رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من المسلم به أن قضية التعليم وتطويره فى أى دولة أصبحت قضية أمن قومى .. وأن بداية أى إصلاح لن يتحقق إلا عن طريق تطوير التعليم على أسس سليمة .. وعطفا على ما تناولناه فى مقالينا السابقين عن التعليم والإشباع الروحى فإنه من دواعى سرورنا أن نتحدث فى هذا المقال عن دور المدرسة ومهمتها فى المجتمع الحديث والتى إتفق علماء التربية على أنها تنحصر فى نقطتين أساسيتين : الأولى هى نقل المعرفة .. بمعنى تبسيط نظريات العلوم المختلفة وشرحها وما سبق للبشرية تلقيه من علوم مثل الفيزياء والتاريخ واللغات المختلفة .. وهذه المهمة برغم أهمية دور المدرسة فى توصيلها للطالب إلا أنه – أى الطالب – يمكنه الإستعانة بوسائل أخرى مثل الشرائط والكتب والإنترنت .. ومن الممكن أن تغنيه هذه الوسائل عن المدرسة فى بعض الحالات التى تتطلب ذلك مثل المرض أو الإعاقة أو التواجد فى الأماكن النائية وغيرها . أما النقطة الثانية فهى التنشئة الإجتماعية والتى توفر تدريب الطلبة على العيش مع الآخرين والحقوق والواجبات والمواطنة الصالحة والشعور بالإنتماء للوطن .. وهذا لا يمكن تحقيقه فى أى مكان آخر غير المدرسة بأى حال من الأحوال مهما كانت الوسائل المتاحة .. وذلك للأسباب الآتية : - هذه الممارسات تحمل فى طياتها القيم والأخلاق اللازمة للتماسك الإجتماعى وهو ما يمكن أن نطلق عليه " التربية الأخلاقية الضمنية " . - المدرسة هى المكان الأول فى المجتمع الذى يؤهل الأجيال الجديدة للمواطنة الصالحة والإنتماء إلى الوطن وهى أمور لا يمكن تحقيقها من خلال التلقين أو الكتب المقررة ولكن من خلال الممارسات التربوية ذاتها كما أسلفنا . - المدرسة لا تنقل للتلميذ مجرد معارف مثل تلك الموجودة فى الكتب أو الشرائط أو الإنترنت – برغم إقرارنا التام بأهمية تلك المصادر – ولكن ينبغى أن يكون تقديم هذه المعارف للتلميذ بطريقة تترك له مجالا للتعبير عن رأيه الخاص الأمر الذى يرسخ فكرة النقد .. وهى الخطوة الأولى والمقدمة الضرورية لأى إصلاح فى أى مجتمع . - فى المدرسة يتوفر عدم التمييز ومكافأة الجهد فضلا عن التدريب على النقد . - داخل المدرسة يكون هناك حرص دائم على توفير مناخ الإنضباط دون تمييز أو محاباة مما يعمل على أن يترسخ فى الأذهان فكرة مساواة الجميع أمام القانون وهو ما يمكن ألا يتحقق فى غيرها من الأماكن بما فى ذلك الأسرة نفسها مثل تفضيل البنين على البنات ومنحهم مجالات أوسع للحرية .. أو تدليل الإبن الأصغر .. إلى آخر تلك الأخطاء التى قد توجد فى كثير من مجتمعاتنا الشرقية .. فى الوقت الذى يصعب فيه حدوث ذلك فى المدرسة . داخل المدرسة أيضا هناك المعلم الذى يجب أن يقوم بكل ما نصبو إليه من تطور وتقدم وسأوجز وجهة نظرى فى نقطتين غاية فى الأهمية : الأولى أن يكون هناك تدريب دائم ومستمر لكل المعلمين ووضعهم على مسار التطور بالتعاون مع الجامعات المحلية سواء بالتواجد فى الجامعات بإستمرار فى مواقيت محددة أو تكليف العلماء الكبار فى هذه الجامعات بالذهاب إلى حيث يتواجد المعلمون وتدريبهم على الجديد فى طرق التدريس وإمدادهم بالمراجع والكتب اللازمة لذلك .. فضلا عن أن توفر الدول البعثات المختلفة لكبريات الجامعات فى العالم ويجب بالطبع أن يتضمن برنامج أى بعثة زيارات للمدارس بمراحلها المختلفة . والنقطة الثانية وهى فى غاية الأهمية وبدونها لن تتحقق نتائج ملموسة وهى ضمان مستوى معيشى لائق ومحترم للمعلم حتى يكون كل تركيزه فى العمل وتحقيق أفضل النتائج بدلا من التفكير فى كيفية تدبير موارده المعيشية .. ذلك بالإضافة إلى تقنين أوضاع المعلم الوظيفية حتى يأمن على نفسه ومستقبله . وفى النهاية نوجز المبتغى فى نقاط ثلاث : 1- مكان لائق ومجهز للعملية التعليمية . 2- مناهج تواكب التقدم ومتطلبات العصر . 3- معلم ماهر ومدرب للقيام بالمهمة المنوط بها وآمن على نفسه . ونحن نضع كل هذا أمام حكومات بلداننا العربية ونأمل أن نكون بذلك قد أوقدنا شمعة بسيطة فى النهضة بالمواطن العربى . وإلى موضوع جديد ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين drmostafaabdeen@gmail.com
990
| 28 سبتمبر 2015
كنا قد وعدنا القراء الأعزاء فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان أن نستعرض طرق التعليم فى بلادنا العربية فى الحاضر والماضى .. وما يجب أن تكون عليه الأمور مستقبلا .. خاصة مع تطور أساليب ووسائل الإتصالات الإليكترونية الحديثة . وأنا لست من هؤلاء الكُتاب الذين يشيدون بما يحدث فى أوروبا ويعتبرونهم نماذج تستوجب علينا أن نحتذى بها .. ولكننى فى هذا الموضوع أجد لزاما علينا أن نستفيد بتجربة الأوروبيين فى عصر النهضة .. وهو ما يوافق بداية القرن السابع عشر الميلادى .. فقد كان إهتمام المربين ينصب على تربية العقل وتدريبه على طريقة التفكير والإستدلال والتشجيع على النقد .. وأن يكون هذا النهج متاحا للجميع .. لا فرق فى ذلك بين البنين والبنات .. وكان على رأس هؤلاء الفيلسوف الإنجليزى جون لوك 1632-1704 م . وهو الذى أبدع فلسفة التعليم المتكامل أو الشامل .. وكان رائد التطوير من بعده – وفقا لما كتبه الدكتور أنطون يعقوب ميخائيل العميد السابق لمعهد الدراسات القبطية فى مصر – هو اللورد شافنتسبرى والذى حسب ما طبقه فى ذلك الوقت يكون تحت مظلة التعليم الجمع بين دراسة العلوم والإنسانيات والفنون والسلوك وتعلم المهن أو الحرف المختلفة وهو ما صار يُطلق عليه التعليم الفنى أو التقنى .. بالإضافة إلى التربية الرياضية البدنية وألعابها المختلفة والأنشطة الإجتماعية .. وهو ما تأثر بها فى كتاباته التربوية الفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو 1660 – 1778. أما عندنا – وأنا آسف أن أكتب ذلك – فقد كانت نظم التعليم لدينا وإلى وقت ليس بالبعيد عقيمة حيث كانت أساليب الحفظ والحشو والتلقين هى السائدة .. وكانت المعارف تُقدم للطلاب وكأنها حقائق مطلقة . وبناء على هذا كان يمكن أن نحصر طرق التعليم التى كانت سائدة فى وطننا العربى إلى وقت قريب فى ثلاثة نقاط رئيسية هىالحفظ والتسميعوالتذكر.. وبذلك يكون وضع المناهج الدراسية قائم على على ما سوف يحفظه التلميذ .. وتأسيسا على ذلك يكون جُل عمل المدرس هو التسميع وليس الشرح والتفسير وضرب الأمثلة وتدريب التلاميذ عليها مما يؤدى إلى توسيع المدارك .. وهو الأمر الذى يجعل بالتالى أن الطالب المتميز هو من يستطيع تذكر ما سبق له حفظه وما سبق أن قام المدرس بتسميعه فى المدرسة . ومن البديهى أن هذا يكون بعيدا تماما عن أساليب التعليم الحديثة والتى تعتمد بالدرجة الأولى على الملاحظة والإبداع والتعبير .. والأخذ بأساليب تعتمد على الإكتشاف والتجريب بدرجة متزايدة .. إلى جانب الخبرة المباشرة والمشاركة فى عملية التعلم الذاتى وتعامل الدارسين المباشر مع مصادر المعرفة وزيادة إستخدام التعلم من خلال الربط بالواقع العملى والحياتى وأهداف المجال العملى والوظيفى الذى يريده أو يطمح المتعلم فى الإنخراط فيه .. ومن المتفق عليه أن " الإبداع النظرى " يتحول فيما بعد إلى التفكير العلمى والذى يسهل إكتساب مهارات التدريب العقلى وهو ما يفيد الناس وواقعهم فى الحياة العملية . أما عن دور المدرسة فى المجتمع الحديث ودورها فى تحقيق القيم والمبادئ الأساسية للحياة فى مجتمع صالح .. والإستغلال الأمثل لأهم إعجاز إلهى فى خلقه أهم نعمة وهبها الله للإنسان وهو العقل البشرى وهو مصدر إبتكار القواعد والنظم المؤسسية لضبط الحريات وتنظيم الحقوق والواجبات فى المجتمعات التى نعيش فيها وبذلك يتحقق الإشباع الروحى فى التعليم .. وسيكون هذا هو موضوع مقالنا القادم .. فإلى اللقاء بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين drmostafaabdeen@gmail.com
364
| 18 سبتمبر 2015
لا شك أن بناء شخصية الإنسان العربى لابد أن تبدأ بإعادة النظر فيما يتعلمه أطفالنا منذ البداية الأولى .. ويجب أن تطال تلك الحلول من يقومون على التعليم من معلمات ومعلمين وإعادة تأهيلهم وإمدادهم وتدريبهم على الحلول الجذرية والغير تقليدية التى يجب أن تشمل كل عناصر العملية التعليمية . وكثيرا ما أتذكر ما كان يردده الراحل الدكتور سيد عثمان وهو من كبار رجال التعليم فى العالم حيث كان يشرح نظريته فى التعلم لطلبته فى كلية التربية بجامعة عين شمس وغيرها من جامعات العالم والتى كانت تستند على ثلاث محاور رئيسية : - الأول وهو بهجة التعلم .. وهذا لا يتأتى إلا بحب المتعلم لما يدرس .. بمعنى سروره بما يتعلمه . - الثانى هو بيئة التعلم .. وهو ما يمكن تحقيقه بربط التعلم بالبيئة التى يعيش فيها الدارس . - أما ثالث وأهم تلك المحاور فهو المسئولية الإجتماعية للتعليم ويكون ذلك بانتقال الأثر الإيجابى للتعليم من المتعلم إلى أفراد أسرته .. ثم تتسع الدائرة لتشمل عائلته وأقاربه .. ثم تزداد الدائرة إتساعا لتشمل معارفه وأصدقاءه .. حتى تصل إلى المجتمع كله فى نهاية الأمر . وقد جاب الأستاذ الدكتور سيد عثمان جامعات العالم لشرح نظريته هذه كما يقول تلميذه النجيب الأستاذ أحمد الحمصانى فى رسالته " ركائز الجودة " فى بريد الأهرام .. وهو بالمناسبة أحد رجال التعليم المعروفين الآن فى مصر .. ويُحمد له تذكره لنظرية أستاذه فى زمن عز فيه الوفاء . ولا شك فى أن نظم التعليم فى عالمنا العربى – والتى كان د.سيد عثمان ومعه العديد من علماء التربية يحاولون تطويرها – مسئولة بدرجة كبيرة عن إنهيار مواصفات البشر لدينا على كافة المستويات وذلك لأن القيم والمعايير الأخلاقية تتشكل فى سن مبكرة .. هى سنوات التعليم الأولى على الأخص فى مراحل الإبتدائى ورياض الأطفال والتى تنطلق فيها الطاقات العقلية والوجدانية والتى تعمل على تشكيل وتنمية المعتقدات والقيم الأخلاقية التى تلبى حاجة الإنسان وفطرته إلى الفهم ونزعته إلى الإشباع الروحى . وسنحاول فى مقالاتنا اللاحقة أن نتطرق إلى شكل نظم التعليم لدينا – الآن وفى الماضى – وإلى ما نطمح إليه من تطورات تمكننا من توسيع إستخدام القدرات العقلية وتنشيطها فى عملية إكتساب المعرفة وجعلها قادرة على استمرار التعلم وتطوير الخبرات فى المدرسة والمجتمع وعلى المستوى الشخصى .. بمعنى أن يكون ذلك التطوير ذاتيا وجماعيا داخل وخارج نطاق التعليم المدرسى وبعد إنتهائه . فإلى مقالنا القادم بحول الله .
1818
| 12 سبتمبر 2015
عندما كتبت مقالى السابق تحت عنوان " حلاوة وعذوبة " كنت أهدف إلى تغيير النمط المعتاد فى المقالات من ناحية .. وإلى كتابة فقرة من مذكرات أحد الأشخاص من خريجى المدارس الحكومية يصف فيها روعة حدائق شبرا التى بناها الأجداد وحولها الأحفاد إلى غابات خرسانية قبيحة .. ولأبين كم هى جميلة تلك الفقرة من الناحية اللغوية وكيف أن الكاتب لم يلجأ إلى الزج بكلمات أجنبية برغم من تمكنه من اللغة الفرنسية حيث عاش فى فرنسا عدة سنوات وتلقى تعليمه العالى هناك. ولم أكن أتوقع هذا الكم من التعليقات التى وصلتنى حول هذا الموضوع عبر وسائل عديدة لعل أكثرها الفيسبوك والرسائل الإليكترونية فضلا عن المحادثات الهاتفية .. وأكثر هذه الآراء يتفق مع وجهة النظر التى طرحتها فى المقال والإقرار بحلاوة وعذوبة الفقرة المطروحة .. وهو ما أسعدنى حقا .. ولكننى لاحظت فى تعليقات بعض الأشخاص على الفيسبوك أنهم تناولوا الأمر بطريقة مبتسرة ومعكوسة قائلين أن هناك فوائد جمة للغات الأجنبية أيضا. ولهؤلاء الأحباء أقول أن لكل مقام مقال .. بمعنى أننى لو كنت أكتب فى مقام يتطلب أن يكون باللغة العربية فلا داعى مطلقا لإظهار معرفتى باللغات الأجنبية التى ندرك جميعنا أن هذه اللغات وخاصة اللغة الإنجليزية هى لغة العصر الحديث .. بمعنى أنها لغة العلوم والتكنولوجيا وأيضا الإقتصاد والتجارة والطيران والسياحة والسفر .. فضلا عن كونها لغة الكمبيوتر والدراسة فى الجامعات. ولهم أيضا أقول أن اللغات الأجنبية هى وسيلة الإتصال مع الشعوب الأخرى والتعرف على ثقافتهم .. يعنى هى التى تعطينا مفاتيح الثقافات العالمية وهى أداة التواصل بين الدول والشعوب . وحتى على المستوى الشخصى فقد أثبتت الدراسات التى أجراها العلماء فى دول كثيرة أن تعلم لغة أجنبية أو أكثر يعطى الفرد رصيدا مهما يضاف إلى المخزون الذهنى له ويعمل على توسيع المدارك ويسهل عليه تعلم وإكتساب مهارات أخرى لغوية وغير لغوية . كل ما سبق يعتبر قطرة فى محيط فوائد اللغات الأجنبية فى عصر العولمة وشمولية الثقافة .. وهو موضوع من الممكن أن أكتب فيه أنا وغيرى مقالات عديدة توضح هذه الفوائد ولكن ليس معنى هذا أن نهمل لغتنا العربية الجميلة التى نزل بها القرآن الكريم .. بمعنى ألا يكون هناك شئ على حساب شئ آخر .. تعلم اللغات الأجنبية ما شاء الله لك أن تفعل .. وكن على إستعداد للإستجابة لتحديات العلم الحديث والمعرفة التكنولوجية .. ولكن من العار عليك ألا تجيد لغتك الأم .. خاصة لو أخذنا فى الإعتبار هذا العدد الهائل من الطلاب الأسيويين والأفارقة الذين تبعثهم دولهم إلى الدراسة فى الأزهر الشريف فى مصر وإلى المعاهد الدينية المتعددة فى البلاد العربية .. ومعظم هؤلاء يتحدثون اللغة العربية الفصحى بطريقة سليمة خالية من الأخطاء التى يرتكبها معظمنا . وفى النهاية فإننى أحذر من الإنجراف مع تلك البدع الجديدة التى تظهر كل يوم وآخر على وسائل التواصل الإجتماعى مثل كتابة اللغة العربية بحروف أجنبية أو إختيار رمز أو صورة لكل حرف وتلك البدع لا يمكن أن ترقى لأن توصف بأنها لغة ولا يجب الإنجراف وراءها ويكفينا اللهجات المحلية وما أحدثته من بعد عن لغتنا الأم التى من المفروض أن توحدنا. وإلى لقاء جديد ومقالنا القادم بحول الله.
482
| 05 سبتمبر 2015
أحبائى القراء .. هذا المقال يختلف تماما عما تعودت أن أكتبه وأتشرف بتقديمه لكم للقراءة .. فهو دعوة لقراءة فقرة باللغة العربية .. أرى من وجهة نظرى الخاصة أنها جميلة وطريفة .. هيا نقرأ معا تلك السطور والتى يصف فيها كاتبها حدائق حى شبرا عندما زارها وهو طالب .. وبعدها سيكون لنا حديث . " جهة شبرا هى المكان المطروق للرياضة .. يقصد إليها المرتاضون .. مشاة وركبانا.. وكان المار يرى الدواب المطهمة تغدو وتروح .. وأحيانا واقفة فى إنتظار أصحابها ممن حضروا للرياضة مكبلة فى اللجم صفوفا على جوانب المزارع". هذه فقرة من مذكرات أحد الأشخاص ويدعى أحمد شفيق " الذى أصبح أحمد شفيق باشا فيما بعد ".. وهو ليس الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق .. كما أنه غير متخصص فى اللغة العربية كما قد يظن البعض .. ولكنه درس المرحلة الإبتدائية فى مدرسة المبتديان الإبتدائية الواقعة بالقرب من حى السيدة زينب بالقاهرة .. ثم درس بمدرسة القبة التجهيزية .. ما يعادل الثانوية الآن .. ثم أكمل دراسته فى فرنسا . ولى عدة ملاحظات على ما سبق أوجزها فى الآتى : - الكاتب درس فى مدارس حكومية عادية والتى يدرس فيها جميع الناس فى تلك الأوقات "بدايات القرن العشرين". - الكاتب يستخدم اللغة العربية فى التعبير عما فى نفسه وفى كتابة مذكراته نتيجة ما درسه فى تلك المدارس الحكومية. - إذا أعدنا قراءة تلك الفقرة من مذكراته لوجدنا فيها بلاغة وقوة فى التعبير وسلاسة فى الأسلوب مع صحة فى قواعد اللغة العربية بشكل عام. - لم يلجأ الكاتب لإستخدام اللغة الفرنسية أو حتى عبارات منها برغم تمكنه منها نتيجة معيشته فى فرنسا والدراسة بها سنوات طويلة وتمكنه منها .. وهى عادة أصبحنا نعانى منها فى سائر البلاد العربية فى الوقت الحالى .. سواء فى تعاملاتنا فى حياتنا اليومية وتكون عادة على سبيل التظاهر بالفرنجة ومعرفة اللغات الأجنبية أو حتى فى وسائل الإعلام " وموضة " إستخدام الكلمات الإفرنجية .. ولم يسلم من ذلك أسماء البرامج نفسها .. وحتى المحلات التجارية سايرت هذا الإتجاه الذى أصبح سائدا لأنه موضع إعجاب الناس وخاصة الشباب منهم . هناك بعض الملاحظات الأخرى والتى قد يندهش لها القراء الأحباء الذين قاموا بزيارة حى شبرا بالقاهرة فى السنوات الأخيرة والتى تحول إلى غابة أسمنتية من المبانى وكيف كانت تلك المنطقة بذلك الجمال الذى يصفها به كاتب المذكرات .. ولنلاحظ معا ماذا فعل الأحفاد بما تركه لهم الأجداد من ميراث .. ليس فقط فى الأبنية والشوارع ولكن أيضا فى لغتهم الأم .. اللغة الجميلة التى نزل بها القرآن الكريم. وهذه دعوة لكل الآباء والأمهات والقائمين على التعليم فى بلادنا بالعودة إلى الإهتمام باللغة العربية فى مدارسنا وفى الكتب التى يقرأها أولادنا من أجل الثقافة أو حتى تمضية الوقت .. ولا أكون مغاليا لو أننى ذكرت القراء الأعزاء بأنه كان فى الماضى كما روى لى من يكبروننى فى العمر .. كان يوزع على طلاب المدارس الثانوية كتب تهتم باللغة العربية مثل الكتاب القيم " المنتخب من أدب العرب " وبه قطع منتقاة من قطوف الأدب العربى .. كما كان يتم إجراء إختبارات شفهية فى اللغة العربية ولا ينتقل الطالب إلى مرحلة دراسية أعلى إلا بعد إجتياز هذه الإختبارات. للإقتناع بما ورد فى مقالنا هذا أرجوك إعادة قراءة الفقرة من المذكرات فى بداية هذا المقال . وإلى اللقاء فى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.
800
| 27 أغسطس 2015
تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة ببعض الأشخاص الذين ظهروا مؤخرا على الساحة بإعتبارهم على إلمام كامل بشتى مناحى المعرفة .. فهذا خبير إستراتيجى .. وذاك محلل سياسى أو إقتصادى .. وذلك متخصص فى السياحة أو التعليم أو أى فرع من فروع المعرفة .. ولكن معظمهم – وحتى نكون منصفين لا نقول جميعهم – يشتركون فى أنهم يتحركون عكس الإتجاه طلبا للتفرد الخادع والتميز الزائف بالقدر الذى يسمح لهم بالبقاء فى الصورة حيث أنهم لا يملكون أى شئ من مكونات هذه الوصاية . ولكن ما هو الفكر وما هى أدواته ؟ ببساطة شديدة الفكر هو " إعمال العقل " .. إعمال العقل من خلال التأمل والتصور والتدبر فى المعلوم للوصول إلى المجهول . ومن البديهى فى هذا الصدد أن نشير – كما يقول الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب فى مقاله الرائع " الفكر المعاصر " بجريدة الأهرام – إلى أن أدوات العقل فى هذا المنحى للوصول إلى المجهول ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية هى التحليل والتركيب والتنظيم .. وبدون ذلك يكون ما يطلقون عليه فكرا ما هو إلا إندفاعا عشوائيا تغلب عليه السذاجة والسطحية ويغلفه التجمد . والفكر أو العلم لا يمكن أن نعتبره كذلك على أى مستوى من المستويات أو فى أى موضوع من الموضوعات دون أن يتأسس على " نظرية " .. بمعنى أن يكون مخططا له .. كما أن أى تخطيط سياسى أو إقتصادى أو إستراتيجى لابد بالضرورة أن ينطلق من " نظرية " .. وإلا كان عملا عشوائيا غير منظم ويقوم على الفعل ورد الفعل .. وهو أسوأ ما تُبتَلى به الأمم . والفكر لا يكون نافعا .. أو بالأحرى مجديا ومؤثرا ما لم يكن ملتحما بالواقع .. بمعنى أن المفكر الحقيقى هو الذى يتوقف عند الظواهر المادية ويتساءل عن ماهيتها وكيفية الإستفادة منها بتطويرها أو الحفاظ عليها وذلك على عكس من لا يلتفت إلى الظواهر المادية والذى يمكننا تصنيفه باطمئنان كامل بأنه غير مفكر لأن هذا الإنفصال الفكرى عن الواقع ما هو إلا مجرد قدرة كلامية مفرغة من المعانى .. ولعل هذا حال من يدعون أنهم من الخبراء والمحللين والمتخصصين والذين أشرنا إليهم فى بداية مقالنا هذا .. وهم بالمناسبة من لا يبحثون عن صدق ما يسوقونه من معلومات ولا يتحرون دقة الأخبار التى تتضمنها أحاديثهم . وعود على بدء نقول أن الفكر القائم على نظريات هو أفضل الوسائل لتنظيم التفكير وإعمال العقل للوصول إلى خلاصات قابلة للتعميم .. وهى فى نفس الوقت تساعدنا على التنبؤ بمستقبل الظواهر المختلفة . والنظرية theory باللغة الإنجليزية جاءت من الجذر اليونانى theoros .. وهو ما اعتدنا أن نطلق عليه ثيوروس .. وهذا بدوره له قصة طريفة جاءت من الأسطورة اليونانية التى تقول أن الحياة عبارة عن مهرجان كبير جدا يأتى إليه الناس للبيع والشراء واللعب والتسابق والمبارزة .. ما عدا صاحبنا ثيوروس هذا الذى كان يأتى ويجلس وحيدا منزويا فوق شجرة عالية ليلاحظ كل ما يحدث فى هذا المهرجان الكبير والذى هو نموذج مصغر للحياة .. ونحن على ثقة بأن ثيوروس هذا لو جاء فى أيامنا هذه وجلس ليشاهد التلفاز من فوق شجرته العالية تلك .. ولو أنه شاهد وإستمع إلى هؤلاء المحللين والخبراء والمختصين .. لو أنه فعل ذلك لألقى بنفسه من فوق الشجرة لتدق عنقه ويقضى حتفه .. مفضلا الإنتحار على ما يجرى أمامه من سخافات . ونخلص مما سبق إلى أنه يتحتم علينا أن نعى مفهوم الفكر الصحيح حتى نعيد الفكر إلى مساره الصحيح بعد أن نخلصه من الشوائب التى لحقت به . وفى ذات الوقت لابد أن نحترم ماضينا وتاريخنا ونستفيد بما فيه من إيجابيات بنفس القدر الذى يجب علينا فيه الإنفتاح على العالم من حولنا وثقافاته المختلفة وأن ننهل منه ما يتوافق مع قيمنا وتراثنا وأخلاقنا العربية . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين drmostafaabdeen@gmail.com
324
| 20 أغسطس 2015
إتصل بى العديد من الأصدقاء والقراء معلقين على ما جاء فى مقالنا السابق تحت نفس هذا العنوان عن الخلط لدى الكثير من الناس بين العمل الفنى والتوثيقى .. أو بين الدراما والتاريخ .. وهو ما سنحاول أن نلقى عليه المزيد من الضوء فى مقالنا هذا .. حيث أن كاتب الدراما التاريخية يقدم عملا فنيا بالدرجة الأولى ولكنه مستقى من التاريخ .. بمعنى آخر أنه قائم على رؤية إبداعية يلعب فيها الخيال دورا رئيسيا إلى جانب الحقائق التاريخية . ولهؤلاء الأعزاء أقول أن هناك الكثير من الأعمال الدرامية امتد فيها الخيال إلى وقائع تاريخية ثابتة ولكن فيها أيضا تغيير وتبديل من المحتمل أن يثير عواصف من الغضب لدى من ينظرون إلى الأمر نظرة لا تميز بين الفن والعلم كما أسلفنا . ولهم أيضا أقول أن القصص التاريخية تلهم المبدعين أعمالا مختلفة وذلك بإستخلاص أو بالأحرى إستلهام شخصيات ومواقف ومن ثم إعادة تركيبها بأسلوبهم الخاص أو طريقتهم وفقا لرؤية كل منهم .. هذا طبعا بغض النظر عن مدى تطابق ما أبدعوه مع الحقائق التاريخية . كما كنا قد أوضحنا المعتقد الراسخ لدى اليهود فى أن المال هو الوطن الحقيقى وهو ما دفع معظمهم – إن لم يكن جميعهم – فى إمتهان ما يدر عليهم عائدا ماديا كبيرا وعظيما مثل إمتلاكهم للمتاجر العملاقة فى العواصم المختلفة وكبريات المدن .. إلى جانب إمتلاكهم للفنادق ومساهمتهم فى رؤوس أموال البنوك .. فضلا عن حرصهم على القوة الناعمة مثل الغناء والتمثيل والإخراج والإنتاج الفنى .. إلى جانب وسائل الرأى العام مثل الصحافة وغيرها .. على نحو ما أسلفناه فى مقالنا السابق . وعن مسلسل حارة اليهود الذى أشرنا إليه فهو من تأليف الكاتب الدرامى المتميز مدحت العدل عن ملامح التراث الثقافى الليبرالى فى الأربعينيات .. وكما تقول الدكتورة هالة مصطفى فى مقالها الرائع " حارة اليهود " بجريدة الأهرام أنه اتسم بالتنوع والثراء والتعددية بمعناها الأشمل الذى يتجاوز النطاق السياسى المباشر . وكما يقول كل من شاهد هذا المسلسل فإن الكاتب قد تأثر إلى حد كبير بكتابات نجيب محفوظ التى تجسد عبق التاريخ حيث تدور أحداثها فى الأحياء الشعبية فى وسط القاهرة القديمة .. ومن المعروف أن حارة اليهود حى شعبى يتبع حى الجمالية الذى أنشئ فى منتصف القرن التاسع عشر وهو تابع لمنطقة الموسكى الشهيرة.. وهذه الأحياء الشعبية – ومن ضمنها حارة اليهود بطبيعة الحال – تعتبر مرآة تعكس أسلوب الحياة المعيشية للطبقة المتوسطة وهم القطاع الأوسع للشعب والذى يتكون من الحرفيين والتجار أصحاب المحال المتوسطة إلى جانب صغار المُلاك .. فضلا عن المقاهى والتى تمثل جزءا لا يتجزأ من الحياة وتعكس كل ما يدور فى الحياة السياسية . وهذا المسلسل يرمز إلى التعايش بين مختلف الأديان من أصحاب الأديان الثلاثة فى تلك الحقبة التاريخية التى سبقت قيام إسرائيل مباشرة .. ولعل الكاتب نزع إلى أن يوضح لمن يشاهد المسلسل الفرق بين اليهودية كديانة وبين الموقف من دولة إسرائيل .. كما أنه – أى الكاتب – أراد أن يؤكد على أن اليهود كانوا فى ذلك الوقت جزءا من منظومة كبيرة استوعبت مواطنين " مصريين " من أصول أجنبية مثل الأرمن واليونانيين والإيطاليين والفرنسيين وغيرهم مما ساعد على المزج بين الثقافتين الشرقية والغربية وعن مدى التسامح الذى كان يلقاه اليهود فى شتى مناحى الحياة .. أما عن هجرتهم إلى إسرائيل فهذا شأن خاص بهم ولا علاقة له بظروف معيشية كانت سببا لمعاناة اليهود فى المجتمعات العربية .. وما يقال عن مصر فى هذا الصدد يُقال عن العراق والمغرب ولبنان وسوريا وكل الدول التى عاش فيها اليهود . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله.
393
| 09 أغسطس 2015
لا شك أن هناك فرق بين العمل الفنى والتوثيقى .. أو بمعنى آخر بين التاريخ من حيث هو علم والدراما بإعتبارها عملا فنيا .. وقد رأيت فى البداية أن أكتب هذه العبارة لأصل إلى المُبتغى من كتابة هذا المقال. وهذا - بطبيعة الحال - إستكمالا لما كنا كتبناه فى مقالينا السابقين عن رمضان والتلفاز وبمناسبة عرض بعض القنوات التليفزيونية فى رمضان الماضى أحد المسلسلات تحت عنوان "حارة اليهود" والذى يتعرض لحياة اليهود فى مصر فى فترة الأربعينيات من القرن الماضى .. فإنه من دواعى سرورنا أن نتناول موضوع اليهود بين الدراما والتاريخ. وكحقيقة تاريخية فقد عاش اليهود فى القرون الماضية وحتى منتصف القرن الماضى " إعلان قيام دولة إسرائيل " .. فى العديد من الدول العربية ومنها مصر وسوريا ولبنان والعراق والمغرب على سبيل المثال .. وكانوا يشكلون جزءا من منظومة كبيرة من شرائح مجتمعية مختلفة .. وإن كان معظمهم من الأثرياء ورجال المال .. ومن المعروف تاريخيا أن معظم اليهود – إن لم يكن جميعهم – كانوا يمتهنون المهن المتعلقة بالمال والتى تدر عليهم عوائد مالية كبيرة لإيمانهم المستقر فى أعماقهم أن الوطن الحقيقى هو المال .. وذلك لإنهم كانوا من كبار تجار الورق والأقمشة والملابس والأثاث وأصحاب الفنادق والمساهمين فى البنوك.. وعلى سبيل المثال إمتلاكهم للعديد من المحلات التجارية العملاقة فى العواصم المختلفة والمدن الكبرى مثل محلات شيكوريل وهانو وبنزايون والتى معناها فى العبرية " إبن صهيون " وكذلك محلات ريفولى وصيدناوى وشالون والذى من الواضح أنه إسم مشتق من كلمة " شالوم " بالعبرية .. ولن ننسى كذلك محلات شملا وبونتريمولى والصالون الأخضر وداود عدس وعمر أفندى وكان فيما مضى يسمى أروزدى باك .. ومن الطريف أن معظم هذه المتاجر لا تزال تحتفظ بأسمائها القديمة .. والأكثر طرافة هو إطلاق نفس الأسماء " اليهودية " على فروعها الجديدة فى التوسعات. أما عن الفنادق فقد كانوا أصحاب مينا هاوس وسان إستيفانو وسافوى وكونتيننتال وغيرها. وكانت مساهماتهم ظاهرة فى البنوك مثل البنك العقارى والبنك التجارى والذى كان يعرف ببنك التسليف الفرنسى والبنك الأهلى والمركزى وحتى بنك مصر الذى أسسه طلعت حرب كشركة مساهمة كان من أكبر المساهمين يوسف قطاوى سليل أحد أكبر العائلات اليهودية فى مصر والعالم العربى. ولم تكن الصحافة والفنون " القوة الناعمة " بعيدة عن مجال إهتمام اليهود .. فقد إمتلكوا العديد من الصحف فاق عددها الخمسىن صحيفة فى مصر وحدها وكان من أشهر الصحفيين يعقوب صنوع الذى كان يكتب تحت إسم " ابو نضارة " .. وفى الفن كانت ليلى مراد التى عرفت بأيقونة الغناء العربى وكذلك منير مراد وذكى مراد والملحن داود حسنى والمخرج والمنتج توجو مرزاحى والذى يعتبر من رواد السينما المصرية والعربية والذى أنتج العديد من الأفلام لعل أشهرها فيلم " سَلاَمَة " لأم كلثوم عام 1947 .. وفى مجال التمثيل كان هناك نجمة إبراهيم وسامية رشدى وكاميليا وراقية إبراهيم وإستيفان روستى. أما بالنسبة لدور اليهودى فى الدراما فقد كانت هناك شخصيات نمطية سادت الأعمال الفنية مثل طريقة الكلام .. أو " اللازمات " الصوتية والقوالب النمطية من القبعة اليهودية والأنف الأخنف ولم يحاول القائمون على تلك الأعمال الخروج عنها إما لإعتقادهم أن ذلك هو غاية المُراد .. أو – وذلك هو الأرجح – على سبيل عدم الرغبة فى بذل المجهود .. أو الإستسهال .. ونحن هنا نؤكد أننا نكتب عن الشخصيات فى الأعمال الدرامية وليس عن اليهود .. فهم بشر مثلنا يدينون بديانة سماوية .. ومن البديهى أننا لا يمكن أن نفرق – من حيث الشكل – بين مسلم ومسيحى ويهودى. نكتفى بهذا القدر فى هذا المقال على أمل أن نلتقى بكم فى مقالنا القادم لنستكمل باقى الموضوع.
766
| 06 أغسطس 2015
كنت قد تناولت فى المقال السابق تحت نفس العنوان ما تبثه شاشات التليفزيونات العربية من برامج ومواد درامية عديمة الفائدة بالنسبة للمشاهد .. ولو توقف الأمر عند هذا الحد لكان هناك من يقبل ذلك على أن الجلوس أمام الشاشة يعطى الفرصة للمشاهد لقضاء وقت ممتع ولكن المشكلة أن الأمر يعود على المشاهد بالسلب .. كيف ؟ هذه المسلسلات تعج بالحوارات الهابطة والكلمات البذيئة .. بالإضافة إلى المَشَاهد المبتذلة والسخافات الغير مقبولة .. والأدهى من ذلك مشاهد العنف التى لا مبرر لها والتى يشعر المتفرج أن هذه المشاهد مقحمة على العمل الدرامى .. بمعنى أنه لو تم حذفها لما نقص شئ من العمل .. والأكثر من ذلك أنه لا يوجد مسلسل يخلو من تدخين الممثلين والممثلات للسجائر والسيجار الذى بات من علامات الوجاهة لدى الأغنياء والموسرين ورجال الأعمال .. أما إحتساء الخمر فحدث عنه ولا حرج فتجد معظم أبطال الأعمال الفنية يتعاطون الخمر بإستمرار فى الأماكن العامة وحتى فى المنازل والمكاتب لدرجة تجعل من لا يعرف بلادنا أن الخمر شئ عادى جدا لدينا . ولقد بح صوت رجال التعليم وعلماء النفس فى أن الأطفال يتأثرون بما يشاهدونه على الشاشة وأن هؤلاء الفنانين يشكلون عاملا مؤثرا فى الأطفال والصبية الذين يقومون بتقليدهم سواء فى العنف أو التدخين .. ونحن بدورنا نحذر من أن ذلك الأمر فيه خطر على مستقبل أجيال قادمة بأكملها . أما المصيبة الكبرى فهى تلك الإعلانات التى تحاصر المشاهد قبل وبعد وأثناء بث البرامج أو المواد الدرامية والتى تطول لدرجة أن ينسى المشاهد ما كان يشاهده قبل عودة البث .. ومن الطريف أن يتندر الناس على ذلك بأن مقدمة البرامج أو المذيعة تطل على المشاهدين لتزف لهم خبر بث فترة إعلانية يتخللها بعض مشاهد مسلسل أو برنامج ما .. مع أنه من المتعارف عليه عالميا أن الزمن المخصص للإعلانات يجب ألا يتجاوز 15% من نسبة ما يتم بثه على شاشات التلفاز .. وذلك على أقصى تقدير . ومن المحزن حقا أن يبيع بعض ممن يعتبرهم الناس نجوما أنفسهم مقابل مبلغ من المال للظهور فى إعلانات تقلل من قيمتهم المعنوية لدى المشاهدين . وهناك بعض المُعلنين يصرون على بث إعلاناتهم خلال مسلسل من بطولة نجوم بعينهم .. وهؤلاء النجوم لا لوم عليهم .. ولكن المشكلة تكمن فى المعلنين أنفسهم كما يتحمل القائمون على القنوات مسئولية هذا العبث لأنهم يلهثون وراء جنى الأموال .. ويعتبرون تلك الإعلانات هى الوعاء الذى يجمعون فيه الأموال .. ولا شئ غير ذلك . وهذا التكرار والإلحاح فى الإعلانات وإبتكار مسميات لا تمت للأمر بصلة مثل أن ذلك البرنامج " برعاية " معلن بعينه من شأنه الإضرار بالمشاهد بتشتيت ذهنه وتبلده وعدم قدرته على التركيز كما تتلاشى الحاسة النقدية لديه مما يجعله يتنقل بين المحطات فى محاولة لصنع " مونتاجه " الخاص به . وبطبيعة الحال فإننا لن نلتفت إلى ما يدعيه المعلنون من أنهم يبثون تلك الإعلانات من أموالهم .. وهو قول باطل يراد به التضليل لأننا لا يمكن أن نصدق أنهم – أى المعلنون – لا يضيفون تكلفة هذه الإعلانات على السلع التى ينتجونها أو البضائع التى يبيعونها . مرة أخرى – وليست أخيرة – أطالب الدول بالتدخل لحماية الناس وخاصة النشء من هذا العبث وأن يكون ذلك بعدم بث أى مشاهد عنف فى الأوقات التى يحتمل وجود الأطفال فيها أمام الشاشة وهو أمر معمول به فى معظم الدول المتقدمة حيث تقوم أجهزة الإعلام بإستطلاعات الرأى والدراسات فى هذا الصدد وتقوم بالإعلان عن نتيجة ذلك فى وسائل الإعلام المختلفة .. كما يجب إلزام الفضائيات بالتنويه المتكرر عن مشاهد العنف . وإلى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله . بقلم :د . مصطفى عابدين شمس الدين drmostafaabdeen@gmail.com
332
| 18 يوليو 2015
إرتبط شهر رمضان لدينا بأنه شهر العبادة والرحمة وطلب المغفرة وإلتماسها بشتى الوسائل والسبل من صيام وقيام وصدقة وزكاة .. إلا أنه إرتبط لدينا أيضا بالدراما المتمثلة فى المسلسلات والبرامج الترفيهية .. وفى الماضى كانت هناك فوازير تقدم بعد تناول وجبة الإفطار وكان القائمون عليها يدعون أنهم يفعلون ذلك لمساعدة الصائمين على تنشيط أذهانهم بالتفكير فى حل هذه الفوازير بعد ما قد يعتريهم من خمول بعد الإفطار .. وكانت هناك بعض الأعمال الدرامية بغرض الترفية وقضاء وقت ممتع وسعيد أمام شاشة التلفزيون .. وهذا فى حد ذاته شئ جيد أن تستمتع بما يبثه التليفزيون ذلك الضيف الذى يدخل بيوت كل الناس بلا إستئذان .. وكان فى الماضى ضيفا غير ثقيل .. يأتى فى المساء فقط ولساعات معدودة .. أما الآن فهو مقيم لدينا بصفة دائمة .. ليلا ونهارا .. وهذا ما سنتطرق إليه لاحقا . ولاشك أن من يتصدى لعمل درامى سواء من ناحية الإنتاج أو الإخراج أو حتى التمثيل يكون فى ذهنه هدف أو أهداف محددة - غير الشهرة والمكسب المادى بطبيعة الحال - ولابد أن يترك أثرا أو آثارا عديدة لمدد متفاوتة .. منها أن يضحك الإنسان أو يبتسم .. أن يتفاءل أو يحب حياته .. أن يستخلص دروسا من خلال تلك المواد الدرامية التى تقدم على الشاشة الصغيرة .. فماذا إستفاد المشاهد العربى – من الخليج إلى المحيط – مما شاهده فى رمضان الحالى سوى التخلف لدى البعض وتشويه العقول والإحساس بالإحباط وهو يشاهد هذا الكم الرهيب من التفاهات والسذاجة والكلمات البذيئة والمشاهد المبتذلة والحوارات الهابطة .. فضلا عن العنف والسخافات الغير مقبولة وعلى الأخص فى برامج المقالب والتى هى تقليد أعمى للغرب وتزيد من توتر المشاهدين وإحساسهم بأن القائمين عليها يستخفون بعقولهم . أما على مستوى الدول فلا توجد لدينا دولة عربية واحدة لديها هدف مما تنتجه من دراما وبرامج أو حتى تقدمه على شاشاتها .. وقد تتساءل عزيزى القارئ عما إذا كانت الدول الأخرى لديها أهداف مما تقدمه من دراما .. والإجابة نعم كبيرة .. فعلى سبيل المثال وليس الحصر تنتج تركيا المسلسلات التى تحتوى على مناظر طبيعية خلابة بغرض الترويج السياحى .. بينما المسلسلات الأمريكية – فكانت ولا تزال – تقدم أمريكا على أنها القوة العظمى التى لا تقهر .. فى الوقت الذى نجد فيه المسلسلات الفرنسية تعمل بدأب شديد ومنذ سنوات على نشر اللغة الفرنسية من خلال الحوارات البسيطة والراقية التى تتضمنها تلك الأعمال الدرامية .. مرة أخرى .. ما هو هدف أو أهداف الأعمال الدرامية العربية .. والإجابة ببساطة .. لا شئ .. سوى المكسب المادى من خلال الجرى وراء الإعلانات .. والبحث عن الشهرة .. كما أسلفنا فى البداية . حسنا .. وأين دور الدولة ؟ وهل يمكن أن تتدخل لحماية المتفرج ؟ هل هناك جهة ما أو حتى منظمة أو مؤسسة تعمل على حماية المستهلك ( وهو هنا المتفرج ) .. إن من ينادى بذلك سيسارع أصحاب المصالح بإتهامه بالشيوعية أو بإعتناق المذهب الإشتراكى على أقل تقدير .. حسنا .. ستكون الإجابة من الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها حيث أنشئ بموافقة الكونجرس بالإجماع ما يُسمى ب FCC .. أى مفوضية الإتصالات الفيدرالية .. وترجمتها .. Federal Communication Commission وبموجب قوانين هذه المفوضية لا تملك أى محطة فضائية أن تذيع ما تشاء من برامج أو مواد درامية وخلافه فى الوقت الذى تشاء لأنها – أى القناة – ترى أنه الأنسب من وجهة نظر القائمين على شئونها .. وذلك دون أن يتهمها أحد بإعتناق المذهب الشيوعى .. ولكن هناك أصول وقواعد تنظيمية من حيث الشكل والمضمون أو المحتوى مثل النسبة بين زمن الإعلانات ومضمونها وتوقيت قطع البرامج أو البث بشكل عام وإذاعة هذه الإعلانات . ونكتفى بهذا القدر فى هذا المقال على أن نتعرض بتفصيل أكثر لكيفية تنظيم البث التليفزيونى فى مقالنا القادم . فإلى لقاء جديد ومقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين
265
| 13 يوليو 2015
كنا قد تناولنا فى مقالنا السابق تحت نفس العنوان فوائد القصة بكافة أشكالها - المقروءة والمسموعة والمشاهدة – للأطفال في العمل على تنمية جوانب الشخصية خاصة فيما يتعلق بالتفكير الإيجابي من حيث تقوية الذاكرة وتنشيطها والقدرة على استرجاع المعلومات والتلخيص والنظرة السليمة للأمور .. إلى آخر ما جاء في المقال. ومن الضروري في هذا السياق أن نذكر هنا بعض الأمور الأخرى - غير القصة - والتي تساعد على التفكير الإيجابي لدى الأطفال ولعل أشهرها نقطتان : أولاهما المسائل الرياضية والتي تعمل على تطوير وتنمية مهارات التفكير الإيجابي ( التحليلي ) حيث أنها تكسب الأطفال القدرة على التحليل ومعرفة العلاقة بين الكل والجزء أو الأجزاء .. كما أن المسائل الرياضية البسيطة والمتدرجة والمناسبة لعمر الأطفال تجعل شكل الأرقام والحروف مألوفا في أعين الأطفال مما يسهل عليهم تخيلها واستخدامها عند اللزوم . ونحن هنا ننصح الأمهات باصطحاب الأطفال عند الشراء من المتاجر والمحلات وإشراكهم في عمليات المقارنة والمفاضلة حيث أن ذلك يعتبر درسا عمليا في تنمية المهارات التحليلية . أما الثانية من هذه الأمور التي تساعد على التفكير الإيجابي فهي الألعاب المتداولة في المكتبات ومحلات ألعاب الأطفال مثل المكعبات والتي تساعد الأطفال على التعرف على الأحجام والألوان فضلا عن الأرقام المختلفة وجميعها - على بساطتها - تساعد على : - تقوية أعصاب الأيدي . - الاعتياد على ممارسة التفكير المنطقي . - تنمية المهارات . - التعود على إنجاز المهام المطلوب إنجازها مما يقوي الثقة بالنفس والاعتداد بالشخصية . ومن الطبيعي أن تفطن الأمهات والمعلمات لهاتيك الفوائد فيعملن على اقتناء هذه الألعاب وتدريب الأطفال على استخدامها بشكل صحيح يحقق الأغراض التي أشرنا إليها . وفي ذات الوقت فإننا ننبه إلى ضرورة حسن الاختيار بين هذه الألعاب والمكعبات لنفرز الغث من السمين ونتأكد من أن هذه الاختيارات سوف تحقق للأطفال ما ذكرناه آنفا. ونحن في جميع الأحوال نهدف إلى إكساب أطفالنا مهارات التفكير العقلي والعلمي ويكسبهم المقدرة منذ الصغر على ممارسة التعلم النشط Active Learning .. أو - وهذا هو الأهم - التعلم التفاعلي Inter-active Learning .. أو التعلم بالاكتشاف .. وتلك هي أحدث النظم التعليمية .. وهي الأساس في طرق التدريس الحديثة والقائمة على " الملاحظة والتفكير والتعبير " .. بعيدا عن الطرق القديمة والقائمة على " التلقين والحفظ والتذكر " .. ويجب علينا أن نضع نصب أعيننا – نحن أولياء الأمور والمعلمين وكل المهتمين بالتعليم – ما قاله خبير التعليم الفرنسي المعاصر " روبول " في هذا الصدد " من أن مهمة الطفل أن يتعلم كيف يتعلم .. وأنه حينما يقدر على ذلك يصير راشدا .. ويصير شخصا قادرا على التعلم الذاتي " .. وأنا هنا أنقل مما كتبه الأستاذ الدكتور مصطفى النشار في مقاله القيم في جريدة الأهرام " نحو ثورة تعليمية شاملة".. والذي أشكر سيادته على ما تضمنه من معلومات قيمة. وسنحاول في مقالاتنا القادمة أن نتطرق إلى طرق التعليم التي من شأنها محاولة تنشئة أجيال مبدعة قادرة على الإضافة وتحصيل المعارف بالطرق غير التقليدية .. وسيكون ذلك بالتفصيل إن شاء الله. فإلى لقاء جديد ومقال قادم بحول الله.
1687
| 07 يوليو 2015
من منا لا يتذكر حكايات جدته ( أو أمه أو مربيته ) وهو صغير .. تلك الحكايات المثيرة عن الشخصيات الحقيقية أو الخيالية مثل " السندباد البحرى " و" الشاطر حسن " و" سندريلا " و " سنو وايت والأقزام السبعة " و " أليس فى بلاد العجائب " والثعلب المكار " و " الديك الذكى " وغيرها من القصص التى يتابعها الصغار بشغف ولا يحلو لهم النوم إلا على أحداث هذه القصص التى لا يملون من سماعها مهما تكررت مرات سماعهم لها.. بل ويطلبونها بأنفسهم . ومن المؤكد أن كل الأطفال يحبون القصص بكافة أشكالها .. المسموعة " فى الماضى وحتى الآن .. " أو المُشاهدة عبر التلفزيون والإنترنت والفيديو وغيرها " فى السنوات الأخيرة " .. أو المقروءة " لمن هم فى سن المدرسة ويستطيعون القراءة ".. ويجد الأطفال – كل الأطفال – فى ذلك متعة لا تضاهيها متع الدنيا بأسرها .. وتزداد تلك الرغبة فى القصص إذا ما كانت فى مستوى إدراك الأطفال .. بمعنى أن تكون القصص خالية من المعانى الغريبة بحيث يستطيعون فهم أحداثها بسهولة ويسر .. وتزداد متعة الأطفال وإثارتهم لو كان أبطال القصة أطفالا فى مثل أعمارهم . ومن المعروف أن قراءة القصص – سواء كان الأطفال يقرأونها بأنفسهم أو تقرأها لهم الأمهات فى المنازل أو المعلمات فى المدارس – تساعد على تنمية جوانب عديدة فى شخصية الأطفال لعل أبرزها هو التفكير الإيجابى positive thinking وذلك من خلال الآتى : - تخزين المعلومات فى الذاكرة . - تنشيط الذاكرة . - زيادة الثقة بالنفس لزيادة كم المعرفة عن الأقران والزملاء . - هذا بخلاف إختزان التجارب الإنسانية وإستدعاء المناسب منها حسب الموقف مستقبلا . - تجنب العادات الخاطئة وتعزيز العادات السليمة . - النظرة السليمة للأمور . - تقوية الذاكرة نتيجة الإختزان الدائم للتجارب والخبرات . ونتيجة لتلك الفوائد العديدة لقراءة القصص فإننى أؤكد على الأمهات والمعلمات أن تكون النقاط التالية نصب أعينهن : - ضرورة توخى الحذر الشديد عند إختيار القصص للأطفال بحيث تكون مناسبة لعقليتهم ومدركاتهم وأعمارهم بشكل عام لأن غير ذلك سيجعلهم يشعرون بالضيق لعدم المقدرة على الفهم والمتابعة وبالتالى الإنصراف عن القراءة .. وأحذر أن هذا التدقيق فى الإختيار ليس بسيطا لأن ذلك قد يدفع الأطفال ليس فقط إلى عدم القراءة المؤقت بل قد يصل الأمر إلى كراهية القراءة ذاتها . - الحرص على تكرار القراءة (مرتين على الأقل ) . - التأكد من أن القراءة تتم بالطرق الصحيحة وحسب ما تعلمه الأطفال . - طرح بعض الأسئلة للتأكد من فهم الأطفال لما تمت قراءته مع مراعاة ألا يشعر الأطفال أنهم فى موضع إختبار ولكن يكون ذلك بطريقة سهلة وغير مباشرة . - من المفيد كذلك أن يعيد الطفل ما قرأه بطريقة مختصرة حتى نتأكد من فهمه للأحداث وفى نفس الوقت تنمية القدرة على إسترجاع المعلومات والتلخيص . وهذا غيض من فيض مما نستطيع أن نتناوله فى هذا المقام ولكننى أكتفى بهذا القدر فى هذا المقال على أن نستكمل الموضوع فى مقالنا القادم بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين
397
| 27 يونيو 2015
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4797
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3507
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2871
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2670
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2595
| 21 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1443
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1038
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
963
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
837
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
807
| 17 أكتوبر 2025
في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...
765
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية