبل عمله ومصير الاقتصاد؟ كيف له أن يكتب وهو يريد أن يسافر وأن يخرج مع عائلته وأن يمارس هواياته؟ تساؤلاتي هذه لها أساسها قبل وجود فيروس كورونا المستجد، ولم يقم هذا الفيروس سوى بمفاقمة الوضع، فقد كتبت مثلاً أحلام مستغانمي في كتابها (شهياً كفراق)، عن مرور سنوات دون أن تشعر بها أو تكتب فيها. شغلتها الحياة.. والفيس بوك. والآن أمامنا فوضى الحياة، وكورونا، ومائة ألف شيء يلوح في الأفق! لا يوجد أسهل من الصياح والنصاحة: “اكتب! و حسب. بلا أعذار أو تخفي وراء المشاغل و المشاكل!”. والحقيقة أن النصحاء معهم حق، إلا أننا في زمن المشاغل والمشاكل! و أن نتوارى وراء مشاغلنا ومشاكلنا هو كل ما بقي أن نفعله كيلا نكتئب أكثر من فكرة بأننا نقضي هذه الفترة بدون أن نخط حرفاً. ونزيد من جرعة المرارة الحالية عندما نتذكر بأن كل هذا كان يمكن تلافيه لو كتبنا كلمة واحدة، تحمل عنا بعض ألم وضغط عيش الحياة اليومية. فالكتابة بالنسبة للكاتب، مضاد حيوي لالتهابات الحياة.. الكتابة رياضة بالنسبة للكاتب كرياضة المشي.. تخفف التوتر، تزيل الشكوك والضغوط، تصفي الذهن، وتنظم ضربات القلب. الكتابة هي أصعب و أسهل شيء يمكن للكاتب فعله، ولذلك، من السهل على الكاتب أن يكتب، ولكن من الصعب جداً أن يكون كاتباً. فما بالك أن يكون كاتباً جيداً؟
4752
| 12 أكتوبر 2021
لطالما شدتني فكرة كتابة اليوميات، وانجذبت نحو الأشخاص الذين يكتبون يومياتهم. فكنت أتساءل بيني وبيني، ما الشيء السحري والمميز في يومهم، والذي يدفعهم إلى الكتابة عن كل يوم من أيام عمرهم! ولهذا السبب، أي كي أتوصل إلى العوالم الخفية التي توصل إليها هؤلاء الناس، كنت أقرر في بداية كل عام، أن أبدأ في كتابة يومياتي. ويبدأ كل عام بصفحة أو صفحتين أكتبها في دفتر اليوميات، لتتقطع بعدها تواريخ الصفحات، حتى أيأس عن كتابة يومياتي، وأتوقف بعدها نهائياً منتظرة بداية العام القادم. في هذا العام، ومن منتصفه، رجعت مرة أخرى إلى كتابة يومياتي بدون سابق تحضير أو أخذ قرار. والآن وبعد أن انتظمت في كتابة يومياتي، أستطيع أن أفهم لما يُقال بأن كتابة اليوميات تساعد في تحسين المزاج وتهدئة الأعصاب والتخلص من التوتر والقلق. فكتابة اليوميات فعل علاجي، فيها يكون الورق هو الطبيب النفسي الذي يسأل: ما الخطب؟ ماذا يدور في رأسك اليوم؟ ما الذي تحتاجه؟ ما الذي تأمل حصوله؟ ما الذي تتوقعه؟ ما الذي تخافه؟ هل أنت محبط؟ من ضايقك ولماذا تضايقت؟ هل تنام جيداً؟ هل تأكل طعاماً صحيا؟ هل تمارس الرياضة باستمرار؟ هل أنت بخير؟ كتابة اليوميات ليست فقط توثيقاً لتاريخ وتأكيداً على حال مضى.. هي تدوين لمشاعر وأفكار وأحداث ومواقف وخيالات وأحلام، وكل ما شعر ومر به الانسان! وقد تكون كتابة اليوميات عن طريق تدوينها بالقلم، أو تسجيلها بالصوت، أو عن طريق الفيديو. وأياً كانت الطريقة، ابدأ بها عزيز القارئ من اليوم، أينما وصل بك العمر، فقد بدأ غازي القصيبي كتابة مذكراته عندما دنا من الستين عاماً ليخرج لنا (حياة في الإدارة). وأنا لا أطلب منك هنا كتابة مذكراتك أو سيرتك الذاتية، كل ما أطلبه أن تخصص خمس دقائق من وقتك يومياً، لكتابة صفحة أو صفحتين عن يومياتك. وتختلف السيرة الذاتية عن كتابة المذكرات واليوميات. فالسيرة الذاتية هي عبارة عن تسجيل لخلاصة الأحداث الكبرى في حياة الانسان مع شرح الأحداث أو تبريرها. ولذلك يُطالب الانسان أيضاً بسيرة ذاتية عند تقديمه لطلب التحاق بعمل ما أو تدريب أو للدخول إلى جامعة أو مدرسة عريقة، لأن الجهة التي تطالبه بسيرته الذاتية تُريد معرفة ماهي أحداث حياته الكبرى وماذا فعل فيها لتعرف إلى أين أوصلته وإلى أين ستأخذه. أما المذكرات، فهي توثيق لحياة الانسان بشكل مرتب ومتسلسل، وقد يكتبها الانسان بشكل يومي أو يكتبها لاحقاً بغرض نشرها، فكلمة المذكرات مشتقة من كلمة ذَكَرَ أي استحضر الأمر بعد مرور وقت على حدوثه. وتختلف السيرة الذاتية عن المذكرات في كون الأولى شاملة لحياة الانسان بأكملها، أما المذكرات، فقد تغطي مرحلة من حياة كاتبها دون الأخرى، كما فعل السفير محمد بن علي الأنصاري في كتابه (الشباب وحديث الذكريات)، الذي استحضر فيه ذكرياته الرياضية. وأخيراً، اليوميات، وهي ما يكتبه الانسان بشكل يومي، بلا ترتيب وتحضير لأفكاره ومشاعره، دون أن تكون له نية نشرها. وقد تكون غير مترابطة أو بلا معنى في حالات كثيرة. اكتب يومياتك. حضر سحرك يومياً. فعندما تكتب يومياتك، أنت تخلق طوق أمل. يرفعك في الأيام السوداء، عندما تتذكر ما كتبته في أيامك البيضاء. ويريحك وجوده في أوقات الرخاء، كتذكرة على أنك وصلت إلى ما أنت عليه بجهدك واندفاعك إلى الأمام!
5929
| 05 أكتوبر 2021
كانت الأسابيع الماضية في دولتنا الحبيبة قطر، استثنائية، خاصة بعد صدور قانون نظام انتخاب مجلس الشورى رقم ٦ لسنة ٢٠٢١. وها نحن نُقبل في الثاني من أكتوبر الموافق يوم السبت، على أول انتخابات لأعضاء مجلس الشورى. هذه التجربة الجديدة والمثيرة، سيتغير معها الكثير من واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في قطر. فمن ناحية، ستتغير طريقة تفاعل الأفراد مع القضايا العامة في المجتمع. ومن ناحية أخرى ستنتعش الدولة وينمو اقتصادها، وسيكبر الوعي الجماعي بضرورة المشاركة في الحياة العامة وإبداء الرأي. وبسبب أهمية حدث الانتخابات المُشرفين عليها، يقع على عاتق كل مواطن مسؤولية الاقتراع يوم السبت. ومن المبشر تسجيل الكثير من المواطنين أسماءهم كناخبين في دوائرهم الانتخابية، ولكن لا يزال الكثير منهم ممن لم يعقد رأيه بعد حول المرشح الذي سيختاره. فالبرامج الانتخابية للكثير من المرشحين ما زالت سطحية وعامة ومتشابهة، بل إن البعض يعد بما لا يمكن تنفيذه! ولهذا ستكون الأيام القادمة، حاسمة، بالنسبة للمرشحين الذين لم تسبقهم سمعتهم إلى صناديق الاقتراع، ولن تسعفهم علاقاتهم الاجتماعية في دوائرهم الانتخابية. بالنسبة لهؤلاء المرشحين، سيكون الفاصل بينهم هو الكاريزما وفصاحتهم وقدرتهم على الإقناع. ولدينا أمثلة كثيرة لسياسيين صغار جعلهم حضورهم وفصاحتهم عمالقة، منافسين لسياسيين عريقين، مثل باراك أوباما النائب من ولاية إلينوي الذي انتزع ترشيح الحزب الديمقراطي من هيلاري كلينتون في انتخابات 2007 ، ليفوز بعدها في مواجهة الجمهوري جون ماكين، السياسي والعسكري المخضرم، ليصبح أول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة الأمريكية. ولا ننسى النادلة، ألكسندريا أوكازيو كورتيز، التي فازت في انتخابات مجلس النواب في 2019 عن ولاية نيويورك بلا دعم مالي يُذكر ضد جو كرولي حائز الكرسي لما يقارب العشرين سنة!. الكثير من السير الذاتية للمرشحين مُشبّعة وطويلة، ومليئة بالمناصب والتتويجات، بل إنها أطول من سير بعض المسؤولين الكبار! ولهذا أقول بأن الفارق سيكون في شخصية المرشح وبلاغته، وماذا فعل حقاً من أعمال لامست الشعب القطري بلا استثناء، لا عائلته ومن يعز عليه فقط. ولتعرف المرشح حقاً، لا تسأل القريب منه، بل اسأل الغريب عنه!. أخيراً اقتربنا من موعد الانتخابات، وانتهى وقت المجاملات وتقبيل الأنوف، من أراد التغيير الإيجابي المستمر وتحقيق رؤى الشعب لا نظرته الشخصية، سيختار الأكفأ والأجدر. من أراد الأفضل لقطر، سيختار الأفضل للمنصب!.
4020
| 28 سبتمبر 2021
لا يستطيع الكاتب الكتابة في المطاعم والمقاهي المزعجة، عالية الموسيقا، ولا يرغب في الكتابة في المقاهي الميتة بلا أناس يحيونها بحكاياتهم. الكاتب يرتاح قلمه في المقهى الذي يرتاده الناس ليختلوا بأنفسهم، قريباً من الناس، أو ليجتمعوا بأصحابهم على طاولة عمل واحدة، ليتركوا بعدها أعمالهم مقابل النميمة وأخبار المشاهير، أو لينضبطوا في أعمالهم انصياعاً لجدول مواعيدها. يجب أن يكون المقهى الذي يلجأ إليه الكاتب للكتابة حي بما فيه الكفاية.. تحدث الحياة فيه بما فيه الكفاية، يتمشّى الناس في شارعه، يضيعون أمام نوافذه، يتفقد قائمة طعامه عدد لا بأس به من الناس. هؤلاء الناس، أفعالهم، كلماتهم، صفاتهم، مشاعرهم، عرقهم، حيواتهم، جميعها حبر الكاتب، ويده التي تدفعه للكتابة. ويبقى الكاتب ملك المساحات المكانية والزمانية، إن أراد فعلاً فهو قادر على الكتابة في أي مكان وزمان، في السلم والحرب، في المطارات والفنادق، في المطاعم والبارات كما فعل هاروكي موراكامي في بداياته.. في مغاسل السيارات وحتى مغاسل الموتى. هو قادر على الكتابة جالساً على الأرض، أو واقفاً مثل همنغواي.. الكاتب يكتب وهو يأكل، وهو يشرب، وحتى وهو في خضم محادثة مع أحد الأصدقاء أو الغرباء. هوقادر على الكتابة في الماضي وسكن التاريخ، والكتابة في المستقبل حول المستقبل، للمستقبل. ولربما يكون الوحيد القادر على فهم كل هذا! لا يحتاج الكاتب إلى جو وإلهام وموعد ومكان معين وموسيقا رائعة للكتابة.. لا يحتاج الكاتب إلى الصلاة لآلهة الإلهام والتضرع ليوتيريبي أوإيراتو. كل ما يحتاجه الكاتب هوعزم وإصرار على الكتابة، وتفريغ نفسه للطرق على رأسه والضغط على أصابعه حتى يُخرج من تحت أظافره عصارة الحياة البيضاء. المكان والزمان نفسه، له تأثيره على الكاتب، الذي ينقل ما يُنقل إليه، ولذلك يُقال دائماً لا تثق بكاتب، خاصة وإن كان شاعراً، فعندها يُضاف نقله للكلام إلى كونه يقول مالا يفعل! وحتى الموسيقا، تجد أثرها في كلمات الكاتب سواء أكانت هادئة أم صاخبة، كما يترك بعض أنواع السرطان أثره في الدم، يحتاج القارئ إلى فحص دقيق ليكتشف الموسيقا في حروف الكاتب. وصحبة الكاتب تُزرع في كلماته أيضاً، إن كان صاحبه ذا مبادئ وخلق وعلم، ثقل ميزان كلماته وارتفع عمق معانيه، وإن كان صاحبه، جاهلا عليل القلب سليط اللسان، جاءت كلماته، متخبطة، متلاصقة ومن ثم متباعدة.. صعبة الترابط والفهم. وحيث إنه لا يوجد أقوى من تأثير الإنسان على الإنسان، ولا يوجد أعمق من فهم الإنسان للإنسان. فاتصال الإنسان بالكلمات مرتبط بغيره من الناس، وأكثر من يفهم هذه الصلة هو الكاتب، فلا يكون له جبر إنسان على الشعور بكلمة لم تؤثر به، خاصة وأن القارئ هوأفضل صديق للكاتب، وأكثر من يؤثر على كلماته، بل إن القارئ هو من يختار في أحياناً كثيرة ذوق الكاتب في الكتابة، وطرقه ومساراته، وأسلوب حياته، بل وقد يفرض كل ذلك وأكثر على الكاتب.. إن استمتع الكاتب بصحبة القارئ!
3988
| 21 سبتمبر 2021
مساحة إعلانية
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3081
| 21 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
3066
| 20 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2856
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2637
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2574
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1149
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
975
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
945
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
822
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
795
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
759
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية