رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ديلما.. "جان دارك" البرازيل!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "ديلما روسيف".. سيدة لا تعرف المستحيل، امرأة من فولاذ، أم البلاد، قاهرة السرطان.. هذه بعض الألقاب الشعبية التي حازتها أول امرأة تتولى قيادة دولة البرازيل، وأول رئيس برازيلي يتم عزله مؤخرا، ليس بموجب استفتاء شعبي أو انتخابات عامة، بل بتحالف برلماني.. وروسيف التي تنتمي لعائلة برجوازية ثرية لأب مهاجر بلغاري مثقف كان يعمل محاميا، وأم معلمة، وتعلمت العزف على البيانو في طفولتها، تمردت على هذه الحياة الأرستقراطية الناعمة وانضمت إلى الثوار المعارضين للحكم العسكري، وفي ليلة عرسها لم تهنأ بها فاستبدلت بثوب الزفاف ثوبا تنكريا للهروب من ملاحقة السلطات، واتخذت العديد من الأسماء الحركية لتجنب القبض عليها: استيلا، ولويزا، وباتريسيا، وواندا، وفانيا، وهذه الأسماء المستعارة ذكرها الكاتب "ريكاردو دو أمارال" في كتاب وضعه عن سيرتها الذاتية وعنوانه ذو دلالة على شخصيتها الدؤوبة "الحياة تتطلب شجاعة". على أن أكثر الأسماء والألقاب التي التصقت بها هو "جان دارك البرازيل" نسبة للثائرة الفرنسية المعروفة، لذا حازت لقبا آخر يترجم هذه الصفة الثورية باللغة البرازيلية المحلية وهو "دورونا"، أي المرأة الصلبة أو الحديدية، فحياتها شبيهة بسيرة الشخصيات المحركة والفاعلة وصانعة الأحداث في الروايات الملحمية، فقد تخفّت واعتقلت، وعذبت، واتهمت، وسجنت وانتقلت من السجن إلى التدرج في السلطة حتى تولت رئاسة الدولة، ولم تنس بنات جنسها، فشكلت حكومة تضم أكبر عدد من النساء في الحكومة في تاريخ البلاد، وعملت على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وللمرة الأولى شكلت طاقم حراسة الرئاسة المباشر من النساء. وأيدت روسيف قضايا العرب، ليس في خارج البرازيل -مثل القضية الفلسطينية ودعمها لثورات الربيع العربي وتوطيد العلاقات العربية اللاتينية- فحسب، بل في داخل البرازيل عبر دعمها الأقلية العربية في بلادها وأغلبها لبنانيون، ومن شواهد ذلك مساندتها لترشيح اللبناني الأصل فرناندو حداد لرئاسة البلدية في مدينة "ساو باولو" العاصمة الاقتصادية للبلاد ذات الـ12 مليون نسمة، حتى فاز بها في مواجهة منافسه برازيلي الأصل، بل وقامت بتعيين عربي لبناني الأصل آخر نائبا لها في رئاسة الجمهورية هو ميشال تامر، ليقود هذا الأخير تحالفا برلمانيا قاد لإقالتها من الرئاسة ليحل محلها وكان أول قرار له هو إلغاء وزارة الثقافة، فبادر رموز الثقافة البرازيلية الأسبوع الماضي بتنظيم حفل لتكريم روسيف والتنديد بإلغاء وزارة الثقافة قاده الموسيقار والمطرب البرازيلي كيتانو فيلوسو الحائز على جائزة "غرمي" الموسيقية العالمية.. ديلما روسيف، لقد خسرت الإنسانية والثقافة كثيرا برحيلك عن منصبك.

809

| 31 مايو 2016

"سايكس بيكو" ثقافية جديدة!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تجزئة العالم العربي وتقسيمه وتمزيقه وتقزيمه كانت ثمرة لاتفاقية "سايكس بيكو" تتويجًا لجهود امتدت عدة قرون منذ حقبة الحروب الصليبية، فالدولتان المختلفتان المتنافستان المتحاربتان اتفقتا ـ في مثل هذا الشهر مايو من عام 1916، أي قبل مائة عام بالضبط ـ في الإجهاز على "الرجل المريض"، وهو الاصطلاح الذي جرت به الأقلام في الأدبيات الغربية وصفا للإمبراطورية الإسلامية العثمانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث تآمرت بريطانيا وفرنسا بموجب هذا الاتفاق (السري حينها) بين مندوب الأولى "مارك سايكس" ومندوب الثانية "جورج بيكو" وبمباركة روسيا القيصرية على تقسيم المشرق العربي بينهما، بحيث تسيطر بريطانيا على العراق ومنطقة الخليج العربي، فيما تسيطر فرنسا على سوريا ولبنان. وكانت هذه الاتفاقية ذاتها تمهيدا لوعد بلفور في العام التالي مباشرة 1917 الذي تجسد في رسالة وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور إلى روتشليد أحد زعماء الحركة الصهيونية التي قطعت فيها حكومته وعدا لليهود بإقامة كيان لهم في فلسطين، وتوالت منذ ذلك الحين ونشطت الهجرات اليهودية من الدول الغربية إلى فلسطين بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، ولم تكن صدفة أن يتم الإعلان عن قيام دولة الكيان الصهيوني في مايو 1948، أي في نفس الشهر الذي تم التوقيع فيه على الاتفاقية، لتبدأ موجة هجرة يهودية جديدة لشرعنة الكيان الجديد، ولكن هذه المرة لم تكن الهجرة من الدول الغربية فقط ، بل من الدول العربية أيضا عقب حرب فلسطين، وهو ما أشرنا إليه في مقالنا الثلاثاء الماضي "النكبة وهجرة اليهود".ويبدو أن العالم الغربي يرغب في الاحتفال بمئوية سايكس بيكو، بتنفيذ مرحلتها الثانية بإجراء مزيد من تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم وتفتيت المفتت في العالم العربي، مستفيدا في ذلك من المشاكل الحدودية التي خلفها قبل أن يطوي ملف الحقبة الاستعمارية العسكرية المباشرة على الأرض، ليحل محلها الاستعمار عبر بث الفتن والخلافات وسياسة فرق تسد، وعبر الخيانات وشراء الذمم والولاءات، وعبر زرع تنظيمات استخبارية عسكرية مسلحة على غرار داعش، وعبر الترويج لحرب ثقافية على خلفية مذهبية وإثنية وعرقية وطائفية، وعبر هذه الآليات الثقافية الجديدة نلمح تنفيذا متسارعا لدلالة العبارة الخبيثة التي أطلقها الكاتب والصحفي الأمريكي اليهودي المعروف توماس فريدمان قبل بضع سنوات: "إن الدول العربية هي مجموعة من القبائل بأعلام مختلفة"، حيث يجري تنفيذها على الأرض".. فهل نستفيق أم نصبح من الرقيق ؟!

2043

| 24 مايو 2016

النكبة.. وهجرة اليهود

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); احتفل الكيان الصهيوني أول أمس بمرور 68عاما على تأسيسه في15 مايو 1948، ولكن ثمة مراحل تأسيسية لاحقة متممة للتأسيس الأول، من أهمها تهجير اليهود من مختلف دول العالم إلى أرض الميعاد، وقد مضت ستون عاما على تهجيرهم من مصر عقب العدوان الثلاثي الذي اتخذه عبد الناصر ذريعة لدعم وجود اليهود في فلسطين المحتلة وتغيير طبيعتها الديموغرافية، وتحويل الكثافة السكانية لصالحهم عبر إجراء آخر معاكس وهو هجرة الفلسطينيين الإجبارية التي أسهم فيها عبد الناصر أيضا بشعارات الأخوة العربية ونصرة الأشقاء واستقباله آلاف الفلسطينيين في مصر! وقد أصدر عبد الناصر عام 1956 تعديلًا لقانون الجنسية نصت مادته الأولى "يمنع على الصهاينة أن يصبحوا مواطنين مصريين" وأكدت المادة 18 بأنه "بإمكان إسقاط الجنسية المصرية في حالة تصنيف أشخاص بأنهم صهاينة"، فضلا عن أن مصطلح "صهيوني" لم يتم تعريفه ما ترك المجال واسعا لتهجير اليهود دون قيود، وإصدار قانون آخر يسقط الجنسية عن أي يهودي يقيم خارج مصر لأكثر من ستة أشهر متتالية، وهو إجراء لا يتم أصلا مع "المواطنين" المتمتعين بالجنسية بل مع الأجانب بإسقاط إقامتهم!وتتابع التهجير الجماعي لليهود المصريين عقب إصدار هذه القوانين وفي 28/11/1956 نشرت مجلة آخر ساعة تحت عنوان "رحلة بلا رجعة" صورا لتهجير اليهود من ميناء الإسكندرية بعد نزع جنسيتهم وتوقيعهم على إقرارات بعدم العودة لمصر، وغني عن البيان أن الكيان الصهيوني انتشي بهذه الإجراءات الناصرية ضد اليهود ومصادرة أموالهم، لأنها كانت خدمة لهذا الكيان الناشئ الذي كان في حاجة ماسة للمهاجرين اليهود لإحداث توازن ديمجرافي مع أمواج العرب الذي يحيطون باليهود في كل مكان، ولكي يكون للدولة العبرية الجديدة شعب وليس مجرد عصابات "هاجاناه" مسلحة، وأسهم القادة الصهاينة في دعم هذه الإجراءات الناصرية عبر تفجيرات "لافون" التي دبرها وزير الدفاع الصهيوني بنحاس لافون ضد مصالح أجنبية في مصر لبث الرعب في نفوس اليهود وإجبارهم على الهجرة على خلفية تورط يهود فيها. إن الوعي بالتاريخ وقراءته في سياقه يكشف الكثير من المسلّمات وأنها لم تكن إلا زيفا وخداعا، وأن السلطة بأدواتها الشاملة تلبس الباطل ثوب الحق، وأن تهجير اليهود لم يكن عنترية ناصرية ثأرا لاحتلالهم أرض فلسطين بل دعما لوجودهم فيها واستكمالا لتأسيسهم دولتهم، على أن أهم مرحلة متممة للتأسيس الأول للكيان الصهيوني كان بطلها أيضا عبد الناصر عبر إهدائه الكيان الصهيوني الهزيمة المدوية في يونيو1967واحتلاله أجزاء من ثلاث دول عربية، عقب هدية تهجير اليهود قبل11عاما!

801

| 17 مايو 2016

الترجمة والفكر الإسلامي

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شاركت الأسبوع الماضي في مؤتمر "القضايا المعاصرة في الدراسات القرآنية"، والذي نظمته كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وكان أحد محاوره حول الدراسات الغربية للقرآن الكريم، وقد أشرتُ خلال إحدى جلساته إلى دراسات المستشرقين في هذا السياق، وأن منها نوع حاقد متعسف للغاية ولا يكف عن الطعن في الإسلام، وانعكس ذلك في كثير من الكتابات التي تحتشد بالسموم والأحقاد، ولاسيَّما من مستشرقين مثل جولد تسيهر اليهودي، وكازانوفا، ومرجليوث. بيد أنني ـ استكمالا للصورة ـ أشير في هذا المقال إلى أن ثمة نوع آخر من المستشرقين محايد ومنصف للإسلام، مثل شارل بروكلمان وأرنولد توينبي وجوستاف لوبون، ولهم إنتاج يُذكر فيُشكر، مثل"حضارة العرب" للأخير، ورغم أنه حتى هذه الكتابات المنصفة تضمنت بعض الأخطاء ما يستدعي الحذر والوعي، إلا إنها في المجمل تعد ثروة هائلة أضافت الكثير إلى الثقافة الإسلامية بشكل عام. فلا شك إذن أن هناك مفكرين غربيين قد درسوا الإسلام في شيء من التدبر والروية والموضوعية وأثنوا عليه، وهم ينقسمون إلى فريقين، فريق أعلن إسلامه بلا مراءاة، وجابه الرأي العام في بيئته بعقديته الإسلامية الجديدة ثم كرس جهده للدفاع عنها والدعوة إليها، مثل: ألفونس إتيان دينيه (نصر الدين)، ليوبولد فايس (محمد أسد)، رينيه غينيون (عبد الواحد يحي)، عبد الكريم جرمانوس، مراد هوفمان، ورجاء جارودي.والفريق الآخر أحب الإسلام ومدحه، وإن لم يعلن إسلامه علانية فلعله أسرّ ذلك في نفسه، وعنهم يقول "اللورد هيدلي": إن خوف الانتقاد والرغبة في الابتعاد عن التعب الناشئ عن تغيير الدين، تآمرا على منعهم من إظهار عقيدتهم"، ومنهم جوتة، لامارتين، فيرهوفن، زيجريد هونكة، ومواطنتها الألمانية آن ماري شميل، بل يذهب البعض أن بعض هؤلاء قد أسلم بالفعل. والحقيقة أن قائمة منصفي الإسلام في الغرب تطول رغم التعتيم عليها، ويحتاج استعراضها لموسوعة علمية ضخمة لإيفائها حقها من البحث والتحقيق، ويتعين على المؤسسات الإسلامية والثقافية الكبرى في العالم الإسلامي، ولاسيَّما تلك المنضوية تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف أن تضع برامج لنشر وترجمة أعمال المفكرين الغربيين المنصفة للإسلام إلى اللغات الأوروبية على أوسع نطاق، لإزاحة هذا التجهيل بالثقافة الإسلامية في العقلية الغربية عن طريق كتب وأعمال مفكري الغرب أنفسهم، وذلك على طريقة "وشهد شاهد من أهلها".

811

| 10 مايو 2016

الإسلاموفوبيا (2)

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من الأكاذيب التي يرددها الإعلام المتربص والمعادي للإسلام والمسلمين تبريرا لظاهرة الإسلاموفوبيا هو أن المسلمين بشكل عام، وفي بلاد الغرب خاصة، لا يقبلون بالتنوع الثقافي وغير قابلين لعمليات الاندماج في المجتمعات الغربية، وأنهم منغلقون على أنفسهم على غرار "حواري اليهود" في الشرق والغرب وانكماشهم على أنفسهم وفق ما اصطلح عليه بثقافة "الجيتو"، بيد أن التحقيق في الأمر واستنادا إلى استطلاعات الرأي "المحايدة" يؤكد أن المسلمين أبعد ما يكونون عن هذه الثقافة الانعزالية، وأن هذا التمييز الذي يُمارس ضدهم يحدث رغم أنهم أكثر المجموعات الدينية اندماجا وتسامحا. ووفقا لمعهد "جالوب" الأمريكي، وهو أحد أهم مراكز استطلاعات الرأي موثوقية وانتشارا في الغرب، فقد كشف عن هذه الحقيقة الساطعة في استطلاع الرأي الذي أجراه عام 2009 حول "الاندماج" في دراسة موسعة شملت مسلمين في فرنسا وإنجلترا وألمانيا، وكانت النتائج مفاجئة وعكس ما هو شائع، فقد كشفت أن المسلمين في ألمانيا ـ وهم ثاني أكبر تجمع للمسلمين في أوروبا يزيد على خمسة ملايين نسمة ـ يندمجون في وطنهم الاختياري بشكل أكبر من المواطنين الأصليين، وعبر 40% من المسلمين الألمان عن ذلك بوجود "صلة وثيقة بالدولة"، إلا أن 32% فقط من إجمالي الشعب تلفظوا بهذا التعبير! وكذلك وفقا لـ"جالوب"، فإن ثقة المسلمين في المؤسسات الألمانية المهمة تبدو أكبر من ثقة المواطنين الآخرين، لذا يعتقد 73% من المسلمين أن المحاكم الألمانية جديرة بالثقة، في حين يرى نصف الشعب الأصلي ذلك، وتعتبر الحكومة الألمانية ذاتها أن 61% من المسلمين مواطنين صالحين، وفي المقابل تعتبر أن ثلث المواطنين الأصليين صالحين، وهناك 62% من المسلمين ليس لديهم شك في أن الانتخابات تسير في المسار الصحيح، بينما يشك أغلب الشعب الألماني في ذلك، وكان هناك اتفاق في أسئلة الاندماج، حيث أجمع 97% من المسلمين، و96% من الشعب ككل على أهمية اللغة الألمانية للاندماج في المجتمع. وفي الحقيقة فإن فتح ملف ظاهرة الإرهاب من الإسلام لا يجب أن ينطلق من الإدانة للأطراف الأخرى أو يقتصر على مجرد تقديم الدعم المعنوي عن طريق إصدار البيانات، وإنما يتعين أن يأخذ شكلا عمليا، وهذا لا يعد تدخلا في الشؤون الداخلية للدول الغربية، ويمكن الاستناد في ذلك إلى بنود المواثيق والمعاهدات الدولية السياسية والحقوقية، التي تعني بهذا الشأن، وما أكثر هذه المعاهدات إذا توافرت الإرادة للاستفادة منها.

685

| 03 مايو 2016

الإسلاموفوبيا (1)

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في تصور قطاعات عريضة في الغرب اليوم، ومنذ عقود طويلة، ولا سيما في أوساط النخب الحاكمة والنافذين في المؤسسات السياسية والثقافية والإعلامية، أن مكمن الخطر الذي يمكن أن يحدق بالمجتمعات الغربية تضمه لائحة ذات ألوان ثلاثية تحذيرية، فقد كان هناك "الخطر الأحمر"، وقد انتهى أو كاد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قبل نحو ثلاثة عقود، وهناك "الخطر الأصفر" المؤجل في الصين واليابان، وقد تم احتواؤه إلى حين. بيد أن هناك من يلوح في الغرب بـ" الخطر الأخضر" ويعنون به الإسلام، الذي يتعرض لـ"مسخ إعلامي" فاق ذلك الذي تعرض له الهنود الحمر والأفارقة السود ومن بعدهم اليهود والأمريكيون الجنوبيون، وتحولت أنماط التشويه العديدة التي وصمت هؤلاء بكل نقيصة وجرى إلصاقها جميعا بالعرب والمسلمين، فلم يعد الهنود الحمر متوحشين، ولا الأفارقة همجيين متخلفين، ولا اليهود انتهازيين جشعين، لتنتقل هذه التصورات الشائهة إلينا، وينتقل التشويه من رموزهم إلى رموزنا، من نجمة صهيون السداسية والقلنسوة اليهودية، إلى الحجاب الإسلامي والكوفية العربية!والسؤال هو: لماذا كل هذا التشويه والتنميط للشخصية العربية والمسلمة، وما أسباب ظاهرة الرهاب من الإسلام، وهل هذه الأسباب نابعة فقط من المجتمعات الغربية، أم أن بعضها ينبع أيضا من واقع العرب والمسلمين في ديار الإسلام أو في ديار الغربة، ورغم أن أحد مؤلفاتي صدر عام 1998وهوكتاب" الجاليات الإسلامية في أوروبا.. المشكلات والحلول"، رصدت ضمن فصوله ظاهرة الإسلاموفوبيا وأسبابها، ورغم مرور نحو عقدين من الزمن على إصداره، فحينما أتأمل المشهد أجد الأسباب ذاتها قائمة بفصها ونصها، بل هي تتفاقم وتتراكم!وكعادته في إثارة النقاش وطرح الأفكار وتداول الآراء حول قضايا إقليمية وعالمية ذات بعد عربي إسلامي، يعقد منتدى العلاقات العربية والدولية بالدوحة برئاسة الدكتور محمد الأحمري، مؤتمره الدولي "رهاب الإسلام ـ الإسلاموفوبيا" على مدى يومي غد وبعد غد، يحاضر فيه نخبة من أبرز الشخصيات العربية والإسلامية والأجنبية ذات الصلة بهذه القضية، رصدا وبحثا وممارسة، عبر ست جلسات تناقش العديد من المحاور، حول المصطلج ودلالاته ومضامينه وجذوره ومصادره وتطوره ونتائجه وكيفية مواجهته، وأحد هذه المحاور بعنوان" الإسلاموفوبيا.. مُغذيات وأسباب" تناقشه الجلسة الثالثة غدا، وسيترأس هذه الجلسة كاتب هذه السطور.

711

| 26 أبريل 2016

تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حينما تسأل نفسك: من هو الإنسان الذي حاز أكبر قدر من الحب والتأثير في قلوب أكبر عدد من البشر منذ خلق الله تعالى أباهم آدم عليه السلام، لجاءتك الإجابة سهلة سلسة بلا تلعثم أو تردد: إنه خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، المبعوث رحمة للعالمين، لذا كانت شخصية الرسول الأعظم محورا للاهتمام والاحترام في كل زمان ومكان، ومن كافة أتباع الأديان السماوية والملل الأرضية والمذاهب الوضعية، ومن ذلك ما هو مشهور ومعلوم في الموسوعة المتميزة التي وضعها الباحث والعالم الأمريكي "مايكل هارت" حول أكثر الناس تأثيرا عبر التاريخ "الخالدون مائة أعظمهم محمد رسول الله". وهذا الحب وذاك التأثير للرسول العظيم في نفوس البشر، ولاسيما من المسلمين، كان دافعا لترجمة مشاعرهم وإفراغها في آلاف بل ملايين الصفحات شعرا في ذكر مناقبه صلى الله عليه وسلم ، على مدى1450عاما، لذلك كانت فكرة رائعة ومتفردة تلك التي تبنتها مؤسسة كتارا الثقافية في قطر بإطلاق احتفالية "جائزة كتارا لشاعر الرسول" وما يعطيها مزيدا من التميز والتفرد هو اقترانها برسول الإنسانية الذي احتفى بالشعر والشعراء وأثنى على شعراء عصره ولا سيما حسان بن ثابت في رفع راية الإسلام ورسوله شعرا. وقد انطلقت هذه الجائزة المتميزة العام الماضي، وتنافس فيها أكثر من800 شاعر من مختلف المعتقدات والألوان والأجناس، اتساقا مع عالمية الرسالة المحمدية، وتعبيرا عن عالمية اللغة العربية التي يجيدها ملايين من غير الجنس العربي بل من غير المسلمين، وتم تصفية مئات المشاركات المتميزة إلى 30 مشاركة الأكثر تميزا، من بينها أربع مشاركات نسائية، وصولا إلى التصفيات النهائية بين المتنافسين الثلاثين التي بدأت أول أمس الأحد مع بدء أول أيام الاحتفالية، وتختتم بعد غد الخميس بإعلان أسماء الشعراء الخمسة الفائزين بالجوائز الضخمة التي تليق بموضوعها ـ تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشرـ وتبلغ 675 ألف دولار. وحسنا فعلت مؤسسة كتارا بأن يصاحب الاحتفالية والجائزة العديد من الفعاليات والأنشطة والمعارض التي تحتفي برسول الإنسانية بمشاركة مؤسسات وجمعيات أخرى على مدى أيام الاحتفالية الخمسة، ومنها معرض شعراء عبر العصور في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، والمعرض الإسلامي، ومعرض الخط العربي(الرسول صلى الله عليه وسلم)، ودروس في حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومحاضرات "الرسول الإنسان"، ومهرجان في حب الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي يتضمن العديد من المسابقات والفعاليات للجمهور.

781

| 12 أبريل 2016

هل هناك سينما إسلامية؟! (2)

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد أصبحت مسؤولية تشكيل الرؤى والأفكار عبر شاشة السينما لمجتمعنا في أيد غير أمينة غالبا، لكونها تشربت ثقافتها وارتوت من معين الفكر الغربي، فعملت على "تسريب" الأوضاع والتصورات والأفكار والسلوكيات السائدة في المجتمع الغربي، والمنافية لقيمنا وحضارتنا، وتصويرها باعتبارها سر التقدم والنهوض، ولا سبيل إلى الازدهار إلا بها. من هنا كانت الرسالة التي يتم توجيهها إلى مجتمعنا من خلال غالبية الأعمال الفنية المختلفة، ليست إلا انعكاسا لما رسخ في نفوس هؤلاء القائمين على أمر السينما من اعتبار "النموذج الغربي" هو القدوة، فأخذوا من هذه السينما أسوأ ما فيها، وقدموا لنا مئات الأفلام التافهة السخيفة الرديئة عبر دوائر إنتاج عربية مشبوهة وذات أهداف بعيدة خبيثة، لذلك فإنه يكون من غير المفيد، بل من العبث، مطالبتهم بالتحول عن هذا النموذج الذي يعدونه سر "التقدم والازدهار" إلى نموذج إسلامي يعدونه سبب "التراجع والانحدار"! ولعل السبب الرئيس الذي أدى إلى هذه النتيجة، هو التراخي والتكاسل والسلبية وإلقاء اللوم على الاستعمار والصهيونية وأذيالهما بيننا من العلمانيين والمتغربين، إلى آخر قائمة الاتهامات التي يجيد القائمون على أمر التوجيه الثقافي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إطلاقها وهم قعود بلاحراك، وقد كان الأجدى بهم، بدلا من اعتماد السلبية والانزواء في خندق الدفاع، هو اختراق الفن السينمائي واستيعابه وتطويعه وتطويره وجعله أداة في أيديهم يوجهونها الوجهة الصحيحة المأمونة، والمطلوب من المسلم أن يكون صاحب موقف عملي إزاء ما يعرض له من أحداث ومستجدات. لذلك فإن حاجتنا أصبحت ماسة إلى صناعة "سينما إسلامية" لأنها إحدى الوسائل المهمة التي نحد بها من مظاهر الغزو الفكري والثقافي لأمتنا، ووسيلة فاعلة نواجه بها حملات التشويه والتشكيك والعداء التي يضمها جزء من السينما الأجنبية الوافدة إلينا، فضلا عن بعض روافدها لدينا، وحين نذكر مصطلح "سينما إسلامية" فهو بالمعايير الواردة في مقالنا السابق، لننتقل من موقف الدفاع ـ ونحن للأسف غالبا في موقف الدفاع ـ إلى مواقف ذات طابع إيجابي مبادر مؤثر. وقد أثبت "بعض" الفنانين العرب والمسلمين من ممثلين ومخرجين، بجهود غير ضخمة قدرتهم على ذلك حد التفوق، واستطاع بعض المخرجين أن يقدموا أفلاما عظيمة ذات مضمون إسلامي ووطني وإنساني كبير يضاهي الأفلام العالمية الكبيرة، بل ويفضلها أحيانا، وقد أثبتت السينما الإيرانية وجودها عالميا في هذا المجال.

787

| 05 أبريل 2016

هل هناك سينما إسلامية؟! (1)

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فن السينما رغم كونه من الفنون الحديثة، إلا إنه تجاوز من حيث تأثيره وانتشاره سائر الفنون الأخرى، وأصبح عنصرا هاما وفعالا في تشكيل الوجدان وصياغة العقل الإنساني في مختلف الشعوب وكافة القطاعات والثقافات، وهنا يبرز السؤال: هل يمكن أسلمة الفن السينمائي، أو بعبارة أخرى، هل هناك سينما إسلامية؟!وصفوة القول في هذا، أن هذا الفن المؤثر إذا لم يتم توجيهه توجيها سليما، يهدف إلى تحقيق آمال الأمة وطموحاتها في ثقافة دافعة إلى التقدم والازدهار، وليس إلى التراجع والانحدار، فإن مردوده سيكون حتما سلبيا على تواصل الأجيال، وعلى تراث الأمة وتاريخها وتوجهات حضارتها، ونحن في عصر تتسابق فيه الأمم وتتصارع، وخاصة المتقدمة منها، إلى إحلال الاحتلال الثقافي محل الاحتلال العسكري، وذلك عن طريق استخدام وسائل التقنية الحديثة، وفي القلب منها الفن السينمائي، في نشر ثقافتها ومفاهيمها وتصوراتها للإنسان والكون والحياة، لأن السيادة تبدأ من الفكر والثقافة. لذلك فإن إجابة السؤال أعلاه: نعم يمكن أن تكون هناك سينما إسلامية، ولكن بأي مفهوم ؟ ليس بمفهوم الوعظ والخطابة، لأنه أسلوب يتعارض أصلا مع فلسفة السينما وتقنياتها ورسالتها، فلكي يكون الفيلم إسلاميا ليس شرطا أن يتضمن ما قال الله تعالى، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، بشكل مباشر، وليس شرطا أن يتناول حدثا تاريخيا إسلاميا أو شخصية إسلامية، فقد يكون فيلما روائيا اجتماعيا أو علميا أو حتى عاطفيا، ويكفي لكي يكون إسلاميا أن يكون مضمونه وأداء الممثلين فيه لايتعارض بشكل فج مع المبادىء العامة للإسلام. لذلك ينبغي أن تكون التصورات والأفكار والمفاهيم التي نطرحها من خلال السينما وغيرها نابعة من قيمنا ومبادئنا، حتى تصب في صالح المجتمع، فتعمل على تهذيب أخلاقياته وتقويم سلوكياته وتصحيح اتجاهاته وترتيب أولوياته، وذلك لن يتحقق إلا إذا كان مايطرح على الساحة من أعمال فنية وأدبية ومن معارف مختلفة، مرتبطا ومتصلا اتصالا وثيقا ببناء القيم والأخلاقيات، التي هي مصدر حياة الأمة وسر وجودها.ونظرا لخلو أو ندرة الساحة الفنية من فنانين وفنيين في الحقل السينمائي ذوي حس وإدراك وفهم لأبعاد وخصوصيات توجهات حضارتنا ومجتمعنا، ولايجيدون تصوير وتجسيد شخصيتنا الثقافية المميزة، فقد باتت السينما باعتبارها أدة مهمة في صياغة الأفكار وتحديد الاتجاهات حكرا على فئة معينة منسلخة عن قيمنا ومبادئنا، بدءا من كاتب القصة والسيناريو والحوار، وانتهاء بالمخرج، ومرورا بالفنانين والفنيين والموزعين ودور العرض!

782

| 29 مارس 2016

السينما..سفير فوق العادة

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، زار الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفلت (1882ـ1945) استوديوهات السينما في هوليوود واجتمع بصناعها وقال لهم: "إذا أردتم لأمريكا الرفعة والمجد، فاهتموا بالفيلم الأمريكي"، وهذا الرجل الذي انفرد بتولي رئاسة الولايات المتحدة أربع فترات رئاسية متتالية كان بعيد النظر، فقد تحقق ما دعا وسعى إليه، بحيث أصبح الفيلم الأمريكي هو الأشهر والأكثر رواجا وتأثيرا في العالم تقنيا وفنيا، وسفيرا فوق العادة للثقافة الأمريكية إلى كافة بقاع العالم. وبرغم كل ما تتعرض له السينما الأمريكية من انتقادات، إلا أنه أصبح من المسلّمات أنها سينما واعية، تفهم ما تقوله وما تعنيه، وارتادت ساحات شتى، واستخدمتها أمريكا أداة طيعة لغزو العقول وبث أفكارها في وجدان وضمائر الشعوب والتأثير الموجه عليها، وذلك بحشد إمكانيات هائلة لإنتاج الأفلام بعشرات الملايين من الدولارات، مسبوقة بالدراسات العلمية التي تعد لها، حتى صار الفيلم الأمريكي دون غيره لا غنى عنه في أغلب دور العرض، وعلى أغلب شاشات التلفزيونات في كافة دول العالم. وقد أدركت دولة قطر هذه الأهمية للسينما، فاحتضنت "مؤسسة الدوحة للأفلام" العديد من المبادرات السينمائية ومن بينها "مهرجان قمرة السينمائي" الذي اختتم فعاليات نسخته الثانية مؤخرا في الدوحة، تنافس فيها 33 فيلما تنتمي لـ 19دولة، منها 13 فيلما روائيا طويلا و10 أفلام قصيرة و10 وثائقية، وتدعم المؤسسة تمويل وإنتاج الأفلام والبرامج التعليمية وعروض الأفلام، وبعض الأفلام القطرية التي حظيت بدعم المؤسسة حققت إنجازات مهمة في مهرجانات دولية، مثل مهرجاني روتردام وبرلين، من بينها فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار وفيلم "موستانج" للمخرجة دنيز إيرغوفان، اللذين تم ترشيحهما لجائزة الأوسكار في فرع أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2015. وإذا تأملنا أنماط السلوكيات والتصورات في أي مجتمع، سنلحظ بغير عناء مدى مساهمة الفن السينمائي في تشكيلها أو التأثير عليها سلبا أو إيجابا، وغني عن البيان أن هذا التشكيل أو التأثير في المجتمع لا تتضح معالمه ولا تترسخ جذوره في وقت قصير، وإنما تحدث المتغيرات الاجتماعية ويتغير نسيج المجتمع ويتلون بألوان شتى، على مراحل متدرجة وفي حركة بطيئة غير محسوسة غالبا، لذلك يتعين أن تتحلى الأجهزة المعنية برصد ومتابعة هذه المتغيرات بقدر كبير من الوعي واليقظة، حتى نحد من التأثيرات السلبية المحتملة لتدخلات السفير السينمائي فوق العادة في الشؤون الداخلية والخصوصيات الثقافية للمجتمع!

727

| 22 مارس 2016

قوة الانتماء

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بيئة العمل هي البيت الثاني الذي نقضي فيه نحو ثلث وقتنا تقريبا، وقيامنا بمنح مكان العمل صفة "البيت" يقتضي منا الحرص عليه، وبذل الجهد لجعلة "بيئة" محبّبة، يطيب للعاملين المكوث فيها، ومن المؤكد أن تراكم المشاعر والتفاعلات الإيجابية في محيط العمل بين العاملين والمديرين، ووجود أهداف واضحة يكون لها أكبر الأثر في الارتقاء بمستوى الشعور بـ"الانتماء التنظيمي" الذي هو عبارة عن "شعور بالاندماج والانسجام في نشاط يشترك فيه أفراد آخرون لتحقيق مصالح وأهداف مشتركة".والأسباب التي تؤدي إلى تعميق قوة الانتماء والولاء للمؤسسة، منها ما يتعلق بالمؤسسةـ أرباب العمل ومدرائه ـ وتأكيدا على دورها في ترسيخ الشعور بالانتماء، فإن من أهم أسباب الولاء بث روح المسؤولية عبر مساهمة الموظفين في المؤسسة بالشراكة والملكية وصياغة أهدافها واستراتيجياتها، وتحقيق الرضا والأمان الوظيفي الذي يرسخ الانتماء للعمل، ومن مظاهره الترقية والتقدير والتشجيع والإطراء، وإتاحة التدريب المناسب، وتوفير المعلومات اللازمة، وتحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل ورفاهية الحياة عبر الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والترفيهية، كالاحتفالات والرحلات، لدورها في دعم العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين المنتمين للمؤسسة ولاسيَّما بين الرؤساء والمرؤوسين. وإذا كان على المؤسسة مسؤولية في تحقيق الرضا والأمان الوظيفي لتأكيد معنى الانتماء، فإن الموظف أيضا في المقابل له دور في سبيل ذلك، لذا فعليه الابتعاد عن اللامبالاة أو ما يسمى بظاهرة "الرأس الصغير"، أي الشخص الذي يقوم بتنفيذ الحدّ الأدنى من العمل المكلف به، ولا يتعدى فعله ما هو مسجّل في بطاقة تعريف الوظيفة، دون محاولة منه لتطوير ذاته وتحسين أدائه، وألا يقتصر دافعه لتطوير قدراته ومهاراته على ما سوف يعود عليه شخصيا فقط نتيجة ذلك من مزايا، كمكافأة مالية أو علاوة، بل مع ذلك وقبله، الرغبة في زيادة إنتاجية العمل وجودته.إننا بحاجة ماسة للشعور بالانتماء للعمل، للمساهمة في تطوير المؤسسة التي نعمل بها، وليت مؤسساتنا العربية، سواء عامة خاصة، تهتم بتطوير هذه "القيمة" التي تنعكس إيجابيا على بيئة العمل من أصحاب العمل والمديرين والموظفين، فلا شك أن من يشعر حقا بالانتماء إلى المؤسسة التي يعمل بها، سيشيع هذا "النموذج الإيجابي" في محيطه، وهذا يصب حتما في مصلحة الفرد والمؤسسة والمجتمع والدولة.

1137

| 15 مارس 2016

الفن بين المباح والمتاح

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعض الناس يتصورون الدين حرمانا من الحياة ومباهجها، حتى إن مفهوم التدين في فترات الانحراف البشري والابتعاد عن المصادر الصحيحة للوحي قد انحرف عن حقيقته وأصبح محصورا في زوايا الصوامع والمعابد، وابتدع تجار الدين التبتل والرهبانية والانقطاع عن زينة الحياة الدنيا والطيبات من الرزق وشهوة الجسد، ونظروا إلى العلاقات الجنسية نظرة احتقار وتحريم قاسية، ولو كانت في إطار الزواج الشرعي، ومنهم من اعتنق فلسفة تعذيب الجسد طريقا إلى الخلاص، واعتبر الحرمان بوابة رضا الرحمن!وفي عصور التراجع الحضاري وظلام الجهل في فترات متقطعة والتي ألقت بظلالها على الثقيلة على عالمنا الإسلامي، اتجه بعض المسلمين إلى المنحى ذاته تحت شعار الزهد، وفي ظل ذلك غابت عنهم توجيهات نبوية كريمة بأن الله تعالى يحب أن يرى أثر النعمة على عبده، وأن من أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم. وما أحوجنا في هذا العصر إلى كتابات تبين لنا حدود المباح من المتاح في مجال الفن، لاسيما وأن وسائل الترفيه وأسبابه وإغراءاته باتت صناعة رائجة لها عالمها الخاص وإمكاناتها التي تتبارى فيه الشركات والمؤسسات، ولسنا نبالغ في القول بأن الدول اليوم باتت مطالبة بتقديم خدمات الترفيه للجماهير وتوفير فرص الابتعاد عن ضغط الحياة اليومي، للحفاظ على التوازن النفسي للفرد والجماعة، ويشهد الواقع بأن دولة قطر رائدة في هدا المجال.والدعوة إلى الترفيه والاستمتاع بالمباح من المتاح في مجال الفنون لا تنطلق من باب التفلت أو إهمال العزائم ومقومات الورع، وإنما من باب شكر الله تعالى على نعمائه وتعبده بحلاله، وينسب إلى الأمام الشوكاني قوله: "إن التنزه عن الحلال ليس من الورع"، ومن طريف ما يحكى أن منغلق الفكر والعقل كان قد امتنع عن شرب العسل، فسأله الإمام الثوري عن علة ذلك، فقال: أخشى ألا أؤدي شكره، فقال له الإمام: وهل تؤدي شكر الماء البارد؟!إننا نحتاج في عالمنا اليوم إلى إعادة النظر في بعض المسلّمات التي يغلب على ظن البعض أنها من الدين، وأن مخالفتها تستوجب غضب الله ولعناته، ومع ذلك فلا ننكر ضرورة توفير الأجواء النظيفة في وجه موجات الإفساد تحت ستار الفن، لأن أبواب الحلال تحتاج إلى إقفال أبواب الحرام، ولكن إطالة لائحة المحرمات والمحظورات دون توفير البديل الحلال ليست من الدين في شيء، والأصل في الأشياء الإباحة إلا ما نص الشارع على تحريمه بنص قاطع الثبوت والدلالة.

2393

| 08 مارس 2016

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4092

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1734

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1587

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1251

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

888

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

651

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

606

| 04 ديسمبر 2025

555

| 01 ديسمبر 2025

أخبار محلية