سرني والعديد من المتابعين ما تناولته جريدتنا الشرق من فوز برج سكني قطري تم بناؤه في لندن بجائزة بريطانية بعد ان توج هذا البرج الذي يحمل اسم (One Park Drive ) هو احد الاستثمارات القطرية البريطانية والذي يعد بتقييم الخبراء المعماريين والمهندسين قطعة فنية معمارية ذات اهمية في لندن. والبرج هذا الذي بني على شكل اسطواني وفق احدث المواد الصديقة للبيئة وتوفرت فيه كل مستلزمات الرفاهية لجميع ساكنيه بني وفق اعلى المعايير المعمارية الحديثة واحتل مساحة هائلة شرق العاصمة البريطانية لندن.. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الشهادات التي اطلقها الخبراء والمكاتب الهندسية فهو يعد مفخرة للاستثمارات المعمارية العربية لما تمثله دولة قطر من اهمية كبيرة في هذا المجال وهي التي تستمد خبراتها من تاريخنا وحضارتنا العربية والإسلامية فروعة العمارة الحديثة تعبر عن روعة الحضارة التي أنشأتها واذا عدنا قليلا الى تاريخنا القديم فاننا نجد ان حضارتنا الإسلامية لم تغفل عامل الجمال كقيمة مهمة في التصميم المعماري وحتما ان الجهات الاستثمارية في دولة قطر اخذت هذا الجانب المهم بنظر الاعتبار عند تنفيذ مشاريعها العمرانية ليس فقط في قطر وانما في اي دولة من دول العالم تكون قد توفرت لقطر فرصة الاستثمار فيها والتي من خلالها استطاعت توظيف الفكر المعماري العربي الإسلامي في الأبنية التي انشأتها هذا بالإضافة الى المستويات العالية في التصميم المعماري الذي يعكس الصورة الناصعة للحضارة الإنسانية والتي يؤكد عليها تاريخنا العربي والاسلامي. ان ما تحدثت عنه وسائل الإعلام عن هذا المشروع الإسكاني الكبير والذي استحق الفوز بجائزة بريطانية وحظي بكل الاهتمام كونه مجمعا سكنيا متميزا يجعلنا كعرب نعتز ونفتخر كثيرا بهذا الانجاز الانساني الذي صمم ونفذ وبني وفق رؤية ومستلزمات يحتاجها الفرد البشري وببصمة عربية وحري بالاخرين ان يكونوا ضمن هذا التوجه الذي يجعل من البلاد العربية محط اهتمام واعجاب الاخرين.

ما ان انتهت بطولة كأس العالم 2022 التي احتضنتها دولة قطر مؤخرا وحققت من خلالها نجاحا كبيرا ومتميزا على مستوى الإدارة والتنظيم وما رافقها من فعاليات ونشاطات ثقافية تفاعل معها كل من حضر المونديال من شتى بقاع العالم وكان هذا النجاح مفخرة ليس لقطر فحسب انما لبلادنا العربية جميعا حيث كانت اجواء المونديال حديث العالم بأجمعه ولاتزال ذكرياتها الجميلة وطعمها حاضرا في اذهان الناس كونها انجازا خليجيا عربيا وعالميا كبيرا لا يمكن نسيانه بسهولة. اليوم وليس بعيدا عن دولة قطر والخليج العربي وفي الجزء العلوي من الخليج وشط العرب تقام بطولة خليجي 25 التي تحتضنها مدينة البصرة المحافظة الجنوبية من دولة العراق حيث جرى افتتاح تلك البطولة بحفل مبهر محققا نجاحا متميزا هو الآخر يضاف الى النجاح الرائع الذي شهدناه في حفل افتتاح المونديال بل ونستطيع القول انه جاء مكملا له لكي يبقى التألق عربيا والنجاح عربيا وكأن هذين الحدثين الرياضيين سواء في الدوحة او البصرة لا يريدان ان يغادرا والحمد لله منطقتنا العربية لتبقى في ذات الواجهة الرئيسية من الإحداث الرياضية العالمية . ولعل اي متتبع ومنصف لما جرى في الدوحة والبصرة لابد له ان يرى اوجه التشابه بين اجواء المونديال وخليجي 25 فهنا في الدوحة لم يقتصر الامر على اقامة المباريات الرياضية انما شهدت كرنفالات ونشاطات وفعاليات ثقافية واعلامية كبيرة وعروضا متميزة للموروث التراثي والحضاري لقطر فكان سوق واقف وهو سوق تقليدي يعتبر من أهم المعالم السياحية في مدينة الدوحة ويجمع بين العراقة والأصالة وبين المدنية الحديثة، وهو أشهر معلم سياحي وتراثي يقصده السياح والمواطنون ويشتهر ببيع المشغولات التراثية وتناول الطعام العربي والشعبي والعالمي، فقد احتضن هذا السوق مئات الالاف من الناس من مختلف انحاء العالم وقد شملت الضيافة العربية جميع من حضر الى قطر وغير ذلك من الاماكن الترفيهية والسياحية . وهناك في البصرة حيث يقام خليجي 25 ترتاد جموع المشجعين والضيوف وزوار البصرة منطقة العشار وكورنيش شط العرب والمدينة الرياضية وشارع الوطن والسياب ومتحف البصرة وغير ذلك من الاماكن السياحية والترفيهية وبدأ الناس يتحدثون عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال مثلما هو في قطر. فتحية تقدير واحترام لكل من عمل على احتضان دولة قطر لمونديال 2022 ومثلها لكل من سعى وقدم الدعم لان تكون بطولة خليجي في البصرة وتحية لسعادة الشيخ حمد بن خليفة بن أحمد آل ثاني رئيس اتحاد الكرة القطري الذي ساعد على إقامة البطولة في البصرة لتشهد منطقتنا وخليجنا العربي عرسين رياضيين متميزين.

أسدل الستار على بطولة كأس العالم التي احتضنتها دولة قطر واختتمت بحفل كبير ومتميز وحضور رسمي وجماهيري ورياضي عالمي مثلما هو حفل افتتاح البطولة قبل شهر من الآن، أسدل الستار على البطولة ولم يسدل على انجازات وإبداعات وتطور وتقدم شاهده العالم في دولة قطر التي ستبقى شاخصة لدى شعوب العالم اجمع حيث أبدع العقل العربي القطري في الإدارة والتنظيم والدقة واعطى ابهى صور للعلاقة المتميزة بين الحكومة والشعب في هذا البلد ذلك لأن وراء كل انجاز عقلا مبدعا واصرارا وارادة وطنية، وكان ذلك العقل وتلك العلاقة هو سر نجاح المونديال وعلى كافة المستويات والتي غابت أمامها كل محاولات التشكيك او التقليل من أهمية هذا الحدث العالمي الذي اقيم على ارض عربية وبين أحضان الشعب العربي الذي تجمع من كافة البلاد العربية على جميع مساحات دولة قطر وملاعبها. وحسنا فعلت هيئة الإذاعة البريطانية ال BBC – عربي عندما خصصت بالأمس حلقة إذاعية على امتداد ساعة كاملة واستضافت من خلالها شخصيات من جميع البلاد العربية الذين اجمعوا بأحاديثهم ومداخلاتهم على نجاح دولة قطر وجاؤوا بشهادات ولقطات جميلة عن المونديال وهي بحق شهادات من ارض الواقع وما كانت لتطلق لولا ان دولة قطر فاقت في تنظيمها لتلك البطولة كل التصورات وابدعت في ذلك ونجحت ايما نجاح. لقد انبرى العديد من الكتاب وأصحاب الرأي في نشر العديد من المقالات سواء قبل ايام من تنظيم المونديال او خلاله او بعده التي كانت جميعها تصب بهدف واحد اجمعت على نجاح البطولة وكانت متميزة في كل شيء ليس في حدود الملاعب او الكرة المستديرة انما الصور الرائعة واللقطات الجميلة سواء منها الحضارية او التنظيمية وحتى الإنسانية التي شهدتها الملاعب والمدن القطرية واصبحت حديث الجميع ان هذا المونديال ناجح بكل المقاييس العالمية وبامتياز. ومن خلال هذا المنبر الإعلامي المهم جريدة الشرق أرى من المناسب ان يتم توثيق ما كتب عن المونديال وقطر الدولة والبناء والحضارة.

اليوم تحتفل دولة قطر بحدثين مهمين وتاريخيين، الأول والأهم هو اليوم الوطني، حيث ذكرى تأسيس دولة قطر، والحدث الثاني اختتام بطولة كأس العالم التي احتضنتها قطر على امتداد شهر كامل تجسدت فيها صور رائعة في كل شيء حيث الإبداع والجمال والدقة في التنظيم ليس بنظرنا نحن العرب إنما العالم بأجمعه بات يتحدث عن هذا البلد ونجاحه الكبير في احتضان وتنظيم بطولة عالمية. لم تتوفر للكاتب فرصة أو مناسبة زيارة دولة قطر، فقط مطارها، حيث كنا في ترانزيت بطريقنا إلى سلطنة عمان، وقد لاحظت الإبداع والإنجاز الكبير في هذا المطار وهو أمر يعطي الدليل الكافي ويعكس الصورة الحقيقية والمشرقة للعمران والتطور التي يعيشها هذا البلد العربي الذي استطاعت حكومته بقيادة أميرها الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن تصل به إلى مصاف الدول الكبرى. وحقا إن لكل مبدع إنجازا ولكل مقام مقالا ولكل نجاح شكرا، والثناء على الإبداع يزيد الإنسان الناجح والطيب طيبة وهو ما يدعونا إلى القول إن قطر التي يحتفل شعبها العربي بيومه الوطني وسط حضور عالمي كبير فخورة اليوم ومثلها البلاد العربية بهذا الحضور السياسي والجماهيري والرياضي، حيث تسود البلاد أجواء السلام والهتاف بالنصر والإشادة بنجاح التنظيم الكبير والرائع لبطولة عالمية تقام لأول مرة على أرض عربية. اليوم سيشعر القطريون بالفخر والاعتزاز والحب لبلدهم الذي يعيش أجواء الحب والتضامن ومشاركة الآخرين احتفالاتهم بيومهم الوطني بحضور طوعي من جميع أصقاع العالم.. ولابد لأشقائنا في قطر أن يعيشوا تلك الفرحة الغامرة ويعبروا عن صدق مشاعرهم وحبهم لبلدهم ووحدتهم الوطنية والحفاظ على منجزاتهم في ظل أجواء هادئة حيث استتباب الأمن والاستقرار والرخاء والرفاهية. قطر التي تحتفل اليوم بيومها الوطني وسط أجواء إنسانية عالمية متنوعة في التجانس البشري نستطيع القول إنها قدمت خدمة كبيرة لعالمنا العربي وتطلع شعوبه وإصراره على الاصطفاف إلى جانب دول وشعوب العالم وأسقطت كذلك نظرية أن هذه دولة صغيرة وتلك كبيرة والتي أثبتته للعالم قولا وفعلا. تحية لقطر أميرا وشعبا وهي تشهد اليوم احتفالا غير مسبوق سيبقى مخلدا للأجيال القادمة.

ربما هي المرة الأولى أن يصل فيها فريق كرة قدم عربي إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العالم منذ 1930، وهو عام انطلاق تلك البطولة التي تقام كل أربع سنوات، وحقيقة إن الفأل الحسن الذي يعبر عنه بمعنى الكلمة الصالحة صرنا نشعر به حقا نحن العرب على امتداد بلداننا عندما اختار العالم قبل أكثر من اثني عشر عاما دولة قطر لتنظيم بطولة كأس العالم 2022 التي تقام حاليا.. وهو أمر أشبه بالحلم ما كان ليتحقق لولا إصرار حكومة قطر على احتضان تلك البطولة رغم الكثير من الصعوبات والتحديات والضغوطات التي مارستها بعض الجهات على الفيفا بهدف العدول عن رأيه.. إلا أن جميع تلك المحاولات وهي بالنتيجة ليست محاولات من أوساط أو جهات رياضية فحسب إنما باعتقادي أن هناك أوساطا سياسية عملت من اجل إفشال القرار الرياضي الأممي الذي منح دولة قطر حق تنظيم بطولة كأس العالم اعتقادا وظنا من تلك الجهات أن العرب ممثلين بقطر ليس بمقدورهم تنظيم مثل هكذا بطولة بقيت على طول العقود الماضية حكرا على الدول الكبرى. وجاء يوم انطلاق البطولة وحفل افتتاحها الرسمي لينبهر العالم جميعا بما شهدته قطر ولا تزال من تنظيم فاق حق التصور، فضلا عما أنجز على الأرض من ملاعب ومنشآت رياضية وترفيهية وسياحية وخدمية كانت وستبقى محط إعجاب العالم بأجمعه وصرنا نحن العرب أينما كنا وفي أي بقعة من بلداننا العربية نشعر بالفخر والزهو بالأجواء الرائعة التي عليها بطولة كأس العالم كونها تقام بأحضان العرب، وهذا هو الفأل الحسن لقطر الذي يكمله اليوم فريق المغرب العربي الذي أبهر العالم هو الآخر بانتصاراته وفوزه المتلاحق وصعوده إلى المربع الذهبي، وحقا كانت قطر الفأل الحسن لهذا الفريق العربي الذي استطاع أن يحقق حلمه بالصعود إلى الأدوار النهائية للبطولة مثلما كانت قطر ومعها العرب يحلمون بتنظيم بطولة كبرى ومهمة وتاريخية هي بطولة كأس العالم. فتحية لقطر التي فتحت ذراعيها للعالم الرحب وبسطت في ربوعها أجواء السلام والمحبة والتعايش السلمي الأممي، وتحية لقطر أميراً وشعباً التي كانت فألا حسنا لفريق المغرب.. وإن شاء الله يتوج هذا الفريق انتصاراته بفوز سيكتبه التاريخ بأحرف من نور مثلما كتب لقطر نجاحها في تنظيم بطولة كأس العالم بأحرف من ذهب. كاتب وإعلامي عراقي

أنا أكتب هذه الكلمات بعيدا عن الجهوية أو الانحياز العاطفي أو التمحور حول قضية ليست ذات قيمة معنوية أو اعتبارية.. بل إنها تأتي من منطلق عروبي يرى في حدث مهم يلف حول العالم الآن منطلقه ارض عربية ودولة عربية بأنه مبعث فخر واعتزاز حيث تحتضن دولة قطر العربية أهم حدث رياضي عالمي في تنظيمها لبطولة كأس العالم ورفعت شعار (أهلا بالعالم) وهو شعار جميل والأجمل منه ما نراه على ارض الواقع من خلال شاشات التلفاز، حيث حطت على ارض قطر العربية الملايين من الجنس البشري من مختلف دول العالم لمشاهدة مباريات ومنافسات كأس العالم الا انها رأت ما هو أجمل من انجازات ووسائل تتيح للزائرين سبل الراحة والاستمتاع بأجواء الانجازات الحضارية التي زينت دولة قطر التي لم يألُ أميرها الشاب الشيخ تميم أي جهد في توفير كل الوسائل التي من شأنها ان تعكس قدرة العرب على البناء والإعمار والتقدم والازدهار وبلوغ المجد وهو ما وصلت اليه قطر خلال عملها طوال السنوات التي سبقت بدء افتتاح تلك البطولة المهمة وما وصلت اليه من استعدادات في التنظيم وعلى كل المستويات والتي أظهرت قدرة قطر ومن خلالها الدول العربية وقوتها على تنظيم حدث كبير سيبقى راسخا في قلوب الناس لعقود طويلة. أنا أتفق وأقر بصواب ما قاله السيد ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لبطولة كأس العالم 2022 ان تنظيم هذه البطولة في قطر سينسف الصورة التي ترسم عن المنطقة العربية بأنها منطقة حروب ونزاعات.. وحقا ان تلك الصورة النمطية عن بلداننا العربية قد نسفتها الأفعال التي زينت قطر بإنجازاتها وتألقها على كل المستويات وأثبتت بما لا يقبل الشك أن الإرادة عندما تتوفر سوف لن يبقى شيء مستحيل. فشكرا لقطر دولة وشعب.. وشكرا لأميرها تميم المجد على هذا المنجز التأريخي الذي هو منجز وفخر لكل العرب.