رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في زمنٍ ارتفعت فيه أصوات الصواريخ، اختارت قطر أن يكون صوتها سلاماً يعلو على الضجيج، ليُثبت للعالم أن القيادة لا تُقاس بالقوة… بل بالحوار. وفي منطقةٍ مشتعلة بالصراعات والنزاعات، اختارت قطر أن تعمل بحكمة وثبات وسط العاصفة، تُطفئ نار الحرب بالوساطة، لا بالوعود.. وتعيد للدبلوماسية معناها الحقيقي. منذ بدء الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل تدخلت دولة قطر تدخلا مبكّرا كميسّر إنساني وسياسي، حيث قامت دولة قطر بالتنسيق مع دول أخرى مثل مصر والولايات المتحدة، بدور وسيط لتسهيل وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والاستجابة لطلبات دخول المساعدات الإنسانية. كما استضافت قيادة حماس السياسية، مما سهّل التواصل غير المباشر مع إسرائيل والدول الأخرى. وأيضاً أطلقت مبادرات إنسانية تشمل إرسال مساعدات عاجلة، وفتح قنوات إيصال للمساعدات الطبية والغذائية إلى غزة، والإسهام في الإغاثة للمدنيين المتضرّرين. أما على صعيد مرحلة المفاوضات والمراحل الوسيطة، فطرحت قطر مع شركائها (مصر، الولايات المتحدة وغيرهما) عدة مقترحات لوقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، واستعادة المساعدات الإنسانية. في بعض المراحل، مثل نوفمبر 2023 ثم في يناير 2025، تم التوصل إلى “اتفاقات أولية” لوقف القتال مؤقتاً، إطلاق سراح أسرى/رهائن، إدخال مساعدات، ما ساعد على تخفيف المعاناة وتخطيط المراحل المقبلة. بالرغم من أن إسرائيل قد شنت عدوانا غادرا لاستهداف قادة حماس داخل الأراضي القطرية خلال اجتماعات التفاوض، حاولت دولة قطر جاهدة الحفاظ على التوازن وتجنّب التصعيد واختارت الحكمة، وعدم اللجوء إلى ردود فعل أو تصريح عدائي مباشر يخلّ بعملية السلام، بل فضّلت الاحتفاظ بالرد في إطار دبلوماسي، مع التركيز على الضغط الدولي وتحريك الرأي العام. هذا الأمر منحها مصداقية بأنها جهة تحاول السلام، لا أن تكون طرفاً مسبباً للتوتر، بل استمرت في دورها وتحقيق هدف الوصول إلى اتفاق ملموس وفعلي وإنهاء الحرب وهذا ما تم بالفعل يوم الاثنين بتاريخ 13 أكتوبر 2025 في قمة شرم الشيخ للسلام في مصر. لنقف هنا ونرى الحكمة في السياسة القطرية وتحويل التحديات التي واجهتها إلى فرص، فعندما تعرضت أراضيها للقصف والاعتداء على سيادة الدولة، أطلقت دولة قطر استنكارًا دوليًّا وطالبت بتحقيق مستقل، كما دعت المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المعنوية والإنسانية في المنطقة. اختارت دولة قطر تحويل هذا الحدث لصالح الوصول إلى حل وإنهاء الحرب، وذلك عزز مكانتها ووزنها السياسي، مما اكسبها احترامًا عالميًا ووسع شبكتها الدبلوماسية. إن إنجاز السلام بعد هذه الحرب هو شهادة على أن الدول الصغيرة في حجمها الجغرافي إذا ما امتلكت رؤية وإرادة وقدرة على المبادرة، وشبكة علاقات دبلوماسية فعّالة، فإنها تستطيع أن تصنع دورًا محوريًا في محيطها الدولي. قطر أثبتت أنها ليست “دولة صغيرة” بالمعنى السلبي، بل “قوة معتدلة صغيرة” يمكن أن تصل إلى تأثير كبير بفضل حكمة سياستها – الوساطة، الانسجام بين الحزم واللين، والمبادرة الإنسانية. في نهاية الأمر، السلام لا يُقاس فقط باتفاق يُوقع، بل بمدى تنفيذه واستدامته؛ وهنا تكمن المرحلة الأصعب، والفوز الحقيقي هي أن تنجح هذه الجهود ويتحوّل الاتفاق إلى واقع ينتهي فيه العنف، يُستعاد فيه الأمل، وتُبنى مجددًا بنية قوية للسلام العادل. بالرغم من هذا الإنجاز فإن هناك بعض التحديات التي لا تزال قائمة وهي التنفيذ الفعلي للاتفاقية: كيف تُنفَّذ البنود على الأرض؟ كيف يُتابع وقف إطلاق النار؟ كيف يُحمى المدنيون؟ إعادة الإعمار وتوفير المساعدات المستدامة، بما في ذلك البنى التحتية، الإسكان، الصحة والتعليم. وكيفية ضمان عدم تجديد العمليات العسكرية.
387
| 29 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...
13527
| 20 نوفمبر 2025
في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...
1791
| 21 نوفمبر 2025
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...
1413
| 18 نوفمبر 2025
في لحظة تاريخية، ارتقى شباب المغرب تحت 17...
1173
| 20 نوفمبر 2025
القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...
1143
| 18 نوفمبر 2025
في مدينة نوتنغهام الإنجليزية، يقبع نصب تذكاري لرجل...
1008
| 23 نوفمبر 2025
كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...
990
| 20 نوفمبر 2025
في عالم يتسارع كل يوم، يصبح الوقوف للحظة...
918
| 20 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
819
| 25 نوفمبر 2025
نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...
810
| 18 نوفمبر 2025
أقرأ كثيرا عن مواعيد أيام عالمية اعتمدتها منظمة...
654
| 20 نوفمبر 2025
حينما تنطلق من هذا الجسد لتحلّق في عالم...
654
| 21 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية