رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن تجديد منهج الأمة الإسلامية الفكري لن يقوم إلا على مكون "عقيدي توقيفي توفيقي" يكون قاعدة لمسيرة البناء الفكري للأمة ويستدعي هذا التصديق بالآتي: أن مفهوم التوحيد هو أصل المعرفة ومنتهى سبيل الحكمة. وحقيقة التوحيد هي أصل الوجود والخلق. عدم التصديق بهذا المفهوم وتنزيهه وتمثله في سواء عقل المسلم كما يجب، يجعل أي فكرة إسلامية هباء منثورًا ويرمى بها في غياهب الفكر الإلحادي الذي هو على استعداد لتلقف مثل تلك الانحرافات العقيدية من قبل المفكرين المسلمين وتقويتها. وهذا تعاني منه أغلب الأفكار التي تصدر عن كثير من المسلمين منذ بداية القرن الماضي، وهناك مشكلة حقيقية لدى كثير منهم في مقدرتهم على التبرؤ من هذا. ولعل من أكثرها رسوخا في عقولهم فكرة الحلول ووحدة الوجود ودين الإنسانية والعقلانية والحداثة وما بعدها والإلحاد الصريح والمستتر وما ترتب عليه في النهاية من التشكيك في الوحي والقرآن والسنة ورفض فكرة الغيب مطلقا. وتأتي كل تلك الانحرافات نتيجة لانحراف الأسس المعرفية ولضعف في الإيمان والاعتقاد، وبالتالي الالتباس في مفهوم التوحيد. الإيمان برسالة نبي الإسلام كخاتمة للهداية الإلهية وعدم الأخذ بمثاليات أو اتجاهات فكرية وضعية تدانيها أو تستوجب مراجعتها ونقد أصولها. تلك المثاليات والاتجاهات الفكرية يجب وضعها في إطارها الصحيح كمرجعيات واجبة لفهم اتجاهات الفكر العالمي فقط. الإيمان بما تحوي عقيدة المسلم من بُعد غيبي توقيفي واجب التصديق به مطلقًا. وبُعد تشريعي مدني توفيقي يحقق السمة التكاملية للأمة الإسلامية ودورها الكوني. الإيمان بالنفس الإنسانية على فطرتها، سوية وسليمة، سوية بالتصديق أن الشر ليس منها وسليمة بتبرئتها من الشرك حيث جاء وكميدان لتقبُّل المعرفة والحكمة والخير والجمال وعوامل التغيير في سبيل الترقي. فيكون حينئذ التنوع في الاتجاهات والمذاهب الفكرية انعكاسا مباشرا لتنوع وتقلبات القبول الفطري لها وليس القبول السلبي بآراء الغير. التصديق بأن الشريعة الإسلامية منهج كاف للحياة ولها قدسيتها لدى المسلمين فمرجعها الكتاب والسنة، ثابتة بأصولها ومنفتحة على مستجدات الزمن وضروراته وتحتمل الاجتهاد في حدود تلك الأصول وما تقره حكمة الأمة إجماعًا. ضرورة استصحاب كل ما يثبت صلاحه من أفكار سواء كان مصدرها شرقيا أو غربيا. فالفكرة الصالحة يجب الأخذ بها أيا كان مصدرها طالما أنها لا تتعارض مع عقيدة التوحيد ولا مع الفطرة السليمة ولا تتعارض مع معطيات ومخرجات القوانين التي سنها الله سبحانه وتعالى في الكون والحياة.
1710
| 05 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن مقابلة الفكر الغربي بين يدى الحضارة الجديدة المنتظرة تستدعي العمل على تطوير ما يمكن أن نسميه منهاج ’الدعوة الفكرية‘ ليكون موازيا ومكملا لمنهج ’الدعوة التبشيرية‘ السائد حاليا. وأول ما يسند هذه ’الدعوة الفكرية‘ هو قبول ما صلُح من فكر الآخر واتخاذه من عوامل ومرتكزات الجدل والمجابهه ، وذلك أيضا حتى لا تنطلق تلك ’الدعوة الفكرية‘ من عماء أو من مواقف متحيزة أو مواقف بها تناقض. فإن مواجهة النظام الرأسمالى السائد في الإقتصاد - أوحتى النظام الشيوعي - بالرفض القاطع لإنه جاء من الغير ولما يتضمنه من نشوز عن النهج الإسلامي في إطاره وتعميم مآخذه على عمومه كما يرى المفكرون المسلمون فيه سلبية غير مبررة. هنا يأتي دور آلية هامة وفعالة في سبيل السعي لتقريب الأفكار المتعارضة مع الغير تجئ عند أهل الإسلام في الأسلوب الفقهي للسلف في ’القياس والاستصحاب‘ وتأتي عند الغربيين في أسلوب ’الجدل الهيجلي‘ للموضوع ونقيضه وما يستخلص منه. يمتاز أسلوب استصحاب فكر الآخر في أنه لقاء في منتصف الطريق. يضيف أشخاص فاعلون لواجهة الفكر الإسلامي عبر التدرج في حملهم على الوعيبالدين الإسلامي وطرحه الفكري والعلم بحقيقة العقيدة بأسلوب مناسب وطريقة أكثر فاعلية. كما أنه يتحاشى الكثير من التعارض التلقائي التام مع الجنس الأوروبي بالذات في المواقف والمرجعيات الفكرية الأساسية والتي تأتي على وجه الخصوص نتيجة للفروق الجوهرية القائمة بين العقليتين الهندو-أوروبية والعقلية الشرقية السامية. فالشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا وهذه مشيئة الله. وما كان للبشر إلا أن يرتقوا بالفكر الإنساني بالتسليم بهذا. والإلمام بفكر الآخر وفهمه فى إطاره والتعمق فى تفصيلاته وتمثّله والتعرف على الحكمة التى يبطنها ووجهة النظر الخاصة التى يحملها يساعد على توضيح نقاط الخلاف ونقاط اللقاء معه. فاستصحاب فكر إنساني به شئ من الموضوعية والعمل على تنقيحه واعتباره صحيحا ولكن به شئ من ضلال أفضل من تركه سلباً جملة وتفصيلا. والاستصحاب في سبيل الحق أفضل من الترك على طريق الضلال. كما أن هذا يستوجب أيضا التخلص من خاصية صبغت أسلوب التحاور مع الغرب من قبل المسلمين ويأخذها بعض الغربيين كأحد مثالب التحاور ويعتبرونها ’خطيئة فكرية ‘Intellectual Sin وهى ميل المسلمين عادة إلى مقارنة "أحسن ما عندنا بأسوأ ما عندهم" وهذا لايُصنَّف إلا كنوع من ’العنجهية الفكرية‘. إن استصحاب فكر الآخر يدعم وحدة الفكر الإنسانى فى مجمله، ويقوى عوامل الصلة بدلا من ترسيخ عوامل الفرقة ويكون دافعا إيجابيا للتفاهم والحوار المثمر الذى سيكون سمة للتفاهم بين الأمم فى القرن الواحد والعشرين جبرا لا اختيارا، لأن البديل للحوار لن يكون إلا وبالاً على البشرية. والتأثيرالفكري المتبادل في مسيرة البشرية هو أمر طبيعي ودليل حيوية وفاعلية ولكن من المهم أن يحتفظ كل فكر بمعاييره الحضارية التي هي صفته التي تدل عليه فيكون هناك مناخا إيجابيا لترقية كل المعايير وترقية مجمل التوجهات الحضارية.
875
| 04 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); اليقظة والمثابرة هى أمانة الشعوب فى وجدان مفكريها وشبابها ولكنها جميعا تتطلب التحلّى بالذكاء والوعى والشجاعة. وهذا الحال لا يخلو من كونه نوعا من أنواع الابتلاء في الحياة ويمثل مجالاً للجهاد في سبيل الله، جهاد في جبهتين، جهاد ذاتي لإصلاح النفس وذات البَين واكتساب المعرفة ومن ورائها الحكمة، وجهاد فكري لمجابهة الغير من أهل الإلحاد والمادية وهو جهاد بالكلمة وجهاد بالعلم إذا ما توفرت الحكمة والوعى المطلوبين. وهي مرحلة ضرورية ترافق- إن لم نقل تسبق- أى محاولات جادة للوصول إلى منهج فكرى جديد يعالج تلك المواقف ويقف جاهزا لريادة طريق المستقبل ومقارعة الغير. فما هو سائد حاليا من أنماط تعليمية أكاديمية كانت أو توجيهية لا يُفْرِز علماء ولا مفكرين حكماء ولا رُوّادا لحمل الأمانة. أحسن ما يمكن قوله أن تلك الأنماط التى تعج بها الساحة الآن، عدا نفر كريم من الحافظين لفقه الأمة عن وعى وعلم وإدراك، قد يكونون فى أغلب أحوالهم ذوي علم ولكنهم ليسوا من العلماء في شئ كما يدّعي الكثيرون منهم بل هم فيي أحسن حالاتهم طلبة نجباء وَعَوّا دروسهم وباتوا يرددونها دون أي إضافة مفيدة أو نقد بنّاء أو أسلوب إيجابي فعَّال مما يميز عادة العالِم عن غيره من سائر عامة الدعاة وأهل الإرشاد. وفي زمن الإبتلاء هذا نجد هناك كثير من الناس من يفزع من واقع الزمن الحالي ومنهم من يحتار ومنهم من يرضى عن وعي وإدراك إن هذا من قدر الله للبشرية فى عبورها المرحلي الدقيق على طريق الحق. فتدافع الحضارات أمر حق من حال إلى حال ومن مآل إلى مآل. مثل هذه الحالة المرحلية تستوجب عادة تسارع وتيرة التغيير مما يلقى بظلال أخرى على مسيرة وحال البلاد والعباد. تسارع وتيرة التغيير ينتظم الناس عادة فى فريقين متباينين: فريق مستسلم لواقعه ويحاول الحفاظ على الوضع الراهن المستقر وهؤلاء فى أسوأ الأحوال يكونون عقبة فى سبيل التغيير ولكنهم فى ذات الوقت وفي أحسن الأحوال يكونون من عوامل إثراء الفكر بإضفائهم طابع الجدل على المناخ الثقافي. وفريق آخر في المقابل أكثر إيجابية وتفهما وذو روح تقدمية متطلعة قد يضيق بالوضع الراهن وينشد حالاً أحسن وأوضاعاً أكثر تميزاً فيكونون حينئذ من العوامل الإيجابية للتغيير ‘Change Agents’ التي على يدها تسير الحياة والحضارة إلى الأمام. والمسلم الواعي يرى في هذه الإبتلاءات دائما مجالا للترقى بالفكر ويستشعر الغرض الأسمى من الوجود ويتبيّن الدرب الصحيح. الآن نستشرف مدَّا حضاريا جديدا وللخوض فيه لا بد لنا أولا أن نبدأ في احتضان المستقبل قبل تفنيد الماضي والالتفات الكلي لمعطيات المستقبل سواء تلك الكامنة فى غور التاريخ أوتلك التى يتضمنها حراك الحاضر. بالإضافة إلى ماتفرزه ديناميكية العقل ونشاطه وتطلعاته.
679
| 03 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إذا رجعنا إلى مفهوم "تغير النماذج" وعلمنا أن أي شيء في الكون يتبع مع الزمن منحنى وليس خطا مستقيما، فلا وجود لمسار مستقيم في الكون مطلقا لا عمليا ولا فكريا إلا كصفة لمسار فكرة التوحيد "والصراط المستقيم" الذي يترتب عليها. ومفهوم "تغير النماذج" يعنى أن الفكرة تكون نموذجا كاملا في زمنها ويتعرض هذا النموذج بعدئذ لتحولات حتمية في مسيرتها على منحنى الزمن، والمنحنى دائما يدل على تغيير كامن. لكن مجددي الإسلام الذين تفشّوا منذ نهايات القرن التاسع عشر لم يستوعبوا هذا ولم تخطر على بالهم فكرة النماذج المتغيرة وضرورة ترقيها مع مرور الزمن، قد يكون ذلك نتيجة ضعف واضح في البنية الثقافية العامة ومحدودية أفق المعرفة الكلية في وقتها. فقد تم تزويدهم بالفكر الغربي في جرعات محسوبة لم تدع لهم مجالا للمرونة الفكرية أو حيوية في الاستيعاب أو فرصة للنقد وتمت محاصرتهم بإحكام، بالذات من قِبل المستشرقين الذين أحاطوا بهم إحاطة السوار بالمعصم، حتى في دورهم التعليمية. انعكس ذلك على بنيتهم العقلية وكان هذا واضحا في إنتاجهم الفكري الذي كثر بعد فترة تغريبهم فلم يكن إلّا أصداء ثقافة الغرب، غثها وسمينها، حلوها ومرها، طيبها وخبيثها. ولم يكن ليخفى عليهم أثر مثل تلك النماذج المتغيرة مع الزمن في ما نمى إلى علمهم بالتأكيد بخصوص بعض الاتجاهات الفكرية الغربية نفسها والتي تمددت بأفكار سابقة لديهم إلى مفاهيم مُحَدَّثة ولكن لم تلغى سابقتها، فقط تعدلها وفق سياق العصر ولم تلغها. ولو أخذنا الموضوع من زاوية أخرى لوجدنا أنهم لو أبدوا شيئا من الجدية في استيعاب ما قام به كثير من المفكرين الغربيين في تفسيرهم لدورات الحضارات في التاريخ -وقد درسوها بالتأكيد- لكان لهم قول آخر. فالمفهوم نفسه نجده مثلا عند الفيلسوف الألماني هيجِل في روح فلسفته الجدلية بشرح لا يخفى على فطنة المُلمِّين بالأمر. ولو انتبهوا مثلا إلى فلسفة الرياضيات بخصوص علاقة الزمن بالكم والكيف والتغيير الكامن في تلك العلاقة لكان لهم ما يغنيهم ويضيء لهم الطريق. لكن كان واضحًا أنهم كانوا يعانون من قصور واضح في البنية الثقافية الأساسية. ويبدو أنهم افترضوا أن المصادر التي تغذى معرفتهم محصورة في منابع فكرية معينة فجاء نسيجهم الثقافي وهو يعانى هذا القصور الواضح. لقد عانى الفكر في المنطقة العربية بالذات لكثير من الانغلاق ومن تخلف حضاري واضح رغم إدعاؤهم التجديد (فيما عدا بالطبع بعض أصحاب الفكر الإسلامي المستنير) . لقد توقف العقل العربي (التنويرى) تقريبا عند ما كانت عليه أوروبا في القرن التاسع عشر! وفيما وراء ذلك ما كان هناك إلا محاولات عبثية قاصرة لم ترقى لمكانةٍ لها في مجال علم أو أدب أو فن. كما أن رفض فكر السلف من العلماء المسلمين يعني إلغاء كل ما عُرِف به أولئك المفكرون والفقهاء من اتصاف بعلم ورؤية وحكمة. كما يلغي دون أي وعى وإدراك صفحة مضيئة في تاريخ الفكر الإسلامي.
2722
| 02 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من مواطن الخلل والضعف لدى المفكرين المسلمين تلك النظرة المتشائمة للتراث الفكري الإسلامي فيما يخص أفكار السلف. بمعنى أن نظرتهم لهذا التراث هى محصورة فى قناة مغلقة تقفز بالفكرة وصاحبها مباشرة من الزمن السالف إلى الناقد المتأخر الذي يتناولها. وهذا يؤدي دائما إلى نتائج مشوهة للأفكار السابقة العهد. فبينما لا اختلاف هناك على الحديث النبوى في معاني وروح متنه عبر العصور ، وهو علم قائم بذاته ، وكذلك تراث اللاحقين الأولين من كبار المفسرين والمحدثين والفقهاء الذين بينوا معالم الطريق وشيَّدوا نموذج بناء أمة الإسلام ووطَّدوا بناء الفكر الإسلامي، نرى أنه قد يحتاج فكر المتقدمين بالذات بعد القرن الرابع الهجرى تقريبا إلى مزيد من التوضيح أو حتى إعادة تقييم تفسيره القائم على أصوله وفق ما يستجد من دواعٍ ومن ظروف واعتبارات دون المساس بأصل الفكرة وكمالها في وقتها والذي يعطيها الأصالة والقوة الدافعة ولكن أبدا ليس إلى إلغاء أو تفسير جديد ولكن يجب فى البدء الأخذ باستيعابها في سياقها الظرفي الأصلي، أي نأخذها بما يمكن أن نسميه شهادة التاريخ لها. هذا يساعد كثيرا في توضيح الرابط المنطقي مع مرور الزمن ويقوي الحجة اللازمة للاستيعاب التاريخي السليم للفكر الإسلامي. وهذا يعتبر حصانة لهذا الفكر في مسيرته التاريخيه. وهكذا نرى إن ما يعتري تقييم النقاد المتأخرين لأفكار المتقدمين من انحراف يزداد بزيادة البعد الزمني. يجب أن تكون للناقد نظرة شاملة متعدِّية ذات تسلسل منطقيمتصل من منظور متباعد تستشف ما يدل على روح ذلك العصر الذي نمت فيه الفكرة والتفاعل مع معطيات زمنها. يجب على الناقد أن يتحرى الفكرة في إطار نسيج متراكب ومتكامل بالنقد الواعي المستوعِب للمعطيات الكونية لفلسفة التاريخ ومراحله التي تشكلها ديناميكيته الحضارية، وفي نفس الوقت يجب نقد تاريخ العقل الإسلامي في كليته ورصد نجاحاته وإخفاقاته وهمومه وفرحه على امتداد ذلك السياق فهذا يبين المنهج المطلوب. هذا المنحى يبين الأصالة الكامنة في تلك الأفكار والتيتضمنتها في زمنها ويبين انعكاسها على الأزمنة اللاحقة، بينما النظرة المتفردة المنعزلة والتي لا تعي بما يلقيه التاريخ على الفكرة وإطارها من أثر محتوم يقود إلى التركيز على كل ما هو سلبى فيها بمقاييس مفهوم زمننا الحالي. فالفكرة عادة ما تزداد سلبية في ظاهرها مع تقدم الزمن حتى تصل لمرحلة الجنوح التام والهرم لو لم يتم تداركها كما أسلفنا بمعادلة ذلك الأثر الحتمي للزمن، لذا يجب التعامل مع أفكار السلف من خلال إطُار فلسفة التاريخ وحكمته.
1121
| 01 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الخلط وعدم التمييز بين المواقف والمجالات الفكرية وغياب الحكمة فى تقدير انعكاس أثر فلسفة الغرب على واقع حضارة أهل الإسلام كان واحدا من الأسباب الرئيسية فى انهيار البنية الفكرية الإسلامية عبر السنين والقذف بها فى حالة انعدام للوزن والتوازن. وهنا تأتىمصيبة المجددين فى الدين دون سواهم إذ اختلط الأمر عليهم ولم تعد لديهم القدرة على التمييز بين التطبيق التقني للعلوم وبين استيعاب معطيات الفكر والمناهج الفلسفية، وشتان بين هذا وذاك! ولعل أكبر مَثَل على هذا التردي في مستوى الفهم هو التوصية التي تمت الإشارة إليها سابقا ووردت عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ’اليسكو‘ التابعة لجامعة الدول العربية والتي تقول: (من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في الوقت نفسه فلسفاته وثقافاته). فلا أدري حقيقة هل لا ينبغي على مسلم أو بوذي أو وثني مثلا أن يركب عربة أو يستخدم هاتفا أو يلجأ لعلاج حديث إلا إذا كان منتسبا إبتداءً لفكر الحداثة أو براجماتيا؟ ألا ساء ما يحكمون! لقد كان الأحرى بأولى الأمر وقتها أن يربطوا كوادرهم المؤهلة للتغيير الذي ينشدونه بالتطور العلمي التقني في الغرب وبالتدريب على الممارسة التقنية ولكن ليس أبدا بشحنهم بالنشوز الفكري هناك. ولكن تلك الكوادر التي أُبتُعِثت رجعت حتى بدون أحد الخُفَّين ، إذ فقدوا هويتهم من ناحية ولم يتقنوا فنا ولا صناعة من ناحية أخرى فقط ملأوا فضاءهم ضجيجا .اعتبر المنادون بتجديد الدين المتأخرون أن التراث الفكري للسلف الذين حملوا لواء علوم الدين والعقيدة بعد عهد الرسول والصدر الأول هو هوة يجب ردمها طالما ضلت عن طريق العقلانية وبالتالي بعدت عن العلم. ولم يُبيِنوا ما هو العلم المقصود! وكانوا غير مدركين أن افتراضهم دوام الأنماط الفكرية في متونها الأصلية مع تقدم الزمن هو دليل جمود كما يدَّعون ما هو إلا افتراض خاطئ ينجم عن قصور فكرهم وجموده عند تلك الفترة المعنية. كان من المفروض أن يحملوا ذلك الفكر القديم قُدُماً مع الزمن. وأن ما يعتري تلك الأفكار القديمة من اختلافات عن منطق اليوم هو في التفاصيل والشروح وهذا شئ طبيعي ناجم عن تطور العقل ومنطقه وفق ناموس التطور والتغيير الكوني وليس ناجما عن قصور سابق في الإدراك أو الحكمة، وكأنهم بمنطقهم هذا حكموا مسبقاً على أفكارهم الحالية بنشوزها وعدم قيمتها بين يدي أجيال قادمة! وكما أخبرنا كتاب الله الكريم عندما سأل نبي الله يعقوب بنيه ’ماا تعبدون من بعدي؟‘ قالوا ’نعبد إلهك وإله آبائك‘ وكان أن قُبِل ذلك القول منهم في جملته. ولكن بعد حوالي أربعة وعشرين قرنا عندما أجاب مشركو مكة دعوة الرسول لهم لعبادة الله الواحد وكان جوابهم ’بل نعبد ما ألفينا عليه آباءنا‘، نفس الصيغة والمفهوم ولكن لم يقبل منهم ، لأن لكل زمان ظروفه وصبغته التي يلقيها على طبيعة بنية الفكر والعقلانية المطلوبة والتي تحكم الطريقة التي بها يتناول العقل ذلك الفكر.
303
| 30 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); استشرى الغزو الفكرى لديار المسلمين رسمياً ومن ثم كان هناك تركيز واع على المفاهيم الناتجة عن عامل الإلحاد فى الفكر الغربى فى قلب العقل الاجتماعى العربى. وتستند هذه المفاهيم أساسا على إعطاء الأولوية للإنسان كمصدر للوحي والغرض النهائي له. والسيادة المطلقة للعقل في تفسير كل ما يهم الإنسان في حياته وعقائده. اندثر الوعي بالدين وبالوجود الإلهي وانداحت على أهل الإسلام غمامة ظلماء فصار كثير من مُدَّعي التفلسف في عالمنا العربي والإسلاميومُدَّعي التجديد والمغامرين في عالم الفكر لا يستطيعون منها فكاكا. وباتت الرؤية أمام المفكرين المسلمين منذ غزو نابليون ومنهج محمد علي باشا الطموح لحكم مصر حديثة فيها كثير من الضبابية. وبالذات كان أكثر ما رأى المسلمون في نهضة أوروبا هو التطور التقني الذي طغى على منافذ عقولهم والذي وَلّد فيهم شعور دفين بالتخلف وروح إنهزامية رانت على عقول المسلمين على امتداد القرن العشرين. كما انبهروا بباريس وباتوا يمتدحون جمالها وسلاسة حياة أهلها وألَّفوا فيها الكتب ونظموا الشعر. ويبدو أن الأمر كان مبيتا من قبل محمد على ومستشاريه الفرنسيين فلم يبتعثوا لفرنسا إلا الذين حازوا على نصيب من التعليم ’الأزهرى بالذات‘ من طبقات المصريين الأقحاح من أدنى طبقات الهرم الاجتماعى الإقطاعى الذي كان سائدا آنذاك والذين حُجِبت عنهم نظم الحياة المدنية الغربية الحديثة التي كانت حكرا فقط على طبقة الأتراك والألبانيين وبعض أهل الشام والأوروبيين واليهود ونخبة من المصريين. كانت النتيجة الطبيعية هو ذلك الانبهار الذي أَسَر العقول وشل الفكر وألجم الألسنة وزادهم إيمانا بمنطق سلطة العقل فباتوا في صدمة حضارية أثّرت سلبا على مسيرة الفكر في مصر والإسلامي بالذات لعقود من الزمان. وما أظن هناك ما يدل على تلك الحيرة إلا أبيات رفاعة الطهطاوي المشهورة التى نظمها افتتانا بحضارة الغرب حيث كان على رأس أول بعثة مصرية من قبل حكومة محمد علي لفرنسا واصفا باريس بافتتان:أيوجــد مثل باريس ديــــــار شموس العــلم فيـها لا تغـيبوليل الكفر ليس له صبـــاح أمــا هـذا وحقـــكم عجيــــب! وأنا أميل إلى إرجاع سبب الحيرة التي انتابت الطهطاوي وأصحابه عند وقوفهم على الفرق الشاسع بين حضارة أوروبا وتخلف أهل المشرق العربي إلى عدم تمكن أولئك النفر من المسلمين من تبين الفروق الواضحة بين الميزات المعروفة للعقلية الهندية-الأوروبية وتلك التي تتصف بها العقلية السامية-العربية وما يترتب عن ذلك من أولويات في مواقف وتفسير العقل لمظاهر وديناميكية التقدم والحضارة. كما أنه كان من الخلط الواضح أن يُزَج بالعلم المعروف بمفهومه التقني التطبيقي الذي أذهل القوم والذي يعنى بترقية أساليب حياة البشر على الأرض وهو علم ملاحظة وتجريب وتطبيق والذي جاءت دلالاته في القرآن الكريم في عبارات مثل "تقيكم بأسكم ، حلة تلبسونها ، الحديد ومنافع للناس" وهو عِلم مادى متغير ومتطور في الزمان وهو دليل زمنه ويتطلب ترقي الفكر التحليلي والتجريبي ، بمفهوم ذلك العلم الذي يعنى بمنهجية الفكر وفلسفة الوجود ويُعنَى بحكم الأمم وتنشئة الشعوب وبتربية الأجيال.
1063
| 29 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); غرق المثقفون فى الشرق العربى فى مستنقع الحداثة، قليل يدرون ما يعملون وأغلبهم لا يدرون فى أى منقلب ينقلبون. وحتى نهاية القرن العشرين سادت تيارات عديدة فى مجال الفكر الإسلامى تفتقر كلها إلى الرابط المنطقى والمعقول الذى يعطيها أقل درجة من الوجود الفعلى بين المثقفين المسلمين. ولكن التيار النافذ كان هو التيار التنويري الحداثي الفرنسي الذي ما زال أثره مستمرا. سعى أصحاب ذلك التيار جاهدين للمواءمة بين الإسلام وفكر الحداثة. حاولوا تفسير القرآن بعقلانية ’ديكارت‘ وإخضاعه للتفكيك وإعادة البناء على طريقة ’شتراوس-كان‘ حاولوا اختزال الحديث النبوي وعزوه لقول بشر يخطئ ويصيب وليس لقول نبي معصوم. انتقصوا كثيرا من قدر أئمة السلف. حاولوا إحياء أفكار أسلافهم من الفلاسفة الجانحة الذين اتبعوا ملل أهل العقل من الإغريق في الغرب وأهل الغنوص في الشرق. حثّوا المسلمين على إعادة قراءة فكر المعتزلة وإخوان الصفا. وكان، وللأسف، أهم عوامل تفشي ذلك التيار وتمكينه من التسلل إلى الشؤون الفكرية الإسلامية من نتاج العرب أنفسهم، وهو المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ’اليسكو‘ التابعة لجامعة الدول العربية وتعنى بشؤون الثقافة والتعليم في العالم العربي والتي تضم من بين أقسامها ’الإدارة الثقافية‘ المسؤولة عن تخطيط العمل الثقافي وتنظيم أجهزته والتي عقدت سنة 1975 عبر رعاية اليونيسكو مؤتمرها الأول حول "الأصالة والتجديد في الثقافة العربية" وآخر حول "الوحدة والتنوع في الثقافة العربية". كانت أنشطة ذلك المؤتمر حكرا على دعاة التغريب والحداثة في العالم العربي وعُزِل عنها كل المهتمين بالفكر الإسلامي الأصيل. نتج عن ذلك المؤتمر ما يسمى "بالخطة الشاملة للثقافة العربية" وهي عبارة عن مجموعة خطط إستراتيجية لتأسيس أنشطة الثقافة العربية والتي وصفها د. محي الدين صابر مدير عام المنظمة آنذاك ’بـالجهد التاريخي الّذي ظل حلماً غالياً‘. هكذا! وضع الحداثيون والشيوعيون والعلمانيون في العالم العربي فيها رؤاهم وتوصياتهم الأساسية التي كانت، بطبيعة الحال، بمثابة تصديق رسمي للدول العربية بتبني النهج الحداثي في ميادين العلم والثقافة والفنون. وأنقل هنا بعض التوصيات الواردة في الخطة الرسمية والتي لا تخفى خطورتها على قارئها: • انتشار الإيمان بالغيب (الفكر الديني) من أهم أسباب انتكاسة الحضارة العربية. • إذا كان الدين عنصر الوحدة في القرون السابقة فإن القومية هي عنصرها في العصر الحديث.• من المستحيل أن نقبل تقنيات الغرب وعلومه ونرفض في الوقت نفسه فلسفاته وثقافته.• الحضارة الأوربية حضارة مطلقة قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان بينما الحضارات السابقة تاريخية نسبية.• الماركسية ليست غزوا فكريا يهدد الأمة. • على استراتيجية الثقافة العربية أن تحذر من السقوط في حبائل الفكر الديني.مستقبل الحضارة - 23
504
| 28 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يملك اليهود حاليا زمام أمر توجيه العالم بالتدريج في سبيل تحقيق حلمهم التاريخي عن طريق وسائل متشعبة، وكما قلنا من الدعاية والإعلام إلى التعليم الأكاديمي إلى النشاط الاقتصادي إلى الأدب والفن (إن كان هناك ثمة أدب وفن كسابق عهده) إلى السينما والتليفزيون إلى الإرهاب والقتل! هذا ويمثل مخطط اقتصاد العولمة الذي يتبلور بإيجابية ونجاح ملحوظ عبر العقود الماضية نهاية المرحلة الأولى لتحقيق ذلك الحلم الصهيوني. وهكذا باتت الشعوب الأوروبية أسيرة التفسير الاقتصادي لحياتهم وأسيرة التوجه النفعي البراجماتي الموجه بدقة متناهية من قبل الآلة الإعلامية والدعائية لمؤسسات النظام العالمي الجديد. صارت الأمم الغربية وما يدور في فلكها تساق سوقا إلى الحظيرة التلمودية. هذا من بين ما يجب أن ينتبه إليه المفكرون المسلمون لمواجهته قبل استفحال أمره أكثر وحتى لا يقع المحظور، وحتى لا يصدق فيهم قول الشاعر: بينت لهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يتبينوا النصح إلا ضحى الغدفالمجابهة الفكرية الإسلامية- اليهودية هي حجر الزاوية في تشكيل دور المسلمين وعطائهم المنتظر في المعركة الرئيسية التي ستتبلور في عالم الغد القريب، والتي سيكون طابعها في ظاهر أمره (وبحق) الصراع بين محورين: المحور الإيماني المثالي من جهة والمحور الإلحادي المادي الحداثي من جهة أخرى، بينما يبقى هناك المحور المستتر والذي لا يريد له أصحابه الظهور بوضوح: المحور اليهودي التلمودي. مثل هذه المجابهة تتطلب من المفكرين المسلمين أن يعدوا العدة لدورهم بكل جدية وإيجابية حتى يكونوا في مقام المهمة. كما يجب العلم بأن هذه المجابهة المنتظرة ليست في ميدان المسلمين كما أنها ليست في ميدان اليهود، ولكنها ستكون في ميدان الوجود المسيحي، فميدان الوجود المسيحي سيكون في المعترك الحضاري القادم ميدان دفاع بالنسبة للغرب ضد الزحف الإسلامي من جهة وقاعدة للتغوُّل الصهيوني المستتر ضد المسلمين من جهة أخرى.فكر الإسلام وقِيَمه هي الوحيدة التي تواجه الآن وبأصالة طوفان المادية الإلحادية المعاصرة والتطرف الديني اليهودي في الوقت الذي يتلاشى فيه أي أثر للكنيسة التي انزوت داخل المعابد التلمودية والمحافل الماسونية. وهو كذلك الوحيد على الأرض اليوم الذي ينادى بقوة يسندها التاريخ أنه منهاج حياة، كما أنه منهج عبادة في وحدة تكاملية لا مثيل لها لا تقبل الفصل بين الإثنين مطلقا وإلا فسدت الأرض. وهذا ما يستيقنه أهل الغرب رغم جحودهم، والتنويهات بهذا كثيرة في التاريخ المتأخر، فهذا مثلا "نابليون" يقول: "أرجو أن لا يطول الزمن حتى أستطيع أن أجمع كل العقلاء والمتعلمين في كل البلدان وأنشئ نظام حكم متناسق ومبني على تعاليم القرآن، فهي التعاليم الوحيدة الحقيقية والتي هي وحدها تفضي إلى سعادة البشر".
294
| 27 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تشرح الخطة الإسرائيلية الصهيونية أهدافهم في القرن الجديد والتي جاء فيها: (راجع روجيه جارودي "حفاروا القبور"). - ضرب القوة العسكرية لمصر (وقالوا هذا تم في إطار كامب ديفيد). - ضرب القوة العسكرية للعراق (وقد تم).- ضرب القوة العسكرية لليبيا (وقد تم باستدراج العرب في أحداث الربيع العربي مع اللعب على وتر العاطفة).- ضرب القوة العسكرية لسوريا. - تحجيم السعودية في منطقة الحجاز (الأماكن المقدسة فقط – مكة والمدينة).- فصل المنطقة الشرقية السعودية كدولة شيعية. - إزكاء العداء الشيعي السني.- إنشاء دولة قبطية وسط مصر. - فصل شمال السودان النوبي وضمه لمنطقة أسوان وإنشاء دولة النوبة.يساعد على هذا الآن النمط الاقتصادي الحديث "اقتصاد العولمة" والذي يعني في نهاية الأمر استغلال البيوتات المالية الكبرى، والتي هي في النهاية يهودية، للموارد الاقتصادية والبشرية للشعوب الأخرى عبر الشركات المتعددة الجنسية الخاضعة لها والنمط الإعلامي العالمي "التوجيهى" السائد والذي هو في نهاية أمره بيد اليهود والذي له تأثير طاغي على النفس البشرية ويعمل على تنمية النزعة الاستهلاكية المتنامية في نفوس الناس. وأعطى ذلك معنى زائفا للحضارة. ستؤول مدخرات ومقدرات الشعوب في النهاية إلى الخزانات اليهودية. ولعل أول من استهدفوا هي الشعوب الغربية المسيحية ذاتها التي حاصرها اليهود بأمنيات الرفاهية والترف. صارت أمنية الرجل الأوروبي المسيحى الآن هي العمل أو الوظيفة واقتناء عربة ومنزل وزوجة أو صديقة له ترافقه في الإجازات على المنتجعات والشواطئ. وتم توفير تلك المتطلبات لهم عبر شبكات البنوك الربوية وشبكات التسويق وشبكات الدعارة والمخدرات وغيرها الكثير. انطفأت الآن جذوة العقل الأوروبي. لم يعد غضب الشارع الأوروبي يعبر عن آرائه في أفكار نظم الحكم أو في قيم مجتمعه بل تدنت وباتت تطالب بتوفير أدنى مستويات العيش الكريم بعد ما كبلتهم بيوت المال الربوية العالمية بالديون وحطمت ولا تزال الاقتصاد القومي الأوروبي الذي صار الآن فريسة سهلة لأساطين المال اليهود. أين الآن الشعب الفرنسي الذي علَّم العالم يوما معنى الثورة وقدم للأمم الغربية مفاهيم الحرية والإخاء والمساواة؟ صار شعبا منكفئا على ماضيه ممعنا في السلبية. وكذلك باقى الشعوب الأوروبية. أين النتاج الأدبي والفني الذي كان يوما يضيء سماء النهضة الفكرية الأوروبية؟ أين اليوم ما يماثل أعمال شكسبير وسيرفانتيس وجوته وفيكتور هوجو وإدجار ألن بو؟ وأين الإنتاج الأدبي الملتزم بأخلاقيات شعوبهم وهموم مجتمعاتهم كأعمال تشارلس ديكنز وجين أوستين وألكسندر ديماس ومن أمريكا مارك توين وهارييت ستو (صاحبة رواية "كوخ العم توم" والتي كانت من الأسباب المباشرة للحرب الأهلية الأمريكية التي نتج عنها تحرير العبيد).
458
| 26 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يصدر من المفكرين المسلمين ما يفند الأقوال والإدعاءات التي تخوف من الإسلام أو ما يعادلها بمنطق الحق وواقع التاريخ. وصارت الساحة خالية لأعداء الإسلام يحاصرونه ويشوهونه ويغتالونه بين يدي أهله. ولا أظن أن المفكرين المسلمين يعجزون عن التصدي لهذا، بل هناك الكثير من هم أهل لها ولكن تكمن المشكلة أولا في عدم توفر الوعاء الإعلامي المناسب وكذلك إلى نقص واضح في الوعي المعرفي والثقافي لدى المسلمين أنفسهم بالإضافة إلى نقص واضح في الوعي بالذات وبمعنى الإسلام وعظم الرسالة وبمسؤوليتها التي هي مسؤولية الإنسان، ولغياب الإلمام بآليات التصدي لهذه الأفكار الخبيثة. ولعل من أولويات ما يجب التصدي له من قبل المفكرين المسلمين والمؤتمنين على أمر الدعوة هو التبصير بذلك الخبث اليهودي المتربص وراء ستر من الخداع والنفاق وتوضيح أبعاده وهذا ليس بالجهد السهل! والمشكلة اليهودية التي ترمي إلى هيمنة الصهيونية على ثروات وسياسة العالم في حقيقة الأمر هي خطر يهدد العالم كله وليس الوجود الإسلامي فقط. فالعقيدة اليهودية وانعكاساتها على الأوضاع الحالية في العالم هي رؤية "تلمودية" عندهم بمثابة "ميثاق شرعي" يربط قوانينهم الحياتية ورؤاهم المستقبلية. ولديها الأفضلية عند أغلب مذاهبهم النشطة، وتحوي أساطيرهم وعقائدهم المبنية عليها في إطار تاريخي وبراجماتي ممعن في العنصرية. فالدين اليهودي بما يحوي من أوهام تلمودية والتاريخ التوراتي هما الركيزتان الأساسيتان للحركة الصهيونية، وأدت هذه العقيدة إلى إيمانهم الراسخ بأنهم وحدهم هم شعب الله المختار ودونهم بقية شعوب العالم التي ما خُلِقت إلا تسخيرًا لخدمتهم وإن ثروات تلك الأمم هي ملك لهم وحدهم، وقد لا يعلم الكثيرون أن المؤامرة اليهودية تشمل العالم كله وتستهدف أول ما تستهدف ليس للمسلمين فقط ولكن أيضا للمسيحيين وما تبقى من المسيحية، أو بمعنى أصح كل ’الأغيار ‘Goyim أي غير اليهود في مجملهم. والمؤامرة بدأت تتبلور بوضوح منذ قرون بعيدة عبر منظمات سرية راسخة في تاريخ اليهود السري لعل من أقواها وأخطرها فرسان المعبد knight Templars والتي كان لها دور قيادي في الحروب الصليبية في بدايات الألفية الثانية والمحافل الماسونية Freemasonry. وغيرها، والمجموعات شبه السرية الحالية التي تضم نخبة أصحاب المال ودهاقنة السياسة في العالم مثل مجموعة بلديربرج Bilderberg Group واللجنة الثلاثية Trilateral Committee وأخيرا جماعة "المسيحيون الجدد"، والماسونية بالذات لم تسلم منها في يوم من الأيام أي رقعة في العالم الإسلامي. وعبر تلك التنظيمات السرية المتشعبة والأساليب اليهودية الصهيونية التي تنطوي على خبث شديد والتي تتغلغل في نفوس الناس وحياتهم دون أن يشعروا، وصلت حالة الحضارة في العالم العربي إلى نهايتها الحالية ونستطيع القول واثقين وحال المسلمين هكذا بأنها –إلا أن يشاء الله أمرًا - ستنتهي بالطريقة المرسومة لها من قِبَلِهم والتي يتم تنفيذها بمهارة فائقة وتخطيط محكم.
604
| 25 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تسعى المخططات اليهودية المدعومة بدأب لتغيير عقلية النشء الجديد في الغرب الذين سيتصدرون أمور السياسة والتدبير في العالم ونتيجة للتخويف من الإسلام سيجد هؤلاء النشء أن الإسلام دين يجب استئصاله "لصالح البشرية". وهذا ما يبدر من أفواه الكثيرين الآن. ولو ما تعامل القائمون على أمر الإسلام مع هذا الأمر بالحكمة والمجادلة والبحث ثم أيضا بالتهديد والتلويح بأهمية العالم الإسلامي للغرب "كمزرعة" اقتصادية ينهلون منها ويوفقون أوضاع أزماتهم من خلالها، ثم تنشر الحقائق بتخطيط محكم حتى لا تصير هباء منثورا. ويتم دعمها والمجادلة في شأنها وترد التهم على قائليها وذلك بالمقارعة بالبينات والشواهد التاريخية والحالية، وبالذات التاريخ الغربي مفعم بالإرهاب على امتداده منذ عهود المسيحية الأولى ومحاكم التفتيش وإرهاب الجحافل الصليبية ضد المسيحيين أنفسهم واليهود قبل المسلمين، والمجازر الإسبانية في القارة الأمريكية بعد اكتشافها في القرن السادس عشر حيث تم ذبح وحرق شعوبا بأكملها بما يربو على العشرة ملايين باسم الكنيسة والتبشير وتم في الوقت نفسه تنفيذ أكبر عملية سرقة ونهب منظم في التاريخ حيث تمت سرقة والاستيلاء على كل ثروات الشعوب الأمريكية الأصلية بعد إبادتهم بلا رحمة. ويأتي على درجة عالية من الأهمية في هذا السياق أيضا أن يسعى المسلمون في جدية إلى اكتساب والاستفادة من كثير من شرائح المجتمع الغربي الذين يستشعرون ذنوب وجرائم قومهم الماضية عبر التاريخ وأولئك المتعاطفون مع الإسلام والذي يطمس الإعلام الصهيوني آراءهم ويكمم أفواههم والذين يكونون شرائح مقدرة في الغرب. يعتمد الغرب كثيرا في هذه المواجهة على الخبث الأكاديمى والإعلامي المعهود على قناعة لديهم وكما قال يوما "موشى دايان": "إن العرب لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون" وفي حقيقة الأمر أثبت العرب أمام أعدائهم أنهم أيضًا إذا فهموا لا يدركون وإذا أدركوا لا يعملون! هذا يستدعي انتفاضة كاملة للعقل العربي. والذي حدث أنه بمثل ذلك التخطيط والحملات الإعلامية زرع اليهود المقت الفعلي والخوف الحقيقي من الإسلام في روع الناس.
497
| 24 يونيو 2016
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4233
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1923
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1773
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1614
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1161
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
906
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
663
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
633
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
627
| 09 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
561
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية