رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
على مرّ العصور، كانت الثقافة نافذة الشعوب نحو العالم، تعبّر من خلالها عن هويتها، وتسجّل تاريخها، وتصوغ مستقبلها. في قلب الجزيرة العربية، بين مكة والطائف، كان سوق عكاظ أحد أشهر الأسواق العربية القديمة، لم يكن مجرد سوق تجاري، بل كان منبرًا أدبيًا وثقافيًا يجتمع فيه الشعراء والخطباء من مختلف القبائل، ليتباروا في إلقاء القصائد والخطب أمام جمهور واسع، فيما يُشرف على تقييمهم كبار الأدباء والنقاد. ولم تقتصر أهمية عكاظ على كونه احتفالًا بالإبداع اللغوي، بل كان أيضا ساحة لعقد المعاهدات، وحل النزاعات، والتبادل التجاري. لقد كان ملتقى سنويا يتجاوز الجانب الاقتصادي إلى كونه مؤسسة ثقافية واجتماعية متكاملة. مما جعل السوق مدرسةً مفتوحةً للشعر والخطابة. واليوم، في العصر الحديث، نجد في كتارا – الحي الثقافي في قطر امتدادا لهذا الإرث، حيث أصبحت كتارا منصة عالمية للفنون والأدب والثقافة، تماما كما كان عكاظ قديما، ولكن بروح العصر وحداثته. وبينما كان عكاظ في الماضي ملتقى الثقافة العربية، نجد أن كتارا في قطر اليوم تمثل نموذجا حديثا لمنصة تجمع الفنون والأدب والثقافة العالمية. تأسس الحي الثقافي كتارا ليكون مركزا عالميا يحتضن الفعاليات الأدبية والفنية والتراثية، ويجمع المبدعين من مختلف الجنسيات في تفاعل ثقافي مستمر. أبرز ملامح كتارا اليوم، أنها تستضيف العديد من الفعاليات الأدبية، والشعرية، والفنية، التي تُبرز الإبداع الحديث بمختلف أشكاله، تماما كما كان عكاظ منصة للمنافسات الشعرية قديما. وإذا كان عكاظ يقتصر تقريبا على العرب فقط، فإن كتارا تعتبر ملتقى عالميا يجمع فنونا وثقافات من جميع أنحاء العالم، مما يعزز الحوار الثقافي والانفتاح على العالم. ومع هذه المقارنة اللطيفة بين عكاظ وكتارا، نجد أن روح الثقافة لم تتغير، بل تطورت بأساليب جديدة تتناسب مع مجريات العصر. عكاظ في وقته وحّد العرب بلغتهم وشعرهم، وكتارا اليوم توحد الثقافات من خلال الفن والحوار والإبداع. وستظل شعلة ثقافية تُضيء طريق الأجيال القادمة، مؤكدة أن الثقافة هي الجسر الذي يصل الماضي بالحاضر، ويصنع المستقبل.
213
| 14 أبريل 2025
منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وقطر تسير بخطى واثقة نحو المستقبل، حتى أصبحت اليوم نموذجا يُحتذى به في جميع المجالات. لم يكن ذلك مجرد مصادفة، وإنما نتيجة رؤية واضحة، وإرادة سياسية قوية، واستثمارات استراتيجية نقلت قطر من الطموح إلى الريادة العالمية. ما حدث في قطر لم يكن مجرد نمو طبيعي لدولة غنية بالموارد، بل كان مشروعا وطنيا متكاملا، قائما على التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في الإنسان، مما جعلها تصنع الفارق في فترة زمنية قياسية وتتحول إلى نموذج يُحتذى به في التنمية الاقتصادية، والثقافية، والرياضية، والسياسية، لتصبح دولة تضاهي أكبر الدول في تأثيرها وحضورها الدولي. * اعتمدت قطر على رؤيتها الوطنية 2030، التي وضعت خارطة طريق واضحة للتنمية المستدامة، فشهدت البلاد طفرة عمرانية هائلة، حيث تحولت الدوحة من مدينة هادئة إلى واحدة من أكثر العواصم تطورا وحداثة في العالم. ناطحات السحاب، والمناطق الاقتصادية، والمشاريع العملاقة مثل ميناء حمد ومطار حمد الدولي، جعلت من قطر مركزا اقتصاديا واستراتيجيا مهما في المنطقة والعالم. قطاع الطاقة ظل العمود الفقري للاقتصاد، لكن قطر لم تكتفِ بذلك، بل سعت لتنويع مصادر دخلها من خلال الاستثمار في التكنولوجيا، والسياحة، والرياضة، ما عزز مكانتها كقوة اقتصادية مستقلة ومتطورة. * عندما فازت قطر بحق استضافة كأس العالم 2022، واجهت تحديات ضخمة، من التشكيك في قدرتها على التنظيم، إلى ضرورة بناء بنية تحتية رياضية متكاملة في فترة قياسية. لكن الاستراتيجية القطرية كانت واضحة، لم يكن الهدف مجرد استضافة بطولة، وإنما كانت تريد تقديم تجربة استثنائية تُعيد تعريف مفهوم المونديال. لذلك قامت بما يعزز هذه التجربة من خلال الآتي: • بناء ثمانية ملاعب عالمية بميزات فريدة. • توفير نظام تبريد مبتكر لأول مرة في تاريخ كأس العالم، لضمان راحة اللاعبين والجماهير على حد وسواء. • تقديم نسخة حظيت بإشادة الفيفا بأنها "الأفضل في التاريخ"، بفضل التنظيم الاحترافي الذي قامت به. لم يكن المونديال مجرد حدث رياضي، بل كان منصة أظهرت قدرات قطر التنظيمية، ورسّخت مكانتها كدولة قادرة على تحقيق المستحيل، وسطرت اسمها في سجل الأحداث الرياضية الكبرى. التميّز في الثقافة والتعليم: * قطر أدركت مبكرا أن النهضة الحقيقية لا تقوم على الاقتصاد وحده، بل على بناء العقول. لذلك، أنشأت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي بدورها جذبت أرقى الجامعات العالمية، مثل: جامعة جورجتاون – في مجال الدراسات الدولية والعلاقات الخارجية. جامعة كارنيجي ميلون – في مجال علوم الحاسوب وإدارة الأعمال. جامعة وايل كورنيل – في مجال الطب. كلية لندن الجامعية – في مجال التراث الثقافي وعلم الآثار. جامعة نورث وسترن – في مجال الصحافة والإعلام. وغيرها من الجامعات والكليات العلمية العالمية، حيث تقع هذه الجامعات ضمن المدينة التعليمية في الدوحة. هذا الاستثمار جعل قطر مركزا أكاديميا عالميا، وأسهم في إعداد أجيال من الكفاءات القادرة على قيادة المستقبل. * أما ثقافيا: فقد أصبحت الدوحة موطنا للمتاحف والمراكز الثقافية التي تربط الماضي بالحاضر، مثل: متحف قطر الوطني: الذي يحكي قصة تطور البلاد. متحف الفن الإسلامي: أحد أهم المتاحف في العالم في مجاله. الحي الثقافي كتارا: الذي يعزز الفنون والإبداع، ويستضيف فعاليات عالمية. * على الصعيد السياسي، تحولت قطر إلى لاعب إقليمي ودولي مؤثر، بفضل سياستها المتوازنة ودبلوماسيتها الفعالة في حل النزاعات والوساطة بين الدول. أما إعلاميا، فقد رسّخت قناة الجزيرة مكانتها كواحدة من أقوى المنصات الإخبارية عالميا، ما جعل قطر تمتلك صوتا مسموعا في القضايا الدولية. * اليوم، عندما ينظر العالم إلى قطر، يرى دولة صنعت الفارق، ليس فقط لنفسها، بل للمنطقة بأكملها، وأصبحت نموذجا يلهم الدول الطامحة للنمو والتطوير. وبهذا الزخم، تستمر قطر في رحلتها، لتكون دائما في الصدارة، ولتثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.
681
| 28 مارس 2025
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
4833
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3576
| 21 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2871
| 16 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2736
| 16 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2649
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
1632
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1473
| 21 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1407
| 16 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1041
| 20 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
963
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
837
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
810
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية