رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
حقيقة ليست الملايين تخرج فقط لشراء سيارات من وكلائها بدول الجوار، ليكون ذلك على حساب الاقتصاد الوطني، بل الملايين كذلك تخرج من البلد لشراء سلع عديدة من أسواق الدول المجاورة، او لقضاء اجازات سنوية، بل أسبوعية في كثير من الأحيان، بدعوى وجود اماكن ترفيه وتسلية افضل مما هي موجودة عندنا. أسمع كثيرا عن قيام العديد من المواطنين بالذهاب الى أسواق الدول المجاورة لتجهيز كل ما يتعلق بمنازلهم الجديدة، او شراء قطع الغيار لسياراتهم، ليس هذا فقط بل تصل الامور الى قيام البعض بالذهاب الى تلك الاسواق لشراء المواد الاستهلاكية والغذائية بصفة شهرية. هذه الظاهرة لم نجد من يتوقف عندها او يبحث اسبابها، على الرغم من اهميتها البالغة، كونها تمثل "نزيفا" للاقتصاد الوطني، فما الذي يدفع المواطنين للتوجه الى تلك الاسواق؟ هل هي رغبة التغيير ام ان هناك اسبابا منطقية تدفع نحو ذلك؟ بالتأكيد لا أحد يرغب بتحمل عناء السفر من أجل شراء سلع هي متوافرة في بلده وبنفس الاسعار والجودة كذلك، اذن ما يدفع الى مثل هذه الخطوات امر يستحق التضحية من اجله بالوقت والجهد، فهل تساءلت الجهات المختصة، وخاصة وزارة الاقتصاد والتجارة عن ذلك؟ لا يخفى على احد مثلا اعداد القطريين الذين يتوجهون الى مدينة الاحساء بالمملكة العربية السعودية بنهاية الاسبوع او نهاية الشهر لشراء مستلزمات الحياة اليومية والمواد الاستهلاكية بالمنزل، وطوابير السيارات التي تذهب يوميا تشهد على ذلك. ولا يخفى كذلك على أحد حجم الاقبال على الحجوزات بمكاتب السفريات على الرحلات المتوجهة الى دبي تحديدا، لقضاء الاجازات، وما هذه الايام الا خير شاهد على ذلك. ونفس الامر فيما يتعلق بقيام العديد من الافراد بتجهيز منازلهم الجديدة من اسواق الدول المجاورة، سواء كان ذلك بشراء السجاد او الاثاث او الادوات الصحية او السيراميك او الستائر، وكل ما يتصل بهذا الامر. اذن القضية يفترض انها تدفع نحو طرح هذه التساؤلات المشروعة، ومن الواجب على الجهات الرسمية التوقف عندها، وبحث اسبابها بكل جدية، فلا يعقل ان تخرج كل هذه الاموال لتصب في اسواق الدول المجاورة، وتساهم بنسبة - أياً كان حجمها - في دفع عجلة التقدم، فيما السوق المحلي أحوج اليها. ولكن لماذا يذهب المواطن الى تلك الدول، بالتأكيد ما يدفعه الى ذلك انخفاض الاسعار هناك وبفارق كبير عما هو موجود في السوق المحلي، فلو كان الفارق بسيطا لما تحمل هذا المواطن عناء السفر والبحث عن السلع في تلك الاسواق.. الاسعار المرتفعة عندنا هي التي تدفع المواطن للبحث عن فرق السعر، لتوفير اكبر قدر ممكن من المخصصات المالية، لصرفها على أمور اخرى. لذلك من المهم الالتفات الى هذه القضية، وتقليص حجم الاموال التي تخرج لاسواق الدول الاخرى، وهذا لن يتأتى إلا من خلال وقفة جادة مع الاسعار المرتفعة للعديد من السلع في السوق المحلي، وهذا ليس في صالح الاقتصاد الوطني، وليس في صالح التاجر، وليس في صالح المواطن والمقيم كذلك، فهل تسعى الجهات المختصة لمناقشة هذه القضايا، عبر حوارات موسعة بين وزارة الاقتصاد وغرفة صناعة وتجارة قطر ورجال الاعمال والتجار لإيجاد حلول لهذه القضية ؟
359
| 27 يوليو 2005
قبل أيام كان زميل يتحدث عن قيامه بشراء سيارة جديدة من احدى الوكالات بدولة خليجية مجاورة، وعندما سألته عن سبب توجهه لمثل هذه الخطوة، وعدم شرائه سيارة من الوكالة بالدوحة، قال ان الفرق بالسعر يتجاوز الـ 30 ألف ريال، بمعنى أن السعر في تلك الدولة كان الأرخص عن الدوحة بهذا المبلغ. ويشير هذا الزميل إلى أن المعلومات التي لديه من تلك الوكالة في تلك الدولة لنفس النوع من السيارات تشير إلى أن عدد القطريين الذين قاموا بشراء سيارات من نفس النوع تقريبا، واستوردوها للدوحة تجاوز عددهم الـ 70 قطرياً. هذه القضية خطيرة جدا، ويجب التوقف عندها، فلا يعقل أن تخرج الملايين من السوق المحلي لتذهب إلى أسواق مجاورة، وهنا لا يسأل عنها المواطن البسيط، إنما تسأل عن ذلك بالدرجة الأولى وزارة الاقتصاد والتجارة، وتسأل عنها وكالات السيارات، التي تضيف سنويا مبالغ طائلة إلى أسعار سياراتها المرتفعة أصلاً، دون أن تجد حسيبا أو رقيبا من قبل المسؤولين. وللأسف ان هذا الارتفاع ليس في صالح الدولة ولا في صالح الاقتصاد الوطني، ولا حتى في صالح هذه الوكالات، فلم تعد أسواق الدول المجاورة ببعيدة، خاصة مع وجود هذا الفارق الكبير، الذي بالفعل يستحق أن يذهب المواطن إلى هناك ليقوم بشراء ما يريد، علما بأنه لم تعد هناك فروقات فيما يتعلق بالتجهيزات أو الكماليات، وفي نفس الوقت خدمة الضمان وخدمة الطريق باتت الغالبية العظمى من وكالات السيارات توفرها لعملائها على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وفي ذلك ضربة لشركاتنا الوطنية، التي يجب أن تعيد النظر بأسعار سياراتها قبل فوات الأوان. من الضروري أن تتوقف وزارة الاقتصاد لتحسب حجم الخسائر السنوية جراء خروج هذه الملايين من الريالات إلى أسواق الدول المجاورة، وتلتفت إلى كيفية معالجة هذه القضية، وأن تسعى إلى عقد اجتماعات مكثفة وعاجلة مع الوكلاء، وعدم ترك الأمور على ما هي عليه، دون مراجعة، ودون وقفة حقيقية وصادقة من أجل وقف هذا النزيف في الاقتصاد الوطني. قد يقول الوكلاء إن حجم السوق في تلك البلدان هو الأكبر، وهو ما يدفع إلى قيامهم بالتعاقد على كميات أكبر من السيارات، وهو ما يتيح أسعارا أرخص في أسواق تلك البلدان، ولكن اعتقد أن ذلك ليس مبررا، وإذا ما كان مبررا فإن على الوكلاء السلام بعد سنوات قليلة، في ظل سياسة السوق المفتوح، وسياسة المنافسة، وبالتالي يجب على هذه الشركات البحث عن كيفية ايجاد علاج الخلل الموجود والكبير في أسعار ما تبيعه، مع أسعار مثيلاتها في دول الجوار. فإذا لم تصح شركات السيارات عندنا، فإنها ستصحو بعد فترة على واقع لن تستطيع التعامل معه، ولن تستطيع الوقوف أمامه، وستجد نفسها أمام كساد كبير، وإذا ما كانت تبيع اليوم 100 سيارة مثلاً في العام، فإنها ـ إذا ما استمرت بالوضع الذي هي عليه اليوم ـ بعد أعوام قليلة ستخفض العدد إلى النصف، أو قد يستمر هذا الرقم في البيع، وهو عمليا يعد خسارة لهذه الشركات، كون أعداد السكان في تزايد، ولكن مبيعاتها لم تتزحزح. يا ترى من المسؤول عن نزوح هذه الملايين، وخروجها من البلد إلى أسواق دول أخرى.. وزارة الاقتصاد والتجارة.. أم وكلاء السيارات؟ سؤال لا نريد الاجابة عليه فقط، بل نريد بحثا حقيقيا وجادا لمعرفة ذلك، والسعي لإيجاد العلاج المناسب، حتى لا يفقد الاقتصاد الوطني مزيدا من الأموال.
431
| 27 يوليو 2005
سقطة جديدة وقعت بها الفضائية القطرية يوم السبت الماضي، فعندما كان العالم بقنواته الفضائية، ومؤسساته الأمنية والاقتصادية والسياسية، منشغلاً بالاعمال الارهابية التي تعرضت لها مدينة شرم الشيخ، كانت الفضائية القطرية العزيزة في واد آخر، بل ربما لم تصلها الاحداث تماما. ليس هذا فقط، فالحديث بعد عمليات الفجر الدامي في ذلك اليوم، كان الحديث ان من بين القتلى والجرحى قطريين، وحتى الظهيرة كانت الفضائيات العربية تتحدث عن وجود قطريين بين القتلى والجرحى، وعلى الرغم من ذلك لم تتوقف فضائيتنا العزيزة عند هذا الحدث، ولم تكلف نفسها عناء الاتصال بالسفارة القطرية بالقاهرة، او السعي للحصول على تصريح رسمي حول هذه القضية المهمة. وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك الى ما هو ابعد، فالفضائية القطرية لم تكلف نفسها بايقاف برنامجها "الغنائي"، الذي يبث عند الظهيرة، ففي الوقت الذي يبحث افراد المجتمع عن خبر حول صحة ما يقال عن وجود قطريين بين القتلى او الجرحى، ويدور الحديث في كل مكان بالمجتمع عن هذه القضية، والكل متلهف لمعرفة ذلك، كانت فضائيتنا تبث الاغاني لمختلف الفنانين، دون مراعاة لمشاعر الناس، مواطنين كانوا أم مقيمين، خاصة من الاخوة المصريين، الذين كانوا يتلهفون لمعرفة آخر التطورات على هذا الصعيد. "سقطة" انسانية ومهنية كبيرة وقعت بها الفضائية القطرية، التي لم تقطع ارسالها لتبث هذا الخبر العاجل، ولم تسع الى وقف البرنامج "الغنائي" المستفز لمشاعر المشاهدين، وواصل هذا البرنامج بثه بصورة عادية، عرض فقرات كانت محل استهجان الجميع. كنت يومها اقلب الفضائيات، ثم اعود سريعا الى الفضائية القطرية أملاً في الحصول على معلومة حول صحة ما يقال عن وجود مصابين قطريين بين ضحايا المجزرة المروعة، ومتابعة آخر التطورات على هذا الصعيد، إلا أن املي وامل جميع المشاهدين قد خاب، فقد اتضح ان الفضائية القطرية في خبر "كان"، ويظهر انه لم تصلها اصوات التفجيرات، التي دوت في انحاء العالم، ولم تبق محطة اخبارية، بل حتى المحطات التي ليس لها طابع اخباري قطع العديد منها برامجه للاعلان عن خبر التفجيرات، فيما البقية التي تفعل ذلك سعت الى التنويه عن الحدث، فجميع المحطات قد استنفر طاقمه الفني، الا الفضائية القطرية. هناك خلل تعاني منه الفضائية القطرية منذ فترة، آن الاوان الالتفات اليه، والسعي لعلاج اوجه القصور، فالعزوف عن محطتنا ـ التي كانت في يوم ما في صدارة القنوات التليفزيونية ـ بات واضحا، وهو ما يتطلب اعادة التوازن الى الفضائية القطرية، قبل ان تفقد الكثير من رصيدها، ويكفي ما خسرته من شريحة كبيرة من المشاهدين. ونتمنى لو تقوم الفضائية القطرية بعمل استبيان موضوعي للوقوف على رأي المشاهدين في برامجها، وما اذا كانت القناة تمثل رغبة عند المشاهد ام لا، واعتقد انه لو اجري هذا الاستبيان بموضوعية ومصداقية، ستكتشف فضائيتنا ان رصيدها من المشاهدين آخذ في التقلص والتراجع والتقهقر الى مراحل متدنية جدا، وهو وضع خطير، مطلوب سرعة في اتخاذ خطوات عاجلة لايقاف هذا التراجع، والبحث عن الاسباب الحقيقية التي تقف خلف ذلك، والعمل على النهوض من جديد بالفضائية القطرية.
373
| 26 يوليو 2005
.. إنها جرائم ترتكب باسم الإسلام، والإسلام منها بريء، إنه تشويه للإسلام لم يتعرض له في تاريخه عبر القرون الماضية، حتى في مراحل الانحطاط، فترة الخوارج، لا أعتقد ان الإسلام مر بمثل ما يمر به في هذه المرحلة من تشويه في جانب هو الأخطر والأعظم ... إنه الجانب الإنساني ... النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ... الدم الذي حرم الله إراقته إلا في أضيق الحدود ... حرمة الإنسان التي ورد في شأنها فيما معناه ان زوال الدنيا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم .. وفي روايات ان هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم ... اليوم جرائم ومجازر ترتكب يذهب ضحاياها أناس أبرياء، لا ذنب لهم، ولم يرتكبوا جريمة، اللهم انهم قد مروا من مكان وقوع الحادث، جرائم تقشعر لها الأبدان، وترفضها الفطرة السليمة، وليس الإسلام فحسب، الذي جاء متوافقا مع الفطرة، وداعيا إلى التآلف والرحمة ...، وإذا بأناس يخرجون علينا اليوم بفقه جديد، وشريعة ما انزل الله بها من سلطان، يقتلون العباد، ويعيثون في الأرض الفساد، ويزرعون الخوف والرعب في قلوب البشر اينما كانوا، ...، فهل هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد [ ؟. ما حدث في شرم الشيخ، وقبلها في لندن، وما يحدث في العراق ...، وأعمال تخريبية وإجرامية في شتى بقاع العالم، هل هي من الإسلام في شيء ؟ . لقد رفض الإسلام ان يرفع المسلم الرمح (الحديدة) في وجه أخيه، خوفا من إدخال الرعب في قلبه، فهل يعقل أن هذا الدين الذي يحرم على أتباعه القيام بمثل هذا العمل، يدفع اليوم نحو الإتيان بأعمال إجرامية كما يحدث في بقاع شتى من العالم ؟ . الإسلام الذي جاء للبشرية جمعاء، هاديا ومبشرا، لم يأمر الله نبيه بقتال حتى الكفار الذين كانوا يجاورونه في مكة والمدينة، كان الأحرص على إقامة افضل العلاقات الاجتماعية معهم، فأين هؤلاء المنحرفون فكرا ودينا من تعاليم ديننا الحنيف، وقيم وأخلاق رسولنا الأعظم ؟. الإسلام بريء من هذه الافكار العفنة وغير السوية والمنحرفة عن جادة الحق، وهو براء من كل ما ينسب إليه، وهؤلاء الأفراد لا يمثلون الإسلام وقيمه ومبادئه، حتى ان تسموا بأسماء إسلامية، أو ادعوا انتماءات لهذا الدين، أو رفعوا شعارات تتحدث عن الإسلام، ...، فالإسلام يجب ألا يحاسب بتصرفات هذه الفئة الضالة، بل ينظر إلى ما جاء به من تعاليم وقيم ومبادئ ..، وما تضمنته شريعته الغراء من تعاليم سمحة مع جميع الأديان. وللأسف أن هذه الفئة المنحرفة لا تكتفي فقط بتشويه الإسلام عبر هذه التصرفات المرفوضة، بل تتعمد اختيار اسماء إسلامية في حملاتها الإجرامية، مما يسيء إلى التاريخ الإسلامي، وإلى شخصيات ومواقع لها مكانة لدى المسلمين بصفة عامة. واعتقد انه رغم كل هذا التشويه المتعمد لهذا الدين، ولهذه الأمة، إلا أن الإسلام سيبقى نقيا مهما تكالب عليه الأعداء، سواء من بني جلدتنا أو الغرباء، وسيبقى شعلة تنير درب البشرية في احلك الظروف. لن يفلح منحرفو الفكر والعقيدة والدين .. من تشويه الإسلام، ولكن مسؤولية كل فرد منا أن يعمل على تغيير هذه الصورة السيئة التي يحاول البعض رسمها للإسلام، من خلال التعامل الراقي مع الأمم الأخرى، فالرسول [ قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فبأخلاقنا يمكن تقديم الوجه المشرق لديننا، فهل نحن فاعلون ذلك؟.
946
| 25 يوليو 2005
المتعارف عليه إن إدارات العلاقات العامة من بين المهام التي تقوم بها أنها حلقة الوصل بين المؤسسة التي تنتمي إليها وبين المجتمع، بمؤسساته وأفراده، وأنها تشكل واجهة للاتصال مع الجهة التي تنضوي تحت مظلتها، عبر آليات محددة، بعيدا عن التعقيد والروتين القاتل. إلا ان البعض من أجهزة العلاقات العامة غيب دوره الحقيقي بسبب " تنصيب " أفراد لاعلاقة لهم برجل العلاقات العامة، فباتت هذه الإدارات شغلها الشاغل كيفية استقبال وتوديع شخصية المسؤول، دون النظر إلى مصلحة المؤسسة أو الوزارة، فليس من المهم صورة هذه الجهة أمام الرأي العام، أو البحث عن افضل الاساليب المتعلقة بايجاد علاقة شراكة مع المجتمع، أو ايجاد آليات عمل متطورة تدفع نحو تفعيل اكثر لدور هذه المؤسسة أو الوزارة في المجتمع....، انما المهم بالدرجة الاولى امور ثانوية هي ليست ضمن اولويات هذه المؤسسة أو متطلبات المجتمع. نعم هناك إدارات علاقات عامة تلعب ادوارا ايجابية، ولها حضور فاعل ومميز، ولا نريد هنا ذكرها حتى لا يقال ان في ذلك " دعاية " أو " تمجيدا " لافراد، ولكن من باب الا نبخس الناس اشياءهم، فهي نموذج جيد، وتعرف اولوياتها بصورة جيدة، وتحدد اهدافها المرحلية والبعيدة المدى برؤية واضحة...، ولكن كم عدد هذه الإدارات، وكم عدد القائمين عليها، ومن العاملون فيها.... ربما وسائل الاعلام ـ خاصة الصحافة منها ـ هي الاقرب إلى تلمس عمل هذه الإدارات، فهي تعاني في كثير من الاحيان من التعامل السلبي من قبل البعض من مسؤولي العلاقات العامة، الذين اساسا لا يعرفون الادوار التي يفترض القيام بها، وبفعل ذلك يسعون إلى فرض رقابة على الصحافة، والاعتقاد بأنها تمثل جزءا أو قسما من اقسام إداراتهم، وبالتالي التعامل يكون مع الصحافة بهذا النمط غير المفهوم، بل تصل الامور للاعلان صراحة انه في حالة عدم انصياع صحيفة ما لما يريده أو يتطلع اليه ذلك المسؤول، فانه سيقدم على حرمان الصحيفة من مصادر الأخبار، ومنع مسؤولي الوزارة من التحدث اليها، والعمل على امداد صحف زميلة بالاخبار على حساب صحف أخرى، وتفضيلها دون النظر إلى ان دوره يفترض ان يكون محايدا ومتعاونا مع الجميع دون استثناء، لكن الوضع لدى البعض مقلوب تماما. للأسف في أحيان تطلب صحيفة ما معلومة من البعض من مسؤولي العلاقات العامة، وتفاجأ هذه الصحيفة ان هذه المعلومة قد عممت على جميع الصحف، علما بأنها هي التي سعت واجتهدت للحصول على تلك المعلومة. لذلك من المهم اختيار العناصر الواعية لدور رجل العلاقات، والسعي إلى تأهيلهم وتطوير قدراتهم باستمرار وفق اساليب ومدارس متقدمة في هذا المجال. نحن نريد ان تكون إدارات العلاقات العامة حلقة وصل فعلية، وليست حلقة "فصل"، نريدها أن تعمل على تسهيل مهمة الاعلام، وليس تعقيدها، ووضع العراقيل، والتفنن في صنع العقبات، نريدها واجهات حضارية، وليست أبوابا مغلقة....
1336
| 21 يوليو 2005
تفاعل إيجابي ورائع من جامعة قطر ممثلة بمديرة إدارة العلاقات الخارجية السيدة زينة العظمة، التي تحرص على ايلاء ما تنشره وسائل الإعلام اهتماماً ومتابعة، وهو أمر يحسب لجامعتنا الموقرة، وللسيدة زينة، وكان آخر هذا التفاعل ما نشر في هذه الزاوية في مقال الأمس بعنوان «طالبة تبحث عن قبول بالجامعة»، التي تناولت فيها قضية خريجي الثانوية العامة من المدارس الأجنبية بالدوحة، والتي تتأخر عادة وصول النتائج النهائية (الشهادات) إلى ما بعد انتهاء فترة القبول والتسجيل بالجامعة، كون هذه الشهادات يتم اعتمادها في بلدانها الأم. في يوم أمس وقبل انتهاء فترة الدوام الرسمي كان رد الجامعة قد وصل إلى هذه الزاوية، وهذا دليل على التفاعل بين الجامعة وبين وسائل الإعلام، وهو ما نفتقده في عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة. وفيما يلي رد جامعة قطر والموقع باسم السيدة زينة العظمة مديرة إدارة العلاقات الخارجية: «شكراً لاهتمامكم المستمر بالشأن الجامعي، وحرصكم الجلي على المساهمة الفعالة في طرح قضاياها. تعقيباً على عمودكم «رأي وقضية» بتاريخ 2005/7/18، نحيطكم علماً أن الجامعة تستمر في اتخاذ الإجراءات وتعديل النظم بما يسهم في رفع مستوى المدخلات بحيث تلبي المخرجات احتياجات التنمية في المجتمع القطري. من ضمن الإجراءات التي تم تعديلها شروط قبول خريجي المدارس الأجنبية. حيث أكدت الدكتورة إيمان النعمة مديرة القبول أنه قد تمت بالفعل في بداية هذا الشهر الموافقة على القبول المشروط لخريجي المدارس الثانوية الأجنبية التي تتأخر نتائجها لحين اعتمادها في بلادها الأصلية. كما أكدت أن الجامعة لا تطلب معادلة شهادات المدارس البريطانية A.S أو A12 كما ذُكر، بل يعتمد قبول حملة هذه الشهادات فقط على شرط تحقيق نسب القبول (%75 للتخصصات الأدبية و%70 للعلمية) وفق القدرة الاستيعابية للأقسام حسب أعلى النسب وبموافقة لجنة القبول والمنح، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من حملة الشهادات الثانوية. وقد قامت إدارة القبول بالفعل باستلام ملفات عدد من خريجي الثانوية الأجنبية هذا العام وقبولهم قبولاً مشروطاً، وتم تأجيل القبول النهائي لهؤلاء الطلبة من 31 يوليو (وهو الموعد الرسمي لانتهاء القبول) إلى 1 سبتمبر، استناداً إلى موعد وصول اعتماد شهاداتهم الثانوية من بلدانها في 20 أغسطس. ونأمل أن تسهم مشاركة هؤلاء الطلبة خاصة أصحاب المعدلات العالية منهم، في إثراء الحياة الطلابية ودعم عملية رفع المستويات الأكاديمية في الجامعة». - أكرر شكري وتقديري لجامعة قطر على هذا التجاوب السريع، وتقبلهم للرأي والرأي الآخر - وهو ما نتمناه من جميع المؤسسات - وهو دليل على وعي الادارة العليا، وتفهمها لدور الإعلام في خدمة المجتمع، ونؤكد أننا في مركب واحد، وأننا كل يكمل الآخر، وفي نهاية الأمر نسعى جاهدين جميعا إلى خدمة هذا المجتمع.
462
| 19 يوليو 2005
تؤكد جامعة قطر أنها تسعى جاهدة نحو الارتقاء بمخرجاتها، عبر خطوات عدة، احداها قبول الطلبة والطالبات ذوي المعدلات المرتفعة، لذلك سعت الجامعة الى رفع معدلات القبول، بحيث تكون المخرجات على درجة عالية من الكفاءة والتميز، وهذا أمر جيد ويطلبه المجتمع. لذلك فإنه من المهم على الجامعة السعي لاستقطاب العناصر المميزة من الطلبة والطالبات، خاصة القطريين الذين يدرس العديد منهم في المدارس الاجنبية الموجودة في قطر، بدلا من الدفع بهم للتوجه الى الجامعات بالخارج. اقول ذلك على خلفية قيام الجامعة مؤخرا برفض تسجيل طالبة انهت الثانوية البريطانية بالدوحة، إلا أن النتيجة النهائية للاختبارات تتأخر في الصدور، وعلى الرغم من قيام المدرسة بمنح الطالبة شهادة تثبت انها متفوقة طوال فترة الدراسة بالمدرسة، فإن الجامعة اصرت على عدم إجراء أي تسجيل ولو مبدئي لهذه الطالبة. قد يقول البعض هذا أمر طبيعي، فالطالبة ليس بيدها في الوقت الراهن شهادة نجاح الثانوية العامة، ولكن اتعرفون ماذا يترتب على عدم قيام الجامعة باجراء التسجيل المبدئي للطالبة؟ معناه أن تتأخر الطالبة عن فصل دراسي بالكامل، ويفوتها الفصل الأول من العام، كون نتائج الثانوية البريطانية لابد من اعتمادها من بريطانيا، وهذا يأخذ وقتا، ربما تصل خلال الشهر المقبل، وهو ما يعني ان فترة اغلاق التسجيل والقبول قد انتهت، وبالتالي عدم تمكن هذه الطالبة وغيرها ربما العشرات من الالتحاق بالفصل الدراسي المقبل، والانتظار الى الفصل الدراسي الثاني، فلماذا لا يتم تسجيل مثل هذه الحالات كقبول مبدئي، على ان يتم استكمال باقي الأوراق ـ النتيجة النهائية ـ مع بداية الفصل الدراسي، واذا لم تصل قبل موعد الدراسة، أو ظهرت النتيجة سلبية، يمكن في هذه الحالة إلغاء التسجيل، وهذا لا اعتقد بأنه سوف يكلف الجامعة شيئاً. هناك العديد من المدارس الأجنبية بالدولة، والتي عادة قد تتأخر استخراج النتائج النهائية (الشهادة)، كونها يتم اعتمادها من بلدانها، وهذا ما قد يسبب ازعاجا لأولياء أمور الطلبة، وفي نفس الوقت قد تخسر الجامعة طلبة وطالبات مميزين، لأنه من المحتمل الاكبر الاتجاه للدراسة بالخارج، خاصة ان العديد منهم من الطلبة المتميزين، فلن ينتظر أولياء الأمور او الطلبة الجلوس فصلاً بالكامل انتظارا لوصول الشهادة وموافقة الجامعة، وبالتالي ستلجأ هذه العناصر للدراسة بالخارج، فلماذا ندفع بها الى هذا الاتجاه، في وقت بالامكان بحث ايجاد حل لهذه المشكلة، وعدم عرقلة التحاق هؤلاء الطلبة والطالبات الى الجامعة، خاصة الفتيات اللاتي يرغبن بالدراسة في جامعة قطر، بدلا من الاغتراب. الأمر الآخر ان الجامعة تطلب معادلة شهادة المدرسة البريطانية وهي ما تعرف بـ A.S أو A12، فلماذا وضع هذه العراقيل، في حين ان هذه المدارس لم تفتح أبوابها إلا بموافقة من قبل وزارة التربية والتعليم، فهل تحتاج المسألة الى معادلة شهادة عند الالتحاق بجامعة قطر؟ اعتقد أنه آن الاوان لتقوم الجامعة بمراجعة عدد من لوائحها وانظمة قبولها، ليس فقط على هذا الصعيد، بل كل ما يتعلق بسير العملية التعليمية فيها. ونحن على ثقة ان الاستاذة الدكتورة شيخة بنت عبد الله المسند رئيس الجامعة تسعى جاهدة لتطوير أنظمة وقوانين ولوائح الجامعة، وقطعت في هذا المجال اشواطا بعيدة، ونتمنى لها التوفيق والسداد، إلا أنه من المهم جدا التعجيل في النظر فيما يتعلق بعملية التسجيل والقبول بالنسبة للطلبة والطالبات، وما يتعلق بعلاقة الطلبة بالجامعة، والقضاء على الروتين في بعض جوانب العمل الموجودة بالجامعة.
458
| 18 يوليو 2005
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الخدمة المدنية من اجل الدفع بالشباب القطري للعمل في القطاعين الخاص والمختلط، إلا أن العديد من المؤشرات تشير الى قيام البعض من مؤسسات وشركات القطاعين الخاص والمختلط بتنفيذ سياسة "مبرمجة" في كيفية "تطفيش" هؤلاء الشباب. وحقيقة هناك العديد من هذه الشركات والمؤسسات مضى على تأسيسها سنوات طويلة، لكن عدد القطريين فيها لايتجاوز أصابع اليد الواحدة، بل ان هناك العديد من الشباب الذين كانوا يعملون في هذه الجهات، إلا أنهم فضلوا تركها نهائيا، او طلبوا الانتداب للعمل في جهات اخرى، في ظل السعي المحموم من قبل تلك المؤسسات والقائمين عليها لـ "تطفيش" الكوادر القطرية. كنت اتمنى من وزارة الخدمة المدنية العمل وفق برنامج صارم فيما يتعلق بضرورة قيام شركات ومؤسسات القطاع الخاص والمختلط باستقطاب الكوادر القطرية، وان يُجرى تقييم سنوي لكل جهة من هذه الجهات حول سياسة الاستقطاب والتدريب والتأهيل الممنوح للكوادر القطرية، فهل تقوم وزارة الخدمة المدنية بهذا الدور، أم أن العملية تمضي حسب البركة، وكيفما جاءت؟ ولا تقتصر العملية فقط على إجراء مسح شامل للجهات التي تعمل على استقطاب الشباب القطري، بل ضرورة ان يتبع ذلك منح حوافز للجهات التي تقدم على الترحيب بالكوادر القطرية، مع سحب الامتيازات الممنوحة للجهات التي تتقاعس عن استقطاب هذه الكوادر، خاصة الشركات والمؤسسات الكبرى، التي تتوافر بها وظائف بالمئات، في حين ان عدد العناصر القطرية فيها تمثل عملة نادرة، ولا تذكر أبدا. هناك المئات من الشباب والفتيات القطريين الذين يبحثون عن فرص عمل، ولكن تجد الطرق الحكومية قد أغلقت امامهم، وان الاكتفاء وعدم وجود الشاغر الوظيفي هو الرد الذي يجدونه أمامهم عند طرق أبواب أي من المؤسسات والوزارات الحكومية، التي تتعذر انه لا تُمنح وظائف جديدة من قبل وزارة المالية لتعيين العناصر القطرية، شبابا كانوا أو فتيات. هناك أعمال يمكن للشباب القطري القيام بها، حتى وان لم يكونوا من أصحاب المؤهلات العليا، فلماذا لا تسعى هذه الجهات لاستقطاب هذه الشريحة من العناصر القطرية للعمل بها؟ دور القطاع الخاص والمختلط يتعاظم يوما بعد آخر، وهو ما يتطلب العمل على ضخ كوادر قطرية للعمل فيه، وتدريبهم وتأهيلهم، خاصة وان العديد منهم لا يملك رصيد خبرة، كما هو حال الموظفين الذين يتم التعاقد معهم خارجيا، والذي لا يعرف بعضهم "كوعه من بوعه"، حسب المثل المحلي. لابد من البحث عن الاسباب التي تدفع البعض من الشباب القطري إلى الخروج من المؤسسات والشركات التي يعملون بها بالفعل، والسعي للالتحاق بالعمل الحكومي على الرغم من مضي البعض منهم سنوات بالعمل في تلك الجهات، إلا أن المعاناة التي يكابدونها تدفع البعض منهم للبحث عن بدائل أخرى، حتى وان كانت انتداباً في مؤسسات ووزارات أخرى. مطلوب من وزارة الخدمة المدنية - طالما هي تتولى تأهيل وتدريب الكوادر القطرية - إجراء مسح شامل عن الأسباب الحقيقية التي تدفع الشباب القطري إلى العزوف عن العمل في القطاع الخاص، خاصة في ظل تدني نسبة الحضور والمشاركة في هذا القطاع.
771
| 11 يوليو 2005
في أكثر من مرة تطرقت إلى غياب التنسيق بين عدد من الجهات والوزارات الحكومية بالدولة، وهذا للأسف واقع يعاش بين فترة وأخرى، ويسبب إرباكا للعمل بصورة كبيرة، إضافة إلى الهدر المالي، وضياع الجهد والوقت، في حين انه كان بالامكان تفادى ذلك بقليل من التنسيق فيما بين الجهات ذات العلاقة. لن اذهب بعيدا، فقد أعلنت «كيوتل» عن إقامة مهرجان صيفي، وخصصت له ثلاثة ملايين ريال، ثم أعلنت الهيئة العامة للسياحة بعد ذلك عن نيتها إقامة مهرجان عجائب صيف قطر، بعد ان كانت جميع دول المنطقة قد أتمت كافة الاستعدادات لانطلاقة مهرجاناتها، وفي المقابل أعلنت مملكة علاء الدين عن برنامج للاحتفال خلال الصيف. هذا التضارب بين هذه الجهات في اقامة مهرجان صيفي لاتتجاوز مدته في افضل الحالات شهرا واحدا، ما يعني؟. ألم يكن بالامكان ايجاد قاعدة من التعاون والتنسيق فيما بين هذه الجهات، كيوتل والهيئة العامة للسياحة، علما ان الأولى سبقت في الاعلان عن نيتها اقامة المهرجان، فيما الثانية جاء اعلانها مؤخرا؟ الا يسبب مثل هذا التضارب في إقامة فعاليات تستهدف مجتمعا واحدا هدرا للأموال، وتضييعا للجهد والوقت؟ ألم يكن بالامكان العمل على توحيد الجهود لاظهار مثل هذا الحدث بصورة أكبر وأفضل، بهدف استقطاب الجمهور من الداخل والخارج، بدلاً من برامج هزيلة ومتناثرة تقام هنا وهناك؟. للأسف الشديد ان التنسيق بين مؤسسات الدولة يفتقر إلى آلية عمل واضحة، فالجميع يلقي بتبعية أي تقصير على أطراف أخرى، ويبعد نفسه عن ذلك، فلو سألت اليوم كيوتل أو هيئة السياحة لألقى كل طرف غياب التنسيق على الطرف الآخر، واعتقد للحفاظ على "ماء الوجه" سيتم تلافي ذلك بعمل ترقيع مشترك للمهرجان حتى لا يقال إن هناك ازدواجية أو تضارباً في تنظيم وإقامة مهرجان صيفي بين مؤسسات الدولة. هيئة السياحة طبعا ستعلن ان مسؤولية إقامة وتنظيم مثل هذه الفعاليات هي من مسؤوليتها، ولكن السؤال أين كانت الهيئة طوال الأشهر الماضية؟ ولماذا هذا الصمت المطبق دون الاعلان عن نيتها في تنظيم مهرجان صيفي هذا العام، على الرغم من الدعوات الكثيرة التي كانت تطالبها بضرورة الإفصاح عما كانت النية تتجه لإقامة ذلك، حتى يبرمج المواطنون والمقيمون اجازاتهم السنوية ورحلاتهم السنوية مع أطفالهم للخارج، ولكن لم نجد استجابة لذلك، بل ان دول الجوار اقتحمت علينا "بيتنا" وأعلنت عن برامجها عندنا، وقدمت عروضا مختلفة لاستقطاب السياح من داخل دولتنا، وهيئة السياحة "نائمة" عن ذلك، هذه حقيقة. لم نجد اعدادا جيدا لمهرجان هذا الصيف، الذي اعتقد انه سيكون مجرد "اسم" فقط لما يسمى بمهرجان، لأنه بالفعل لا توجد أجندة واضحة للمهرجان، فضلا عن الترتيبات العملية التي تمت حتى هذه اللحظة. لا اريد الحديث عن المهرجان وفعالياته، فهذا حديث ذو شجون، انما اليوم اتحدث عن غياب التنسيق بين هاتين المؤسستين، اللتين هما أصلا نموذج لما يحدث بين العديد من مؤسسات الدولة، فهل تشهد المرحلة المقبلة تصحيحا لهذه الاوضاع غير المقبولة؟. نأمل ذلك.
383
| 28 يونيو 2005
الحريق الذي تعرض له سوق الحراج أمس الأول وللمرة الثانية، من المؤكد لن يمر مرور الكرام على الاخوة بوزارة الداخلية، والأجهزة الأمنية، التي طالما كانت بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار المجتمع . إلا أن الملاحظ أن قصة الحرائق التي تندلع بين فترة وأخرى في الأسواق باتت مكررة، وان تقلصت خلال الفترة الماضية، إلا أن عددا من الأسواق تعرضت لمثل هذه الحوادث، وأياً كان مصدرها فإن وقوع مثل هذه الحوادث يشكل ضررا بالغا ليس فقط بأصحاب المحلات التجارية، بل كذلك بسمعة البلد، وهو ما يؤثر سلبا على توجهات الدولة الساعية نحو استقطاب الاستثمارات، والسعي لتوسيع القاعدة الاقتصادية، خاصة للصناعات الصغيرة، وربما يدفع البعض الى الإحجام عن السعي لبدء أنشطة اقتصادية وتجارية، ولو على مستوى محلات تجارية. نحن واثقون ان الأجهزة الأمنية لها كامل القدرة على متابعة هذه القضية، وتعمل ليل نهار للسهر من أجل الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، وهنا لابد من الاشادة بجهودها الطيبة على هذا الصعيد، وفي نفس الوقت لابد من الاشارة إلى أن الحفاظ على امن وسلامة المجتمع ليس فقط مسؤولية رجال الأمن أو أجهزة الداخلية، بل إن كل فرد في المجتمع يتحمل جانبا من المسؤولية، على اعتبار أن الجميع يعيش في هذا المجتمع الآمن، والذي من الواجب علينا فردا فردا الاستشعار بأهمية ايلاء هذا الجانب اهتماما خاصا. الا ان هناك عدداً من الأمور لابد من ملاحظتها بالنسبة للأسواق، حيث يلاحظ افتقار عدد من المحلات التجارية في هذه الأسواق لاجراءات الأمن والسلامة، وهو أمر يجب الالتفات اليه، والتأكيد على أصحاب هذه المحلات بضرورة توفير ذلك، فالقضية لاتخص محلاتهم، بل تخص السوق بأكمله، بل تخص المجتمع بأسره، وبالتالي يكون هناك الزام بتوفير كل ما من شأنه عدم الاضرار بالمجتمع. كذلك فيما يتعلق بالتأمين على هذه المحلات، فهناك حتى هذه اللحظة العديد من المحلات التجارية، خاصة في الأسواق العامة ليست مؤمنة، فلماذا لايكون التأمين الزاميا؟ ولا يتم التجديد لأي محل اذا لم يتم التأكد من قيامه بابراز وثيقة التأمين. من الأمور اللافتة كذلك - في سوق الحراج مثلا - اختلاط محلات لأنشطة مختلفة تماما، وحتى أقرّب الصورة أكثر، ففي سوق الحراج هناك محلات الحدادة، وفي المكان نفسه توجد محلات النجارة، ومحلات اخرى تبيع سلعا متنوعة قابلة للاشتعال تحت أي ظرف، اذا لم تتوافر لها إجراءات الأمن والسلامة. هذا الاختلاط قد يسبب اندلاعا للحريق، خاصة اذا ما غابت إجراءات الأمن والسلامة عن بعض المحلات، فلماذا لا يتم فصل محلات الحدادة عن محلات النجارة بصورة كاملة ؟ كذلك من المهم أن تكون هناك جولات وزيارات ميدانية مفاجئة للأسواق للتأكد من إجراءات الأمن والسلامة، مع العمل على رفع التوعية لدى أصحاب المحلات التجارية حول الأسباب التي قد تدفع لاندلاع الحرائق، خاصة في الصيف، الذي ترتفع درجة الحرارة فيه بشكل كبير. حملات التوعية مطلوب تكثيفها بصورة أكثر خلال هذه الفترة، مع اقتراح اساليب مختلفة لتشجيع أصحاب المحلات للحرص على توفير إجراءات الأمن والسلامة بصورة افضل.
471
| 26 يونيو 2005
العالم وجه انظاره امس الى الدوحة، في موقف ليس الأول من نوعه، وان كان الأهم باعتبار ان الحدث هو الاكبر في الشرق الاوسط، وهو الحدث الأبرز على الساحة الدولية. فعندما تجتمع «132» دولة يمثلها قادة وزعماء ورؤساء حكومات وممثلو دول، اضافة الى مراقبين ومنظمات وجمعيات مدنية اخرى، في دوحة الخير، وفي ضيافة سمو الامير المفدى، هذا دليل على المكانة المرموقة التي تتبوأها دولة قطر على الصعيد العالمي، والمصداقية التي تتمتع بها، بفضل سياستها الحكيمة والواعية في تعاملها مع قضايا المجتمع الدولي. مبعث الفخر ليس فقط حضور هذا العدد الكبير من الزعماء والقادة على مستوى العالم، بل في الانطباع الايجابي، والاشادة البالغة التي يرسلها كل ضيف، مسؤولا كبيرا أو مجرد عضو وفد، والثناء المطلق على التجهيزات والترتيبات التي وفرتها قطر لإنجاح هذا الحدث العالمي، الذي ربما لا يوازيه على مستوى العالم سوى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. في كل زاوية من زوايا المؤتمر هناك انطباع من قبل الحضور تبدو على قسمات وجوههم بأن مؤتمر الدوحة يمثل نقلة في تاريخ مجموعة الـ " 77 " والصين، وان هذه القمة تمثل منعطفا في تاريخ هذه المنظمة، التي تجاوز المنتسبون لها من الدول «132» دولة، على الرغم من مسماها بدول الـ «77». لم تضع قطر يدها في امر الا كان النجاح حليفه، وهي شهادة ليست من اطراف محلية، بل ان شواهد التاريخ، واعتراف زعماء وقادة العالم، بالجهود القطرية الخيرة، وسعيها الدؤوب للوقوف مع الدول الشقيقة والصديقة، ومساعيها الرامية للم الشمل، وتوحيد المواقف، ودعم السلام والاستقرار الدوليين، ومساعداتها السخية لدول العالم، دون من او اذى،...، هذه وغيرها، جعلت من قطر بفضل سياستها الحكيمة، ودبلوماسيتها النشطة والواعية، قبلة دولية، يقصدها زعماء العالم، وتحتفي بها المحافل الدولية في كل مناسبة، ويشار اليها بالبنان، في الملمات والاحداث الجسام. افخر بأن بلدي قطر هي اليوم تحتضن هذا العدد الكبير من القادة والزعماء، في مؤتمر يسعى لانتشال الدول الفقيرة من الأوضاع التي تعيشها، وسعيا لتطوير هياكل المنظمات الدولية، وبحثا عن آليات جديدة لتفعيل التعاون الثنائي بين بلدان الجنوب ـ الجنوب، وصيغة مثلى للتواصل الايجابي بين الجنوب ـ الشمال. نعم نحن دولة صغيرة بسكانها، ومحدودة بمساحتها، ولكنها كبيرة برجالاتها ومواقفها، ومبادراتها النابعة من قناعات قيادتها الرشيدة،...، دولة صغيرة الا انها تمتلك قلبا كبيرا. يفتخر كل مواطن بهذه المكاسب التي تحققها بلادنا، مكاسب لا تعد بالارقام، او تحصى بالورق والقلم، مكاسب هي اكبر من كل ذلك،...، عندما يخرج العالم اليوم من قطر، هو يغادرها جسديا، لكن بالتأكيد ستظل قطر راسخة في اذهان كل من حضر الى هذه الارض الطيبة، وحل ضيفا كريما على سمو الامير المفدى حفظه الله ورعاه، وضيفا كريما على هذا البلد المعطاء،.... قطر اليوم هي جزء لايتجرأ من ذاكرة التاريخ، الذي يقف طويلا امام هذه الدولة، ليسجل لقيادتها مواقف خالدة، افعالا تسبق الاقوال، فهنيئا لهذا الشعب بهذه القيادة.
1280
| 16 يونيو 2005
اليوم هو الاخير في تقديم الطلبات لشغل منصب الامين العام للمجلس البلدي، وحتى هذه اللحظة فان المتقدمين لم يتجاوزوا «5» أشخاص، في حين ان الذين تقدموا لشغل هذا المنصب في العام الماضي عندما اعلن عن فراغه بلغ «22» شخصا، وكانت المنافسة قوية بين عدد من الشخصيات، واجريت مقابلات لتصفية العدد، فلماذا تقلص العدد الى «5» في الاعلان الثاني، بينما كان العدد «22» في الاعلان الاول ؟. هذا الرقم يدعونا لوقفة صادقة مع المجلس البلدي، للنظر في الاسباب التي خلقت هذا العزوف الواضح من قبل الافراد عن التقدم لشغل وظيفة يفترض انها مبتغى الجميع، وانها قبلة تتهافت عليها شخصيات عديدة، ويكون التنافس عليها كبيرا، ولكن ما حدث في التجربة النسخة الاولى " مكررة " هو عكس ذلك تماما، فلماذا حدث ذلك ؟. اعتقد ان احد ابرز الاسباب ـ ان لم يكن السبب الرئيسي والاساسي ـ هو الصورة غير الحضارية التي يحملها المجتمع عن المجلس، والتي للاسف الشديد ان البعض من الاعضاء هم السبب في هذه الصورة غير الحضارية، التي لا نريدها للمجلس واعضائه، خاصة ان هذه اول تجربة ديمقراطية عاشتها بلادنا الحبيبة في عام 1999 . كثرة الخلافات القائمة بين الاعضاء، والتي للاسف الشديد ان الكثير منها نابع من امور شخصية، ومصالح ذاتية، بعيدة عن المصلحة العليا، وبعيدة عن الاهداف التي من اجلها وصل الاعضاء الى هذا المكان، واجزم لو ان المصلحة العليا للوطن كانت نصب اعين الاعضاء الـ «29» لما وجدنا هذا التشرذم الواقع في صفوفهم، وهذه الخلافات التي تعصف بجلسات المجلس، وهذا التناقض بين الاعضاء في الاطروحات، وهذه التكتلات المبنية على المصالح الفردية.... نعم تحدث خلافات واختلافات في المجالس والبرلمانات المنتخبة في دول العالم، ولكن الشفافية والمصلحة العليا هي التي تحكم اداء الاعضاء، وهي التي تحدد بوصلة العمل، وهو ما نريده بصورة اكبر في المجلس البلدي. الآن لو اجري استطلاع حول الصورة التي يحملها المجتمع عن المجلس البلدي لكانت سلبية جدا، ولقالت شريحة واسعة من المواطنين ان الاعضاء لم يقدموا شيئا يذكر للمجتمع ـ الا من رحم الله ـ دون ان نجحف البعض حقهم، ولكن هذا هو الواقع الحقيقي لاداء الاعضاء، خاصة خلال هذه الدورة، التي كان يفترض ان تكون افضل من الدورة الاولى، كون التهيئة للعمل البلدي هى الافضل، وكون اللوائح الداخلية، والنضج والتفاعل افضل، وبالتالي الانطلاقة نحو العمل الميداني هو الذي كان يفترض ان يسيطر على اداء المجلس في هذه المرحلة، الا اننا وجدنا الانشغال في امور ثانوية وشخصية لا تخدم العمل البلدي، بل وادخلت الاعضاء في صدامات ومنازعات وخلافات لا طائل منها. نأمل ان يغلق الملف " النووي " لما يسمى بمسلسل "الامين" في المجلس البلدي، وان يتفرغ المجلس واعضاؤه لما هو اكبر واهم من ذلك، وان يسعوا جاهدين الى تغيير الصورة السلبية التي يحملها المواطنون عن المجلس البلدي.
610
| 12 يونيو 2005
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3294
| 04 نوفمبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2577
| 30 أكتوبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2085
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
1716
| 04 نوفمبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1536
| 30 أكتوبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1224
| 04 نوفمبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1149
| 29 أكتوبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
885
| 04 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
843
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
768
| 02 نوفمبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
759
| 30 أكتوبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
759
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية