رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تنتابك الدهشة وتتناوب عليك حين تمنح نفسك فرصة صادقة لترى ما حولك، أو ما تملكه منه، وهو ذاك الذي تشغل نفسك عنه كل الوقت؛ لتنشغل بغيره، وتصرف انتباهك نحوه، فتنصرف في اتجاه آخر غير ما يحتاج اهتمامك وتركيزك، في حين أنه أي ذاك الذي تنشغل عنه دوماً هو ما يحمل لك كل الإجابات التي ستوفر عليك الكثير من الجهد والوقت والتفكير. ويبقى السؤال: لم تفعل ويفعل الكثير منا ذلك؟! إن بريق الأشياء التي تعيش من حولنا هو ما يقرر مدى اهتمامنا بها، وهو ما ينطبق مع الكثير منا، ولكنه لا يشملنا جميعاً، إذ يختلف اهتمامنا ببريق الأشياء، فما يجذب البعض ببريقه قد لا يفعل مع الآخرين، وعليه نجد أننا نختلف بتوجهاتنا، ورغباتنا، وإن كنا نملك نفس المعطيات التي قد نتشارك بها منذ البداية. هناك الكثير من الأمور البسيطة التي يقوم بها أشخاص بسطاء جداً في حياتهم، ولكنهم وبرغم ما يتمتعون به من تلك البساطة، التي لا تمت للتكلف بصلة، إلا أن انتاجهم وإن كان على شاكلتهم (بسيطاً)، فإنه يمر بمراحل تكوينه الغريبة، وينتهي به الأمر؛ ليخرج عظيماً، وهو ما نستغرب ونتعجب منه، ولكننا نتقبله لاحقاً، لسبب هو أنه ما وُجد بيننا ونعرفه منذ زمن بعيد بـ Simple but Great أي كل ما يبدأ بسيطاً ويتكون على يد أبسط الخلق، وبأبسط المعطيات، لكنه يخرج عظيماً، ويترك أثراً أعظم منه، لدرجة أننا لا ننساه أبداً، فهو ما يترك بصمة تاريخية على جبين الأيام، فنتذكره دون أن ننسى. لاشك أن ما ذُكر بغرة هذا المقال اليوم يمكن أن نأخذه ونقيس به الأمور وما يجري منها من حولنا؛ لنكتشف أي تلك الأشياء بدأت بسيطة وانتهت عظيمة. بالنسبة لي، فلقد فعلت، واكتشفت أن من تلك الأمور فصلاً يضم شخصيات بسيطة ظهرت في حياتي، ولكنها تركت أثراً عظيماً، فكانت Simple ولكن ما تركته في داخلي كان Great لدرجة أني حتى هذه اللحظة مازلت أذكر تلك الشخصيات تماماً، رغم كل هذا الوقت الذي مر، والحقيقة أن الأمر يُسعدني، (نعم) يُسعدني أن أتذكر كل بسيط خرج بعظيم تركه ليتباهى به الزمن بين الحين والآخر، ولعلها لحظة الجزاء فهي كلمات شكر أتوجه بها لكل من علمني وغرس بداخلي أبسط الأمور التي صرت أراها عظيمة والفضل لله أولاً ولهم ثانياً، وإن كان الأمر يتحمل ذكر الأسماء، لفعلت ولتطلب مني ذلك الكتابة على كل صفحات صحيفتنا الحبيبة (الشرق) لكثرة عددهم، ولمعرفتي بأنهم يستحقون كلمة الشكر هذه لتكون، وإن طلت الآن؛ لذا سأختصر الأمر، وسأذكر غرة القائمة التي تبدأ بـ (أمي وأبي)، وسأوجه عظيم شكري إليهما، عن كل ما حصلت عليه منهما، فخرجت في نهاية المطاف بي وبكل ما أحمله وما أنا عليه، فـ (شكـراً أمي، وشكراً أبي). لقد حاولت ضبط حروفي، ولكنها ظلت تجري هنا وهناك؛ بحثاً عن حقها من الكتابة، فهي تريد ذكر بعض الأسماء التي بلاشك تستحق كل الشكر مني؛ لذا فلقد وعدت بأن أفعل، ولكن ليس الآن؛ لأني أسعى إلى تقديم اقتراح جميل جداً يُنعش القلب، ويجدد الحب الذي نحمله لغيرنا في قلوبنا الصغيرة والتي تخرج بعظيم المشاعر دوماً، وهو أن نفر إلى أقرب ورقة نجدها أمامنا، ونتبع ذلك بالبحث عن قلم؛ ليرافق الورقة برحلة كتابة أسماء (كل الأشخاص) الذين تمتعوا ببساطة تركت في النفس أثراً عظيماً، فخرجت بكل عظيم تفخر به. عزيزي القارئ: اكتب الأسماء، واذكر كل ما قدمه لك كل واحد منهم، ثم دون وسيلة الاتصال به؛ كي تتواصل معه في أقرب فرصة ممكنة لشكره، فكما هو الشكر واجبنا، فهو حق غيرنا كذلك. حقيقة ستخرج بكثير من الأسماء التي ستكتشف أنه يتوجب عليك شكرها، وإن فعل غيرك، فإنه بلاشك سيصل إليك؛ لتجد من يشكرك أيضاً لخير فعلته من أجله في يوم من الأيام.. بصراحة هناك الكثير لنفعله، ولكن في وقت لاحق إن شاء الله، وحتى حين، فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
866
| 20 ديسمبر 2011
لقد كشف آخر ما لفظه قلمي من كلمات توسدت سطور مقالي الأخير الذي جمعني بكم وتحت عنوان (تعلم كيف تحب؟) عن رسالة حلمت بأن أوجهها، وحملت نفسي ضرورة فعل ذلك، خاصة أن الأمر يتعلق بقلوبنا وما تحمله من مشاعر صرنا وللأسف نبحث عن مناسبات كي نبرر من خلالها تصرفاتنا التي يتوجب علينا القيام بها تعبيراً عما تحمله تلك القلوب، ولكننا وفي المقابل نُفقد الأمر قيمته بحكم أننا نفتقد كيفية فعل ذلك؛ ولأن منا من تُدهشهُ فكرة تعلم (الحب) وتعليمه، فالأمر لا يحتاج إلى ذلك بتاتاً من باب أنه (فطري)، والحق أنها الحقيقة وما تنادي به، غير أن تعلم تلك الكيفية يعيننا على امتصاص الأخطاء التي يمكن أن نتفوه بها من حين لآخر، خاصة حين يتجاوز الأمر حدود المعقول والمقبول معلناً هروبه نحو ما لا يمت لكل ذلك بصلة. فرحة الحب الوطني نعيش هذه الأيام فرحة (الحب) ولكن بلونه (الوطني)، الذي وإن اختلفت تعابير تصرفاتنا ونحن نُعبر عنه، إلا أن عبير ذاك الحب سيترجم حقيقته الوطنية، وهو ما يظهر من خلال جملة من التصرفات المختلفة التي سبق وأن بدرت منا وكانت في يومنا الوطني، وستكون لنا ومنا من جديد تعبيراً عن فرحة الحب الوطني، وتلبية لـ (صوت الوطنية) الذي ينبعث من الداخل؛ ليبعث في الجو البهجة دون أن يعبث بالجو العام لغرض خاص لا يمكن بأن يُحسب على الوطنية يوماً، وهو ما يأخذنا نحو هذا السؤال: ما تلك التصرفات التي يمكن أن تبعث في الجو البهجة، وما تلك التصرفات التي تعبث بها تلك البهجة فلا تكون أصلاً؟ إن أي تصرف يبدر منا يظهر لنا ما نضمر من فكر تعتنقه الأعماق، فإن ظهرت راقية؛ عبرت عنا وعن حقيقة ما نتمتع به من فكر يتوجب علينا الأخذ به؛ لتقديم كل ما يرفع اسم (قطر) عالياً فتتألق بنا وبما نقوم به من أجلها، وهناك الكثير من التصرفات التي ننصرف إليها تعبيراً عن حبنا، فأن يجد المرء ويبدع في مجال عمله، ويقدم كل ما يستطيع تقديمه لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يبحث عن المشكلات التي يمكن بأن تؤثر على انتاجه، وتعكر جودتها؛ كي يقضي عليها؛ فيخرج بما يفخر به ويدعو الجميع إلى ذلك، لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يلتزم بدوره أياً كان من هذه الحياة وفيها، فيؤدي كل واجباته قبل أن يطالب بها حقوقه، لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، وأن يحافظ على (الممتلكات الوطنية)، ويحميها قبل أن تمتد إليها الأيادي المُخربة فتدمرها لهو أفضل ما يمكن بأن يكون؛ ليعبر من خلاله عن هذا الحب، والكثير من التصرفات التي يمكن بأن ننصرف جميعنا نحوها؛ كي نعبر عن هذا الحب الوطني، وفي المقابل نجد بأن الأمر وإن ناقض كل ما سبق فهو وبلاشك سيعبث بهذا الحب، ويُظهره بمظهر غير لائق، ولربما هناك من تهور فشهدنا بعضاً من تصرفاته الرعناء من قبل، فلم يبخل بالتباهي بها أمام الملأ؛ لقلة وعيه الناجم عن (شح التوعية) المتعلقة بهذا الشأن، وهو ما يأخذنا إلى التفكر بعنوان المقال (تعلم كيف تحب فعلاً)، (نعم) تعلم كيف تحب فعلاً من خلال ما سبق، ومن خلال البحث وبجدية عن الأسباب التي تجعلك متألقاً فخوراً بنفسك وبوطنك؛ ليفخر بك وبه وطناً الآخرون، دون أن تنحرف عن هذا المسار، وتنجرف وكل ما لا ولن يعود عليك ومن حولك بالنفع، وتذكر بأن كل ما يبدر منك يعبر عنك، فلا تخرج بما يُقلل من قيمة حبك للوطن. وأخيراً أتوجه بخالص حبي لحبي قطر، وكل عام ونحن قطر. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
349
| 13 ديسمبر 2011
فعلاً الحياة (أخذ وعطاء)، وكما ذكرت لكم أحبتي ومنذ أعوام مضت بأن "كل ما يخرج منا لابد وأن يعود إلينا من جديد"؛ لأنها سُنة الحياة، وما جُبل عليه الواقع الذي نعيشه، وإن اختلفنا حول مفهومه الحقيقي، ومما لاشك فيه أن كل ما يخرج منا ويحمل عبير الأعمال الطيبة سيعود ريعه لنا، وسيُضيف على (رصيدنا الحياتي) من هذه الحياة الكثير الكثير، والعكس وارد وصحيح، خاصة حين يتعلق الأمر بالأعمال السيئة التي تفوح (عفونةً) نحسب بأننا نُبعدها عنا حين نوجهها نحو غيرنا بنية التخلص منها، ولكنها تعود إلينا من جديد وإن كان ذلك بعد حين، لا يدركه إلا الله. من الأشياء الجميلة التي نُقدم عليها، ونقدمها؛ للتعبير عن هويتنا الإنسانية (الحب)، وهو الفضاء الرحب الذي أخذ كل واحد منا حق إطلاق الأحكام التي تروقه عليه فيه؛ ليفعل ولكن من زاويته التي يحسبها الأمثل، والحق أنها تكون كذلك بالنسبة له، فلا ينطبق الأمر على الجميع ما لم يكن الإتفاق، وتتم الموافقة. واليوم سيكون حديثنا عن (الحب) الذي يستحق بأن يأخذ نصيبه منا؛ ليسحق كل المشاعر السلبية التي لا تستحق بأن تكون أصلاً، وعليه فسنخضع لجملة من الأسئلة التي سندرك من خلالها الكثير عنا، وعما نملكه من مشاعر صادقة لابد وأن تكون، وعلى رأسها: 1 — ما الذي يستحق حبك؟ لتخرج الإجابة فرحة بنفسها بكلمات صادقة كالتالي: كل ما يدرك ما تكون عليه، ويفهم أحلامك، ويصدقها طموحاتك، ويؤمن بأنك تستطيع العطاء يستحق حبك، كل من يفتخر بك وبكل انجازاتك، ويتباهى بها أمام الجميع في كل المناسبات والمحافل يستحق حبك، كل من يدرك البصمة التي تتركها على جبين الأيام تعبيراً عن حبك له يستحق حبك، وكل من تشعر بجواره بمعنى الإنتماء لاشك يستحق حبك. 2 — لماذا تحبه؟ لربما يراودك هذا السؤال حين تشعر بأنك تكن أجمل المشاعر التي تُنعشك دوماً، وتسأل لماذا نحب هذا تحديداً؟ ويكون لتلك الإجابات التي كانت للسؤال السابق حقاً من التكرار، ولعل للإجابة الأخيرة منها النصيب الأكبر من الأولوية، فأكثر ما يوده القلب هو أن يشعر بالإنتماء مع من يُكرس كل لحظاته من أجله، إذاً فهو الشعور بالإنتماء ما يُفسر معنى الحب حتى هذه اللحظة. 3 — كيف تحبه؟ حين تحب فإنك تشعر بالضياع وسط الخيارات التي تسعى إليها؛ لتعبر عن حبك الحقيقي، فتشعر بأنك تريد تقديم العالم كله جملة واحدة؛ لتدرك من خلال ذاك الفعل الذي أقدمت عليه موقعك من الإعراب. حين تحب تبذل دون أن تراقب نفسك، وتعطي دون أن تحاسب؛ تلبية للثقة التي تتملكك. حين تحب ترغب بفعل كل ما يُعبر عن درجة التلاحم التي بلغتها مع الآخر. حين تحب وتتلاحم تسعى إلى توضيح معنى الإنتماء فعلاً لا قولاً. 4 — كيف تعبر عن حبك له؟ بعد أن تدرك أنك قد خضت كل تلك المراحل تصل لمرحلة كيفية التعبير عن حبك، ومن جديد تصنف كل الخيارات المُتاحة وغير المتاحة أيضاً؛ كي تنطق به حبك أمام الجميع دون أن يقطع الخجل عليك الطريق، وبطريقة تسحر الجميع، فمن عساه يكسب حباً عظيماً لا تصفه الكلمات في جولة واحدة ليفوز بها دون أن يمزقه الفرح؟ وأخيراً حين تصل لهذه المرحلة النهائية فسنطرح عليك هذا السؤال: هل تحبه فعلاً؟ وقبل أن تُجيب سأخبرك بأن هذا المقال وما يحتويه من كلمات هو إهداء للوطن وسط الأجواء الوطنية التي نعيشها هذه الأيام، وكل هذا الحديث يمكن بأن نوجهه كيف نشاء ومع من نشاء، غير أن المعني هنا هو (الوطن) الذي وبلاشك نحبه، ولكن يجهل بعضنا تجسيد معنى ذاك الحب في صورة وطنية تليق به، فيقوم بأمور غريبة لا تعبر عن الحب أبداً، ولكنها وبالنسبة له كذلك، وكل ما نرجوه من خلال هذا المقال هو أن نفكر ملياً بحبنا لهذا الوطن، وكيف يمكننا التعبير عنه بطريقة راقية تترجم هذا الحب، وتترجمنا أيضاً أمام العالم بأسره. فكر ملياً كيف تحب، وفكر كيف تُعبر عن هذا الحب، ولاشك سنلتقي من جديد، وحتى حين فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
6174
| 06 ديسمبر 2011
كثيراً ما نصف الحياة على أنها مسرح، ولكل منا دوره عليها، الذي يختلف من شخص لآخر حتى أن القصص تجد لها من بيننا منفذاً فتكون، وتقفز على أرض الواقع ليدركها من لا قصة له، وتستمر الحياة على هذا المنوال، (نعم) الحياة مسرح كبير غير أننا نسير بخطوات لم تنجبها النصوص، ولكنها وليدة اللحظة تنشأ وتكون وتبحث عن ردة فعل عفوية لا تخضع لأي تعديل أو تحسين، فتلك هي الحياة، ورغم أننا نشعر بها تعيسة أحياناً، إلا أن الأمر يُحملنا على ترقب تلك النتائج التي نتقبلها بكثير من الامتنان؛ لأنها وإن لم تُسعدنا إلا أنها وبلا شك تُعلمنا شيئاً جديداً يكشف سراً من الأسرار التي تُحسب لنا لا علينا، وهو ما يجعل كل واحد منا بطل قصته التي سترويها الأيام للأيام، وهو الأمر الذي يسمح له بأن يترك بصمته على صدر الزمن، في حين من يحسب بأن حياته تسير وفق خطة مدروسة كل الوقت، ولا يتمكن من ارتجال خطواته، ويشعر بأنها مقيدة أو أنها تخضع لسيطرة آخر يتحكم به وبحياته فهو وبلاشك مجرد (دمية) وإن أخذت دور البطولة إلا أنها ستخضع لسيطرة ستسيطر على تحركاته، فيبدو بخلاف ما هو عليه أصلاً، وكأنه هو وليس هو. الدمى ومحرك الدمى لقد بدأت حديث اليوم عن (دمية المسارح) وهي الشخصية التي وإن ظهرت بكامل أناقتها وجمالها؛ لتسحر بخطواتها وحركاتها الآخرين، إلا أنها ستظل (دمية) لا تقوى على فعل أي فعل يُحسب على جنس الأفعال، وبمعنى آخر هي مجرد واجهة لتصرفات غير شرعية، وسلوكيات منحرفة، ورغبات مريضة (غير مُرضية) وغيرها الكثير مما ينحدر تحت مفهوم (Dirty work) أحياناً، وللأسف هناك الكثير من هذه العينة، والحديث ليس عن (دمية المسارح) بل من يُحركها أي (مُحرك الدمى)، فالأولى ورغم بشاعة ما يكون منها، إلا أنها تظل مجرد مجسمات لا تقوى على فعل أي شيء، فإن وجهتها لفعل الخير لفعلت، وإن حرضتها على الشر لمالت نحوه، بينما الشخصية الثانية المُتحكمة ألا وهي شخصية (مُحرك الدمى) هي التي تُخطط، وتُحرك، وتقوم بكل ما تريده ولكن من خلال تلك (الدمى) التي تُحركها كما يحلو لها. لا شك أن الحياة تمدك بالعديد من المواقف بين الحين والآخر، ولا شك أنك واجهت منها ما جعلك تقف وعلامات الاستفهام تتراقص على رأسك لتسأل: هل أنا دمية تُنفذ وتفعل كل ما لا يُعبر عنها ولكن تُعبر عمن يُحركها؟، أم أنني أنا من يُحرك الآخرين كدمى؛ ليعبث كما يحلو له دون حسيب أو رقيب؟ والحق أن منا ومن بيننا مَن يتحرك كالدمى دون أن يعلم موقعه من حياته، ومنا أيضاً مَن يُحرك الآخرين؛ لتكون المواقف كلها في صالحه، فيتحرك، ويتقدم، وينجح، ويرتقي من خلالهم؛ ليُنسب كل ما سيتحقق من نجاح له وحده، فما تلك الدمى سوى مجرد مجسمات لا تعي ما تفعله في حالة الربح، ولكن متى كانت الخسارة فسيعود الأمر إليها؛ لتُكب تلك الخسائر على رأسها. كلمة أخيرة هذا المقال يصلح لنا جميعاً، وكل ما علينا فعله هو الأخذ به مقياساً للحياة التي نعيشها؛ لندرك ما نكون عليه، مع الأخذ بالحقيقة التالية: الدمى وإن كانت كذلك إلا أنها تُقدم كل ما يُقدم من خلالها كما ذكرت سلفاً، مما يعني أنه وبالإمكان بأن تُقدم خيراً ولا ضرورة بأن يكون كل ما تُقدمه شراً، وكذلك هو الحال مع مُحرك الدمى الذي وإن توجه نحو تحقيق مآربه من خلال الدمى، إلا أن ذلك لا يعني بأن كل ما يُقدمه ينبغي أن يكون شراً خالصاً، فلربما يكون خيراً ولكن من خلالها تلك الدمى، ويبقى السؤال أيها الأعزاء: مَن منا من دمى المسارح؟، ومن منا محرك لها؟ ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
636
| 29 نوفمبر 2011
تذهب الكلمات راقية نحوه القارئ في كل مرة تُكتب فيها وتكون؛ لتجد لنفسها حيزاً منه وفيه يتأثر بها من خلاله، فيأخذ بما سيأخذ به منها؛ ليُطبقه على نفسه، ويحقق ما يستطيع تحقيقه؛ كي يرتقي ويتغير حتى وإن لم يكن ذلك ليبتلع آلاف الكيلومترات من رحلة حياته، إلا أنه يتوجب بأن يكون، فهو الهدف الأساسي من تدفق دم القلم بين عروق كل تلك الصفحات التي رافقتنا طوال العام، وكل ما بجوفه من أيام شهدت الكثير من المناسبات والأحداث، حرصت من خلالها على أن تكون الفائدة حقيقية لكل من يدرك ضرورة اتباع قاعدة Always look at the bright side، التي تعني بأن تُخصص نظراتك؛ لتُلقي بها على الجوانب المشرقة التي ستحول محنتك إلى منحة حقيقية لاشك ستغير مجرى الأمور وللأفضل بإذن الله تعالى؛ لتخرج وفي النهاية بكل ما هو غير متوقع من قلب كل ما هو متوقع، وتثبت الرؤية في رأسك حين تتذكر هذه الكلمات expect the unexpected، والمتوقع منك بأن تكون ما أنت عليه، لكن أن تُبدع بفعل ذلك، فتحقق ذاتك بأقل المعطيات المُتاحة، وتستمر رغم أنف كبرياء الظروف، فهو وبلاشك ما ليس متوقعا من الجميع وبنفس الدرجة؛ لأن الأمر يعتمد على كم العزم الذي يتمتع به كل واحد منا، وقدرته على مجاراة الأحداث؛ لتصبح في صفه وإن تبين عكس ذلك. وماذا بعد؟ هي أيام فقط تلك التي تفصلنا عن عام هجري جديد يمتد ليُمدنا بشرف ما نتمتع به كمسلمين ونفخر به، وبإنجازاتنا التي وإن بدأت كجهود فردية إلا أنها ستتلاحم؛ لتأخذ روح الجماعة، وتخرج بتلك الصورة في نهاية المطاف؛ لنفرح بما نحن عليه، ونخطط لما سنكون عليه مستقبلاً. إن ما سنخرج به من كل ذاك الحديث الذي مضى هو هذا السؤال الذي يبحث عن نفسه وسط جملة من الأسئلة تكون كالتالي: ما الذي خرجنا به من كل تلك المتابعات التي كانت منا طوال العام الماضي؟ وهل أخذنا بأي شيء منها؛ لنطبقه في حياتنا؟ وهل تحقق لنا المراد فعلاً؟ وهل المتابعة أياً كان نوعها كانت من باب المتابعة أم بحكم أنها عادة يتبعها الجميع، ولكننا وفي حقيقة الأمر لا نأخذ بها، ولا نية لنا بأن نفعل؟ إن المتابعة تنم عن رغبة داخلية تكون؛ لتغذية العقل والقلب، فذاك الأول يدرك ما يدور من حوله؛ ليحدد موقعه من الإعراب، ويضع خطته التي سيتبعها بخطوات تضمن له تحقيق غاياته، وهذا الثاني يتابع الأول ويُصلي؛ ليأمن فشل تلك الخطة المُتبعة، وهو ما يحدث مع الغالبية منا وإن حدث ذلك ضمن وعاء الـ (لاوعي)؛ لنجد بأننا نتابع وإن كان ذلك لدقائق غفلها الزمن بعد أن استغفلته، لكن دون أن نعي بأننا نفعل لغاية سامية ألا وهي (التغيير للأفضل). من يدرك ماذا؟ لا يدرك قيمة العام إلا من يدرك المسافة التي قطعها عمره، ولا يدرك عمره الحقيقي إلا من يدرك كم الإنجازات التي قد حققها، ولا يحقق تلك الأخيرة سواه من يحدد ما يريده من هذه الحياة ضمن إطار اسمه (أهداف) يتوجب عليه تحقيقها، ولا يعرف قيمة الهدف إلا من حققه وبلغ القمة. يذهب العقل إلى (زاوية العقل) التي تخبرنا بأن ما مضى وإن كان يعاني من نقص (ما)، إلا أنه لا يتوجب علينا بأن نقبل بأن يُجمدنا عن القادم من الأيام، فهذا العام راحل بعد أيام؛ ليخلفه عام آخر سيكون على الشكل الذي نوده طالما سعينا وبجد لذلك فعلاً، فإن شئنا وبعملنا الجاد؛ لجعلناه مشرفاً ومتألقاً بنا، وهو ما نسعى إليه فعلاً كما يفعل كل عاقل مُحب ومخلص لذاته ولمجتمعه ولأمته؛ لذا الأمر أمرك، والشأن شأنك، والعام عامك أنت، وعليك بأن تحدد ملامحه التي ستطل عليك في النهاية من الآن، وإلى هنا لا أجد لك ولكم جميعاً مني سواها هذه الكلمات: كل عام هجري ونحن نسعى إلى التألق والتميز والرقي، كل عام هجري ونحن نسعى نحوها القمة، كل عام هجري ونحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
596
| 20 نوفمبر 2011
كل اللحظات التي تمر علينا في هذه الحياة تُعطينا بقدر ما تأخذ منا؛ لتعطي غيرنا، والعكس هو ما يكون لنا دوماً؛ لنعيش وسط مجموعة من الخيارات التي وإن تلونت إلا أنها ستظل كما هي أي مجرد (خيارات) وتكون حين نسمح لها بذلك، فإن كان النجاح سبيلنا فذلك؛ لأنه الخيار الذي كان منا، وهي القصة ذاتها مع الفشل، وكل تلك السبل التي نقطعها بحكم ما يقع عليه اختيارنا الذي نحدده منذ البداية. إن تصنيف الحياة بحكم الخيارات المُتاحة يكون من فعلنا، غير أنه يخضع لأحكام تأتي بمقاس كل ما نتمتع به من صفات كونت ما نكون عليه؛ لذا نشعر بتغير الأولويات من شخص لآخر بحسب وجهة نظره، وبحسب رؤيته للأمور، وهو الأمر الذي يخلق تلك الحالات التي نكون عليها، ونتأثر بها فتمتد بنا حتى تتجاوزنا وتمتد؛ لتصل من بعدها إلى غيرنا، وأولئك هم كل من يقابلون ذلك بشيء من الرضا، أو بكثير من التذمر، وبين الوضعين الأول والثاني تضطرب الإرادة، ويشتعل القلق خوفاً، وتسأل النفس بصوت خافت نكاد بالكاد نرى ما تود أن تبلغنا به: هل وقع اختياري على ما يُخجل فعلاً؟ فالوارد أن أي فعل نُقدم عليه قد يجد نفسه مقبولاً أو مرفوضاً بين الناس، ولكن ومما لاشك فيه بأن ذاك القبول أو الرفض لا يجزم بصحة ما نقوم به، فلعل القوم يعانون من (جهل جماعي) يتفاخرون به، وسعيك لنيل الرضا لن يأخذك لمكان سواها دائرة الجهل التي يتغنون بها، في حين أن التزامك وتعلقك برأيك السليم لهو الصواب، خاصة وإن كنت تراعي الله بكل خطوة تُقدم عليها؛ لتكسب رضاه أولاً، وهو الهدف الذي وإن عقدت العزم على تحقيقه لأحببت ما تقوم به وإن مقته الآخرون، وهو أيضاً ما سيأخذك للمرحلة الثانية، ألا وهي كسب رضاك الذاتي الذي ينبع من الذات، ولا يدركه من يلهث خلفها هذه الحياة السريعة التي نعيشها، بل كل من ينشد كل ما هو أصيل؛ ليغدو متأصلا فيه مع مرور الوقت. هناك الكثير من الأحداث التي تعبث بواقعنا؛ ليصبح غريباً لا يدرك حقيقة نفسه، ووسط تلك الأحداث نجد الصواب وقد مرغ الخطأ بكرامته الأرض؛ ليتباهى أنصار هذا الأخير على ما سبقه، ولكن الحمدلله بأن الخير لازال حياً بيننا؛ كي نتمكن من حماية الصواب قبل أن يفقد عقله، والصواب بأن نسأل: ما الذي يقف خلف هذه الكلمات كلها؟ وإليكم هذه الإجابة: الكلمات أياً كان حجمها ترمي إلى حقيقة واحدة، وهي ضرورة استخراج المعاني القيمة منها؛ فالمعنى هو كل ما يستحق بأن يُدرك ويُعرف، وحقيقة هذه الكلمات تجعلك تفخر بأي خطوة تُقدم عليها وإن كانت غريبة على الآخرين أو خاطئة في عرفهم وهم من لا يعرفون شيئاً على الإطلاق. ما يتوجب عليك إدراكه هو أنك وإن أقدمت على أمر يُرضي الله، وأثار في قلبك البهجة التي تُخفي كل الأشياء من حولك سواه ما قمت به فإنك على صواب؛ لذا لا تضعف أبداً، ولا تسمح لهمتك بـأن تفتر؛ ليذبل من بعدها عزمك، بل تذكر دائماً بأنك على صواب، ولا شيء لتخجل منه؛ كي تتجنب تضييع وقتك وإن كان قليله الذي ستصرفه على أولئك الذين يتوجب عليك صرف النظر عنهم؛ لأنهم ومن جديد على خطأ بينما أنت على صواب. كلمة من القلب كل من يضيف لك وعليك خيرا يستحق منك أن تبادله الحياة وبكل ما تحمله الحياة من معان؛ وكي تدرك هذه الكلمات حاول القراءة بين السطور، فليس كل ما كُتب عليها يترجم كل شيء فيها. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
803
| 15 نوفمبر 2011
كل عام وأنتم بخير.. كلمات مازالت دافئة بحكم أننا مازلنا نعيشها حتى هذه اللحظات، فلقد امتدت مناسبتها منذ أيام فقط، ولم تنسحب بعد وإن سحب حق امتدادها البعض ليعيش حياته وكأن شيئاً لم يكن، رغم عِظَم هذا الحدث بالنسبة لنا كمسلمين نفتخر بالتباهي بمناسباتنا الإسلامية التي وُجدت لتمنح حياتنا قيمة لاشك نستحقها متى حافظنا عليها، ولكن هدر تلك القيم بتناسيها يبرر لها حق التلاشي، وهو ما يبدأ صغيراً، لكنه وإن سلك درب (التراخي) فإنه سيكبر في يوم من الأيام. إن تكرار طرح نفس الموضوعات بين الحين والآخر بحسب ما تفرضه الأحداث يحتاج لعملية (تكرير)، فهو قرار صعب يصعُب على الكاتب اتخاذه؛ لأنه يتطلب تحقيق أهم حقوقه ألا وهو (انتقاء زاوية الطرح) التي سيطل من خلالها على القارئ وهو الأحق بحق التمتع بحقوقه التي تربطه بكاتبه الذي يتابع نتاج قلمه، وما يفرزه من حين لآخر، وعليه فإن موضوعاً كموضوع (العيد) بكل ما يحمله في جوفه من معالم وإن صغر حجمها فإنه يحتاج لزاوية جديدة تكون؛ ليكون (الطرح المناسب والسليم)؛ لأنه من الموضوعات التي تأخذ من صفحاتنا حيزاً لا بأس به كل عام، والجديد هذه المرة هو حاجتنا لمناقشة بعض المشاهد التي لا يمكننا تجاهلها أو إغفالها أو الإدعاء بأنها لم تكن يوماً، وهي تلك التي يتفق عليها كل عاقل وإن فر تركيزه لاتجاه آخر، منها مشهد بعض المجمعات التجارية التي خلت من التكبيرات، واحتلت محلها أغان مختلفة تسابقت على مكبرات الصوت، ولهثت خلفها؛ لتتفق وهوية بعض زوار المجمع الذين لا يشكلون (حفنة)، بينما سيادة الحضور، والسواد الأعظم منه لمن ينطق بالشهادتين، ويدرك أهمية الحفاظ على تلك المعالم الإسلامية الجميلة التي تترجم ملامح هويتنا للآخرين هنا وهناك، ولكن للأسف فإن منه من انحرف عن مساره وانجرف وراء طبيعة الحياة العصرية السريعة التي تعتمد على التحرر من كل شيء سعياً خلفها تلك الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها، والتي تتطلب منه أن يصبح (خفيفاً) لا وزن له، ولا وزن لكل ما يمثله ويشكله ليتشكل به، وكل ذلك في سبيل أن يكون COOL متفقاً مع التطورات التي يُدخلها الدخلاء وإن اتفقت على تلاشي وجوده وفق خطة ذات خطوات بعيدة المدى، كل ذلك وأكثر حين نجد أن السكوت عن أبسط حقوقنا قد صار أمراً عادياً فتح الباب على من دخل من خلاله ليحقق مآربه ونحن نقف أمامه وقد اعتلتنا ابتسامة مبهمة لا ندركها أصلاً، وهو الأمر الذي يشغلني بسؤال مهم هو: على من يقع العتب بتلك الحالة؟ هل هي إدارة المجمع وكل إدارة لها حق الإدارة التي يتوجب عليها الأخذ برأي العامة وبصفة عامة؟ أم علينا نحن؟ أم على غيرنا من الرواد؟ وماذا بعد؟ من المشاهد التي تخرس أمامها كل الحروف، مشهد بعض المحلات التجارية التي تتزين وتتباهى بشجرة Christmas وتلك الإضاءة التي تجذب الصغير ليسأل: هل هذه تجهيزات العيد؟ ويخجل الكبير حين يجيبه: هذه ليست للعيد. فيقاطعه الصغير قائلاً: ولكن كُتب عليها مهرجان الأعياد، إذاً فهو العيد.. ليقف من بعدها تلك الحادثة الكبير والصغير، ومن له حق ومن لا حق له، ومن يدرك ومن لا يدرك أمام طامة كبرى بعيدة المدى أيضاً، لا يمكن تكهن خطرها من الآن، ولكن رائحتها النتنة ستفوح يوماً (ما) وبلاشك، إن لم ننهض، ولم نقبل أن نخطط وبصوت عال من أجل مستقبل زاهر نطمح لأن يكون، دون أن يقوم ولكن على حساب ما يستحق لأن يظل كما هو بل وبحال أفضل وأعظم. كلمة أخيرة إنه ديننا الإسلامي الحنيف، إنه دين محمد عليه الصلاة والسلام، إنه دين من جاء ليُتمم مكارم الأخلاق، إنه دين عظيم وكل عظيم؛ لذا فلنحافظ عليه وإن كان ذلك من خلال المحافظة على أبسط ما نستطيع المطالبة به وهو عدم السماح لأي بتنفيذ خطة تضمن له مستقبله على حساب مستقبلنا الجميل. ولنتذكر أن كل ما نزرعه اليوم سنحصده غداً، وكل عام ونحن بخير. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
607
| 09 نوفمبر 2011
كل ما تخرج به من حياتك يمكن بأن تطلق عليه (تجارب)، وكلما زاد رصيدك من تلك التجارب، كلما بينت للعالم كم تبلغ من العمر حقيقة، ولا أقصد بذلك ما يمر عليك خالياً دون إجراء جنس التعديلات عليه، ولكن كل ما يخضع لمعالجتك الحقيقية له، فطريقة معالجتك تخرج منك بما يُعبر عنك، وتكشف للآخرين ما تكون عليه، والآن فلنقف على رأس هذه المقدمة، ونرى طريقة معالجتك للكثير من الأمور التي تدور من حولنا جميعاً. 1 — هي أيام تلك التي تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وهي ذاتها تلك التي تتمتع بفضائلها، وكل ما تفرزه من أعمال لها من الأجر الضعف وبإذن الله تعالى متى كانت منا، فهي وبحكم الطبيعة تلك الممتدة حتى ذاك الحين، وتتطلب وفي المقابل اهتماماً حقيقياً لا وهمياً، وحرصاً يؤكد ذاك الاهتمام الذي لابد وأن نكرسه فعلاً من أجل هذه الأيام الفضيلة التي تسبق العيد ولابد وأن نتسابق فيها ومن خلالها نحو فعل الخيرات سراً وعلانية، بدلاً من التسابق لكن نحو الأمور الدينية التي لا تمت للدينية بصلة تُحسب عليها لتعترف بها أصلاً. إن ما يحدث وبكل أسف يخجل من نفسه هو انخراط البعض منا وانغماسه بأمور لا وزن لها، والجري خلفها بلهفة تلتهم عقله؛ ليبرر بذلك ابتعاده عن جادة الصواب التي تميز الألوان وتفصلها، فنعرف الأبيض من الأسود، والصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، والحق من الباطل، وما يجوز من ذاك الذي لا يجوز، وكل ما يكون ويكون ضده، وبين كل ما سبق قد نقف أحياناً وقفة حائرة متأرجحة يغلبنا فيها الخوف من أن تغدو جائرة إن تمادينا بالتفكير بما لا يليق رغم أن ما يليق يقف وبحزن بانتظار ما يلقفه من اهتمامنا وبكل اهتمام، ولكننا نمرق ذاك الوضع بوضع ما نملكه من تفكير في شؤون يمكن بأن نعتبرها تافهة لا حق لها بأن تكون، ولا حاجة لي بأن استشهد بمواقف وقفت وبكل عظمة كعظمة تسد الحلق؛ لتجمد حركة السير التي تعني المتابعة؛ لأننا وبكل اختصار ندرك تماماً ما تكون ومتى كانت أصلاً، ويكفينا من هذا كله بأن نُكثف الجهود ونتفرغ لهذه الأيام والتسابق فيها بعمل الخيرات التي لا تكون لنا وحسب بل تمتد لمن حولنا، وذلك حين نبثها وننشرها؛ ليدركها الجميع، وبكل وسيلة مُتاحة توفر لنا ذلك، وهو ما يأخذني صراحة نحو الحديث عن النقطة التالية. 2 — نجد أحياناً أن الحديث عن التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة يأخذ جانباً واحداً فقط، وهو ما خضته أيضاً منذ فترة، فتحدثنا جميعاً وبصوت أقرب لأن يكون متحداً عن نقطة جمعتنا واجتمعنا عليها، وهي أن بعض تلك الوسائل وما تتيحه من برامج تخرق منظومة الأخلاق القيمة لبرودة التواصل الذي تفرضه بين الأفراد، خاصة حين يتعلق الأمر بصلة الرحم، والحاجة إلى (التواصل الحميم) بين الحين والآخر؛ ليمتد أو يتقلص بحسب ما يكون منا له. إن ما سأخصه اليوم هو الحديث عن بعض تلك البرامج التي يمكن بأن نستغلها جيداً، لكن بعد توجيهها للاتجاه الصحيح الذي ننشر من خلاله كل الإيجابيات التي يتوجب علينا القيام بها في هذه الأيام الفضيلة وغيرها من الأيام التي تستحق منا التعرف على كيفية تسخير كل ما نمتلكه من طاقات؛ لتوظيفها فالخروج بأكبر كم من الفائدة لنا ولمن حولنا، فالواقع أننا في زمن نتنفس فيه الجديد أكثر من الهواء الذي يتوافر لنا، لكننا ورغم ذلك نبخل بذاك الجديد الذي نتنفسه، فلا نهذبه ونشذبه بشكل لطيف يسمح بأن نقدمه للآخرين فيتعرفوا منه ومن خلاله على ما يضيف لهم، ويرفع من رصيدهم المعرفي في هذه الحياة. خلاصة القول: سارع بعمل الخير لك وللغير، فالدال على الخير كفاعله، وإن كنت تملك من العلم ما يكفي لأن تُنير به عقل غيرك فافعل وأكرمه به كي يُجدد من نفسه، ويدرك قيمة وجوده في الحياة. كلمة أخيرة وحدك أنت من يحدد ما تملكه، ووحدك أنت من يدرك رصيده من هذه الحياة؛ لذا فلن تأخذ إلا ما تريده، وعليه فكر كيف تستثمر وقتك بالفضائل، وكيف تنشرها لغيرك فيستثمر وقته مثلك؛ ليتضاعف الأجر للجميع، وكل عام وكل الأمة الإسلامية بخير. ومن جديد راسلوني بالجديد:salha_202@hotmail.com
720
| 01 نوفمبر 2011
حين تستمر عجلة الحديث بالدوران للسير في ذات الطريق فلاشك أن الموضوع يحمل الكثير في جعبته، فامتداد الرحلة يُبشر بفصول ممتدة يحمل كل فصل منها ما يكفي النفس ويرويها، وأحسب التطرق للموضوع الذي قدمنا منه الجزء الأول الأسبوع الماضي هو واجب يفرضه حق القارئ من هذا العمود، وهو الأحق بما يدره في المقام الأول. لقد تناول حديثنا المرة الماضية موضوع العطاء، فكان سلساً للغاية، وذلك بحكم أنه واقعي ويمس واقعنا بشكل يومي، فنحن نعطي ونأخذ كل الوقت، وبكل الأشكال المُتاحة والمعروفة، ولكن ينقصنا الوعي التام بماهية العطاء الذي نبذله وفي المقابل نأخذه، ويكون ذلك لأننا نعطي دون أن نتوقف لندرس هذا العطاء الذي يكون منا، فكأنها غريزة جاءت إلى هذه الدنيا معنا دون أن نخطط لها أبداً. حين تناولت موضوع العطاء الأسبوع الماضي كنت في حالة مرضية يُرثى لها، إلا انني كنت بوعيي حين قررت التطرق إليه، لربما لأن الإنسان وفي حالة المرض يسترجع شريط ذكرياته؛ ليتفحصه جيداً، وأعتقد هذا ما حدث معي، إذ تذكرت كل الوجوه التي قدمت لي كل ما تستطيع تقديمه، وساعدتني بمد ثقتها إلي، وأخلصت بعطائها دون أن تترقب در المردود الذي لا يُعقل بأن يحجبه عنهم أي عاقل؛ لذا فلقد انجرفت لجوف ذاك الحديث، حتى أنني ذكرت جملة من الأسئلة كانت النية منها بأن نُجيب عليها؛ لندرك حقيقة العطاء من خلال الإجابات التي ستكون من بعد كل سؤال ورد حينها على الشكل التالي: 1 — كم عدد الأشخاص الذين أثروا عليك في حياتك والسبب في ذلك كم العطاء الذي يتكرمون به؟ والإجابة هي: كل من يكرمني بأخلاقه العالية، ويخلص عمله؛ ليبرز من خلاله قيمة العطاء هو من الأشخاص الذين أضمهم لزمرة من أثر علي في حياتي، باختصار هم كُثر، تماماً كما هي الحال معكم حين تفكرون ملياً بكل من حولكم مهما كان منصب كل واحد منهم، وأياً كانت مكانته. 2 — ما هي ردة فعلك على ذاك الفعل النبيل؟ التفكير بجدية للرد على ذاك العطاء، إما بالشكر، التكريم أو التقدير الذي يتوجب أن يكون صادقاً وحقيقياً يليق بكم العطاء الذي كان منهم. 3 — ما هو الأثر الذي خرجت به من جملة العطاء تلك؟ إدراك قيمة الحياة المتبادلة مع الآخر، ونعمة الوجود في محيط يشمل العديد من الأطراف، وتحفيز الذات على بذل الشكر والتقدير. 4 — ما هي خطتك للاستفادة من حصيلتك التي خرجت بها؟ تأكيد وتعزيز المبادرة بالمقابل الذي يساهم بعملية دعم العطاء وبإخلاص؛ لأن مواجهة ومقابلة ذاك الكم من العطاء بكثير من الاحترام والتقدير يُولد في النفس حباً لمواصلة الدرب على ذات المنوال، ويعزز القيم الأخلاقية التي يتمتع بها الفرد حين يعطي في حيز الواجب الذي يعمل البعض من خلاله الواجب فقط دون أن يبين معالم العطاء وبإخلاص، فكأنه مجبور فقط على العمل (لا) نية له بأن يقدم ما عليه تقديمه بطريقة ألطف وأكثر وداً. 5 — كيف تنوي مقابلة ذاك العطاء؟ وهل هي نيتك أصلاً؟ مقابلة العطاء تحتاج لدرجة عالية من الأخلاق، فوحده مَن يتمتع بالأخلاق الحميدة يدرك أن من يواجهه بخير يحتاج لخير من جنسه ليقابله، فإن توافرت فيك فستدرك حينها ما العمل الذي يليق بأن يكون، وهو ما قد نختلف فيه ولكننا وفي نهاية المطاف سنتفق على أنه (واجب)، وهو ما يؤكد بأنها نيتك التي ستخرج في أثرها. إن هذه الإجابات التي وردت قبل هذه السطور بسطور تجيب كل نفس سائلة عن كل ما يتوجب عليها القيام به حيال من أعطى وأخلص بعطائه، لربما يكون المقاس مختلفاً ولكن تكون النتيجة هي ذاتها، وما يتوجب علينا جميعاً القيام به هو ذاته الوارد ضمن هذه الإجابات، مما يعني أن الأمر يقف عند هذا الحد، وما يليه هو ما يتوجب عليكم القيام به. صوت قلم مبحوح: التكريم وجه من وجوه مقابلة العطاء، وهناك الكثير من الأسماء التي ساهمت بالتمهيد للمستقبل من الماضي، ولكنها وبرغم كم العطاء الذي بذلته إلا أنها قد صارت مستبعدة من المشاركة بملامسة هذا المستقبل الذي يأخذ العديد من الأشكال كـ (المهرجانات) مثلاً، ويبقى السؤال هل هو الصواب بأن يقتل المستقبل وأهله ما كان من الماضي؟ وهل خطة التقدم وبخطوات واثقة نحو القمم تلزم خذل تلك الطاقات التي أعطت ومازلت تحمل المزيد؟ لكم حرية الإجابة. كلمة شكر: أوجهها لكل مَن شاركني بـ (أمسية تقدير العطاء) الأسبوع الماضي بمقر جريدتنا الحبيبة الشرق. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
2445
| 25 أكتوبر 2011
تنحاز اللحظات التي نعيشها أحياناً نحو الصمت، خاصة إن كان الموقف الذي نعيشه عظيماً، ولكم هي كثيرة تلك المواقف التي تمر علينا وهي تحمل تلك الصفة، ولكنها تنساب منا أحياناً إن لم تجد منا ردة فعل تليق بها بالفعل. هذا الصباح وجدت بأن الحروف قد مالت نحو التحدث عن موضوع لا يمل القلب منه، ولا يسأم من التفكير به وإن تكرر منه ذلك؛ لعظمه الذي يفرض علينا جميعاً التمعن فيه وبشكل سليم؛ ولأهميته التي يكتسبها من وقعه على القلوب الطيبة، ألا وهو موضوع (العطاء الخالص) الذي يضم العديد من أنواعه وألوانه من بعده، كالعطاء المهني الذي سبق وأن سلطت الضوء عليه من قبل. ويبقى السؤال: ما الجديد الذي سيضيفه هذا الحديث عن العطاء؟ إن ما نسعى إليه دوماً في مجالنا (الإعلامي) هو كشف الحقيقة، والتحدث بلسانها أمام الجميع؛ ليدرك من يبخس الموضوع حقه بأنه حقاً يستحق الطرح بشكل ينصفه وبحق، بدلاً من تجاهله واعتباره مادة (سخيفة) لا تستحق بأن تحظى بنصيبها منا. إن (التحدث) عن العطاء يحمل صفة واحدة مشتركة تربط كل أنواع العطاء ببعضها البعض ألا وهي (رغبة التحدث عن العطاء)، والتي لا تأتي من فراغ أبداً، إنما تكون كنتيجة واضحة المعالم لعملية (الإرسال) التي تتبعها عملية أخرى لا تقل عنها أهمية وهي عملية (التلقي)، ولكن نقف كثيراً على كم العطاء حين يكون كبيراً من أشخاص لهم مسيرة مكللة بعطاء ينبض دون أن ينضب، هو ذاته العطاء الذي يجبرك على السؤال عن طبيعته؟ وعن سر اندفاعه دون توقف، وعن وضع تدفقه دون أن تجمده ردود الأفعال الباهتة والباردة جداً والتي لا تكون إلا لتقابل العطاء الحقيقي حين يكون منا أو ممن يتكرم به علينا. إن طبيعة الحياة التي نعيشها تفرض علينا حق الارتباط بالآخر لأي سبب من الأسباب، فتخرج النفس منه ذاك الارتباط وهي محملة بحصيلة لا بأس بها من المستجدات التي تغير مسار أمورها، فنجد إثر ذلك تغيراً ملحوظاً على تصرفاتنا وبشكل لا شعوري، تنقطع كل أسبابه حين نتعرف إلى السبب المتمثل في صورة (إنسية)، وأخلاق ملائكية تعطي وبكل سخاء لا يمت للدهاء بصلة، والسؤال الذي يفرح بحق تواجده الآن هو: كم عدد الأشخاص الذين أثروا عليك في حياتك والسبب في ذلك كم العطاء الذي يتكرمون به؟ وما هي ردة فعلك على ذاك الفعل النبيل؟ وما هو الأثر الذي خرجت به من جملة العطاء تلك؟ وما هي خطتك للاستفادة من حصيلتك التي خرجت بها؟ وكيف تنوي مقابلة ذاك العطاء؟ وهل هي نيتك أصلاً؟ في الحياة من يعطي دون أن ينتظر منك أي مقابل، ولكن كلمة (شكر) توجهها إليه ستنعشه وبلاشك؛ لتحثه على مواصلة رحلة العطاء دن توقف وإن اتفقت الظروف الصعبة عليه؛ لأنه لا يرى من حياته وفيها سوى ضرورة القيام بواجبه المتعلق بعطائه للآخرين، في حين أنه وفي المقابل نجد من يعطي وغايته من ذاك العطاء الفوز بمقابل يروي طمعه، فما التظاهر بحب العطاء بالنسبة له سواه الطُعم الذي يوفر له ما يُلبي حاجاته، ولاشك بأن الحديث عن العطاء يطول، وهو ما يفرض علينا التوقف عند هذه النقطة حتى يحين لنا اللقاء من جديد، وحتى حين أترككم ولحظة التفكير بمن أخلص لمعنى العطاء حين كرس من حياته (حياته)؛ ليعطي دون توقف. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
563
| 18 أكتوبر 2011
شدة التفكير بالصواب ينحرف بنا أحياناً عن جادته، خاصة بعد أن نُصاب بحالة من التشنج، تتشنج فيها أعصابنا، فيتطلب منا الوضع بل ويفرض علينا المطالبة بفسحة كافية يهدأ فيها الكل والبعض لنعود من بعدها إلى جادة الصواب، وحيث يتوجب علينا بأن نكون، وهو كل ما مررنا به فعلاً ونحن نتحدث عن (المهنة)، ولكن من زاويتها الأخلاقية وضمن مقالات كانت بعنوان (المهنة أخلاقيات). في موعدنا الثالث على سطور هذه الصفحة، ومن خلال هذا العمود أجد بأني أحمل أكثر مما يمكن بأن أتحمله من تلك الأحداث التي تدور من حولي وحولهم ممن حولي ولا حول لهم ولا قوة، (الأحداث) التي تربطها صلة وثيقة بـ (مجال العطاء المهني) الذي بدأ صدأ فساد الأخلاقيات المهنية يقضمها، ونخشى بأن يقصم ظهرها إن لم تظهر الحقيقة كاملة، أو كما يجب بأن تكون عليه على أقل تقدير. كثيراً ما نردد هذه الكلمات (حين نعمل نعطي)، وغالباً ما نفكر بالعطاء الإيجابي، لكن نادراً ما نجد من يحرص على كل ما سبق، وذلك لأن مزاولة المهنة صارت تتقلص؛ ليتكدس ما يتبقى منها من فتات في خانة (الأداء الوظيفي) الذي يُجبر صاحبه على الجري واللهث خلف إرضاء متطلبات تلك الوظيفة التي تبحث عن كل الدروب السالكة والخالية من كل ما يمكن بأن يتسبب لها ولروادها بـ Headache، وهو ما يعني بأن العقبات والعراقيل هي كل ما يتوجب عليهم تجنبه كي تكون الحياة بالروعة التي يسعون إليها، والحق أنه كل ما لا يتقبله العقل، فان نعمل يعني بأن نعطي، وأن نعطي يعني بأن نبذل كل ما بوسعنا في سبيل تحقيق الغاية المرجوة من كل عمل نقوم به ألا وهو (نيل رضا الله) أولاً، وما ينتمي لهذه الغاية ويكون من بعدها بعد ذلك. إن ما يغلب على جو عطائنا المهني هو اعدام الأخلاقيات وانعدامها في (عُرف البعض)، وعليه نجد ان المنافسة تغدو شرسة (لا) تقبل بأن تكون إلا بعد انتزع الشرف منها؛ ليُفتح الباب أمام كل الطرق المشروعة وغيرها مما يُشرع لصاحبها حق فعل ما يريد بمن يريد كما يريد والأهم من كل هذا هو أن يُنفذ كل ذلك تلبية لوصية (الغاية تبرر الوسيلة)، ويبقى السؤال الذي يسحب معه الكثير من الأسئلة: هل تبرر رغبة تحقيق الغايات السقيمة كل الوسائل المُتبعة في مجال العطاء المهني وإن جرد ذلك (المهنة) من أخلاقياتها؟ ثم هل تُحسب المنافسة (منافسة) متى نصب الفرد نفسه على الجماعة بفتحة تطل من خلالها تعاسة الآخرين وفشلهم؟ وهل يكون التسلط على الآخرين لضمان صمتهم نجاحا يُكتب للفرد؟ وهل انتقاص العمل المُقدم وغرس الشعور بالنقص غصباً من أخلاقيات المهنة التي تُحسب عليها؟ وهل طحن كل الجهود المُقدمة دليل تفهم لكل ما ترمي إليه أخلاقيات المهنة؟ وهل فعل كل ما سبق هو الضمان الحقيقي الذي سيحنط وجودك في متحف (انعدام الضمير)؛ لتُخلد ذكراك للأجيال القادمة التي ستدخر لها حقيقة واحدة وهي أن(المهنة هي كل ما تريده سواها الأخلاقيات)؟ وأخيراً المهنة أخلاقيات تحقيقها وتطبيقها سيخلد ذكراك على صفحات الزمن، فتبقى وإن رحلت، ويكفيك أن تنجب لك الأيام من سيترحم عليك، ويذكرك بالخير حين يُذكر اسمك يوماً (ما). شكر وتقدير بحروف يغلبها الفرح، وتغمرها السعادة أتوجه بخالص أمنياتي الصادقة بمزيد من التألق والنجاح للدكتور حسن رشيد؛ لتكريمه مبدعاً من قطر إلى جانب الفنان المصور محمد المناعي مؤخراً، لقاء إسهامات د. رشيد الأدبية في مجال القصة القصيرة والنقد المسرحي، وإسهامات الفنان محمد المناعي في مجال التصوير الضوئي، وهو كل ما انصب في صالح مسيرة الإبداع الوطني، من جديد كل الشكر لكما ولكل مبدع من قطر وفيها. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail
763
| 11 أكتوبر 2011
(العطاء) نواة الحياة وكل ما يكون فيها يبدأ من هناك، غير أنه يختلف من حيث النوع، واللون، بل والجنس، وكل ذلك بحسب ما يتقدم به القلب ليُقدمه، وبحسب ما يكون عليه، وما يسعى لأن يكون عليه أصلاً، وهو الأمر الذي يخلق العديد من الأصناف لنواة الحياة التي نعيشها أي (العطاء) من جديد؛ لذا كثيراً ما نربط حالة الحيرة التي نواجهها حين نعيش نفس الموقف، يحمله نفس الإطار الذي سبق وان جمعنا من قبل بذاك الاختلاف الذي يكلل صاحبه، إذ أننا بوضع نواجه فيه (قلوبا مُقلبة ومتقلبة) قَلَبها التغيير الذي ميز الأول عن الثاني فتقلبت، الأمر الذي خلق فينا ردوداً لا تمت لبعضها البعض بصلة، حتى نصل لنهاية واحدة وهي معايشة العديد من الظروف، ولكن بألوان مختلفة وجديدة كل مرة، تتيح لنا من الإيجابيات بقدر ما تتيحه من السلبيات، وهو ما يكون بقدر ما نسمح له بأن يكون من المقام الأول. وماذا بعد؟ مجالات الحياة كثيرة يجذب كل مجال منها كل من ينجذب إليه؛ ليكسبه بين صفوفه، ولكنه لا يكون إلا بعد تواجد المجال الذي يتفق وكل الخصائص التي نتمتع بها أو يمكننا توظيفها؛ لتتفق وذاك المجال، فتلك الأخيرة والحديث عن (الخصائص التي نتمتع بها) هي ما تجذبنا لمجال (ما) يمكن أن نختص به ونخصص له منا كل ما نملك؛ ليتحدد لنا المسار الذي سنسير عليه، وينتهي بنا الأمر في (مهنة) تعبر عنا، ويمكن أن نُعرف من خلالها على أننا (روادها)، فنندمج فيها، وتمتزج كل خصائصنا وتلك المهنة، حتى نخرج وفي نهاية المطاف بما يستحق أن نكون عليه، وهو ما سيكون كنقطة بداية لرحلة العطاء التي ستميز كل واحد منا عن الآخر، وهي تلك التي تختلف وستختلف كما ذكرت سلفاً؛ لتدخلنا في حالة حيرة مُبررة، تعطينا فرصة رؤية الأمور بنظرة واسعة شاسعة لا يُضيق عليها الخناق ضيق الفكر والإدراك. بعض الحقائق هي حقيقة أن شخصية المرء تنضج كلما مر بمواقف حامية تعطيه بقدر ما تأخذ منه، وهو ما لا يدركه إلا من يعرف كيف يخرج بمنحة من جوف محنته، أما من يتجمد أمام المواقف التي تمر عليه لتمر من فوقه وكأن شيئاً لم يكن فهو من لن يتمكن من ذلك؛ لذا تجده وكلما زادت أيام عمره، قلت خبرته الحياتية، وظل حيث (هو) بينما التقدم لغيره من الناس. هي حقيقة أيضاً أن الخصائص التي نتمتع بها تنسبنا لمهنة (ما)، والشروط التي تتفق وتلك الخصائص وتواجد فرصة العمل تتيح لنا الانضمام لوظيفة (ما) لا تسلبنا كل ما نتمتع به، بل تضيف لنا وعلينا جديداً هو: صقل الشخصية التي يتمتع بها كل واحد منا؛ ليوظف نفسه وكل ما يملكه في خدمة المجتمع الذي ينتمي إليه، وهو كل ما يكون منا، فيخرج في صورة (موجة من العطاء) نُكرم بها من حولنا، حين نعطي وبكل سخاء لا يتجاوز حدود السخاء، ليتخطى حدود المعقول والمقبول ويصل وفي نهاية المطاف إلى درجة (الغباء)، التي يخشاها البعض، ويمقت بلوغها فتجده يمسك عليه (يده) فيعمل (للعمل فقط) دون أن يُعطي ما يتوجب عليه تقديمه حتى ليبلغ بذلك درجة قاسية من الجفاف لربما يتخطى بها خصائصه الجميلة، ومهنته الأجمل وكل ما تنادي به حتى تلك (الأخلاقيات) التي تُعرف على أنها (أخلاقيات المهنة)، التي لابد أن تتحول وبشيء من التعديل إلى (المهنة أخلاقيات) سنجري في عروق الحديث عنها المرة القادمة، وحتى يحين ذاك الحين نلقاكم على خير، وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
679
| 27 سبتمبر 2011
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4302
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2085
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1788
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
1452
| 10 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
951
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
684
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
669
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
645
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
567
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية