رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بين الصحافة التقليدية ووسائل التواصل المتجددة

كانت المقالات في الصحف من أكثر الأشياء المؤثرة في صناعة الرأي العام والتوجيه المجتمعي، وكان كاتب المقال صاحب مساحة مؤثرة في مجتمعه الصغير في بلده وربما الكبير في العالم العربي والدولي، فما زلت أتذكر كيف كان كتاب المقالات يصنعون تأثيرهم النوعي في الحياة العامة بمختلف الأمور، وكيف صنعت كتاباتهم أحاديث الناس اليومية، ولكن شهد المشهد الإعلامي في ميدان المقالات في السنوات الأخيرة تحولًا عميقًا بين الصحافة المحلية التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ باتت المنصات الحديثة في طليعة مصادر الأخبار والتأثير في الرأي العام، فرغم احتفاظ الصحافة الورقية بجاذبيتها ومكانتها لدى بعض الناس، ولكن الواقع يشير إلى انتقال واضح نحو الإعلام المتجدد، وكذلك ظهر الاهتمام بالكتابات القصيرة في محتواها والمركزة في عباراتها (مثل التغريدات)، بينما ينتشر المقال الطويل بين المتخصصين والنخب أو المثير للجدل. فهذه النتيجة في ما تؤكدها تقارير كثيرة منها: دراسة (Media Use in the Middle East) الصادرة عن جامعة نورثويسترن في قطر (2022) إلى أن متابعة الأخبار عبر الإنترنت تجاوزت 80 % من المستخدمين، مقابل انخفاض مطرد في قراءة الصحف الورقية خلال العقد الأخير، وأما على مستوى المنصّات فمع متابعة الناس لوسائل التواصل المتنوعة في قراء المقالات والتعليقات ولكن يتصدّر (واتساب) المشهد بوصفه الوسيلة الأكثر انتشارًا وسرعة لنقل الأخبار والمقالات. ومع ذلك تبقى الصحافة الورقية مؤثرة بقوة داخل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، حيث يهتم بها متخذو القرار والمستشارون في متابعة القضايا المحلية والرسمية، لما تتمتع به من مصداقية رسمية، فالجدير بالذكر هنا يتّضح أن المؤسسة الصحفية الناجحة اليوم هي التي تمزج بين كل هذه الأدوات؛ فتعنى بالصحافة الورقية وتواصل نشرها بوصفها مرجعًا موثوقًا، وتعيد توظيف محتواها في قوالب مختلفة تناسب كل وسيلة جديدة، فالمحتوى العميق يُقدَّم مطبوعًا وهو ما يكون أساساً للصحيفة ويقدم لبعض المهتمين بذلك، بينما يختصر وينشر عبر تويتر أو فيسبوك ويُوزّع بشكل مباشر وسريع عبر واتساب لضمان الانتشار الواسع. فمن التجارب الجيدة في مواكبة الواقع ما رأيته من إحدى الصحف بقيامهم في عمل (ريلز) مركز وبسيط يظهر به كاتب المقال ملخصاً لفكرته، ومع تطوّر الذكاء الاصطناعي بات بالإمكان أن تستفيد المؤسسات الإعلامية من أدواته في تلخيص المقالات وطريقة عرضها المتجددة وتحليل التفاعل معها، فإن مستقبل الإعلام يكمن في القدرة على دمج التقليدي الورقي بالمتجدد، وذلك لضمان استمرار التأثير والانتشار في زمن تتغير فيه أدوات التواصل بوتيرة متسارعة، فربما وأنا أنشر هذا المقال تظهر وسائل جديدة!

684

| 06 نوفمبر 2025

التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح فارقا مهما بين شيئين: الأول هو «التصوف» الذي تختلف الناس فيه؛ فهناك الذي يشجعه ويتحمس له، وهناك الذي يعارضه، وهناك من يقف على الحياد، فالتصوف المحمود يُعد من علوم تزكية النفس، والزهد، والرقائق عبر التاريخ، وخرج من التصوف شخصيات مهمة من الكبار كعلماء ومجاهدين مثل الإمام العز بن عبد السلام، وعبد القادر الجزائري، وعمر المختار وغيرهم، وأما الثاني، فهو «التوظيف السياسي للتصوف»، وهو محور حديثنا، فهذا التوظيف يسعى لتحييد الجانب التحرري والنهضوي للدين في كل شؤون الحياة وخصوصاً في تغيير الواقع، ولكن التحييد هنا ليس عن طريق إلغاء الدين أو دوره، بل عن طريق «إعادة هندسته» وتحويله من قوة تحرّك التغيير إلى أداة لحفظ الاستقرار، ومن حالة «حيوية» إلى حالة «خنوع». وتعتمد هذه الطريقة على فكرة «التخدير»، التي تتمثل في الغوص في طقوس «شكلية» بشكل عميق مع تقديس الأولياء، وغالبًا، كثير من هذه الأفكار والطقوس ما هي إلا ثقافات خارجية، وهذا معلوم من تاريخ الإسلام بشكل عام وتاريخ الفرق الإسلامية بشكل خاص، فهم شجعوا أشكال تدين تركز فقط على الطقوس والمناسبات، مثل الموالد، وزيارة الأضرحة، وحلقات الذكر، وما يشكل الخلل هنا إن هذه الأمور تتحول من كونها ممارسات روحية لها معنى إلى هدف بحد ذاته، ونتيجة لهذا تظهر خرافات كثيرة من غير أي حدود في التفكير. فهذا الانشغال يشغل عقول الناس عن الأمور المهمة في حياتهم ومجتمعهم، وبدلاً من أن يكون الولي مثالاً يُحتذى به في العلم أو العمل الجاد، يتحول لشخص غامض وكأنه يمتلك قوى خارقة!، فالناس تدعو له وتحرص على زيارته أكثر من دعاء الله! أو زيارة بيت الله!، فلما يواجه الشخص الظلم السياسي أو الاجتماعي بدلاً من تشجيعه على العمل والجهد لتغيير واقعه، يُطلب منه الذهاب لزيارة ضريح الولي ويستغيث به حتى يحل مشكلته بمعجزة!، وهذا كله عن طريق (شيوخ التصوف الرسميين)، الذين يفترض أن يوجهوا الناس للواقع، فقاموا بتوجيههم للانتظار والمعجزات!.. المفكر أ. محمد قطب رحمه الله لاحظ هذه الظاهرة بدقة، فقد رأى أن هذا التيار يمشي جنبًا إلى جنب مع «الفكر الإرجائي» الذي يقلل من أهمية العمل كجزء من الإيمان، فخلق حالة من «الشلل السياسي» ويؤكد أن هذا الاتجاه جعل الدين يختزل في شعائر فقط، من غير روح أو تأثير حقيقي، فالنتيجة المباشرة كانت أن الناس ابتعدوا عن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وأصبحت المظالم كأنها شيء مقدر ولا بد منه!، وفكرة «لو الله أراد لغيره» صارت مبررا لكل شيء، فهذا ما يمكن تسميته بـ»الجبرية الواقعية» بالضبط، والجبرية كما هو معلوم في تاريخ الفرق تعني فقدان الإنسان لإرادته الحرة، وهي فكرة عقائدية معروفة ترعرعت في بدايات الإسلام. وظاهرة التصوف المنحرف لفتت انتباه المستشرقين بشكل كبير، فكانوا يحاولون دراسة الشرق وفهمه، ولكن في نفس الوقت كان هدفهم السيطرة الفكرية عليه، ومن بين هؤلاء كان ماسنيون ونيكيلسون، ولخص المسار جولد تسيهر الذي ركز في تحليله على أن التصوف الذي يقدس الأولياء كثيرًا يسبب نوعًا من الخمول في الواقع بسبب التركيز المفرط على الطقوس الفردية، وتقديس الأولياء (وإن كانت حقيقة بعض هؤلاء الأولياء فيها شك بالأساس!)، إن المنهج الذي نعتمد عليه بعدما تم طرحه هو أن الإسلام يربط العبادة بالفعل نفسه فقال تعالى: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم»، كما يركز على أن التوكل الحقيقي ليس انتظاراً فقط، إنما هو الأخذ بالأسباب فكما في قوله صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكل»، فالروحانية ليست معناها أن تنعزل عن الواقع، ولكن هي القوة التي تجعلك تغيره، فالتصوف الصحيح يصنع الإنسان الذي له دور في التاريخ، وليس الإنسان الذي يصنعه التاريخ فقط.

1056

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3900

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2238

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2157

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...

1419

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1317

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

1002

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

969

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

966

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

879

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

870

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الطاعة عز.. والقناعة غنى

الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...

834

| 07 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

816

| 09 نوفمبر 2025

أخبار محلية