رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الجودة

بعد محاضرتي التي ألقيتها في جامعة قطر عن التجربة التي نقوم بها في مدرسة خليفة الثانوية من خلال مكتب الجودة والتطوير الذي يمثل حالة من (التقييم والتقويم) اليومية والمراجعة الذاتية لمعلمي المدرسة؛ جاءتني العديد من الاستفسارات من بعض الأصدقاء يسألون فيها عن القيمة الحقيقية من وجود مكتب كهذا؟؟ والجواب ببساطة، إن حقيقة المكتب ووجوده تستند بالدرجة الأولى إلى مبدأ التشاركية في صياغة العملية التربوية ودفعها إلى الأمام، من خلال إشراك المدرسين في تطوير أنفسهم، وتطوير المدرسة، وتبيان المعوقات والصعوبات، وتحديد مواطن القوة والضعف في العملية التعليمية ككل، وذلك لضمان تحقيق التحسن المستمر والوصول إلى مستوى الجودة وليس مجرد تنفيذ المطلوب. وما أسعى إليه حقيقة هو إرخاء ثقافة الجودة وجعلها فلسفة ثابتة وأصيلة في التعامل داخل المدرسة بحيث يكون للمعلمين دور مهم وفعال في كل ما يتعلق بالمدرسة على أساس إنهم شركاء بل أصلاء في قيادة العملية التعليمية التي هي الهدف والغاية من وراء كل أعمالنا. كما إن كلمة (الجودة) نفسها توحي بالغاية من إنشاء هذا المكتب والتي تعني فيما تعني الوصول إلى حالة مثالية أو على الأقل قريبة من المثالية فيما يتعلق بالتعليم وأيضاً الإدارة، فهذا (المكتب) رديف غاية في الأهمية لمساعدة الإدارة على الرؤية بشكل أوسع وأوضح، وذلك لكونها أكثر التصاقاً بالمدرسين والطلاب، فيرون دقائق الأمور التي تظهر عند تطبيق أسلوب ما أو طريقة ما وانعكاساتها الحقيقية على كل من الطالب والمدرس فيشكل حينها المكتب خريطة تدفق لجميع الإجراءات والعمليات اللازمة إلى الأداء المثالي بمجرد النظر إليها. إذاً إن مكتب الجودة وإنشاءه لم يأت بعيداً عما كتبه (رودز) بمفهومه الشامل عن الجودة وكذلك تضمن إحداث المكتب خطوات (إدوارد ديمنج) الجوهرية الأربعة عشرة التي تؤطر اللوحة الخاصة بالجودة.... وما زادني غبطة بنجاح العمل هو ذاك التواصل من المعنيين بالعملية التعليمية الذين يفرحون بكل إبداع يصل بنا إلى شاطئ التميز.

749

| 23 يونيو 2013

بدأ الآن العام القادم

معلوم أن الوقوف على مشارف نهاية اليوم هو وقوف على بداية يوم جديد، وكذلك ينسحب الأمر على السنين، فنهاية هذه هي بداية للأخرى... واليوم نقف نحن كمعلمين على مشارف نهاية العام الدراسي الحالي مودعين عاماً من الجهد والتعب والمتعة والفائدة، مستقبلين في الآن ذاته عامنا القادم بأمل من الله في التوفيق والسداد.. وما يفصل بين العامين سوى خيط رفيع، فالاندماج والتماهي واستمرارية العمل والفكر لا تنقطع، لاسيما مع ضرورة التقويم الذي لا بدّ من ممارسته بعد أن اتضح جلياً موطن الضعف لدينا ومكامن الخطأ، كي نتجاوزهما من أجل الدفع قدماً بالتعليم والإنسان للوصول إلى الغاية المنشودة في بناء أجيال المستقبل الذي نأمله جميعاً من خلال التحضير الجدي. وهنا يأتي دور الإدارات الواعية بمهامها والتي تسعى لخلق بيئة تعليمية مثالية من خلال ما اتضح أمامها من مشكلات وعقبات وكذلك ما أظهره العام الدراسي من ضرورات لا بدّ من تلبيتها سواء كان على مستوى الكادر التعليمي أم على مستوى الطلاب، من خلال وضع خطة واضحة المعالم مستندة إلى ما سبق الحديث عنه تلبي رؤية المدرسة وتحقق أهدافها وهذا ما نسميه بالتقويم الذاتي للمؤسسة التعليمية. وعليه يكون لزاماً علينا وضع خطوات تنفيذية واضحة ومحددة لأطول فترة زمنية ممكنة من العام التعليمي القادم أو على الأقل وضع خطة لأول أسبوعين منه وذلك بغية تحديد الطريق الذي ستسير عليه المدرسة خلال العام دون عوائق تذكر، فمن المعلوم أن البداية الصحيحة ستؤدي إلى نتائج صحيحة وهي ذاتها - الخطوة الصحيحة - التي ستحدد الروح التي ستسود المدرسة خلال العام بأسره، وهذا ما عايشناه جميعاً من خلال السنوات الماضية بما لها من محاسن وما عليها من انتقادات. إذاً لنعش منذ الآن اليوم الأول من العام القادم بكل ما فيه من تفصيلات بحيث عندما نبلغه غداً نكون بإذن الله على أهبة الاستعداد وفي كامل النشاط والقوة للمضي به إلى ما فيه الخير لنا ولطلابنا... والله ولي التوفيق.

966

| 16 يونيو 2013

التكنولوجيا من جديد

بما أن التكنولوجيا تعني حسب أصلها الإغريقي المهارة في فن التدريس، وهو ما نسعى إليه نحن المعلمين بشكل دؤوب ومستمر في ظل التفجر المعلوماتي الكبير والرهيب الذي نعيشه في أيامنا هذه، فتفعيلها — حتماً — شرط أساسي ولازم لجودة التعليم والمضي به إلى درجات عالية من الحرفية، يصفها (الفرا) بـ: التطبيق العملي للنظريات المعرفية في المجالات الحياتية وذلك بقصد الاستفادة منها واستثمارها. كما يمكن تعريف تكنولوجيا التعليم بأنها مجموعة متكاملة من العمليات المنظمة التي تهدف لتوظيف جهود العلماء في مجال التكنولوجيا لخدمة المواقف التعليمية وفق أسلوب النظم من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية وتحقيق أهدافها، وبالتالي يكون هناك تفاعل متبادل بين كل من (التكنولوجيا والبيئة الصفية — التكنولوجيا والمعلم — التكنولوجيا والمتعلم). أي تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة من قبل. إذن تكنولوجيا التعليم لا تعني مجرد استخدام الآلات والأجهزة الحديثة ولكنها تعني في المقام الأول الأخذ بأسلوب الأنظمة الذي تقدمه التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم. ويؤكد هذا الأسلوب النظرة المتكاملة لدور الوسائل التعليمية وارتباطها بغيرها من مكونات هذه الأنظمة ارتباطاً متبادلاً. ويلخص أحد الباحثين دور وسائل وتكنولوجيا التعليم في إدراك وتعلم الطلاب بالإدراك الإنساني من خلال عمليات متصلة هي الانتباه المتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع والبصر والشم والذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس، والإدراك الحسي أو الملاحظة الحسية من خلال شعور الطالب المبدئي بموضوع الإدراك حوله. وتجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام، ويتوقف عليها نوعه وقوته ودقته. ثم الإدراك الباطني ويتم خلال عمليات التمييز والتبويب والتنظيم، وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أو الكثافة والفراغ أو الحيز والوقت والحركة والصوت، ثم الخبرات السابقة. وأخيراً يكتمل ذلك عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية وإحداث بناء إدراكي جديد لديه، وهذا ما يسمى بالتعلم مع العلم أن التعلم هو الفرق بين البناء الفكري القديم والجديد للفرد. وضمن هذه المنظومة يكون تفعيل تكنولوجيا المعلومات عاملاً محفزا وخلاقاً داخل صفوفنا، ورديفاً أصيلاً للمعلومة ولتوصيلها، لا سيما إذا امتلك هذه المعلومة والتكنولوجيا مبدع يستطيع بحسه ومهارته إضفاء الروح الإنسانية على التكنولوجيا لتصبح رسول علم ينشر ضياءه بين الطلاب.

922

| 09 يونيو 2013

المسابقات المدرسية.. تحفيز وترفيه

تشهد مدارسنا العديد من المسابقات التي تكاد تكون دورية في كثير منها، وقد شجعها من آمن بها وحصد ثمار نفعها وجودتها. و لا شك أن المسابقات بمعناها اللغوي (جمع مسابقة وهي مشتقة من السبق وهو التقدم في العدو - الجري ) لها أهميتها الكبيرة من حيث كونها بوتقة تنصهر فيها معارفنا وطلابنا وكذلك تكتسب ميزة إضافية في إعادة المعلومة بطريقة مبتكرة في جو من التنافس الخلاق الذي كثيراً ما يكشف لنا قدرات طلابنا ومواهبهم، كما تبرز المسابقات في تفعيل دور المنهج الدراسي وتنمية الأخلاق وتعزيز القيم الأصيلة لدى الطلاب وتخليصهم من القلق والاضطراب والخجل من خلال اكتساب أصدقاء جدد والتعرف على تجاربهم والتعاون معهم والسعي لإبراز القدرة على العمل التعاوني والمشاركة مع الطلاب الآخرين. وهذا طبعاً لا يتأتى إلا من خلال التخطيط المحكم والمبني وفق رؤية واضحة تشمل ما سبق من خلال صياغة أهداف قريبة وبعيدة المدى يشترك فيها الكادر التعليمي في المدرسة كاملاً ويستحسن أيضاً مشاركة مدارس أخرى وكذا الاطلاع على التجارب السابقة سواء أكانت هذه التجارب محلية أم عربية أم عالمية؟؟ ولا ننسى طبعاً ما تلعبه هذه المسابقات من دور على مستوى كبير من الأهمية في توطيد الصلة والثقة أيضاً بين الطالب ومعلميه وكذلك بين المعلمين والإدارة هذا عدا عن الفرصة الكبيرة التي تتيحها المسابقات في توثيق العلاقة بين أسرة الطالب وأسرة المدرسة. إذن المسابقة والمسابقات شأنها شأن الكثير من الأمور في الحياة حيث تحتمل العديد من الوجوه والتفسيرات والحد الفاصل بين كونها حاجة ذات قدرة على دفع العملية التعليمية قدماً وما بين كونها ترفيهاً وجهداً إضافياً، تلك المقدمات التي تسبق المسابقة ولا سيما الرؤية والأهداف التي تجعل منها أي المسابقات خططاً لها آثارها الآنية والمستقبلية في رفدنا بالمواهب العلمية وإعطائنا القدرة على صقلها ومتابعتها واستثمارها بالشكل الأمثل وهذا دور الإنسان المعلم صاحب الرؤية وكذلك الإدارة الواعية والقادرة على الاستمرار والمتابعة.. ولا ننسى إثارة حماسة طلابنا قبل اختبارات قطر الوطنية (التقييم التربوي الشامل )... والله ولي التوفيق.    

15528

| 26 مايو 2013

التقويم والملاحظة

للتقويم معان عديدة وفوائد متعددة، فمن خلاله نستطيع أن نقيس مدى نجاحنا وما هي العوائق التي تقف أمامنا وما يلزمنا لتجاوز الصعوبات وتدعيم الإيجابيات. ومن طرائق التقويم المعتمدة عالمياً طريقة التقويم بالملاحظة والتي تعتمد على جمع المعلومات عن سلوك المتعلم ووصفه وصفاً لفظياً، وهي من أنواع التقويم النوعي الذي تدون فيه سلوكيات المتعلم من قبل المعلم أو المشرف، أو الأقران أو صاحب القرار. وما يميزها سهولتها وقربها من متناول يد الجميع وفعاليتها في الوصول إلى نتائج محكمة ودقيقة، حيث إن هذا النوع من التقويم يتطلب تكرار الملاحظة خلال فترة زمنية محددة، وتنويع مصادر المعلومات، للمساعدة في التعرف على اهتمامات، وميول واتجاهات المتعلمين (الطلاب)، وتفاعلهم الاجتماعي مع زملائهم والأهم من ذلك أن هذه الطريقة تقوم على أنسنة التعامل والتعليم بين المعلمين والطلاب والبيئة المدرسية جمعاء حيث تخلوا من التهديد وتزودنا بمعلومات تعجز وسائل التقويم الأخرى عن ذلك بل وتتيح لنا فرصة كبيرة وفريدة لاختيار المواقف التعليمية التي تناسب قدرات وميول ورغبات الطلاب بعيداً عن أجواء (التوتر) التي قد تصحب أحياناً عملية التقويم. حيث تُعطي الملاحظة دلائل مباشرة عن تعلم الطلاب، وتشمل ما يعملون وما يستطيعون عمله وما لا يستطيعون عمله، وتوفر هذه المعلومات الفرصة للمعلم لوضع خطة لاستثمار قدرات الطلاب والبدء بتعزيز نقاط القوة لديهم وتخطي بنجاح نقاط ضعفهم. و للملاحظة خصائص تزودنا بإمكانية تقويم عملنا من خلال ما توفره من فرصة للحصول على معلومات عن بعض نتاجات التعلم التي لا يمكن توفيرها بواسطة طرق التقويم الأخرى وتوفير معلومات كمية ونوعية عن نتاجات التعلم مما يوفر درجة عالية من الثقة عند اتخاذ القرارات التعليمية لدى المعلم، وتوفر كذلك نوعاً من الشمولية في تقويم النتاجات التعليمية. وتتمتع (الملاحظة) بمرونة عالية بحيث يمكن تكييفها أو تصميمها بما يتناسب مع النتاجات التعليمية المختلفة ومع المراحل العمرية المختلفة وكذلك توفر معلومات عن قدرات المتعلم في مواقف حقيقية، توفر فرصة للتنبؤ بتقدم المتعلم ونجاحه في المستقبل. و إذا ما أتقنا فن الملاحظة وفق اصوله المعتمدة عالمياً والمبنية على خطوات أهمها تحديد الغرض من الملاحظة ونتاجات التعلم المراد ملاحظتها من خلال توضيح الممارسات والمهمات المطلوبة ومؤشرات الأداء وترتيبها في جدول حسب تسلسل منطقي من خلال تصميم أداة تسجيل لهذه الممارسات والمؤشرات.

6846

| 12 مايو 2013

التخطيط

إن كلمة تخطيط كما وردت في معجم المعاني تعني: علم يحدد البرامج ومراميها ومراحلها وطرق تمويلها وما إلى ذلك. ويحتل التخطيط مكانة رفيعة، مقارنة مع بقية الوظائف الأخرى كالتنظيم والتوجيه والرقابة. والتخطيط يسبق أي عمل آخر، فمن خلال التخطيط نستطيع أن ننظم العمل ونضبط وتيرته بالشكل الأمثل الذي يلبي طموحاتنا. وللتخطيط أهمية بالغة، حيث إنه المنهج العلمي لسير العمل في ضوء خطوات متتابعة تأخذ في حسبانها نقاط القوة والضعف في الماضي فتعزز الأولى وتوجد حلولاً مناسبة للثانية. هذا بشكل عام، أما ما يتعلق بالتعليم، فتفرضه الحاجة الملحة الناتجة عن التغييرات المتسارعة على هذه العملية على المستوى العالمي ـ التخطيط ضرورة لا بد منها إذا أردنا النجاح، لأن هذه العملية مرتبطة بشكل مباشر بالإنسان الطالب ـ دائم التغيير وعلى مختلف الأصعدة (العقلية والجسمية والنفسية)، مما يفرض علينا الاستقراء الجاد للمستقبل القريب والبعيد من خلال الاستناد إلى معلومات موضوعة بشكل عملي لبناء منظومة عملياتية قادرة على استيعاب المتغيرات والاستعداد لها، الأمر الذي يعفينا من الاصطدام بمعوقات قد تقف في طريقنا وطريق طلابنا في آن معاً. ويقوم مفهوم التخطيط (التعليمي) ـ إن صح المصطلح ـ على استقراء واقع الطلاب وتوجهاتهم وفهم البيئة المحيطة بهم وكذلك حاجة البلد، وذلك من أجل إيصال المعلومة إلى الطالب بسلاسة وبما ينسجم وتغيرات البيئة العلمية الحياتية أيضاً التي يحياها الطالب آخذاً بعين الاعتبار المتغيرات التي قد تطرأ، وما ينبغي للمدرسة والمعلم الالتزام به من خصائص وسمات وقدرات، مع التأكيد على أن أساليب التخطيط ليست محددة، فباب الإبداع فيها مفتوح على مصراعيه. ويبقى التخطيط محاولة جادة لتحقيق التوازن بين الممكن والمأمول، والسعي من أجل ترجمة شعار الجودة في أرض الواقع من خلال الجمع بين ما هو كمي وكيفي، والبحث دائما عن المنتج الإبداعي. لذلك أسأل الله تعالى لنا النجاح في خططنا، لا سيما وإننا نعيش هذه الأيام أجواء التخطيط التعليمي للعام القادم... والله ولي التوفيق.  

1072

| 05 مايو 2013

التحفيز وصناعة التغيير

إن مشقة إتقان وسيلة تعليم حديثة ، تضاهي مشقة ابتكارها، ولهذا لا بد للمعلم من التحلي بالصبر والتحمل مع المهارة والقدرة اللتين لا تتأتيان إلا من خلال بذل المجهود وصب مطلق الاهتمام بالتعليم والتعامل معه على مبدأ – الأولوية القصوى – بحيث يكون الإسهام في التأليف وإثراء المعرفة هدفاً لكل معلم وإن ما يميز المعلم الجيد عن غيره هو درجة دمج المعارف وتيسيرها للطلاب . وهنا يكمن سر العملية التعليمية التي تعتمد التحفيز فناً حسب ما يقول ديفيرنواس. هذا التحفيز الذي يساعد على المشاركة الفاعلة للطلاب وزيادة العلاقة بينهم وبين المعلم ويسهم في خلق بيئة من التنافس ويعزز قابلية التعليم التي تحدث الفرق في الطالب الذي سيشعر بمدى أهميته في صياغة التعليم و نمط حياته أيضاً. والتحفيز له أنواع عدة من أهمها الاجتماعي، الذي يلعب فيه المعلم دور المرشد والموجه من خلال توفير الأجواء التي تشعر الطلاب بالانتماء إلى المدرسة وإلى بعضهم البعض مهيأً لنفسه القدرة على معرفة توجهات الطلاب واختياراتهم وذلك من خلال توافر بعض الصفات، ومنها أن يكون متمكناً من مادته العلمية قادراً على ربطها بواقع واحتياجات الطلاب من خلال وسائل حديثة تراعي نفسية وعقلية الطلاب والبيئة التي ينحدرون منها وهذا يشترط أن يكون المعلم إنساناً عطوفاً و مدركاً لكيفية توجيه الطلاب نحو الأفضل.  إذاً سحر العملية يكمن في إدراك المعلم والإدارة كنه التعليم في التعامل مع الطلاب  كبشر وليس كآلات ، من حيث تفرد كل طالب بطبيعة خاصة.  فنحن لا نعمل بضغطة على زر، بل إن البشر ـ كل البشرـ ما هم إلا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر، والعمل لابد أن يرتبط بتلك المشاعر. ولذا فحسن الأداء أو سوئه يرتبط بمشاعر الطلاب نحو ما هو مطلوب منهم. وتبقى هناك دائماً مساحة للاختيار والاختبار اللذين عبرهما نستطيع إضافة اللمسات الساحرة في حياة طلابنا، مساحة تتحدد وفق ما نمتلكه من أمل في صناعة التغيير وبناء الإنسان ....  والله ولي التوفيق.  

1968

| 28 أبريل 2013

اللغة العربية مرة أخرى وأخرى

بما أن علماء اللغة اتفقوا على تعريفها: الوسيلة التي تمكن كلا منا من التعبير عن مكنوناته والتحاور والاستفسار عن مختلف اهتماماته، فهي بذلك تشكل مع التواصل وجهان لعملة واحدة، إذ لا يمكننا الحديث عن أحدهما بتغييب الآخر. فهل اللغة تعبر عن حقيقة الفكر؟ وبالتالي تمكن الإنسان من قول كل ما يريد، أم إن فعل التواصل محكوم باعتبارات أخرى(اللاشعور وغيره..) فيمكن بذلك اعتبار وظيفة اللغة في بعدها التواصلي متأرجحة بين الكشف والإخفاء؟ إن اللغة خاصية مميزة للإنسان، تكشف عنه ككائن مفكر وعاقل وشرط لوجوده المجتمعي، يكتسبها من المجتمع ويمارسها كإبداع في المجتمع، مع أفراده، حتى حدا ببعضهم تعريف الإنسان أنه اللغة. وتكمن أهمية اللغة العربية من كونها لغة القرآن والإيمان، وأيضاً كونها من أقدم لغات الإنسان، ولا تخص أمة العرب فقط، بل هي ملك للإنسانية جمعاء، أثرت بمجمل الحضارة الإنسانية، وتأثرت بها حتى بلغ الأمر بقول أحد علماء اللغة (الغربيين): إن جميع لغات العالم تحتوي كلمات عربية، وأقلها اللغة الإنجليزية بنسبة 17 % من كلماتها عربية. ولا شك أن التحدي الأكبر الذي يواجه اللغة العربية، هو اللهجات العامية التي تجعلنا نحن أبناء الضاد غرباء عن بعضنا، إضافة إلى مد اللغة الإنجليزية الذي يجتاح شطآننا رغم كل الدعم الذي تبذله المؤسسات والهيئات الرسمية العربية لدعم اللغة التي تعاني انحساراً واضحاً للعيان. وهنا تبرز أهمية اللغويين (المهرة) الذين بمهارتهم قادرين على استيعاب مفردات العصر وتعريبها وفق روح تلك المفردات، بما يمكن من جعل العربية الفصحى في متناول الجميع، الصغير والكبير وعلى مختلف درجات تحصيلهم العلمي والثقافي. بمعنى آخر أنسنة اللغة العربية وفق روح القرن الحادي والعشرين ـ إن صح التعبير ـ وتطويرها لتصبح قادرة على مواكبة التغيرات المستمرة على الصعيد اللغوي العالمي لا سيما وأنها لغة تمتاز بغناها وتنوعها وجمال تراكيبها. وأختم كلامي بما قاله المستشرق الفرنسي دنيان: من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القوية، وأن تصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى عند أمة من الرحل، تلك اللغة التي فاقت أخواتها من اللغات بكثرة مفرداتها ورقة معانيها وحسن نظام مبانيها. راجياً من الجميع أن يغفروا لي حبي للغة الوحي وغيرتي عليها.. والله من وراء القصد.

674

| 21 أبريل 2013

التدريب ضرورة أم ترفيه؟

من البديهي القول إن التدريب هو عملية لزيادة المعرفة وصقل الكفاءة بهدف رفع المهارات العملية والمعرفة المفيدة المحددة. والتدريب برأيي هو انعكاس لكلمة التنمية المستمرة للإنسان والمؤسسات على حد سواء لتأدية العمل المطلوب بكفاءة عالية كما يحتمل معنى روحانياً إضافة للمعنى (التصنيعي المهاري) إن جاز التعبير فالاستخدام الديني والروحي، في التدريب يساهم في تنقية العقل والقلب، والتفاهم والتناغم بينهما للحصول على مجموعة متنوعة من الأهداف الروحية مثل القرب من الله، والتحرر من المعوقات والإقدام بكل الجوارح نحو التدريب لما فيه من فوائد على صعيد الروح والإفادة الحياتية،حيث يتم تزويد المتدربين بالمعلومات والمهارات والاتجاهات اللازمة وفق منحى قيمي هادف ونبيل. و لا شك أيضاً أن التدريب عامل رئيسي في صياغة التطور على مستوى الفرد أو المؤسسات لما يتضمنه من معلومات حديثة بل أحدث المعلومات حول مختلف جوانب الحياة العلمية والعملية وهذا التطور هو ما نبحث عنه جميعاً، خصوصاً في مجال التعليم الذي يتطور بسرعة فائقة تجعل من التدريب المستمر للعاملين في هذا القطاع المهم أمراً بغاية الأهمية ومنتهى الضرورة. و تنبع هذه الأهمية من كوننا نتعامل مع طلاب اعتادوا الفضاءات المفتوحة في ظل تكنولوجيا الاتصالات الحديثة حيث أصبح العالم في متناول أيديهم وعليه فهم بحاجة مستمرة لمعلم (مهاري) محترف أحدث وسائل التعليم وقادر على الولوج إلى عوالم النظريات التعليمية الحديثة المصوغة وفق رؤى أخذت بعين الاعتبار التطور الذي يعيشه الطالب في مختلف نواحيه الاجتماعية والنفسية والمعرفية وعليه يكون التدريب المستمر ضرورة تفرضها الحاجة ويتطلبها الواقع وليس ترفيهاً كما يقول البعض الذين في غالبهم لم يخوضوا هذا البحر. إذن إن التدريب عملية استثمار للطاقات وصقل للمهارات والمعارف والأساليب التعليمية وهو استثمار إنساني في المقام الأول وعلمي في المقام الثاني، استثمار يصب في بحر الوطن الحالم بمستقبل واعد لجميع أبنائه. والله ولي التوفيق..

1367

| 14 أبريل 2013

التساؤل ضرورة تفرضها الحاجة للتقدم

أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال، هذا ما قاله العالم الفيزيائي المشهور ألبرت إينشتاين، مضيفاً أنه كلما اقتربت القوانين من الواقع أصبحت غير ثابتة، وكلما اقتربت من الثبات أصبحت غير واقعية. وهذا ما ينطبق على جميع العلوم وبما أن مهنة التعليم (مهنة الأنبياء) تقوم على نظريات وقوانين تطورت بتطور الزمن فهي لا شك خاضعة للتغير، بل أكاد أجزم بضرورة تغيرها الدائم نحو الأفضل وبسرعة تتلاءم وروح العصر المتغير والمتطور باطراد مستمر وذلك كون العملية التعليمية كلها تعتمد على — الطالب — الذي يخضع للنمو والتطور بشكل يومي فتمر مراكبه بنا صغيراً حتى يبلغ أشده في المرحلة الثانوية. لذلك كان الفرق الجوهري بين النظريات التقليدية التي تعتبر التعلم نقل معلومات إلى المتعلم فقط بينما النظريات الحديثة تعتبر أن التعلم عند هذه النقطة لم يبدأ بعد وإنما يبدأ بعدها فالتعلم هو ما يحدث بعد وصول المعلومات إلى المتعلم الذي يقوم بصناعة المعنى الشخصي الذاتي الناتج عن المعرفة. وهذا ما أحدث إثر تطبيق هذه النظريات تغيراً كبيراً في طرق وأساليب التعليم والتعلم وطرق التدريس وبيئته وكذلك تقويمه والإشراف عليه. وعليه علينا ألا نكتفي بهذا القدر ونسلم للنظريات الحديثة في التعليم بل علينا التساؤل بشكل مستمر والتمعن والتدبر في تلك النظريات محاولين تطويرها والبناء عليها واستنباط نظريات تتناسب وواقعنا المحلي والعربي. إذاً فالكلمة المفتاح للتعليم هي (سؤال) التي تفتح آفاق الفكر لابتكار الجديد، فالتوقف عن هذه الكلمة أو الركون إلى ما هو قائم والاعتماد على نتاجات فكر الآخر فقط دون التأسيس عليها والانطلاق نحو فضاءات أكثر اتساعاً، توقعنا في نفق الثبات الذي اتفقنا مع إينشتاين على أنه غير واقعي الأمر الذي ينعكس سلباً على الحياة ككل وعلى التعليم بشكل خاص. وإن خاف أحدنا من الأخطاء التي قد تنجم عن تساؤلاته وبحثه عن الأفق الجديد فأقول له ما قاله الاديب الانجليزي الشهير سومرت موم: في الكبر يندم الإنسان على الأخطاء التي لم يرتكبها.

1413

| 07 أبريل 2013

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4791

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3477

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2865

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2595

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1434

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

1038

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

954

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

831

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

807

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية