رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

كيف أصبحت؟ وكيف أصبحنا؟

الأيام هي ذاتها الأيام، والأحداث التي تنجبها لنا هي ذاتها تلك التي سبق وأن حدثت من قبل، (نعم) قد تتأرجح بين التمدد والتقلص لتكبر وتصغر، ولكنها تظل تلك المنتسبة لبداية واحدة، وكل ما يحدث معها هو أنها تخضع لتقلبات (الزمن) ذاك الذي يتنقل بنا بين حدود الأمس مروراً بيومنا الذي يلحق به يوم غد، فيأخذنا من وضع إلى آخر يُميز كل يوم عن سابقه، لكننا وفي نهاية المطاف نعود لنعيش لحظة نكاد نُقسم بأنها مرت علينا من قبل، وهو ما يبرر تصرفاتنا العفوية التي ننبس بها دون تفكير مسبق، وننجرف نحوها دون سعينا لتفسير كيف كانت؟ ولم؟ الحقيقة أن هذه الكلمات التي بدأت بها حديث اليوم لا تبدو غريبة علي، فكأنها من ذاك الأمس الذي تكرم علينا ببديع الإنتاج، الأمس الذي حمل لنا منه ما يجبرنا على تذكره حتى وإن تكدست الذاكرة بغيره، لذا نجده حاضراً وإن غاب حضورنا عنه. كنت ومنذ عام وأكثر قد سلمت واستسلمت لرغبة قلمي بشكر برنامج (كيف أصبحت؟) الذي يقبل علينا كل صباح بـ (قبلة ود) يطبعها على جبهة أولى ساعات الصباح؛ لينطلق كل واحد منا نحو مصيره وهو مزود بكثير من التفاؤل الذي يعينه على مواجهة الأمور بكل صبر دون أن يلتهمه القلق، ودون أن يفوح منه التذمر، فكتبت ما نُشر، وهو كل ما سمعته من شكر في البرنامج وعنه من كل من هم حولي، وما لم يُنشر، ليس لغياب القدرة على ذلك، أو لغياب المساحة، بل لرغبتي بمعرفة التقدم الذي سيحققه البرنامج ولكن بعد حين من النجاح، فما الذي حدث ليعود الحديث من جديد عن برنامج (كيف أصبحت؟) التوفيق من الله عز وجل، ويُكتب لمن يسعى وبكل جد نحوه الأفضل، ولاشك أن الأفضل هو كل خير يبدأ كـ (نية قلبية)، وينتهي كـ (فعل) يتجاوز حدود القول بالفعل، وبرنامج (كيف أصبحت؟) الذي يُصبح ليبث فينا الأمل، ويبعث فينا حب متابعة ما عدنا لتحقيقه من جديد، يسير بنا كل صباح نحو ضرورة تأمل النعم التي من الله بها علينا، والتفكر فيها بصدق يأخذنا إلى قول (سبحان الله ولا إله إلا الله) ليهون من بعد ذلك كل شيء ولا يظل لنا ومن أمامنا سواه تحقيق الحق وهو شكر الله على كل ما نملكه ونتملكه حتى كنا وصرنا ما نحن عليه، فالحمدلله والشكر لله على كل نعمة نملكها، وكل نعمة لربما غفلناها ولكن بتذكير من (كيف أصبحت؟) تذكرناها وعلمنا وتعلمنا كيف نتذكرها ولا ننساها، لنذكر أنفسنا بها دوماً، فننشغل بها ولا ننصرف عنها إلى ما لا يستحق منا شيئاً. وأخيراً لا يسعني سوى تقديم خالص الشكر وصادقه لكل قائم على هذا البرنامج الطيب الذي يستحق وبكل جدارة وسام شرف على إنجازه العظيم الذي يقدم على تقديمه يومياً حين يُعلمنا كيف نُصبح لنُصبح أفضل، وكيف نُصبح لنستمد منه كل الحب الذي ننشره ونبثه في كل ساعات اليوم (عليها)، حتى إذا رحل اليوم وبنفسه ليعلن الغد نفسه عدنا لنأخذها جرعات: التفاؤل والأمل والحب فنبدأ بها يوماً جديداً نتمنى فيه بلوغ قمة درجات التميز. صدقاً لست وحدي من يسأل الله تفوق هذا البرنامج، ولكن يشرفني تجديد هذا السؤال لأنه (الحق)، والحق أنه يشرفني لأن يكون مني. وفق الله الجميع وصباحكم يشرق بكثير من الأمل والتفاؤل إن شاء الله. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

741

| 11 يناير 2011

قصة الزاوية الثالثة

رائعة هي تلك اللحظات التي يداهمك فيها النصر من كل جانب كنتيجة طبيعية لعمل سعيت نحوه بخططك التي نفذتها وتابعتها خطوة خطوة، ورائعة هي تلك القلوب التي تتابعك بتتبعها لك لتحرص على سلامتك وسلامة خطتك، ورائعة هي تلك المبادرات التي تكون منها (تلك القلوب) كي تعلن دعمها جهراً وعلانية دون أن تحجب عنك تلك المتابعة المخلصة، وذاك الدعم الصادق، وأخيراً كم هي رائعة تلك اللحظة التي تبلغ فيها قمتك لتعلن نجاحك للجميع. الزاوية الثالثة هناك الكثير من الأمور التي يود قلمي البوح بها هنا في هذه السطور وعليها، ولكن لا علم لي إن كان هذا الأمر ممكناً، خاصة وأن جملة من المشاعر قد امتزجت ببعضها البعض لتكون تلك المقدمة التي بدأت بها حديث اليوم، وكنت قد صرحت عن بعضه بآخر حديث جمعني بكم، وهو ذاك الذي كان عن (مشروع الزاوية الثالثة) الذي طلبت منكم متابعته في 1 /1 /2011 ومعرفة ما يحتويه وما يتضمنه ليضمنه، والحقيقة أن حقيقة ذاك المشروع لم تُكشف كلياً حينها، وذلك لإثارة فضول القارئ، وتشجيعه على التفكير بهوية المشروع وما قد يكون عليه، وهو ما حدث فعلاً إذ تجمعت الكثير من علامات الاستفهام حولها تلك (الهوية) بعد أن جمدها الوقت حتى حين، كتب الله لأن يكون بموعده الذي وعدت بأن يكون فيه وبفضل منه، لنعود من بعد ذلك كله إلى حيث كنا وهو السؤال الذي طُرح من قبل: ما هي قصة الزاوية الثالثة؟ إن الزاوية الثالثة هي تلك التي عَرَّفتُها في صفحة الزاوية الثالثة على أنها: قد جاءت لتنفرد بحق الدخول على القراء، ولكن من زاوية جديدة لربما تم إغفالها من قبل، وهي ذاتها تلك التي ستساعدنا على فتح الملف وطرحه لترجمة تفاصيله على صفحة الواقع، ومن ثم مساعدة كل من يسعى إلى تقديم الأفضل على تقديمه. إن وجودنا في هذه الحياة يعني وجود الكثير من الأحداث التي قد نقبل منها ما قد نقبل، وقد نرفض منها ما قد نرفض ولكننا ورغم رفضنا، إلا أننا لن نتمكن من تجاهلها لأنها من الحياة وفيها، لذا فإن كل ما علينا فعله هو التفكير بطريقة سليمة تضمن لنا سلامة النفس من شر تلك الأحداث. إن أول ملف طرحته وبدأت به (صفحة الزاوية الثالثة) هو ملف (المعلم بين المفروض والمرفوض) وهو ما يعكس وضع المعلم الحالي في مضمار التعليم، وهو الوضع الذي تذرف عليه دموع مَن يدركه هذا الوضع، فما يحدث معه هو طحن لطاقاته، وسحق لقدرته على الصبر، والدليل هو ما ورد بتلك القصص التي نُشرت، وتلك التي لم يُكتب لها أن ترى النور لظروف حدود الصفحة، ولكنها ورغم ذلك ستظل معروفة ومكشوفة أمامنا، وكل ما تحتاج إليه هو مَن يتفهمها ليفهمها، والحقيقة إن تلك التجربة التي عشتها مع أبطال تلك الصفحة قد مدتني بجزء بسيط من معاناتهم حرصت على نقله إليكم، بحكم أنكم معنا في هذا المجتمع ومنه، وكل ما يدور لاشك سيشملنا معاً بطريقة أو بأخرى، فإن كان حديثنا الأول عن المعلم وهو ما لست عليه (أيها القارئ)، فلاشك أن من هم عليه بأمس الحاجة لتفهمنا نحن، فلربما يكون حديث الغد عن وضعك لتنتظر من يتفهمه ليفهمك ويعينك بطريقة توفر لك راحة البال. إن التمادي بالحديث أكثر سيأخذنا لطرح ما سبق وأن طُرح من قبل، لذا سنقف عند هذا الحد، ليكون من بعده التالي: في ملفنا القادم من (الزاوية الثالثة) سنطرح موضوع (أمن المجمعات بين استهتار رجاله، وتمرد رواده)، وكل ما نحتاجه منكم هو تفاعلكم معنا، من خلال مراسلتنا بقصص تخدم هذا الملف ليكون طرحها ومناقشتها. وأخيراً هو ذاته ما بدأت به حديث اليوم، والذي يشمل خالص الشكر لوالد الشرق السيد جابر الحرمي، والسيد صالح غريب، وعائلتي الكريمة لتكرمهم علي بتوفير كل ألوان المساندة والمساعدة حتى كانت لي وكما رغبت (الزاوية الثالثة)، لذا ومن القلب شكراً. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

567

| 04 يناير 2011

كي ندرك مسؤولية التقدير2

لا يعيش في الذاكرة إلا ما يستحق البقاء، ولا يستحق (البقاء) سواه ما يملك السبب يبرر بقاءه عالقاً في الذهن، وما ذاك الأخير (الذهن) سواه ما يعكس تلك الخيارات التي تحدد ما نكون عليه بحسب ما يكون فيه، وما ذاك الذي يكون فيه سواه ذاك الذي نتركه ليعيش في الذاكرة، وهو الأمر الذي يعود بنا من جديد إلى نقطة البداية، وهي تلك التي تخبرنا بما يستحق البقاء فعلاً. هناك الكثير من الأمور التي تظل صامدة وإن تعرضت لصدمات تحرص على موتها، كالمعاني الجميلة التي غُرست فينا، والتي يتمتع بها كل واحد منا ولكن بقدر، لا يُقدره حق قدره سواه صاحب الشأن، وبشأن المعنى الجميل الذي سنلقي عليه الضوء اليوم، ألا وهو ذاك الذي كان منا بآخر لقاء جمع بيننا، لكنه لم يكن ليُختم بسبب حاجته الماسة لمساحة أكبر من الزمن، فهي ذات الكلمات تعود لتطل عليكم من جديد من باب التذكير فإليكم: "إن التقدير الذي سنختم به هذا المقال هو من نوع آخر، كان لضرورته التي كانت حين تبعثر تقدير الجهود التي تبددت دون أن يلمحها من يتوجب عليه ذلك، وذلك من خلال الإحساس بها وبكل ما تقدمه وبكل إخلاص دون تردد أو تهاون، فهناك الكثير من الطاقات التي تبادر بالعطاء دون أن تنتظر ثمناً لكم العطاء الذي تكرمت به سواه القليل من التقدير، ذاك الذي تفوح منه رائحة الاحترام. الطاقات التي نخشى عليها المعاناة من شُح التقدير، وما يتبعه من مشاعر تُعيب ذاك الوضع أكثر وأكثر". يعود بنا الحديث هذه المرة إلى نقطة يتوجب علينا الوقوف عليها، وما فعلت ذلك إلا لعظيم شأنها، ولك أن تتخيل كيف يُدهس القلب الذي لا يدرك سواه معنى العطاء؟ حين يعطي ويعطي ويعطي ويستمر بعطائه دون أن يلتفت برأسه ليبحث عن قلب يقدره كـ (قلب التقدير)، الذي يبث فيه من الحماس ما يكفي؛ ليعبر عن مدى تقدير من حوله لطيب ما يُقدمه أياً كان. لن نفر بكلمات التقدير وشحذ التقدير بعيداً عن جوهر الحديث، وهو ما قد يكون فعلاً، لكننا سنكتفي بوضع رموز تذكرك دوماً بضرورة فعل ذلك مع من هم حولك حين يعطون ويبذلون بالعطاء، وعليه فإن لك منا التالي: 1. حين تستيقظ وتستوعب أن هناك من يقدم لك معروفاً، دَون اسمه أمامك على ورقة (ما). 2. خصص من وقتك وقتاً؛ لتعرف ما قد يرضيه منك لتقدمه وبكل حب، دون أن تترد بتقديره، وإن لم تجد من يُقدرك يوماً (ما). 3. نفذ خطة التقدير فوراً، كي تدعم ذاك العطاء لينبض دون أن ينضب. 4. كرر تلك الخطوات من جديد مع قلب لربما سقط من حساباتك سهواً؛ لأنه وإن تظاهر بعدم اهتمامه إلا أن تقديرك له سيشعله فرحاً، وسيبث فيه سعادة لا شك تُرضيه. 5. حين تُقدر غيرك، سيسعى غيرك إلى تقديرك وما تقوم بعمله. عن التقدير وعن تقديري لمعنى التقدير، فلقد رأيت ضرورة تقدير جهود الفاضلة الدكتورة بتول خليفة عن كل ما بذلته، ومازالت تبذله من أجل بث التوعية السليمة في عروق المجتمع؛ لتستمر الحياة، ولكن بشكل أفضل. وأخيراً فإن ترجمة واقع الحياة وما يقع فيها على كل من حولي رغبة قد تجاوزت حدود الرغبة لتصبح واجباً سنلبيه أنا وقلمي من خلال الزاوية الثالثة التي سنطل بها ومن خلالها عليكم بتاريخ 2011.1.1 فكونوا معنا ليكون المعنى منها وفيها، وشاركونا بكل ما يهمكم طرحه لمناقشته، فهي (الزاوية الثالثة) منكم وعنكم ولكم. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

492

| 28 ديسمبر 2010

"كي ندرك مسؤولية التقدير"

التقدير مسؤولية من أهم المسؤوليات التي تفرضها علينا الحياة ليُقبِلَ عليها من سَيَقبل بها متى رغب بفعل ذلك بالفعل، ويتهرب منها ليرفضها من سيرفضها، ففي نهاية المطاف كل واحد منا سيفعل، ولكن بحسب ظروفه التي يحسب حسابها، ليكون بذلك ويَتَكَون السبب الأساسي الذي يُبرر التفاوت الواضح في تقديرنا لما يجري حولنا من حولنا. إن كلمة التقدير ورغم أنها كلمة تحمل ذات الحروف في كل مرة، إلا أنها وكما ذكرت سلفاً تتفاوت وتتغير بحجمها في لحظات عديدة ومع العديد من الأشخاص، لنجد أن هناك من يقدر وبصدق ما يستحق تقديره دون إلحاح ما حوله ليفعل، فالتقدير لا يكون نتيجة تلبيتنا لنداء ضرورة الانصياع، بل هو ما يكون كنتيجة طبيعية تعبر عن رغبة داخلية تدخل عليها الكثير من المشاعر لتكون كما هي في النهاية، فكلمة التقدير تكون حين يكون هناك الكثير من الرضا، يعادله الكثير من الإعجاب، ويتبعهما الكثير من الامتنان، ومن بعد ذلك كله الاحترام، وكل ما من شأنه أن يطفو على السطح ويظهر للعامة بنية التقدير، وعليه فإن التالي هو ما سيكون عن التقدير لتقديره حق تقدير، فإليكم: إن "مسؤولية التقدير" مسؤولية تحتم علينا تقدير الكثير من المعاني الجميلة منها "التمتع بالوطنية"، ولكن من قبلها الوطنية لابد وأن ندرك بأنها لا تعني إظهار مظاهر الفرح والسعادة في يوم "اليوم الوطني" وحسب، بل مسؤولية تتطلب إحساساً بالمسؤولية يفوق حدود تلك الساعات التي نعيشها في ذاك اليوم، فعملك وجدك فيه وبه طوال العام وطنية تلفظ وطنية؛ تربيتك لأبنائك تربية صالحة على مدار الأيام هي وطنية تلفظ وطنية؛ محاسبتك لنفسك وضبطها لصقلها كي تخرج بكل صالح للصالح العام من قبله الخاص وطنية تلفظ وطنية؛ محافظتك على صورتك التي تعكسها أمام العالم لتظهر عظيمة في كل مناسبة هي وطنية تلفظ وطنية؛ قيامك بكل ما عليك من واجبات بإخلاص يغلبه ويغلب عليه الإخلاص لاشك وطنية تفخر بوطنيتها؛ كل صغيرة وكبيرة تنبس بها بحرفية وإتقان وطنية تلفظ وطنية، مما يعني أنك وبتلك الوطنية ستأخذنا لحقيقة حقيقية وهي أنك حين تعمل بوطنية يغمرها الإخلاص والوفاء فإنك ستُثَبِت معنى الوطنية على صدر التاريخ فيغدو الإرث الذي سيرثه من سيكون من بعدنا. إن التمتع بالوطنية حق، والتمتع بذاك الحق لإظهار كل مظاهره واجب، وهو ما يكون منا في "اليوم الوطني"، اليوم الذي نخصصه للاحتفال بتلك الوطنية على الملأ، فيفخر كل واحد منا بإنجازه ويقدمه هدية لهذا الوطن، حتى لنجد تلك الإنجازات وقد تلاحمت في راية واحدة سترفرف عالياً باسم قطر. إن الغاية من كل ما ذُكر هو تعليم الأبناء أن الوطنية لا تكون في يوم واحد وليوم واحد، بل هو العمل وبكل جد طوال العام، فهناك فرق بين أن نقول وبكل فرح: اليوم هو اليوم الوطني، وبين أن نقول وبكل فرح: "اليوم الوطني"، إذ أنه لا يوجد من الأيام وفيها يوما واحدا للوطن، ولكن كل الأيام لك يا وطن. عن تقدير بهجة اليوم الوطني إن مظاهر البهجة كانت رائعة جداً، وستغدو أروع بتسخير بهجة ذاك الحماس؛ لمتابعة التقدم في حياتنا للتقدم والوصول بها إلى قمة القمة. التقدير ولكن؟ إن التقدير الذي سنختم به هذا المقال هو من نوع آخر، كان لضرورته التي كانت حين تبعثر تقدير الجهود التي تبددت دون أن يلمحها من يتوجب عليه ذلك، وذلك من خلال الإحساس بها وبكل ما تقدمه وبكل إخلاص دون تردد أو تهاون، فهناك الكثير من الطاقات التي تبادر بالعطاء دون أن تنتظر ثمناً لكم العطاء الذي تكرمت به سواه القليل من التقدير، ذاك الذي تفوح منه رائحة الاحترام. الطاقات التي نخشى عليها المعاناة من شُح التقدير، وما يتبعه من مشاعر تُعيب ذاك الوضع أكثر وأكثر، والحقيقة أن الخوض في هذا الحديث يتطلب مساحة زمنية أكبر، لربما لا نملكها الآن، وهي الحقيقة التي ستحملني على طلب متابعته ولكن في المرة القادمة، وحتى حين نتمنى لكم لحظات طيبة في ظل كل الخير الذي تسعون إليه من أجلنا ومن أجل الوطن. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

979

| 21 ديسمبر 2010

الحكم عبر الزجاج

يكون البت بالحكم على أي شيء يتطلب حكمنا عليه بعد أن نعيشه بكل تفاصيله الصغيرة من قبلها تلك الكبيرة (أي تلك التي تتجاوز حدود الملامح)، وبعد أن نتعايش معه، ونمر بكل مراحل التعرف به وعليه وإليه، لندرسه جيداً، ونفهمه أكثر فنتفهمه بشكل أكبر حتى إذا ما ودعنا كل ذلك جاء الحكم متمكناً من نفسه ومنا لا يُعيبه ما قد يسعى إلى ذلك، فأي عيب يحوم حوله سيخرق صحته (ذاك الحكم)، ليُقَبِل أرضه ويعلن علته ومرضه، وهو ذاك الذي وإن حدث فإنه سيُثير حالة استنفار لكل حواس العقل فيصدر أمره علينا بضرورة ترك كل شيء والتفرغ فقط لذاك الحكم الذي سبق وأن كان منا، فنعيد فتح ملفه؛ لنتفحصه وندرسه من جديد. لاشك بأن هناك الكثير من اللحظات التي مررنا بها وكانت (قاسية) علينا لحكم صُدِرَ منا وسط ظروف قاسية أجبرتنا على ذلك، وهي تلك الظروف التي تركت فينا رغبة جادة فرضت علينا تجنب المرور مجدداً بالقرب منها تلك اللحظات؛ كي ننساها ولا نفكر (بها وفيها) من جديد، وهو الأمر الذي أدى إلى تثبيت الحكم ليُصبح نهائياً (لا) يقبل بفكرة التراجع عنه، حتى وإن لم يكن صحيحاً، ويبقى السؤال: هل يجوز لذاك الحكم بأن يظل عليلاً ويشكو من علة تعيبه دوماً؟ فيكون ظلمنا للآخرين نتيجة لذلك دون أن ندرك حقيقة ما نفعله بهم؟ هناك وللأسف من يعاني من كل ما تم ذكره سلفاً، ولا يعجبه وقع ذلك عليه، لذا سنقولها له ولكم: لا ضرر من إعادة التفكير بإعادة المرور على تلك اللحظات للتحقق منها Check that zone again فهي ليست محرمة بتاتاً، وما رأيناه سابقاً من زاوية قد يختلف تماماً حين نراه من زاوية جديدة هذه المرة، زاوية ندرسها ونفهمها ونتفهم حقيقتها، وهو كل ما نتمنى منكم جميعاً فعله حتى هذه النقطة، فكل ما بعدها سيأخذنا لتعلم الجديد الذي ستحبون معرفته، وهو ما يمكنني تسميته بحصيلة اليوم. عن حصيلة اليوم إن كل ما ستخرجون به هو كل ما ستحصلون عليه، وسيتم ذكره من بعد هذه الكلمات: 1 - ضرورة العودة بالذاكرة لمراقبة حكم سابق لربما كان منا بحق شخص دون الرجوع إليه للتأكد من الوضع، وهو ما قد يكون على أساس باطل هو (القيل والقال)، ولكم مني كلمة كنت قد ذكرتها منذ زمن وها هو حديثنا اليوم يدعوها لتطل عليكم من جديد: (ما يُبنى على القيل والقال أبداً لا يُقال). 2 - أذهب بنفسك وتأكد من الوضع، فلا عيب من ذلك وفيه بتاتاً، ولكن العيب كل العيب أن نقبل بما يصلنا دون أن نذهب إليه للتحقق من صحته. 3 - غَير موجة تفكيرك، ولتحرص دوماً على دراسة الأمور من كل الزوايا المتاحة أمامك كي تصلك الصورة واضحة لا يحجب حقيقتها عنك أي شيء. 4 - لا تصدق كل ما تراه عبر الزجاج وإن كان واضحاً، فرؤية الأشياء لا تعني معايشتها، واخرج إلى هناك حيث يجب أن تكون، عاصر الأمر ولا تقبل بأقل من ذلك، حتى تخرج كل أحكامك سليمة، فلاشك بأن هناك من يستحق منك ذلك؛ لأنه فعلاً يستحق، جرب ولن تخسر شيئاً؛ لأن كل ما ستقوم به سيُضيف لحصيلة خبراتك الحياتية الكثير، وسيُضفي عليك حكمة لا تُكسب بسهولة، ودون السعي إليها للحصول عليها. كلمات من قلب القلب "منح الثقة ثقة لا تُعطى بسهولة لتُؤخذ بسهولة أيضاً، ولكنها تتطلب الكثير من الإيمان". كانت تلك الكلمات للسيد جابر الحرمي رئيس تحرير جريدتنا الحبيبة (الشرق) لثقته بنا وبكل ما نسعى إلى تحقيقه في سبيل التطوير. من القلب (جزيل الشكر، وخالص التقدير). وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

484

| 14 ديسمبر 2010

من القلب وعبر القلم

انحرف القلم عن مساره قليلاً، لينجرف وبكل حب مع مشاعر القلب نحو محطة لا بد وأن نقف عليها، محطة سلمت نفسي (لها ولقلبي) ليكون الحديث بالشكل الذي توده تلك الأولى، ويعشقه ذاك الأخير، الشكل الذي وَلَّد بداخلي سعادة جعلتني ومن حولي نُحلق عالياً لنحظى بفرحة لا ولم تصفها كلمة، فرحة سمحت للصمت بفرصة تولي زمام الأمور؛ لينصب نفسه علينا (سيداً للموقف)، الموقف الذي توقف فيه كل شيء عن النبض سواها رغبة التحدث عنها تلك المحطة، التي ستمثل أمامكم الآن: إن المحطة التي يشرفني الحديث عنها هي تلك التي ضمنت وتضمنت موضوع (الرحيل) الذي وبرغم أن طرحه سيجمع الكثير من الحزن الذي لا نطيقه بتاتاً لننبذه منذ البداية، إلا أنه هذه المرة (واجب) نقبله وسنتقبله وبصدر رحب، وذلك لنتيح للحياة فرصة متابعة رحلتها من بعده ونحن معها. رحل (نعم) رحل العام الهجري 1431 ليتابع من بعده هذا العام الجديد 1432، الذي حل علينا اليوم ليتابع كل تفاصيله الكبيرة والصغيرة (معنا)، وكلنا فخر به. عن نفسي وحين بزغ فجر هذا اليوم شعرت بفخر امتداد هذه الأعوام لتصل إليه هذا العام، العام الذي نسأل الله لنا فيه تحقيق وتحقق كل ما ضحى من أجله ولأجله حبيبي وحبيبكم رسولنا العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو كل ما جاهد وجد كي يَبلُغنا فَنُبَلِغَهُ مِن بَعدِنا لمن سيكون من بعدنا، وهو ما سيبلغ قمته إن شاء الله متى واصلناه بسلام دون خدشه بسوء ما قد ننبس به من تصرفات. كم هي رائعة تلك اللحظة التي نستيقظ فيها (لنستيقظ فيها قولاً وفعلاً) على صوت هذا العام الجديد وهو يجذبنا نحوه لنُقَبِله، ونُقبِلَ عليه بكل هدف عظيم نسعى إلى تحقيقه لنحققه وبكل عزم أسوة بحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي ظل يقاوم كل ما تعرض له واعترضه دون أن يسلم ويستسلم فخلف لنا كل ذاك الصبر؛ لنرثه نحن ونتابع به حياتنا حتى آخر رمق. من جديد يأخذ هذا العام الجديد أنفاسه اليوم ويستعد ليأخذ مكانه من بعد ذاك العام الذي رحل محملاً بكثير من الأحداث، التي سَيُخَلَّّد معها، ويعيش في (ذاكرة الزمن)، تلك التي نُقلبها فقط لنأخذ منها الفكرة السليمة والعبرة العظيمة. ولكم مني لهذا العام الجديد نصيحة: كن مهتما وبشدة لتغدو متهماً، ويبقى السؤال: وما هي تلك التهمة؟ كم هي لطيفة تلك التهمة حين يخطفك الجد بعيداً عن لحظات الفشل، وحين تأخذك المحاولة إليها من جديد، وحين يغلبك الطموح ليتغلب عليك فتغدو طموحاً بالإكراه، وحين تُجبر على ممارسة حقك بالمتابعة مرات ومرات حتى يصرخ النجاح معبراً (عنه) منك وفيك، فلا شك أنك قد تفوقت على كل العقبات لتتشكل وتُشكل من ذاتك القوية عقبة أمام كل العقبات التي وقفت أمامك من قبل، العقبات التي ستتهمك لتصبح المتهم الأول، وما تهمتك سواها همتك العالية، التهمة التي لا بد وأن تفتخر بها أمام الجميع حين تُتهم بها، فكم هي لطيفة، وكم هو لطيف لأن تصبح متهما (تهمته همته). والآن لعلك ترغب وبشدة معرفة الوسيلة التي سَتُعينك على ذلك، وهي تلك التي سنلخصها لك في نقطة واحدة هي: اشحذ همتك وبهمة دون أن تسلم وتستمع لمن يهوى تحطيمك، وذاك الأخير هو: كل مَن يهوى تحطيم كل قلب يسعى إلى رؤية الحياة بنظرة متفائلة، وهو ذاته من سنقول له: لا تُبدد لحظاتك وأن تسعى إلى تحطيم كل من يرى الحياة جميلة من زاويته الجميلة، ولا تهدر وقتك وأنت تبذل ما تبذل لتقديم أدلة قد تأخذ من عمرك ما ستأخذ دون أن تخرج بالحقيقة التي تود تسليط الضوء عليها، فقط حول نظراتك لزاوية جديدة علك ترى من الحياة ما يجعلك تقبلها وتتقبلها، فالحياة هي كل ما يراه كل واحد منا، وتكون على ذلك مهما كانت الظروف، مما يعني أنها جميلة إن رأيتها كذلك، (نعم) الحياة جميلة، وتستحق منا معاملتها ومعايشتها على هذا الأساس، من خلال شُكر الله على كل ما نملك، والعمل وبجد لتحسينه (ذاك الذي نملكه) بطرق مشروعة شرعها الله لنا، وهو كل ما يتوجب علينا فعله؛ لأن فعله هو ما سيضمن لنا رضا الضمير، الذي لا يُرضيه إلا نيل رضا الله. قبل أن يختم القلب ومن بعده القلم كل ما سبق من كلمات لكم مني التالي: حين يتوافق العمل بالأمل، وتندمج الفكرة الجديدة بالرؤية السديدة، ليتلاحم من بعدها الصبر بالنصر، فلاشك أننا سنخرج لنكون، تماماً كما خرجت قطر بقطر أمام العالم كله (عظيمة) من بعد رحلة عزم عزمت على أن تكون ليكون لها ما يكفي لتفخر به الأجيال ولأجيال متتالية، وعليه فلنتحمل المسؤولية وليكن كل واحد منا قطر. فليوفق الله الجميع لكل خير. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com

642

| 07 ديسمبر 2010

alsharq
الكرسي الفارغ

ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...

4773

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
النعش قبل الخبز

لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...

3303

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
معرفة عرجاء

المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....

2862

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يصنع التاريخ

في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...

2670

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
نموذج قطر في مكافحة المنشطات

يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...

2592

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
ملف إنساني على مكتب وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة

في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...

1407

| 16 أكتوبر 2025

alsharq
أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...

1233

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
وجبات الدايت تحت المجهر

لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...

981

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
وجهان للحيرة والتردد

1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...

948

| 21 أكتوبر 2025

alsharq
القيمة المضافة المحلية (ICV)

القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...

822

| 20 أكتوبر 2025

alsharq
دور معلم الفنون في مدارس قطر

في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...

801

| 17 أكتوبر 2025

alsharq
العنابي يحلّق من جديد

في ليلة كروية خالدة، صنع المنتخب القطري "العنابي"...

765

| 17 أكتوبر 2025

أخبار محلية