لن يكون من العدل والإنصاف والمنطق أن نحكم على مستويات الفرق واللاعبين والمدربين والحكام في دوري نجوم قطر بعد انتهاء أسبوعين فقط من المسابقة أو نحكم على مستوى الدوري نفسه ..ولكن هناك بعض المؤشرات تدل على جاهزية بعض الأندية وإصرارها على التعبير عن نفسها بشكل أفضل من الموسم الماضي . عودة السد "الزعيم" إلى القمة وإزاحة معيذر الوافد الجديد من عليها شيء طبيعي ومنطقي بعد فوز حامل اللقب المستحق على الأهلي بهدف الموهوب خلفان إبراهيم وهزيمة معيذر الثقيلة من قطر.. ويدل على أن الملك إذا سار بنفس "الريتم" فإنه سيضع نفسه في الطريق الصحيح نحو الإحتفاظ باللقب. وصعود قطر الفائز بأول دوري رسمي في قطر عام 1972 للمركز الثاني شيء طبيعي أيضا ومنطقي لأن فوزه على معيذر بالثلاثة لم يكن مفاجئا ..فهناك فارق كبير وكبير جدا بين الفريقين في الخبرة والتاريخ . نفس الحال مع الخريطيات والسيلية واللذين تساويا مع قطر في النقاط الأربع ..فكلاهما حقق فوزا مهما ..الخريطيات على لخويا المدجج بالنجوم بهدفي البحريني جيسي جونز العائد إلى الصفوف من جديد ..والسيلية على العربي العريق .. وعوض كل منهما السقوط في فخ التعادل في الأسبوع الأول . أما الخور والغرافة والجيش فلم يعرفوا طعم الفوز ..ولم يتجرعوا مرارة الهزيمة وهو أمر قد يكون مقبولا نسبيا ..لكن تعادل الخور كان بطعم المكسب لأنه كان مع الغرافة صاحب الألقاب السبعة لكل من الدوري القطري وكأس الأمير ..وتعادل الجيش كان بطعم الهزيمة لأنه كان مع أم صلال الذى كان قد انهزم من معيذر مفاجأة الأسبوع الأول . أما غير المنطقي حتى الآن فهو تقهقر الأهلي والعربي ولخويا والريان للمراكز الأخيرة ..لأن ثلاثة منها من الأندية الشعبية الكبيرة والعريقة وهي الأهلي عميد الأندية القطرية والريان صاحب الرصيد الكبير من البطولات ..والرابع وهو لخويا الذي حقق طفرات في السنوات الأربع الأخيرة ..لكنه فى الأسابيع الأربعة الأخيرة يمثل لغزا كبيرا بسبب تراجع النتائج بشكل واضح آسيويا ومحليا!!. هذه مشاهدات أولية ..دون الدخول في تحليل عميق ..لأنني كما قلت فى بداية المقال إنه سيكون من المبكر جدا الحكم والتحليل بعد مرور أسبوعين فقط من بداية الدوري .. فاللاعبون يحتاجون إلى مزيد من المباريات التنافسية لإكتساب مزيد من اللياقة البدنية ..وعندما يصبح اللاعب جاهزا من الناحية البدنية فإنه سيكون من السهل عليه اكتساب اللياقة الفنية والذهنية والخططية وإظهار إمكاناته وقدراته المهارية والجماعية وتنفيذ ما يدور في رأس مدربه. أما الشيء اللافت للنظر فهو تراجع معدل التهديف بشكل كبير من 3 أهداف تقريبا في المباراة في الأسبوع الأول الذي شهد تسجيل 20 هدفا إلى 5و1 هدف تقريبا في المباراة في الأسبوع الثاني الذي شهد 11هدفا فقط في 7 مباريات!!

أنا من عشاق صوت الفنانة اللبنانية العربية الكبيرة فيروز وهي مطربتي المفضلة بعد كوكب الشرق أم كلثوم.. والفن الراقي مثل الكرة الراقية.. والكرة الراقية دائما تستمتع بها في المونديال. ومن الأغاني الخالدة التي أحبها للفنانة فيروز أغنية "حبيتك في الصيف.. حبيتك بالشتي".. وبالصدفة سمعتها منذ يومين في الوقت الذي كان فيه 54 اتحادا أوروبيا يناقشون المقترح الخاص الذي تتبناه اللجنة التنفيذية للفيفا بإقامة المونديال القطري 2022 في فصل الشتاء بدلا من الصيف بناء على توصيات اللجنة الطبية وبعض الخبراء العالميين في الطب الرياضي.. ووافق ممثلو الاتحادات الـ54 على هذا الاقتراح الموضوعي.. وهي موافقة بلاشك ستساعد الفيفا كثيرا في اتخاذ قراره في هدوء وبعيدا عن الضغوط.. فالاتحادات الوطنية الأوروبية قوة كبيرة ومؤثرة في القرار الكروي العالمي، فضلا عن علاقات وتأثير هذه الاتحادات أو بعضها، وعلى وجه التحديد الاتحادات الإنجليزي والفرنسي والألماني والإيطالي والروسي، على الاتحادات الأخرى في العالم في إفريقيا وآسيا والأمريكتين.. وعندما توافق على أمر أو قرار تأكد أنه سيتم وينفذ. وإنني متأكد أن قرار تنفيذية الفيفا في اجتماعها يومي 3 و4 أكتوبر المقبلين سيكون تغيير موعد المونديال القطري وهو ما أشار إليه من قبل وأكثر من مرة بلاتر رئيس الفيفا وجيروم فالكه الأمين العام وعدد من المسؤولين الآخرين.. وقال لي صديق عزيز داخل اللجنة التنفيذية للفيفا إن القرار سيصدر بنسبة تصويت قد تصل إلى مائة بالمائة. أما الخلاف حول الموعد المحدد للبطولة.. في أي شهر خلال الشتاء نفسه.. هل سيكون في يناير.. أم في مارس.. أم يصل إلى شهر أبريل؟.. فهو لا يهم.. فكما قلت من قبل إن قطر التي كانت جاهزة أساسا لتنظيم المونديال في الصيف.. ستكون جاهزة في أي وقت خلال الشتاء. إن وجهات النظر المختلفة التي تؤيد إقامة المونديال في الشتاء وتختلف على الموعد الشتوي يجب احترامها ووضعها في الاعتبار عند اتخاذ القرار والذي أفضله وأميل إليه أن يكون قرارا عاما بالموافقة على إقامة المونديال القطري في الشتاء دون أن يحدد التوقيت.. ويترك الموضوع مفتوحا للنقاش والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة.. فمازال أمامنا الوقت الكافي "9 سنوات" كاملة.. وطالما أن الجميع اتفقوا على المبدأ، فإن تحديد الموعد الشتوي سيكون من السهل التوصل إليه. وبصراحة فإنني سعيد بأن المونديال القطري سيكون في الشتاء، لأن الجميع سيستمتع بالسفر إلى قطر والإقامة بها قبل أن يستمتع بالمباريات والنجوم، لأن قطر في عام 2022 ستكون مختلفة تماما، لأن ما يجري بها حاليا من تغيير وتطوير يؤكد أن الدوحة وبعض المدن الأخرى ستكون عصرية وساحرة.

الفريق الذي يخسر خارج ملعبه بهدفين للاشيء يصعب عليه التعويض في لقاء الإياب في نظام الذهاب والإياب.. هذا ما حدث مع لخويا الذي كان خروجه من الدور ربع النهائي لدوري أبطال آسيا من الصين وليس من الدوحة. الصين لأنه انهزم هناك في لقاء الذهاب أمام جوانزو الصيني بهدفين.. وهي الهزيمة التي بلا شك وضعت لخويا تحت ضغوط رهيبة أثرت على أدائه ونتيجة مباراة الإياب أمس التي كانت قاسية وصادمة للجميع ولا تتناسب أبداً مع إنجازات الفريق في السنوات الأخيرة أو ما قدمه من نتائج ومستوى في البطولة في الأدوار السابقة سواء بتصدر مجموعته في دور المجموعات خاصة أو بإقصائه الهلال السعودي الفريق العربي والآسيوي العريق في دور ثمن النهائي!! لقد قتل جوانزو المباراة بعد أقل من ربع ساعة عندما تقدم بهدفين في أقل من دقيقتين وبالتحديد في الدقيقتين 14 و16.. حيث كان الحظ والتوفيق حليفا له في كل هجمة وضد لخويا الذي كان متحكما في الأمور خلال ربع الساعة الأول من المباراة.. والغريب أنه في الوقت الذي كان التوفيق يحالف الأرجنتيني الموهوب كونكا نجم جوانزو في الهدفين اللذين سجلهما من ضربتين ركنية ومباشرة وقفت العارضة الصينية ثلاث مرات في أقل من دقيقة حائلا دون تسجيل هدف مؤكد للخويا كان يمكن أن يغير الأمور ولذلك أيقنت أن ليلة الأمس لم تكن ليلة لخويا ولكنها كانت ليلة البطل الصيني. يجب أن نعترف بأن الفريق الصيني كان الأحق والأجدر ببطاقة التأهل للمربع الذهبي لأنه كان الأفضل من كل الوجوه واستفاد من الثلاثي المحترف في صفوفه وفي مقدمتهم الأرجنتيني كونكا والذين صنعوا الفارق في المباراتين.. في الوقت الذي لم يستفد فيه لخويا من نجومه المحترفين باستثناء نام تاي هي.. بل كانوا عبئا على الفريق سواء من شاركوا أو من غابوا.. فمن شاركوا اختفوا خاصة يوسف المساكني الذي ظهر لمدة دقائق في البداية ثم اختفى تماما.. ومن غابوا وهم مجيد بوقرة وايسار ديا وعادل لامي للإنذار الثاني فقد كان تأثيرهم أكبر لأنهم يلعبون في مراكز حساسة في الدفاع والوسط ويمثلون ركائز أساسية في الفريق.. وتركوا ثغرات كبيرة في الدفاع استغلها المنافس أحسن استغلال وسجل فوزا كبيرا برباعية مقابل هدف وحيد لنام تاي هي. أما النجم الكبير الدولي سيباستيان سوريا فهو يمثل لغزا محيرا في الفترة الأخيرة بضياع غريب للفرص.. ويجب على الجهاز الفني بقيادة جيريتس الذي أحمله القدر الأكبر من المسؤولية لأنه مع احترامي للفريق الصيني عبر للمربع الذهبي بأخطاء قاتلة لأصحاب الأرض الذين لم يكونوا جاهزين بدنيا وذهنيا للمباراتين الأولى والثانية. عموما ليس هذا الخروج الحزين نهاية الدنيا فالخبرات الدولية الآسيوية للخويا محدودة.. ولكن على إدارة النادي دراسة الأسباب لتلافيها مستقبلا. وعلى اللاعبين وجهازهم الفني أن يؤكدوا من خلال المباريات المقبلة في الدوري أن مباراتي جوانزو كانتا كبوة جواد.

الحديث الجريء الذي أجراه بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مع موقع "انسايد وورلد فوتبول" وضع النقاط فوق الحروف بشأن إقامة مونديال قطر 2022 في الشتاء وهو القرار المتوقع صدوره في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا الشهر المقبل. أما الواهمون الذين يتحدثون عن نقل المونديال خارج قطر فيبدو أنهم لا يعيشون على أرض الواقع..أو ربما يعيشون على سطح القمر أو في كوكب زحل!! إن الأصوات الأوروبية التي تنادي بنقل مونديال 2022 وتوجه اللوم للفيفا لأنه أسند البطولة لدولة قطر بحجة شدة حرارة الصيف هي أصوات عنصرية لا تعرف معاني العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين الدول والشعوب. إن هذه الأصوات التي تستكثر على دولة عربية وإسلامية إقامة المونديال على أراضيها يجب أن تعلم أن الغالبية الساحقة من دول العالم ترفض الهيمنة الأوروبية على العالم الكروي من خلال احتكار القرار الكروي في الفيفا بحجة أن أوروبا هي التي كانت مهد كرة القدم وهي التي أسست الفيفا وبالتالي تتحكم في مصير الكرة في العالم من أجل الحفاظ على مصالحها خصوصا البيزنس الكروي العالمي الذي يدر المليارات من الدولارات والتي تذهب بعضها إلى جيوب بعض المسؤولين. إن هذه الأصوات النشاز في أوروبا يجب أن تعلم أنه سيأتي اليوم الذي ستنقلب فيه الدول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية على أوروبا لكسر الاحتكار الأوربي والهيمنة على القرار الكروي العالمي..سيأتي اليوم لتكون الجمعية العمومية للفيفا "الكونجرس " التي وصل عدد أعضائها إلى 208 اتحادات وطنية هي صاحبة القرار الكروي وليس اللجنة التنفيذية التي تتكون من 24 فردا فقط..وذلك حتى يكون القرار قرارا عادلا تشارك فيه كل الاتحادات الوطنية وتكون هناك ديمقراطية حقيقية..ووقتها لن يكون من حق أحد أن يتكلم أو يعترض. أيضا سيكون من حق الجمعية العمومية إعادة النظر في توزيع مقاعد القارات في كأس العالم والتي تشهد ظلما كبيرا لقارتي آسيا وإفريقيا..فليس من المعقول والمقبول أن يكون عدد مقاعد أوروبا 13 مقعدا في المونديال مقابل 5و9 مقعد للقارتين العريقتين.. فهل يعقل أن تكون مقاعد أوروبا ثلاثة أضعاف مقاعد آسيا وإفريقيا كل على حدة..في حين أن عدد الأعضاء الرسميين في الاتحاد الأوربي 53 اتحادا وطنيا وهو نفس عدد أعضاء الاتحاد الإفريقي مقابل 46 عضوا في الاتحاد الآسيوي..وأن الدوريات الأوروبية تعتمد على المواهب الكروية في إفريقيا وآسيا بعد أمريكا الجنوبية..فضلا عن اللاعبين المجنسين من أصول إفريقية وعربية وغيرها والتي تمثل القاعدة الأساسية للعديد من المنتخبات الأوروبية وعلى رأسها فرنسا.. هذا كله يعني أنه ليس من حق أوروبا أن تتكلم باسم العالم الكروي..وليس من حقها أن تحدد أين ومتى يقام كأس العالم؟!!.وكأس العالم 2022 سيكون في قطر وفي فصل الشتاء.

جاءت الزيارة التاريخية للشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اتحاد الكرة القطري لفلسطين في توقيت مناسب جدا وحققت الكثير من النجاحات على المستويين الرياضي والسياسي.. وليت الكثير من المسؤولين الرياضيين العرب يقومون بمثل هذه الزيارة للأراضي المحتلة ومساندة أشقائهم في رام الله. لقد أكدت زيارة الشيخ حمد أن هناك مساندة قطرية وعربية للرياضة الفلسطينية في محنتها التي تعيشها حاليا بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي وإصراره على التضييق الشامل على الرياضيين الفلسطينيين في الضفة الغربية سواء في تنقلاتهم الداخلية أو الخارجية للمشاركة في المسابقات المحلية والدولية.. وهو ما دفع اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس اتحاد الكرة إلى تصعيد الأزمة داخل الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية من أجل الوصول إلى حل دائم لهذه الأزمة الخانقة. وبصراحة فإن الرجوب ومنذ تولى هذه المسؤولية الرياضية الضخمة أحدث انقلابا في الرياضة الفلسطينية ووضعها على الخريطة.. وتحدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال استضافة العديد من الشخصيات العالمية والعربية ومن بينهم جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا" وآخرهم الشيخ حمد الذي بلاشك كان حضوره داعما للرياضة الفلسطينية ولقضيتها العادلة كما أنه يؤكد الدعم القطري للقضية الفلسطينية سواء في الضفة أو القطاع. وحضور الشيخ حمد وعدد من المسؤولين الرياضيين الدوليين وفي مقدمتهم المهندس هاني أبوريدة عضو اللجنة التنفيذية للفيفا مباراة السوبر الفلسطيني لكرة القدم يؤكد إصرار الجميع وحرصهم على أن يعود النشاط الرياضي الفلسطيني ونشاط كرة القدم إلى المسار الطبيعي مثل كل دول العالم دون قيود أو تضييق من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي. لقد كان المشهد رائعا في مباراة السوبر التي حضرها أكثر من 20 ألف متفرج بحماسهم وإصرارهم على رفع صوت وعلم فلسطين.. فهذا حقهم الطبيعي الذي تعمل إسرائيل بإصرار شديد على حرمانهم منه.. في حين أن الفرق الإسرائيلية تنعم بممارسة النشاط الرياضي المحلي والدولي بكل حرية.. وهو يعكس التناقض الشديد في المعادلة.. فالعدو الغاصب والمحتل هو الذي ينعم بكل شيء.. وصاحب الأرض الشرعي محروم من كل شيء حتى من ممارسة الرياضة. إن كل رياضي عربي مخلص صاحب منصب دولي مطالب بأن يكون مساندا قويا للقضية الرياضية الفلسطينية ومدافعا عنها.. ويفعل مثل ما فعله الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني والمهندس هاني أبوريدة والأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني ونائب رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا" بأن يذهب إلى هناك ويرى بعينيه ويعيش المعاناة على الأرض.. فمثل هذه الزيارات بلاشك لها مفعول السحر في قلوب الفلسطينيين وترفع من روحهم المعنوية وتشد من أزرهم من أجل الدفاع عن قضيتهم العادلة.

برنامج إعداد العنابي للمباريات الثلاث المقبلة مع اليمن ذهابا وإيابا ومع ماليزيا إيابا في تصفيات كأس آسيا هو بالفعل متوازن وموضوع بطريقة جيدة تتناسب مع المنافسين في المجموعة منتخبي اليمن وماليزيا اللذين سيواجههما الفريق خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين.. ولا أتفق مع البعض الذي كان يطالب بضرورة الاحتكاك مع منتخبات قوية ومعروفة..لأن ذلك ليس مناسبا أو مطلوبا في الوقت الحالي.. فنحن مازلنا على أبواب الموسم المحلي والذي ينطلق بدوري نجوم قطر الجمعة المقبل.. واللاعبون مازالوا في مرحلة الإعداد وما زالوا بعيدين تماما عن فورمتهم الفنية والبدنية والذهنية.. وبالتالي سيكون اللعب مع منتخب قوي مغامرة غير محسوبة قد يكون لها آثار سلبية على الفريق. لم يرد فهد ثاني المدير الفني وضع اللاعبين تحت ضغوط في هذه الظروف.. وأراد أن يتدرج في المباريات التجريبية من الأضعف إلى الأقوى كما تقول أسس علم التدريب.. كما اختار مدارس كروية قريبة الشبه من المنافسين ولذلك بدأ بموريشيوس ثم سيلعب مع لبنان غدا وهو أقوى من موريشيوس.. وقبل مباراة الذهاب مع اليمن بالدوحة يوم 15 أكتوبر سيلعب المباراة التجريبية الثالثة مع منتخب فيتنام يوم 9 أكتوبر. أما مباراة الإياب مع منتخب البحرين فالحديث عنها الآن سابق لأوانه بكثير لأن هذه المباراة الحاسمة ستقام بالدوحة يوم 5 مارس من العام المقبل ووقتها سيكون اللاعبون في قمة لياقتهم الفنية والبدنية والذهنية وقبلها بالتأكيد سيلعب العنابي مباراة أو اثنتين مع منتخبات تتناسب مع قوة منتخب البحرين. لقد استفاد العنابي من تجربته الأولى مع منتخب موريشيوس معنويا وفنيا وبدنيا.. فقد حقق فوزا كبيرا بثلاثية واستفاد فنيا بالعمل على تطوير الأداء الهجومي والذي يعاني منه الفريق منذ فترة ليست بالقصيرة والذي كان أحد الأسباب المهمة في ضياع حلم الفريق في التأهل لمونديال البرازيل. وأتفق مع فهد ثاني في الحرص على أداء مباراتي موريشيوس ولبنان بنفس المجموعة التي خاضت معه المباريات الأخيرة في تصفيات المونديال وكذلك المباراتين الأوليين مع ماليزيا والبحرين في تصفيات كأس آسيا..لأنه لم يكن أمامه خيار آخر.. فكما قلت إن الدوري لم يبدأ بعد ودائرة الاختيار كانت محدودة جدا.. حتى مع إقامة مباريات كأس الشيخ جاسم لأن مبارياتها أشبه بالمباريات الودية أو الإعدادية للموسم الجديد برغم أنها بطولة محلية رسمية. وقد لا يختلف الوضع في المباراة التجريبية مع فيتنام يوم 9 مارس وفي مباراة الذهاب مع اليمن.. لكنه يجب أن يختلف في مباريات الإياب مع اليمن وماليزيا يومي 15 و19 نوفمبر.. حيث سيكون دوري نجوم قطر قد قطع شوطا معقولا وبالتالي تتسع دائرة الاختيار وتظهر بعض الوجوه الجديدة التي قد يكون لها مكان في المنتخب.. ولابد عندها أن يجري فهد ثاني تغييرا حقيقيا ويضخ دماء جديدة في الفريق ومعالجة كافة السلبيات السابقة.. ليعود العنابي قويا في كأس آسيا.

مرت منذ أيام قليلة الذكرى الأول على رحيل جنرال الكرة المصرية والعربية محمود الجوهرى..هذا المدرب الكبير الذى ترك أكبر وأهم بصمة فى تاريخ الكرة المصرية والأردنية.. فهو الذى قاد منتخب مصر لنهائيات كأس العالم بايطاليا 1990.. ذلك الانجاز الذى أسعد الشعب المصرى كله والذى ظلت الكرة المصرية عاجزة عن تحقيقه على مدار 56 عاما منذ أول مشاركة فى مونديال 1934. وهو الذى استطاع أن يحقق أول بطولة لكأس الأمم الافريقية خارج مصر فى بوركينا فاسو 1998 بعد غياب 41 عاما..أى منذ البطولة التى فازت بها مصر عام 1957 وهى أول بطولة افريقية نظمها الاتحاد الافريقى بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط هى مصر والسودان واثيوبيا...هذا بخلاف انجازاته مع الأهلى والزمالك وفوزه مع الأهلى بأول بطولة افريقية لأبطال الدورى عام 1982 ومع الزمالك 1993. وحقق الراحل الجوهرى انجازات كبيرة للكرة الأردنية..وكاد يصل بالمنتخب الأردنى للمونديال لولا سوء الحظ. ووضع المنتخب الأردنى على خريطة الكرة الاسيوية والعربية حيث أوصله لنهائيات كأس آسيا للمرة الأولى فى تاريخه ووصل للدور ربع النهائى وخرج بركلات الترجيح أمام المنتخب اليابانى أقوى فرق القارة. لقد أثرت فى نفسى الكلمات الرائعة التى كتبها الأمير على بن الحسين رئيس الاتحاد الأردنى ونائب رئيس الفيفا على الجوهرى فى ذكرى رحيله والتى لم يكتب مثلها مصرى..كانت كلمات الأمير تمس القلب والعقل..ومازلت أذكر كلمات الأمير على لى فى لقائى معه برام الله عندما اقترحت عليه اقامة مباراة بين المنتخبين المصرى والأردنى لتكريم اسم الجنرال محمود الجوهرى..فقال هذا أقل مايمكن أن نقدمه لهذا الراحل. ومن المفارقات الطيبة أن الذكرى السنوية الأولى للراحل الكبير تتزامن مع الخطوات الأخيرة والصعبة التى يخطوها كل من المنتخبين المصرى والأردنى نحو التأهل لمونديال البرازيل 2014. وأرى أن أقل ما يمكن أن يقدمه نجوم هذا الجيل من لاعبى مصر والأردن لبلديهما أولا ثم لاسم الجوهرى هو التأهل لكأس العالم. ومن المفارقات العجيبة والسارة أيضا أن من يقود تدريب المنتخب الأردنى حاليا واحد من أبناء الجوهرى المخلصين وهو حسام حسن الذى كان يرتبط ارتباطا روحيا بالجنرال الراحل.. فقد كان أحد جنوده المقاتلين فى المنتخب المصرى وصاحب هدف الفوز والوصول لمونديال 90.. ثم أصبح أحد تلامذته فى التدريب..بل وخليفته فى تدريب النشامى..فهل يتحقق حلم الجوهرى — وهو فى ذمة الله — ويعود المنتخب المصرى للمونديال مرة أخرى..ويدخل النشامى التاريخ بالتأهل للمونديال للمرة الأولى؟..قولوا يارب.

مسعود أوزيل النجم الدولي الألماني واحد من المواهب الكروية النادرة في العالم..أمتعنا في في كل الفرق التي لعبها خاصة المنتخب الألماني وريال مدريد الأسباني..وقد قرر بيعه مؤخرا لأرسنال الإنجليزي مفاجأة مدوية..لم تستطع صفقة انتقال النجم الويلزي جاريث بيل التاريخية والخيالية إلى الريال أن تغطى عليها. وإذ كان جاريث بيل سيمثل إضافة كبيرة للريال..فإن رحيل أوزيل عن النادي الملكي سيمثل خسارة كبيرة. لقد كان خبر رحيل أوزيل صدمة كبيرة لنجوم الريال الذين أعلنوا عن غضبهم الشديد لهذا القرار المفاجئ والصادم..وبعضهم لم يصدق للوهلة الأولى أن ناديهم فرط بهذه السهولة في هذه الموهبة الفريدة..فقد قال كريستيانو رونالدو نجم الريال الأول وثاني نجوم العالم إن رحيل أوزيل خبر سيئ للغاية لأنه اللاعب الذي يستطيع أن يصنع الفارق..وقال سيرخيو راموس أحد نجوم الدفاع إنه لو كان هو المدير الفني ما فكر أبداً في رحيل مثل هذا النجم الكبير..وتعجب المدير الفني للمنتخب الألماني يواكيم لوف من قرار أنشيلوتي والريال واعتبره قرارا غير مفهوم!! من المؤكد أن المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان وراء هذه الصفقة والتنازل عن هذه الموهبة التي قد يندم عليها مستقبلا..ومع احترامي لجاريث بيل الذي جاء من توتنهام للريال في صفقة خيالية لن يعوض غياب النجم الألماني خصوصا وأنه كان يمثل ثنائيا متفاهما وخطيرا مع كريستيانو رونالدو..استطاع أن يحسم كثيرا من المواجهات المهمة والحاسمة. إن صفقة رحيل أوزيل والتعاقد مع بيل تؤكد أن أنشيلوتي يفضل القدرات البدنية على الجوانب المهارية..وأي مدرب في العالم مع احترامي لأنشيلوتي لا يمكن أن يفرط في أوزيل مهما كانت الأسباب..ربما كان أنشيلوتي موفقا في التنازل عن النجم البرازيلي كاكا..ولكنه لم يكن في رأيي موفقا في بيع أوزيل! صحيح أن أوزيل ليس ميسي..لأن ميسي ليس له مثيل في العالم..ولكن أوزيل موهبة فطرية وله نكهته في أدائه المتميز وتمريراته القاتلة ومراوغاته المجدية..وهو بلاشك سيمثل إضافة قوية لأرسنال الذي يطمح في استعادة أمجاده في البريمييرليج. لقد كان أرسين فينجر موفقا للغاية بهذه الصفقة الأعلى في تاريخ الكرة الألمانية لأن أوزيل سيصنع الفارق مع "الجانرز" هذا الموسم..وكان أوزيل أيضاً موفقا بهذا القرار الصعب بعد أن أيقن أنه ليس في خطط أنشيلوتي وأنه سيجد حظوظه الكاملة مع أرسين فينجر الذي قد لا يعلم الكثيرون أنه يجيد التحدث بالألمانية..وقد نرى أوزيل في ثوب جديد في الدوري الإنجليزي والذي سيكون بلاشك تحديا كبيرا لهذا النجم الكبير وعليه أن يثبت وجوده خاصة من الناحية البدنية التي كان في بعض الأحيان والمباريات نقطة ضعف ربما بسبب تكوينه الجسماني الضعيف نسبيا والذي يختلف عن أقرانه في المنتخب الألماني.

تستفزني والكثيرين مثلي الصفقات الخيالية التى تبرمها بعض الأندية العالمية مثل ريال مدريد وبرشلونة مع نجوم الكرة وآخرها صفقة انتقال الويلزى جاريث بيل نجم توتنهام الإنجليزي مقابل 100 مليون يورو وهو رقم مبالغ فيه جدا مع احترامي وتقديري الكبيرين لهذا النجم الذى لم يسجل سوى 48 هدفا في 185 مباراة لعبها منذ بداية مشواره الإحترافي في الدوري الإنجليزي مع فريقى ساوثهامبتون وتوتنهام. هذه الصفقة الخيالية والتاريخية والتي أثارت استياء كل خبراء اللعبة ومسؤوليها وفي مقدمتهم جوزيف بلاتر رئيس الفيفا والذى اكتفى بمصمصة شفتيه وإعرابه عن استغرابه واندهاشه ..وكان يجب عليه وعلى الفيفا البحث عن حلول وقواعد تنظم عملية انتقالات اللاعبين والصفقات الخيالية التى تهدد بقاء العديد من الأندية الكبرى وعلى حد معلوماتي أن ريال مدريد يعاني من أزمة مالية ..وأن مملكة اسبانيا نفسها تغرق في أزمة اقتصادية طاحنة ..والغريب أن بلاتر يقول إن صفقة بيل تدخل ضمن اقتصاديات السوق الحر ..بالله عليك ياسيد بلاتر ..هل هذا كلام يصدر من رئيس الفيفا ؟!! إن ما يحدث خطر داهم يهدد كرة القدم في العالم ..نحن لا نرفض الإحتراف ..ولا نرفض إقتصاديات السوق الحر .. ولكننا نرفض هذا الجنوح الكبير والذي بلاشك سيؤدى إلى حدوث خلل كبير فى منظومة كرة القدم العالمية من الناحيتين الإقتصادية والفنية. فمن الناحية الإقتصادية ستتعرض بل وتعرضت أندية كثيرة للإفلاس وخصوصا في أوربا التى أشعلت سوق انتقالات اللاعبين فى العالم وظهور أرقام فلكية لايتخيلها العقل. ومن الناحية الفنية فإن هذا الجنوح يجعل المنافسة على البطولات محصورة على عدد محدود من الأندية على البطولات الأوربية والعالمية وهو ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص.. وفى أسبانيا نفسها المعاناة والخلل أشد من خلال الإحتكار شبه الكامل للبطولات المحلية لكل من ريال مدريد وبرشلونة .. والذى جعل الدوري الأسبانى مملا ..فإننى شخصيا لا أحرص إلا على مشاهدة الكلاسيكو بين الريال وبرشلونة ..أما باقى مباريات الدوري فلا أشاهدها لأن كل نتائجها معروفة مسبقا ..وغالبا تنتهي مواجهات برشلونة والريال مع منافسيهما بفارق كبير من الأهداف!! إن الاتحاد الأسباني بصفة خاصة والفيفا بصفة عامة مطالبان بوضع حد لتلك الصفقات الخيالية والمستفزة ووضع سقف لأسعار اللاعبين عالميا وفقا لمعايير محددة ..منها أعمار اللاعبين وتاريخهم فى الملاعب وسجلهم الدولي ..قد يكون ذلك الأمر صعبا وغير مقبول من بعض الأندية الكبرى ولكنه ليس مستحيلا واعتقد أن كونجرس الفيفا يمكن أن يتدخل من أجل التوصل إلى حلول وقرارات ملزمة للجميع. إنني شخصيا لا أرى أن لاعبا مهما كانت موهبته ومهما كانت إمكاناته وإنجازاته لايزيد ثمنه عن 10 ملايين يورو .. ولو كان فلتة عصره وجيله مثل ميسى يمكن أن يصل سعره إلى 15 أو 20 مليون يورو على أكثر تقدير .. أما الأرقام الاستفزازية التى تصدمنا كل عام فهي مرفوضة تماما .. في زمن تعاني معظم دول العالم من أزمات اقتصادية وازداد الفقراء بصورة كبيرة في كل مكان .. حتى في أمريكا!!

أتوقع أن يكون الموسم الجديد لدوري نجوم قطر بثوبه الجديد ساخنا جدا.. وستشتعل المنافسة من أول يوم لانطلاقه يوم الجمعة بعد المقبل.. ولا أبالغ إذا قلت إن هذا الدوري لو شهد الإقبال الجماهيري الذي يتناسب مع كم النجوم والأسماء الكبيرة التي تعج بها قوائم الأندية الـ 14 المشاركة لأصبح الدوري أحد أقوى الدوريات في العالم العربي إن لم يكن أقواها جميعا. لقد تحدثت في مقالي أمس عن أهمية الحضور الجماهيري في مباريات هذا الدوري المتميز والذي يرتدي ثوبا جديدا هذا الموسم وتأثيره على رفع مستوى المنافسة ومستوى تصنيفه بين الدوريات العربية والآسيوية.. وأشدتُ بالمبادرة الرائعة لمؤسسة الدوري والتي خصصت 1.5 مليون ريال لكل ناد من أجل جذب الجماهير لحضور المباريات.. وكلي ثقة أن هذه المبادرة ستحقق النجاح المأمول بشرط أن تبذل الأندية الجهد والفكر في كيفية جذب الجمهور القطري.. وحسنا فعلت المؤسسة بعدم دفع المبلغ دفعة واحدة وربط صرف الدفعات بعد تقييم قدرة الأندية على وضع الأفكار الجديدة وغير التقليدية من أجل جذب الجماهير. لقد كان قرار اتحاد الكرة برئاسة الشيخ حمد بن أحمد بن خليفة بزيادة عدد الأندية المشاركة من 12 إلى 14 ناديا، قرارا شجاعا ورائعا فهو يعطي الفرصة لتوسيع قاعدة المنافسة من خلال زيادة عدد الأسابيع والمباريات وبالتالي توسيع قاعدة الاختيار للمنتخب الوطني. الجديد أيضا أن الأندية تعاقدت مع أسماء كبيرة من المدربين ونجوم الكرة ستترك بصمات واضحة وستقلب المنافسة رأسا على عقب وكل الأندية استعدت جيدا بمعسكرات على أعلى مستوى في أوروبا بعيدا عن الحرارة الشديدة في قطر.. ولذلك سيكون من الصعب على أي أحد مهما كانت خبرته الكروية التكهن بنتيجة أية مباراة أو من سيفوز باللقب الكبير.. فأتوقع أن تكون هناك مفاجآت كبيرة وكثيرة. ومن المؤكد أنه سيكون هناك عبء كبير على الحكام وعلى اللجان المنظمة المسؤولة عن المسابقة ولابد من وضع كل ذلك في الاعتبار حتى يخرج الموسم الكروي نموذجيا شكلا وموضوعا.

الجمهور هو عصب الرياضة خصوصا كرة القدم.. والمباريات التي لا يدخلها جمهور تفقد أهم عناصرها وتكون بلا قيمة وبلا طعم.. بل تكون كالطعام بلا ملح!! وخلال الأيام القليلة الماضية كانت قضية الجماهير هي الشغل الشاغل للرأي العام الرياضي والكروي في كل من مصر وقطر.. ومع اختلاف القضيتين في الشكل والمضمون تماما في البلدين الشقيقين إلا أن القاسم المشترك هو أن الجمهور يمثل أزمة حقيقية في كل منهما.. ففي الوقت الذي يعاني فيه دوري نجوم قطر من الغياب الجماهيري وتحاول فيه مؤسسة دوري نجوم قطر جذب الجماهير لحضور المباريات بالحوافز المادية الكبيرة خاصة أن خلو المدرجات في معظم المباريات لا يتناسب أبداً مع قوة الدوري وأسماء النجوم الكبيرة المشاركة فيه من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا والدول العربية.. نجد العكس تماما في مصر فإن الجمهور يمثل عبئا كبيرا ويخلق مشاكل وأزمات خطيرة كانت إحداها سببا في إلغاء النشاط الكروي المحلي بعد مذبحة بورسعيد في الأول من فبراير 2012 والتي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير الألتراس نفسها. ويوم السبت الماضي وفي مباراة الأهلي وليوبار الكونغولي في دوري أبطال إفريقيا بالجونة وقع ولأول مرة في تاريخ الرياضة وكرة القدم اشتباك عنيف بالصواريخ والشماريخ بين جمهور ألتراس النادي الأهلي بعضه البعض في ظاهرة غريبة ومرفوضة تماما.. وكانت تلك المواجهة التي اندلعت قبل انطلاق المباراة مباشرة أشبه بالمعارك الحربية.. ولولا عناية الله وحكمة البعض وعدم لجوء الشرطة للعنف المضاد لوقعت كارثة جديدة!! إن أزمة عدم الإقبال الجماهيري وظاهرة استئجار الجماهير في دوري نجوم قطر.. وعنف الجماهير المصرية خاصة جماهير الألتراس يعكس الأزمة الحقيقية في الثقافة الرياضية العربية سواء لممارسي الرياضة أو مشجعيها خاصة في العقود الأخيرة.. وللأسف فنحن استوردنا من الخارج أسوأ ما لديهم.. فقد استوردنا ظاهرة الألتراس وإطلاق الشماريخ بعد اختفائها عندهم..ولم نستورد الإقبال الجماهيري المكثف على المباريات ويشجع فريقه بحماس وفي الوقت نفسه يحترم المنافس.. يفرح للانتصار ويتقبل الهزيمة.. ولكننا كجماهير عربية لا نملك هذه الثقافة المتحضرة فلا نحترم المنافس ولا نتقبل الهزيمة.. وأحيانا يكون العنف هو الشعار. لقد حان الوقت للعمل الجاد من أجل التوصل إلى حلول علمية وعملية لأزمة الجماهير.. ولابد للإعلام الرياضي أن يتبنى هذه القضية الخطيرة لما له من تأثير سحري على الجماهير.. فالدولة ومؤسساتها وحدها لن تحل الأزمة.. وعلى الإعلام في قطر أن يتبنى حملات قوية ومكثفة تحت عنوان "المشروع الوطني لعودة الجماهير إلى الملاعب" وذلك من خلال التركيز على أهمية الحضور الجماهيري في المباريات المحلية وتأثيره على نجاح المونديال القطري 2022.. وفي مصر وفي دول أخرى مثل تونس وليبيا فلابد من الاستقرار السياسي أولا والأمني ثانيا.. ثم يلعب الإعلام دوره في تهذيب وتثقيف الجماهير بدلا من برامج الإثارة المقيتة.

نحن كعرب نهتم بأي فريق أوربي يملكه عرب ونتابع نتائجه وأخباره ..وهناك أندية أوربية يملكها مصريون وقطريون وإماراتيون وسعوديون ..ولذلك تابعنا أمس الأول قرعة دور المجموعات لدوري أبطال أوربا والتي جاءت مناسبة تماما لفريق باريس سان جرمان الذي يملكه مجموعة من المستثمرين القطريين ويرأسه ناصر الخليفي المدير العام لقنوات الجزيرة الرياضية المحتكرة لكل مسابقات الدوريات الأوربية. فقد أوقعته القرعة في المجموعة الثالثة التي تضم بنفيكا البرتغالى وأوليمبياكوس اليوناني وأندرلخت البلجيكي .. وهي أندية في المتناول ويمكن التغلب عليها..وكنا مع ناصر الخليفي سعداء بابتعاد الفريقين العملاقين الأسبانيين برشلونة وريال مدريد والعملاق الألماني بايرن ميونيخ حامل اللقب. ويشهد النادي الباريسى الذي يلعب في دوري المجموعات للموسم الثاني على التوالي طفرة كبيرة منذ اشترته المجموعة الاستثمارية القطرية بمبلغ 250 مليون يورو قبل عامين خاصة بعد أن أنفقت المجموعة أكثر من هذا المبلغ في شراء مجموعة من اللاعبين الكبار جاء معظمهم إن لم يكن كلهم من الدوري الإيطالي وفى مقدمتهم النجم السويدي الكبير زالاتان إبراهيموفيتش. فقد استطاع الفريق أن يفوز بالدوري الفرنسي في الموسم الماضي بفارق كبير من النقاط عن الوصيف أوليمبيك مرسيليا وحصل على كأس السوبر الفرنسية بفوز كبير على بوردو بطل الكأس ..وكان قد تمكن من التأهل للدور ربع النهائي لدور أبطال أوربا الموسم الماضي ولكنه خرج على يد برشلونة الأسباني أقوى ناد في العالم. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يستطيع باريس سان جرمان أن يحقق المعجزة ويفوز بدوري أبطال أوربا ..أو على الأقل ينافس على الكأس ؟! الإجابة : نعم ..فتلك الكأس التي لايحلم بحملها إلا الكبار في أوربا مثل برشلونة وريال مدريد ومن قبلهما ميلان وأياكس الهولندي.. استطاع بايرن ميونيخ البطل الألماني انتزاعها الموسم الماضي عن جدارة واستحقاق بعد أن أزاح العملاق الكتالوني برشلونة في نصف النهائي بفوزين ساحقين ذهابا وإيابا في مفاجأة من العيار الثقيل ..ثم تغلب على مواطنه بوروسيا دورتموند الذي كان قد أزاح العملاق المدريدي ريال مدريد . وفي رأيي أن باريس سان جرمان في ظل هذه الطفرة الكروية والإمكانات المالية والفنية الضخمة التي وفرها المستثمرون القطريون يستطيع أن ينافس على البطولة بعد أن اكتسب اللاعبون خبرات أكبر وأكثر في المسابقة وهم يستطيعون التأهل لدور ال16 بسهولة ..ثم يمكنهم الذهاب إلى أبعد من ذلك حبذا إذا لم توقعهم القرعة في صدام مبكر مع برشلونة أو ريال مدريد أو حامل اللقب بايرن ميونيخ. أما عن القرعة نفسها فأهم ما لفت نظري فيها المجموعة الثامنة النارية التي جمعت أربعة من حاملي اللقب هم بالترتيب ميلان صاحب أكبر رصيد من الفوز "7ألقاب " وكل من برشلونة وأياكس "4 ألقاب " وسيلتيك الأسكتلندي "لقب واحد"..فهي مجموعة ستكون حافلة بكل أنواع الإثارة والتشويق والمفاجآت.