رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رمضان شهر الله المبارك وأفضل شهور السنة، تفتح به أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين، وفيه أنزل القرآن دستورا للمسلمين ومنهجا للمهتدين. وفي هذا الشهر كثير من الناس يأخذون الفرصة ليحسّن عبادتهم رغبة في الأجر والثواب والمغفرة من الله. بالإضافة إلى ذلك، إن شهر رمضان ليس فقط وقتا لزيادة العبادة ولكن أيضا كوقت مناسب لتعزيز محو الأمية في الفكر. منذ نزول القرآن في شهر رمضان، قد شدد الله أمرا في أهمية القراءة والكتابة والبحث كالأساس الرئيسي في بناء الحضارة الإسلامية وتعد أيضا أن أنشطة تلاوة القرآن والبحوث الإسلامية والمناقشات العلمية خلال شهر رمضان دليلا واضحا على أن هذا الشهر المبارك وقت مناسب لترقية مهارات القراءة والكتابة وتوسيع الآفاق العلمية. وفي هذا السياق، إن رمضان ليس فقط شهر العبادة، بل شهر محو الأمية الذي يشجع المسلمين على التفكير النقدي والكتابة ومساهمة تطوير العلوم. الشباب باعتبارهم كالجيل القادم، لهم دور إستراتيجي في تحديد مسار تطور الأمة. ومع ذلك، فإن تعقيد التحديات المعاصرة يفرض عليهم ألا يقتصروا على امتلاك إيمان قوي فحسب، بل يجب أن يكون لديهم أيضًا معرفة واسعة وقدرة على التفكير النقدي. ويعد شهر رمضان بميزاته العظيمة، وقتا مناسبا لتعزيز ثقافة القراءة والكتابة التي تساهم في تقوية الفكر والإدراك لدى الشباب. فمن خلال تلاوة القرآن الكريم، ودراسة العلوم الإسلامية، وممارسة الكتابة، يمكن للشباب أن يطوروا أنفسهم ليصبحوا أشخاصًا ذوي علم وأخلاق كريمة، قادرين على الإسهام في نهضة الأمة. ولكن الحقيقة التي هي أمام أعيننا اليوم مثيرة للقلق، فالشباب المسلمون يعانون من ضعف شديد في مجال القراءة. يبدو أنهم قد انجرفوا مع تطور العصر الحديث وانشغلوا بأنماط الحياة التي تقيد عليها معايير وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا الشهر المبارك، يقتصر معظم الشباب على الصيام بمعناه الظاهري، أي الامتناع عن الطعام والشراب، بينما تنشغل أذهانهم بأمور دنيوية بحتة مثل التفكير في أي مطعم سيتناولون فيه الإطار والسعي وراء المتع الفانية أو التحضير لملابس عصرية ليوم العيد. بل إن بعضهم ينشغل بالتخطيط للرحلات والترفيه دون أن يدركوا أن هناك أمرا أكثر أهمية وإلحاحا يستحق اهتمامهم وهي القراءة. مع أن شهر رمضان فرصة ثمينة لتعزيز محو الأمية والمعرفة، ففي هذا الشهر المبارك ينبغي استغلال وقت الفراغ لتوسيع الآفاق والقراءة والكتابة ودراسة العلوم المختلفة. وبصفتهم شبابا مسلمين، يجب أن يدركوا أهمية محو الأمية وتوسيع المعرفة وتنمية التفكير النقدي. فالشباب هم أحد أعمدة تقدم الأمة وقد أكدت تعاليم الإسلام على ضرورة امتلاك وعي واسع وشغف بالمعرفة وقدرة على التفكير العميق، كما قاله يوسف بن أسباط، «العقل سراج ما بطن وزينة ما ظهر وسائس الجسد وملاك أمر العبد ولا تصلح الحياة إلا به وتدور الأمور إلا عليه» (الجوزية n.d.). ومن دون ذلك سيكون من الصعب على الأمة الإسلامية أن تنافس وتساهم في مواجهة تحديات العصر. لذلك، يجب أن يكون شهر رمضان نقطة تحول للشباب على النهوض من التأخر. فمن خلال استغلال أوقات الفراغ المتاحة، يمكن للشباب أن يتعودوا على قراءة الكتب، وفهم القرآن وتدبره وكتابة الأفكار ودراسة العلوم الجديدة. فمحو الأمية لا يقتصر على العلوم العامة فحسب، بل يشمل أيضا الفهم العميق لتعاليم الدين. وبهذا، لن يكون الشباب المسلمون أقوياء روحيا، بل سيكونون أيضا أذكياء فكريا ومستعدين ليكونوا وكلاء التغيير وحاملي راية التقدم للأمة والوطن.
381
| 14 مارس 2025
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4857
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3609
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2877
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2736
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2658
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
1956
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1485
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1050
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
975
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
837
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
813
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية