رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بدعوة كريمة من سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود شاركت في منتداه الرمضاني الذي يرتاده مجموعة من أصحاب السمو الأمراء وأهل الفكر والقلم ونخبة من كبار موظفي الدولة عسكريين ومدنيين كان أكبر الحاضرين سنا ومقاما سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز. كان سمو الأمير تركي صاحب المجلس قد استمع لمداخلة لي حول السياسة الخارجية السعودية في منتدى مهرجان الجنادرية الثقافي في أبريل الماضي ودعاني مدير مكتبه بموجب توجيه من سموه للمشاركة في منتدى الأمير تركي ووافقت على الدعوة وتقرر موعدها في الأسبوع الأول من رمضان. (2) قدمت في هذه الندوة قراءة نقدية للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تضمنت أربعة محاور " الدولي، والإقليمي، والعربي، ومنظومة الأمم المتحدة " ما يهم القاري العربي في هذا الشأن في تقديري هو الجانب العربي، والحق أنني تحدثت بكل حرية في شأن الدبلوماسية السعودية في الفترة الواقعة بين 1990 ــ 2011 وهي السنوات العجاف التي مرت بالأمة العربية في جميع المجالات. أجملت قولي في أن الدبلوماسية السعودية أخفقت في كل قضايانا العربية في الفترة المشار إليها الأمر الذي جعلها عرضة للنقد الشديد البعض حاقدا والبعض شامتا والبعض محرضا وقليل منهم مدافعا لكن تلك الدبلوماسية السعودية كانت وما برحت في دائرة الضوء الساطع. (3) عندما انتهيت من حديثي الذي استمر 40 دقيقة فتح باب النقاش الذي استمر لأكثر من ساعتين. أعترف أنه كان نقاشا حادا في صراحته ولغته. أحد المتدخلين مع الاحتفاظ بالأسماء قال: "إنني لم أقدم أي إيجابية للسياسة الخارجية السعودية وركزت على السلبيات، قلت: ذكرت بعض الإيجابيات وركزت على السلبيات، الإيجابيات تتحدث عن نفسها وليس دور الباحث دائما الحديث عن إيجابيات النظام السياسي في أي دولة، مهمة الباحث أن يوضح السلبيات ونقاط الضعف فلعل صانع القرار يستفيد من آراء الباحثين. الخلق لا يتحدثون عن الشمس والقمر لكنهم يتحدثون بإسهاب عن ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر لأنها ظواهر تحدث عندما تختل حركة الكواكب كشأن الدبلوماسية تختل في أوقات الأزمات.أما الشأن اليمني فقد راح أحد الأصدقاء يسهب في توصيف " المعضلة اليمنية " وقال إنه صراع بين أبناء عبدالله بن الأحمر وعلي عبدالله صالح على السلطة والمصالح وأن هناك تدخلات إيرانية تدعم الحوثيين. كان ردي أن الأمر ليس كذلك فالمسألة اليمنية تكمن في فشل علي عبدالله صالح في إقامة الدولة على أسس حديثة، وفشل في خلق تنمية وطنية، وعم الظلم واستشرى الفساد في كل مفاصل دولته القبلية لأكثر من ثلاثين عاما، لم يحسن ترسيخ فكرة الوحدة بين الشمال والجنوب وتعامل مع الشطر الجنوبي كغنيمة حرب وهب الأرض والجاه والمكان لأقاربه والمحسوبين عليه، وتشير كل الدراسات إلى أنه لا وجود ماديا لإيران في اليمن، لقد ضاعت كل هبات الدول المانحة وانتهت في الجيوب والبعض صرف لتمويل تدريب وتسليح البلاطجة وزمرة النظام تحت الادعاء بمحاربة القاعدة. (4) لم يعجب حديثي عن السياسة الخارجية السعودية في القضايا العربية البعض وراح كل يبرر لتلك الدبلوماسية وهنا تساءلت، لو كانت الدبلوماسية السعودية جادة وواضحة أهدافها ونابعة من مصالح المملكة هل سيحدث للعراق ما حدث من حرب وحصار واحتلال؟ الحدود السعودية ــ العراقية أغلقت في وجه أي مدد يقدم للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي للعراق بينما الحدود مع إيران 1300 كيلو متر طولا مفتوحة الأمر الذي أدى إلى تكريس الهيمنة الإيرانية على كل مفاصل الدولة العراقية وهنا نقول ربحت السياسة الإيرانية في العراق بوجهيها الدبلوماسية والإستراتيجية ولم تربح السياسة السعودية. لم يكن النقاش في الشأن البحريني واللبناني سهلا، كان رأيي في كل القضايا التي طرحت أنه عندما يقسم النظام السياسي في الدولة المواطنين إلى فئات ويتعامل مع كل فئة حسب منظوره الشخصي والأمني فإن ذلك يقود المجتمع إلى التفكك والتحزب والاستعانة بالغير لتحقيق مطالب أي فئة. المواطنة هي آخر عامل يفكر بعض حكامنا في أمرها. لو كانت المواطنة هي محور الاهتمام السياسي للحاكم مصحوبة بحقوقها التاريخية التي تقرها الأديان والدساتير لما اختل توازن مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه التحديد. المواطن يريد مساواة في الحقوق والواجبات، إن الدبلوماسية الأمنية التي سيطرت على أحداث اليمن والبحرين لم تكن موفقة ولن تؤدي إلى استقرار في قادم الأيام إن المسألة مسألة عدالة مفقودة ومساواة ناقصة وهنا لا أتحدث عن شيعة وسنة في البحرين ولكني أتحدث عن مواطن بحريني بصرف النظر عن فقهه الذي يتبعه. في تقديري أن الدبلوماسية السعودية كانت رخوة تجاه لبنان منذ عام 1982 وحتى اليوم الأمر الذي أدى إلى بروز قوى أخرى تلعب أدوارا في الساحة اللبنانية. النتيجة خسائر متلاحقة للدبلوماسية السعودية فهل يمكن تعويضها واستعادة أدوارها الفاعلة والبناءة في المستقبل المنظور؟!
362
| 16 أغسطس 2011
الحاكم العربي مسكون بالخوف والشك والقلق من كل شيء حوله، لا يريد أن يسمع إلا ما يحب، يريد الهتاف الجماهيري معبرا عن حبهم له، يريد كل وسائل الإعلام أن تتحدث عن محاسنه حتى ولو لم يكن له حسنة واحدة،لا يريد أن يسمع أي وجهة نظر إلا وجهة نظره التي يرددها إعلامه وحاشيته وزبانيته. إنه مقتنع بأنه إنسان منزه عن الأخطاء وأنه معصوم منها وأن شعبه مجموعة من البشر غير الواعين بمجريات الأمور. إنه يريد تعليما يتحدث عن إنجازاته وبطولاته ولا تاريخ لغيره يدرس في المعاهد والجامعات. إنه يريد إعلاما يظهر صورته في كل خبر حتى ولو كان حادث انقلاب قطار في الهند.الجزيرة كسرت كل الثقافة الإعلامية الرسمية وانحازت للأمة وهمومها ومن هنا كان الحاكم العربي معاديا شاكا قلقا من شاشة الجزيرة لأنها لم تمتدح حاكما منذ التأسيس فعادتها فضح كل النظم التي تضطهد شعوبها وتميز بين مكونات الشعب. (2) ما دفعني لقول ما ذكرت أعلاه هو ما يثار في وسائل الإعلام البحرينية بشأن فلم وثائقي " صرخات في الظلام " بث على الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية من تطاول البعض من المشتغلين بالإعلام في مملكة البحرين بالتهجم غير المبرر ليس على المحطة التلفزيونية وإنما خرج ليشمل ذلك التطاول الدولة القطرية وإصدار التهم غير الموثقة كالقول " إن قطر متورطة في محاولة لقلب نظام الحكم في البحرين (الوطن البحرينية) " قناة الجزيرة عميلة لإسرائيل" (جريدة الأيام البحرينية)، مواقع إلكترونية محسوبة على حكومة البحرين أوردت القول " إن موقف قطر وشعبها لا يريد الخير للبحرين ". السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الفائدة التي ستجنيها دولة قطر من إسقاط النظام في مملكة البحرين إذا افترضنا صحة ذلك القول ؟ ما وجه العمالة لإسرائيل من بث فلم وثائقي عن مملكة البحرين صور وقائع حدثت على أرض البحرين من الشعب البحريني. ولماذا حكومة قطر وشعبها لا يريدان الخير للبحرين؟ علما بأن الأسر في كل من الدولتين متداخلة ينسب بعضها لبعض، وفي شأن العمالة لإسرائيل، هل ترقى عمالة الجزيرة لإسرائيل إلى درجة دعوة وزير خارجية البحرين إلى إشراك إسرائيل في الترتيبات الأمنية في المنطقة؟ ألم يعتبر وزير خارجية البحرين أن الصراع مع إسرائيل جزء من الماضي يجب تجاوزه؟ وهنا تنتفي العمالة لها لأننا أصبحنا خوش بوش ولا بد من نسيان الماضي. لا أريد أن أنكأ الجراح في شأن الخليج وإسرائيل. (3) تقول مصادر فضائية الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية في شأن فلمها الوثائقي عن البحرين. المسؤولون في البحرين منعوا دخول صحافيي الجزيرة ومصوريها إلى البحرين ورفضوا التعليق على البرنامج قبل بثه، ومنعوا من مقابلة أي مسؤول بحريني. تقول مصادر الجزيرة إن الفلم صور في المستشفيات والشوارع، وصورت المظاهرات المؤيدة للنظام والمعارضة له بطرق ومصادر مختلفة ولا أحد يستطيع الطعن في صور الأحداث، وكذلك نقلت تصريحات المسؤولين البحرينيين وتصريحات أخرى صادرة عن دول عربية وأجنبية حول أوضاع البحرين. والسؤال لماذا يمتنع المسؤول الخليجي عن مقابلة أي وسيلة إعلام عربية مستقلة في الأزمات كما هو حادث في البحرين؟ لماذا يكون عند الحاكم العربي حساسية من الإعلام العربي بينما وسائل الإعلام الأجنبية تصور حكامنا في أبشع الصور وأقذر التعليقات ولا احتجاج ولا عتب على تلك الوسائل الإعلامية الأجنبية!! والرأي عندي أن الحاكم الذي يهتز كرسيه من مقالة في صحيفة تنتقد إدارته لدولته ومعاملته لشعبه،أو فلم موثق بالصوت والصورة عن سلوكه السياسي وتاريخ نظامه وتعاطيه مع الأحداث في الداخل والخارج فإنه بلا جدال ليس جديرا بأن يكون حاكما. إن الحاكم العاقل من يتبنى قول السلف الصالح " رحم الله من أهدى إلي عيوبي " إن الحاكم الصالح هو الذي يحقق العدالة والمساواة بين أفراد الشعب. آخر القول: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر بن الخطاب. فهل يعتبر حكامنا من أفعال السلف الصادقين المخلصين؟!
664
| 12 أغسطس 2011
أحضروه مخفورا على فراش الموت، مريضا أو يتظاهر بالمرض من أجل تجييش مشاعر تعاطف شعب مصر العظيم الذي أسقطه ونظام حكمه دون أن يطلقوا طلقة واحدة على جيش أو شرطة أو حتى على بلطجية النظام. حاول ابناه علاء ـــ الذي يحمل بيده المصحف الشريف متجاهلا قول الحق عز وجل " لا يمسه إلا المطهرون" ـــ وجمال أن يحولا بينه وبين كاميرات التصوير ووسائل الإعلام حتى لا تظهر انفعالاته أمام الخلق وهو يسمع ما لم يسمعه من قبل. تسمرت أمام شاشة التلفاز أتابع خطوة بخطوة أعظم حدث في تاريخ مصر المعاصر بعد ثورة 25 يناير وهو أن شعب مصر استطاع أن يجلب جلاديه إلى ساحة القضاء المدني ليحاسبهم على ما فعلوا بمصر خلال ثلاثة عقود من الزمن، رأيت بلطجية النظام المنهار وهم يصطدمون بشباب الثورة الذين أتوا ليشهدوا أول إنجازاتهم بجر فرعون مصر الجديد إلى قفص الاتهام، رأيت طائرة الهليكوبتر التي حملته من مطار ألماظة إلى فناء أكاديمية الشرطة، رأيت الإسعاف الذي حمله إلى المدخل الخلفي لقاعة المحكمة التاريخية، رأيته على سرير الموت في قفص الاتهام، وقفت أنادي بأعلى صوتي " الله أكبر، الله أكبر على من طغى وتجبر، الله أكبر على كل من أهان شعبه من الحكام، حقا لكل ظالم نهاية مزلزلة " وأتمنى على ثوار مصر أن تودع طائرة الهليكوبتر وسيارة الإسعاف وسرير الموت الذي يرقد عليه حسني في متحف ثورة الشعب ليكون عبرة لكل حاكم مصري أو عربي. رحت أستدعي من الذاكرة لحظة دخول الرئيس الشهيد صدام حسين إلى قاعة المحكمة لمحاكمته من قبل العملاء والخونة الذين أتى بهم الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق رأيته رغم آلام التعذيب النفسي والجسدي الذي لحق به في المعتقل إلا أنه وقف رافع هامته متمالك القوى لم يتذرع بآلامه القاسية ليقعد على كرسي متحرك أو يتمدد على سرير طبي. كان المدعون على الرئيس صدام رحمه الله وشهودهم يتحدثون إلى قضاة محكمة الخيانة من وراء حجاب لأنهم كاذبون ويخشون الانتقام من شعب العراق طال الزمن أم قصر، بينما المدعون على حسني مبارك وزمرته وشهود الإثبات كلهم يتحدثون دون أقنعة سوداء أو من وراء حجاب لأنهم على حق. (2) بعض العواصم العربية بذلت جهودا مضنية لدى المجلس العسكري الحاكم في مصر لتجنب محاكمة حسني مبارك أو الإساءة إليه وإلى أبنائه بأي تهم تحط من مكانتهم، تفازعت تلك الأنظمة لإنقاذ مبارك من غضب شعبه لأنه وقف مع تلك الأنظمة لاستدعاء جحافل الجيوش الغربية وغيرها للنيل من العراق عام 1991 وأخيرا احتلاله عام 2003. لم يمانع في احتلال إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982، ولم يناصر الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1988 والثانية المعروفة بانتفاضة الأقصى، ولم يمانع في الهجوم الإسرائيلي على غزة عام 2006 بل أمعن في حصارها لصالح إسرائيل، ولم يُعن الجهود المبذولة من قبل بعض العواصم العربية لإيجاد حل لمشاكل السودان بل على النقيض غض الطرف عما يجري في جنوب السودان الأمر الذي أدى إلى انفصاله عن شماله وستدفع مصر الثمن غاليا لذلك الانفصال. في عهده طلع من أرض مصر العزيزة أكثر من 35 ألف طلعة جوية بطائرات أمريكية لضرب العراق وتدمير بنيته التحتية، وعشرة آلاف طلعة جوية أمريكية في حرب الصومال (جريدة العربي، مصر 8 / 7 / 2001) قد أتفهم تواطؤ دول الخليج مع أمريكا في هذا الشأن رغم رفضي له، لكنني لا أستطيع أن أفهم دور مصر في ذات الشأن. (3) إسرائيل تصف مبارك بأنه الجار الطيب وأنه نجح في كل الاختبارات التي وضعتها إسرائيل. يصفه الإرهابي نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل بأنه الصديق العظيم لإسرائيل يطالب الإسرائيليون اليوم حكومتهم بإطلاق اسم حسني مبارك على أحد أحياء مدينة حيفا وسبقه إلى ذلك أنور السادات صاحب الخيانة العظمى اعترافا لهما بالجميل وتقديرا لمواقفهما لنصرة إسرائيل في كل حروبها على عالمنا العربي من احتلال جنوب لبنان إلى احتلال العراق إلى تدمير غزة إلى انفصال جنوب السودان إلى تفتيت وحدة الصومال. تذكروا معي يا سادة هتافات صدام حسين رحمهالله قبل أن يشنقه الجلاد بلحظة وقف شامخا يهتف بحياة العراق والعرب وفلسطين في الوقت الذي يقف حسني معينا لإسرائيل في عدوانها على لبنان وفلسطين وحتى سوريا الجريحة اليوم. آخر القول: نذكّر حكام العرب، لن تنفعكم جحافل أمنكم ولا جيوشكم ولا أموالكم ولا فساد ذممكم وبطاناتكم ولا جيوش الدول الأجنبية وجبروتها. ما ينفعكم فقط عدلكم، وحرصكم على حفظ كرامة شعبكم، وحمايتكم له بأبنائه من أي معتد أثيم، وحفظكم لحقوقه دون تفريط. إن شعبكم هو الذي سيحميكم إن أحسنتم صنعا، والعاقبة للمتقين..
507
| 09 أغسطس 2011
يحتفل المسلمون بحلول شهر رمضان الكريم في كل عام وتستعد له الأسر وتهتم به الكثير من المدن الإسلامية إذ تضفي على شوارعها ومآذنها أنواع من الزينة وهذا شيء جميل، إلى جانب ذلك تعج المساجد بالمصلين وحلقات الدرس والوعظ والإرشاد، في بعض المدن يتبادل الجيران الطعام من بيت إلى بيت بغية في التواصل وإمعانا في حب الجار أنه شهر الألفة والمحبة والتوجه إلى الله عز وجل بالعبادة والدعاء وفعل الخير . (2) أذكر بأني كتبت مرارا في هذه الزاوية أدعو جهات الاختصاص بالاهتمام بإمام المسجد والإغداق عليه وجعله محصنا عن الحاجة ليتفرغ للبحث في أمات الكتب عن ما ينفع الناس ويرشدهم سبل الرشاد في التعامل مع هذا الكون . وبمناسبة هذا الشهر الفضيل وما نرى من إنفاق على موائد الإفطار في الميادين العامة وعلى مقربة من بيوت الذين أكرمهم الله بمال وفير تقدر تكلفتها بملايين الريالات كنت أتمنى أن يخصص جزء من ميزانية " إفطار الصائمين "التي نرى كرمها وعظيم مقدارها على موائد الإفطار في الشوارع العامة لإمام المسجد فهم في حاجة ماسة . في تقديري لو اتفقت الجمعيات الخيرية المنتشرة في البلاد وكذلك أهل الخير الذين يدفعون أموالا كثرت تلك الأموال أو قلت لبعض الذين يزورونهم في ليالي رمضان طلبا للزكاة أن يخصصوا مبلغا كل عام يقدم لأئمة المساجد في شهر رمضان ولنفترض مبلغا لا يقل عن راتب أربعة أشهر ليعينهم على الحياة الكريمة ويعينهم لتوفير الزمن للبحث في أمات الكتب عن ما ينفع الناس . قدر لي أن أحضر صلاة الفجر في أحد المساجد وبعد أن انتهت الصلاة اعتاد إمام المسجد جزاه الله خيرا أن يحدث رواد مسجده بعد الصلاة ولمدة لا تزيد على عشر دقائق كي لا يثقل عليهم , فراح يحدثنا عن فضل صلاة الفجر وفضل قراءة السور الطويلة فاستشهد بأن (....) قرأ في الركعة الأولى سورة البقرة وفي الركعة الثانية سورة آل عمران، وعقبت عليه بالقول سيكون موعد صلاة الفجر قد انقضى وطلعت الشمس قبل أن ينهي الإمام سورة آل عمران في الركعة الثانية . شيخ آخر طلع على منبر الجمعة وجاء في خطبته، إلى جانب أمور أخرى، أن الإمام الشافي رضي الله عنه كان يختم القران في شهر رمضان في اليوم الواحد مرتين، مرة بالليل ومرة بالنهار. وسؤالي هل يستطيع الإنسان أن يختم القرآن مرة في النهار ترتيلا وتجويدا وتدبرا لقول الله عز وجل . أعلم أن إمامنا غفر الله لنا وله أراد أن يحث الناس على تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان وأن يجعله رفيقه، لكن ليس عن طريق المبالغة إلى الحد الذي يبدأ الناس يتساءلون عن صحة هذا الحديث وغيره مما يرد في بعض الأحيان . سمعت محدثا يحض المصلين على عدم الحركة في الصلاة وأنها تبطل الصلاة واستشهد بحديث نصه " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام يصلي ظن الظان أنه جسد لا يتحرك " .وقد انكر جمهور العلماء مثل هذه الأحاديث (راجع ابن الجوزي، كتاب الموضوعات)حديث آخر، كان محدثنا يحدثنا عن تماسك الأسرة ودور المرأة ومكانة الزوج فراح يروي حديثا نصه "المرأة التي تبيت وزوجها ساخط عليها ملعونة" ومعنى اللعن هنا هو الطرد من رحمة الله . يقيني بان محدثنا لم يكن متفقها في هذا الموضوع فراح يستدعي بعض الأحاديث الموضوعة ليقنع سامعيه بأهمية ما يقول، ولست في حاجة إلى ذكر أحكام كل من الترمذي والنسائي والدار قطني رضوان الله عليهم في صحة هذا الحديث لكنهم أجمعوا على أنه من الأحاديث الموضوعة والتي لا يعتد بها (المرجع السابق) ومحدث آخر يذكر الناس بأهمية الاستجابة لنداء الصلاة " الأذان " وراح يروي حديثا نصه " من سمع حي على الصلاة فلم يجب فهو ملعون " (المرجع السابق ص 103، ج 4) . خلاصة ما أردت قوله هو: إن بعض الأئمة هدانا الله وهداهم سبيل الرشاد لا يجدون وقتا للبحث والتدقيق في هذه الأحاديث لانشغالهم بقلة دخلهم والبحث عن طرق تعينهم على صعوبة الحياة . لقد رحت أبحث عن كل حديث قال به محدث أو رواية راوٍ علني أزداد علما ويقينا من أجل إقناع من يجادل في ديننا بغير علم . وآخر القول: إن الحمد لله رب العالمين، وخير الدعاء اللهم اهدنا سبيل الرشاد.
1784
| 05 أغسطس 2011
خمسة أشهر مضت وسورية الحبيبة تعيش أسوأ مراحل حياتها منذ عهد الاستقلال من الاستعمار الفرنسي، أنها تسير في نفق مظلم. الشعب السوري يريد العزة والكرامة وهو يستحقها بجدارة، إنه يريد الحرية في القول والعمل من أجل سورية القوية العزيزة، أنه يرفض الذل والإذلال من أي قوة في الأرض، الشعب السوري العظيم قاوم كل جحافل الغزاة والطغاة عبر التاريخ وانتصر. اليوم المعركة في سورية الحبية ليست كالمعارك التاريخية التي خاضها الشعب السوري، معركة اليوم هي مع نظام سياسي سوري طغى وتجبر على مدى أربعين عاما ونيف. مطالب الشعب في مطلع حركته الحالية هو الإصلاح وشعار ردده الثوار " الشعب لا يذل"، كانت مطالبة متواضعة لا للإذلال،والقهر، والاستبداد، والفساد والمحسوبية، نريد العزة والكرامة، لكن الرسالة لم تصل إلى أذان الرئيس بشار الأسد إلا عبر " فلاتر " أي عبر أجهزة الأمن الرهيبة. النظام الحاكم في دمشق صعد مواجهته منذ اللحظة الأولى في مدينة درعا ضد المدنيين العزل وانزل الجيش بقوته العسكرية المخيفة وجنوده بلباس ميداني وكأنهم متجهين لتحرير الجولان من الاحتلال الإسرائيلي. جنود أو مجندين (شبيحة) يمتطون ظهور مواطنين قيدت أيديهم من خلاف وبطحوا أرضا، رقص هؤلاء (الشبيحة) على ظهور الرجال وركلت رؤوسهم بأحذية الشبيحة (البصطار الصلب وكأنهم يركلون كرة قدم. في مقابل تصعيد النظام لقمع المواطنين بالقوة المسلحة المطالبين بالإصلاح والكرامة والحرية صعد المواطنون مطالبهم بإسقاط النظام، وامتدت الثورة المطالبة بإسقاط النظام لتشمل كل الأرياف والمدن السورية من أنطاكية شمالا مرورا بمدن الساحل والوسط حتى محافظة درعا في الجنوب، ومع بعد الشبه يذكرنا هذا الموقف بموقف الشعب السوري من اغتصاب السلطة في دمشق من قبل الجنرال الفرنسي هنري غور ومقاومتهم له رغم بطشه الشديد بالشعب. يقيني بأن القيادة السورية الماسكة بزمام السلطة لم تقرأ تاريخ الشعب السوري ومقاوماته لكل أصناف الاستبداد والظلم، لم يعتبروا من حملة الجنرال الفرنسي هنري غور وسياساته التي أعتقد أنه بمجرد احتلاله لدمشق فإنه سيسيطر على كل بلاد الشام. تداعى الشعب السوري لنجدة دمشق فهبت الثورة من حوران لنصر مقاومة دمشق للاحتلال الفرنسي وهتف أهل حوران كلهم " حوران هلت البشائر " وتنادت مدن الشام من أنطاكية إلى الفرات والجزيرة امتدادا إلى دير الزور والحسكة والقامشلي وحمص إلى جسر الشغور إلى ادلب وكل مدن الساحل وإلى درعا إلى كل مكان في سوريا وانتصر الشعب السوري في مقاومته للاحتلال. تاريخ سوريا كله عبر لمن يعتبر فهل أن للرئيس بشار الأسد أن يعتبر؟ (2) قلنا كغيرنا من شرفاء هذه الأمة ونقول لكل الحكام العرب أن الحلول الأمنية لمواجهة مطالب الشعب لن يكتب لها النجاح مهما طغت وتجبرت تلك الأنظمة. الشعب ركن من أركان الدولة إذا اختل توازنه انهارت الدولة، الحكم أداة لتحقيق الانسجام الاجتماعي بين أفراد الشعب متفق على إدارته بعقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم فإذا دب الفساد والاستبداد وانتشر الظلم وانعدمت العدالة انهار الحكم لكن الدولة والشعب ركنان لا يمكن إزالتهما أو تبديلهما، الحكومات مستقبلها وبقاؤها مرتبط برضا الشعب عليها فإذا رفضها الشعب فلا عاصم لها من غضبه وستسقط وستلاحقها لعنة التاريخ طالما بقي الإنسان. (3) في مطلع الأسبوع الحالي اجتاح الجيش السوري مدن مثل حماة وقرى وأرياف سورية لإخضاع الشعب لإرادة السلطة الحاكمة في دمشق وكأن النظام السياسي في دمشق في سباق مع الزمن باستخدام القوة المسلحة لأنها ثورة الشعب السوري السلمية المطالبة بسقوط النظام قبل دخول شهر رمضان المبارك، ارتفع عدد القتلى لأكثر من 140 إنسانا وتزايدت أعداد الجرحى بعضهم جراحة خطيرة كما تؤكد وكالات الأنباء المختلفة ولعل هناك جنود سقطوا في هذه الحرب اللاأخلاقية بدلا من سقوطهم على سفوح الجولان وقممه المحتلة منذ عام 1967. النظام السياسي يقول إن هناك قوى مسلحة وأيد أجنبية تريد إلحاق الهزيمة بسورية دولة التصدي والمقاومة والممانعة وعلى الحكومة السورية أن تحمي الوطن والمواطن من المؤامرات الأجنبية والعملاء والخونة. ونحن نؤيدها في ذلك ونشد من أزرها ونعينها للتصدي لهم. لكن أليس أقصر الطرق لحماية الوطن والمواطن في سورية وغيرها هي إحلال العدل والمساواة والقضاء على الفساد والمفسدين وتسييد مبدأ حرية التعبير وتداول السلطة بالطرق الديمقراطية وإيجاد دستور متفق عليه ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم؟ أليس أقصر الطرق وأسلمها لحماية الوطن والمواطن هو الاستجابة لمطالب الشعب وتحقيق الانسجام الاجتماعي بين مكوناته في جو من الحرية والأمن الجماعي؟ آخر القول: نؤكد أن الإجراءات الأمنية وسن قوانين حمالة أوجه لا تحمي نظاما.ولا تحقق له الاستقرار. لكن أعان الله امتنا العربية على أمورها.
710
| 02 أغسطس 2011
قدر لي المشاركة في المؤتمر آنف الذكر في الفترة الواقعة من 6 ــ 9 يوليو هذا العام وكان في مقدمة الحاضرين الأمير تركي الفيصل والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي السيد الزياني ونخبة من قيادات جامعة كيبردج المرموقة . تحدث سمو الأمير تركي الفيصل في جلسة الافتتاح عن" الربيع العربي " وما آل إليه وعبر عن تحفظة على التسمية ابتدأ كما تحدث بإسهاب في الشأن العربي وليس هذا مكان التعقيب على كلمة سموه الآن ، وعقبه الأمين العام لدول مجلس التعاون فاستعرض إنجازات مجلس التعاون وكعادة المسؤولين العرب لم يتحدث عن إخفاقات المجلس في قضايا كثيرة . لعلة لم يرد نشر غسيلنا في بيئة أجنبية " جامعة كيمردج " . على مدى أربعة أيام ، التقيت بالعديد من أهل البحث العلمي من دول عربية وأجنبية واطلعت على ملخصات الأبحاث المقدمة لهذا الموتمر وتعلمت الكثير مما رأيت وسمعت وقرأت وناقشت و قبل الخوض في هذا الشأن يستحق القارئ العزيز أن يعرف بعض الشيء عن هذا المركز المهم والجدير بمتابعة أنشطته، منها ما نتفق معها ومنها ما نختلف معها أيضا . تأسس هذا المركز الموقر عام 2000م في مدينة دبي كمؤسسة بحثية مستقلة يهتم بالبحث العلمي والترجمة والنشر المرتبطة بإقليم الخليج العربي ، أصدر العديد من الكتب الجديرة بالقراءة وترجم العديد من الكتب المهمة والتي تتعلق بالخليج العربي ، يصدر مجلة شهرية لا تقل أهمية عما يصدر من كتب سواء مترجمة أو غير ذلك . من هنا يمكنني القول بأنه لا غنى لأي باحث يهتم بشأن الخليج العربي عما يصدره هذا المركز البحثي المرموق من دراسات وأدبيات في القضايا الاستراتيجية المهمة . ( 2 ) لقد شارك في المؤتمر الثاني الذي نحن بصدده بالاشتراك مع جامعة كيمبردج ما يزيد على 400 مشارك من أكثر من خمسين دولة تمتد جغرافيتها من اليابان مرورا بكوريا الحنوبية والصين وكذلك الهند وإيران إلى جانب العديد من الدول الغربية بما في ذلك روسيا الاتحادية وبولندا وغيرهم ولا أستثني الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية ، كان الحضور والمشاركة من أفقر دولتين خليجيتين ــ البحرين وعمان ــ بارزا في معظم ورش العمل الخمس عشرة ورشة ، غياب قطر ودولة الإمارات كان ملحوظا . بلغت البحوث المحكمة المقدمة للمؤتمر ما يقترب من 130 بحثا أكاديميا ولكل بحث معقبين . هالني الاهتمام الكبير من قبل الباحثين بأمر التعليم في دول الخليج العربي وجلهم من الأمريكان والأوروبيين وكوريا الحنوبية واليبان إذ أن عدد البحوث في هذا المجال بلغت 28 بحثا تناولت كل مراحل التعليم وكل مكوناته ودور الجامعات والمعاهد الأجنبية المتواجدة على تراب الخليج العربي ، وكما هي عادتنا نحن العرب غاب اهل الاختصاص في المجال التعليمي من العرب وانتهت المداولات بين الباحثين الاجانب والمشاركين منهم ، لم يكن هناك وجه نظر عربية فيما يجري في مجال التعليم والعقبات التي تعتور طريقة وسيادة اللغة الإنجليزية على اللغة القومية " العربية " وانحسار مادة التاريخ القومي - الوطني في مناهج التعليم العام , الأمر الذي سيؤثر على الهوية والانتماء للوطن والأمة في هذا الجزء من العالم . ركز معظم الباحثين الأمريكان على قضية الاعتراف الأكاديمي ، ومناهج التعليم في المراحل المتعددة وأهميتها في مراحل التطور. لم أسمع من الباحثين أو المعقبين أي تعليق على العدد المأهول من انتشار المعاهد والمدارس والجامعات الأجنبية في المنطقة الأمر الذي يؤدي إلى اختلال في التنشئة الوطنية ويؤثرعلى الهوية والانتماء. اعترف بعض الباحثين والمعقبين بأن "موضة الاعتراف الأكاديمي "التي تجتاح الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية في دول مجلس التعاون وبعض الجامعات العربية بأنها عملية تجارية تهدف إلى الربح . ( 3 ) الجانب الآخر الذي اهتم به الباحثون هو الجانب الاقتصادي و التحديث والتنمية في الخليج وقد كان عدد البحوث المقدمة في هذا الشأن ما يزيد على عشرين بحثا وقد اهتمت تلك البحوث بجميع الجوانب الاقتصادية والتنمية والتحديث والبيئة في الخليج العربي ، وحاز الاهتمام بالمرأة بأكثر من عشرة بحوث ، وكان بودي الاهتمام العربي بدور المرأة عربيا في هذا المؤتمر من قبل المشاركين الأجانب الذين معاييرهم في شأن المرأة تختلف إلى حد ما عن معايير العرب والمسلمين على وجه العموم . الحق أن هذا المؤتمر قد تميز بدقة التنظيم لأكثر من 450 مشاركا وكانت هناك لجان عملية في غاية الانضباط والالتزام بزمن المداخلات وزمن انعقاد الجلسات . ميزة هذا المؤتمر أن الراعي والمنظم لانعقاده هي إدارة مركز الخليج للأبحاث وليست دولة . بدأت اجتماعات المركز في موعدها وانتهت في موعدها دون تأخير وأتمنى لكل مؤتمراتنا محاكات أعمال وتنظيم هذا الموتمر وللحديث صلة في هذا الشأن.
470
| 29 يوليو 2011
اليمن غني برجاله وبثرواته وبتراثه لا يحتاج إلى هبات وصدقات من الخارج غبت عن العالم العربي عشرة أيام لم أحاول أن أسمع أخبار هذا العالم المضطرب، كنت أتابع فضيحة ميردوخ المدوية، وكنت أتابع الأزمة المالية الخطيرة التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية ومواجهة الكونجرس الأمريكي للرئيس أوباما وتحميله مسؤولية المديونية الرهيبة التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي وقد تمددت مخالب تلك الأزمة الراهنة إلى الاقتصاد العالمي الأمر الذي سيؤدي إلى تأثر دول الخليج العربي بتلك الأزمة لأن مدخراتها واستثماراتها ومبيعاتها تتم بواسطة الدولار الأمريكي. تذكرت على الفور دعوة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا المزدهرة اقتصاديا القاضية بالعودة إلى الذهب والفضة وبخاصة فكرة " الدينار الإسلامي " الذهبي، ومعدل فائدة صفر كاحتياطي للعملة في العالم، فكرته العظيمة تلك تهدف إلى تعطيل القبضة المزدوجة " للدولار والقروض " وتمنيت قومي يسمعون ويستجيبون لذلك المقترح المقدم من رجل حكيم. (2) في الطائرة في طريق عودتي إلى عالمنا العربي المأزوم تناولت صحيفة عربية ووقع بصري على عنوان " أنا من نسل سيف بن ذي يزن والدم سيكون للركب ". يا للهول!! من القائل؟ وجدت أن القائل هو الرئيس المنتهية صلاحيته علي عبدالله صالح لهيئة علماء اليمن ومشايخ قبائلها الذين أتوا إلى مقر الرئيس علي في وزارة الدفاع بموعد مسبق. يروي هذه الرواية الشيخ الجليل المعروف عبدالمجيد الزنداني ولهذا أخذت ذلك القول على محمل الجد. كان هدف الاجتماع بين هيئة العلماء اليمنيين ومشايخ القبائل وفي مقدمتهم الشيخ صادق الأحمر واللواء علي محسن قائد المنطقة الشمالية والغربية (كان هذا اللقاء قبل مقتل 52 في ساحة التغيير 18 مارس هذا العام) يهدف إلى محاولة إقناع الرئيس بالتنحي ونقل صلاحياته إلى نائبه مقابل إنهاء الاعتصامات ومنعا لسفك الدماء، عندما سمع القول بأن الحال وصل بينك وبين معارضيك إلى عدم الثقة، غضب وفز واقفا قائلا " ما هكذا يخاطب الرئيس " وترك الاجتماع غاضبا، تمت محاولة إعادته إلى الاجتماع آنف الذكر وقال عند عودته: "النقاط الخمس التي أتيتم بها مرفوضة وقال: " ألا تعرفون من أنا أنا علي عبدالله صالح الحميري من نسل سيف بن ذي يزن سيكون حمام دم " أنا لا أتنازل عن منصبي. ذكرني هذا بما قاله شاه إيران لأحد الصحفيين الأجانب قبل رحيله إلى منفاه الأخير " الملوك لا يتنازلون " ولكنه في الأخير طرد إلى غير رجعة حتى إن حلفاءه لم يستطيعوا حمايته من غضب الشعب الإيراني، وهكذا تكون نهاية الطغاة لا عاصم لهم من غضب شعوبهم. (3) ظهر علي عبدالله سليل سيف بن ذي يزن الحميري على وسائل الإعلام بوجه لفحته نار الدنيا، نار التشبث في السلطة وأهوالها، ويد يسرى لا يستطيع حراكها، وصدر اخترقه الرصاص والحطب منظر يبعث على الحسرة والحزن، والحق إنني لم أفرح بما أصاب الرجل ولم أود أن تكون نهايته بذلك المنظر، لكن سليل بن ذي يزن وهو على فراش المرض ما برح يعاند ويتشبث بالسلطة حتى لو أنها أحرقت وجهه وشلت يده وشقت صدره، وألحقت أضرارا برجليه، وأحرقت اليمن وشوهت سمعته بين الأمم. الرئيس كلف أحد مساعديه أن يكتب مقالة نشرت في بعض الصحف العربية يؤكد فيها تمسكه بالسلطة ولو من القبر وذلك بإسناد مهمته السلطوية إلى ولي عهده ابنه أحمد الماسك بيده على الزناد يقتل من يعارض بيعة والده حتى ولو أباد محافظة تعز عن بكرة أبيها وكذلك بقية المدن والمحافظات اليمنية. في مقالته المنشورة ما برح صالح يكرر الدعوة إلى حوار بين سلطته ومعارضيها والسؤال ألا يكفي ثلاثون عاما ونيف من حوار القوة مع الشعب وقيادة المعارضة الوطنية والخروج بلا نتائج إلا مزيد من التعسف والفساد والقتل ورهن البلاد للهيمنة الأمريكية، يقول صالح ومؤيدوه علينا أن نحتكم إلى صناديق الانتخابات، نعم يجب أن نحتكم إلى صندوق الانتخاب بعد زوال هذه السلطة الملكية غير المتوجه وإعادة هيكلة حزب المؤتمر الحاكم بإخراج الانتهازيين وأصحاب المصالح الذاتية الذين أفسدوا الذمم وأثروا على حساب الشعب بغير وجه حق وتفعيل دور الدولة بالانتقال من سلطة العائلة والقبيلة إلى سلطة الشعب المكون الأساسي للدولة وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني للمساعدة في بناء الدولة العصرية بعيدا عن التدخلات الأجنبية. آخر القول: اليمن غني برجاله وبثرواته وبتراثه الحضاري لا يحتاج إلى هبات وصدقات من الخارج، يحتاج إلى رجال يؤمنون بوحدته مخلصين لخدمته محافظين على مكانته وسمعته وموارده يؤمنون بأن مصالح اليمن فوق مصالحهم الذاتية. إن الحكمة اليمانية تقول لعلي عبدالله صالح كفى يا ريس خاف الله في اليمن وأهله واخرج قبل أن تخرج كخروج شاه إيران.
881
| 26 يوليو 2011
العمالة العربية الضامن لأمننا وسلامة أراضينا وثرواتنا ما برح بعض النخب وأصحاب المصالح الذاتية في دول مجلس التعاون الخليجي لا يدركون مخاطر العمالة الأجنبية ــ غير العربية ــ على هذه المنطقة المهمة والحساسة من العالم من الناحية الأمنية والاجتماعية والدينية والاقتصادية وأيضا من الناحية السياسية. إذا قلنا بالناحية الأمنية فنرى أن جميع مرافق الاقتصاد الوطني تغلب عليها وتسود العمالة الأجنبية لغة وإدارة وحتى الحراسات الأمنية التي تحرس هذه المؤسسات، ليس هذا فحسب بل نذهب إلى جميع وسائل الاتصال سلكيا ولاسلكيا حاسوب وغيرها بيد أجنبية فلا أمن ولا أمان. الأخطر من هذا الواقع المخيف أن بعض دول الخليج في محاولة استرضاء بعض الدول الأجنبية أجازت بحكم القانون حق هؤلاء العمال في تشكيل جمعيات خاصة بهم وأجاز قانون العمل في بعض دول الخليج حق إضراب هؤلاء العمال عن العمل بغية تحقيق مصالحهم بينما يحرم القانون حق التجمع وتشكيل منظمات عمالية وطنية وتحريم الإضراب عن العمل للمواطنين. نبهنا وننبه أصحاب القرار في دول مجلس التعاون الخليجي التي تتصف بالندرة السكانية بأن عليها واجبا وطنيا وقوميا أن تعمل على تغيير التركيبة السكانية عن طريق اعتماد سياسة التجنيس لكفاءات عربية، وإعطاء الحق لكل عربي أقام في هذه المنطقة عشر سنوات وأكثر ويتمتع بسجل سلوكي لا غبار عليه، كذلك اعتماد حق المواليد في هذه الدول الخليجية سواء من أم خليجية أو دولة عربية حق الجنسية. إننا بهذا الإجراء نحقق حماية لأوطاننا الخليجية من أي قرارات دولية قد تفرض علينا ما ليس لنا قدرة على قبوله ولا يمكننا الالتفاف على أي قرار دولي. بعض الدول الخليجية شرعت لنفسها تشريعا تعتقد أنه يحميها من قوانين المنظمات الدولية. مثال تلك التشريعات: أن العامل أيا كانت مهنته لا يجوز له البقاء في الدولة أكثر من ست سنوات، قانون آخر مؤداه أن الدولة لا تمنح تأشيرة عمل وإنما تأشيرة زيارة تجدد كل سنة والرأي عندي أن هذا التشريع القانوني غير موفق لأن من له حق الزيارة لا يجوز له في معظم دول العالم حق العمل بأجر أو بغير أجر.. المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تعمل على حماية حقوق العمال المهجرين، مثل حقه في اصطحاب أسرته، وحق الإقامة الدائمة بعد مضي خمس سنوات، وحق الانتخاب والتصويت في المجالس البلدية وغير ذلك من الحقوق. في الشهر المنصرم في المؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية أقرت اتفاقية تمنح العمالة الأجنبية الحق في تشكيل جمعيات خاصة بها، بمعنى تشكيل نقابة عمالية خاصة بها. من المعلوم أنه يوجد ما يزيد على 6 ملايين من عمال المنازل نساء ورجال من أصل ما يزيد على 16 مليون عامل أجنبي في المنطقة، منهم ما يزيد على مليون خادمة منازل في السعودية. ومعلوم أيضاً أن دولة مثل مملكة البحرين على صغرها وتوفر يد العمالة المحلية يوجد بها أعداد هائلة من خادمات المنازل إذ تقدر أوثق المصادر البحرينية أن هذه العمالة المنزلية تحول من مملكة البحرين ما يزيد على 50 مليون دولار سنويا ناهيك عن العمالة الأخرى، فماذا سيكون حال المملكة السعودية ودولة الإمارات على سبيل المثال لا الحصر. إذا نظرنا لهذه الظاهرة من منظور سياسي فإن أي خلاف سياسي تجاه أي قضية من قضايانا العربية والإسلامية بين بعض أو كل دول مجلس التعاون وأي من الدول المصدرة للعمالة الآسيوية فقد تستخدم هذه العمالة لممارسة الضغوط السياسية على أي من هذه الدول، وبالتالي فإننا نخسر مرتين.. مرة استخدام الدول المصدرة للعمالة الآسيوية لإلحاق الضرر باقتصاداتنا وابتزازنا ومرة بإلحاق الأضرار الأمنية المترتبة على ذلك، وعلى ذلك فالعمالة العربية هي الضامن الأساس لأمننا واستقرارنا. قد يجادل البعض بأن العمالة العربية متطلباتها عالية، أعني بذلك (ارتفاع مستوى الأجور والتأمينات وصعوبة الانضباط عند هذا النوع من العمالة ونوعية السكن) الرد على ذلك لاحظ انخفاض التكلفة الاجتماعية الكلية، فسهولة إصدار التعليمات إلى العمال بلغة يفهمونها دون عناء يؤدي إلى تنفيذ المهام بأسهل الطرق وأسرعها. الأمر الثاني أن منظمة العمل العربي والدولي تلاحق دول الخليج العربية من أجل توفير السكن اللازم الصحي والمريح وأجور عادلة ومعاملة إنسانية وحقوق أخرى فلا فرق بين عامل عربي وأجنبي في هذه الحالة فلماذا لا تكون الأولوية للعامل العربي؟ من حيث الطاعة وإنجاز المهام من قبل هذه العمالة العربية فإني أقترح ما يلي(1) على أي شركة تتعاقد مع عمالة عربية أن تعد لها دورة في الدولة المصدرة لهذه العمالة مدتها ثلاثة أيام تعرف العامل بحقوقه وواجباته في الدولة المضيفة والجزاءات المترتبة على التقاعس في أداء المهام إلى جانب التعريف بعادات وتقاليد المجتمع الخليجي.(2) التعاقد مع الدولة ذات الفائض في اليد العاملة بتوفير العمالة التي ليس لها سوابق أمنية أو أخلاقية ولا يترك الأمر لمكاتب خاصة لتوظيف العمالة. آخر القول: إن أمن الخليج العربي مهدد في كل نواحيه الحياتية نظرا لسيادة العمالة الأجنبية، إن العمالة العربية هي الضامن لأمننا وسلامة أراضينا وثرواتنا التي حبانا الله بها.
681
| 15 يوليو 2011
لا شك بأن إدارة المصرف المركزي تبذل جهودا جبارة في كبح جماح البنوك كي لا تستغل ظروف الناس، وتدخل المصرف المركزي في شأن تحديد الفائدة التي تتقاضاها البنوك على الأفراد بشكل يحقق أرباحا للبنوك وفي ذات الوقت لا يلحق الضرر القاهر بالمواطنين وعملاء البنوك. المواطن والمقيم المتعاملان مع المؤسسات البنكية يحتاجان إلى تدخل المصرف بشكل فعال فيما أشرنا إليه في هذه الزاوية بتاريخ (26/ 6) تحت عنوان " البنوك والتحايل على تنفيذ تعليمات المصرف المركزي " لأن بقاء الحال كما هو عليه اليوم وكما أشرت سابقا يعني البقاء على استغلال عملاء البنوك عن طريق الاحتيال القانوني ومن هنا يتطلب الأمر تدخل إدارة المصرف لتتأكد من تنفيذ التعليمات الصادرة من المصرف. (2) الكل يرحب بدور إدارة المصرف المركزي في شأن ضمان حقوق العملاء والبنوك في آن واحد، لكن لاحظنا في الأيام الماضية أن إدارة المصرف المركزي أصدرت تعليمات لكافة البنوك بتقييد المبالغ المسموح بها لحاملي بطاقة "الائتمان المصرفي" بواقع الراتب الأساس + العلاوة الاجتماعية مضروبا في 2 " يعني ذلك إذا كان راتب الموظف = 15000 +3000 *2 = 36000 ريال وهذا في تقديري قرار صدر دون دراسة ومعرفة أحوال الناس. في ظل ظروف دولية وعربية ومحلية (أمنية) تمنع الأفراد أو تحد من إمكانية حمل سيولة نقدية في حالة أسفارهم وتنقلاتهم من دولة لأخرى ومن مدينة لأخرى بمبالغ تزيد عن ألف دولار، فعلى ذلك يلجأ الكثير من الناس المعتادين السفر إلى حمل أكثر من بطاقة ائتمان مصرفي دون اللجوء إلى حمل شيكات سياحية معرضة للسرقة وغير ذلك أو مبالغ نقدية لأنها معرضة للمصادرة في بعض المطارات. وعلى ذلك فإن الكاتب يهيب بالمصرف المركزي لإعادة النظر في قراره بشأن بطاقة الائتمان وأن يجعلها من صلاحية البنوك وحسب تقييمهم للعميل. جرت العادة في البنوك الأمريكية والغربية على وجه العموم رفع سقف بطاقة الائتمان بطريقة سنوية من قبل إدارة البنك، بمعنى إذا كان زبون البنك منح حقا على بطاقة الائتمان بمبلغ 5000 آلاف دولار وقام بتسديدها في المواعيد المحددة دون عناء ففي نهاية العام يحق للبنك رفع السقف بقيمة تصل في بعض الحالات إلى مضاعفة الرقم ليصبح 10000 دولار وهكذا تسير الأمور إلى أن يكتشف البنك بعدم قدرة العميل للوفاء بالتزاماته يقوم البنك بإعادة تقدير الوضع المالي للعميل وإفادته بالقرار وللعلم هذه الحالة تمت مع كاتب هذه الزاوية عندما كان مقيما في الولايات المتحدة الأمريكية وإلى أن ترك وطلب من البنك المعني (ستي بانك) بإلغاء حسابه نظرا لمغادرته أمريكا. المفارقة أن البنك يعطي سلفة على الراتب تصل إلى حد مليوني ريال ولمدة سبع سنوات فلماذا التقييد على حامل " بطاقة الائتمان " وهو في أشد الحاجة في حالة السفر إلى ضمانات مالية خاصة إن كانت معه أسرته، وفي حالة تعرض المسافر أو أحد من أفراد أسرته لا سمح الله لمرض أو لحدث ما فما حيلته لحل تلك المشكلة؟ وللعلم فإن الفندق الذي سينزل فيه حامل البطاقة لمدة خمسة أيام فإن الفندق سيحجز على القيمة كاملة مضافا قيمة الضرائب وعلى ذلك لن يبقى لحامل البطاقة أي مبلغ يستطيع استخدامه وقد لا يكون المبلغ كافيا أيضاً لسداد تكلفة الإقامة في الفندق. (3) حدث في أحد البنوك الوطنية خلل في أجهزة الحاسوب الأمر الذي أدى إلى تأخر إنجاز بعض معاملات العملاء الأمر الذي أدى إلى أن يشتكي عميل من عملاء البنك من دولة آسيوية لا يزيد دخله الشهري عن 4000ريال إلى المدير العام للبنك من ذات الجنسية، ولما كانت الغالبية العظمى إن لم يكن كلهم في إدارة " تكنولوجيا المعلومات من جنسية آسيوية وهم المفروض مساءلتهم عن التأخر في إصلاح أي خلل فني قد يلحق الضرر بعملاء البنك كما هي الحالة المشار إليها. اتجه المدير العام المعني إلى مدير الفرع ونائبه بتوجيه إنذار لهما عن تقصيرهما في هذا المجال بينما الواقع يثبت أن الخلل في إدارة الحاسوب والتي هي مسؤولية إدارة أخرى ليس لإدارة الفرع أي سلطة على الإدارة آنفة الذكر. معلوم أن ما سيترتب على ذلك الإنذار الموجه لمدير الفرع ونائبه إلحاق الضرر بهما في عملية التقييم السنوي عن الأداء وبالتالي يقلل من حقهما في المكافأة السنوية. إن الإجراء الإداري الصحيح والعادل هو التوجه بالإنذار والعقاب إلى الجهة المسؤولة عن أي خلل في نظام الحاسوب ومساءلة مدير الفرع عن السبب الجوهري في ذلك واجبة وعندما تعرف الأسباب فيجب التوجه إلى المسبب وهو إدارة " تقنية المعلومات " آخر القول: يعترف الكاتب بأنه من المؤمنين بنظرية المؤامرة في هذه الحالة وعلى ذلك أسأل لماذا لم يتوجه المدير العام بإنذاره إلى إدارة " تقنية المعلومات " هل لأن موظفي تلك الإدارة وجلهم من إخواننا الآسيويين والعميل المشتكي من ذات الفصيلة، واستسهل إلحاق الأذى بعرب يشهد لهم العملاء بحسن المعاملة وسرعة الإنجاز.
613
| 12 يوليو 2011
لم أكن متحمسا منذ البداية لدخول القوات السعودية " قوات درع الجزيرة " أو أي قوة عسكرية أخرى إلى البحرين إبان المسيرات السلمية التي نظمتها القوى السياسية البحرينية المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية في مملكة البحرين،ولم نسعد بالفزعة الكويتية في إرسال قوات بحرية مسلحة إلى البحرين وكنت أتمنى من كل دول مجلس التعاون الخليجي أن تهب لمساعدة أهلنا في البحرين للوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف بمعنى إقناع القيادة السياسية في البحرين بإجراء إصلاحات فورية كإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وإصلاحات دستورية، وإخراج كل من هو متهم بالفساد أيا كان مركزه أو قربه من العائلة الحاكمة من الإدارة الرسمية فبقاء الوطن موحدا ومتحدا في جبهة داخلية متماسكة أهم من بقاء فرد أو مجموعة من الأفراد في السلطة ولو كان أقرب المقربين إلى جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله. تناقلت وسائل الإعلام في الأسبوع الماضي أن المملكة أمرت بسحب قواتها من البحرين وكذلك فعلت دولة الكويت إذ سحبت قواتها البحرية المسلحة التي كانت متمركزة في مياه مملكة البحرين وبذلك أسدل ستار تواجد قوات عسكرية مسلحة استدعيت إلى البحرين من دول مجلس التعاون لمؤازرة القوات البحرينية في التصدي للمظاهرات السلمية المطالبة بالإصلاح والتي تطورت إلى مسيرات اتسمت بالعنف الأمر الذي لم يكن مخططا له مما أدى فيما بعد إلى تزايد المخاطر على الممتلكات العامة والخاصة مما دفع بالسلطة السياسية في البحرين للاستنجاد بشركائها في مجلس التعاون. موضوعي اليوم ليس البحث في السبب والمسببات وإنما الدعوة إلى تجاوز تلك المرحلة من كل الأطراف خاصة القيادة السياسية لأن بيدها كل وسائل القوة وهي القادرة على تضميد الجراح وبيدها أدوات الإصلاح الوطني وفي ذات الوقت فإن على القوى الوطنية المطالبة بالإصلاح أن تكون على وعي كامل بطبيعة تركيبة النظم السياسية في المنطقة فالمهم عندي التركيز على حق الوطن والمواطنة والحقوق والواجبات والمشاركة في صناعة القرار السياسي. (2) أعلن في البحرين عن انطلاقة " الحوار الوطني بلا شروط " ويشارك في هذا الحوار ممثلون عن جميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني بغية الوصول إلى اتفاق من أجل البدء في "عملية الإصلاح الشامل " في مملكة البحرين . يثور في البحرين إلى جانب أمور أخرى في شأن الإصلاح موضوع " التجنيس " أي منح الدولة جنسية البحرين لأفراد أو جماعات عربية . يثير البعض في هذا المجال التخوف من تغيير التركيبة السكانية لصالح طائفة ضد طائفة أخرى.والحق أن أصحاب هذه النظرة يخطئون في نظرتهم تلك. أن مصلحة الوطن فوق مصلحة الطائفة أو الأفراد وحتى فوق مصالح الحاكم الذاتية ومن هذا المنطلق فإن منطقة الخليج العربي برمتها يجتاحها طوفان من العمالة الأجنبية تقدر بأكثر من 16 مليون إنسان في الوقت ذاته هناك ندرة سكانية خليجية تحتاج إلى قرار جريء وشجاع من صناع القرار في مجلس التعاون الخليجي لردم تلك الفجوة السكانية. إن دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى منح الجنسية لأصحاب المهن والمؤهلات وأصحاب الحرف من إخواننا العرب خاصة الذين أقاموا أو يقيمون أو توالدوا على أرض الخليج العربي في خلال العشر سنوات الماضية وحتى اليوم، ويقدر الكاتب العدد المطلوب ب 20 مليون في خلال العشر سنوات القادمة تكون أغلبيتهم في الدول الأقل سكانا في المنطقة. لقد من الله علينا بالخير الوفير وسعة في الأرض وقلة في السكان فلماذا نبخل بجنسيتنا على المؤهلين من إخواننا العرب والذين نحن بحاجة إليهم وهم بحاجة لنا. إن القول بأن الوافدين أو المقيمين العرب في الخليج قد جلبوا معهم كل عقائدهم وثقافاتهم السياسية وقد تربك السلم الأهلي والوطني وبذلك يدعون أصحاب هذه الأفكار إلى الإقلال من تواجد الشخصية العربية في هذه المنطقة. ونقول من واقع التجارب الحية إن العمالة العربية لم يسجل تاريخها أنها أضربت عن العمل في أي دولة من دول الخليج وتحدت رجال الأمن واعتدت على ممتلكات خاصة أو عامة، بينما يسجل تاريخ العمالة الآسيوية الكثير من تلك الإضرابات والاحتجاجات والاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة بهدف تحقيق مطالب تلك العمالة وتدخلت دولهم لدى حكومات خليجية وأجبرتها على التنفيذ الحرفي للعقود ودفع تعويضات عما أصاب تلك العمالة في الاضطرابات التي حدثت في بعض الدول الخليجية، لن أقول عن تلك المليارات النقدية التي سحبت من بنوك خليجية من قبل آسيويين متنفذين في بعض دول مجلس التعاون. آخر القول: هيبة الأمم تكمن في الكثافة السكانية ووفرة الموارد والمجال الحيوي وكلها متوفرة في خليجنا العربي إلا الكثافة السكانية ولدينا القدرة لردم تلك الفجوة السكانية فهل نفعل؟
1927
| 05 يوليو 2011
اقتراح بإنشاء جمعية وطنية للمتقاعدين مهمتها البحث في همومهم ومطالبهم تعمل جميع الدول على تحجيم نسبة البطالة المتفشية في الدولة، وتعمل على خلق مشاريع تنموية من أجل امتصاص البطالة المتسارعة في الصعود في كثير من المجتمعات. بعض الدول ذات الكثافة السكانية العالية حددت سن التقاعد مابين عمر الستين والخمسة والستين بهدف إعطاء فرص عمل للأجيال المتزايدة العدد من الشباب في تلك الدول.لكنها في الوقت ذاته تعمل على إيجاد فرص لأؤلئك الذين خرجوا من سلك الخدمة المدنية أو العسكرية إلى حديقة المتقاعدين، فيتعين معظمهم في مجالس الشورى (السعودية، الإمارات، وغيرهما)أو كخبراء أو مستشارين أو أعضاء في مجالس الإدارات العامة والخاصة في مؤسسات عامة أو خاصة برواتب مقطوعة تعينهم على مواجهة التضخم الجامح وتحد من تزايد الأمراض النفسية والنزاعات العائلية وترويج الشائعات الناتجة عن الفراغ المميت. في دولتنا الصغيرة في حجمها الجغرافي والقليلة السكان الكبيرة بمكانتها العربية والدولية تعمل الدولة بكل جهودها لحل مشكلة البطالة السافرة واشترطت على جميع المؤسسات العاملة في الدولة إعطاء الأولوية في التعيين للمواطن القطري أيا كان مؤهله وحسنا فعلت.لكن في الجانب الآخر تعمل الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة على التخلص من الكثير من القطريين الذين جاوزت أعمارهم الخمسين أو دون ذلك بذرائع مختلفة هؤلاء الذين تم الاستغناء عنهم ليسوا كلهم سيئين إداريا أو علميا فقد تكونت لديهم الخبرة ومهارات الإدارة من واقع التجارب والممارسة فلا يجوز الاستغناء عنهم لتلك الأسباب. إن الدولة تعمل كما قلت على محاربة البطالة السافرة بإيجاد فرص عمل لكنها مع الأسف الشديد تخلق بطالة مقنعة بإحالة العديد من موظفي الدولة إلى التقاعد المبكر وهذا لا يقل خطورة عن البطالة السافرة حتى من الناحية الأمنية والاجتماعية. (2) الدكتور محمد الكبيسي أستاذ علم الجغرافيا بجامعة قطر جفت أقلامه وهو يكتب عن حال وأحوال المتقاعدين والتعسف في استخدام الحق القانوني للاستغناء عن الكثير من الموظفين القطريين تحت ذريعة السن القانونية علما بأن تلك المؤسسات المعنية توظف آخرين ليسوا من قطر أو من محيطها في أعمار ناهزت السبعين عاما أو تزيد الأمر الذي أثار الأستاذ جابر محمد المري ليكتب للشرق تحت عنوان "جبتها على الجرح يا دكتور" إنها مقالة بكائية محزنة، كم أتمنى أن يقرأها كل صاحب قرار في هذه البلاد الكريمة. (3) في دولتنا قطر جمعيات نفع عام سميت منظمات المجتمع المدني، منها على سبيل المثال جمعية المهندسين، وجمعية المحاسبين وغير ذلك من الجمعيات وفي سياق الحديث عن التقاعد والمتقاعدين فإن اقتراح تكوين جمعية تنضم إلى سائر الجمعيات يمكن أن نطلق عليها اسم " الجمعية الوطنية للمتقاعدين " يكون من مهامها البحث في هموم ومطالب المتقاعدين وتسعى لإعادة تشغيلهم لمن يريد في مؤسسات خاصة أو شركات كبرى بهدف القضاء على البطالة المقنعة وحل مشاكل اجتماعية تخيم على بيوت الكثير من المتقاعدين. آخر القول: أتمنى أن يهتم بهذا المقترح كل صاحب رأي وأن تتم مناقشته عبر وسائل الرأي العام كي نصل إلى أحسن الحلول، والله من وراء القصد.
719
| 01 يوليو 2011
السكوت والتمادي في إلحاق الأضرار بالعراق ستكون له عواقب على المنطقة العراق ركن أساسي من أركان الوطن العربي، ومصير العرب مرتبطا بمصيره، والشعب العراقي ساهم في تأسيس الحضارة الإنسانية عامة والعربية الإسلامية على وجه التحديد من عهد حمو رابي (1700 ق. م.) وإلى عام 2003 عام النحس على العراق الشقيق والأمة العربية عامة. من المؤسف أن الشرور توالت على العراق بفعل بعض من ادعى أنه من أبناء الرافدين، وتعاظمت تلك الشرور من جواره العربي، والمحرك لكل هذا وذاك دولة الاستكبار العالمي، لكن قيض الله لها من يجرعها سم الهزيمة في العراق، إنهم أبناء الرافدين البواسل. أريد أن أنبه كل الذين يستغلون ضعف العراق بعد احتلاله عام 2003 للنيل منه ومن كرامته ووحدة أراضيه أن لا يتمادوا في استفزاز هذا الشعب العظيم تارة بالإصرار على إبقاء قرارات مجلس الأمن الصادرة تحت بند الفصل السابع من الميثاق سارية المفعول، وتارة أخرى باستنزاف ثرواته بدون وجه حق وثالثة بتغيير معالم الحدود الجغرافية في جنوب العراق. حدود العراق الجغرافية معروفة لكل منصف ـــ من حقب ما قبل العهد العثماني مرورا بالاحتلال البريطاني وقيام النظام الملكي وحتى عام 1991 م ـــ لا ينكرها إلا ظالم أو جاهل بوقائع التاريخ. الشعب العراقي أسد جريح بفعل البعض ممن يدعون الانتساب إليه، وبفعل جواره العربي والإسلامي وبفعل الدول الكبرى المتحكمة في إدارة مجلس الأمن الدولي فلا تزيدوا جراحه عمقا بتصرفاتكم اللامسؤولة في جنوبه. الأسد الجريح يكون أكثر شراسة عندما يستفز أو يحاول أحد إهانته أو المساس بعرينه، وهذا طبع الشعب العراقي الشقيق. (2) بصرف النظر عمن يحكم العراق فكلهم مجمعون على تثبيت حقوقه الجغرافية في أي جبهة كانت، وبصرف النظر عن رأينا في الحكومة الحالية وشرعيتها إلا أننا نقف معها صفا واحدا في وجه كل من يحاول المساس بسيادة العراق والاستقواء على حدوده التاريخية أو النيل من مكانته أو إهانة هذا الشعب العظيم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إنه صانع حضارة إنسانية يعتد بها على مستوى العالم كله وهكذا يجب التعامل مع العراق. في أعقاب الحرب العالمية على العراق (33 دولة حاربت العراق) والتي استمرت من عام 1991 ــ 2003 وأخيرا تم احتلاله، استغلت دولة مجاورة هذا الضعف الذي أصاب العراق فراحت تتوسع في الأراضي العراقية بمساعدة الدول المنتصرة في الحرب على العراق وفعل دور مجلس الأمن لتحقيق تلك المهمة. على إثر ذلك فقد العراق أراضي واسعة غنية بالبترول وفقد ميناء (أم قصر) البحري التجاري لأن هذه المنطقة ضمت إلى دولة الكويت بقرارات مجحفة وظالمة، كذلك استيلاء الكويت على ممر الملاحة البحرية في خور عبد الله ألحق أضرارا بالغة بالموانئ العراقية مثل ميناء خور الزبير، وميناء البتروكيماويات وغيرها من الموانئ العراقية الصغيرة المتخصصة المطلة على الخليج العربي. إن الخط القاطع للممر الملاحي العراقي الضيق والمحصور بين ميناء أم قصر العراقي المغتصب وجزيرة (حجام) سيجعل الموانئ العراقية محاصرة تماما، ومعزولة عن العالم، وسيكون العراق دولة مغلقة لا صلة لها بالبحر. (عماد علو 25 /5 /2011) وهذا خنق للعراق يجب عدم القبول به عربيا. (3) أعتقد أن الكويت لديها من الأزمات ما يكفيها طبقا لما تنشره وسائل الإعلام الكويتية ومع الأسف الشديد أن بعض أصحاب المصالح بوعي أو بدون وعي يزيدون من أزمات الكويت بفتح أبواب أخرى للأزمات الماحقة على سبيل المثال: إقدام الكويت على بناء ميناء مبارك الكبير الذي سيلحق أضرارا بالغة بالموانئ العراقية. إن الاستمرار في تنفيذ هذا المشروع سيزيد من كراهية العراقيين للكويت لأن هذا المشروع سيلحق الضرر بالاقتصاد العراقي بشكل مباشر وعلى الجرف القاري وممرات الملاحة. إن عمليات الحفر والردم، وإنشاء السواتر الخرسانية في خور عبد الله سوف تلحق الضرر بالثروة السمكية في المياه الإقليمية العراقية، والتي تعتبر مصدر الرزق لآلاف العراقيين من سكان جنوب العراق. إن الكويت لديها عدد من الموانئ هي ميناء الشعيبة، والأحمدي وميناء عبد الله وميناء الشويخ تخدم مساحتها البالغة 18 ألف كلم2، وسكانا لا يزيدون على 800 ألف نسمة غير العابرين من غير الكويتيين ولا حاجة لها للتوسع في بناء موانئ جديدة، بينما ميناء أم قصر العراقي المسلوب يخدم سكانا يزيدون على 26 مليون عراقي ومساحة أرض تقدر بـ 437 كلم2 فأي عدالة هذه. آخر القول: إن خنق العراق بحريا من قبل جيرانه اليوم أمر لا يجب السكوت عنه عربيا، إن السكوت والتمادي في إلحاق الأضرار بالعراق ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة برمتها.
389
| 28 يونيو 2011
مساحة إعلانية
يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...
1110
| 18 ديسمبر 2025
لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...
942
| 16 ديسمبر 2025
يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...
696
| 15 ديسمبر 2025
إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...
657
| 18 ديسمبر 2025
هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...
642
| 18 ديسمبر 2025
يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...
639
| 19 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
573
| 21 ديسمبر 2025
يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...
555
| 16 ديسمبر 2025
هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...
537
| 19 ديسمبر 2025
لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...
507
| 18 ديسمبر 2025
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة...
450
| 15 ديسمبر 2025
في اليوم الوطني، كثيرًا ما نتوقف عند ما...
429
| 18 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية