رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قيادات المقاومة الفلسطينية في غزة تضيء للأمة الطريق لاختيار قياداتها في المستقبل، على قواعد التضحية والثبات والصمود والإيمان بالرسالة.. وتوضح أن القائد الذي تحتاجه الأمة هو الذي يستطيع أن يواجه التحديات بعزيمة الرجال وشجاعة القلب والضمير. هل تريد دليلا؟ انظر إلى ذلك المشهد التاريخي الذي تجلت فيه قوة إيمان القائد إسماعيل هنية، وهو يتلقى نبأ استشهاد أبنائه الثلاثة وأحفاده، واسأل نفسك ماذا يمكن أن يكون رد فعل أي إنسان في هذا العالم إذا واجه تلك المحنة ؟، وما سر صمود هذا الرجل وثباته وقوة إرادته؟. في هذا الموقف قدم الرجل للأمة رسالته: إنه يشكر الله الذي شرفه باستشهاد 60 من عائلته، وأن دماء أبنائه وأحفاده ليست أغلى من دماء كل الشهداء الفلسطينيين، وبذلك ذكر أمته بحقيقة أن المسلمين تتكافأ دماؤهم.. وهو معنى مهم في حياة الأمة يميزها عن كل الأمم، ويؤكد قيمة حياة المؤمن التي يضحي بها راضيا طلبا لرضا الله. تفسير سلوك هذا القائد يحتاج إلى قراءة حضارية تتجاوز الإعجاب بموقفه، ذلك أن سلوكه يوضح أصالته واعتزازه بالانتماء لخير أمة أخرجت للناس، وأن شعب فلسطين عندما اختاره للقيادة كان يعبر عن الإيمان بالمبادئ، ويتطلع لبناء مستقبله على قواعد العدالة والإصرار على تحرير فلسطين، ولذلك يختار القيادات التي تلتزم بالمبادئ وتعبر عنها بوضوح، وترفض التنازل والمساومات، ومن يقدم التضحيات يستطيع أن يقود كفاح شعبه في مواجهة القوة الغاشمة. لكن هناك أبعادا متعددة يمكن أن تفسر ذلك السلوك؛ فالمسلم يعتقد بيقين أن الحياة الدنيا مرحلة عابرة يجاهد فيها لإرضاء الله، فيعبده، ويعمل لإعمار الأرض، وتحرير البشرية من العبودية للطواغيت، وشرف حياة المؤمن في جهاده للقيام بوظيفته، وفيما يقدمه من تضحيات لتكون كلمة الله هي العليا.. والمؤمن يتطلع دائما للقاء أحبابه في الجنة، ففيها الخلود في النعيم. والشهادة هي أجمل خاتمة لحياة المؤمن، وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى يمن بها على من يشاء من عباده.. يقول الله سبحانه وتعالي: «إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين» آل عمران:140 لذلك شكر القائد إسماعيل هنية ربه الذي شرفه بشهادة أبنائه وأحفاده الذين يحبهم، لكنه الحب الذي يجعل المؤمن يتمنى الخير والنعمة لمن يحبهم. هذا الإيمان هو الذي يجعل الرجل يواجه النبأ بصمود وقوة وشجاعة وصبر، ويقدم للأمة درسا في ثبات الرجال وقوة الإرادة والعزيمة. وفي المحن تظهر أصالة القيادة التي تتجلى في صدق الانتماء لأمة اختارها الله للقيام بوظيفة حضارية من أهم أركانها نشر المعرفة التي تشتد حاجة البشرية لها بعد أن ساد الظلم، وفرض الطواغيت سيطرتهم على العالم، ولم يعد أمام الإنسانية كلها سوى الإسلام الذي يمكن أن يبني لها مستقبلا يقوم على الإيمان بالله والعدل والحرية.. وتلك هي المعرفة الأصيلة التي أنعم الله بها علينا في القرآن الذي أنزله على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وتلك المعرفة هي التي يمكن أن تعيد للإنسان روحه، وشجاعة قلبه وقوة ضميره وكرامته وحريته.. فيدافع عن الحق والعدل، ويرفض الظلم والقهر والاحتلال والاستبداد. الحياة بالإسلام هي التي تليق بالإنسان، فهي حياة كريمة عزيزة، هدفها إرضاء الله سبحانه وتعالى.. لذلك يقاتل المؤمنون في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية ويقتل الأطفال والنساء، ويظن أنه حقق نصرا باغتيال أبناء إسماعيل هنية وأحفاده، لكن الرجل يستقبل الخبر بعزة المؤمن وإصراره على مبادئه، ويشكر ربه الذي أكرمه بشهادتهم. وكل قادة المقاومة الإسلامية في غزة يدركون جيدا أن جيش الاحتلال يبحث عنهم ليوجه لهم صواريخه، لكنهم يواجهون القوة الغاشمة بشعارهم الخالد: إنه لجهاد نصر أو استشهاد، ومن يطلب الشهادة حتما سيفوز بالنصر.. إنه نصر الله سيأتي في الوقت الذي يريده، ويومئذ يفرح المؤمنون، ويتذكرون شهداءهم بكل فخر لأنهم أضاءوا للأمة طريق العزة والمجد والشرف والتمكين وتحرير فلسطين.
882
| 14 أبريل 2024
كل مسلم يدرك اليوم معنى القرح؛ وهو يكابد ألم متابعة المشهد في غزة ؛ حيث تجاوز عدد الشهداء 33 الفا، ولا يجد الفلسطينيون أكفانا للأحباب الذين تناثرت اشلاؤهم في مستشفى الشفاء، بعد أن دمره جيش الاحتلال على رؤوس الجرحى. عندما يعتصر الألم القلب، وتشعر بمرارة الظلم، وقسوة القهر ؛ عليك أن تبحث في المشهد عن ضوء يكشف لنا حقيقة يجب دائما أن نتذكرها ؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالي: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين) سورة آل عمران: 140 الله سبحانه وتعالي يصف المؤمنين بأنهم الأعلون رغم القرح، فهم يدافعون عن الحق وتتعلق قلوبهم بالله القوي الذي أراد سبحانه أن يتخذ منهم شهداء، وفي ذلك تكريم للمؤمنين الذين يدافعون عن العقيدة الصحيحة التي تقوم علي التوحيد، فجباههم تسجد لله وحده، وقلوبهم تتعلق بالرجاء فيه والثقة في نصره، فهو الذي يداول الأيام بين الناس. والله لا يحب الظالمين.. وتلك الحقيقة هي العامل الحاسم في معركة ممتدة عبر العصور ضد الظلم بكل أشكاله ومن أهمها احتلال أرض فلسطين، واستخدام جيش الاحتلال الاسرائيلي قوته الغاشمة في الابادة والتجويع والحصار والتدمير. وفي مواجهة تلك القوة الغاشمة الظالمة صمد المؤمنون، وقاوموا ودافعوا عن كرامة الانسان، وخططوا لتحرير القدس باستخدام أسلحتهم البسيطة التي صنعوها بأنفسهم في أنفاق غزة، وقدموا بذلك نموذجا حضاريا للمقاومة والكفاح والجهاد سيكون له تأثيره علي كل الشعوب التي تعاني من الظلم والقهر في العالم. رغم كل ما نشعر به من ألم القرح ؛ لكننا يمكن أن ندرك أن النموذج انتصر، وأن الأحرار أصبحوا يتطلعون بإعجاب للمقاومة الاسلامية في غزة، فهو نموذج ملهم يوضح قدرة الانسان على الفعل عندما يمتلك شجاعة القلب والضمير، والإيمان بالله القوي العزيز الحكيم. وهذا النموذج يشكل نصرا للإسلام الذي يمكن أن يقود كفاح الشعوب ضد الظلم والاستعمار والاستبداد، فالشعوب لم يعد امامها الآن سوى الثورة للدفاع عن حياتها، ولذلك يجب أن تدفع ثمن الحرية غاليا، والثمن دائما هو دماء الشجعان الأبطال الذين يتقدمون للدفاع عن الحرية، ويجاهدون من أجل تحرير الأرض والإنسان. هل يمكن ان يفسر لنا ذلك لماذا يقف الاستبداد العربي مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ويحاصر غزة الشهيدة الجريحة المظلومة، ويمنع عنها الخبز والدواء، ويريد أن يموت الشعب الفلسطيني بصمت. إن الاستبداد العربي يدرك أن انتشار النموذج انتصار للإسلام الذي أصبح الأمل الوحيد لكل شعوب العالم، فهو وحده الذي يمكن أن يقود كفاح الشعوب لنيل حريتها وحقوقها، واقامة العدل. والمقاومة الاسلامية في غزة برهنت على أن الايمان أقوى من كل أسلحة العالم، وأن المؤمنين هم الأعلون بعقيدتهم وثقتهم في نصر الله، واستخدام عقولهم في التخطيط الاستراتيجي لجهاد طويل، وبذلك يقود المؤمنون ثورة عقول، ويغيرون صورة المسلم التي أراد الاستبداد فرضها علينا. المقاومة الفلسطينية توضح أن المسلم يجاهد لتحقيق الحرية والتحرير، ويبتكر الأسلحة، ويتفاعل مع العصر في ضوء المبادئ الإسلامية، ويقاتل بشجاعة، ويحقق المجد والانتصارات، ولا يخاف من قوة الاحتلال الاسرائيلي، فقلبه يتعلق بقوة الله. الدليل على ذلك أن هذا المقاتل المسلم الشجاع صمد ستة اشهر، ورفض الخضوع والخنوع، وظل يرفع شعاره: إنه لجهاد نصر أو استشهاد.. ومن يريد الحرية يجب أن يرفع ذلك الشعار، ويدفع مهرها، وإنه أغلى بكثير مما يتصور المتخاذلون، لكنها والله تستحق، والجنة تنتظر الشهداء الذين تضيئ دماؤهم الطريق لكل الحالمين بالحرية والعدل. ما أجمل النظرية التي تقدمها غزة للأمة الإسلامية التي لم يعد أمامها سوى أن تقهر خوفها، وتتخلص من ركام الأفكار الغربية المادية التي تزين الجبن والخور والخضوع والاستسلام، وعندما تستعيد هويتها وتنتفض ؛ فإنها ستنهض قوية أبية عزيزة، وستحرر أرضها، وتحقق استقلالها الشامل، وسيكون تحرير القدس هو بداية هذا الاستقلال والنهضة والعزة والمنعة والقوة والمجد والنصر. لذلك انتصرت المقاومة الاسلامية في غزة رغم القرح، فالشعوب أصبحت تدرك أن الطريق إلى الحرية يبدأ من غزة، لينطلق المؤمنون في انحاء الأرض لبناء المستقبل على قواعد الحرية والتحرير والعدل والإيمان بالله. .
462
| 07 أبريل 2024
عندما نقرأ القرآن في ميدان الجهاد يشرق في نفوسنا نوره، ونكتشف المعاني التي تضيء طريقنا لبناء المستقبل، وتحقيق النصر والمجد، ونعرف وظيفتنا الحضارية التي يجب أن نقوم بها في هذا العالم. ومفهوم العزة من أهم المفاهيم القرآنية التي يمكن أن تفتح لنا دراستها مجالات جديدة لإعداد قيادات المستقبل؛ التي تنطلق من الاعتزاز بالعقيدة الإسلامية، والإيمان بالله، والحب له، والخوف منه وحده، ويمكن أن نستخدمه لتربية شبابنا لعصر جديد، يتعاملون فيه بعزة المؤمن، وشجاعة من يتعلق قلبه بالله ويثق في نصره. هذا المفهوم نجده في عدد من الآيات التي أكدت أن العزة لله وحده منها: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)[النساء:139] و(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) [فاطر:10]. (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) [المنافقون:8]. والله سبحانه وتعالى هو رب العزة، وهو يعز من يشاء، والمؤمن يطلب العزة من الله وحده؛ فالذي يريد العزة؛ فإنه يطلبها بالانتظام في جملة عباد الله المؤمنين؛ الذين لهم النصرة في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد. وهذا المفهوم يتضمن الكثير من المعاني من أهمها المنعة والقوة والعظمة والغلبة والقدرة والشرف والمكانة والفضل، وهي نقيض الذلة. يقول الإمام الرازي: العزة غير الكبر، ولا يحل للمؤمن أن يذل نفسه- لغير الله - فالعزة معرفة الإنسان بحقيقة نفسه، وإكرامها عن أن يضعها في غير موضعها اللائق بها، كما أن الكبر جهل الإنسان بنفسه، وإنزالها فوق منزلتها. والله سبحانه وتعالى أكرم المؤمنين بأن منحهم من عزته، وضمهم إلى جانبه، وربط بين العزة والإيمان، فعندما يستقر الإيمان في القلب ينطلق المؤمن في الحياة عزيزا، يرفض الذلة والهون والوهن. يوضح ذلك العلاقة بين العقيدة ومفهوم العزة؛ فعندما يرسخ في نفس المؤمن الاعتقاد بأن الله هو القوي العزيز، فإن حكمه على الأحداث والظروف يختلف، ولا يطيل النظر لما يملك العدو من قوة غاشمة، فتلك القوة يمكن أن تكون من أسباب الهزيمة والذلة عندما يصيب الكافرين والمنافقين الغرور فيغفلون عن قوة الله. إن المؤمن يقف عزيزا قويا أمام العالم كله، وهو يبذل كل جهده لامتلاك أسباب القوة عبادة لله وطاعة لأمره، لكنه يؤمن أن النصر بيد الله، وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. وهو ينتصر على شهواته ورغبات نفسه، فلا يكون عبدا لها، لذلك يتحدى الجوع والحرمان، ففي سبيل الله تهون الحياة، وفي هذا سر صمود شعب ظن دولة الاحتلال الإسرائيلي، والدول المتآمرة معها أن التجويع سيجعله يخضع؛ فإذا به يزداد إباء، ويقدم للشعوب المقهورة نوذجا للصمود والتحدي وشجاعة القلب والضمير والاستعلاء على الحاجات الدنيا طلبا لعزة الحرية والتحرير. والمؤمن يقاتل بأسلحته التي أنتجها بنفسه في أنفاق غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي توفر له أمريكا كل أنواع الأسلحة المتقدمة التي يستخدمها في تدمير الحضارة وإبادة البشر.. وهذا أدى إلى تزايد الكراهية في العالم كله لأمريكا وأوروبا وإسرائيل. من يريد أن يكتشف هذا المفهوم القرآني، فلينظر إلى المؤمنين في غزة كيف يقاتلون؛ وكيف ملأ الإيمان قلوبهم شجاعة وثقة في نصر الله.. وهذا يمكن أن يسهم في تفسير حقائق التاريخ ومن أهمها أن المؤمنين الذين أعزهم الله بالإيمان به تمكنوا من أن ينتصروا على الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، وتلك الحقيقة تتجلى اليوم؛ حيث قاتل المؤمنون في غزة وصمدوا، لأن الله أعزهم بأن يكون لهم شرف النصر على القوة الغاشمة. هؤلاء المؤمنون في غزة استعلوا على شهوات النفس وحاجتها، ورفضوا الخضوع لذل الاحتلال، وطلبوا العزة من الله وحده، فهو القوي العزيز الحكيم. وكل المسلمين سينتفضون قريبا ليعلنوا رفضهم للخنوع والخضوع والذل، وليطلبوا العزة من الله بطاعته وعبادته والجهاد في سبيله، ويومئذ سيعزهم الله وتعود لهم مكانتهم العالمية ودورهم التاريخي في تحرير البشرية كلها من العبودية والذل والظلم والقهر والخنوع. رسالة غزة واضحة: لن ننحني لغير الله، وسوف ينتصر المؤمنون الذين يعتقدون يقينا أن العزة لله، وأن النصر بيده، ومن يريد العزة يجب أن ينتفض، ويحرر نفسه من الذل ليحرر أرضه من الاحتلال.
942
| 31 مارس 2024
إن الأمة التي تريد أن تبني الحضارة ويكون لها مكانتها العالمية يجب أن تنطلق من الوعي بهويتها، التي تحدد وظيفتها الحضارية ودورها التاريخي، وتجعل الانسانية تحتاج لوجودها. وكلما ازدادت الهوية وضوحا في عقول أبناء الأمة وقلوبهم ؛ تتزايد قوتهم وقدرتهم على فتح آفاق جديدة، وبناء المستقبل على قواعد الحرية والعدل.. لذلك يجب أن يواجه العلماء التحديات التي يفرضها القرن الحادي والعشرون بإعادة تعريف الأمة الإسلامية بهويتها، ليصبح كل مسلم قادرا على الفخر بالانتماء لأمته، والعمل لتحريرها من الاستعمار القديم والجديد. وأعتقد أن من أهم نتائج العدوان الاسرائيلي على غزة، ومشاهدة دماء شهدائنا في فلسطين تتدفق على الأرض التي باركها الله أن الأمة الاسلامية سوف تسترد وعيها بهويتها، وستدرك أنها يجب أن تدافع عن حقها في الحياة بالقيام بوظيفتها الحضارية، وتحرير القدس لتعود كما كانت منذ حررها أصحاب رسول الله مجتمعا للمعرفة يشع منها نور العلم على البشرية كلها. وصمود المقاومة في غزة يوضح لنا أن وعي المجاهدين بهويتهم أهم مصادر قوتهم، فقلوبهم تتعلق بنصر الله، وهم يقدمون أرواحهم فداء لتحرير القدس، فهي اسلامية الهوية والوظيفة والدور، ويجب أن يعمل المؤمنون لتحريرها لأنها ترتبط بعودة حضارتهم التي تشتد لها حاجة البشرية بعد أن غرقت في طوفان التفاهة والفساد والظلم. والله سبحانه وتعالي حدد هوية هذه الأمة في القرآن الكريم: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ سورة آل عمران:110.. وروي الترمذي باسناد حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها عند الله». وفي حديث آخر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:: « أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء». فقلنا: يا رسول الله، ما هو ؟ قال: « نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم «. تفرد به أحمد من هذا الوجه، وإسناده حسن. لذلك يجب أن تدرك الأمة الاسلامية قيمتها ومكانتها بين الأمم ووظيفتها الحضارية، وتدرك أن الله سبحانه وتعالي بتكريمها بهذا الوصف حملها مسؤولية قيادة الأمم، وانها يجب ان تعطي المعرفة التي أنعم الله بها عليها لكل الأمم، وهذه المعرفة هي الأساس التي يمكن أن تبني البشرية عليه نظاما جديدا يحقق للإنسان الحرية والكرامة والعدل ؛ فلكي يكون الانسان حرا يجب أن ينطلق من الايمان بالله؛ ليعبد الله ويعمر الأرض، والمعرفة بالله تجعل الانسان يلتزم بالأخلاق، وأهمها الرحمة والشجاعة. لقد علمتنا دراسة الأحداث منذ بداية الاستعمار الأوروبي حتى الآن أنه لا أخلاق بدون ايمان بالله، وأن الانسان يرحم الآخرين عندما يتعلق قلبه بالله الرحمن الرحيم، ويكون شجاعا عندما يدرك عقله أن الله وحده هو القوي، وأن النصر بيده وحده، وأنه يقوم بدوره ومسؤوليته عبادة لله. عندما نستعيد وعينا بهويتنا سندرك أننا يجب أن نقوم بدورنا في حياة البشرية ؛ لنحررها من العبودية للاستعمار والاستبداد، ولنفتح لها أبواب الحرية لتؤمن بالله وحده، وتبني نظاما عالميا جديدا تحتل فيه الأمة الاسلامية موقع القيادة لأنها خير الأمم، والأمة الخيرة التي تعلم البشر. وطوفان الأقصي يفرض علينا أن نطلق لعقولنا العنان ؛لتنتج الكثير من الأفكار التي نبني بها المستقبل بعد أن نشعر بالعزة والفخر بانتمائنا للأمة الاسلامية، فننهض وننتفض ونتقدم وننتصر. تكريم الله سبحانه للأمة الاسلامية في القرآن الكريم يفرض عليها أن تتقدم لتحرير فلسطين، فهو بداية الانطلاق لبناء المستقبل، ولذلك أدركت المقاومة الاسلامية في فلسطين ان دماء شهدائها ستضيء للأمة الاسلامية كلها طريق الحرية والتحرير، واستعادة وظيفتها الحضارية. وكل شهيد في فلسطين قام بدوره في زيادة وعينا بهويتنا، فمن يضحي بحياته من أجل تحرير القدس يستحق الكرامة والتكريم والحرية وشرف الانتماء لخير أمة أخرجت للناس.
789
| 24 مارس 2024
عندما نفتح قلوبنا للايمان في رمضان تشرق في نفوسنا الكثير من المعاني الجميلة ؛ التي يمكن أن تضيء لنا الطريق المستقبل، وتفتح لنا الآفاق لبناء نهضة أمتنا، وتحقيق انتصارات عظيمة خلال هذا العقد. من اهم تلك المعاني أن نعبد الله سبحانه وتعالى بالاعتزاز بإسلامنا، والفخر بأن الله سبحانه وتعالى اختارنا لنحمل للبشرية رسالته الخاتمة، لنحررها من العبودية للطواغيت، ليصبح الانسان عبدا لله وحده، وبذلك يصبح حرا، فالحرية ترتبط بالايمان بالله. ولكي نقوم بوظيفتنا الحضارية في تحرير البشرية يجب أن نستعيد الصفات التي أهلت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للقيام بهذه الوظيفة، والانطلاق في الأرض يحملون للبشرية نور المعرفة التي أنعم الله بها عليهم.. فالمعرفة بالله أعلى وأسمى معرفة يحصل عليها الانسان، وهي نعمة من الله سبحانه وتعالي وحده، يجب أن نحمد الله ونشكره عليها. وأصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فتح الله لهم لأنهم ملأوا قلوبهم بحب الله سبحانه وتعالى وحده ؛ فاصبحوا يحبون في الله ولله، ويرفضون الخضوع والخنوع، ويواجهون الأعداء بشجاعة، ويتعاملون مع المؤمنين برحمة. يقول الله سبحانه وتعالى «مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ» سورة الفتح: 29. يقول الطاهر بن عاشور في تفسير هذه الآية: إن المؤمنين الذين مع النبي صلى الله عليه وسلم كانوا هم فئة الحق، ونشر الإسلام فلا يليق بهم إلا إظهار الغضب لله ؛ فالحب في الله، والبغض في الله من الإيمان، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أقوى المؤمنين إيماناً من أجْل إشراق أنوار النبوة على قلوبهم.. وأما كونهم رحماء بينهم فذلك من رسوخ أخوة الإيمان بينهم في نفوسهم. وفي الجمع لهم بين هاتين الخلتين المتضادتين الشدّة والرحمة إيماء إلى أصالة آرائهم وحكمة عقولهم، وأنهم يتصرفون في أخلاقهم وأعمالهم تصرف الحكمة والرشد. ومن أهم سمات القيادة الأصالة والشجاعة والقوة والشدة في مواجهة الكفار والرحمة في معاملة المؤمنين.. لذلك اعتبر الطاهر بن عاشور هاتين الصفتين دليلا على أصالة الرأي وحكمة العقول. بذلك يفتح لنا الطاهر بن عاشور مجالا جديدا لتطوير علم القيادة، وبناء النهضة علي قواعد الاعتزاز بالاسلام والفخر به، فهذا يجعل المؤمن يتعامل مع الكفار بعزة ؛ فهو يؤمن أن القوة بيد الله وحده، وكل خلقه ضعفاء مهما امتلكوا من قوة. الدليل على أهلية المؤمن لقيادة البشرية أنه لا يخاف إلا من الله وحده، ولذلك يتعامل مع الكفار بأنفة وعزة وشجاعة ؛ فتظهر شدته في الحق، وقوته في مواجهة الباطل.. وهو لا يواجه الكفار بسلاحه وحده، بل بقوة ايمانه، ولا ينبهر بما يملك الكفار من أسباب القوة والترف. أما الرحمة فتميز سلوكه بين اخوانه المؤمنين، والرحمة على المؤمنين دليل على الأصالة والكرم والاعتزاز بالايمان، فهو يدرك أن تلك الرحمة من أهم حقوق المؤمنين عليه، فرابطة الايمان أقوى وأهم من رابطة النسب. تجلى ذلك في موقف الانصار وهم يفتحون بيوتهم لإخوانهم المهاجرين، ويتقاسمون معهم زادهم القليل، ويؤثرونهم على أنفسهم، وعندما تأتي المعارك تظهر شجاعتهم وقوتهم، وشدتهم على الكافرين. إنهم دائما الأرق قلوبا والأطيب عشرة والأكرم نفوسا مع اخوانهم المؤمنين، ولكنهم في الحروب الأشد على الكفار ؛ يقاتلون بشجاعة الرجال، وتتعلق قلوبهم بقوة الله، والثقة في نصره. بذلك استحقوا صحبة رسول الله، وأن يصبحوا قادة المعرفة الذين يعلمون البشرية الحرية وبناء الحضارة وكسب العقول والقلوب. هذه الصورة الجميلة التي قدمها لنا القرآن يجب أن نعمل لاستعادتها لنكون أهلا لبناء المستقبل وتحقيق الانتصارات، ونعبد الله في رمضان بأن نكون أشداء على الكفار، رحماء على المؤمنين.. ونتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بتقليد أصحاب رسول الله في الاعتزاز بالاسلام والايمان. وعندما نستعيد تلك الصفات سنصبح أهلا لقيادة البشرية التي أصبحت تتطلع لقيامنا بدور تاريخي وحضاري جديد، فالظلم يدمر الحضارة والعمران ومئات الملايين تبيت على الطوي، والفقر يعض قلوب الناس بأنيابه، وجيش الاحتلال الاسرائيلي يقتل الاطفال والنساء، ويدمر غزة على رؤوس أهلها، ولا تجرؤ النظم العربية حتى على الشجب والاستنكار.
456
| 17 مارس 2024
إسرائيل تندفع بسرعة إلى نهايتها الحتمية، وسأقدم لك أدلة من الواقع، وسأركز على التحليل السياسى بالرغم من أننى أعتقد أن هناك الكثير من المفاجآت غير المتوقعة التى ستؤثر على مسار الأحداث، وستقلب الخطط الاستراتيجية التى أعدتها مراكز البحوث الغربية، ويتبناها صناع القرار فى أمريكا وأوروبا بهدف اعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط ؛ لضمان التفوق الاسرائيلى ؛ ولكى تتجاوز اسرائيل عقدها الثامن بأمان. من أهم العوامل التى تدفع اسرائيل نحو الانهيار ؛ أن سلطتها أغرقت العالم فى الأكاذيب والخرافات ؛ التى كشف زيفها العدوان الاسرائيلى على غزة، وكان من أهم تلك الخرافات أن جيشها هو الأكثر أخلاقية فى العالم، بينما توضح المشاهد الى تذيعها قنوات التليفزيون أن هذا الجيش يرتكب جرائم ضد الانسانية، ويدمر العمران، ويبيد الفلسطينيين بقسوة ووحشية، ويقتل النساء والأطفال، وتلك الجرائم تشكل صدمة لضمير الانسان، وتثير غضب الأحرار وكراهيتهم لهذه الجرائم. وفى الوقت نفسه يقوم الجيش الاسرائيلى باخفاء الحقائق عن خسائره، وعن قيامه بقتل أسراه فى غزة، وخداع شعبه وتضليله ونشر معلومات زائفة عن الانجازات التى يحققها ؛ مما أدى إلى استقالة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، وعدد من العاملين معه فى قسم المعلومات ؛ حيث شعر هؤلاء بأن الشعب سيحاسبهم على الكذب عليه، فهم يعلمون أن الجيش الاسرائيلى متورط فى غزة، ويتعرض للكثير من الخسائر، وعندما تظهر الحقائق ستتزايد نقمة الاسرائيليين وحنقهم وغضبهم على النتن ياهو، وكل من شارك فى حكومته. امتلك بعض الكتاب الجرأة ليعلنوا بعض الحقائق مثل عيدو ديسنتشيك رئيس التحرير السابق لجريدة معاريف الذى قال إن هزيمة 7 اكتوبر ستتفاقم بهزيمة أخرى فى نهاية القتال ؛ فالأهداف التى أعلنها النتن ياهو غير قابلة للتحقيق.. إنها وصفة لعدم النصر، وأضاف ديسنتشيك: إن قدرة حماس العسكرية تفوق كل ما تخيلناه، وكان تنفيذ هجوم 7 اكتوبر مثيرا للإعجاب، ولذلك فإن حماس لن تنهار. أما ديفيد هيرست فيرى أن شعار تفكيك حماس الذى رفعه النتن ياهو يمكن أن يتحول إلى تفكيك اسرائيل، وهذه الحقيقة أصبحت واضحة فى العالم، فحماس تمكنت من الصمود فى وجه قوة الجيش الاسرائيلي، وأسقطت خرافة أنه لا يقهر، حيث توضح الأحداث عدم قدرة الجنود الاسرائيليين على القتال وجها لوجه من المسافة صفر ؛ أما أبطال المقاومة الاسلامية فإنهم يجيدون هذا النوع من القتال المباشر الذى يعتمد على شجاعة الرجال وقوة العقيدة والايمان والارادة والعزيمة، وهم يمكن أن يصمدوا لفترات طويلة مهما كانت التضحيات. يضيف ديفيد هيرست عاملا آخر سيؤثر على مسار الأحداث هو أن العدوان الاسرائيلى على غزة يزيد اشتعال الغضب فى العالم العربي، فالكارثة الأخلاقية الناتجة عن هذا العدوان أدت إلى زيادة شعور العرب بالغضب والإذلال، ووفرت الشعبية للمقاومة الفلسطينية. هذا الغضب الذى يشير إليه ديفيد هيرست يمكن أن يشعل نار ثورات جديدة تهدد النظم العربية التى تقوم بحماية اسرائيل، وحصار غزة والمشاركة فى تجويع الفلسطينيين بهدف القضاء على حماس. ويمكن أن تكون تلك الثورات أهم العوامل التى تسهم فى سقوط اسرائيل، وعلى أمريكا أن تتذكر أنه لم يكن يتوقع أحد ثورات الربيع العربي، وكانت كل المناقشات تدور حول فتح المجال للشعوب للتعبير عن غضبها، والحصول على بعض المكاسب الديمقراطية، لكن تلك السلطات لم تستجب ؛ فقد أعماها غرور القوة. وهذه النظم العربية تستخدم الآن قوتها الغاشمة لتفكيك الحركات الاسلامية ؛ تماما كما يعمل النتن ياهو لتفكيك حماس، ومن الواضح أن غرور القوة سيكون أهم العوامل التى ستؤدى إلى تفكيك اسرائيل وأمريكا والنظام العالمى والنظم العربية. وعندما يصاب المغررون بقوتهم بعمى البصيرة ؛ لا يستطيعون قراءة التاريخ أو رؤية الحقائق ؛ فيندفعون فى طريق الدمار، ليشعلوا النيران فى أنفسهم.. والشعوب العربية تنتظر الشرارة التى يمكن أن تنطلق قريبا ؛ فلن تصبر الشعوب العربية طويلا على متابعة ابادة الفلسطينيين وتجويعهم ؛ خاصة فى رمضان الذى تتعلق فيه قلوب المسلمين بالله، ويعبد المؤمنون الله بانتظار نصره.
1227
| 10 مارس 2024
كان من أخطر أنواع الظلم الذي تعرض له المسلمون استخدام مفهوم الإرهاب، وربطه زيفا وكذبا وتضليلا بالاسلام، فكل مسلم يتم التعامل معه كإرهابي، حتى يثبت أنه خانع وخاضع ومستسلم، ولا يحلم بالحرية والعدل والكرامة الانسانية. وفي المطارات يتم توقيف المسلم، والتدقيق في أوراقه، للتأكد من أنه لا يحلم بتحرير وطنه من الاستعمار والطغيان والاستبداد والفساد، فإن ثبت لهم ذلك ظل تحت المراقبة، تحيط به الشكوك من كل جانب، ويمكن اطلاق الرصاص عليه، ثم اتهامه بأنه إرهابي. وفي بلاد العرب تم القبض على الكثير من الناس، وكان الدليل على أنهم ارهابيون أنهم يحرصون على أداء صلاة الفجر في المساجد، أو أن علامات السجود في جباههم. لذلك يجب أن نقود ثورة فكرية يتم فيها اعادة تحديد مفاهيم المصطلحات وتحريرها، ورفض التفسير الغربي لمفهوم الارهاب، فالدول الغربية تستخدم المعايير المزدوجة لتضليل الجماهير، وشرعنة حربها ضد الاسلام، ودفع النظم الاستبدادية لاضطهاد الاسلاميين وقهرهم ومنعهم من التفكير في تحرير الوطن الاسلامي من كل أشكال الاستعمار. هل تريد أدلة على صحة ما أقول.. يمكنك أن تشاهد ما يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة، وتسأل نفسك: ألا يشكل هذا العدوان الارهاب بعينه؟. أكتب هذا المقال والشهر الخامس لهذا العدوان يوشك أن يكتمل، وعدد الشهداء الفلسطينيين في غزة يتجاوز الثلاثين ألفا معظمهم من الأطفال والنساء، وعدد المصابين يتجاوز الستين ألفا، وفي كل يوم يتم ارتكاب مذبحة جديدة، والناس يتعرضون لمجاعة. اسأل نفسك ألا يشكل ذلك ارهابا؟. الكثير من التابعين الخانعين الخاضعين للاستعمار الثقافي يذرفون الدموع على الضحايا الاسرائيليين في المغتصبات، الذين تعرضوا لـ «إرهاب حماس في 7 أكتوبر!» وفقدت وجوههم حمرة الخجل، وهم يوجهون اللوم لحماس، ويحملونها المسؤولية عن المذابح التي ترتكبها اسرائيل في غزة. لكن هؤلاء لم يدركوا أننا نعيش في عصر ثورة الاتصال التي تمكننا من الاحتفاظ بكل ما يكتب أو يذاع، ليكون دليلا في المستقبل، ويمكن أن يشكل عارا لكل من فقد الضمير، وانحاز للطغاة، وبرر ظلمهم واضطهادهم للشعوب. مفهوم الارهاب هذا ظهر لأول مرة عام 1969، وتم استخدامه في توصيف منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح، وهذا يعني أن هذا المفهوم قام جهاز المخابرات الاسرائيلية بصكه؛ لاستخدامه في الحرب على كل من يتطلع لتحرير فلسطين من الاحتلال، ثم تبنته أجهزة المخابرات الغربية لتستخدمه في الحرب الثقافية ضد الاسلام، ولنشر الاسلاموفوبيا، واضطهاد المسلمين خاصة الذين ينتمون لحركات اسلامية تكافح لتحقيق الحرية والاستقلال الشامل. بعد أحداث 11 سبتمبر تم التوسع في استخدام هذا المفهوم وربطه بالإسلام، ورفض استخدامه في توصيف أية أعمال عنف تقوم بها أية حركات غير اسلامية، وهذا يعني ارتباط المفهوم بالتفرقة العنصرية والاسلاموفوبيا والظلم وانتهاك حقوق الانسان. وبالرغم من وضوح الجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، واستخدام مئات الآلاف من أطنان المتفجرات؛ لتدمير كل البيوت في غزة، وابادة الشعب الفلسطيني وتهجيره قسريا إلا أنه لم تستطع أية وسيلة اعلامية أن تستخدم مفهوم الارهاب في توصيف العدوان الاسرائيلي.. لماذا؟! لا يمكن تفسير ذلك إلا بأن هذا المفهوم تم صكه في اطار مشروع غربي للحرب ضد الاسلام. لذلك أتوجه بالدعوة لكل الاعلاميين العرب والمسلمين للثورة ضد الظلم الغربي، ورفض الربط بين الارهاب والاسلام، والتأكيد على أن المقاومة الفلسطينية - على رأسها حماس والجهاد الاسلامي - حركة تحرر وطني تكافح ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي اغتصب أرض فلسطين، وأن كل أعضاء هذه الحركات هم مقاتلون من أجل الحرية يستحقون أن تفخر الانسانية بهم، كما تفتخر بأحرار الجزائر وفيتنام، وبكل الذين يعملون لتحقيق العدل في هذا العالم. والمقاومة الاسلامية في غزة تقدم نموذجا ملهما لكل أحرار العالم، لذلك يجب أن نقوم بدورنا في تصوير كفاحها من أجل الحرية والتحرير، ولا نستخدم مفهوم الارهاب إلا في توصيف الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي.
594
| 03 مارس 2024
عانينا طويلا من الاستكبار الغربي الذي يتجلي في الدروس التي يلقيها علينا حول الانسانية والحضارة والتقدم، واتهامنا بالتخلف والعنف والارهاب.. لكن العدوان الاسرائيلي على غزة يكشف الحقائق ؛ التي تفرض على الشعوب أن تفكر في بناء المستقبل على أساس التحرر من الخرافات العنصرية الغربية. والغرب يحرك الكثير من أنصاف الجهلاء في عالمنا العربي ؛ الذين يحذرون من المخاطر التي يمثلها الاسلاميون على الحضارة، ويربطون بين الاسلام والارهاب، وكانت نتيجة تلك الحملات الدعائية تضليل الجماهير العربية، وتزييف وعيها، وتخويفها من الحرية ؛ التي يدعون كذبا أنها تؤدي إلى افتقاد الأمن.. لذلك يجب الخضوع لنظم عسكرية ديكتاتورية ؛ حتى لا يتحول الشعب إلى لاجئين يعيشون في الخيام مثل سوريا والعراق. الآن يجب علي المثقفين الأحرار في العالم العربي أن يقوموا بدورهم في توعية الأمة، وكشف عملية الخداع والتضليل التي تعرضت لها ؛ فالعدوان الاسرائيلي على غزة يوضح تأييد أمريكا وأوروبا للجرائم ضد الانسانية؛ التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي، والعالم كله يشاهد كيف يتعرض شعب فلسطين للإبادة والمذابح والتهجير القسري والتجويع، ويتم قتل الآلاف من الأطفال والنساء، وتدمير العمران باستخدام مئات الآلاف من أطنان المتفجرات. لذلك من لا يقف بشجاعة ويدين الجرائم الاسرائيلية ويدافع عن شعب فلسطين يجب أن يشعر بالعار والخزي، ولا يحدثنا عن الانسانية ؛ فقد قطع صلته بها يوم أن صمت، ولم يمتلك الشجاعة ليرفض ابادة شعب فلسطين ؛ فما بالك بمن أيد دولة الاحتلال الاسرائيلي وساندها وشارك في امدادها بالسلاح الذي استخدمته في ارتكاب جريمتها.ليس من حق أحد أن يحدثنا بعد اليوم عن الضمير الانساني، إن لم يعلن بوضوح تأييده لشعب فلسطين في كفاحه لتحرير أرضه، ومساندته للمقاومة التي تدافع عن الحق والعدل والحرية، ويعلن بكل وضوح رفضه للاحتلال الاسرائيلي، والجرائم التي يرتكبها. وليس من حق أحد أن يحدثنا عن احترام القانون الدولي وهو يستخدم الفيتو ليمنع مجلس الأمن من اصدار قرار بوقف اطلاق النار في غزة ؛ ليتيح لجيش الاحتلال الاستمرار في ارتكاب جرائمه. لقد تخلت أوروبا عن الانسانية يوم أن مكنت العصابات الصهيونية من احتلال فلسطين، واغتصاب أراضي الفلسطينيين وبيوتهم، وهي توضح اليوم بتأييدها للعدوان الاسرائيلي على غزة أنها فقدت الانسانية ؛ لذلك يجب أن يكف المتغربون عنا شرهم، فنحن لا نريد الاستماع إلى محاضراتهم عن مشروع التنوير الأوروبي، وكل ما أنتجه من ثقافة هدفها تبرير الاستعمار واخضاع الشعوب. ها هي الحقيقة واضحة ؛ فجيش الاحتلال الاسرائيلي يرتكب جريمة ابادة عنصرية وتهجير عرقي، والدول الأوروبية تؤيده وتمده بالأسلحة، ووسائل الاعلام الأوربية ترفض نشر صور الجريمة حتى لا تكتشف الشعوب أن أوروبا فقدت الانسانية. أما أمريكا فقد تخلت عن حرية الرأي والاعلام والتفكير والحرية الأكاديمية من أجل اسرائيل، وهي تشارك في ارتكاب الجرائم ضد الانسانية، ولم يعد من حق المتأمركين العرب أن يصوروها لنا كمرجعية في الديموقراطية والتقدم. يتضح الآن أمام الشعوب أن أمريكا فقدت الانسانية، وقيدت الأمم المتحدة، ودمرت دورها في تحقيق السلام ؛عندما منعت مجلس الأمن من اصدار قرار بوقف اطلاق النار.على ضوء تلك الحقائق يجب أن تبدأ امتنا مرحلة جديدة في كفاحها من أجل بناء مستقبلها بالتحرر من الاستعمار الثقافي وعملائه الذين يروجون للخرافات الغربية، فالذي يمثل الانسانية هي الأمة الاسلامية، وهي وحدها التي تدافع عن الحق والعدل والأخلاق، وتتعامل مع كل الشعوب بقيم الرحمة والمحافظة على حياة الانسان وكرامته. أما المقاومة الاسلامية في فلسطين فهي أنبل حركة تحرر وطني تعبر عن حلم شعب بالعودة إلى دياره التي اغتصبتها العصابات الصهيونية.. إنها تقاتل من أجل الحرية والتحرير، ومن يمتلك ضميرا انسانيا يجب أن يبرهن على ذلك بتأييد الحق الذي تمثله المقاومة، وأن يدافع عن العدل، ويرفض بكل شجاعة الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي. وليس من حق أحد أن يعطينا دروسا في الانسانية والحضارة ؛ فقد بدأ عصر جديد تكتشف فيه الشعوب الحقائق وتثور ضد التضليل الغربي ؛ لتنتزع حقوقها في الحرية والعدل، وتحرر إرادتها وأرضها.
399
| 25 فبراير 2024
إن كنت تصبر على متابعة وسائل الإعلام العالمية والعربية ستكتشف أن السؤال المطروح؛ هو: ماذا يحدث في اليوم التالي لسيطرة اسرائيل على غزة، ونهاية حماس واستسلام المقاومة؟ وستجد تصورا اسرائيليا تتشكل بعض ملامحه في إقامة سلطة موالية لإسرائيل تدير شؤون غزة، ويمكن أن تسمح اسرائيل بخروج بعض قادة المقاومة إلى دولة أخرى؛ كما حدث في بيروت، وتستعد أطراف عربية للمشاركة في حماية أمن اسرائيل، وانهاء مشروع المقاومة، وتحقيق التطبيع الكامل مع اسرائيل التي تضمن لها أمريكا التفوق العسكري. ومن الطبيعي أن يفكر الجميع في هذا السيناريو، فإسرائيل تستخدم قوتها الغاشمة في ابادة الشعب الفلسطيني وحصاره وتجويعه، والعمل لتهجيره من غزة، وأمريكا توفر لها كل أسباب القوة. فإلى متى يمكن أن تصمد حماس في مواجهة هذه القوة، والنتن ياهو يصر على استمرار الحرب حتى يحقق نصرا اسرائيليا حاسما بالقضاء على فكرة المقاومة. من الطبيعي أن ينتظر الجميع اليوم التالي للنصر الاسرائيلي، فالنظم العربية عاجزة حتى عن توجيه وسائل اعلامها لنشر الأخبار الحقيقية عن الجريمة التي ترتكبها اسرائيل، وهذه النظم تشارك في فرض الحصار على شعب غزة، وهي لا تريد أن تنتشر فكرة المقاومة، وما يرتبط بها مثل الحرية والتحرير والعزة والكرامة. في هذا الواقع الكئيب هل يمكن أن نطرح سؤالا: ماذا يحدث في اليوم التالي لانهيار اسرائيل، وانتصار المقاومة الاسلامية، وتحرير فلسطين؟ يبدو أن هذا السؤال ضرب من الجنون. لكنني أرى أنه يمكن أن يفتح آفاقا جديدة للتفكير والبحث وبناء المستقبل، ووظيفة العلم أن يطرح أسئلة غير متوقعة لينتج أفكارا جديدة. لكي يغير العلم الواقع إلى الأفضل يجب أن يبحث عن اجابات متعمقة لأسئلة جديدة تتحدى التفكير التقليدي، ويطلق الخيال السياسي لقادة جدد يكافحون لتحقيق أحلام شعوبهم مهما كانت تلك الأحلام صعبة المنال، والشعوب لا تحتاج إلى حكام تابعين لأمريكا ينظرون إلى الأرض، ويوجهون اللوم لشعوبهم. ونقطة البداية هو أن نقرأ أسلوب تفكير قادة حماس، فلو أنهم يفكرون بأسلوب الحكام الذين يطيلون النظر إلى الأرض ويركزون على الواقع ما فكروا في القيام بالهجوم على الجيش الاسرائيلي في 7 اكتوبر، وما فكروا في المقاومة أصلا. ومن المؤكد أنهم يعرفون قوة إسرائيل، وما تمتلكه من أسلحة متقدمة، ويعلمون جيدا أن أمريكا ستحاربهم مع اسرائيل، وأن الشعوب العربية مكبلة ومقهورة ولا تستطيع أن تفعل شيئا خوفا من حكامها. لكن الذين يحلمون بالحرية والتحرير يرفضون العبودية للواقع، ويتحدون قوة العدو الغاشمة، ويقدمون التضحيات. هكذا قرر ثوار الجزائر أن يتحدوا قوة فرنسا، وقدموا أكثر من مليون شهيد، وفي النهاية اكتشف ديجول أنه يجب أن ينقذ فرنسا بالانسحاب من الجزائر، وأدرك بحكمته أن فرنسا يمكن أن تنهار إن تمسكت بالفكرة الاستعمارية التقليدية أن الجزائر جزء من فرنسا. لكن النتن ياهو لا يمتلك حكمة ديجول، وغرور القوة يمنعه من رؤية حقائق كثيرة من أهمها: أن المقاومة حق مشروع لشعب اغتصب الصهاينة أرضه، وأن هذا الشعب سوف يستمر في المقاومة، وأن حماس تقود ثورة عقول منذ عام 1987، وأن أبطالها يخططون، ويعدون ما استطاعوا من قوة؛ لأنهم يصرون على تحقيق حلمهم في تحرير فلسطين، وهم يعرفون أن الصراع طويل، ولكنهم يؤمنون بأنهم سينتصرون ويحررون أرضهم، وما يحدث الآن في غزة هو مجرد جولة ستعقبه الكثير من الجولات. هؤلاء الأبطال يثقون بنصر الله، ويؤمنون بأن القوة لله جميعا، وهم يعبدون الله، ويجاهدون في سبيله؛ فمن يستشهد منهم فقد فاز برضاء الله وجنته، أما من يكتب الله له الحياة ؛ فإنه سيستمر في الجهاد والتفكير والتخطيط والبحث عن مصادر القوة حتي يتحقق النصر. لذلك دع اسرائيل تفكر في اليوم التالي للسيطرة على غزة.. أما نحن فسنفكر في اليوم التالي لتحرير فلسطين، وانهيار اسرائيل، ونعبد الله بانتظار نصره.
684
| 18 فبراير 2024
وعدتكم أنني سأبحث عن أدلة واقعية تؤكد أن نهاية دولة الاحتلال الاسرائيلي تقترب، بالرغم من أنني أعتقد يقينا من خلال دراساتي الاسلامية والتاريخية أن انهيار هذه الدولة سيحدث فجأة؛ وبأسرع مما يتخيل كل الباحثين عن الحقائق التي تحاول أمريكا إخفاءها. لقد اعترف مسؤولون في المخابرات المركزية الأمريكية أمام الكونجرس أن اسرائيل غير قادرة على هزيمة حماس. وهذا الاعتراف يمكن أن يفسر لنا لماذا تحاول الادارة الأمريكية الآن البحث عن صفقة تحقق لإسرائيل صورة نصر. فهزيمة اسرائيل في أي حرب سيكون لها الكثير من النتائج السلبية على نفسية الاسرائيليين، ويمكن أن تدفع مئات الآلاف منهم إلى الهجرة إلى أوروبا وأمريكا. لكن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع القتال في حرب طويلة، لقد تعود على الانتصار في حروب خاطفة بأقل قدر من الخسائر البشرية، لأن جنوده لا يستطيعون الصمود في حرب مفتوحة، وغير تقليدية أمام رجال يعتقدون أن الشهادة طريقهم للفوز برضا الله وجنته، وأنهم سوف ينتصرون يقينا، ويحررون أرضهم. أشارت إلى هذا المعنى كارولينا ليندسمان في مقال نشرته جريدة هآرتس حيث قالت: إن الاسرائيليين حريصون على الحياة، ويخافون أن يخسروها، وليسوا مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل دولة اسرائيل. وبذلك قدمت مؤشرا مهما على أن نهاية اسرائيل تقترب، فمن أهم الخصائص المميزة لشخصية الاسرائيلي أنه أحرص الناس على حياة، لذلك لا يمكن أن يكون محاربا شجاعا يقاتل وجها لوجه. لقد انتصرت اسرائيل على الجيوش العربية النظامية عندما كان التفوق في مجال الأسلحة هو العنصر الحاسم في المعركة، فتمكن الجيش الاسرائيلي من تدمير الطيران المصري على الأرض في 5 يونيو1967، فقام عبد الناصر بإصدار أمره بسحب قواته. بذلك انتصرت الآلة على الآلة، والسلاح على السلاح، والطائرات الاسرائيلية على الطائرات المصرية الرابضة في مطاراتها، فكان كل الدور الذي قام به الجندي الاسرائيلي هو الضغط على الزرار لتنطلق الصواريخ والقنابل وهو دور لا يحتاج إلى شجاعة ورجولة وبطولة. أما التجربة التي يواجهها الجيش الاسرائيلي في غزة فهي جديدة تماما، حيث يخرج له الأبطال المؤمنون من بين ركام المنازل المدمرة بأسلحة بسيطة قاموا بتصنيعها، وبذلك يواجه الجندي الاسرائيلي الموت الذي يخشاه، ولا يعرف من أين يأتيه. أما أبطال فلسطين فقد استدعوا كل ما تختزنه ذاكرتهم من بطولات أجدادهم الفرسان الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني، ومن الاحتلال الصليبي، وأطلقوا لخيالهم العنان، ليحققوا حلمهم الذي لا يمكن أن ينكسر أبدا، لأنه يشحذ العزائم ويقوي الهمم. مرت أربعة أشهر، والجيش الاسرائيلي يدمر غزة بأسلحته المتقدمة التي توفرها له أمريكا، ويرتكب جرائم ضد الانسانية، فيقتل آلاف الأطفال والنساء، لكن الجنود يخافون من مواجهة أبطال غزة الذين يملأ الايمان قلوبهم. أبطال غزة يقدمون الأدلة على أن الايمان بالله والجهاد في سبيله أقوى الاسلحة، فهذا البطل فائز في الحالتين، فإما أن ينتصر ويحرر القدس وفلسطين، ويعود إلى بيت جده عزيزا كريما أبيا يفخر بجهاده وتضحياته، ويستحق اعجاب الأحرار في كل العالم، وإما أن يفوز بالشهادة، فيجد نفسه في جنات النعيم بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لذلك لا يمكن أن تقهر القوة الغاشمة هذا البطل المؤمن. أما الجندي الاسرائيلي فهو يعرف أن هذه الأرض ليست أرضه، وأنه اغتصبها بقوة السلاح، ولقد جاء ليعيش عليها آمنا مرفها يتمتع بخيراتها، لكنه لا يمكن أن يموت من أجلها، فإن مات فقد حياته، وهي أغلى عليه من دولة اسرائيل ومن العالم كله. هذه هي طبيعة المواجهة التي لا يمكن أن تنتهي إلا بزوال اسرائيل وتحرير فلسطين، ولقد بدأ النموذج الذي قدمته حماس يثير خيال الكثير من المسلمين الذين أصبحوا يتمنون الوصول إلى غزة ليشاركوا في تحقيق النصر، أو يفوزوا بالشهادة. والأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت، والبصيرة ترى أضواء النصر.
810
| 11 فبراير 2024
سأقدم لكم مؤشرات من الواقع على أن اسرائيل توشك على الانهيار، وتندفع إلى نهايتها بأسرع مما يتخيل أحد، وأن الشعب الاسرائيلي سيشهد الكثير من المفاجآت، وسيكتشف أنه تعرض للخداع والتضليل، وأن النتن ياهو كذب عليه، واستخدم الرقابة العسكرية لمنع وسائل الاعلام الاسرائيلية من كشف الحقائق. من أهم ما اكتشفه العالم أن وسائل الاعلام الاسرائيلية مقيدة، وأن الرقابة العسكرية تتحكم في المضمون الذي تقدمه للشعب الاسرائيلي، وأن دولة الاحتلال الاسرائيلي التي بنت صورتها العالمية منذ عام 1948 على أنها « واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط « مجرد دولة ديكتاتورية ؛ حيث يتحكم العسكر في المعرفة التي تصل إلى الجمهور، فوسائل الإعلام ليست حرة ولا تستطيع نشر ما تعرفه من معلومات. من أخطر المعلومات التي أصبح العالم يعرفها أن الرقابة العسكرية تمنع نشر المعلومات عن المذابح؛ التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، والتي تشكل جرائم ضد الانسانية، وانتهاكا للقيم الحضارية وأخلاقيات الحروب.. ولذلك تتزايد كراهية الشعوب في العالم ضد اسرائيل. إن شهوة الانتقام التي أصابت النتن ياهو بالجنون، دفعته لارتكاب جرائم يرفضها كل ذي ضمير حر، ولذلك تشكلت صورة جديدة لاسرائيل أهم سماتها: أنها دولة احتلال تستخدم قوتها الغاشمة ؛ لإبادة شعب فلسطين بهدف تهجيره قسريا واغتصاب أرضه، وهذا يعيدنا إلى بداية القصة، عندما وفر جيش الاحتلال البريطاني للعصابات الصهيونية الأسلحة النارية لارتكاب المذابح ضد الفلسطينيين؛لارغامهم علي الهجرة. هذا يمكن أن يفسر تزايد رفض السيطرة الاسرائيلية على فلسطين، في استطلاعات الرأي العام، والمطالبة بدولة فلسطينية مستقلة كحل لذلك الصراع الذي يمكن أن يمتد ويتسع ويهدد بحرب عالمية ثالثة، كما يفسر تزايد المظاهرات في أوروبا وأمريكا. على المستوى الداخلي في دولة الاحتلال الاسرائيلي ؛ توضح مذكرة الرقابة العسكرية: أن حكومة النتن ياهو تريد اخفاء الكثير من الحقائق التي يمكن أن تزيد المعارضة له، واندفاع الجمهور لاسقاطه. من هذه المعلومات: أعداد القتلى والمصابين في جيش الاحتلال الاسرائيلي ؛ فهناك الكثير من المؤشرات على أن خسائر هذا الجيش أكبر بكثير مما تسمح الرقابة العسكرية بنشره، ولذلك ستشكل الأرقام الحقيقية صدمة هائلة للجمهور عندما يتم الكشف عنها. لذلك ستكون أهم الضحايا مصداقية الحكومة، كما أن الثقة في وسائل الاعلام الاسرائيلية سوف تنهار كما حدث في الكثير من الدول الديكتاتورية والتي انهار فيها توزيع الصحف، ونسب مشاهدة القنوات التليفزيونية، وتلك كانت أهم الوسائل التي استخدمتها دولة الاحتلال الاسرائيلي في السيطرة على جمهورها. في النهاية سوف يرى الناس الجنود المصابين ؛ الذين سيروون قصة مختلفة عن بطولات المقاتلين الفلسطينيين الذين واجهوهم في الميدان، وسيؤثر انهيار الروح المعنوية لهؤلاء المصابين على اتجاهات الجمهور الاسرائيلي الذي يمكن أن يعاني من هزيمة نفسية ؛ لا تقل خطورة عن تلك التي عانت منها الجماهير العربية بعد هزيمة عام 1967. هل يدرك النتن ياهو خطورة هذه الهزيمة على نفسية الاسرائيليين ؛ فيصر على الاستمرار في عدوانه علي الشعب الفلسطيني؛ بهدف الحصول على صورة نصر يقوم بتسويقه لشعبه.. لكنه لا يستطيع أن يحقق هدفه حتي الآن ؛ ولذلك يندفع في ارتكاب المذابح ضد المدنيين ؟!. تضمنت مذكرة الرقابة العسكرية أيضا منع نشر المعلومات عن اجتماعات الحكومة ؛ وهذا يوضح أن النتن ياهو يريد اخفاء الحقائق عن الخلافات والمعارك داخل حكومته، وعجزه عن اتخاذ قرار بخصوص صفقة تبادل الأسرى مع حماس ؛ فإن خضع لشروط حماس انسحب اليمين المتطرف ؛ فسقطت الحكومة ؛ وإن رفض فسيتعرض للضغوط من الجماهير ؛ التي أصبحت تدرك بوضوح: أن الأسرى الاسرائيليين لا يمكن استعادتهم دون الخضوع لشروط حماس في صفقة ؛تضمن خروج كل الأسرى الفلسطينيين؛ بما فيهم الأسرى من ذوي المحكوميات العالية وعلى رأسهم مروان البرغوثي وعبدد الله البرغوثي وأحمد سعدات؛ وهذا يشكل نصرا لحماس يسهم في سقوط حكومة النتن ياهو.. لكن تلك مجرد مؤشرات على اقتراب نهاية دولة الاحتلال الاسرائيلي وانهيارها.
528
| 04 فبراير 2024
لن أحدثكم فى هذا المقال عن النصوص الدينية التى تؤكد زوال اسرائيل، وأن نهايتها تقترب ؛ لكننى سأقدم لكم مؤشرات من الواقع الذى أعترف مقدما بأننى أجيد قراءته، لكننى لا أخضع له، وأرى أن العالم سيشهد مفاجآت لا يتوقعها أحد، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذى خلق هذا الكون، ويدبر أمره، وان الله وعد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين، وأن وعده الحق، فهو وحده القوي العزيز. لقد قضيت عمري أطبق المناهج العلمية الحديثة، واحلل المضمون الذى تقدمه وسائل الإعلام، وخطابات الرؤساء والقادة، وادرس اتجاهات الرأى العام، وانطلاقا من تخصصى سأقدم لكم مؤشرات علمية على أن دولة الاحتلال الاسرائيلى تتجه نحو النهاية بأسرع مما يتوقع الذين يطلقون لخيالهم العنان ليتوقعوا أحداث المستقبل. كثيرة هى تلك المؤشرات لكننى سأقتصر هنا على تأثير القوة المادية الصلبة التى تعتمد عليها أمريكا واسرائيل فى تخويف الشعوب، وارغامها على الخضوع والاستسلام. من المؤكد أن أمريكا توفر لدولة الاحتلال الاسرائيلى كل أسباب القوة، فتمدها بأسلحة الدمار الشامل؛ التى استخدمتها بكل عنف فى تدمير العمران، وابادة أهل غزة، وقتل الأطفال والنساء، وتلك جريمة ضد الانسانية والحضارة تشكل عارا لأمريكا وأوروبا، ولكل الدول التى تصمت على تلك الجريمة، أو تشارك فى حصار أهل غزة بهدف تحقيق هدف اسرائيل المعلن ؛ وهو اجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية،وترك أرضهم، والاستيطان فى مصر أو النقب أوجزيرة صناعية. وهذا يكشف الحقائق عن زيف الدعاية التى تروج لها دول الاستعمار الغربي، فالمشاركة فى تلك الجريمة توضح أن تلك الدول الغربية تشكل امتدادا للإمبراطورية الرومانية التى استخدمت القوة الغاشمة فى اخضاع الشعوب وقهرها ونهب ثرواتها. وخوفا من مصير الامبراطورية الرومانية ؛ درس الآباء المؤسسون لأمريكا تاريخ هذه الامبراطورية، وبحثوا عن الوسائل التى يمكن أن تجنب أمريكا السقوط والانهيار.. لكن من الواضح أنهم لم يدركوا أن المبالغة فى استخدام القوة الغاشمة ؛ كانت أهم أسباب سقوط الامبراطورية الرومانية ؛ التى كانت أكثر قوة من أمريكا واوروبا واسرائيل الآن.. لذلك رحب أهل الشام ومصر والمغرب العربى وافريقيا بالفاتحين المسلمين الذين حرروهم من ظلم الرومان وقسوتهم وصلفهم. كما يتطلع الآن كل الأحرار فى العالم باعجاب لأحفاد الفرسان المسلمين الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني، وهم يقاتلون الآن بشجاعة وبطولة وايمان لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلى الذى لا يقل غرورا وقسوة عن الاحتلال الروماني. التاريخ يؤكد لنا أن غرور القوة من أهم أسباب السقوط ؛ فهو يدفع القوى لارتكاب الجرائم والمظالم، ويؤدى إلى موت الضمير ؛ فلا يلتزم بمبادئ أو أخلاقيات.. ومن يريد أن يتأكد من صحة تلك النظرية ؛ فلينظر إلى سلوك الجيش الاسرائيلى فى غزة، فهو يقتل ويدمر، بعد أن شل الغرور القدرة على التفكير.. وهكذا يدفع غرور القوة للجنون الذى يتجلى فى البطش والقهر والقتل. هناك جانب آخر يكشفه العدوان الاسرائيلى على غزة ؛ هو أن الاعتماد على القوة الصلبة الغاشمة يقلل شجاعة الرجال ؛ فالجندى الاسرائيلى يستخدم كل ما يمتلك من أسلحة تدمر وتبيد البشر، لكنه لا يستطيع القتال وجها لوجه ؛ وهو يخاف من الموت، ويريد أن يعود بسرعة إلى الحياة المترفة المرفهة التى تعود عليها، لذلك حذر موشى ديان من معركة يتم فيها القتال رجلا لرجل. فى غزة تجلت شجاعة الأبطال المؤمنين ؛ الذين يقاتلون بعقولهم وقلوبهم وسواعدهم باستخدام أسلحة بسيطة قاموا بتصنيعها بأنفسهم ؛ لكنهم يقدمون لكل الأحرار نموذجا لشجاعة القلب والضمير ؛ التى يمكن أن تهزم القوة الصلبة التى تتباهى بها أمريكا وأوروبا واسرائيل. أوضح العدوان على غزة حدود القوة الغاشمة، وأنها لا يمكن أن تكسر ارادة المؤمنين ؛ الذين يصرون على تحرير أرضهم ؛بعد أن حرروا أنفسهم من الخوف والعبودية للواقع. وهناك عشرات الملايين من المؤمنين يريدون الوصول إلى غزة، تمنعهم نظم الحكم التابعة لأمريكا ؛ لكنهم يمكن أن يكسروا الحدود، ويحطموا القيود، ويتمكنوا من الوصول لفلسطين من اتجاهات مختلفة، ويومها لن يجد الصهاينة سبيلا سوى الهروب إلى دول الغرب التى لن تستقبلهم، وسوف تستخدم قوتها الغاشمة ضدهم.
693
| 28 يناير 2024
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1110
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
942
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
696
| 15 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
657
| 18 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
642
| 18 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
639
| 19 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
573
| 21 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
555
| 16 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
537
| 19 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
507
| 18 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
450
| 15 ديسمبر 2025
في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...
429
| 18 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية