رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أخيراً تحقق الحلم الذي كان يراود المتقاعدين لسنوات طويلة لتلبية أحد المتطلبات الملحة التي كانوا ينادون بها ويناشدون فيها الهيئة العامة للتقاعد والجهات المعنية بالدولة، وتحقق هذا الحلم ببادرة من الهيئة عبر رسائل نصية تم إرسالها إلى المتقاعدين تطلب فيه استبيانا لاستطلاع رأيهم في الخدمات التي يحتاجونها في هذا النادي، وهي خطوة كبيرة لخلق حياة جديدة للمتقاعدين مليئة بالنشاط البدني والدعم النفسي والروابط الاجتماعية وتحسين جودة حياة كبار السن، كما أن من أهم الفوائد المباشرة الهامة لهذا النادي تتمثل في تعزيز الروابط الاجتماعية وتحقيق الرفاهية التي يحتاجها المتقاعد. مطالبات المتقاعدين في محتويات النادي وأشاد الجميع بأهمية فكرة إنشاء النادي ليكون كيانا قانونيا واجتماعيا مستقلًا، يعكس مكانة المتقاعد في المجتمع ويوفر له بيئة تفاعلية تجمع بين الترفيه والتطوير الذاتي، وقد طالب معظم المتقاعدين بأن يتم بناء النادي وفق معايير معمارية متقدمة، ويكون في موقع متميز، ويشمل مرافق متنوعة كالمراكز الصحية والثقافية والرياضية، إلى جانب برامج تثري حياة المتقاعد وتستفيد من خبراته في خدمة المجتمع والدولة. النادي ليس مكاناً للترفيه فقط كما نطالب الهيئة بألا يكون النادي مجرد تجمع ترفيهي، بل يكون منصة متكاملة تعزز الترابط الاجتماعي، وتدعم الصحة النفسية والبدنية، وأن يتم تكوين مجلس مستقل لإدارة النادي ويمثل المتقاعدين أمام المؤسسات الرسمية ويتحدث باسمهم ويوصل طلباتهم إلى مختلف الجهات الحكومية والخاصة، ويتم تشكيل مجلس الإدارة من عدة جهات معنية وذات الصلة مثل ثلاثة أعضاء على الأقل من الهيئة العامة للتقاعد بحكم مهنهم الوظيفية على أن يكون من بينهم قانوني ومالي وإداري، وثلاثة أعضاء على الأقل يتم انتخابهم من بين المتقاعدين وعضوين على الأقل يتم ترشيحهم من قبل الجهات المعنية بالدولة، ويتم إصدار قانون ولائحة لتنظيم أعمال النادي واختصاصات مجلس الإدارة حسب القوانين واللوائح التي تنظم حياة المتقاعدين. وهذه المبادرة التي أطلقتها الهيئة تعكس حرص الدولة على تحسين جودة حياة المتقاعدين، وأن نجاح هذا المشروع يتطلب شراكات إستراتيجية مع الوزارات والمؤسسات المعنية للاستفادة من خبراتهم العملية والاستشارات الفنية في مختلف المجالات بالدولة، إضافة إلى دعم مالي مستدام عبر استثمار مرافق النادي بما يضمن استمراريته وتطوره، وضروري أن يشمل هذا النادي أنشطة رياضية وترفيهية لأعضاء النادي وأفراد أسرهم مثل برك السباحة والمساحات الخضراء وممرات رياضة المشي، وملاعب متنوعة ومناسبة تليق بهم، والمطاعم الفاخرة والمسارح وصالات المناسبات الاجتماعية وعيادة طبية واستراحة لاستضافة الزوار. نادي المتقاعدين بادرة لتحقيق بقية المتطلبات ويمكن القول بتحقيق حلم إنشاء النادي للمتقاعدين لتكون فاتحة خير لتحقيق المتطلبات الأخرى التي يحتاجها المتقاعد باعتبار أن الهيئة العامة للتقاعد تعتبر ملاذا آمنا للمتقاعد القطري وتوفر له الحماية الاجتماعية والاقتصادية وتعمل على ترسيخ أواصر التكافل والتضامن في المجتمع، ومن هذه المتطلبات، إعادة النظر في إضافة العلاوة المعيشية بواقع 10 % سنوياً من الراتب التقاعدي لمواجهة التضخم الاقتصادي المتزايد يوميا بغض النظر عن الزيادات الناتجة عن المكرمات الأميرية، كما أن النظر في سكن وراحة المتقاعدين يعتبر من الأولويات الحياتية الضرورية بتوفير بدل سكن مناسب أو بناء بيوت للحالات والفئات المستحقة منهم مثل الأرامل والمطلقات والعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتقاضون علاوات الضمان الاجتماعي، وتقديم الدعم اللازم لتوفير المواد الغذائية الأساسية وبأسعار مخفضة بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة، ودراسة بعض الحالات الاستثنائية للذين تم منحهم أراضي من الدولة ولم يتم منحهم قروضا بدون فوائد لبناء هذه الأراضي نظرا لمحدودية دخلهم. كسرة أخيرة في هذه السانحة كان لابد من وقفة إجلال وفخر لكل قطري وتحية كبيرة لقواتنا المسلحة القطرية الباسلة التي وقفت بكل بسالة واحترافية في وجه المخاطر التي واجهتها البلاد أمس من جراء الحرب الدائرة حالياً وأثبتت قواتنا مجددا أنها على قدر المسؤولية وأنها الحصن المنيع لهذا الوطن العزيز تحت التوجيهات السديدة لقيادة البلاد الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظ الله قطر من كل شر والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
1236
| 25 يونيو 2025
في اليوم العالمي للأب، الذي يصادف الخامس عشر من شهر يونيو من كل عام يغفل كثيرون عن فضل الأب في الإسلام وحقوقه، فعلى الرغم من تأكيد النصوص كثيراً على حقوق الوالدين، إلا أن البعض يجهلون ما للأب من مكانة كبيرة في حياة أبنائه، وفي الشرع وفي التوصية بالبر به والإحسان إليه، وقد جعل الله سبحانه وتعالى البر والإحسان بالوالدين أول أمر بعد الإيمان به، فقال تعالى: «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا»، وأمر الله سبحانه وتعالى عباده بدوام شكره على نعمة الوالدين وكذلك شكرهما لعظيم فضلهما على الأبناء، فقال: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ». وقد ورد في فضل الأب وعظيم حقه العديد من الأحاديث النبوية، منها قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه» يقول النووي في شرحه للحديث: «أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه إلا أن يعتقه». * ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما ما يفيد بالحج عن الأب إذا توفي ولم يؤد الفريضة، إذ قال الفضل إن امرأة قالت: «يا رسول الله، إن أبي شيخٌ كبيرٌ، قد أدركته فريضة الله في الحج، وهو شيخ كبير، لا يستطيع أن يستوي على ظهر البعير، قال: (حجِّي عن أبيك)». * تجسد قصة جابر بن عبد الله مع أبيه معنى البر بالآباء، إذ التزم جابر بوصية أبيه له قبل وفاته، بل لم تطب نفسه أن يتركه مع آخر في قبره، فيقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه: «لما حضر قتال أُحُد، دعاني أبي من الليل، فقال: إني أراني إلا مقتولًا في أول مَنْ يُقتَل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني والله ما أدَعُ أحدًا؛ يعني: أعزَّ عليَّ منك بعد نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن عليَّ دَيْنًا، فاقْضِ عنِّي ديني، واستوصِ بأخواتك خيرًا، فأصبحنا، فكان أول قتيل، فدفنتُه مع آخر في قبر، ثم لم تَطِبْ نفسي أن أتركَه مع آخر في قبر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضَعَتْه غير أُذنه». صلة أصدقاء الأب ورحمه بعد وفاته «إن أَبَرَّ البِرِّ أن يَصِلَ الرجلُ وُدَّ أبيه» يروي ابن عمر رضي الله عنه هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعني أن من أفضل أعمال البر أن يصل الابن من كان الأب حريصا على صلتهم في حياته سواء من رحمه أو أصدقائه، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: أن رجلًا من الأعراب لَقِيَهُ بطريق مكة، فسلَّم عليه عبدُالله بن عمر، وحمله على حمارٍ كان يركبه، وأعطاه عمامةً كانت على رأسه، قال ابن دينار: فقلنا له: أصلَحَك الله! إنهم الأعراب وهم يَرضَوْن باليسير؟! فقال عبدالله بن عمر: إن أبَا هذا كان وُدًّا لعمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعتُ رسول الله يقول: «إن أبَرَّ البرِّ صلةُ الرجلِ أهلَ وُدِّ أبيه». ويعلق الإمام النووي على الحديث السابق قائلًا: «وفي هذا فضل صلة أصدقاء الأب، والإحسان إليهم، وإكرامهم، وهو متضمَّن لبِرِّ الأب وإكرامه؛ لكونه بسببه، ويلتحق به أصدقاء الأُمِّ والأجداد». «أنت ومالك لأبيك» يشرح الشيخ السيد سابق في كتاب «فقه السنة» الحديث السابق، قائلًا: وأما أخذ الوالدين من مال ابنهما فإنه يجوز لهما أن يأخذا منه سواء أذن الولد أم لم يأذن، ويجوز أن يتصرف فيه ما لم يكن ذلك على وجه السرف أو السفه للحديث المتقدم، ولحديث جابر رضي الله عنه الذي رواه بن ماجه أن رجلاً قال يا رسول الله إن لي مالاً وولداً وإن أبي يريد أن يجتاح مالي فقال صلى الله عليه وسلم: «أنت ومالك لأبيك» واللام هنا للإباحة وليست للتمليك، وذهب الأئمة الثلاثة إلى أنه لا يأخذ من مال ابنه إلا بقدر الحاجة، وقال أحمد له أن يأخذ من مال ولده ما شاء عند الحاجة وغيرها. يقول الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأب أحيانا يستخدم هذا الحديث بفهم «اعوج» فيبدد أموال ولده، قائلًا إن «اللام» في أنت ومالك لأبيك، ليست لام للملك، فالحديث هو كناية عن شدة البر بالآباء، ولا تعني أنه ملك له يتصرف فيه كما يشاء، ولكن أن يبر أباه ويكرمه ولا يبخل عليه بشيء مع الحفاظ على الذمم المالية مستقلة، وذكر ممدوح أقوال العلماء في استغلال الآباء لمثل هذا الحديث: «فإذا اجتاح الأب ما للابن فهو حرام باتفاق». *كسرة أخيرة* الأب هو نبع العطاء ومصدر الأمان، في كل يوم، وليس فقط في يومٍ نخصصه للاحتفال به، نستشعر حجم تضحياته التي لا تُعد ولا تُحصى، لأنه هو السند حين تميل بك الحياة، والنور في دروبك المظلمة، وهو الذي يحمل همنا قبل همه، ويجعل راحته آخر ما يفكر فيه، فقط لينعم أفراد أسرته بالطمأنينة والاستقرار. ليس للأب يوم، بل هو العام كله، هو ظلّ الله في الأرض، وهو الدعاء الذي لا يغيب، والبصمة التي لا تمحى. شكرًا لكل أب، على كل ما قدّمه وما زال.
597
| 18 يونيو 2025
مع حلول العطلة الصيفية، يبحث الطلاب والعائلات في قطر عن طرق مثالية للاستفادة من هذه الفترة الطويلة، سواء من خلال الأنشطة التعليمية والترفيهية أو عبر استكشاف الوجهات السياحية المحلية، إن مفهوم الإجازة وإن كان في حقيقته فترة توقف للطلاب عن الذهاب إلى دور الدراسة، وتوقف البعض عن عملهم الوظيفي، لكنه لا ينبغي أبداً أن يحملك على أن تستشعر معه أنك في فترة توقف عن العبودية لله رب العالمين، فإنه وصف لا ينفك عنك في صيف ولا شتاء، ولا عطلة ولا دراسة، ولا عمل ولا إجازة، بل أنت عبد لله في كل زمان وفي كل مكان، وهذا سر وجودك ووسام عزك، وتاج شرفك، وأكسيد حياتك، وسبيل سعادتك، فينبغي لك ألا تغفل عنه طرفة عين. إن أمارة المسلم الحق بقاؤه ثابتاً على مبادئه، وفياً لدينه وعقيدته، معتزا بثوابته لا يحده عن القيام برسالته زمان دون زمان، ولا يحول بينه وبين عبوديته لربه مكان دون مكان، بل هو حيث حل وارتحل، فالعبودية شعاره، وطاعته لله دثاره، محياه لله، ومماته لله، وأعماله كلها لمولاه، شعاره الذي لا يفارقه (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:162، 163]. الطريقة المثالية لقضاء العطلة الصيفية تُعد المراكز الصيفية في قطر خياراً مثالياً للطلاب، حيث توفر مجموعة واسعة من الأنشطة التي تجمع بين التعليم والترفيه، أطلقت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الرياضة والشباب 30 مركزًا صيفيًا في مختلف أنحاء الدولة، تستمر لمدة 5 أسابيع، وتستهدف الطلاب من 6 إلى 18 سنة، ويستفيد الطالب من هذه المراكز فوائد عديدة منها تنمية المهارات من خلال ورش عمل تعليمية وتدريبية، وتعزيز النشاط البدني عبر الرياضات المختلفة والمسابقات، وتطوير القدرات الفكرية من خلال برامج إبداعية وتفاعلية، وتعزيز القيم الاجتماعية عبر أنشطة جماعية وتطوعية، كما يمكن التنوع في استغلال العطلة مثل استقطاع وقت للسفر مثلا أو الاستجمام في احد المنتجعات، واستقطاع وقت آخر لحفظ أجزاء من القرآن أو سور طويلة مهمة مع التحفيز لهم وإجراء مسابقات في التحفيظ للأبناء. السياحة المحلية بديل اقتصادي وممتع للسفر بدلًا من السفر إلى الخارج وتحمل تكاليف إضافية، يمكن للعائلات القطرية الاستمتاع بالأنشطة السياحية داخل الدولة، حيث توفر قطر العديد من الوجهات التي تنافس الوجهات العالمية، مثل: المتاحف الثقافية التي تقدم تجربة تعليمية غنية، الشواطئ والمنتجعات التي توفر بيئة مثالية للاسترخاء، الفعاليات الترفيهية التي تشمل عروضًا فنية ومهرجانات محلية، سوق واقف وقرية كتارا الثقافية، كما هناك مساحة جيدة لمحبي الأنشطة البحرية في شواطئ سيلين أو جزيرة البنانا، حيث تتوفر أنشطة مثل التجديف والغوص والرياضات المائية، بالإضافة الى المهرجانات الثقافية والفعاليات الصيفية والعروض الموسيقية والمسرحيات الترفيهية، كما أن هناك مطاعم جديدة يمكنك اكتشاف الأطباق المتنوعة داخل قطر من الأكل الشعبي الى المطاعم العالمية الفاخرة وهي نفس المطاعم التي نرتادها أثناء سفراتنا خارج قطر. تُعد هذه الخيارات فرصة رائعة لاستكشاف قطر بطريقة جديدة، والاستفادة من العطلة الصيفية دون الحاجة إلى السفر. كسرة أخيرة العطلة الصيفية تعتبر الجائزة الكبرى للطلبة بعد المجهود الذي بذلوه في الدراسة والتحصيل على مدى عام كامل، بالتالي فان قضاء وقت مفيد وممتع ومثمر في العطلة الصيفية لهو أمر هام يستلزم التخطيط له، لذا على الوالدين ان يجلسوا مع ابنائهم لعمل خطة ثلاثية او خماسية للتخطيط لهذه الفترة حتى تحقق افضل نتائج ممكنة، وقطر لم تقصر مع أهلها في تهيئة الأجواء المناسبة لقضاء عطلة صيفية مفيدة وممتعة، وهناك العديد من المبادرات الصيفية في المراكز والأندية الصيفية يمكن استغلالها والاستمتاع ببرامجهم وأنشطتهم الترفيهية الإيجابية، كما أن العطلة الصيفية ليست فقط وقتًا للراحة، بل فرصة لاستكشاف الجمال المخفي داخل قطر والاستمتاع بتجربة غنية دون الحاجة للسفر بعيدًا.
4776
| 11 يونيو 2025
تُعد الأضحية من الشعائر الإسلامية العظيمة التي تُحيي سنة النبي إبراهيم عليه السلام، وهي ليست فقط عبادة وتقرباً إلى الله، بل أيضًا رسالة إنسانية عظيمة تحمل في جوهرها التكافل الاجتماعي ومساعدة المحتاجين. الأضحية واجب اجتماعي قبل أن تكون سنة دينية في دولة قطر، حيث يتمتع كثيرون بمستوى معيشي ميسور والحمدلله، يبقى توزيع لحوم الأضاحي على المحتاجين والأسر المتعففة من أهم الجوانب الإنسانية لهذه الفريضة في حين أن الأضحية سُنّة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، إلا أنها تتجاوز كونها عبادة فردية لتصبح واجباً اخلاقياً ومجتمعياً، حيث تمثل فرصة لإطعام الفقراء والمحتاجين ممن قد لا تتاح لهم فرصة تناول اللحوم طوال العام. *التوزيع العادل.. لضمان وصول الأضاحي إلى مستحقيها: في قطر، حيث تعيش عائلات متعففة في بيوت مقسّمة وتعاني من ضيق ذات اليد، يجب أن يكون توزيع الأضاحي منظّماً وعادلاً حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، بمن فيهم العزاب المسلمون والشباب العاطلون عن العمل الذين يعيشون في مساكن جماعية ولا يتمكنون من مشاركة فرحة العيد مع أسرهم. *التوسع في الخير.. ليصل إلى خارج الحدود: مع استمرار الأزمات الإنسانية في غزة، يمكن النظر في إمكانية إرسال جزء من لحوم الأضاحي إلى المحتاجين هناك، فالملايين يواجهون نقصًا حاداً في الغذاء، وكم سيكون الأجر أعظم إذا وصلت الأضاحي إلى العائلات المنكوبة، لتُشعرهم بروح العيد رغم الظروف القاسية التي يعيشونها. *دور الفرق التطوعية والجمعيات الخيرية في التوزيع: بعض الأسر المتعففة تستحي من الذهاب إلى أماكن توزيع الأضاحي، لذا يُستحسن تشكيل فرق تطوعية توصّل اللحوم إلى البيوت مباشرةً، مما يضمن وصولها إلى مستحقيها بكرامة ودون إحراج. تعتبر توزيع لحم الأضحية فرضاً على كل مسلم يضحي، وتعد من أهم العبادات التي يتم ممارستها في عيد الأضحى. فعندما يُذبَح الحيوان المخصص للأضحية، ينبغي أن يتم توزيع جزء منها على الفقراء والمحتاجين، وكذلك على الأقارب والأصدقاء، ويجب على كل مسلم أن يسعى دائمًا لتحقيق التوازن بينهم. وهناك بعض الشروط التي يجب مراعاتها عند تقسيم أضحية العيد، ومنها: أن يكون الشخص الذي يقوم بتوزيع الأضاحي مسلمًا وبالغًا وعاقلًا، وأن يكون الحيوان المذبوح صحيحاً وخالياً من العيوب الظاهرة التي تجعله غير صالح للاستهلاك. أن يكون الشخص قد أضحى بنيتها ونية صحيحة، وأن يكون الذبح قد تم بالطريقة الشرعية وباستخدام أدوات الذبح المناسبة، وهناك سُنن لتوزيع الأضحية وتشمل ما يلي تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء متساوية: جزء للفقراء والمحتاجين، وجزء للأصدقاء والأقارب، وجزء للعائلة الخاصة. والأفضل أن يكون توزيع الأضحية شخصياً، حيث يقوم الشخص بتوزيعها بنفسه على المستحقين، حيث يساهم التوزيع في إشاعة البهجة والسرور بين جميع الأسر المسلمة، ومشاركة فرحتهم مع الآخرين. كسرة أخيرة الأضحية.. رسالة رحمة يجب أن تصل إلى الجميع لنجعل من عيد الأضحى فرصة حقيقية لنشر الخير والتكافل، ولنتذكر أن الأضحية ليست مجرد عادة دينية، بل هي وسيلة لإحياء روح المحبة والرحمة بين أفراد المجتمع، وضمان وصولها إلى من هم بأشد الحاجة إليها سواء داخل قطر أو خارجها.
438
| 04 يونيو 2025
يقال إن العطاء بلا انتظار مقابل هو أسمى صور الإنسانية، لكن ماذا لو تحول العطاء إلى واجب مفروض، وأصبح الامتنان شيئًا نادراً؟ هذه الظاهرة الاجتماعية يعاني منها كثيرون ممن يقدّمون المعروف بلا حساب، ليجدوا أنفسهم يومًا مطالبين به وكأنه حق للآخرين وليس فضلاً منهم، العطاء قيمة عظيمة، لكن الأهم أن يكون موزوناً، محاطاً بالتقدير والاحترام المتبادل، لا أن يتحوّل إلى واجب مفروض لا امتنان فيه، الكثير منا مر بهذه المنحنيات الصعبة في حياته، وهناك مثل عربي يقول (جزاء المعروف بعشرة كفوف)، هذا يدل على أن الذي يعطي يلاقي جزاءه، والأمر خلاف ذلك تماماً، لأن المعروف هو عطاء لا يمكن أن يتحول إلى واجب، وإلا تنعدم المروءة بين الناس، ولكن بعض الذين لا يستحقون المعروف الذي منحته إليهم من خاطر نفسك. * العطاء عندما يصبح عادة يُساء فهمها* في حياتنا اليومية، هناك مواقف كثيرة تدل على هذه الظاهرة، حيث يعتاد البعض على الحصول على خدمات أو دعم دون تقدير أو شكر، بل وفي بعض الأحيان يتحول ذلك إلى استحقاق غير مبرر، وعند غياب العطاء لمرة واحدة، ينقلب التقدير إلى غضب أو استياء. قصص من الواقع تروي الحقيقة تمر على كل واحد منا مواقف حقيقية يومية تجسد كيف أن البعض يحول المعروف إلى واجب لابد من عمله لأنه اعتاد ذلك منك، وبالتأكيد الأمثلة التي أسوقها هنا مرت على الكثير منا، فنتعلم منها كيف نعطي معروفا متوازناً في حياتنا. عندما شحن أحد الآباء هاتف ابنه يوماً، شكره الابن بحرارة، لكن بعد أيام من تكرار الفعل، لم يعد يعتبره فضلًا بل أمرا مسلمًا به، وعندما نسي الأب فعل ذلك يومًا واحدًا، واجه العتاب بدل الامتنان والشكر. كانت إحدى الأمهات تحرص على تجهيز حقيبة ابنها المدرسية كل صباح، تضع فيها كتبه وأدواته بعناية، في البداية، كان يشكرها، لكنه بعد فترة أصبح يعتبر الأمر تلقائياً دون امتنان، وفي يومٍ واحد، انشغلت الأم ونسيت أن تفعل ذلك، فاستيقظ ابنها غاضباً، متهماً إياها بالإهمال. زميل العمل المتأخر أحد الموظفين كان يتحمل مهام زميله المتأخر يوميًا، حتى في العطل والأعياد، لكن حين اعتذر عن عدم تغطية عمله ليوم واحد، تفاجأ باتهامه بعدم التعاون. شاب يصطحب صديقه كل يوم إلى العمل دون أن يطالب بأي مقابل، وفي البداية كان الصديق ممتناً لهذا المعروف، لكن بعد فترة، أصبح يرى الأمر وكأنه واجب لا فضل فيه، وعندما اضطر الشاب إلى تغيير طريقه يوماً واحداً، تفاجأ بأن صديقه استاء بشدة وكأنه خذله. سيدة اعتادت شراء هدية صغيرة لعمتها عند كل سفرة، لكن عندما نسيت مرة من المرات، لم تلقَ الترحيب المعتاد، وكأن الهدية أصبحت شرطًا للمودة والمحبة. أحدهم كان يُقرض صديقه المال بلا تردد، لكن عندما اعتذر مرة واحدة، لاحظ تغيراً في معاملة صديقه وكأنه خذله تمامًا، ونسي كان يقدمه له الصديق سابقاً كأنه واجب عليه وليس تقديرا واحتراماً. شخص اعتاد تخصيص مكان لصديقه في المجلس كلما حضر متأخراً، لكنه عندما لم يفعل ذلك مرة واحدة، لاحظ نظرات الاستياء من صديقه وكأنما ارتكب خطأ جسيما في حقه لأنه اعتبر ذلك واجبا عليه وليس معروفا كان يمنحه له صديقه تقديرا واحتراماً. الحكمة في العطاء المتوازن العطاء سلوك راق، لكنه لا يجب أن يتحول إلى عبء أو حق مكتسب للآخرين دون مقابل، فحين تعطي بلا حساب، يجب أن تتذكر أن ليس الجميع سيحفظون الجميل، وبعضهم سيركز فقط على غيابك وليس حضورك. كسرة أخيرة العطاء جميل، لكن لابد أن يكون موزوناً، حتى لا يتحول إلى واجب يُنتظر منك دائمًا دون تقدير، الناس يعتادون على المعروف بسرعة، لكن قليل منهم من يحفظه ويدرك قيمته، الحكمة هنا ليست في التوقف عن العطاء، بل في إدارته بحكمة، بحيث يكون في مكانه الصحيح ومع من يقدّره حقّاً. فلا ترهق نفسك بمحاولات تغيير من اعتادوا الأخذ دون شكر، لأن إصلاح الطباع أصعب من إصلاح الطباعة بالفعل، مقولة أعجبتني في هذا الخصوص تقول: (فلا تذبح للبخيل خروفًا، ولا تُكرم من لا يقدر المعروف، ضع ميزانًا لعطائك، ولا تُتعب نفسك في محاولة تغيير طباع الناس، لأن إصلاح الطباع أصعب من إصلاح الطباعة)، فيجب على الإنسان أن يستثمر وقته في الأشخاص الذين يدفعونه إلى الأمام، وليس الذين يسحبونه إلى الخلف، والتخلص من الأشخاص السلبيين لا يعني القسوة بل هو انتقاء لدائرة علاقاتك الشخصية لكي تعيش حياة أكثر توازناً.
1092
| 28 مايو 2025
*كيف تتجنب الزوجة الصراعات مع الحماة وتحافظ على استقرار الأسرة؟ تمثل العلاقة بين الزوجة وحماتها أحد أكثر التحديات شيوعًا في الحياة الزوجية، خاصة في السنوات الأولى من الزواج، حيث يمكن أن تؤثر هذه العلاقة على استقرار البيت وراحة الزوجين. وفي كثير من الأحيان، تنشأ الخلافات بسبب الاختلاف في وجهات النظر، أو تدخلات غير مقصودة، أو سوء الفهم، وغالبا ما تكون أسباب الخلاف بين الزوجة والحماة، التدخل الزائد للحماة التي تشغر بانها مسؤولة عن حياة ابنها بعد زواجه، والغيرة او الشعور بالتهميش الذي يشعرن به الحموات لظنهن بأن الزوجة استحوذت على اهتمام ابنهن، وكذلك اختلاف العادات والتقاليد الذي قد يكون عاملا مهما في هذا الخلاف لأنه قد تختلف طريقة الزوجة في إدارة المنزل عن الطريقة التي اعتادت عليها الحماة، ومما يزيد من هذا الخلاف عدم وجود مساحات للتفاهم والتواصل بين الزوجة والحماة مما يؤدي الى تأزم العلاقة وتصعيد المشكلات. كيف يمكن حل المشكلة للزوجة دور أكبر في حل النزاع، فالتعامل بحكمة واحترام لحماتها وعدم اعتبارها خصماً بل فردا مهما في حياة زوجها يعتبر أولى الخطوات لإيجاد مساحة تفاهم وعلاقة مستقبلية ناجحة، ويأتي في المرتبة الثانية التعاطف مع الحماة ومحاولة بناء علاقة ودية تشعرها بأنها لا تزال جزءا من حياة ابنها، تحديد حدود واضحة، فمن الضروري أن تضع الزوجة حدودًا صحية تحافظ على استقلاليتها دون أن تسبب مشكلات مع حماتها. ثم يأتي دور الحماة في حل هذه المشكلة بأن تدرك أن ابنها الآن مسؤول عن أسرته الجديدة، وتقوم بتقديم النصائح بأسلوب غير تدخلي ودون فرض الآراء او التدخل في القرارات الشخصية للزوجين، وتحرص على بناء علاقة صداقة مع الزوجة من خلال الحوار والمشاركة في لحظات سعيدة بدلا من التركيز على الإشكاليات. وأخيرا يأتي دور الزوج الذي يمثل حلقة الوصل بين والدته وزوجته، وعليه أن يتعامل بذكاء مع أي توتر ويعمل على تهدئة الأوضاع، ولا ينحاز لطرف ضد الآخر بل يسعى لتحقيق التوازن بين الطرفين، ويعزز الاحترام المتبادل بين الزوجة والحماة لخلق بيئة إيجابية داخل البيت. كسرة أخيرة العلاقة بين الزوجة والحماة يمكن أن تكون مصدرًا للدعم أو سببًا للتوتر، وفقًا للطريقة التي يدير بها الأطراف هذه العلاقة، لذا فإن التفاهم، الاحترام، وتحديد المساحات الشخصية هي مفاتيح أساسية لضمان حياة زوجية مستقرة خالية من الصراعات التي تحدث في كل بيت خاصة في بلادنا الإسلامية والعربية على الخصوص لأن طابع مجتمعاتنا تعيش في نظام الأسر الممتدة عادة بوجود الجدة والجد والأم والوالد والأعمام والخيلان، لذلك التسامح والتقاضي عن الصغائر والاهتمام بالأساسيات التي تعتبر عمود البيوت هو المخرج الوحيد لخلق أجواء صحية وخالية من الصراعات والمشكلات، ولنا عودة لهذا الموضوع الاجتماعي الحساس.
774
| 21 مايو 2025
في حياتنا اليومية، نتعامل مع أنواع مختلفة من الأشخاص، بعضهم يشكل إضافة إيجابية لحياتنا، والبعض الآخر يستنزف طاقتنا ويعيق تقدمنا، إليك سبعة أنواع من الأشخاص الذين يجب عليك تجنبهم للحفاظ على حياتك أكثر توازنًا وصحة نفسية. * أشخاص «العربة اليدوية»: هؤلاء يحتاجون دائمًا إلى دعمك لكنهم لا يقدمون أي فائدة لك، أنت بالنسبة لهم مجرد وسيلة لحل مشاكلهم، بعد أن تساعدهم، تجد نفسك تدفعهم إلى الأمام بينما هم لا يبذلون أي جهد للمضي قدمًا، يستنزفون طاقتك ووقتك كيف تتجنبهم؟ حدّد حدودك معهم، ودعهم يتحملون مسؤولية حياتهم. * أشخاص «البعوض»: لا يفكرون إلا في سحب الخير من حياتك واستبداله بالسموم، هم فقط يظهرون عندما يريدون الاستفادة منك، ثم يتركونك محبطا أو مرهقًا بعد ذلك، ويبحثون عن الفوائد دون أن يضيفوا أي قيمة، إن هؤلاء يغنون لك فقط عندما يستفيدون منك، ولكنهم يطعنونك في ظهرك بعد ذلك كيف تتعامل معهم؟ لا تسمح لهم بالوصول إلى حياتك العاطفية أو الشخصية بسهولة. * أشخاص «السقالات»: يعتقدون أن مساعدتهم لك تمنحهم الحق في السيطرة عليك، بمجرد أن تحتاج إليهم مرة، يحاولون أن يبقوا في حياتك كعبء دائم بدلًا من إضافة إيجابية، ويتوقعون منك أن تكون تحت سيطرتهم دائمًا، ومن المهم أن تعرف متى ينتهي دورهم في حياتك وتتخلص منهم فورًا إذا بدأوا يعوقون تقدمك، كيف تتجنبهم؟ استخدم تقديرك الذاتي ولا تخضع لأي سيطرة غير مبررة. * أشخاص «التمساح»: يتظاهرون بأنهم أصدقاء لكنهم يبحثون عن نقاط ضعفك لاستغلالها ضدك لاحقًا، هم ماكرون، نمامون، ومتآمرون، ويتقربون منك فقط لمعرفة أسرارك، فالتمساح يتظاهر لكسب تعاطفك، ثم يستغل ذلك ليهاجمك لاحقًا، كيف تتعامل معهم؟ لا تشارك معهم أسرارك، واحترس من نواياهم الحقيقية. * أشخاص «الحرباء»: يتغيرون حسب مصلحتهم، مليئون بالغيرة والحسد، قد يتظاهرون بدعمك لكنهم في الحقيقة ينتظرون سقوطك، يتظاهرون بأنهم معك، لكنهم يراقبون تقدمك بنوايا سيئة، فالصديق الحاسد يمكنه أن يدمر أحلامك ويعوق تقدمك، كيف تتجنبهم؟ احرص على التعرف إلى حقيقة نوايا الأشخاص من خلال أفعالهم وليس أقوالهم فقط. * أشخاص «المثبطون»: لا يؤمنون بأحلامك ولا يدعمونها، هم الأشخاص الذين يخلقون المشاكل بدلًا من إيجاد الحلول، ويركزون دائمًا على الفشل، فهم لا يملكون أحلامًا، لذا لن يقدروا أحلامك أو يدعموها، كيف تتعامل معهم؟ تمسك بأحلامك، ولا تسمح لهم بالتأثير على قراراتك. * أشخاص «جامعو القمامة»: يعيشون على نشر الأخبار السلبية، يُحبون الحديث عن المشاكل والمآسي، وينشرون الأخبار السيئة فقط، ولا يضيفون أي طاقة إيجابية لحياتك، كيف تتجنبهم؟ لا تشاركهم مشاكلك، وابحث عن بيئة أكثر إيجابية. من مسؤوليتك أن تفحص حياتك لتحدد من يحيط بك. حياتك ستتحسن بمجرد أن تتواصل مع الأشخاص الإيجابيين وتتخلص من السلبيين. كسرة أخيرة لكي تعيش حياة أكثر توازنًا، عليك أن تفحص دائرة علاقاتك جيدًا، التخلص من الأشخاص السلبيين لا يعني القسوة، لكنه قرار ضروري للحفاظ على صحتك العقلية والنفسية، استثمر وقتك في الأشخاص الذين يدفعونك إلى الأمام، وليس الذين يسحبونك إلى الخلف، يجب أن نحذر بأن هؤلاء الأشخاص موجودون في حياتنا اليومية بصور مختلفة ويعتبرون أكبر مستهلكين للطاقة، الوقت، والموارد.
1314
| 14 مايو 2025
شهد المجتمع القطري في السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الطلاق، وهو أمر يدعو إلى الوقوف عند أسبابه الحقيقية وتأثيراته على النسيج الاجتماعي، خاصة أن المجتمع القطري يُعرف بتماسكه العائلي وتمسكه بالقيم والتقاليد التي تعزز الاستقرار الأسري، ومع ذلك، فإن هناك عوامل متعددة تؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة، بعضها يرتبط بالمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية، وبعضها الآخر نتيجة لسلوكيات فردية تؤثر على استمرارية الحياة الزوجية. وبصرف النظر عن العوامل الاجتماعية والاقتصادية العديدة التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة المخلة بنسيج المجتمع، فهناك أمور يا من يريد الطلاق يجب التريث والتعقل عندها قبل اتخاذ هذا القرار المصيري الذي يغير حياة إنسان أو إنسانة ارتبطت بشخص آخر. تدخل أفراد العائلة في حياة المتزوجين كثر الطَّلاق اليوم حينما تدخل الآباء والأمهات في شؤون الأزواج والزوجات، الأب يتابع ابنه في كل صغير وكبير، وفي كل جليل وحقير، والأم تتدخَّل في شؤون بنتها في كل صغير وكبير، وجليل وحَقير، حتى ينتهي الأمر إلى الطلاق والفراق، ألم يعلما أنه من أفسد زوجة على زوجها أو أفسد زوجا على زوجته، لعنه الله؟، إن كانت زوجتك ساءتك اليوم، فقد سرتك أياما، وإن كانت أحزنتك هذا العام، فقد سرتك أعواما. يا من يريد الطلاق، صبرٌ جميلٌ، فإن كانت المرأة ساءتك، فلعل الله أن يُخرج منها ذرية صالحة تقر بها عينيك، فالمرأة تكون عند زوج تؤذيه وتسبه وتهينه وتؤلمه، فيصبر لوجه الله ويَحتسب أجره عند الله، ويعلم أن معه الله، فما هي إلا أعوام حتى يقر الله عينيه بذرِّية صالحة، وما يدريك فلعل هذه المرأة التي تكون عليك اليوم جحيما، لعلها أن تكون بعد أيام سلاماً ونعيماً، وما يدريك فلعلها تحفظك في آخر عمرك، صبرٌ فإن الصبر عواقبه حميدةٌ، وإن مع العسر يسراً. أسباب أخرى أدت لانتشار الطلاق كثر الطلاق اليوم حينما فقدنا زوجًا يرعى الذمم، حينما فقدنا الأخلاق والشيم، زوج ينال زوجته اليوم فيأخذها من بيت أبيها عزيزة كريمة ضاحكة مسرورة، ويردها بعد أيام قليلة حزينة باكية مطلقة ذليلة، كثر الطلاق اليوم حينما استخفَّ الأزواج بالحقوق والواجبات، وضيعوا الأمانات والمسؤوليات، سهر إلى ساعات متأخرة، وضياع لحقوق الزوجات، والأبناء والبنات، يُضحك الغريب ويُبكي القريب، يُؤنس الغريب ويُوحش الحبيب، مع تزايد الوفرة المادية، أصبح الطلاق خياراً متاحاً بسهولة أكبر للعديد من الأزواج مقارنة بالماضي، حيث لم يعد الأمر يتعلق بالاستمرارية رغم المشكلات، بل بات الكثيرون يلجأون إلى الطلاق كحل سريع لأي خلاف دون محاولة التفاهم أو معالجة المشاكل، بالإضافة إلى عدم استعداد الطرفين نفسيا واجتماعيا للحياة الزوجية يُعد سبباً رئيسياً في انهيار الزواج بسرعة، خاصة عندما لا يكون هناك فهم عميق لمسؤوليات الزواج والتحديات التي قد تواجههم، وعدم استعداد الطرفين نفسياً واجتماعياً للحياة الزوجية يُعد سببًا رئيسيًا في انهيار الزواج بسرعة، خاصة عندما لا يكون هناك فهم عميق لمسؤوليات الزواج والتحديات التي قد تواجههم، بالإضافة إلى أن بعض الأزواج يدخلون الزواج بتوقعات مثالية غير واقعية، وعندما يصطدمون بالواقع العملي للحياة الزوجية وتحدياتها، يشعرون بالإحباط ويفضلون إنهاء العلاقة بدلاً من التعامل معها بوعي ونضج. الآثار السلبية لانتشار الطلاق من أكبر الآثار السلبية لحالة الطلاق هو تفكك الأسرة وضعف الروابط الأسرية، مما يؤثر على الأطفال نفسياً واجتماعياً، وكذلك زيادة الأعباء المالية والقانونية الناجمة عن النزاعات المتعلقة بحقوق الزوجين بعد الطلاق، وانتشار الشعور بعدم الأمان العاطفي في المجتمع، حيث يصبح الزواج أقل استقرارًا وأكثر عرضة للانهيار السريع، وهناك أثر نفسي واجتماعي على الأطفال، حيث يؤثر انفصال الأبوين على النمو العاطفي والسلوكي للأطفال. الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الطلاق يظل تعزيز برامج التأهيل قبل الزواج التي تساعد الأزواج على فهم التحديات الزوجية والتعامل معها بوعي ونضج هو من أولويات الحد من هذه الظاهرة ولا يقل أهمية عن الفحص الطبي قبل الزواج، وبما أن بلادنا تهتم بالأمور الأسرية وأنشأت الدولة مراكز متخصصة للاستشارات العائلية فيبقى من السهل تفعيل دور هذه المراكز بحيث تكون هناك جهات مختصة تقدم الدعم اللازم لحل المشكلات قبل أن تصل إلى مرحلة الطلاق، ويظل دور نشر الوعي المجتمعي حول الزواج والتفاهم الزوجي، من خلال الحملات الإعلامية والبرامج التدريبية من ذات المركز، وهناك أمور وعادات يجب التخلي عنها من قبل أفراد العائلة منها التخفيف من التدخل العائلي المفرط بين الزوجين، وذلك بترسيخ ثقافة احترام استقلالية الزوجين في اتخاذ قراراتهما، ونشر ثقافة الحوار بين الأزواج، حيث يجب أن تكون هناك مساحة للنقاش الصريح حول أي مشاكل لضمان استمرار العلاقة بشكل صحي ومتوازن. كسرة أخيرة الطلاق ليس مجرد قرار قانوني، بل هو تغيير جذري في حياة الفرد والأسرة، ولذلك يجب التعامل معه بحكمة وتعقل قبل اتخاذه، خصوصا عندما تكون هناك إمكانية لحل الخلافات وإعادة بناء العلاقة على أسس متينة من الحب والتفاهم.
1107
| 07 مايو 2025
يُعتبر الإرث من القضايا الشائكة التي تبرز معاني العدالة والتكافل الأسري، إلا أن بعض الممارسات تجعل هذه الحقوق عرضة للضياع بسبب الظلم والتلاعب في توزيع التركة، خاصة عندما يكون هناك أبناء من زوجات مختلفات، مما يخلق نزاعات طويلة الأمد في المحاكم قد تُدمر الروابط والعلاقات الأسرية، لابد أن نعلم جميعاً بأن الإرث ليس مجرد تقسيم للأموال، بل هو اختبار للقيم والمبادئ الأسرية، فحين يتم توزيعه بعدل، يحفظ الروابط الأسرية، بينما يتحول إلى عامل هدم عندما يُستخدم كوسيلة للإقصاء والظلم. - مشكلة حرمان الأبناء من حقوقهم الشرعية في بعض الحالات، نجد أن الأب يتعمد تسجيل الممتلكات باسم بعض أبنائه دون الآخرين، أو يُوجه ثروته بالكامل إلى الأبناء من الزوجة الثانية، متجاهلًا حقوق الأبناء من الزوجة الأولى المطلقة، وهذه الممارسة تُحدث شرخاً عميقاً في العلاقات الأسرية، حيث يشعر هؤلاء الأبناء بالظلم والتهميش رغم أن الشرع والقانون يمنحهم حقوقًا واضحة في الإرث، وفي بعض الحالات، يتواطأ بعض الورثة في عمليات تسجيل الممتلكات بأسمائهم فقط، مما يؤدي إلى حرمان الأخ أو الأخت من حصتهم الشرعية، هذه الممارسات لا تتسبب فقط في أزمات قانونية، بل تترك أثراً نفسياً عميقاً على الأبناء الذين يجدون أنفسهم مجردين من حقهم الطبيعي بسبب الطمع أو الغش، وفي إحدى الحالات، يكون الأب قد تزوج بامرأة ثانية بعد طلاق الأولى، وأنجب أبناء من الزوجة الثانية، وعند توزيع الإرث، قام الأب بتسجيل جميع الممتلكات باسم أبنائه من الزوجة الثانية، بينما حُرم الابن الوحيد من الزوجة الأولى من أي نصيب، على الرغم من أحقيته الشرعية، هذا الأمر أدى إلى صراعات قضائية طويلة بين أفراد الأسرة وأثر نفسي سلبي على الابن المحروم، وفي حالات أخرى يقوم الأب بإخفاء بعض الممتلكات وتسجيلها باسم أحد أبنائه المقربين، بحجة الحفاظ عليها، دون معرفة بقية الورثة، عند وفاة الأب، يتفاجأ بقية الأبناء بحرمانهم من حصة كبيرة من الميراث، مما يؤدى إلى تفكك الأسرة ودخولهم في نزاعات قانونية مكلفة. التلاعب في تقسيم التركة وتأثيراته إن ظلم الأبناء في الإرث لا يقتصر على القرارات الشخصية للأب، بل يمتد أحيانًا ليشمل ممارسات غير قانونية مثل تزوير الوثائق، تسجيل الممتلكات قبل وفاة الأب بفترات قصيرة، وإخفاء بعض الأموال عن أصحاب الحق الشرعي، هذه الأساليب تؤدي إلى تفكيك الأسرة، حيث تتحول العلاقات الأخوية إلى نزاعات قضائية تستنزف الجهد والمال، وأحياناً يحدث في حياة الأب أن يكتب بعض الوراث بيوتا أو أي ميراث آخر باسمهم ويتجاوزون الأبناء من الأم المطلقة، لذا يجب على المسؤولين أن يتحققوا من قبل إجراء التسجيل بحضور جميع الأبناء الوارثين وبرضاهم، وفي أحيان أخرى يعطي الأب توكيلا لإحدى زوجاته أو لاحد أبنائه فهنا يفتح الباب للتصرف بهذه الأملاك بدون وجه حق مما يقع في ظُلم عدد من الأبناء الذين لديهم حقوق في الإرث. الحلول الممكنة لمواجهة الظلم في الإرث أولاً: يجب على الجهات المعنية بالدولة نشر التوعية القانونية والتوعية حول الحقوق الشرعية والإجراءات القانونية لتقسيم الإرث وفقًا للأنظمة والقوانين، ثانياً: ينبغي تفعيل الدور القضائي لتعزيز دور المحاكم في مراقبة عمليات توزيع الإرث لضمان العدالة وعدم التلاعب في الحقوق، ثالثا: من الضروري وجود جهود مجتمعية لتعزيز ثقافة العدل والتسامح بين الأبناء في إطار المصالحة الأسرية، حتى لا تتحول قضية الإرث إلى صراع يدمر العلاقات، رابعاً وأخيرا: يجب فرض رقابة صارمة على عمليات تسجيل الممتلكات لدى الجهات المعنية لضمان عدم التلاعب بحقوق الورثة وتحقيق الشفافية في التوثيق. كسرة أخيرة الإرث هو حق مشروع لجميع الورثة كما حدده الدين والقانون، وهو وسيلة للحفاظ على الترابط الأسري بعد رحيل الأحبة، لضمان عدالة توزيع الإرث وتجنب أي خلافات أو نزاعات من المهم تعزيز التوعية بضرورة اتباع الشريعة والقانون في توزيع التركة، وضمان الشفافية في التوثيق والتعامل، حتى لا تتحول التركة من نعمة إلى نقمة، وتذكروا دائما أن العدل في توزيع الإرث يُحافظ على العلاقات الأسرية ويضمن رضا الله، بينما الظلم يُخلّف وراءه آلاما قد تستمر لأجيال.
1644
| 30 أبريل 2025
عندما يتعلق الأمر بقطاع غزة الذي يظهر صمودا منقطع النظير رغم صغره ككيان يوصف بأنه زنزانة كبيرة جمعت نحو مليونين وثلاثمائة ألف فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 362 كلم2، إلا أن الفلسطينيين في غزة يظهرون صمودا أسطوريا في كل مرة يقاومون فيها الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، فرغم العدوان والدمار والقتل وفراق الأحبة، يتشبثون بالصبر، وعيونهم صوب إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة، رغم كل هذا الصمود بما في ذلك قتل كل إمكانية للحياة في شمال قطاع غزة على وجه التحديد مثل قصف المستشفيات والمرافق الحيوية، وإخراجها من الخدمة، والمخابز ودور العبادة والطرقات والمدارس التابعة للأمم المتحدة ودور الإيواء وغير ذلك، وعدم السماح بدخول أي مساعدات إلى هناك، بما حمل رسالة واضحة بأن المنطقة لم تعد ولن تكون صالحة للحياة- لم تكن النتيجة كما خطط الاحتلال، وكما يمكن أن يكون التوقع المنطقي. لن تسقط غزَّة قرأت مقالا قويا بقلم الكاتب الفلسطيني أدهم شرقاوي بعنوان لن تسقط غزة، وددت أن أشارككم معي في هذا المقال بتصرف والذي يجسد الصمود الغزاوي الذي سطره الكاتب واختزله في كلمات وتعابير قوية تحمل في طياتها حقائق ومعلومات وآراء منطقية تؤكد للعالم كله أن هذا الصمود الإعجازي لأهل غزة لم يولد بالصدفة بل نابع عن عقيدة راسخة تؤمن بالأرض والوطن وتؤمن بقدسية الأقصى باعتبارها إحدى القبلتين للمسلمين وأرضا مباركة يجب على المسلم الدفاع عنها بالنفس والمال، غزَّة ليست مجرد مدينة، بل ملحمة تتجسد فيها الإرادة والعزيمة في أبهى صورها، ولتسليط الضوء على جوانب أخرى من هذا الصمود، وهناك كثير من الأمثلة الحقيقية التي تثبت أن غزَّة هي رمزٌ للإرادة التي لا تُهزم نشاهدها يوميا في صور الأخبار ورسائل صفحات التواصل الاجتماعي رغم قساوتها ولكنها ترمز لهذا الصمود الإعجازي في العصر الحديث الذي لم نسمع عنه إلا في الأزمان القديمة. صمود وإبداع تحت الحصار والعدوان منذ سنوات طويلة، تعيش غزَّة تحت حصار خانق يعزلها عن العالم، ورغم ذلك، استطاع أهلها بناء منظومة حياتهم بكل تحدٍّ، من الزراعة والصناعة إلى التعليم، لتبقى غزَّة واحة للحياة وسط هذه الظروف القاسية، على مدار تاريخها، واجهت غزَّة العديد من الاعتداءات العسكرية التي أرادت كسر روحها، لكنها بقيت صامدة بأهلها ومقاومتها، وأصبحت عنواناً للثبات الذي لا يتزعزع، حيث قدّم أهلها نموذجًا عالميًا يُحتذى به في مواجهة الطغيان، رغم القصف والدمار، أصر أطفال غزَّة على الذهاب إلى المدارس، حتى في أصعب الظروف. مشهد الأطفال يحملون كتبهم في طريقهم إلى التعلم وسط الأنقاض هو شهادة حية على أن غزَّة تستثمر في أجيالها رغم كل التحديات، ورغم حجم هذه التحديات إلا أن العالم كان يشهد مبدعين من غزَّة في مجالات مختلفة، كالطب والهندسة والفن، ممن نجحوا في إبراز مواهبهم رغم شح الموارد وظروف الحصار، مما يثبت أن غزَّة ليست فقط رمزًا للصمود بل منصة للإبداع رغم المعاناة. تلاحم إجتماعي في أوقات المحن، يُظهر أهل غزَّة تلاحماً اجتماعياً غير مسبوق، حيث يتقاسمون الطعام والماء، ويساعدون بعضهم البعض في إعادة بناء ما دمرته الأيام، هذا التكاتف يعكس أن قوة غزَّة الحقيقية تكمن في وحدتها، فهي اليوم ليست مجرد مدينة محاصرة، بل قصة إنسانية تروي أعظم معاني الكرامة والإرادة، لن تسقط غزَّة؛ لأن أهلها أقوى من أي تحدٍّ، ولأنها ليست فقط جغرافيا، بل قلب ينبض بالأمل والمقاومة، في مشاهد مهيبة، يستمر الأطفال في غزة بالذهاب إلى مدارسهم حتى لو كانت مدمرة، بينما المدرسون يقدمون دروسهم تحت ظروف قاسية، لأنهم يؤمنون بأن العلم هو أمل المستقبل، كما نشاهد الشبان والشابات في غزة يظهرون دوراً بارزاً في إطلاق الحملات التطوعية لمساندة الأسر المتضررة، سواء عبر توزيع الغذاء أو توفير المسكن، مما يعزز الترابط الاجتماعي ويخفف معاناة المتضررين، هذه الأمثلة ليست مجرد أفعال عابرة، بل هي دليل على أن قوة غزة الحقيقية تكمن في وحدتها، وفي إيمانها بأن العطاء والصمود هما السبيل للحفاظ على الكرامة والإرادة، غزة ليست مجرد مدينة على الخارطة، إنها قصة حية تُكتب بكل تفانٍ وأمل. كسرة أخيرة ولكارهي غزَّة، أولئك الذين ينتظرون لحظة سقوطها بفارغ الصبر، نقول: اِخْسَؤوا، غزَّة صامدة بأهلها، لأن إرادة أهلها أقوى من حصاركم، وكرامتهم أغلى من تهديداتكم. سيمضي الزمان، وسيموت أعداء الحق واحداً تلو الآخر، ولكن غزَّة ستظل واقفة، تتحدى، وتنتصر.
501
| 23 أبريل 2025
في يوم من أيام الصيف الحار كان رجل يسافر مع أسرته عبر صحراء مترامية الأطراف، حين تعطلت سيارته فجأة، حاول تشغيلها مرارًا دون جدوى، وبينما هو في حيرة من أمره توقفت سيارة أخرى بجانبه ونزل منها رجل غريب وسأله بلطف: «ما الأمر؟»، فأخبره بما حدث وحاول الغريب مساعدته لكن العطل كان أكبر من أن يُحل في الطريق، قال الرجل الغريب: «خذ سيارتي وأكمل بها رحلتك مع أسرتك وسأنتظر هنا حتى ترسل لي ‹ونش› من مدينتك لسحب سيارتك»، تفاجأ المسافر وقال: «لكن هذا سيستغرق ساعات طويلة!»، فأجابه الرجل بابتسامة: «أنا وحدي أما أنتم فعائلة. لا تقلق»، أخذ الرجل السيارة ورقم هاتفه ومضى في طريقه ليعود في اليوم التالي ومعه سيارة الرجل وسحب سيارته إلى ورشة الإصلاح ثم أعاد إليه سيارته بكل أمانة وامتنان. عمل الخير لا يضيع أبداً ومرت الأيام، وتذكر صاحب العائلة هذا المعروف الجميل فاتصل بالرجل ليطمئن عليه أجابته زوجته بأن زوجها في السجن بسبب تراكم الديون وذكرت له اسم السجن، في اليوم التالي حمل الرجل مئة ألف ريال من ماله الخاص وذهب إلى السجن وسلّم المبلغ لضابط معروف بنزاهته قائلاً: «هذا المبلغ لسداد ديون فلان، وما زاد فلكم»، سأله الضابط عن اسمه فقال: «لا حاجة لذكره» وغادر، وبعد عشرين يومًا اتصل مرة أخرى بزوجة الرجل فأخبرته أن زوجها ما يزال في السجن، عاد مسرعًا إلى السجن وسأل الضابط: «لماذا لم يُفرج عنه؟»، فأجابه الضابط متعجبًا: «الديون التي عليه تبلغ ثلاثة ملايين ريال والمئة ألف لم تُغنِ شيئًا، لكن ما أدهشني حقًا أنه رفض أن يُسدد المبلغ له وطلب أن تُستخدم لفك كرب من عليه خمسة أو عشرة آلاف، وقد أطلقنا بها سراح اثني عشر سجينًا»، قال الرجل بهدوء: «خيرًا إن شاء الله»، ثم غاب قرابة شهر جمع خلاله المبلغ الكامل من مدخراته ومن تبرعات أهل الخير، وعاد إلى السجن وسدد كامل ديون ذلك الرجل النبيل ليخرج إلى النور بعد ظلمة السجن جزاءً لموقف عظيم لا يُنسى. اصنع الخير لأنه دائما يحدث فرقاً في الحياة، يمر الإنسان بمواقف يعتقد أنها مجرد أفعال بسيطة لا تحمل في طياتها الكثير من الأهمية، ولكن الحقيقة تختلف تمامًا، فالخير الذي يصنعه الفرد، حتى وإن بدا بسيطًا وفي مكان لا يُلاحظ مثل قلب الصحراء، قد يكون له أثر يتجاوز التصور ويعود إليه بأعظم الطرق وفي اللحظات التي لم يكن يتوقعها، تلك الفكرة، التي قد تبدو فلسفية، ترتبط بتجارب إنسانية حقيقية، تثبت أن الخير يحمل طبيعة خفية قادرة على الانتشار بطرق غير مرئية، فحين يغرس الإنسان بذرة الخير، لا يكون عليه أن يراقب أين وكيف ستنمو، لأن هذه البذرة تحمل قوة ذاتية تجعلها تنبت وتثمر في مكان وزمان قد يكونان غير مألوفين، لكنها تعود لتمنحه حصادًا أعظم مما يتخيل، الأفعال الخيرة لا تحتاج إلى اعتراف مباشر أو نتائج فورية؛ بل هي تظل كامنة في ذاكرة الحياة، تتفاعل مع الظروف وتنتقل من شخص إلى آخر، حتى تعود إلى صانعها في صورة رضا، أو دعم، أو حتى موقف ينقذ حياته. إن صنع الخير في قلب الصحراء يشبه العطاء دون انتظار مقابل، هو أن تمد يدك للمساعدة دون النظر إلى من يُساعدك لاحقًا، لأن الخير في جوهره لا ينتهي، بل يتجاوز الحدود ويتفاعل مع الإنسانية ليبني جسور التواصل والمحبة في هذا العالم الذي غالبًا ما يحتاج إلى تلك القيم، وقد علمنا التاريخ وديننا الحنيف، أن عطاء الخير يعود دائمًا بأكثر مما نتوقع، مثل قصة الرجل الذي سقى كلبًا عطشانًا في الصحراء، فلم يكن يتوقع أن ينال بركات عظيمة، ولكن فعلته تلك أصبحت رمزًا عالميًا لقيمة الرحمة والخير، في النهاية، عليك أن تصنع الخير لأنك تؤمن به، لا لأنك تنتظر مقابلًا، لأن هذا العطاء النقي يُزرع في قلوب الآخرين وفي الحياة، لتجده ينتظرك يومًا بأعظم صورة، اصنع الخير، أينما كنت، لأنه دائمًا يُحدث فرقًا. كسرة أخيرة هناك كثير من الأمثلة التي نمر بها في حياتنا اليومية ونسمع القصص عنها تؤكد أن أي عمل خير تقوم به ولو كان بسيطا ولا يكلفك شيئا تجد انفراجات كبيرة تنتظرك بسبب ما فعلته من خير، هذه الأمثلة توضح أن الخير الذي يُقدَّم بإخلاص لا يضيع أبدًا، بل يعود إلى صاحبه بأعظم الطرق وأجملها، وفي الأوقات التي يحتاج إليها أكثر مما يتوقع، الخير دائمًا أزرع أثرًا إيجابيًا في الحياة، سواء أدركته فورًا أم لم تدركه.
528
| 16 أبريل 2025
في زمن الصمت المخزي، والخذلان المتكرر، تبقى غزة ميزان الإيمان، ومحكّ الصدق في النوايا والدعاء والمواقف، ما لا يسع المسلم تركه في نصرة غزة كثير، لكنه يبدأ من القلب: دعاء صادق في جوف الليل، وتضرّع بين يدي الله لا يقطعه يأس، ولا يخذله فتور، ثم من اللسان: كلمة حق، توعية، حديثٌ في المجالس، دفاع عن القضية، وفضح للظالمين مهما كان الثمن، ومن الجوارح: نصرة بالمال، دعم للمقاومة والجرحى والأرامل، ونشر للحقائق بكل وسيلة ممكنة. لا يُعذر مسلم اليوم أن يكون بارد الشعور، أو متفرجًا على الألم، أو منشغلاً عن أعظم جراح الأمة، فغزة ليست فقط مدينة محاصرة… إنها اختبار مفتوح لكل قلب حيّ: هل أنت مع المظلوم؟ أم أنك نسيت؟، من لم ينصر غزة وهو قادر، فليراجع إيمانه، ومن لم يوجعه جرحها، فليسأل نفسه: أين أنا من هذا الحديث « قول النبي ﷺ: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه ويقول ﷺ: من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ويقول ﷺ: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. أو حديث النبي ﷺ حينما قال:» مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، هكذا المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكت عينه اشتكى جسمه كله، إذا اشتكى يده اشتكى.. …”؟ غزة لا تحتاج الشفقة بل تحتاج إلى النصرة غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تحمل في طياتها معاناة شعب بأكمله، لا تحتاج إلى نظرات الشفقة أو كلمات المواساة العابرة، غزة تحتاج إلى نصرة حقيقية، نصرة تعيد لها الحياة والكرامة، وتكسر قيود الحصار الذي يخنقها منذ سنوات طويلة، الحصار المفروض على غزة ليس مجرد عقوبة جماعية، بل هو محاولة لطمس إرادة شعب صامد، شعب يواجه يوميًا نقصاً في الغذاء، الدواء، والكهرباء، ومع ذلك يظل متمسكاً بحقه في الحياة والحرية، إن الشفقة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تتحول إلى أفعال ملموسة تدعم صمود هذا الشعب وتعيد له حقوقه المسلوبة. النصرة لغزة تعني الوقوف بجانبها سياسياً، اقتصادياً، وإنسانياً، تعني الضغط على المجتمع الدولي لإنهاء الحصار، وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمرته الحروب، النصرة تعني أيضاً تعزيز التضامن العربي والإسلامي، والعمل على توحيد الجهود لدعم القضية الفلسطينية، غزة ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي رمز للصمود والإرادة، شعبها لا ينتظر الشفقة، بل ينتظر نصرة تعيد له الأمل في مستقبل أفضل، فلنكن جزءاً من هذه النصرة، ولنساهم في رفع صوت غزة عالياً حتى يسمعه العالم بأسره. * هل حان وقت الملحمة الكبرى التي جاءت في حديث رسول الله ﷺ حينما قال: عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال..» فالملحمة الكبرى حرب عظيمة تكون بين الروم وبين المسلمين في آخر الزمان، قبل خروج الدجال، قال الدكتور عمر بن سليمان الأشقر في القيامة الصغرى: الآيات الكبرى متتابعة في وقوعها، لا يكاد يفصل بينها فاصل زمني، وهي تشبه في تتابعها إذا وقعت العقد إذا انقطع سلكه الذي ينتظم حباته، فإن الحبة الأولى تسقط فتتبعها بقية الحبات بلا تأخير، قد يكون الملحمة الكبرى في فلسطين او غزة كما يقال في بعض الكتب منطقة بالقرب من (جنين) خاصة أن هناك بوادر اتحاد بين الدول الغربية برعاية الولايات المتحدة في عهد ترامب، خاصة في حرب غزة الأخيرة التي استعانت إسرائيل فيه بمخابرات عدة دول منها المعلن ومنها غير المعلن، رغم ان شعوبها تنتفض نصرة لغزة ولكن الهدف الاستراتيجي واضح للجميع هو ما صرح به الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير أهل غزة وتوسيع نفوذ إسرائيل الذي قال عنها في مرة من المرات بانها دولة صغيرة وتستحق ان تضم اليها الضفة الغربية وغزة. كسرة أخيرة غزة تستحق أن تكون حرة، قوية، ومزدهرة، فلنكن نحن من يساهم في تحقيق ذلك، خاصة أن برنامج الغذاء العالمي الذي كانت تموله الولايات المتحدة الأمريكية ألغى جميع العقود المبرمة مع الشركات لإغاثة المنكوبين في الشرق الأوسط وكان المقصود من الإدارة الأمريكية الجديدة هو غزة بالأخص دون غيرها لتنفيذ أجندة الإدارة الجديدة في محو اثار غزة وتهجير أهلها وبالتالي فلسطين والانتهاء من القضية الفلسطينية للأبد، الآن الفرصة متاحة للدول العربية والإسلامية للتكاتف والتعاضد من أجل إغاثة أهلهم في غزة، ودولنا قادرة على تقديم الأفضل بدون من ولا أذى ولا أجندة سياسية، فلتتحد الدول العربية من باب الإنسانية لنصرة أهل غزة.
759
| 10 أبريل 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4326
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2160
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
1944
| 10 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1797
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
975
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
723
| 10 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
672
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
651
| 04 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل