رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مقال اليوم لن يحمل اسم شخص دون آخر كما جرت عليه العادة، وذلك لأنه يتحدث وسيتحدث عن شخصية وأخرى تخالفها تماماً، متى توافرت شروط أي منهما فينا نُسبت إلينا تلك الشخصية فكنا من بعدها نحن وما نحن عليه، فإن كانت الأولى هي من تحصد الأحقاد، فلاشك أن الثانية هي من لن تفعل وهي تماماً تلك التي تعرفت على نموذج منها مؤخراً، تسعى وبكل جد لإنهاء ما عليها إنهائه، لذا وبالنسبة لها فإن العمل هو كل شيء، والقيام به كاملاً صحيحاً هو الواجب الذي يستحق موت الآخرين من أجله، وبحكم أنه كذلك فإن ثمن وقوعه أي (الواجب) لا يمثل لها تلك الشخصية أي شيء وإن كان على حساب راحة وسعادة غيرها من الناس.، فكل ما يهم هو إنجاز المطلوب دون مراعاة الظروف وما قد تفرزه بين الحين والآخر من مستجدات يمكن بأن ولأن تعطل سير العمل وتمنع من متابعته لإنهائه في الوقت المحدد والمطلوب، حتى بدا الأمر وكأن الحياة هي مسار عمل وحسب. حقيقة فإننا لن نخرج عن حدود حقيقة أن كل شيء في حياتنا عمل نقوم به لأجر سنحصده، فعطاؤنا وأخذنا وبقاؤنا على قيد الحياة وفيها كله (عمل)، ولكنه ليس ما يستحق سحق من لم يتمه كاملاً صحيحاً كما كانت خطة سيره، ولا يعني ذلك فتح باب التقاعس والتخاذل للآخرين، إنما سلك مسلك الرحمة في التعامل. إن ديننا الإسلامي الحنيف وما ينص عليه يأمرنا بحُسن التعامل فـ "الدين المعاملة"، ولم يكن الدين يوماً "عملاً دونها المعاملة الطيبة" التي ستجنبنا حقد من حولنا ممن حولنا. لابد وأن ندرك بأن الصرامة شيء، والخبث باستغلال حقيقة ضرورة إنهاء العمل صحيحاً كاملاً على حساب من يقوم به هو شيء آخر. (نعم) فرحة إنجاز ما يتوجب علينا إنجازه عظيمة، ولحظة الوصول إلى القمة رائعة جداً، والتباهي بالسُلطة ممتعة أحياناً، ولكن بلوغ ذلك بالضغط على من ينجز العمل هو الظلم بعينه، الظلم الذي يُولد في النفوس قهراً، يجعلها تعمل ولكن على مضض، وتؤدي ما تمقت، لتضمر عكس ما تُظهر، وهو ما يضمن ويتضمن (الحقد) الذي وإن بدا صغيراً إلا أنه سرعان ما سيكبر، خاصة وإن وجد له سبباً يُُغذيه جيداً، كاستمرار الضغط دون رحمة تأخذه لحقيقة أنه (الظلم) وهو ما ذكرناه سلفاً. ما أجمل أن ننجز ونعمل كفريق متكامل، نعمل وبحب ظاهراً وباطناً، كي نضمن تناغم العلاقات الطيبة، دون أن نُولد في نفوس البعض منا سبباً يُحملها على الحقد، الذي سيجبرها تلك النفوس على تمني زاول النعم التي ننعم بها، والتخطيط سراً لنجاح ذلك، وضمان وقوعه دون أن نشعر به بتاتاً، حتى ومتى حان الوقت كانت المصيبة التي ستعوضها تعب كل الأيام الماضية، وهو التعب الذي سيقع علينا نحن؛ ليثير سعادتها. إن أي عقل سوي وأي قلب خالٍ من النقص لن يقبل بذلك؛ ولأنه كذلك فإنه لن يسعى إلى توفير أي سبب يمكن لأن يُولد الأحقاد التي لن تلاحقنا ونحن على الأرض فحسب بل أنها ستمتد إلينا ونحن تحت الأرض. تخيل إن أخذ الله أمانته ولازال على الأرض من يدعو عليك لا (لك) كيف سيكون الوضع حينها؟ وهل هي هذه الثمرة التي كنت تود حصادها؟ لاشك ليست تلك هي الثمرة التي ستود حصادها؛ ولأنه كذلك فإليك السبب الذي يتوجب عليك تجنبه لضمان سلامتك من حصد الأحقاد: لا تظلم، ولا تتباهى بظلمك للغير أمام الغير. ولاشك لازال للحديث بقية. Salha_202@hotmail.com
767
| 05 أبريل 2011
هي طبيعة هذه الحياة، وضريبة الوجود فيها بأن نجرب كل ما تفرضه علينا، وإن رفضناه، وذاك الأخير هو ما نعيشه، ونشعر به حين تضيق بنا الدروب لتُضيق علينا الخناق قبل أن نصل إلى ما نسعى إليه، ليكون من بعد ذلك قرارنا الذي لن يخرج عن حدود تلك الخيارات المحددة والمحدودة: فإما هو الاستسلام، وإما هو العزم وحُسن المتابعة، وعن هذا الخيار الأخير الذي يُشرفنا اختياره، فلاشك هو حديثنا اليوم إن شاء الله؛ لأنه ما نحب لأن يكون منا، تماماً كما كان من (أم خالد)، وهي تلك الشخصية التي يتشرف المرء بالتعرف عليها وإليها، للتعرف على كيفية تقليص الأمور فتبدو أصغر من حجمها الذي ظهرت به أمامنا. (أم خالد) هي شخصية مثابرة جداً تمثل المرأة القطرية المكافحة، يجذبك إليها عزمها على تكريس كل لحظاتها للتعلم في سبيل كسب الجديد والمفيد دوماً، فلا تقف العواقب أمامها لتُجمد تقدمها وتثبتها حيث هي بتاتاً، والدليل أنها حصدت تقدماً أكاديمياً عالياً رغم وجودها وسط ظروف عائلية صعبة جداً منها بل وعلى رأسها: ذاك الزوج الذي يتحكم به وفيه (حقده الدائم عليها)، وهي المصيبة التي تعاني منها الكثير من الزوجات اللاتي يحلمن بتحقيق كل أحلامهن البريئة، ولكنه ما لا يكون لهن بسبب الحقد الذي يكنه لهن أزواجهن، والذي يصدر عنهم لنقص يعانون منه، فتجدهم بذاك الحقد يتوجهون نحو ظلم زوجاتهم وبصور عديدة قد تبدأ بالتهديد، وتنتهي بالاعتداء الجسدي عليهن، والتعدي على إنسانيتهن، وهي تلك المراحل التي شهدتها (أم خالد) وهي في طريقها نحو تحقيق حلمها بالنجاح، ولكنها ورغم ذلك لم تذبل أمام تلك الحياة، بل صمدت معتمدة على الله في كل صغيرة وكبيرة، مستمدة قوتها منه وحده، والجميل في هذه الشخصية الرائعة (أم خالد) أنها كانت تحول وقع كل الضربات التي تلقتها لطاقة كانت تشحنها كل الوقت، فتبقى من بعدها واعية للتأكد من أن خطتها تسير في المسار الصحيح دون أن تنحرف عن جادة الصواب. بالنسبة لشخصية كشخصية (أم خالد) فإن حقد زوجها وشريك حياتها لم يكن العقبة الوحيدة التي واجهتها، ولكنه وفي الوقت نفسه كان الأكبر والأخطر، فكم هي معقدة تلك الحياة التي يشاركك فيها من لا يحمل لك في قلبه سوى (الحقد) الذي يسعى به إلى حجب رؤية المصير المشترك الذي يجمعكما ببعض، فهي تلك الحياة المشتركة ما تتطلب وعي كل الأطراف لضمان سلامتها دوماً، وضمان سلامة كل ما يتطلبه درب الوصول. وأخيراً (نعم) لم ندخل بتفاصيل حياة (أم خالد)، ولكن عكسنا جانباً مهماً من حياتها ألا وهو (تحملها لكل العقبات التي واجهتها بطريق النجاح وعلى رأسها عقبة التعايش مع من لا يمكن التعايش معه بسبب حقده الكبير)، وهو الأمر الذي تعاني منه الكثيرات وكما ذكرت سلفاً، ولكن الفرق أن هناك من خارت قواها في منتصف الطريق وحتى من قبل أن تتمكن من معرفة الشكل النهائي لحلمها، ولتلك الأخيرة فهي رسالتنا الأولى اليوم: فلتكن (أم خالد) هي الصورة التي تستحق لأن نسعى إلى محاكاتها، (نعم) قد يستنفد حقد من نحب كل طاقاتنا، ويقتل رغبتنا لمتابعة ما كنا نسعى إليه، ولكن (لا) لا يستحق ذاك الحقود منا الاستسلام وبكل سهولة والتخلي عن كل أحلامنا. أما رسالتنا الثانية فهي لذاك الحقود أياً كان وضعه بيننا: الحقد آفة تبدأ منك وتنتهي بك وفيك فالحذر الحذر. وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.co
533
| 29 مارس 2011
حين تعود الحياة إلى صوابها من بعد فترة تكون لكسر (النمط اليومي) الذي يسير عليه يومنا، وتسري عليه وعلينا كل ظروفه وشروطه، ينتابنا الملل، ويغلب علينا الضيق، حتى وإن حاولنا التظاهر بمظاهر الفرح، لنخبر من حولنا بأننا بخير، وبأنها وبلاشك مرحلة جديدة يغلبها النشاط، (نعم) ينتابنا الملل، ويشعر منا من يشعر بأن هناك ما يجبره على متابعة الأمور التي بدأها، فلا تظل معلقة، ولكن ورغم وجود ذاك الشيء الذي يخلق فيه ذاك الإحساس إلا أننا نجده وقد بدأ بإفراز تلك المدعوة (شكوى)؛ وذلك لأن إفرازها أمر وارد يرد علينا كنتيجة طبيعية لوقع الضغوطات، ولكنه يختلف وفي كل مرة بحسب من يفرزها تلك الشكوى، ولأنها أي (الشكوى) تأخذ حيزاً من حياتنا، فلقد رغبت لأن يُخصص حديث اليوم فيكون عن خالتي (نصرة). منذ سنوات مضت كتب الله لي فرصة الالتقاء بهذه السيدة الطيبة، وهي أم صديقة مقربة مني جداً، دخلت علينا ذات مرة بملامح جادة حادة أجبرت علامات الخوف على الرقص فوق رأسي، فكانت النتيجة أن مساحات الحديث بيننا لم تكن لتتجاوز حدود السلام، ولكن بمرور الوقت، وبحكم (امتداد العلاقة)، فلقد تمادت المعرفة على حدودها، وصرنا نتحدث أكثر وأكثر، لتظهر بذلك حقيقة تلك الإنسانة التي اختفت حلاوة روحها خلف تلك الملامح (الجادة الحادة). لم تكن خالتي (نصرة) بتلك الصورة التي رأيتها عليها منذ البداية، ولكنها صارت كذلك نتيجة تحملها لضغط ظروف الحياة، التي تقبلتها بكل صبر، (الصبر) الذي نملك منه بعضه وتختلف درجته من شخصٍ لآخر، ولكنه يكاد يكون معدوماً لدى البعض، (نعم) هو كذلك، إذ أن هناك من يستيقظ يومياً ليندب حظه، ويبكي على الدرجة التي بلغها، معلناً تذمره وسخطه على الجميع، وكأنه يسألهم الابتعاد عنه حتى تهدأ نفسه، هذا إن هدأت فعلاً ليهدأ من بعدها، فالمشكلة الحقيقية بالنسبة لهذا الشخص تكمن في أنه في كل مرة وفق حساباته الخاطئة يحسب أن التذمر سيمتص غضبه، وأن تَحَمُل من حوله لـ (تقلب مزاجه)، وانحداره لتلك الدرجة التي قد لا يطيقها (هو) ما هو إلا حقه الذي يستحقه منهم، وواجبهم الذي لابد وأن يكون، حتى وإن تسبب فعله ذلك بجرحهم، ليأخذهم في نهاية المطاف إلى الابتعاد عنه. هناك الكثير ممن يعانون كذاك الشخص، ولا تقف معاناتهم عليهم ولكنها تمتد إلى من حولهم. تخيل إن كان هو هذا وضعك، فكان أن حاصرتك الظروف الصعبة من كل جانب، فما هو فعلك حينها؟ لقد تعرضت خالتي (نصرة) لكثير من الضغوط، لكنها رغم ذلك لم تكن إلا لتنطق بهذه الكلمات: (الحمد لله على كل حال)، حتى انها برغم تدهور حالتها الصحية، ومصارعتها لـ (مرض السرطان) المتمكن من كل جسدها الذي نكاد بالكاد نراه ما زالت تكررها تلك الكلمات (الحمد لله على كل حال). أيها القارئ لربما لا تعرفها خالتي (نصرة)، ولا تعرف المعاناة التي نتحدث عنها، لكنك بلاشك تواجه من المشكلات ما قد يقتل قدرتك على مقاومتها، ولربما يصل بك الأمر لحد البكاء والتسليم، فإن حدث لك ذلك متى حدث، فإن كل ما نريده منك هو تذكر خالتي (نصرة) وكل من يعاني معاناة لربما تتقلص معاناتك خجلاً أمامها؛ لأنه يحمل من الأمل ما يوازيه من الألم فلم يُسلم، بل على العكس قاوم، وكانت مقاومته أكبر منها مقاومتك وأنت الصحيح. وأخيراً تذكر: أن كل مشكلة تكون ويكون من قبلها (الحل)، وكل حل وُجِدَ لينتظر قلباً يبحث عنه وبصدق كي يكون. وفق الله الجميع، وكتب الفرج والشفاء لخالتي (نصرة) ولكل مسلم اللهم آمين. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
798
| 22 مارس 2011
أنا كاتبة ولست كاذبة، والفرق بين تلك الأولى وهذه الأخيرة هو أن الكاتب يكتب لتعيش كلماته وإن مات، بينما الكاذب يكذب ليعيش (هو) ظناً بأنه لن يموت. لقد وعدتكم ومنذ مدة بتغيير مسار كتابة المقالات، وهو ما كان مني حينها وحتى حين، ولكن ما نشهده هذه الأيام (هذه الأيام) من أحداث يجرفنا نحوه التحدث أو حتى التحسر على بعضها تلك الأحداث، التي صارت تنهال علينا الواحدة تلو الأخرى؛ لتمتحن صبرنا على كم البلاء الواقع علينا، ولو سرد القلم قليلها لكان شهيداً، فهي عظيمة ولا يُستهان بها. والحقيقة أن الكاتب يكتب ما يهون به على القارئ، خاصة حين يدلي بكلمات يكون فيها ومنها ما يحتويه بطريقة تقنعه دون غيره. إن مهمة كتلك تصعب لمسؤوليتها الكبيرة التي تقع على عاتقها، فنحن حين نكتب لا نكتب ليقرأ القارئ ما سيكون منا فحسب، بل نكتب ما قد يفسر ويبرر له بعض الأمور الصغيرة التي وإن تم تجاهلها فإنها ستكبر لتتعقد أكثر من قبل. بَلغتني إحداهن أن ما يدور حولها من أحداث يؤثر عليها لدقائق تنتهي بمجرد أن تفر بنظراتها نحو واقعها الذي تعيشه، فالأمر بالنسبة لها كالتالي: ما يقع علي فهو الواقع، وما دون ذلك فإنه لا يمت لي بصلة. فكأنها خرجت بتلك الكلمات؛ لتُخرج نفسها من سلسلة الأحداث الواقعة، فلا يشغلها سواها، وهو الحال مع غيرها ممن يميلون إلى ذلك؛ لتجنب صرف تركيزهم في أمور أخرى لن تضيف عليهم جديداً يستحق لأن يكون، وهو الأمر الذي يستحق الوقوف عليه قليلاً؛ لتصحيح ما يستحق التصحيح. (نعم) قد يكون صرف تركيزنا عن واقعنا والأمور الواقعة فيه ومنه هو تبذير لحقوقنا، التي تستحق كامل التركيز على كل صغيرة وكبيرة في حياتنا؛ ليكون الجهد المطلوب في مكانه الصحيح، ولكن ذلك لا يعني أن بذل القليل منه في الشؤون الخارجية التي تخرج عن نطاق (كل ما هو خاص) هو أمر لا يستحق لأن يكون، فوحده التركيز على ما يخصنا يجعلنا في عزلة عن العالم الخارجي الذي يتصل بنا ونتصل به، وذاك الاعتقاد الخاطئ بأن (تجاهل ما يحدث سيُبعده عنا) لن يفيدنا بتاتاً، وهو ما يتداوله البعض، لتكون النظرة الأنانية الخالية من المسؤولية في زمن ينشدها تلك المسؤولية وبشدة، (نعم) هو كذلك، إذ لا يستحق الأمر منا الجلوس حيث نحن ومتابعة الأحداث بدم بارد يعكس تبلد القلوب التي ما عادت قادرة حتى على التفاعل مع الأحداث الخاصة بها. المصائب والمتاعب التي تدور من حولنا تمسنا أيضاً وإن لم تلامسنا بمعنى وقوع ضررها وبشكل صريح علينا، والتفكير بمساعدة الآخرين هو واجبنا، ولم يكن يوماً مضيعة للوقت، وكل ما يخرج منا لهم سيعود إلينا من جديد. خلاصة القول: صرف التركيز وتوزيعه بحسب تصنيف الأولويات هو شيء يختلف تماماً عن حبسه في دائرة تخلو من المسؤولية. وأخيراً: رحم الله الجميع وغفر لهم ولنا، اللهم آمين. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
721
| 15 مارس 2011
بين الحق والحقيقة سنكون اليوم، فهو الحق بأن نُكمل ما سبق وأن بدأناه، وهي الحقيقة ما سنتحدث عنها من جديد، (الحقيقة) التي كانت عن (سارة)، تلك التي فَجَرَ الحديث عنها فضول الكثير، فكان أن بادرني كل من جمعت الظروف بيني وبينه بسؤال هو: من هي سارة؟ وهو السؤال الذي سيتطلب منهم، ومنك أيها القارئ التعرف على هذه الشخصية الرائعة شخصياً، أو من خلالي ومن خلال ما سيكون عنها مني في هذه المساحة المُتاحة. سبق وأن ذكرت في مقالي السابق أني قد تعلمت الكثير من (سارة) بعبارة كانت كالتالي: (حين أفكر في (سارة) أجد أني تعلمت منها الكثير، كالعمل والجد في ذاك العمل لبلوغ قمة النجاح، وهو ذاك الذي حققته وهي في غرة شبابها وبفضل من الله، ولا يقف ما تعلمته منها عند هذا الحد فحسب بل ان هناك ما يسرني ذكره ويطيب لي)، هذا ما كان مني حينها، (نعم) هو كذلك، و(نعم) هناك ما يسرني ذكره ويطيب لي، عن هذه الشخصية التي لم تتمكن من رؤية نفسها جيداً، ومن عساه يرى نفسه كما يراه غيره من الناس؟ حين قَرأت (سارة) عنها، فعلمت كيف تكون (هي) من وجهة نظري، شَعَرت بالفخر، واشتعل فيها الحماس أكثر من ذي قبل، لتُعلنها وبصريح العبارة: سأبذل قصارى جهدي كي أعطي أكثر (وكأنها لم تفعل يوماً، ولم تخلص، ولم تقدم شيئاً أبداً). بالنسبة لي وحين علمت برغبتها تلك، فلقد فرحت لها، وحزنت وبنفس القدر أيضاً، فرحت؛ لأنها تجاهد بجدها الذي يكون منها وستظل كذلك، وحزنت؛ لأنها تُجهِد نفسها كثيراً، رغم أنها بأمس الحاجة للراحة (التي ولربما لم تجربها منذ زمن لا يمكنني قياسه)، فهي تعمل هنا وهناك، في العمل وفي البيت، ولا نقصد بالعمل (العمل في مضمار العمل) بل البذل والعطاء في كل خطوة تكون منها، تخيل أنك تعمل في مكتبك؛ لتنجر ما لك وما عليك، ولا يقف ذلك عند هذا الحد فحسب، بل انك قد تتمادى لتعمل وتنجز مهام غيرك، دون أن تسعى من وراء ذلك للحصول على (كلمة شكر)، الكلمة التي وإن توافرت لك لرضيت بها، وإن لم تكن فلن تتوقف حياتك هناك، بل انك ستسعى وستسير نحو الأمام، تلك هي (سارة)، نعم تلك هي، تعمل في العمل، وحين تعود إلى البيت تعمل أيضاً، والجميل أنها تفعل ذلك وبكل حب، فلا تتذمر من العطاء أبداً، بل على العكس بدا لي وكأنها تعيش من خلاله، والحق أني قد حاولت جاهدة لمعرفة تفاصيل أكثر من حياتها الشخصية وعنها، وعن ذاك الذي تفعله غير العمل، ولكن بدا الأمر صعباً جداً؛ لأنها حرصت على أن يظل ما تُخفيه كما هو، حتى أنها قد قالت لي وحين سألتها عن أمور أخرى لربما يحب القارئ معرفتها كما أفعل: لا جديد لدي، فكلنا نعيش ذات الظروف التي تختلف نتائجها بحسب ما نكون نحن، وما يكون منا. ما كان ليكون الظلم مني يوماً، وهو الظلم بأن أنهي قصة (سارة) التي لن تنتهي بالنسبة لي، غير أنها لابد وأن تنتهي على هذه السطور؛ لتكون من بعدها قصة جديدة تحمل لكم جديداً مفيداً إن شاء الله، ولكن ومن قبل ذلك لكم ما تعلمته من (سارة): حب العطاء والعطاء وبكل حب، فالصبر على كل ما تفرزه الحياة مهما كانت درجة صعوبته وسماكته، وأخيراً كرم أخلاقها رغم شُح المواقف. لم يكن ما ذكرته عن (سارة) هو ما سعيت لأن يكون مني منذ البداية فهناك ما يستحق لأن يكون ولكن لها ولمن تمثله (سارة): شكراً (لكم) العطاء الذي تحرصين على حياته، ولكن هي أنتِ من تستحق هذه الحياة وهذا الحرص عليها؛ لأنها وإن دُمرت فمن عساه يُعيدها إلى ما كانت عليه؛ لتعودي أيضاً وكل ما كان كما كان؟؟ فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
431
| 08 مارس 2011
من الصعب جداً أن تعكس للآخرين ما تراه كما تراه تماماً؛ لأن الأمر يتطلب دقة شديدة برسم كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وقدرة عالية على بث الألوان المناسبة في تلك التفاصيل لتظهر أمامهم بالصورة التي ظهرت بها أمامك، فما يصل إليك حين تنظر لترى ما تود رؤيته، قد لا يصل إليهم ليتمكن منهم كما تمكن منك فيما سبق، ولكن لا ضير من المحاولة التي ستنجب جديداً مفيداً، فهو الجديد والمفيد ما نسعى إليه دوماً هنا في هذه المساحة، لذا فإنه وبلاشك ما سيكون منا، خاصة أن الأمر يتعلق بالوعد الذي كان مني حين بَلَغتُكم في لقاء سابق جمع بيني وبينكم عن رغبتي بتغيير مسار مقالاتي نحو الكتابة عن الشخصيات التي ستظهر لي في هذه الحياة، بطريقة موجزة لن تختصر كل حياتهم فنظلمهم بذلك، بل ستمتص لكم الفائدة المرجوة من الحديث عنها تلك الشخصية المُختارة بطريقة رغبت لأن تكون عشوائية، لا تخضع لمقاييس معينة بتاتاً، حتى لا تجبر الحديث على التقيد بلون دون غيره؛ لينتهي الأمر بصورة مكررة وفي كل مرة. كنت قد لَمَحت وفي المرة السابقة بأن حديث اليوم سيكون من نصيب شخصية فرضت عليّ ظروف العمل التعرف إليها، ولا يعني ذلك أني ما كنت لأفعل، ولكن أحياناً نجدها الظروف وقد فرضت علينا شخصيات لربما ما كنا لنعرفها لنتعرف بها وإليها إن لم تكن تلك الظروف. شخصية اليوم اسمها (سارة)، ولقد وقفت ولدقائق حين همست حروفي باسمها على السطور؛ لأفكر جدياً في السبب الذي دفعني للكتابة عنها اليوم، فوجدت أنها تستحق ذلك؛ لأنها تمثل شريحة من شرائح المجتمع سندعوها بـ (القليل الكثير، والكثير القليل)، وهو الاسم الذي لم يُطلق من فراغ، بل من الواقع الذي وقع عليها تلك الشريحة، التي ستمثلهم (سارة). (سارة) من القلة التي تعطي الكثير من أجل البقية، فتجدها تعمل وبجد لتنجز كل الأعمال التي تنحدر تحت قائمة مسؤولياتها، وتحت قائمة مسؤوليات غيرها ممن يفتقدون إلى المسؤولية العالية كتلك التي تملكها، الأمر الذي خلق فيها نوعاً من الاستعداد الدائم لمواجهة كل الظروف أياً كان نوعها، (الاستعداد) الذي يأخذ منها، ومن راحتها كل الوقت (كل الوقت)، ففي العمل هي تعمل من أجل صالح العمل، وفي طريقها إلى البيت هي تعمل، وفي البيت هي تعمل، وفي الطريق من البيت إلى العمل هي تعمل، حتى في سفرها بعيداً عن مقر العمل ولغير العمل هي تعمل أيضاً، وكل ذلك بسببه إحساسها العالي بالمسؤولية الحقيقية، ذاك (الإحساس) الذي يغيب عنا أحياناً حين نحتاج لأن نرتاح قليلاً، ونحظى بوقت يكون لنا فقط دون أن يشاركنا فيه غيرنا، الوقت الذي يكاد ينعدم من قاموس (سارة) وهو الذي نعرفه بـ (ME TIME)، وهو أيضاً ما يأخذ كل واحد منا بعيداً عن زحام العمل، وصخب الالتزامات اليومية، كي نفر بما تبقى (منا) (لنا)؛ لننعشه ونجدده ومن ثم نعود من جديد لما كنا عليه. لقد فكرت ملياً بـ (سارة) وبعشقها للعمل، وبحثت في نفسي عن سر ذلك، فوصلت إلى أنه ولربما يكون منها تلبية لـ (رغبة الإصلاح بتغيير الأوضاع) للأحسن، ليكون ما يجبرها على العمل دوماً، والعمل في عرف كل حكيم هو ذاته (العطاء)، مما يعني أنها تعطي كل الوقت، ولكن (سارة) ومن تمثلهم تعطي ليخرج عطاؤها للآخرين دون أن تعطي روحها ما تستحقه بشكل يليق بها، (نعم) هي جميلة لحظات العطاء، ولكن الأجمل منها هو أن يكون لنا من ذاك العطاء ما يشملنا أيضاً. حين أفكر في (سارة) أجد أنني تعلمت منها الكثير، كالعمل والجد فيه ذاك العمل لبلوغ قمة النجاح، وهو ذاك الذي حققته وهي في غرة شبابها وبفضل من الله، ولا يقف ما تعلمته منها عند هذا الحد فحسب بل إن هناك ما يسرني ذكره ويطيب لي، ولكن وكي نحترم هذه المساحة المتاحة بعدم تجاوزها، فإن (متابعة ما تبقى من الحديث) ستكون حين نلقاكم من جديد إن شاء الله. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
486
| 01 مارس 2011
(كل ما يأخذ حيزاً جديداً من الواقع فهو (الجديد) الذي سينطق به الواقع؛ لينطلق منه نحو التغيير)، وفي الحياة من تأسره فكرة ذاك (الجديد)، فيسعى إلى الجديد من الأفكار دوماً كي يكون في المقدمة حيث تكون تلك (الأفكار)، التي سيكسب (بها) و(منها) رونقاً ستجعله مشعاً ولفترة تُحسب له وستظل كذلك، وهو ذاك الذي وإن حدث فإنه سيتطلب منه ترقب الجديد فالسعي خلفه، مع تجاهل لـ (قديمه) سيبدأ بسيطاً، ولكنه سرعان ما سيتورم، (القديم) الذي قد يغدو دون فائدة بالنسبة له؛ لأنه ذاك الذي يتحدث عن زمنٍ مضى وانقضى ومنذ زمن، (القديم) الذي يُعرف على أنه (Old)، وهو ذاك الذي قيل عنه: Old is gold، ولكن لا يدرك البعض متى يكون ذلك، أو بالأحرى كيف يكون ذلك؟. حديثنا اليوم ليس عن ذاك (القديم) فحسب، ولكنه عن الجديد الذي نضمن نجاحه حين يتلاحم والقديم بشيء (ما)، وهو ذاك الذي يستحق منا البحث عنه لإظهاره من جديد بطريقة مختلفة تعكس تطوراً طرأ عليه؛ لنأخذه ونأخذ به في حياتنا التي تحتاج لوسائل جديدة تعيننا على إدارتها بشكل سيدر علينا وفي نهاية المطاف كثيرا من (الرضا). اليوم وبعد أن بلغت هذا العمر الذي بلغته وهذا العمود، وبعد أن مضى منا ما مضى ونحن نكسب كل يوم شرف متابعة جديدة (نسأل الله لها ومنها كل الفائدة) فلقد قررت بأن نطل عليكم أنا وقلمي بجديد سيكون من خلال عرض كل ما سنتعرض له في هذه الحياة من (شخصيات) تُكسبني كل الفائدة التي أتمنى لكم منها تلك الفائدة أيضاً. من جديد فإن ما سنكتب عنه أنا وقلمي لاشك هو ذاك الذي يستحق لأن يُكتب، ويُقرأ، ومن ثم يُؤخذ منه ما سيُؤخذ من فائدة، مما يعني أن كل شخص ستتوافر فيه معرفتي به، وحُسن ما يملكه من ذاك الذي يستحق لأن يُنشر، فإنه وبلاشك سيُنشر ليرى النور، (النور) الذي نحتاجه كي نرى، وننظر ما حولنا من حولنا بشكل يتيح لنا معرفة الصواب من الخطأ، ويُبيح لنا فهم ما تكون عليه الأمور التي قد يكون منها ما غابت عنا فكرة رؤيته، والنظر إليه من قبل. وأخيراً لقد كانت هذه الكلمات التي تقدمت هذه الكلمات مقدمة لبداية جديدة، ولمسار جديد سنسلكه معاً، ولكم يسرني بأن نبدأ بشخصية فرضت علي (ظروف العمل) ضرورة التعرف عليها، للتعرف من بعد ذلك على خصلة جديدة، وهو كل ما سيكون في المرة القادمة حين نلتقي من جديد، وحتى يحين ذاك الحين لك مني أيها القارئ التالي: قد تمضي دون أن تدرك ما يمضي من حياتك، وقد تسير وأنت غافل عن تلك اللحظات التي تسري بعروق الزمن، لتصل وفي نهاية المطاف لنقطة لربما تقف عليها بعد أن تستوقفك علامات التعجب لتسأل: كيف وصلت إلى هنا؟ ويبقى السؤال: إن فعلت وكان بالفعل لك هذا، فماذا ستفعل؟ فلتكن إجابتك منك ولك، وإن شئت فلتصرح بها لمن حولك؛ كي تكون العبرة. وليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
480
| 22 فبراير 2011
الحياة "مدرسة من المواقف" نتعلم منها ما يعلمنا كيف نعيش فيها.. وكل ما نمر به، ونحصل عليه من تلك المواقف التي نعيشها نخرج به إلى مواقف أخرى جديدة تنظر إلينا وتنتظر منا رداً يليق بها؛ ليكون منا ما سيكون في الوقت المناسب، حتى ومتى انتهينا منه ذاك الرد عادت الحياة إلى ما كانت عليه، ومضى كل شيء في حال سبيله، ليقول لنا الوضع: (Life goes on)، وهي هذه الكلمات ما تستحق منا (تصديقها)، فمهما واجهنا من مواقف ستفرزها هذه الحياة، ومهما كانت ردود أفعالنا نحوها إلا أننا وفي نهاية المطاف سنعود لنقول: (Life goes on)، فهو هذا وضعها، وستستمر كذلك وإن شعرنا للحظة بأنها قد تجمدت. مع زيادة سرعة دقات الحياة، والانجراف نحوها مسؤوليات العمل، نبتعد ودون أن نشعر عن أمور مهمة جداً، وكبيرة جداً، ولكن ولتمدد مساحة البُعد نجدها وقد تقلصت وصارت بلا ملامح، وتكاد بالكاد تُعرف، والدليل أننا لو خصصنا من وقتنا وقتاً لا يتجاوز الدقائق لندون فيه بعض تلك الأشياء التي ما عدنا نجد (لنا) (منا) وقتاً لنقوم بها، لاكتشفنا بأن هناك الكثير مما نريد فعله فعلاً، ولكنه يتبخر قبل أن يكون في عالم تغلبه الالتزامات العملية، إلا إن كانت الحاجة إليه، (الحاجة) التي وكلما اشتدت كلما كانت فرصة قيامنا بتلبيتها أكبر. الآن وفي هذه الساعة التي أدرك بأنها ليست متأخرة (أبداً) لاستغلالها وبشكلٍ جيد في تحقيق بعض تلك الأمور التي لم نحققها، وجدت نفسي وقد دونت رغبة شديدة وملحة، وقررت تخصيص بعضاً من وقتي لتلبيتها، وتمنيت ومن أعماق قلبي بأن يفعل كل قارئ يتابعني ذلك، وقبل أن تسألني أيها القارئ وتقول: ولم أفعل؟ سأجيبك بسؤال آخر: ولم لا تفعل؟ إن الحياة سلسلة من الالتزامات، تسير وفق خطة معينة مفادها (الأهم أولاً)، ولكنها لا تفرض علينا اتباعها بأدق تفاصيلها وكما هي كل الوقت، فلاشك هناك بعض الأمور التي سَتَجِد وستنحرف عن مسار الخطة؛ لتبحث عن نفسها وعنك في مكان آخر يليق بتلك الأحداث الجديدة التي ستطل عليك، حينها ومتى كان ذلك، فإن كل ما سيكون منا هو محاولة معالجتها بسرعة خارقة (فقط)؛ كي ننقذ ما نستطيع إنقاذه من الأعمال، التي ستكون من الأولويات، (تلك) التي ستكون وسيكون من بعدها ما بعدها دون أن نكون نحن، لنقف ونسأل: وما هو العمل؟ هناك الكثير من الأمور التي وبلا شك ستأخذ المرتبة الثانية دوماً، وما سيحدث أنها ستظل هناك، وسنقنعها بأنها ستكون وستحظى بالمرتبة الأولى، وستفوز بها يوماً (ما)، وهو الفوز الذي ولربما قد يكون وقد لا يكون. وبكل صراحة حين تفكر بتلك الأمور وتحسبها ستكون يوماً (ما)، دون أن تسعى إلى فعل ذلك، فلاشك بأنها قد لا تكون أصلاً، والمصيبة إن كانت المرتبة الثانية من (نصيبك)؛ لأنه وإن كان فإنك ستعيش لتُنهي كل الأعمال التي لن تنتهي وإن انتهت حياتك، فإن كان فهل هو هذا الذي كنت تخطط له منذ البداية؟ بالطبع (لا)، لذا نقولها لك وبكل صراحة: تفرغ لنفسك، ولتلك القائمة التي تستحق منك القليل، ذاك القليل الذي سيجود عليك بالكثير من الراحة، والكثير من الأمن، والكثير من السعادة، فلاشك أنت بحاجة كل ذلك لتعطي وأنت سعيد به ذاك العطاء، الذي سيتلقاه غيرك وهو أكثر سعادة منك. وبعد؟ لك مني التالي: خصص بنفسك وقتاً لنفسك، واستمتع بما حولك، وضع خططاً تبقيك سعيداً وإن كللتك الهموم، وتذكر بأنك وإن كنت سعيداً فسيكون من حولك كذلك إن شاء الله. وأخيراً، فليكن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل شيء. وفق الله الجميع لكل خير. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
730
| 15 فبراير 2011
ينتعش صندوق (الرسائل الواردة) الخاص بي بين حين وآخر بتلك الرسائل التي تصلني؛ لتعبر عن أصحابها الذين يختلفون بحسب خلفياتهم التي يأتون منها، لتكون النتيجة هي تلك الرائحة الجميلة و(الخاصة) التي تنبعث منها لتميز كل رسالة عن غيرها، ولتبعث فيني بعضاً من ذاك الذي تَمَلَّك صاحبها حين كتبها، وأرسلها لي، ومن جملة الرسائل تلك كانت جملة رسائل كتبها كاتب اعتاد مراسلتي بكل جديد، حتى ومن قبل أن تطأ كلمات مقالاته سطح الصَحيفة، وهو الشرف الذي يُشعلني شرفاً وبكل أمانة، ولأنها الأمانة ما تتطلبها مهنتنا الإنسانية (التي أحبها وبجنون) فإنه التالي: لقد عجزت بل وعجزت كلماتي عن الرد على تلك الرسائل المعبرة، والتي كُتبت لتُحدثنا عن مستقبل تحجبه المخاوف من كل جانب، المستقبل الذي صار يحمل علامة استفهام كبيرة ليُشاركها حزنها خلال عملية البحث عن إجابة واحدة تُرضيه ليرضى، ولكن وحتى هذه اللحظات مازالت تلك الإجابة مفقودة، ولا أثر يسمح لنا بتتبعه لمعرفة مكانها تلك الإجابة، وهي تلك التي وإن كانت لكان للجميع راحة البال، ولكان لكِ يا أرض الكنانة كل ما تودين. يغلب كلمات اليوم حزن غلب كاتب الرسالة الأخيرة التي وصلتني منه ذاك الكاتب، الرسالة التي صورت أحداثاً لربما شاهدناها عبر الشاشات الفضية الفضائية، ولربما سمعنا منها ما سمعنا من خلال ما بثته القنوات الإذاعية، ولربما قرأنا عنها ما قرأنا في الصحف المحلية والعالمية، ولكن وبلاشك هي مختلفة يفرض اختلافها واقع كاتبها الذي وقع فيه بعد أن وقع عليه، وذاك الأخير هو ما لا يُصدق رغم وقوعه؛ ولأنه كذلك فإن تفاعلاً لا بد وأن يكون من كل مسؤول منا يدركه معنى المسؤولية، والحق إننا نفعل وسنفعل كل ما نستطيع فعله، ولكن الفعل دون إخلاص النية فيه لا شك دون فائدة، والوضع الذي نعيشه يحتاج كل ما يفيده ليستفيد منه ويعيش هو الآخر. آخر الأحداث لا بد وأن نعلم بأننا لا نتحدث عن بقعة دون أخرى، ولا نخص هذه دون تلك، ولكننا نتحدث عن الجميع بشكل يأخذنا وفي نهاية المطاف لآخر الأحداث، وهو ما يحدث لكِ يا (أرض الكنانة)، وما أصعب ما قد حدث، لدرجة أن الكلمات ما عادت منصفة بما فيه الكفاية؛ لنُعبر بها عن ذاك الذي يجتاحنا، (نعم) هو كذلك، فما نجده من حولنا هو (القهر) الممزوج بكثير من الألم، (الألم) الذي نعلم بأنه ومهما كان حجمه فإنه مُعرض للتقلص إن وُجد ما يمتصه ليُخففه، وعن هذا الألم الأخير والخطير، فلابد وأن ندرك بأن إخلاص النية للخلاص لهو خير سبيل إلى ذلك، (نعم) إخلاص النية في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا لهو خير سبيل لتحقيق كل ما نرجوه من حياتنا وفيها ولأجل من هم فيها معنا. وأخيراً فإن الكلمات تصل وإن لم يتم الرد عليها، والمشاعر تشتعل وإن لم يتجاوزنا لهيبها، ولك يا كاتب الرسالة: الدنيا مازالت بخير وإن عبثت بنا الظروف، (نعم هي كذلك وستظل كذلك)، وليحفظ الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
723
| 08 فبراير 2011
وضعتنا الأوضاع العامة وبشكل عام في زاوية "القلق"، "القلق" الذي تفشى بين العقول السوية، والنفوس المسؤولة، تلك التي تدرك الواقع الذي تعيشه ونعيشه بكل ما يقع فيه، الواقع الذي فرض جملة من الأحداث منها ما كان متوقعاً، ومنها ما لم يكن، ولكنه وفي المقام الأخير قد كان؛ لنحصد على أثره الكثير من المخاوف التي لا يمكننا تجاهلها، فالحاصل أنها تأخذنا وستظل تأخذنا لسؤال يمزق القلب وهو: إلى متى؟ "نعم" إلى متى سيظل هذا الوضع الذي لا يُحتمل؟ إن مشاهدة أي مشهد تعرضه القنوات الفضائية لواقع عالمنا العربي خلال هذه الفترة تأخذنا وبكل عنف نحو تصديق كل ما سبق وأن ذكرته سلفاً، حتى أن القلق قد أصبح مطلوباً، والخوف قد صار مُتَطَلباً يكون منا كل يوم من أيامنا، دون جديد يميزه سوى حجمه الذي يكبر يوماً بعد يوم، وهو ما يرعبنا؛ لأنه وإن تجاوز الحد فلاشك بأنه سينتهي بنا حيث لا ندرك. حينها ما الذي يمكننا فعله حيال الوضع الذي سنصل إليه؟ لم يكن ذاك السؤال الذي طرحته هو الوحيد، فهناك الكثير مما سيجود به القلم، ولكني لن أخذ منه ذاك الكثير سواء ذاك السؤال الذي يخص ملف الزاوية الثالثة "التقاعد وحين تبدأ النهاية"، السؤال الذي سيكون ولكن من بعد هذه الكلمات: إن ردود الأفعال المتفاوتة حيال ملف "التقاعد وحين تبدأ النهاية" الذي طرحته، قد وقفت جميعها مع هذه الفئة المُتحدث عنها؛ لأنها تستحق هذا الاهتمام من بعد كل سنوات العطاء، وحصيلة الخبرات التي حُصِدت منها، ولكن يستوقفني ذاك الصوت الذي يستنكر الحديث عنها هذه "الفئة" بحكم أن الحديث قد طال عنها وعليها، وأنها قد أخذت كفايتها بما فيه الكفاية، وأن الدور قد حان لجيل جديد. "نعم" لربما يكون الحق مع تصديق هذه الكلمات وهي: "أن لكل حقه من هذه الحياة وفيها"، ولكن لا يمكننا إغفال هذه الفئة التي قدمت بالأمس ما كان لنا اليوم وبكل يسر رغم أنه لم يكن كذلك حينها، فهو الظلم وبكل ما يحمله الظلم من ظلم في جوفه، حين نطوي ذكرى تلك الفئة، ونضعها على رف النسيان، ونقول لها وبدم بارد: "بالتوفيق". تخيل بعد كل تلك الأعوام من العطاء، ويأتي من يحسب حسابات لا تُحسب ليفرضها عليها ويعاملها معاملة رقمية تخلو من المشاعر، فإن كان متى كان حينها كيف سيكون الوضع؟ ألن يتسم بالظلم؟ لاشك سيكون، وكيف لا؟ وذاك الصوت يطالب بتجميد الحديث عن الأمس، وعن عطائه الذي ساهم بنجاح يتباهى به العالم اليوم وكل يوم، ويبقى السؤال الذي يهمني طرحه لجمع ما تجود به قلوبكم؟ هل ستسركم تلك المعاملة الرقمية التي ستفرض عليكم التنحي جانباً أنتم وذكراكم إلى عالم النسيان حيث لا شيء سوى النسيان لكل ما كان منكم يوماً ما حين كان منكم ما كان؟ لكم حرية التعبير، ولكم حرية الإجابة. كيف نرطب قلوبنا؟ فلابد وأن ندرك بأن المشاعر التي بدأت تتقلص شيئاً فشيئاً هي مشكلتنا التي نعاني منها حقيقة، وهي تلك التي تتطلب منا البحث عن ذاك الذي يشحنها بين الفينة والفينة، فلا نفقد من بعدها كل ما نملك، فهي المشاعر ما تساعدنا على ترطيب القلوب، التي وإن غمرتها هموم الدنيا إلا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي، دون أن تطلقها لتفردها فتدعو بها الله وتسأله الخير، والرحمة لها ولكل مسلم على وجه الأرض ومن تحتها، اللهم آمين. وأخيراً فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
570
| 01 فبراير 2011
غالباً ما تأخذك (الحاجة) الى بقعة تجتمع فيها كل العناصر التى تجتمع لتجتمع عليك، فتشعر وأنت بينها بكل مشاعر القهر، فهى تلك التى تأسرك لتكسرك وان كنت قوياً، وتهزمك وان كنت بطلاً، وتصرعك وان لم تتخيل يوماً مصرعك، لذا وقبل أن تخوض تلك التجربة من جديد تجد نفسك وقد فَكَرَت ملياً قبل أن تحتاج وتعلنها (حاجتها وحاجتك) لمن حولك، وهو الأمر الذى سيأخذها وسيأخذك وسيأخذنا جميعاً للتفكير فى حاجاتنا، وطريقة تلبيتها التى نتمنى بأن تخضع لأى شرط سواه الوقوع فى تلك البقعة من جديد. ان وجودنا فى هذه الحياة يفرض على كل واحدٍ منا من الأدوار ما يفرض، وما نحن عليه ما هو الا نتاج خبرات حياتية مكتسبة، لاشك حصدناها بعد جهد بذلناه ليكون لنا ذلك، ولا شك أيضاً بأن منها ما كان بعد أن كانت تلك المدعوة (حاجة)، التى وان خجلنا من طلبها، بل وتهربنا منها ومن صوتها الجائع الذى يلتهم التفكير، الا أننا وفى نهاية المطاف نُسلم لها؛ كى نحافظ على ما تبقى لنا (منا) لنتمكن به من متابعة حياتنا بالشكل الذى نوده، ونحن ندرك بأنها أى تلك (الحاجة) ما هى الا محطة، لكنها وبلاشك ليست الأخيرة فهناك الكثير والكثير من المحطات التى سنقف عليها كى نلبى فيها (حاجة ما يوماً ما)، ويبقى السؤال: ان ظلت تلك المدعوة (حاجة) وفى كل مرة تلتهم تفكيرنا شيئاً فشيئاً وقبل أن نُسلم لضرورة تلبيتها بطريقة سليمة تحفظ لنا ومنا وفينا سلامة النفس فما الذى سيتبقى منا بعد بضع محطات من محطات الحياة؟ وهل ما سيتبقى يصلح لأن يكون فنكون؟ ان الوضع الذى يعيشه المرء وفى كل مرة (يحتاج فيها ويخوض فيها تلك المشاعر القاتمة: من خجل السؤال عن حاجته، وتأرجحه بين القبول والرفض، وخوفه من المصير المجهول) يدمر عزيمته وبكل عزم، ويأخذه الى زاوية كُتب على جبينها (فلتنتظر حتى حين)، وبين تلك المشاعر القاتمة، ورحلة الانتظار تلك (قد) تفوح من بعض النفوس رائحة نتنة لمشاعر سلبية مفادها (هو الحقد)، نعم (الحقد) الذى لن نقف عليه لأننا ندرك بأنه معول يهدمنا ومن حولنا وان كانوا أقرب الناس الينا، ويكفينا من ذلك (ذلك)، لذا فسننتقل الى التالي. كلمات اليوم مكشوفة للجميع، كتبتها لنضعها مقياساً نقيس به حاجاتنا وان اختلفت، فما ستحتاجه أنت هو ما قد يحتاجه غيرك وان تشابكت المسميات التى ستنتهى على حقيقة واحدة وهى أنها تلك المدعوة (حاجة)، وكل ما عليكم فعله هو قياس تلك الحاجة (أياً كانت) بما سبق وأن كان، وربطها بما سيكون الآن: وجودك فى هذه الحياة سيفرض عليك حاجات تحتاج منك تلبيتها وان قهرك ذل السؤال، أو حطمتك المهانة التى ستلفظها الاجابة، ورغم قساوة ما قد تواجهه تذكر بأن ما تمر به ما هو الا اختبار يختبر صبرك قبل أن تجد ما تحتاجه وقد مَثُل أمامك، فلا تسلم ولا تستلم، ولا تخضع لحقد سيأخذك وفى نهاية المطاف لشر لن يعطيك بل سيأخذ منك الكثير، ويكفى بأنه سيأخذ من روحك نقاءها وصفاءها حتى تكون ما لست عليه أبداً؛ ولأنه ما لا نريد فانها دعوتنا الطيبة بأن تصبر وتصبر وتصبر وما صبرك الا بالله. ملاحظة لم يتم تحديد (حاجة ما) فى هذا المقال، اذ أن مقاسه يليق بأى حاجة، وكل ما عليك فعله هو التركيز وبصدق لتدرك الحقيقة. وفق الله الجميع. ومن جديد راسلونى بالجديد: salha_202@hotmail.com
449
| 25 يناير 2011
صادق الحق هو خالص حصاد الواجب، فالأول هو كل ما نسعى إليه، ولكن بعد أن يعزم الثاني على أن يكون. لقد لاحت هذه الكلمات حين لوح بها فجر هذا اليوم، وذلك بعد أن تناوبت علي جملة من الأفكار، تزاحمت كلها على حق الظهور من خلالي، حتى أني قد تقبلت صخب زحامها وتزاحمها فقط كي يكون الواجب، إذ أنها الحصيلة التي خرجت بها الأسبوع الماضي من بعد سلسلة من (الأحداث الحياتية) عزمت على أن تخرج لتكون، ولكني قمت بتشريحها لترشيح ما يستحق الخروج منها وبحق، فإليكم: 1 — لا تخضع الحاجة لشروط سواه شرط (صدقها)، بمعنى أننا قد نحتاج، ولكن تلك الحاجة التي سنطالب بتغطيتها وتلبيتها لن تأخذ حقها من تلك التلبية ومن قبلها تلك التغطية إن لم تكن صادقة، فهو صدقها ما يُبيحها ويتيح لها فرصة الظهور علانية وأمام الجميع، دون أن تجمدها (الحدود)، وما حدث ليكون هذا الكلام كله هو أن رسالة (حملت في جوفها معاناة حقيقية لعائلة تكاد تنهار إن لم تجد من يدرك معاناتها ليتفهم حاجتها ويلبيها)، قد بلغتني من الخارج متخطية حدودها الجغرافية، وكل حدود الألم بحثاً عن ذاك المدعو (أمل) ليكون لها من خلالنا، وهو ما سيكون إن شاء الله بطريقة أو بأخرى؛ لأن تواصلها معنا صادق ويستحق تلبية تليق به، وستليق به إن شاء الله ذلك. 2 — (العمل) كلنا نعمل والحمد لله، ولكن لا يبذل كل واحدٍ منا نفس الجهد الذي يبذله غيره، وبحكم تفاوت درجة العطاء، نجد اختلاف ثمار العمل، فمنها ما نحب، ومنها ما لا نطيق بتاتاً، وهو وبلاشك ما لن نطيقه أبداً لذا فإن رسالة اليوم ستخرج لكل من يقوم بعمل ما يتوجب عليه عمله كارهاً (إياك والغفلة فإنها تُقلص دورك، وتُذيب حضور من يحتاجك، حتى ينتهي ذكرك، فلا تُذكر بخير وإن ذُكرت يوماً ما). 3 — الإدارة مرآة تعكس شخصية مديرها، وتخضع لتخطيطه الذي يأخذها ويتنقل بها من هنا إلى هناك، و(هناك) هو المكان الذي يحدده هو، فإما هو الخير كله وإما هو ما دون ذلك. 4 — معاناة مدرسات المدارس المستقلة اللاتي صرخن من خلال صفحة (الزاوية الثالثة) لازالت كما هي، فكأن تلك الصرخة لم تكن مدوية بما فيه الكفاية، أو أن مشكلة تمنع القنوات السمعية من تقبل استقبال تلك الصرخة. 5 — الحياء صفة تكلل الرجل بكل التقدير حين يفعل خيراً للغير، دون أن يعطي نفسه فرصة التفكير بذاك الخير الذي فعله، وكان منه، والحمد لله أن هذا الرجل (حقيقة تستحق) حيزاً من هذا الوجود. 6 — الحلم يبدأ بذرة يغرسها الأمل، وترويها المثابرة، ويحافظ عليها الصبر، فهي هذه الحقيقة التي نعيشها وإن غابت عنا، وتوارت خلف العقبات والمعوقات، لذا فلابد وأن ندركها حين ندرك بأن بذرة في الأعماق ومنها تنتظر منا غرسها لتكون فيكون لنا من بعدها ما نريد. 7 — صدق متابعة القراء هو كل ما يحتاجه الكاتب لتبقى كلماته وإن رحل. 8 — النهاية هي نهاية المقال وهي ما ستكون من بعد هذه الكلمات: وفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: salha_202@hotmail.com
544
| 18 يناير 2011
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4302
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2085
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1788
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
1452
| 10 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
951
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
684
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
669
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
645
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
567
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية