رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مجلس التعاون والربيع العربي

قدر لي أن أشارك في مؤتمر "الخليج العربي والعالم" في الرياض، الذي نظمه مركز الخليج للأبحاث بالاشتراك مع المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية السعودية في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر هذا العام. شارك فيه العديد من الدول أذكر منها إلى جانب بعض الدول العربية، الصين والهند وباكستان وإيران وتركيا وكوريا الجنوبية وقائمة يطول ذكرها من الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية على مدى يومين، والحق أن ذلك المؤتمر وما دار فيه من مداولات وحوارات جدير بالاهتمام من قبل القيادات السياسية لدول مجلس التعاون والأمانة العامة للمجلس على وجه الخصوص. هذا المؤتمر عقد قبل انعقاد قمة مجلس التعاون السنوية المقرر انعقادها في الأسبوعين القادمين. (2) من الملاحظ أنه في الغالب تنتهي مراقبة الأحداث في أي منطقة من العالم ذات حيوية إستراتيجية إلى توليد فرضيات يبنى عليها فيما بعد نظرية سياسية مع تقدير أن تأتي متغيرات ما تعدل في منطق النظرية ولكن دون أن تلغي أساسياتها. في هذا الإطار ينظر بعض المراقبين السياسيين إلى العوامل التي حفظت وتحفظ الأمن الإستراتيجي للخليج العربي علما بالأحداث العاصفة التي تتم من حوله وفي داخله، ويكاد البعض يصل إلى فرضية ــ لم تتحول بعد إلى نظرية ــ فحواها أن ما يحفظ على الخليج أمنه هو وجود مصالح دولية متعددة الأطراف بما يجعل من مهمة كل طرف دولي أن يضع أمام الآخرين " خطا أحمر " يمنع تجاوزه، غير أن اعتماد الحماية على التوازن الدولي في منطقة الخليج العربي قد حمل معه أثمانا باهظة فالذين تولوا وضع الخطوط الحمراء إنما اقتصروا مهمة الحماية على أنفسهم وليس على بناء القوة الذاتية لمجلس التعاون الخليجي كطرف فعال في المنطقة. إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من الأوروبيين لم يقبلوا برفع القدرات التسليحية والكفاءة التدريبية لدول مجلس التعاون تحت ذريعة أن ذلك يخل بالتوازن العسكري الإستراتيجي العربي مع إسرائيل. إذا يعمد الغرب والولايات المتحدة إلى التأكيد على فرضية الحماية الدولية المتعددة الأطراف لأمن الخليج وليس إلى تنمية القدرة الدفاعية الذاتية لدول المجلس، وذلك لتحقيق شكل من أشكال "التبعية" الإستراتيجية ومن الملاحظ أن دول المجلس قد خضعت لقبول مبدأ " التبعية " إذ راحت كل دولة من دول المجلس ترتبط بمعاهدات دفاعية ثنائية مع أمريكا وبعض الدول الغربية وروسيا. الغريب أننا نسمع أصواتا عالية في دول مجلس التعاون صادرة من قيادات ومن أصحاب رأي يقولون إن أمن الخليج العربي هو مسؤولية دولية علما بأن النظام الأساسي لدول مجلس التعاون ينص على أن أمن الخليج هو مسؤولية أبنائه فكيف نزاوج بين معاهدة التأسيس وما يقول به بعض النخب الخليجية. (3) في هذا المؤتمر " الخليج والعالم " اعترف الأمير تركي الفيصل ـــ رئيس سابق للاستخبارات السعودية وسفير سابق للمملكة العربية السعودية في كل من لندن وواشنطن ـــ بتأخر دول مجلس التعاون في صوغ إستراتيجية سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية مستقلة، وذلك بعد الأخذ بمعطيات حالية (الربيع العربي) تظهر انكشافنا الإستراتيجي أمنيا وسكانيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا وتنمويا وقال: "لقد علمنا التاريخ أن تغير الأحوال من سنن الحياة، وأن من ينجو من تداعيات كثير من التغيرات السلبية هم من استشرفوا هذه الثغرات، وحصنوا أنفسهم منها، وتقدموا بما تمليه عليهم متطلبات التقدم إلى الأمام". وأكد سمو الأمير تركي أنه رغم أهمية موقع دول مجلس التعاون وما تمتلك من ثروات هامة للعالم كله لا يمكن أن يكون ذلك الحال ضمانا كافيا لبقائها بمنأى عن التقلبات الإستراتيجية في العالم وعن التنافس بين قواه على النفوذ فيه، ويجب ألا نسمح بفرض خيارات الآخرين علينا بحجة ضعف قدراتنا العسكرية. إننا مطالبون كما قال بإعادة التفكير في أهدافنا للتكامل والتنسيق بين دول المجلس للارتقاء بها وبدورها في العالم، ولاسيَّما أن الظروف والتطورات المحلية والإقليمية والدولية تفرض علينا ذلك وما المانع من أن يتحول هذا المجلس إلى دولة ذات سيادة، تنطلق بروح جديدة واضحة الهدف النهائي. لم يقل الأمير برياح التغيير التي تجتاح العالم العربي " رياح الربيع العربي " صراحة، إلا أن كل ما قال به كان يجري في وجدانه وفكرة المتغيرات الزاحفة على أنظمة الحكم العربية والتي تعارف القوم على تسميتها " الربيع العربي ". لقد أثار سموه الكثير من التساؤلات المهمة؛ إذ قال: ما الذي يمنع من المباشرة في بناء جيش خليجي متحد وبقيادة واحدة؟ ما الذي يمنع من امتلاكنا للسلاح النووي إذا فشلت الجهود لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل؟. لقد أكد الأمير تركي على استطاعتنا على تأسيس مجلس شورى منتخب لدولة واحدة، ونستطيع أن نؤسس قوة عسكرية واحدة، ونستطيع أن نؤسس اقتصادا واحدا بعملة واحدة، إننا نستطيع أن نؤسس لمناهج تعليمية واحدة، إنه لا يجوز لنا أن نجعل منطقتنا سوقا لعمالة العالم وأبناء مجتمعنا عاطلون عن العمل، وفي هذا السياق أشار سكرتير الأمن القومي الهندي في كلمته إلى أنه يوجد هنا كما فال ستة ملايين عامل هندي. والحق أن كلمة الأمير تركي الفيصل لاقت الكثير من الاستحسان ومست مشاعر الكثير من الناس خاصة أبناء الخليج المشاركين في هذا المؤتمر وكانت محور مناقشات عامة بين المشاركين وفي بعض مجالس الرياض التي قدر لي شرف المشاركة فيها رغم ليالي الرياض الباردة هذه الأيام. آخر القول: "اقتبس الأمير تركي جملة واردة في إعلان الرياض الصادر عن قمة مجلس التعاون عام 1999 اختتم بها مداخلته "أن التاريخ لا يصنعه المتفرجون من بعيد، وأن الأحداث لا يصوغها المنعزلون المتهيبون"، وأضيف: التاريخ يصنعه العظماء.

382

| 09 ديسمبر 2011

وأخيرا وقع علي عبدالله صالح

تابعت كغيري من المهتمين بالشأن اليمني حفل مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية المعدلة التي وقّعت من قبل علي عبدالله في الرياض بحضور خادم الحرمين الملك عبدالله وأركان الدولة السعودية إلى جواره، ومن حضر من ممثلي الدول والأمم المتحدة وممثلي المعارضة اليمنية وغيرهم. لا أخفي بأن هواجس الشك في نوايا علي عبدالله صالح كانت الغالبة عندي لأن هذا الاتفاق والتوقيع عليه في هذه الظروف هو مناورة من قبل علي عبدالله ومحاولة لإعادة تنظيم عناصر قوته وأنصار حكمه ليجدد الكرة على معارضيه بعد تفريقهم وإخراجهم من الساحات وحفر خندق عميق من الشكوك والكراهية بين المعارضة بكل أصنافها وثوار الساحات والميادين في كل أرجاء اليمن. وهناك رأي آخر لا أستبعد صحته، مؤداه بأن بعض دول الخليج العربي أبلغت السيد على أنها لم تعد تستطيع حمايته ولا قبول مماطلته فهي منشغلة بالوضع في بلاد الشام وعليه أن يرحل عن المسرح بعد تسليم مهام رئاسة الدولة إلى نائبه فورا وهكذا تم التوقيع في الرياض. (2) إن أول إخلال باتفاق الرياض من قبل علي عبدالله هو أوامره لأولاده وأتباعه المسيطرين على الجيش والقوى الأمنية باستمرار قتل المتظاهرين في كل الميادين والساحات اليمنية، والعودة إلى صنعاء والالتقاء بقيادات عسكرية وأمنية وأعضاء حزبه في اجتماع عام وإصداره مراسيم رئاسية والتوقيع على قرارات حكومية بعد أن سلم مهامه الرئاسية حسب الاتفاق لنائبه وقبوله برئاسة شرفية لمدة تسعين يوما لا يجوز له إصدار أي قرارات خاصة بعد تعيين رئيس وزراء جديد من قبل رئيس الجمهورية بالنيابة. إن بعض دول مجلس التعاون ارتكبت أخطاء جسيمة في حق الشعب اليمني لأنها منحت علي عبدالله حصانات سياسية وقضائية فلا تجوز مساءلته عما فعل ويفعل بالشعب اليمني وما أهدر من ثرواته، وتشويه سمعته بأنه يحتضن تنظيم القاعدة المحذور دوليا، وتحت هذا الاتهام يستعدي أمريكا والعالم على شعبه، وأعطاها الضوء الأخضر لملاحقة معارضيه عن طريق الملاحقة بطائرات من دون طيار وكم من قرية دمرت وكم من نفس أزهقت تحت ذريعة محاربة الإرهاب! (2) إن عدم تجميد الأموال والأصول الثابتة المسجلة باسم علي عبدالله وأفراد أسرته والمقربين منه والمتعاملين معه وأرصدة الحزب الحاكم والمتنفذين فيه في الداخل والخارج أمر في غاية الخطورة على استقرار اليمن ودول الجوار لأنه سيوظف تلك الأموال للإخلال بأمن اليمن وعدم استقراره حقدا على هذا الشعب الذي ثار من أجل استرداد كرامته وسيادته على موارده الطبيعية التي أهدرها علي عبدالله وحاشيته. إن النص في معاهدة الرياض الموقعة بين المعارضة وعلي عبدالله "بأن تجري الانتخابات الرئاسية في البلاد في خلال ثلاثة أشهر "أمر يوحي بالشك في نوايا أصحاب المبادرة الخليجية إذ إنهم يعلمون بأن هذه المدة الزمنية غير كافية في مجتمع مثل المجتمع اليمني الذي لم تعمل النظم المتعاقبة على حكمة على بناء دولة ذات مؤسسات يعتد بها. هذه مصر تعتبر دولة بكل معنى الكلمة أعطت نفسها سنة على الأقل لإجراء انتخابات رئاسية بعد إسقاط نظام حسني مبارك، والسؤال المطلوب توجيهه إلى كل من عمل واعتمد هذه الصياغات للمبادرة الخليجية هل أخذتم في اعتباركم العزل السياسي لكل من أسهم في مأساة الشعب اليمني طول مدة ثلاثين عاما ونيف؟ بأنه لا يجوز له الترشح لرئاسة الجمهورية وذلك لا يجوز لعلي عبدالله وأي من أفراد أسرته أو أقاربه أو أصحاب الحظوة عنده من أفراد حزبه الترشح لرئاسة الدولة. إن مشروع المناصفة بين المعارضة والحزب الحاكم لتولي المناصب في إدارة الدولة أمر في غاية الخطورة إذ إن هذا المشروع يكرس مبدأ الطائفية السياسية التي يعاني منها اليوم المجتمع اللبناني والعراقي ويبعث على عدم الاستقرار في اليمن في قادم الأيام. إن الواجب على دول مجلس التعاون كان يقضي بدعوة الرئيس اليمني بالنيابة إلى إصدار تشريع يقضي بحل الحزب الحاكم لأن الأمين العام للحزب هو علي عبدالله الأمر الذي سيخل بكل عملية التغيير السياسي في اليمن، وتكليف رئيس الوزراء المكلف بأن يعين حكومة من الأكثر كفاءة والمشهود لهم بالنزاهة والأمانة من أبناء اليمن الموحد لتكون حكومة انتقالية تعمل على إعداد دستور جديد يستفتى عليه من قبل الشعب ثم تجري انتخابات برلمانية يكلف الحزب الذي حصل على الأغلبية بتشكيل الحكومة. إن إبقاء علي عبدالله رئيسا للحزب الحاكم دون تجميد أمواله وأموال أنصاره وأفراد أسرته ومن تعاون معه وأركان حزبه وأموال الحزب ومقراته دون حراسة قانونية على تلك الأموال كي لا يتم التصرف بها من قبلهم، إذا لم تتم هذه الإجراءات فإن اليمن سيشهد حتما أوضاعا لا تحمد عقباها لليمن وجواره خاصة في مرحلة الانتخابات القادمة. إنه أمر في غاية الأهمية جعل الانتخابات الرئاسية بعد مرور عامين وليس ثلاثة أشهر كي تندمل الجراح وتسوى كل المظالم وينزه القضاء من كل الشبهات ليكون رقيبا على العملية السياسية. إنها أمانة مجلس التعاون لقيادة اليمن إلى بر الأمان والاستقلال وكل شرفاء اليمن.

340

| 06 ديسمبر 2011

الربيع العربي وأثره على العلاقات مع أوروبا

في الوقت الذي انعقد في الدوحة أربع فعاليات سياسية واجتماعية مهمة "مجلس التعاون الخليجي في ذكراه الثلاثين عاما، نظمته جامعة قطر مع جامعة أجنبية مقيمة، هوب فور، نظمته وزارة الخارجية، العرب والقرن الإفريقي جدلية الجوار والانتماء نظمه معهد الدوحة للدراسات وتحليل السياسات غبت عنها جميعا لارتباطي بفعالية سياسية مهمة عقدت في عمان الأردن تحت عنوان " الربيع العربي وأثره على مستقبل العالم العربي والعلاقات مع أوروبا " نظمته الجامعة الأردنية بالتعاون مع مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة جنوب الدنمارك، شارك في هذا المؤتمر نخبة من المشتغلين بالسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والعديد من إسبانيا والدنمارك وفرنسا وتشيك وإيطاليا والسويد وغيرهم، كنت استلمت الدعوة لحضور هذا المؤتمر في شهر يوليو، فكان لذلك المؤتمر الأولوية عندي رغم عتب الكثير من الأصدقاء عن غيابي عن فعاليات وأنشطة الدوحة. كانت مداخلتي في مؤتمر عمان بعنوان " مجلس التعاون الخليجي والغرب والربيع العربي " وقلت إن مجلس التعاون ليس محصنا من عواصف الربيع العربي فهذه العواصف تحوم في أجواء العديد من دول المجلس رغم اندفاع هذه المجموعة في تأييد ثورة الربيع العربي في أقطار عربية متعددة وحماية بعض دول المجلس لنظام علي عبدالله صالح رغم بطشه بالشعب اليمني بلا هوادة. وقلت فيما قلت عن دور أمريكا في الربيع العربي لقد خيم على الإدارة الأمريكية منهج "دبلوماسية التردد والغموض " فالرئيس الأمريكي أوباما تتمرجح مواقفه في هذا الشأن بين المطالبة بضبط النفس أحيانا وأخرى بالمطالبة بتنحي هذا الرئيس أو ذاك، ومواقف وزيرة خارجيته لا تقل ارتباكا وارتجالا في التصريحات الصحفية إلى الحد الذي أضرت بحركة الربيع العربي في كثير من الأحيان، وقلت إن هم السياسة الأمريكية ينصب على أمن إسرائيل من أي تغيير في المنطقة وما عدا ذلك فليذهب مع الريح. أما موقف الاتحاد الأوروبي من الربيع العربي فهو ينصب على التخوف من وصول الأحزاب الإسلامية إلى سدة الحكم، وأنها تخشى سقوط النظم الدكتاتورية العربية الاستبدادية ليحل محلها دكتاتورية الأحزاب الإسلامية. وقلت إن هذا التخوف من الأحزاب السياسية الإسلامية لا مبرر له لسبب واحد أن هذه الأحزاب لم تجرب ولم تعط لها الفرصة لإدارة أي دولة من الدول، وإذا أخذنا بمقاييس الغرب للدولة الإسلامية فالمملكة العربية السعودية تقول إنها دولة إسلامية وهي من الدول التي لها علاقات متميزة مع الغرب وتصف إلى جانب الدول الغربية في محاربة التطرف الإسلامي والإرهاب فأي نظام إسلامي يخاف الغرب منه؟ وذكرت بأن هناك أحزابا سياسية دينية في الكثير من الدول الغربية على سبيل المثال الأحزاب المسيحية الدينية في ألمانيا وإيطاليا والسويد والدنمارك وآخرين وفي إسرائيل التي يتغنى بها الغرب يوجد بها أحزاب دينية يهودية مثل الليكود وشاس، المفدال، يهدوت هاتوراه وغير ذالك فلماذا التخوف من الأحزاب الإسلامية؟ وتناولت القضية الفلسطينية والغرب والربيع العربي، وذكرت فيما ذكرت أنه عقد في دولة خليجية ورشة عمل ضمت عسكريين ومدنيين من دول (النيتوا) وبعض العرب المشتغلين بالسياسة والذين لهم ميول غربية إلى حد ما، وقلت إن هذه الورشة توصلت إلى نتيجة مؤداها " انحسار الاهتمام بالمسألة الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي " لكن الواقع عكس ذلك، كما قلت، وأن مثل هذه التقارير تضلل صناع القرار في أوروبا تجاه العرب ألم يلاحظوا المظاهرات التي اجتاحت السفارة الإسرائيلية في القاهرة احتجاجا عل سياسة إسرائيل وممارساتها؟ ألم يلاحظوا المسيرات الحاشدة التي اتجهت من ميادين الربيع العربي في مصر العزيزة نوح قطاع غزة المحاصر بهدف كسر الحصار وتصدي الجيش لها وردها؟ ألم يلاحظوا الأعلام العربية المصرية والسورية والليبية واليمنية التي رفعت في ميدان التحرير في القاهرة مع جموع المتظاهرين دليلا على اتحاد إرادة الشعب العربي على امتداد هذا الوطن من المحيط إلى الخليج؟ قلت إن العرب لن ينسوا موقف الاتحاد الأوروبي من رفضهم عضوية فلسطين في منظمة اليونيسكو، وموقفهم من عدم قبولهم لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة كعضو كامل العضوية وذلك استرضاء لإسرائيل. إن الربيع العربي وثواره ثاروا على الظلم والاستبداد وعدم الاهتمام بشأن الصراع العربي الإسرائيلي وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة عند بعض الحكام العرب. في نهاية مداخلتي قلت لم تر أوروبا منا نحن العرب أي مكروه. نحن العرب عانينا من الاستعمار الأوروبي البريطاني والفرنسي والإيطالي والإسباني والبرتغالي والهولندي لسنين طويلة وما برحنا نعاني من تأييدكم للوجود الإسرائيلي في فلسطين على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وما برحنا نعاني من الاحتلال الأمريكي للعراق وتأييد إسرائيل على كل باطل ترتكبه في حق الشعب الفلسطيني، وما برحت تهمة الإرهاب تلاحقنا في كل مطارات ومدن أوروبا وأمريكا، وما انفك ديننا الإسلامي ورموزه التاريخية يتعرض للإهانة ووصمه بالإرهاب، لكن أيتها السيدات والسادة بجهود أهل القلم والفكر ومراكز البحث العلمي ومؤسسات المجتمع المدني في أوروبا تستطيعون تغيير الصورة عنا في أوطانكم أما نحن في الوطن العربي فاطمئنوا لن يمسكم منا مكروه ولن يعتدي على مصالحكم أو أشخاصكم في أوطاننا حتى ولو وصل إلى قمة هرم السلطة السياسية. الأحزاب الدينية في أقطار عربية مختلفة تعالوا نبني الثقة بيننا وبين شعوبكم وقادتكم، تعالوا نبني سلاما قائما على العدل والمساواة في كل مكان.

448

| 02 ديسمبر 2011

دمشق وصنعاء: أنقذوا أوطانكم من التدمير

تنظيم القاعدة في اليمن يموله صالح ليبتز به دول الجوار وامريكا في الشام واليمن حرب ضروس يقودها الرئيس بشار الأسد في سوريا وعلي عبدالله صالح في اليمن تحت ذريعة المحافظة على الأمن والسيادة والاستقرار والوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب. الأول يقول إن بلاده سوريا تتعرض لمؤامرة صهيونية إمبريالية بتواطؤ عربي تقوده الجامعة العربية وأن هناك عصابات مسلحة ومرتزقة تمولهم جهات أجنبية للعبث بأمن سوريا واستقرارها وأن المبادرات العربية لم تعط فرصة للنظام للتعامل مع الأحداث. يقول قادة النظام في دمشق وأنصارهم من أهل القلم في سوريا وبعض الدول العربية إن الهجمة على سوريا ظالمة لأنها الدولة العربية التي تقف في صف المقاومة والممانعة لكل مخططات الإمبريالية الصهيو - أوروبية وتواطؤ ودول الموالاة العربية مع تلك المخططات. يقيني بأن معظم حكامنا العرب لم يتعلموا من دروس الأزمات التاريخية، إنهم لم يتعلموا من التاريخ لأنهم لم يسمحوا بتدريس التاريخ بطريقة علمية واكتفوا بتاريخ أسرهم ومدد حكمهم وتاريخ قمعهم لمطالب الشعب في أوطانهم. كلنا نعرف مكانة سوريا التاريخية وأهمية موقعها الجغرافي، ونعرف أطماع الغير في الهيمنة على دمشق وبغداد والقاهرة. لكن هل يعرف النظام السياسي الحاكم في دمشق - حق المعرفة بأن الهجمة على سوريا الدور والتاريخ والمكانة - أن المواجهة مع كل هذه القوى ستكون غير متكافئة وأن الخاسر الأكبر هو الشعب السوري العظيم وكل ما بناه. هل تعلم النظام السياسي في دمشق من ما حل بالعراق الشقيق وما حل بليبيا والصومال ويوغسلافيا من دمار ودماء وتفكيك؟ أسباب ذلك تعود إلى الثقة غير الواقعية بالنفس وبقوة قبضة النظام على مقاليد الأمور وأنه يستطيع إخراج الملايين إلى الشوارع للهتاف لبقاء النظام وسقوط كل دعاة التغيير، ومن الأسباب أيضاً حب التمسك بالسلطة من البداية حتى القبر، ولن يقبلوا بتداول السلطة ولو أصبح الوطن مدمر عن بكرة أبيه بيد النظام وغيره من المتربصين بأمتنا العربية. كيف يمكن إنقاذ سوريا الحبيبة من دمار قادم لا شك فيه؟؛ الرأي عندي أن يسلم الرئيس بشار الأسد رئاسة الدولة إلى نائبه السيد فاروق الشرع، ويسلم مهام الحزب إلى نائبه السيد محمد بخيتان ويتوارى عن الأنظار، على أن يتولى نائبا الرئيس حل الأجهزة الأمنية الطائفية، وسحب كل المظاهر المسلحة من الشوارع والأرياف، وتشكيل وحدة أمنية مستقلة من شرفاء الحزب والجيش والمعارضة لتتولى المحافظة على الأمن الداخلي، إجراء إصلاح فوري لجهاز الإعلام بما يتناسب وظروف المرحلة الانتقالية. الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية مكونة من المعارضة بكل فصائلها الداخلية والخارجية ومن شرفاء حزب البعث العربي الاشتراكي. تشكيل محكمة وطنية مستقلة من قضاة مشهودا لهم بالنزاهة والأمانة ليتولوا محاكمة كل من اتهم بارتكاب جرائم ضد الشعب السوري في ثورته وانتفاضته المباركة ضد النظام المتهم بالفساد والاستبداد والعابث بالمال العام. بهذه الإجراءات نستطيع إفشال المؤامرة الخارجية على سوريا، وقطع دابر "العصابات المسلحة" التي يقول بها النظام السوري، فهل يفعل بشار الأسد ويترك السلطة حماية لسوريا وسيادتها ووحدة أراضيها؟ (2) أما اليمن الشقيق فإنه لم يعش حالة في تاريخه الطويل أسوأ من حاله اليوم تحت حكم علي عبدالله صالح، إنه يقود البلاد إلى كارثة سياسية واجتماعية إنه يقودها نحو الانهيار، الكل يعلم أنه لم يعمل طوال حكمه على بناء الدولة اليمنية كما يجب. ويقيني بأن المعارضة بكل مكوناتها من الشيوخ والشباب ونساء اليمن الباسلات يعملون جميعا على المحافظة على الدولة من الانهيار لأن الرئيس مصر على أن يحكم اليمن ويورثها لنسله وإلا يدمرها ويفكك وحدتها.. هذا الرجل استطاع أن يمرر أكاذيبه على كل القيادات العربية والغربية واستطاع ابتزازهم ماليا تحت ذريعة محاربة الإرهاب، يوحي للغرب وللجيران بأن اليمن موئل الإرهاب الدولي وأنه القادر على التصدي لتنظيم القاعدة وفصائل الإرهاب الأخرى وأن بقائه في الحكم هو الضامن لأمن واستقرار الجزيرة العربية ودحر الإرهاب. يجمع أهل اليمن العامة والخاصة أن تنظيم القاعدة هناك هو تنظيم وهمي يديره ويموله عبدالله صالح ليبتز به دول الجوار وأمريكا للحصول على المساعدات المالية بذريعة محاربة الإرهاب. والغريب أن دول مجلس التعاون ما برحت تصدقه وتطالبه بالتوقيع على مبادرتها التي انتهت صلاحيتها ورفضها الشعب اليمني بالأغلبية المطلقة. الغريب أن يقف مجلس التعاون متشددا تجاه النظام السوري ومتراخيا بل أستطيع القول حاميا لنظام علي عبدالله صالح من السقوط رغم الجرائم التي ارتكبها طاغية اليمن الحدث. رأي آخر أقوله إنه سيسلم البلاد للحرس الجمهوري الذي يقوده ابنه. آخر القول: على مجلس التعاون أن يرفع يده عن حماية نظام الاستبداد والفجور في اليمن وإلا فإنهم شركاء في إبادة الشعب اليمني.

468

| 22 نوفمبر 2011

الحمل يا وطني في ليبيا ثقيل

تتعرض دولة قطر هذه الأيام لحملة إعلامية ظالمة خاصة من بعض أشخاص في ليبيا الحرة ومع الأسف من أناس أعطتهم قطر الدولة والشعب والمؤسسات ما لم يحلموا في حياتهم بما حصلوا عليه في أي مكان وأي زمان، بعضهم أعطي فرصة لم يحلم بها ليدير مؤسسة إعلامية رائدة في قطر، وكان بعضهم شريكا في رسم السياسة الإعلامية لمحطة الجزيرة واليوم يتصدر الصفوف على محطات الإعلام الفضائية للنيل من الدبلوماسية القطرية وكأنها العدو اللدود للشعب الليبي. كان صاحبنا المعني يتصدر مجالس الكثير من النخب القطرية ويجلس إلى جانب قيادات عليا يستمعون منه تحليلاته السياسية والإعلامية وكأنه رسول السماء في هذه المجالات. مخلوقات أخرى وصلت في ليبيا في لحظة من لحظات التاريخ إلى مناصب عالية وظنوا أنهم باقون فيها لمدد تطول قياسا لزمن معمر القذافي. إنهم يدّعون الديمقراطية ويطالبون بتداول السلطة والتمسك بإرادة الشعب وعندما قرر الشعب الليبي العظيم تطبيق الديمقراطية واختيار من يدير شؤونه المحلية والدولية غضب القوم وتنكر" الثالوث الرهيب " لكل القيم السياسية التي كانوا ينادون بها قبل تسلمهم القيادة في ليبيا بعد تحريرها من كتائب القذافي ومرتزقته. غضب هؤلاء لأنهم لم يجدوا مكانا بين الثوار الذين حملوا رؤوسهم على كفوفهم من أجل تحرير ليبيا من براثن القذافي ومرتزقته وراحوا في كل مؤسسة إعلامية يكيلون التهم لدولة قطر بأنها تتدخل في شؤونهم الداخلية وقطر بريئة من تلك التهمة براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام. يقول " الثالوث الرهيب " على وسائل الإعلام لماذا يزور قطر وفودا شعبية ليبية من رجال القبائل، ومن الثوار، ومن الجيش، ومن الطلاب ؟ وسؤالنا الموجه إليهم ما العيب في ذلك؟ ألسنا دولة عربية؟ ألم نقدم عونا للشعب الليبي الثائر على كل الأصعدة في محنته ؟ ألم تشرب الأرض الليبية الثائرة الطاهرة من الدم القطري جنبا إلى جنب مع دماء الليبيين من أجل نيل حريته واختار نظامه السياسي؟ وما هو العيب في أن يدرس طلاب ليبيون في مدارس وجامعات قطر جنبا إلى جنب مع إخوانهم القطريين؟ سؤال أتوجه به إلى الدكتور شلقم لو ذهبت هذه الوفود الليبية إلى روما وليس إلى الدوحة ماذا سيكون رد فعلك؟ أعرف الإجابة ولكن اتركها لك كي تنطق بها. والسؤال ذاته أوجهه إلى الميامن جبريل وشمام ماذا لو توجهت هذه الوفود الليبية إلى أمريكا بدلا من الدوحة واحتفت بهم وزارة الخارجية الأمريكية واعتنت بهم المخابرات الأمريكية وقابلهم في البيت الأبيض الرئيس الأمريكي ماذا سيكون موقفكما من هذه الزيارة؟ حتما الترحيب والتقدير. والحق إن هذه الحملة الظالمة ضد دولة قطر من قبل " الثالوث الرهيب " ومناصريهم من فلول نظام القذافي والطامعين في فرض إرادتهم على ليبيا تعود إلى فقدان " الفلول " مكانتهم وامتيازاتهم التي كانوا يتمتعون بها في ظل نظام القذافي المنقرض. أما الثالوث الرهيب فإن حنقهم هذا يعود إلى فشلهم في الوصول إلى مراكز قيادية في المرحلة الانتقالية بعد التحرير، والسبب في فشلهم للبقاء في مراكزهم يعود إلى رغبة الشعب الليبي في عدم التجديد لهم وليس إلى أي دور قطري كما يدعون. ونقول للأستاذ شلقم ليس عيبا أن يعمل في دولة قطر إخوة لنا من أي قطر عربي خاصة ليبيا وتونس والمغرب والجزائر، دولتنا يا أستاذ شلقم لا تختم على جواز أي عربي يدخلها بطريقة قانونية عبارة " لا يجوز له العمل بأجر أو من دون أجر ". (2) لقد كلفت قطر من قبل أطراف دولية وعربية ـــ أسهمت في دعم ومساعدة الثوار الليبيين للتخلص من نظام معمر القذافي الذي أراد إبادة الثوار وأنصارهم من الشعب الليبي من أجل البقاء في السلطة ــــ لتولي رئاسة "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا " بدلا من حلف الناتو الذي أنهى أعماله في ليبيا. لا جدال بأن الإدارة القطرية ستجد صعوبات في ليبيا أولا عندما يختلف رفاق السلاح على كيفية إدارة البلاد وتولي المناصب القيادية وقد يحتدم الخلاف بين تلك الأطراف الأمر الذي سيقود إلى المواجهة المسلحة لا سمح الله. ثانيا هناك أطماع في الثروات الطبيعية وفي مقدمتها البترول والغاز من قبل الدول الأجنبية التي أسهمت مع الثوار في إسقاط نظام القذافي، وفي داخل ليبيا أنصار لتلك القوى وقد يكون بيدهم سلاح. وثالثا مواجهة آثار الحرب التي أوقعت خلافات بين القبائل الليبية أثناء مطاردة القذافي من مدينة إلى مدينة أخرى، إلى جانب مسألة الحدود مع دول الجوار وانتشار السلاح بين القبائل. في ظل هذه الظروف وغيرها ما هو الدور الذي على الإدارة القطرية أن تؤديه بنجاح؟ الرأي عندي أن تقوم هذه الإدارة باختيار فريق عمل يتكون من أفضل أساتذة علم الاجتماع، وأفضل أساتذة في التاريخ الليبي القديم والمعاصر وخيرة قادة الفكر الديني في ليبيا على أن يتوج عمل هذه الفرق بكتابة عقد اجتماعي بين مكونات المجتمع الليبي. إني اتفق مع الأستاذ سمير حجاوي في القول " إن من أهم وأعقد المهام التي ستواجه قيادة قطر لحلف أصدقاء ليبيا هي نزع " إغراء نزع السلاح " من الثوار الليبيين، فالسلاح يغري حامله بتسوية الخلافات بالقوة المسلحة، وهذا يتطلب تنظيم حمل السلاح في مؤسسات تخضع لإتلاف قوى يتكون من الثوار والقيادات السياسية الليبية بالاقتناع وليس عن طريق القوة " أن المطلوب من القيادة القطرية في ليبيا هو تكريس روح الثقة بين جميع الأطراف وإزالة جميع الشكوك المتبادلة خاصة بين الثوار الإسلاميين الليبيين وبين الليبراليين فيها. ويجب أن يدرك الإسلاميون في ليبيا وأماكن كثيرة من عالمنا العربي أن إسلام أهل المدينة هو الأكثر قاعدة للتوحيد والتسامح والوسطية، كما يجب أن يدرك الليبراليون أن معاداة الإسلام والإسلاميين لن يوصلهم إلى السلطة حتى ولو أعانتهم قوى الاستكبار العالمي وعلى كل الأطراف القبول بالتعايش وتداول السلطة سلميا وإلا ستبقى بلادنا ميدانا لصراع الأفكار بالقوة المسلحة وننصرف عن اللحاق بتقدم العالم. آخر القول: الحمل يا وطني ثقيل لكنني على ثقة بأنك يا وطني محل ثقة وقدرة على تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية والتنمية الشاملة في كل مكان تطرق بابه يا وطني خاصة في ليبيا هذه الأيام.

510

| 18 نوفمبر 2011

رسالة إلى المناضلة السيدة "توكل كرمان"

لست متأخرا في تقديم التهاني القلبية للسيدة المناضلة توكل عبدالسلام كرمان لحصولها على جائزة نوبل للسلام والديمقراطية، والتهاني موصولة إلى شباب وشيوخ الثورة اليمنية في كل ساحات التغيير في كل أرجاء اليمن العزيز، تحية لك أيتها السيدة المناضلة الشريفة ولكل نساء اليمن وعامة الشعب اليمني الصابر على الظلم والمقاوم للاستبداد والفساد والفردية البغيضة، سلام عليكم يا أهل اليمن حتى أولئك الذين مابرحوا حول على عبدالله صالح فلعل فقه الضرورة أبقاهم إلى جانب هذا الطاغية المستبد وليس حبا فيه أو في إدارته لليمن الشقيق خلال العقود الثلاثة المنصرمة. ليفخرن كل نساء العرب الشريفات المناضلات الملتزمات بثقافتهن الاجتماعية والدينية خاصة نساء اليمن فهذه السيدة كرمان اليمنية المتحجبة بحجابها الشرعي تدخل كل مراكز صناعة القرار العالمي في الحرب والسلام بحجابها الشرعي وثوبها الطويل وتقف بينهم بشموخ عربي إسلامي منقطع النظير. إنها حقا زعيمة يمنية تستحق منا التهنئة والتقدير وننزلها منزلة رفيعة لكونها السيدة العربية الأولى التي حصلت على جائزة نوبل للسلام دون وسطاء ودون ضجيج إعلامي قبل فوزها. لقد أحسنت تصرفا عندما أهدت هذه الجائزة إلى شباب الثورة الصامدين في الساحات اليمنية مجاهدين سلميا من أجل نيل الحرية والانعتاق من الحكم الفردي المستبد البغيض، ليس ذلك فقط بل أهدت تلك الجائزة إلى كل الشباب العربي في جميع أرجاء الوطن العربي الثائرين على الاستبداد المطالبين بالإصلاح. إنها تعترف بأن صمود شباب اليمن في ساحات التغيير من أجل التغيير هم الذين منحوها تلك الجائزة العالمية، إنها تعلم علم اليقين بأن الشباب والشيوخ والجنود والضباط الذين انضموا إلى الثورة ضد نظام عبدالله صالح وكانوا يرددون الهتافات المطالبة بالإصلاح خلف نداءات السيدة كرمان والذين تجمهروا وناضلوا جميعهم لإطلاقها من قبضة زبانية النظام المستبد في صنعاء هم سجل الخلود الذي أوصل كرمان إلى هذا المستوى العالمي. (2) لقد تابعت بيانات وتصريحات السيدة العزيزة كرمان الصحفية في معظم العواصم التي حلت بها وكانت موفقة كثيرا فيما قالت عن حال أمتنا العربية الثائرة على أنظمة الفساد والاستبداد، وفيما قالت عن المستقبل المشرق لهذه الأمة في ظل ثورة شبابية تؤسس لمستقبل عزيز يقوم في ظل نظام ديمقراطي تعددي بعيدا عن الطائفية والعصبية القبلية والتبعية لقوى أجنبية. (3) والحق إنها قامت بدور كبير قياسا لتجربتها السياسية والفكرية في كل العواصم التي حلت بها، لكن كان سيكون الدور الذي أدته أكبر وأعظم تأثيرا لدى كل القوى الدولية التي التقت بها في عواصم الغرب لو أنها اصطحبت معها ثلة من شباب الساحات القادرين على العطاء الفكري السياسي، كنت أتمنى لو أنها اصطحبت في جولتها السياسية المبارك ثلة أيضاً من رجال ونساء المعارضة الذين لا ينكر دورهم في هذه الثورة اليمنية الحالية يتوزعون الأدوار فيما بينهم، أي بين أعضاء الوفد المرافق لحاملة جائزة نوبل، البعض منهم يخاطب البرلمانات الغربية، والبعض الآخر لإلقاء محاضرات في الجامعات التي يحلون بها والبعض الآخر يقابل وسائل الإعلام، إنها حملة سيكون لها أبلغ الأثر في تحريك الرأي العام في كل العواصم المستهدفة وتعبئة الرأي العام لصالح الثورة اليمنية المبارك. كنت أتمنى لو أنها عندما قابلت الأمين العام للأمم المتحدة في مكتبه في البيت الزجاجي في نيويورك أن تطلب منه أن تلقي كلمة أمام اللجنة الثالثة وهي أحد لجان الجمعية العامة في دورتها المنعقدة حاليا تتحدث فيها عن حقوق الإنسان العربي المختطفة من قبل حكامنا وتسهب في الحديث عن حق الشعوب في الكفاح من أجل نيل الحرية والكرامة وقطع دابر الفساد والاستبداد وحكم الفرد وتناشد العالم مناصرة ثورة اليمن وثورات الربيع العربي على وجه العموم ليحل السلام والاستقرار في هذه البقعة من العالم. في يقيني لو أنها اصطحبت في معيتها، ولتكون القيادة والصدارة لها، فريق عمل كما ذكرت أعلاه لكان تقدير كل القيادات التي التقت بهم أكثر تقديرا وأعظم إنجازا لأنها سلكت سلوك العمل الجماعي وليس العمل الفردي التي هي ورفاقها ثاروا على القيادة الفردية والعمل الفردي. آخر القول: مابرحت الفرصة مواتية وأتمنى على السيدة كرمان الآن أن تباشر اتصالاتها بكل البرلمانات الغربية وكبرى الجامعات لتنقل رغبتها ورغبة رفاقها في المثول أمام تلك البرلمانات وطلاب وأساتذة الجامعات لشرح حال الشعب اليمني وما يتعرضون له من ظلم وعقاب جماعي من قبل نظام عبدالله صالح. ومن يناصره من الدول العربية والغربية أو السكوت عما يفعل بالشعب اليمني من قبل جيش النظام ورجال أمنه وحرسه الجمهوري وبلاطجته. إنها فرصة وأرجو ألا تفوت، ويقيني بأن الفرص تأتي مرة واحدة ولا تتكرر. فهل من معتبر؟!!

651

| 15 نوفمبر 2011

العيد والتواصل الاجتماعي

كان للعيد (عيد الفطر وعيد النحر) في مجتمعنا العربي الإسلامي ميزة خاصة يتباشر بها الأطفال ويفرح بها الشباب ويعمل الكبار على تأصيل تلك العبادات والعادات والتقاليد عند الجيل الصاعد، كانت الأسر وأبناء الحي الواحد يتزاورون ويتبادلون التهاني نهارا والسمر ليلا، كل ذلك ترسيخا للألفة بين الأهل والجيران والأصدقاء، في زماننا هذا اختلت الموازين وضاعت هيبة العيد وإن بقي من تلك التقاليد والعادات شيئا فإنها تكون في أضيق الحلقات وليوم واحد، وقد لا تجد في تلك اللقاءات دفء المحبة والألفة والمودة وإنما واجبات تؤدى في أقصر وقت بلا روح . (2) وصلني عشرات الرسائل من داخل الدوحة عبر الهاتف الجوال، لم أرد على أي رسالة منها ليس ترفعا وإنما رفضا لهذه الطريقة التي جعلتنا آلة بلا روح ولا ألفة، كأن الواحد منا يريد أن يقول لنفسه إنني تواصلت معكم في مناسبة العيد، كنت أتمنى أن أستقبل أصدقائي في منزلي كما زرت معظمهم في منازلهم تقديرا واحتراما للمودة والألفة والمحبة والإمعان في تواصل الأجيال الشبابية في حضرة الآباء. صديق أو قريب قد يتعذر عليه الوصول إلى أحبائه أو بعض منهم فإن أفضل وسيلة وأضعفها مقاما التواصل بالصوت في حده الأدنى وليس الرسالة الهاتفية. كنت في زيارة أحد الأصدقاء يوم العيد قبيل صلات الظهر ورحت أشكو له من علة الرسائل الهاتفية التي تحمل التهاني بالعيد من أناس ليسوا بعيدين عنا مسافة، بادرني بإخراج هاتفه الجوال من جيبه وقرأ علي رسالة وصلته من ابنه الذي يسكن مع زوجته وابنيه في فيلا مستقلة بهم في ذات الحوش يهنيه بحلول العيد السعيد، ورسالة أخرى من أخوه الذي لا يبعد عنه إلا بضعة أمتار في ذات الشارع تحمل له التهاني بهذه المناسبة. سألته أليس الأفضل أن يكون الاتصال عبر مكالمة هاتفية بدلا من الرسائل؟ وهل أجبتهم برسائل عبر الهاتف أيضاً، أرجو ألا تكون قد فعلت. قد أفهم استخدام الرسائل الهاتفية واستقبلها بصدر رحب إذا كانت مرسلة من خارج الحدود، أما إذا كانت من داخل المدينة فإنها غير محببة ولا أعيرها انتباه. (3) لا جدال بأن العادات والتقاليد في المجتمع الواحد تشكل الجسر الرابط بين الأجيال المختلفة وعلى ذلك يجب تشجيعها والإصرار على فعلها في كل المستويات الاجتماعية وفي كل المناسبات، ويجب أن ندرك جيدا أن المعايدات عبر الرسائل الالكترونية بين مكونات المجتمع في المدينة الواحدة تلغي الخصوصية الثقافية والاجتماعية. إن تبادل الزيارات الاجتماعية بين الأسر والأصدقاء على كل المستويات العمرية للتهنئة بالعيد ووصل الأرحام ومعاودة المرضى وتفقد حال المحتاج من أهل الحي والمدينة كل تلك الممارسات وظائف اجتماعية ترفع مستوى التضامن والتكافل الاجتماعي وتعمق الألفة بين الناس. أعرف كما يعرف غيري أن المجتمع الإنساني في الغرب أكثر تواد وتواصل في مناسبات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية وتتزين واجهات المحلات التجارية والشوارع والأبنية التجارية بجميع ألوان الإضاءة الكهربائية احتفالا بتلك المناسبات، ويتكاثر زوار المرضى في المستشفيات وتقوم الكنيسة بدور فعال في هذه المناسبة وقد مررت بهذه التجربة عندما كنت أعيش في أوروبا، وقدر لي أن أرقد في أحد المستشفيات لفترة زمنية قصيرة، وأشهد أن رواد الكنيسة لم تنقطع عني زياراتهم حتى خرجت من المستشفى. السؤال مَن من أئمة مساجدنا وخطباء صلاة الجمعة قام بزيارة مرضى في المستشفى؟ كم واحدا منا يوم العيد زار دار المسنين ومرضى في المستشفى بعيدين عن أهلهم وذويهم؟ هل للمسجد ورواده دور في هذه المناسبات؟ هل يمكن أن يقوم الدعاة بواجبهم الديني والاجتماعي بزيارة من يرقدون على أسرة الرحمة في المستشفيات وأن تكون تلك الزيارة من واجباتهم الوظيفية؟ آخر القول: كل عام وأنتم بخير، وتواصل مستمر مبني على المحبة والمودة بين الأهل والأصدقاء والجيران.

474

| 11 نوفمبر 2011

خطاب الأمير أمام مجلس الشورى وأحداث العالم العربي

يأتي خطاب سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله في ظروف عربية ودولية غير عادية، إذ هبت نسائم الربيع على أمتنا العربية بالخير ففي ربيع هذا العام: الشعب التونسي يسقط نظام بن علي ويقيم حكما ديمقراطيا تعدديا لا سابق له في تونس منذ الاستقلال. الشعب المصري يسقط نظام حسني مبارك لفساده وطغيانه واستبداده وقهر الأمة العربية. الشعب الليبي يسقط القذافي بعد أكثر من أربعين عاما من الظلم والفساد وهدر كرامة، ثم استعاد المواطن الليبي كرامته. الشعب السوري ما برح يكافح رغم جراحه من أجل الحرية والكرامة والقضاء على الاستبداد. الشعب اليمني ماانفك يطالب كل أحرار العالم أن يعينوه ليتخلص من حكم الاستبداد والفساد والظلم بقيادة عبدالله صالح ونيل حريته وكرامته. الشعب في مملكة البحرين منقسم طائفيا وقد يقود المنطقة إلى عظائم الأمور، كل ذلك بفعل غياب العقل عند الحاكم وقادة الرأي في البحرين. الشعب في الكويت يعيش بين الديمقراطية الدفترية والاستبداد المخيف. الشعب في الأردن يعيش بين الأمل في إصلاحات حقيقية وخوف من مستقبل مجهول. الشعب في المملكة السعودية ينتظر ماذا ستقدم له الأيام القادمة من إصلاح جوهري في كل مناحي الحياة بعد التغيرات في القيادة العليا. الشعب السوداني بين انفصال تحقق وانفصالات منتظرة. الشعب في الوطن العربي يثور ضد قادته من أجل الإصلاح والحرية والمشاركة السياسية. الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية تحاكي الربيع العربي، فثاروا ضد قادة النظام الرأسمالي وأسواق المال ومصاصي دماء الشعوب وناهبي ما في جيوبهم. في هذه الظروف العاتية يأتي خطاب أميرنا المفدى ليقدم لنا كشف حساب مقارن بين ما تم إنجازه وما يتوقع إنجازه من بناء وتأسيس لبنية تحتية صلبة. واستعرض إنجازات يفتخر بها المواطن القطري ونظامه السياسي منذ عام 1995 وحتى عام 2010 م في مجالات التعليم والصحة والرياضة، في المجال الاقتصادي أكد أننا نقف على أرض صلبة في الظروف التي تمر بها أنظمة عربية وعالمية وهي تقف على أرض وحلة هشة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، أما قطر فإن أرضها الصلبة تعيش في مأمن من المخاطر الاقتصادية بعد أن تجاوزنا التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية. وأشار سموه إلى أن المكافآت المالية التي منحت للمواطنين في قطاعات الدولة والقطاع العام وفي بعض المؤسسات الخاصة المشتركة يجب ألا تكون مدعاة لتبني ثقافة الكسل والاستهلاك بل حافزا ودافعا لتبني ثقافة العمل والإنتاج، إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والإتقان جزءا من قيمنا. (2) منذ توليه مهام القيادة في منتصف تسعينيات القرن الماضي وهمه الوحيد النهوض بالمجتمع القطري فكانت خطوته الأولى نحو المدرسة ليطلع بنفسه على مستوى التعليم وإدارته، وراحت زوجه سمو الشيخة موزا المسند تطرق هي الأخرى أبواب جامعة قطر لتلتقي بالطالب والأستاذ والإدارة لتطلع عن كثب عن الخلل إن كان هناك خلل وذلك لإصلاحه، وراح ولي عهده سمو الشيخ تميم يوجه المجلس الأعلى للجامعة نحو القفز المبني على أسس علمية للنهوض بمستوى الطالب الجامعي وأساتذته ومعدات تعلمه فأعطى ميزانية للجامعة عالية الأرقام وخول الصلاحيات وعدم التوقف على أعتاب البيروقراطية, فكان شعار القيادة الثلاثية " العقل السليم في الجسم السليم " بمعنى أن النهوض بالدولة لن يكون إلا بالعلم، والصحة والرياضة ليكتمل العقل السليم. إن سمو الأمير يدرك منذ زمن ليس بالقصير أن الإنصاف والعدالة والحرية قيم إنسانية لا تُستثنى منها أمتنا العربية، وراح يؤكد إدراكه أمام المجلس " أن الشعوب لا تسكت على الضيم للأبد " لذلك لم تجد قطر صعوبة في تقبل ما يجري في العالم العربي، وبادرت وعملت بكل ثقة لتذكير الحاكم العربي بأهمية الإصلاح وسرعة تنفيذه كي لا تفاجأ بتحرك الشارع ضد النظام السياسي في أي بلد عربي وتكون المواجهة بين الحاكم والشعب، لكنهم مع الأسف لم يستبينوا النصح فانفرط الزمام وهذه الدماء تسيل في عواصم عربية عديدة. لقد قطع سموه عهدا " بأن قطر سوف تقف دائما وبقدر ما تسمح به ظروفها إلى جانب كل الشعب العربي إذا كانت تطلعاته صائبة وملحة ولا يقبل الصمت على ما يتعرض له و" لم ينس سموه جراح الشعبين العربيين السوري واليمني ولن ينام له جفن حتى يرى عودة الكرامة والحرية والأمن والاستقرار للشعبين الشقيقين فقد دفعا الثمن من دمائهما غاليا، ولم ينس انتصار الشعب العربي في تونس وإجراء انتخابات شفافة ونزيهة أدت إلى قبول التعددية السياسية لأول مرة في تونس فقدم لهم التهنئة القلبية الصادقة، وكذلك انتصار الشعب المصري في إطاحته بأعتى نظام قاده حسني مبارك وطغى وتجبر حتى على أمتنا العربية، فقد فسد وأفسد كل الحياة. أما ليبيا فشأن آخر إذ إنه شريك في تحقيق الانتصار لكن الطريق ما برحت طويلة والمسيرة شاقة. كانت خاتمة حديثه الصادق الإعلان بأن العام 2013 سيشهد فجر الديمقراطية الحقة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس الشورى لتكتمل دورة الإصلاح في قطر، تعليم متقدم، وصحة متميزة ورياضة نافعة ورفاهة اقتصادية وأمن وحرية فكرية ومجلس شورى منتخب لنحلق جميعا في معراج الدول المتقدمة بكل المقاييس. آخر القول: وفق الله أميرنا لنصرة أوطاننا العربية للتخلص من الطغاة والفاسدين المستبدين.

383

| 04 نوفمبر 2011

حوارات سياسية في الأردن

اعرف أن أمتنا العربية محملة بالهموم، الناس ما برحوا منشغلين بالحال في ليبيا وزاد على ذلك تكوين التحالف الجديد بقيادة قطرية لدعم ليبيا، منشغلين بدور الجامعة العربية في الشأن السوري المستعصي، منشغلين بما يجري في اليمن من جرائم في ظل صمت عربي ودولي مخيف، وزاد انشغالهم نتائج الانتخابات الحرة النزيهة في تونس ووصول حزب النهضة إلى الصدارة في تلك الانتخابات، العرب وغيرهم منشغلون بالمتغيرات في المملكة العربية السعودية بعد وفاة الأمير سلطان ولي العهد وماذا يخبئ المستقبل في المنطقة. كل هذه الهموم وغيرها أشارك غيري في حملها، وكانت موضوع حوارات ومناقشات في عمان كنت طرفا فيها. في الأسبوع الماضي ذكرت ما يباح ذكره في حديث مع جلالة الملك عبدالله الثاني وأشهد بأني وجدت عنده رغبة صادقة في الإصلاح، " فالمؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له صدق " وإن شاء الله إننا من المؤمنين الصادقين. لكني أعلم أن الحمل ثقيل، فالملك عبدالله عندما تسلم مقاليد أمور الدولة في بداية عهده، لم تكن أمور المملكة واضحة له كما يجب، فتجربته العسكرية في تقديري أكثر من معرفته بإدارة الدولة، كان والده الملك حسين رحمه الله حامل كل الأعباء والهموم صقلته الأحداث الجسام التي مرت على المملكة الهاشمية وغادر الحياة إلى الدار الآخرة مرضيا عنه شعبيا، وجاء الملك عبدالله الثاني فوجد حوله " كهول الدولة " ليسوا من جلساء الملك الشاب ولا من رفاق نشأته، بعض أولئك الكهول انشغلوا في المرحلة الانتقالية بتعظيم مغانمهم الأمر الذي قاد إلى تعظيم الفساد وتكاثر الفاسدين والمفسدين وتجذر في المجتمع. لقد زين بعض" الكهول " للملك الشاب كل ما هو ليس بزين، ذلك ما قال به الكثير من المحبين للملك الأمر الذي يستعصي عليه اجتثاث الفساد من جذوره دون عناء. قال أحد المحبين للملك: كان العرب حكماء عندما قالوا: لا تقترب من الفحام، واللحام، ونافخ الكير لان هندامك سيتلوث ويصعب عليك المشي بين الناس لأن نظراتهم ستلاحقك، وعقب آخر على هذه الحكمة بالقول: سيدنا أعتقد أنه وقع بحسن نية بين فاسد ومفسد وسمسار وعلى ذلك أخذت تلاحقه الأنظار. لم يعجب البعض هذا الحديث حبا في الملك وعقب بعضهم، اللوم كله ينصب على "بعض الكهول " الذين أحاطوا بالملك في بداية عهدة، معظمهم لم يكونوا أوفياء للعهد فبقوا يعظمون مصالحهم على مصالح النظام، كان الملك عبدالله معتمدا على خبراتهم وقدراتهم وقربهم من باني الدولة الحديثة الملك حسين رحمه الله ولكن مع الأسف هذا البعض جر البلاد كلها إلى مأزق اقتصادي وسياسي يحتاج إلى تضافر كل الجهود لإصلاح ما فسد. يقول الملك: "إن هدف عملية الإصلاح السياسي هو الوصول إلى الحكومات النيابية، ولا حصانة لمسؤول وسنحمي قيم العدالة وتكافؤ الفرص بقوة القانون، ولن نسمح لأحد بأن يتطاول على المال العام وحقوق الآخرين " كلام جميل ومطلوب اليوم أكثر من الماضي، ولكن يا صاحب الجلالة تحتاج هذه السياسة الإصلاحية إلى رجال لا تحوم حولهم الشكوك، الأردن جلالة الملك مملوء بالرجال ذوي العقول المبدعة والأمناء على المال العام وهيبة الدولة والصادقين في نصحهم لصاحب السيادة ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة. الرياح جلالة الملك عاتية والإصلاح الجوهري يقلل من قوة الرياح العاتية. (2) في حواراتي التي لم تنته في الأردن أثار أحد المشاركين في تلك الجلسة ما قلته في محاضرتي في " منتدى شومان " حول الوطن البديل، وقال بالحرف الواحد " نحن نخاف من التوطين الفلسطيني في الأردن " قلت " كنتم دولة واحدة بضفتين والخير بينهما مشاع " قال هم انفصلوا عنا برغبتهم، قلت، لا نريد اجترار الماضي فهو مؤلم، لكن لا يجوز تجريد الفلسطيني من جنسيته الأردنية خاصة الذين هم مواطنون بحكم النشأة والقانون، وأسهموا في بناء الدولة الهاشمية بضفتيها، الأمير الحسن بن طلال يقول: "إننا جميعا أتينا من الجزيرة العربية. أنا حجازي، أبي الملك طلال رحمه الله ولد في مكة المكرمة تماما كما ولد آباء مواطنين أردنيين في القدس فإن كانوا هؤلاء مواطنين دخلاء.. فهل أنا دخيل؟ " قال محدثنا: أنظر أنهم لا يشاركوننا في الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح. قلت " إنهم بين نارين إن شاركوا في الحراك قال البعض منكم إنهم مخربون ويريدون العبث بأمن الأردن، وإن لم يشاركوا قلتم إنهم منعزلون عنا، فماذا عساهم يفعلون؟ إني شخصيا مع صمتهم رغم إيماني بأن الكل مستهدف من قبل إسرائيل ولا فرق بين أردني وفلسطيني عندهم. آخر القول: اللهم احفظ الأردن من كل مكروه.

369

| 01 نوفمبر 2011

حوار أديان أم دعوات تبشيرية

انعقد في الدوحة مؤتمر "حوار الأديان" في دورته السنوية التاسعة على التوالي. الجديد في هذه الدورة أن منظمي المؤتمر استوحوا موضوع جدول أعماله استجابة لتطورات الأحداث التي حدثت في الوطن العربي (الربيع العربي) والتي أسقطت أعتى الأنظمة العربية دكتاتورية وفسادا واستبدادا، وكذلك الأحداث التي حدثت في أكثر من ألف مدينة عبر العالم، أي في أكثر من ثمانين دولة تنادي باحتلال مراكز المال العالمية التي في رأي هؤلاء أن هذه المؤسسات هي السبب في شقاء الإنسانية. إن تلك الأحداث كانت " وسائل الاتصال " بين دعاة تنظيم تلك المسيرات وجماهيرها وتمت عبر " وسائل الاتصال الاجتماعي " والتي تعني التواصل الجماهيري على الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الاتصال على الشبكة العنكبوتية، لقد أراد منظمو المؤتمر بطريقة أو أخرى من تحديد هذا الموضوع أن يتعرف العامة والخاصة على إمكانية الاستفادة من هذه الوسائل الإعلامية في إثراء حوار الأديان على امتداد العالم والحق أنهم نجحوا إلى درجة لا بأس بها. (2) أريد التنبيه بأن رجال الدين في كل الأديان السماوية وغير ذلك من الفلاسفة من خارج هذه الأديان بلغوا سن متقدمة وليس في استطاعتهم التعامل مع مؤسسات " وسائل الاتصال الاجتماعي " في صفحة الفيس بوك، والتوتر، وغير ذلك، لأنها تحتاج إلى وقت طويل ومتابعة مستمرة والرجل المتخصص في أمور الدين كغيره من العلوم الأخرى يحتاج إلى مراجعة والاطلاع على أمهات الكتب لا إلى "الثقافة السريعة " عبر هذه الوسائل. في تقدير الكاتب فإن الحوار في الأديان عبر هذه الوسائل سيكون بين أفراد الجيل المعاصر وهؤلاء ليس لديهم ثقافة دينية بمدلولها العلمي الأمر الذي قد يحدث تشويشا عند البعض الأمر الذي يؤدي إلى إخلال بالعقيدة الدينية عند أتباع هذه الديانات والفلسفة الأخرى مثل البوذية، والهندوسية، والزرادشتية وغير ذلك، وعلى هذا فاني أتهيب من الدعوة إلى أعمال هذه الوسائل في الشأن الديني أو التاريخ. (3) ما زلت عند رأيي بأن الحوار بين الأديان في القرن الحادي والعشرين لم يعد مجديا فالأديان السماوية الرئيسة الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) لن يتزحزح أتباعها عن ما يؤمنون به، فالموحدون لا يستطيعون إقناع أتباع التثليث بقبول عقيدتهم، ولا أتباع اليهودية بقادرين على إلغاء ما جاء بعدهم من أديان، ناهيك عن أن في كل دين من هذه الأديان تشعبات وتناقضات وخلافا ت عميقة، وليس هنا مجال الحديث في كل تلك التناقضات. ما يجري حقيقة في هذه المؤتمرات هو حوارات سياسية بعمة دينية وعلى ذلك رأينا الحديث في هذه المؤتمرات على " الإسلام فوبيا " والذي يمثل عند أصحاب هذا المصطلح أن الإسلام هو الخطر وأن القضاء عليه هو الضمانة التي ستحفظ للعالم أمنه واستقراره مستخدمين في ذلك خطابا محرضا على الكراهية متجاوزا في حق المقدسات والرموز الإسلامية كافة. مؤتمرات " حوار الأديان " عقدت في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية بتمويل عربي وكل تلك المؤتمرات تدعونا إلى التحاور مع الآخر، ومعرفة الآخر، وعدم كراهية الآخر، وعدم المس بمكانة الرموز الدينية التاريخية وكلها استجبنا لها نحن العرب، لكن في المقابل لم نجد من يحترم ثقافتنا وعقيدتنا ورموز ديننا فهل من سبيل إلى إقناع الآخرين بحقوقنا واحترام عقيدتنا وعدم المساس بها في وسائل إعلامهم ومؤسساتهم الدينية والاجتماعية؟ (4) أثار انتباهي أحد الأساقفة المتحدثين في الجلسة العامة يوم الثلاثاء 25 / 10 عندما تناول في ورقته " حالة " حدثت في الكويت عام 2007 ومؤداها أن شركة كويتية عجزت عن دفع مرتبات مئات من العمال البنغاليين الذين يعملون في الكويت لحساب تلك الشركة، وأن هؤلاء العمال كانوا يعيشون في حالة مزرية الأمر الذي قد يدفعهم لارتكاب جرائم من أجل إطعام أنفسهم، علما بأنهم جميعا من المسلمين البنغال. هذه الحالة دفعت بهم إلى اللجوء إلى الكنيسة لطلب المساعدة، ولما كانت الكنيسة في الكويت لا تملك المال الكافي للاستجابة لهؤلاء العمال المسلمين الجياع، لجأت الكنيسة إلى المجتمع الكويتي طالبة منهم إنقاذ هؤلاء المسلمين الجياع الذين يعيشون في الكويت ـــ بموجب عقود عمل ـــ هذه " الاستغاثة، الرجاء " الصادرة عن الكنيسة في الكويت لإنقاذ جياع مسلمين هناك ظهرت في الصفحة الأولى في صحيفة " العرب تايمز " الصادرة باللغة الإنجليزية في الكويت. كانت " استغاثة الكنيسة " كما قال القس بسيطة في لغتها ومضمونها " أدعوكم للانضمام لجهود الكنيسة في إغاثة هؤلاء العمال المسلمين المخذولين أي المتخلى عنهم من قبل كفيلهم المسلم، إنهم بلا نقود ولا يستطيعون الحصول على الغذاء، ندعوكم للتبرع لهم بوجبة أكل في اليوم. لقد أثار القس تساؤلا مهما هو " ألا يثير غضبكم أو ازدراءكم تلك المعاملة؟! " قال القس كلاما كثيرا ومكتوبا في هذه المسألة، البعض اعتبر تلك الإشارة أنها دعوة تبشيرية في وسط مجتمع إسلامي بدرجة 99% بمعنى أن المسلمين البنغال لجأوا إلى الكنيسة لتنقذهم بدلا من المسجد أو وزارة العمل الكويتية، أو الجمعيات الخيرية المنتشرة في الكويت. إن قول القس ليس بريئا إنه قول يحض على إعادة النظر في دور الكنيسة في الدول الخليجية وفي ممارسة القساوسة العاملين في الكنائس المحلية. إن الدول الغربية كلها والأمريكية تمارس على الأماكن الدينية الإسلامية والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية في أوطانها وحتى على الأفراد والجاليات الإسلامية الرقابة الأمنية والفكرية المشددة. تعالوا نعاملهم بمثل ما يعاملوننا به. آخر الدعاء: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.

620

| 28 أكتوبر 2011

ثلاثون دقيقة في رحاب الملك

أعرف أن أهل القلم ورجال الإعلام والصحافة في كل مكان منشغلون هذه الأيام بنهاية معمر القذافي وأركان نظامه المستبد، وأنهم يتسابقون لتقديم النصح والمشورة عبر الصحافة عما يجب أن تفعله الثورة الليبية المباركة بعد الإطاحة بدولة معمر القذافي التي استمرت أربعين عاما ونيف. والحق أن هناك زحمة بالغة في هذا الشأن في كل وسائل الإعلام وعلى ذلك آثرت أن ابتعد بضعة أيام عن تناول الشأن الليبي حتى تخف وتختفي نشوة الحديث عن نهاية القذافي والمستقبل الليبي بقيادة ثورة الشعب المباركة. (2) بدعوة كريمة من منتدى شومان الثقافي ومنتدى صحيفة الدستور في عمان ــ الأردن لإلقاء محاضرتين: الأولى بعنوان "الأردن ومجلس التعاون الخليجي" والثانية بعنوان "العرب إلى أين؟" في هذا الأسبوع الحافل حدد لي موعد للالتقاء بجلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية في ديوانه العامر، سألت كبير مساعدي الملك بأي هيئة أدخل على سيدنا؟ هل أرتدي " البشت "أم أدخل عليه بلبسي العربي البسيط ؟ أعطاني حرية الاختيار، لكنه أردف قائلا يرتدي سيدنا "بدلة بسيطة" ليست من البدل الرسمية، قررت إذا أن أدخل عليه من دون ارتداء "البشت". دخلت على جلالة الملك في صحبة أحد رجال التشريفات الملكية، ووجدت جلالته منتصب القامة في وسط قاعة الاستقبال، يحيط به رئيس الديوان الملكي الصديق الدكتور خالد الكركي، وكبير معاوني جلالته لشؤون الإعلام الأستاذ أمجد العضايلة، استقبلني بكل ود واحترام، كعادة الإشراف أشعرني بأنه يعرفني منذ زمن، سألني عن الأهل وحالهم ـــ ذكّرني ذلك الموقف بمقابلة الشهيد صدام حسين رحمه الله ـــ ثم انتقل الحديث إلى هموم الأمة العربية، بدأ برغبة دول مجلس التعاون الخليجي بانضمام المملكة الأردنية الهاشمية إلى عضوية مجلس التعاون، نحن رحبنا بالدعوة ولكن نريد أن تكون عضويتنا في مجلس التعاون بإجماع قادة المجلس، انتابني شعور بأن هناك تحفظات على عضوية الأردن من بعض دول المجلس، وكأن الملك عبدالله الثاني التقط بريق عيناي فراح يؤكد متانة وعمق العلاقات القطرية الأردنية وأننا، قطر والأردن، على وفاق تام ودلل على ذلك تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في القطرين الشقيقين، وكأنه يريد أن يقول إن دولة قطر ليس لها تحفظات على انضمام الأردن إلى عضوية مجلس التعاون كما أشيع بين العامة، لكن هي عادة الملوك لا يبوحون بأسرارهم وهمومهم فلم يوضح من هي الدول الخليجية التي لها رأي في عضوية الأردن لمجلس التعاون، إنها عادة الملوك والأمراء لا يبوحون بأسرارهم وهمومهم إلا لذوي الحظوة العليا. قلت يا صاحب الجلالة تناولت الصحف الخليجية تخوفات عديدة من انضمام الأردن إلى مجلس التعاون، منها على سبيل المثال انتقال العمالة الأردنية المدربة والمؤهلة إلى الخليج مما يفاقم البطالة بين المواطنين، وكذلك الخشية من انتقال جبروت المخابرات الأردنية إلى الخليج وعجز الموازنة في الأردن الأمر الذي سيؤدي إلى تحمل دول المجلس سد العجز في الموازنة وتحمل عبء المديونية الأمر الذي سيؤثر على رفاهة المواطن الخليجي. قال جلالته: في شأن العمالة الأردنية كم سيذهب إلى الخليج من الأردنيين؟ وكل من يذهب سيكون بعقد عمل ولن يذهب أحد من دون موافقات جهات الاختصاص في دول الخليج فلماذا الخوف من العمالة الأردنية ؟ وراح جلالته يقول لن نحمل أحدا بأعبائنا المالية ولن تكون حائلا بيننا وبين إخواننا في الخليج العربي أما ما يتعلق بقواتنا ومخابراتنا فسوف تكون في خدمة أمتنا العربية والإسلامية في أي مكان تطلب ولن تكون هذه القوات في مواجهة مواطني أي دولة تستعين بنا، نحن حماة حدود لا حماة شوارع وكل من استعان بنا يعرف تلك القاعدة. لنا تواجد في أفغانستان ولنا تواجد في ليبيا ولنا تواجد في أماكن أخرى لم يسجل على تواجدنا أننا في مواجهة الشعب. قلت يا صاحب الجلالة الفساد إمبراطورية عالمية ليس من السهل هزيمة هذه الإمبراطورية، لكن بالإمكان الحد من عنفوانها وتقليل مخاطرها ثم القضاء عليها وتثير وسائل الإعلام عندكم أن هناك فسادا مستشريا وفي تقديري أن جلالتكم تستطيعون كنقطة انطلاق نحو الإصلاح بتقديم عدد من المشار إليهم بالبنان بتهمة الفساد والإفساد إلى القضاء النزيه والمستقل ويصدر أحكامه في شأن المتهمين بالفساد والإفساد ولصاحب السيادة الحق في تنفيذ أحكام القضاء أو إصدار عفو عنهم. قال: نحن جادون في عملية الإصلاح وقد بدأنا بتعديلات دستورية ونعمل بكل جهودنا للقضاء على الفساد وأوكاره، ومحاربة الفساد ليست وقفا على الحكومة بل حتى الأفراد والمؤسسات عليهم دور يجب أن يؤدوه لخلق دولة ومجتمع خال من الفساد والمفسدين. آخر القول: تتمة الحوار في الأسبوع المقبل.

385

| 25 أكتوبر 2011

مجلس التعاون الخليجي وليبيا

قد تصل مقالتي هذه إلى القارئ الكريم قبل أن تتأكد المعلومات والتي مفادها أنه تم إلقاء القبض على معمر القذافي حيا أو جريحا أو ميتا ولموجبات الصحيفة فلابد أن تصل هذه المقالة إلى الصحيفة في موعدها المحدد دون الانتظار إلى جلاء الموقف عن مصير عهد معمر القذافي قد أفل نجمه. أقول: تابعت كغيري من المهتمين بالشأن العربي أحداث ليبيا منذ اللحظة الأولى التي تفجرت فيها الأحداث انطلاقا من مدينة بنغازي، وكنت على اتصال بإخوة وأصدقاء احترمهم وأعزهم في ليبيا لعلي أعرف عن قرب ما يجري هناك كل ذلك قبل أن تتسع دائرة الأحداث؛ لم أكن مطمئنا على ما يجري في ليبيا منذ اللحظة الأولى لأسباب ليس هذا مكان شرحها الآن. كان عندي أصدقاء في نظام معمر القذافي وكان يبوح لي بعضهم بانتقاداتهم على إدارة معمر القذافي للدولة، كان لا يجرؤ أحد منهم بتوجيه النقد لمعمر القذافي وإدارته أمام آخرين من الليبيين، لكن هناك إجماعا عند كل من التقيت به في ليبيا بأن معمر القذافي يقود البلاد إلى التهلكة، وأنه بذر أموال الشعب الليبي في أماكن وعلى قيادات سياسية إفريقية وغيرها من أجل الظهور أمامهم بالقائد الملهم وهكذا استطاع أن يبني لنفسه أتباعا بالمال في كل أرجاء إفريقيا، كان بعض من أعرفهم يسرون لي بأنهم لا يفهمون ما يتحدث به معمر في مؤتمراته الشعبية وهم مرغمون على الجلوس في الصفوف الأولى للاستماع لمحاضراته وخطبه التي لا معنى لها. قدر لي أن أزور ليبيا في معية معالي الأستاذ أحمد عبيدات (رئيس وزراء الأردن الأسبق) والأستاذ (محمد فائق وزير الإعلام المصري الأسبق والأستاذ عبد القادر غوقة (سفير ليبي سابق) بهدف مقابلة معمر القذافي قبل انعقاد مؤتمر القمة العربي في سرت وتسليمه رسالة من المؤتمر القومي العربي تتعلق بالوضع العربي العام ونظرتنا له ومطالبنا من القمة العربية في شأن قضايانا العربية وأستطيع القول إن معظم المثقفين الليبيين الذين قدر لي شخصيا اللقاء بهم كانوا على قناعة مطلقة بأن ساعة الحسم مع نظام معمر القذافي قد اقتربت، سمعت هذه القناعات من أولئك الرجال في طرابلس قبل أن تتفجر الأوضاع في تونس وقيل لي إن مؤتمر القمة العربية في سرت سيكون آخر قمة يشهدها معمر القذافي هكذا كان الحال في ليبيا قبل هبوب رياح الربيع العربي من تونس. (2) في الأسبوع الأول من ثورة الشباب (بنغازي) اندفعت قوات معمر القذافي وكتائبه وكل أجهزته القمعية لإبادة الثورة قبل أن ينتشر نفوذها في ليبيا وبسرعة فائقة اجتمع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي وقرر العمل الجاد لحماية الشعب الليبي من بطش الحكومة الليبية بقيادة معمر القذافي، وطلب انعقاد المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وبسرعة ـــ لم يسبقها سرعة في القرارات العربية إلا قرار استدعاء القوات الأوروبية والأمريكية لتدمير العراق عام 1991 ـــ وقرر مجلس جامعة الدول العربية تعليق عضوية ليبيا في الجامعة العربية، ومن ثم التوجه إلى المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة وطلب من المجتمع الدولي حماية الشعب الليبي من بطش حكومته وجبروتها، وهكذا تم استدعاء قوات حلف الناتو، وشاركت معظم دول مجلس التعاون الخليجي عسكريا في ذلك المجهود لفرض حظر جوي فوق ليبيا وتدمير كل مصادر النيران التي كانت تهدد ثورة الشعب الليبي، وقد كان لها ما أرادت. (3) الحق أن مجلس التعاون الخليجي قصر تقصيرا مخلا منذ أن سيطر الثوار على معظم المنطقة الشرقية من ليبيا، إذ لم يقم بزيارة بنغازي أي مسؤول خليجي وخاصة الدول التي شاركت في العمليات العسكرية والإعلامية في ليبيا علما بأن وفودا من دول الناتو توافدت على بنغازي واجتمعت بالقيادات الليبية التي كانت تدير معارك الثورة عسكريا وسياسيا وإعلاميا ومخابراتيا، وعندما حقق الثوار انتصارهم بدخول العاصمة طرابلس، اندفعت القيادات السياسية من دول الناتو نحو طرابلس في عز ساعات النصر هناك، كان منهم الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني والطليان والألمان والأتراك وغيرهم وأخيرا وزيرة خارجية أمرياكا السيدة كلينتون، لقد راحوا إلى طرابلس ليرتبوا مصالحهم ويثبتوا رجالهم في القيادات العليا هناك والخليجيون الذين لهم تواجد عسكري لم نر ولم نسمع لهم وجودا.. لماذا غاب العرب والخليجيون على وجه الخصوص عن ليبيا في هذه الظروف الصعبة؟؛ لماذا تركت الساحة لغيرنا هناك؟.. أين الأمين العام لجامعة الدول العربية عن هذا المسرح وكذلك الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي؟، وأين الأمين العام للمؤتمر الإسلامي (أكثر من 50 دولة) مما يجري في ليبيا؟.. أستثني من ذلك المملكة الأردنية الهاشمية التي انتبهت للخلل أخيرا أوفدت وزير خارجيتها برفقة وفد رفيع المستوى. آخر القول: هكذا تضيع قضايانا، تحملنا أعباء مالية وسياسية ومعنوية في المسألة العراقية من عام 1991 وحتى اليوم وجنت إيران الفائدة بالاشتراك مع أمريكا وبريطانيا، وتحملنا تكاليف منظورة وغير منظورة في الشأن الأفغاني، وجنى غيرنا الفائدة الكبرى ومنهم إيران، وكذلك فعلنا ونفعل في ليبيا وغيرنا يجني الفوائد نفوذا واقتصادا وغير ذلك، أليس هذا عيبا مخلا؟!!

438

| 21 أكتوبر 2011

alsharq
لمن ستكون الغلبة اليوم؟

يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...

1137

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
الانتماء والولاء للوطن

في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...

1098

| 22 ديسمبر 2025

alsharq
السفر في منتصف العام الدراسي... قرار عائلي أم مخاطرة تعليمية

في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...

861

| 24 ديسمبر 2025

alsharq
إنجازات على الدرب تستحق الاحتفال باليوم الوطني

إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...

699

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
التاريخ منطلقٌ وليس مهجعًا

«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...

666

| 21 ديسمبر 2025

alsharq
غفلة مؤلمة.. حين يرى الإنسان تقصيره ولا يتحرك قلبه

يُعد استشعار التقصير نقطة التحول الكبرى في حياة...

660

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
«يومنا الوطني».. احتفال قومي لكل العرب

هنا.. يرفرف العلم «الأدعم» خفاقاً، فوق سطور مقالي،...

651

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
قبور مرعبة وخطيرة!

هنالك قادة ورموز عاشوا على الأرض لا يُمكن...

594

| 19 ديسمبر 2025

alsharq
قطر رفعت شعار العلم فبلغت به مصاف الدول المتقدمة

‎لقد من الله على بلادنا العزيزة بقيادات حكيمة...

546

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
مشــروع أمـــة تنهــض بــه دولــة

-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...

540

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
احتفالات باليوم الوطني القطري

انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...

510

| 23 ديسمبر 2025

alsharq
لماذا قطر؟

لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...

507

| 24 ديسمبر 2025

أخبار محلية