رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

حيزت لك الدنيا بحذافيرها.. فلماذا الشكوى؟!

لا يليق أن يشتكي من تظله السماء وتقله الأرض وهو في أمن وأمان في وطنه يجد لقمة عيشه، معافى في بدنه من الأمراض، فعيبٌ عليه يشتكي القلة وضيق الحال وهذا وصفه، كما ورد في الحديث: «من أصبح آمنا في سربه، عنده قوت يومه، معافى في بدنه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها» انظر ما أجمل الوصف وأبلغ اللفظ، أي جُمعت وضمت له الدنيا كلها بنعمها. إن من يخرج من بيته ويودع أهله لأنه لا يعلم هل يرجع إليهم في المساء أم لا؟ بسبب الحروب والقتل والخطف، أنت أفضل منه في أمن وأمان فلا تشتكِ، إن من لم يجد قوت يومه ولا لقمة تقيم صلبه وتجده يعمل بالساعات مقابل وجبة الإفطار والغداء في بعض الدول الفقيرة، أنت أفضل منه فلا تشتك، فربع سكان الأرض يقومون الصباح همهم تأمين لقمة الطعام. من يقضي حياته على الأسرة البيضاء وطوابير الصيدليات يبحث عن الشفاء، أنت أفضل منه فلا تشتك، فإن أكثر من ٨٠٠ مليون إنسان على وجه الأرض ينتظرون الموت بسبب الأمراض، إنك فوق ملايين الناس وأنت لا تشعر فاحمد الله ولا تشتك، يقول بحّار ظل قاربه في المحيط الهادي وبقي عشرين يوماً ينتظر الموت ولما نجا سأله الناس عن أكبر درس تعلمه من هذه التجربة فقال: إذا كان لديك الماء الصافي والطعام الكافي يجب الا تتذمر أبداً، وصدق فهذه الحياة كلها لقمة وشربة ماء وظل وارف وما زاد عليها فهو فضل. عيبٌ أن تشتكي وأنت في الخليج راتبك يكفي عشرين أسرةً أكلاً وشرباً وسكناً وتعليماً في بعض الدول، بينما هناك أساتذة في الجامعات في دول كثيرة رواتبهم لا تتجاوز ٢٠٠ دولار في الشهر ومع ذلك يعيشون العفاف والكفاف، فعيب عليك أن تشتكي القلة وأنت تجد الكمال في العيش وزيادة، تريد الرفاهية ولم تطمح للقناعة فعشت في شكوى وقلق واضطراب. عيب أن تشتكي وأنت تسكن القصور الفاخرة والفلل الواسعة والشقق المريحة وتشتكي الضيق فيها وغيرك يسكن صفيح الزنك في غرفة واحدة لأسرة كاملة تلفح وجوههم هاجرة الظهيرة، عيب أن تشتكي من قلة الملابس الجديدة لتشتري ملابس لا تكفي الدولاب والدولابين وغيرك لا يجد لباساً يستر عورته، عيب أن تشتكي الملل من أكل الطعام المعتاد عليه لمجرد الترف في الأكل بينما هناك أناس في بقاع الأرض يقتاتون على مكبات النفايات بحثاً عن لقمة غني رماها بذخاً في النفايات وقد لا يجدونها، عيب أن تشتكي الكسل والدعة والخمول في جسدك وغيرك مشلول منذ سنوات أو مبتور القدم أو اليد وأنت معافى سليم الجسم لا تشكو الا من التخمة والكسل، فعيب أن تشتكي. عيب عليك أن تشتكي فلو ركبت سيارة فارهة أو سيارة صغيرة فالطريق الذي تمشي عليه واحد لن يتغير، وسواء تحدثت بأفخم جوال بآلاف الريالات أو جوال قيمته مائة ريال فمن تتصل به سيبقى كما هو، وسواء لبست ساعة رولكس أو ساعة عادية فالوقت يبقى كما هو، وسواء ركبت الطائرة في الدرجة الأولى او السياحية فالوجهة تبقى واحدة، فاقتنع بما رُزقت وقل الحمد لله وعيب عليك أن تشتكي وهذا حالنا. أعجبني قول لمفكر هندي يقول: إذا كان كل ما تملك هو المال فأنت أفقر رجل على وجه الأرض، وإذا كنت تريد أن تكون غنياً حقاً فاذرف دمعة وانظر كم من الأيدي التي ستمد لك تمسح دمعتك، فعيب علينا جميعاً أن نشتكي، فلنحمد الله على النعم ونشكره على الدوام.

1852

| 11 مارس 2019

لا تحاكمني يا ولدي

دخل رجل على إبراهيم بن الأدهم العالم العابد، يشتكي له كثرة العيال وقلة الحال وعجزه عن توفير لقمة العيش لهم، فقال له إبراهيم: ائتني بولد ليس رزقه على الله وأنا أتكفل به، فاستحى الرجل وعاد إلى بيته بهذه الحكمة العظيمة والمنطق الجميل. وعليه لا تحاكمني يا ولدي إن قلّ الحال وضُيّق على الرزق والمال فهذا ليس تقديري وحكمي فالرزق مقسوم من عند الله فلا حول ولا قوة لي فيه غير السعي وراءه وبذل السبب لجلبه. فلا تحاكمني يا ولدي إن اشتهيت شيئاً وتاقت نفسك لأخذه ولم استطع إحضاره لك فرزقي مقسوم، لا تحاكمني يا ولدي إن رأيت أبناء جيرانك يرفلون بالنعم والرفاهية وأنت في حال أقل منهم، فلا تلمني إن رزقي مقسوم، لا تحاكمني إن تفاخر زملاؤك في المدرسة بالملبس والألعاب والرحلات حول العالم وأنت في عسر حال لا تتعدى حدود مدينتنا، فرزقي مقسوم، لا تحاكمني يا ولدي إن كبرت ولم أُدخلك أفضل الجامعات مع زملاء الدراسة فرزقي مقسوم. يا ولدي كنت أتمنى أن أضع بين يديك كنوز الدنيا وأساور الملوك والقياصرة وأموالاً تغنيك عن ذل السؤال والمهانة بين الناس ولكن رزقي مقسوم وجهدي ضعيف، فلا تقس علي يا ولدي إن تغربت وابتعدت عن الوطن من أجل لقمة العيش لكم وستر الحال عليكم وكبرتَ وأنا بعيد عنك في ديار الغربة في وقت أنت بحاجة إلى حناني وعطفي وتوجيهي، فلا تقس علي فرزقي مقسوم. يا ولدي نحن الأباء نتحمل من الضغوط الحياتية واليوميات المقلقة من منكدات العمل ما لا تعلمه، فكم من مرة تعرضنا لمشاكل ومصائب في أعمالنا كتمناها عنك حتى لا نعكر عليك صفو عيشك، ندخل البيت وننفصل عن واقع الحياة المتعب ونجالسك ونطمأن عليك ونشاطرك هموم الدراسة وطموحات المستقبل، ولا نشعرك بثقل همومنا في الخارج، كم مرة أخطأنا في مكان ما أو اتخذنا قرارات خاطئة وتحملنا نتائجها وذقنا ويلاتها دون أن تشعر أنت فيها خوفاً على مشاعرك وأحاسيسك، لا تقس علي يا ولدي إن حدثت مشاكل أسرية في بيتنا لا تفهمها أنت لصغر سنك فالحياة ليست صافية ففيها من المنغصات والمزعجات والمنكدات ما الله به عليم «لقد خلقنا الإنسان في كبد». يا ولدي سيأتي يوم تذبل فيه الزهور وتزوى الأغصان وتغادر البسمات غرفتك وزوايا بيتك وتعلوك الأحزان والهموم على فراقي، فعندما تقرأ كلماتي أو تشاهد صوري والدموع ملأى في مقلتيك والحزن الطويل يسكن فؤادك ويكوي روحك عندها تذكر فقط أني أحبك رغم مسافات الغربة الطويلة التي كانت بيننا، تذكر أني أفنيت عمري وحياتي محاولاً إرضائك وتأمين لقمة العيش لك سواء استطعت فعله أم لا، تذكر أباً يبكي لبكائك بصمت ويفرح لفرحك بصوت عال يُسمع فيه الخليقة وتزدان الدنيا في عينيه بهجة لمسراتك وضحكاتك. تذكر أباً عزائه في الدنيا أنه يتغنى بأخلاقك وسيرتك الحميدة بين الناس على قلة الحال ويتفاخر بين الأباء بمستواك الدراسي وتفوقك ونبل أفعالك، فالآلام التي عانيتها معي جعلت منك هذا الشاب العصامي الطموح، وإذا سأل أحد عن والدك فلا تشح النظر عنه وجاوبه بفخر أن أباك سيودع الدنيا وهو يحبك ويفخر بأنك ولده. والآن يا ولدي قد كبرت أنا كما كبرت أنت وقد تجاوزنا مراحل طويلة من آلام الحياة ومنغصاتها وها أنت تختار الغربة طلباً للرزق ولقمة العيش لك ولأولادك، ولكن يا ولدي طال المقام بغيابك واشتاقت النفس لرؤياك واخشى الموت قبل لقياك، فعد يا ولدي لأشتم رائحة طفولتك كما اشتمها يعقوب في يوسف من مسافات بعيدة. ولكن يا ولدي إن عدت ولم تجدني فاعلم أني راضٍ عنك وأن دعواتي لك بالخير والتوفيق ملازمة أنفاسي وأن قلبي مفطور على حبك وتذكر قول الشاعر: سأراك او قد لا تراني بعد موتي والأنين فإذا رجعت إلى بلادك بعد كرات السنين فأسأل ثرى قبر ستعلم أنه قبر حزين فاسكب عليه دموع بر هاطلات بالحنين فالموعد الجنات ميعاد العبيد الصالحين

3680

| 08 ديسمبر 2018

الزوجة المعشوقة!

انظر إلى السحر يجري في لواحظه           وانظر إلى دعج في طرفه الساجي  وانظر إلى شعرات فوق عارضه             كأنهن نمال دب في عاج  إنه العشق والحب لكنه حب من نوع اخر وعشق حلال لا لوم على المحب فيه بل هو من كماله، إنه عشق الزوجة الذي هو ادعى المقاصد التي شرع الله لها النكاح، وأكف للبصر والقلب عن التطلع إلى غير أهله ولهذا يحمد هذا العاشق عند الله وعند الناس، كما ذكر ذلك ابن القيم. قال الزهري: أول حب في الإسلام حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وكان مسروق رضي الله عنه يسميها حبيبة رسول الله. قال الله تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) فجعل الزوجة سكنا لزوجها يسكن قلبه إليها، وجعل بينهم خالص الحب وأطهره وهو المودة المقترنة بالرحمة. ولم يزل الخلفاء الراشدون والرحماء من الناس يشفعون للعشاق إلى معشوقيهم الجائز وصلهن كما فعل أبو بكر وعثمان وكذلك علي ، وقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما شفع لعاشق أن تواصله معشوقته بأن تتزوج به فأبت وذلك في قصة مغيث وبريرة عندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم  يمشي خلفها ودموعه تجري على خديه.  خيالك في عيني وذكرك في فمي         ومثواك في قلبي فأين تغيب  وقال أحدهم: العشق للأرواح بمنزلة الغذاء للأبدان إن تركته ضرك وإن أكثرت منه قتلك، وكان أبو بكر يقول: هؤلاء فتن الرجال وكم والله قد مات بهن كريم وعطب بهن سليم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما رأيت أسلب للب الرجل من إحداكن. قال ابن القيم: وإنما العشق العفيف من الرجل الظريف الذي يأبى له دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله وما بينه وبين معشوقه بالحرام وهذا عشق السلف الكرام والأئمة الأعلام، إذا هذا هو العشق الحلال عشق الزوجة التي تقر بها عينك وتهدأ بها نفسك ويسلى بها خاطرك، الزوجة التي حفظت عهدك وصانت شرفك وكتمت سرك، فيا أيه الزوج فتش العشق في زوايا بيتك وستجده في نظرات عيونها إذا نظرت إليك بطرف المحب، وإلى ضحكاتها الساحرة إذا ضحكت في محياك، وإلى يديها الحانيتين إذا لامست كفوف يديك، وإلى سهرها عليك إذا أنت مرضت، وإلى سكنها الدافئ إذا سكنت إليها، وإلى طبخها وطهيها إذا تفننت فيه، وإلى هلعها وخوفها عليك إذا حلت بك مصيبة، إن هذه المرأة أقل واجباتها أن تعشقها وتحبها فأخف لمساتها عليك أمر يستوجب الحب لها جزاء لمعروفها عليك. إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى          فمالك في طيب الحياة نصيب  زوج اشترى لزوجته سيارة كهدية وأثناء سيرها تعرضت لحادث اصطدام صغير وحضرت شرطة المرور وكانت في خوف وهلع من الحادث ومن إخبار زوجها خبر الحادث، وطلب الشرطي منها أوراق ملكية السيارة فمدت يدها لتخرج أوراق السيارة فسقطت في يدها ورقة صغيرة مكتوب فيها عبارة بخط يد زوجها يقول فيها:" زوجتي العزيزة في حالة حدوث حادثة لك تذكري يا عزيزتي أنني أحبك أنت لا السيارة " فأجهشت بالبكاء. هذه مشاعر وأحاسيس وعواطف جياشة من زوج لزوجته فيا أيها الزوج العزيز حافظ على هذه النعمة المهداة زوجتك الغالية أحبها واعشقها وإذا لم تعشقها فتعلم أن تعشقها وتحبها فإنها تحبك وتعشقك وتخاف عليك فلا عيب في عشقها وهي حلالك وبلسم حياتك ، اسكن إليها وارتمي بين أحضانها إذا ضاقت عليك الخطوب والمشاكل فهي مأواك وسرك وملتقى أفراحك وأحزانك فأحسن إليها وعاملها بلطف. وأخيرا أيه المجتمع لماذا عيب علينا عشق الزوجة التي حللها الله لك ونتهاون في عشق الأخريات بالحرام لماذا عيب علينا أن نظهر حب زوجاتنا لأقرب الناس رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم  أحب عائشة وتباهى بحبها أمام الدنيا والعالم، وإذا وجدنا زوجين يحبان بعضهما البعض ضاقت عيوننا عليهم وتراشقتهم عيوننا بالحسد والغيرة ولايهنأ لبعضنا بالا حتى ننتزع الحب الذي أوجدها الله في قلوبهم، فليتق الله حاسد الأزواج وليهتم بنفسه وبزوجه ولا يشتغل بالناس.

4208

| 18 أغسطس 2018

شارة ٢٠٢٢

إن الوقوف في مصاف الكبار، ومزاحمة الصفوف الأولى مع العظماء لا تأتي وأنت مع الكسالى وفي صفوف الحمقى وعلى موائد التنابل، بل تأتى وأنت شامخ القامة، عالى الهامة، بعيد النظرة، حدودك أفق السماء، وطموحك منازل الفضاء، وعيونك نحو الثريا، تأتى بجهد النهار وسهر الليل على مهمات الأمور، لا ترضى بالدون، ولا تشتغل بسفاسف القشور. تأتى حين تتويج اللحظة المهمة في حياة الأمة، حين تسليم شارة مونديال ٢٠٢٢ بيد صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثانى في قصر الكرملين في روسيا العظمى، من يد زعيم من زعماء العالم، هذه اللحظة التى اثلجت صدورا وبالمقابل أغاظت صدورا، أبردت أعصابا وأفرحت أحبابا وبالمقابل زلزلت كيانات، وهددت عروشا كانت ترمق النظرة الحقودة من عيون الآخرين لإفساد هذه اللحظة العظيمة. نعم دمت سالمة عربية يا قطر، فلقد اثلجت صدورنا وأفرحت قلوبنا وأنت أول يد عربية تسلمت شارة مونديال العالم، نعم دمت سالمة يا قطر وقد ادرتِ بوصلة العالم إليك لتقولى لهم أنا هنا فانظروا إليّ من أكون، هلموا إلى دارى وفي ضيافتى لتعلموا من أنا وأى مجد حققته لاصل إلى هذه اللحظة التى عجزت دول وقامات عالية أن تصل إليها، ولكن وصلتُ إليها أنا بجهدى وتعبى وسهر ابنائي، ولكل مجتهد نصيب وهذا نصيب النجاح التتويج، وهذه سنة الحياة تعطيك على قدر ما تعطيها، ان اعطيتها خيراً اعطتك مثله، وإن اعطيتها شراً اعطتك مثله، وإن رضيت أن تكون فيها من الدون تخلت عنك وتركت وراء ظهرها تنبح مع شراذم الكلاب. نعم انه فخر لقطر ولكل قطرى وكل عربى ومسلم أن يفخر بهذه الإنجاز وهذا النصر، والانتصارهو لذة العظماء العارفين بطعم النصر والمجد، وحلاوة النصر تمحو مرارة الصبر، وإتقان العمل يذهب مشقته. نعم أنت جديرة بذلك النصر يا قطر فلا تغتمى ولا تهتمى بنقد الآخرين لأن نقد الناس يعنى انك فعلت شيئاً يستحق الذكر وانك فقتيهم علماً وفهماً ومالاً، وانك رقم صعب لا يستطيعون تجاوزه، لذا لو اشتغلنا بكل ناقد هدّام وسمعنا لكل نابح خدّاع لما تقدمنا خطوة واحدة ولما حققنا هذا الإنجاز التاريخي، وكما قيل: قالت البعوضة للنخلة: تماسكى فإنى أريد أن أطير، قالت النخلة: والله ما شعرتُ بك حين هبطتِ على فكيف أشعر بك حين تطيري! لذا شكراً لك قطر على كل ما حققت وانجزت، وشكراً للحلم والحكمة التى تتحلين بها، وعلى ركازة الفكر، ورجاحة العقل. وأخيراً ألف مبروك لك يا قطر ولكل مواطن ومقيم على أرضك المباركة ولكل عربى على هذا الإنجاز العظيم، والشكر موصول للقائمين على اللجنة العليا للمشاريع والإرث الذين عملوا بجهد وإخلاص للوصول للحظة التتويج. ودمتِ سالمة يا قطر.

869

| 25 يوليو 2018

حتى لا ننسى شهداء الواجب..تذكّروا!

إننا متنا تحت قانون الحرية والشرف والكرامة على أرض المعركة،  دفاعاً عن ديننا ووطننا في ساحات الوغى حين تطايرت الجماجم وتناثرت الدماء على رمل الوطن، ونحن نذود بكل غالٍ ونفيس ونضع أرواحنا على أكف بنادقنا رخيصة لديننا ووطننا. إننا مُتنا تحت جُنح الظلام ساهرةً أعيننا لحمايتكم والذود عنكم لتهنأوا  بلذيذ النوم وهدأة البال وسكينة الحال. إننا مُتنا تحت أشعة الشمس المحرقة لتعيشوا بسلام وتطلبوا أرزاقكم في وضح النهار آمنين على سربكم وأهلكم ودوركم وأموالكم. إننا مُتنا لتذكر الأجيال أن هناك شجعاناً باعوا أنفسهم للدفاع عن أرضكم " ومن مات دون عرضه وماله فهو شهيد " نعم إننا مُتنا فهل تذكرتمونا أنتم أم نسيتمونا ونسيتم تضحياتنا من أجلكم أم أن ذكرانا فقط على شاشات التلفاز وبين سطور الجرائد وعلى نشرات الأخبار ليومٍ أو يومين، هل تذكرتمونا حتى في أحلامكم هل مرت ذكرانا عليكم أم أننا عدد زائد ينسى مع الزمن. هل تذكرتم دموع أمهاتنا علينا وهن يزفن البشارة باستشهادنا ويقدمننا شهداء من أجلكم، هل تذكرتم زوجاتنا الأرامل وهن يذرفن دموع الليل وحيداتٍ بدوننا وفي شرود النهار بلا أزواج، هل تذكرتم أبناءنا وحرقة فقدهم لنا وبُعدنا عنهم وانقطاع رسالة الأبوة عنهم، هل استوصيتم بهم خيرا حتى يسيروا على نهجنا ودربنا في الكفاح عن الوطن، هل راقبتموهم ولو من بعيد حتى لا ينحرفوا وتتخطفهم أيدي الظلاّل والفساق ويضيعوا ويبتعدوا عنا وعنكم. هل عوضتموهم عن غيابنا في الاهتمام بدراستهم وتعليمهم حتى يرتقوا إلى أعلى المناصب دفاعاً عن الوطن، فهم فخورون بنا بان قدمونا شهداء من أجل وطنهم ويتباهون بين أقرانهم في المدارس " أنا ابن الشهيد ". فمن حقهم عليكم الاهتمام والرعاية من بعدنا، وتخصيص مؤسسات تهتم بهم وبإبداعاتهم وطموحاتهم اللا محدودة. إننا مُتنا شهداء في سبيل الله، شهداء الواجب الذي افترضه الله علينا دفاعاً عن أنفسنا وأهلنا وطننا وتلبية لنداء النفير من ولاة أمرنا أهل الطاعة والبيعة الباقية في أعناقنا إلى يوم الدين، نضحي من أجلها ونموت من دونها في أي بقعة وفي أي ثغر من ثغور الإسلام يأمروننا بالدفاع عنه، لبينا نداءهم واستجبنا دعوتهم. نعم إننا مُتنا فهل تذكرتمونا يا أبناء جيراننا في الدين والدم والعرق حين طلبتم نجدتنا والعون بنا فلم نتأخر دقيقة واحدة عنكم بل جهّزنا أكفاننا على بنادقنا وسرنا إليكم ودافعنا عن أرضكم من عدوكم الغاشم، فمنا من استشهد ومنا من جرح وأصيب وكله فداء لكم، فهل تذكرتم تضحياتنا أم أنكم نسيتم دماءنا الطاهرة على رمل وطنكم العزيز الذي دافعنا عنه وكأنه وطننا وبيتنا، دحرنا عدوكم ورددنا ظلمه عنكم، ولكنكم نسيتمونا ولم تذكروا أمجادنا وبطولاتنا معكم، وكان أقل المطلوب شكراً وعرفاناً فلم نرد منكم مالاً ولا عوضاً دنيوياً. نعم عزيزي القارئ هؤلاء هم شهداء الواجب الذين لهم حق علينا في تذكرهم والتذكير بهم في كل وقت، في إعلامنا وجرائدنا وفي مجالسنا ومنتدياتنا وفي وسائل التواصل الاجتماعي. فهم أمان الوطن وحماة الديار وأسود الوغى وسيوف الحق في وجه الباطل وأهله. فلهم منّا كل التقدير والتحية والدعاء الخالص والدمع الحار  وأمنياتنا أن نراهم في جنات الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.  

2699

| 30 يونيو 2018

همسات الوداع.. تقول

تقول همسات الوداع:  ترحلت يا شهر الصيام بصومنا              وقد كنت أنواراً بكل مكان  لئن فنيت أيامك الزهر بغتة           فما الحزن من قلبي عليك بفان  سلام الله كن شاهداً لنا                 بخير رعاك الله من رمضان ذهبت يا رمضان وقلوبنا معلقة بك، طرنا فرحاً في وجودك معنا فقد حلّقت نفوسنا نحو الثريا وخالطت نفحاتك إيماننا حتى كأننا عانقنا السماء أو صافحنا الملائكة من لذة الإيمان بك وحلاوة الطاعة بك وسكينة نفوسنا بين أيامك ولياليك. ودعتنا يا ضيفنا الكريم ودموع المحبين تدفقت حرّى على فراقك وأنين الخاشعين في لياليك تشهق حنيناً إليك. أحبابي الصائمون نودع شهرنا العزيز وهمسات الوداع تقول: ترفقوا بوداع شهركم وضاعفوا الاجتهاد فيه، وأكثروا من الذكر والصلاة والاستغفار وتلاوة القرآن والصدقات. همسات الوداع تقول: شمّروا واجتهدوا وشدوا المسير،  فإن خير الأعمال خواتيمها وإن الجياد الأصيلة إذا قاربت الوصول جدت بالمسير وحفزّت الهمم وضاعفت الجهد للفوز بالسباق.   همسات الوداع تقول: انبذوا التنازع والخصام والمشاحنات فيما بينكم، وكونوا إخواناً كما كنتم في رمضان بعيدين عن الغيبة والنميمة والحقد والحسد وكثرة الشر والفساد. همسات الوداع تقول: من لم يتب في رمضان فمتى سيتوب،  ومن لم يغفر له في رمضان فمتى سيغفر له، ومن لم يصلح حاله في رمضان فمتى سيصلح،  فبادر بالتوبة وعد إلى ربك فما مضى كافٍ، فيا أيها المقصر لأي يوم أجلت توبتك ولأي يوم ادخرت عدّتك؟! همسات الوداع تقول: لا تفسدوا صفو الليالي ببعض المعكرات التي تفسد الجنان وتطلب الأحزان من تفريط في جنب الله ومقارفة للذنوب والآثام والعودة إلى منكرات ما قبل رمضان. وهذه همسة الوداع الأخيرة تقول: جبر الله قلوبكم بفراق رمضان وتجاوز عما سلف وكان من الذنوب والعصيان، شهرنا الكريم إن قلوبنا لتحزن على فراقك، وإن عيوننا لتدمع على رحيلك، ودعناك يا رمضان فهل تراك تعود إلينا أو يدركنا الموت فلا تؤول إلينا. عسى وعسى من قبل يوم التفرق         إلى كل ما نرجو من الخير نلتقي فيُجبر مكسور ويُقبل تائب             ويُعتق خطّاءٌ ويُسعد من شقي  وأخيراً: أخي في الله ها قد ضاق صدري          وكم ضاقت صدور بالفراق  فلا تحزن فناء القرب عذبٌ             وتذرفه لدى البعد المآقي  

2236

| 16 يونيو 2018

alsharq
إليون ماسك.. بلا ماسك

لم يكن ما فعلته منصة (إكس) مؤخرًا مجرّد...

795

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
النهايات السوداء!

تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...

657

| 12 ديسمبر 2025

alsharq
موعد مع السعادة

السعادة، تلك اللمسة الغامضة التي يراها الكثيرون بعيدة...

639

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
قطر في كأس العرب.. تتفرد من جديد

يوماً بعد يوم تكبر قطر في عيون ناظريها...

627

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
التمويل الحلال الآمن لبناء الثروة

في عالمٍ تتسارع فيه الأرقام وتتناثر فيه الفرص...

576

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
عمق الروابط

يأتي الاحتفال باليوم الوطني هذا العام مختلفاً عن...

528

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
قطر لن تدفع فاتورة إعمار ما دمرته إسرائيل

-إعمار غزة بين التصريح الصريح والموقف الصحيح -...

420

| 14 ديسمبر 2025

alsharq
من أسر الفكر إلى براح التفكُّر

من الجميل أن يُدرك المرء أنه يمكن أن...

408

| 16 ديسمبر 2025

alsharq
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي

بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها...

405

| 15 ديسمبر 2025

alsharq
إنجازات على الدرب تستحق الاحتفال باليوم الوطني

إنه احتفال الثامن عشر من ديسمبر من كل...

402

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
لمن ستكون الغلبة اليوم؟

يترقّب الشارع الرياضي العربي نهائي كأس العرب، الذي...

396

| 18 ديسمبر 2025

alsharq
الفجوة الصامتة بين التعليم والمستقبل

لا يزال التعليم في كثير من مدارسنا وجامعاتنا...

387

| 16 ديسمبر 2025

أخبار محلية