رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

القضاء والقدر والعمل

كثير من الناس يتكاسل ويتباطأ في ما ينفعه وينفع وطنه وناسه ومجتمعه بحجة أن كل شئ مكتوب وانه لن يغير من قدر الله شيئا سواء عمل أو لم يعمل، وهؤلاء الناس هم من رضوا أن يعيشوا في قهر لعشرات السنين وهم من وقفوا ضد ربيع الثورات العربية بحجة أن الله سيغير الظالم يوما ما دون أن يأخدوا من أوامر الله ونواهيه جوهر الفعل أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وان الله مع الذين يعلمون ويعملون ويبدعون وانه سبحانه يكره التواكل والكسل بل ويطلب منا أن نعمل ونجتهد وندعوه ليل نهار، وفى هذا قرأت سؤالا أرسل إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وهو: هل الدعاء والصدقة ترد القضاء والقدر؟ وأجاب سماحته أن قدر الله عز وجل ماض في عباده كما قال الله سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وقال عز وجل: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}، وقال سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل عليه السلام لما سأله عن الإيمان: ((الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة))، قال: ((وعرشه على الماء)) رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)) رواه مسلم أيضا، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على أن الحوادث معلقة بأسبابها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإن البر يزيد العمر ولا يرد القدر إلا الدعاء)) ومراده صلى الله عليه وسلم أن القدر المعلق بالدعاء يرده الدعاء، وهكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه)) فالأقدار تردها الأقدار التي جعلها الله سبحانه مانعة لها، والأقدار المعلقة على وجود أشياء كالبر والصلة والصدقة توجد عند وجودها، وكل ذلك داخل في القدر العام المذكور في قوله سبحانه: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وتؤمن بالقدر خيره وشره))، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((الصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفئ الماء النار)) وروي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن صدقة السر تطفئ غضب الله وتدفع ميتة السوء)) واخيرا انها دعوة إلى الإيمان الحقيقي وبانه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن ما أصاب العبد اي شئ لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، كما تدعوه إلى أن يسارع في الخيرات وينافس في الطاعات، ويحرص على أسباب الخير ويبتعد عن أسباب الشر، ويسأل ربه التوفيق والإعانة على كل ما فيه رضا الله سبحانه وتعالى والسلامة من كل سوء،. فاصلة حزينة كطيف جميل خفيف، كنسمة في يوم قائظ جاءت ورحلت هند السويدي ولكننا لا نملك إلا أن نقول إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا لفراقك يا هند لمحزونون "إنا لله وإنا إليه راجعون" Dr_aalemadiq@yahoo.com

2639

| 25 سبتمبر 2011

السامعون بأعينهم

الإنسان جاهل بما لا يعلم مهما علا قدره وعلمه هكذا يقولون والحق أقول لكم إن الصدفة الجميلة التي عرفتني عبر شبكة الانترنت على الباحثة شدوة علام المتخصصة في التخاطب لضعاف السمع التي حدثتني وامدتنى بمعلومات وفيرة عن تلك الفئة وخاصة في مرحلة ما قبل التعليم العام. وقد كان لنا ذلك السؤال الذي لدى الكثيرين وهو عن الصم كيف يتفاهمون؟ وعن ماذا يتحدثون؟ وهل هم مثلنا؟ وبماذا يفكرون هل في عقولهم علة كيف يلتقون ويتفقون على موعد في مكان ما! إنهم يضحكون على ماذا يضحكون؟ هل يفهمون ويستوعبون من خلال لغة الإشارة؟ وهل لغة الإشارة واحدة في العالم آم هناك لغات مختلفة وغيرها من الأسئلة المشروعة التي تتبادر إلى ذهن الكثيرين، ولفت انتباهى ضعف المعلومات والبرامج التي تقدم عبر وسائل الإعلام والتي تهم كثيرا من متحدى الإعاقة وهذا تقصير كبير يخلق سوء فهم في طريقة التعامل مع فلذات أكبادنا هؤلاء. وأنا هنا لست في مجال شرح طبي عن ضعاف السمع، ولكن وددت أن أشيد بتجربتين مهمتين في هذا المجال، الأولى التي تقدمها صديقتي شدوة علام هي وزملاؤها في الكويت وحققت فيها نجاحات مبهرة في دمج هؤلاء الأطفال في المجتمع وخاصة في المسار التعليمي وأعنى حضانة البستان التي أنشئت عام 1997 كمبادرة من الجمعية الثقافية النسائية بالكويت لخدمة المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة. وهي فكرة رائدة ليست في الكويت فقط وإنما في جميع دول الخليج العربي كذلك. والحضانة مجهزة بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي ستستخدم في العملية التعليمية، وأجهزة سمعية متطورة (suvag) لتضخيم الصوت والترددات، بالإضافة إلى وسائل التربية الهادفة والألعاب. وأتمنى أن يوفقني الله لخلق نموذج مشابه بعمل أول حضانة لضعاف السمع في قطر وهذا أمر احتسبه عند الله سبحانه وتعالى والتجربة الثانية هي قيام المجلس الأعلى للتعليم في قطر هذا الصرح التعليمي الكبير بمشروع الدمج الشامل في المدارس المستقلة، حيث لا يدرس هؤلاء الطلاب من متحدى الإعاقة وفق معايير عالمية فحسب، لكنهم أيضاً يشاركون زملاءهم الأصحاء في حياة كاملة وانفتاح على العالم من حولهم. وكما يؤكد المجلس تنبثق الاتجاهات الدولية الخاصة بالسياسات والممارسات في موضوع دمج ذوي الإعاقة استجابة لإعلان سلامنك والإطار العام الإجرائي اللذين انبثقا عن المؤتمر العالمي للاحتياجات التعليمية الخاصة الذي عقد برعاية منظمة اليونسكو في عام 1994. وقد كانت دولة قطر من الدول الموقعة على ميثاق حقوق الطفل في عام 1993 مما أدى إلى مشاركة دولة قطر في وثيقة "عالم صالح للأطفال" في عام 2002 حيث يجري العمل على الإيفاء بالمتطلبات الخاصة بالطلبة ذوي الإعاقة. كما وقعت قطر أيضاً على معاهدة الأمم المتحدة للأفراد ذوي الإعاقة التي يشار إليها باسم CRPD في 30 مارس 2007، وتشير هذه المعاهدة إلى حدوث تحول نموذجي في الاتجاهات والأساليب المتبعة في التعامل مع الأفراد ذوي الإعاقة، فقد أصبح لا ينظر إلى هذه الفئة من الأفراد على أنهم مجرد أشياء تستدعي الشفقة والمعالجة الطبية والحماية الاجتماعية بل ينظر إليهم على أنهم أفراد لهم حقوق قادرون على المطالبة بها. وهنا نشيد بتجربة المجلس الاعلى للتعليم في دمج هؤلاء الطلاب مع نظرائهم من الاصحاء وتبين الأبحاث الدولية أن أفضل أساليب دعم الطلبة ذوي الإعاقة تلك التي يتم تقديمها داخل المدارس والصفوف الاعتيادية، ما أمكن ذلك. كما يركز الدمج الشامل على حق الطالب في المشاركة في كامل الفرص والخبرات التعليمية وأنه من واجب المدرسة العمل على وضع استراتيجيات تضمن ذلك. كما يؤكد المجلس الأعلى للتعليم حرصه على الالتزام بمبدأ الدمج الشامل في التعليم، حيث يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة في دولة قطر للالتزام بأفضل الممارسات المتبعة عالمياً. والحقيقة أن المقال لا يتسع لذكر الأمور الفنية ولكن حاولت إلقاء الضوء على تلك الفئة وغيرها من متحدى إلاعاقة وعلى ضرورة الاهتمام بهم ودمجهم في المجتمع بطرق علمية وطبية أمنة.. وسلامتكم. dr_aalemadiq@yahoo.com

636

| 18 سبتمبر 2011

مكرمة أمير كريم لشعب أصيل

القرار التاريخي الذي أصدره سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نائب الأمير ولي العهد الأمين — حفظه الله- بزيادة الرواتب الأساسية والعلاوة الاجتماعية والمعاشات للموظفين والمتقاعدين القطريين من المدنيين والعسكريين في الدولة أثلج صدور الجميع وأدخل على البيوت والمجالس الفرحة والبهجة خاصة أن الناس قد خرجت لتوها من شهر كريم وفضيل به من المصاريف ما لا يعد ولا يحصى ومن العيد المبارك الذي التهم الراتب في مطلع الشهر، وكذلك إقبالنا على دخول المدارس والجامعات بما تحمل من أعباء تثقل كاهل الأسرة أيا كان دخلها أو مستواها المادي. لذا نحيى ونشيد ونثمن هذا الكرم والعطاء اللا محدود من سمو أمير البلاد المفدى أبو الجميع وراعى النهضة القطرية في العصر الحديث. ولكن المساحة التي بيننا وبين سمو الأمير كبيرة وثقتنا في كرمه اللا محدود واسعة ودائما ما نحلم معه بالمزيد ودائما ما يحقق أحلامنا بل وطموحاتنا التي يحسدنا عليها الكثيرون القاصي والداني، فهذا زعيم رفع شعب وناسه إلى عنان السماء ولا يتوانى في إسعادهم لحظة من اللحظات. ولاشك أن تلك الزيادة غير المسبوقة التي ليس لها مثيل في أى دولة مجاورة وتمثل ميزانية لدول أخرى في حد ذاتها هي زيادة أسعدت شرائح من المجتمع كبيرة وكبيرة جدا، إلا أنها تغافلت عدة شرائح تطمح في كرم سموه أن يشملها برعايته وحفاوته ومحبته. ومن هذا المنطلق فان كثيرين تتأجج المحبة والشوق لهذا الوطن في قلوبهم ليلا ونهارا ويبدون الولاء والطاعة للزعيم الوالد الذي فاق عطاؤه كل الحدود في العالم الغربي شرقا وغربا يقدم ايادى الخير للأشقاء العرب للإخوة في اسيا، للمحتاجين في إفريقيا بل وفى اى بقعة من بقاع العالم تحتاج إلى عون أو مدد. لذا فان أبناء سموه ومن يستظلون بظله الوفير من العالمين بالقطاع الخاص وقطاع البنوك والمؤسسات التي لم تشملها الزيادة يطمحون ويحلمون بان تدخل الفرحة إلى قلوبهم كما دخلت في قلب إخوانهم من العاملين بالقطاع الحكومي والعسكري. ثم هناك شريحة أخرى من أبناء القطريات الذين لا يعرفون وطنا و لا أرضا ولا زعيما ولا والدا سوى أبو مشعل وعشمهم فيه كبير وعظيم جدا. ونأتي إلى أصحاب الوثائق القطرية الذين يعشقون تراب هذه الارض الطيبة ارض قطر ويتمنون أن يفدوه بدمائهم وأرواحهم وهم جنود مجندة لهذا الوطن يلبون نداءه طول حياتهم ويتمنون ويتضرعون إلى العلى القدير أن تحل أزمتهم حيث باتت السبل أمامهم مقطوعة في العمل والسفر إلى اى دولة حتى لو كانت مجاورة للسفر أو العلاج.. إن أملهم في كرم وعطاء وحكمة وسعة صدر أبو مشعل كبيرة وكبيرة جدا. ثم هناك الكثير من المقيمين المساكين أصحاب الأسر الذين يخدمون في الدولة بجد واخلاص ورواتبهم ضعيفة عكس الأجانب الذين نسمع عن رواتبهم الخيالية المستفزة هؤلاء يعتبرون ابو مشعل ملاذهم وأمانهم بعد أن ضاقت بلادهم العربية ظلما وقمعها وفسادا. وأخيرا أدرك انه ليس بين أحلامنا وأحلام البسطاء عند أبى مشعل حجاب فهو زعيمنا وقائدنا وقدوتنا ونبراسنا وهو باب الخير والعطاء ورمز الجود والكرم. واعرف أيضا أننا نطمع في كرم كريم عزيز أصيل ولكن من لنا بعد الله سبحانه وتعالى غير أبو مشعل حفظه الله ورعاه فهو باب المحتاجين ومقصد المكروبين. فاللهم أبقه لنا ذخرا وسندا وعونا ومددا وارزقه وأهله من الطيبات في الدنيا والآخرة بقدر ما ادخل السرور والسعادة على آلاف الأسر المحتاجة.. اللهم آمين انك نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com  

1149

| 11 سبتمبر 2011

عيد فطر مختلف

لا شك أن هذا العيد هو عيد مختلف ومميز لأسباب عامة ولأسباب شخصية في هذا العام انه العيد الأول الذي يمر على الأمة العربية وقد تحرر كثير من شعوبها المقهورة من حكم ظالم طاغ. وهو العيد الأول الذي تشعر فيه تلك الشعوب بنسمات الحرية تهب عليها بعد عقود من القمع والقهر. ولقد كان عيدا مبهجا لي على المستوى الشخصي حيث تشرفت بالسلام على سيدتي ومثلى الأعلى سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله صاحبة الايادى البيضاء على الأسرة القطرية وصاحبة النهضة التعليمية الكبيرة التي يشهد لها القاصي والداني ان شيم التواضع والمحبة والتفاني في حب الوطن الغالي وخدمته لدروس وعبر نتعلم منها نحن سيدات قطر من تلك الأم الحنون والعقل المستنير الجميل الذي لا يتوانى عن التفكير فيما يفيد وينفع قطر في كافة المجالات والدروب، وكما يقول علماء الدين ان الشهر الكريم المبارك العظيم شهر رمضان وقد صحب المسلم المؤمن في طريق الخير شهرا كاملا عندما انتهت مدته استأذن منه، وقال: هذا هو أجلي، وقد دللتك على الطريق، سر فيها ولا تيأس ولا تقنط ولا تجزع ولا تستوحش. فمن المسلمين المؤمنين من استجاب لنصيحته، وذاق طعم الإيمان وحلاوته واستمر في هذه الطريق، واستعذب المشاق والتكاليف؛ لأنها غداً توصل إلى الفوز بجائزة الله الكبرى بالمعافاة من العذاب والإنعام بدخول دار الكرامة، ومن المسلمين المؤمنين من استوحش بعد فراق الشهر واستئذانه ورحيله، فرجع من حيث جاء وترك الطريق، وكأنهم يقولون بلسان حالهم: رمضان غير بقية الشهور من كل النواحي ومن كل الاعتبارات، ويقال لهم: لا، رب رمضان هو رب كل الشهور. وكما يقول الحسن البصري رحمه الله تبارك وتعالى: "لا يكون لعمل المؤمن أجلٌ دون الموت"[1]، وقال: قال الله تعالى: و?عْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى? يَأْتِيَكَ ?لْيَقِينُ [الحجر:99]. عمل المؤمن ليس له نهاية ولا حدٌّ ولا غاية إلا بموته ولقاء ربه تبارك وتعالى، والله يقول: قُلْ إِنَّ صلاتي وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ ومماتي للَّهِ رَبّ ?لْعَـ?لَمِينَ [الأنعام:162]. فلا أوحش الله منك يا شهر الصيام، ولا أوحش منك يا شهر التراحم، يا شهر المودة والتواصل، يا شهر العتق من النار. اننى أتوجه إلى كل من خشع في رمضان وصلى في رمضان وعمل صالحا في رمضان أتوجه إلى الذين استمعوا إلى القرآن في رمضان من ألفه إلى يائه، قدِّموا دليل تأثركم وبرهان خشوعكم وخضوعكم بالتخلي عن كل خلق ذميم وعن البغضاء والشحناء، تحابوا في الله، لا لأجل أي شيء آخر سوى أن في الناس ما يحبه الله. هي دعوة للجميع وأنا منهم ألا نكون بعد رمضان أسوأ مما أتانا عليه الشهر الكريم، إياكم والإقبال على الذنوب مرة أخرى، فإن الله تبارك وتعالى قد أتاح لكم شهرا كريما عظيما فيه ليلة خير من ألف شهر ومن فاز بها فقد فاز بخير الدنيا والاخرة. والحقيقة أن البهجة والغبطة التي شعرت بها في هذا العيد وصلة الرحم التي رأيتها تعود أكثر قوة ومتانة عن ذي قبل اشعرتنى أن الدنيا بخير وأننا نسير على الطريق الصحيح، ولكن نحن نذكر أنفسنا وإياكم بضرورة أن نتحرر من قيود الشيطان حتى يعيننا رب العالمين على التحرر من قيود الشيطان، ومن تأثيره علينا، ونجاحه في إبعادنا عن الصراط المستقيم وأخيرا ان العيد الذي أتى وقطر تقدم الخير والعون والدعم والمدد لإخواننا في ليبيا واليمن ومصر وسوريا وتونس هو عيد يثبت فيه أننا عرب واننا نحب الخير لكل قطر عربي شقيق عانى أو ما يزال يعانى، صحيح أننا نتحمل فاتورة ربما لا يتحملها كثيرون ولكن هذا قدر الشعوب الكريمة المحبة المعطاءة التي لا تنظر إلى مصلحة وقتية وإنما تنظر إلى خدمة الإسلام والعروبة على طول الأيام والسنين شاء من شاء وأبى من أبى وسلامتكم وكل عيد وانتم بخير وسلام. dr_aalemadiq@yahoo.com

506

| 04 سبتمبر 2011

مصارحات شهر الأحداث العظمية 4

شهر رمضان المبارك انه كضيف خفيف جميل طيب مبارك يرحل عنا هذا الشهر الفضيل، بعد أن ملأ حياتنا بهجة وإيمانا وتقوى ونورا ومعه وبه نختم ما جمعناه في تلك الرحلة المباركة ونسرد بعضا مما سجله الباحثون عن أهم الأحدث العظيمة التي وقعت في شهر رمضان المبارك حيث وصلنا إلى الأسبوع الرابع والأخير ففي 22 رمضان 1275هـ الموافق 25 إبريل 1859م بدئ بحفر قناة السويس في مصر. وفيه أيضا من رمضان 273هـ الموافق 20 من فبراير 886م تُوفي الإمام الحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، صاحب سنن ابن ماجة، أحد كتب الصحاح الستة، التي تشمل صحيح البخاري ومسلم، وسنن النسائي والترمذي، وأبي داود وابن ماجة. أما في 23 رمضان 9هـ الموافق 631م تمَّ هدم الصنم اللات. وفيه من رمضان لسنة 31هـ الموافق 652م وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان — رضي الله عنه — انتصر المسلمون على الساسانيين بعد مقتل قائدهم يزد جرد ابن شهريار آخر ملوك الفرس وانتهت بذلك دولة الفرس. أما في الرابع والعشرين من شهر رمضان عام 20هـ الموافق 5 سبتمبر 641م تمَّ بناء مسجد عمرو بن العاص رضي الله عنه بالفسطاط بمصر. وفى 24 من رمضان 1393هـ الموافق 21 من أكتوبر 1973م: قامت كل من الكويت وقطر والبحرين ودبي بوقف تصدير بترولهم نهائيًّا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا، وذلك تضامنًا مع مصر وسوريا في معركتهما المظفرة ضد اليهود المحتلين والتي حققا فيها النصر لأول مرةٍ في حربِ العاشر من رمضان السادس من أكتوبر. وفى الخامس والعشرين من شهر رمضان 8 هـ الموافق 15 يناير 630م بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد لهدم الأصنام ومنها العزى، كما بعث عمرو بن العاص لهدم سواع، وبعث سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، فأدَّى كل منهم مهمته بنجاح. وفي الخامس والعشرين من شهر رمضان عام 544هـ الموافق 25 يناير 1150م، ولد العالم الجليل فخر الدين الرازي. وأيضا في يوم الجمعة 25 رمضان 658هـ الموافق 1260م انتصر المسلمون على التتار؛ حيث هزم المماليك حشود التتار وأوقعوا بجحافلهم هزيمة منكرة في معركة عين جالوت، وكان القائد هو السلطان المظفر سيف الدين قطز. وفى 26 من رمضان 9 هـ الموافق 5 يناير631 م عودة النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، التي تخلف عن حضورها بعض الصحابة، وحينما عاد النبي دخل المسجد فصلى واعتذر من اعتذر، وكانت حادثة مقاطعة كعب بن مالك وصاحبيه. وأيضا في 26 من رمضان 808هـ الموافق 16 من مارس 1401م وفاة العالم الموسوعي ورائد علم الاجتماع "عبدالرحمن بن خلدون" الذي تعد بحوثه ودراساته سبقًا في كثير من العلوم والفنون كالتاريخ والسيرة الذاتية والدراسات التربوية وغيرها. وفى السابع والعشرين من شهر رمضان عام 392هـ الموافق 1002م، مات المنصور رابع الخلفاء الأمويين في الأندلس وهو في سن الخامسة والستين، واسمه كاملاً هو: الحاجب المنصور محمد بن عبدالله بن أبي عامر المعافري، وامتدت فترة حكمه خمسة وعشرين عاماً (367 — 392هـ). وفى 28 رمضان وقيل في 5 رمضان 4هـ الموافق 626م تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث التي لقبت (أم المساكين). ومنه أيضا في الثامن والعشرين من شهر رمضان 9هـ الموافق 1 يناير 631م جاء وفد ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلنوا دخولهم في الإسلام. أما في التاسع والعشرين من رمضان 2هـ الموافق 24 مارس 624م فُرضت زكاة الفطر، وفرضت الزكاة ذات الأنصبة وشُرعت صلاة العيد، وفي نفس الشهر كان الأمر بالجهاد. أما في الثلاثين من الشهر المبارك لسنة 664 تُوفي عمرو بن العاص رضي الله عنه وعمره 100 عام. وفيه أيضا في30 من رمضان 256هـ الموافق 31 من أغسطس 869م توفي الإمام "محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة"، المعروف بالإمام البخاري، أمير المؤمنين في الحديث، وصاحب "صحيح البخاري"، أصح كتاب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، و"التاريخ الكبير"، و"الأدب المفرد". وهنا نتوقف مع تلك الرحلة المباركة الطيبة مع بعض من قطوف الشهر الكريم المبارك اتمنى انني قد كنت ضيفة خفيفة عليكم واتمنى انكم قد استفدتم مثلما استفجت انا عندما كنت ابحث في المراجع والانترنت لكي اقدم وبكل اختصار ما هو مفيد وكل عام وانتم بخير وعيدكم مبارك وسعيد على كل امة المسلمين، أعاد الله علينا هذا الشهر الكريم باليمن والخير والبركة وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com

334

| 28 أغسطس 2011

مصارحات شهر الأحداث العظيمة 3

الأيام الجميلة العظمية المباركة تمر سريعا ومعها تهفو قلوبنا لذكر الله وطاعته ومعها أيضا يحلو التقليب في صفحات التاريخ الخالدة المنيرة خاصة ما وقع منها في شهر رمضان المبارك لنستلهم منها العظة والعبرة وأيضا القوة والبأس بأننا قادرون على أن تكون لنا كلمة وان يكون لنا شأن ومقام عال بين الأمم والشعوب، لذا سنواصل الرحلة المباركة ونسرد بعضا مما سجله الباحثون عن أهم الأحدث العظيمة التي وقعت في شهر رمضان المبارك حيث وصلنا إلى الأسبوع الثالث ففي 15 من رمضان 1224 هـ الموافق 24 من أكتوبر 1809م: انتصرت الدولة العثمانية على روسيا في معركة "تاتاريجه"، ومقتل من الروس 10 آلاف جندي. وفى 15 رمضان 3هـ الموافق 1 مارس 625م وُلد الحسن بن علي بن أبي طالب رضى الله عنه وأرضاه. وفي الخامس عشر من شهر رمضان عام 37هـ الموافق 23 فبراير 658م تولى محمد بن أبي بكر الولاية على مصر. وفي السادس عشر من شهر رمضان عام 845هـ الموافق 27 يناير 1442م، توفي أحمد بن علي المقريزي، المؤرخ المشهور، وصاحب كتاب (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار)، وله كتب أخرى. وفى السادس عشر من شهر رمضان 1213هـ الموافق 20 فبراير 1799م تمت مطاردة نابليون بونابرت للمماليك في العريش ثم اندحاره أمام عكا. أما في في 17 من رمضان 2هـ الموافق 13 من مارس 623م حدثت معركة بدر بين المسلمين بقيادة رسول الله — صلى الله عليه وسلم — وكانت أول انتصارات قوى الحق على شراذم الباطل، ويطلق عليها (غزوة الفرقان). وفي 17 من رمضان 40هـ الموافق 24 من يناير 660م: استشهد الإمام علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين.. في 17 من رمضان 223هـ الموافق 12 من أغسطس 838م تحقق للمسلمين النصر على الدولة البيزنطية في معركة عمورية بقيادة الخليفة المعتصم العباسي، الذي هبّ لنجدة إخوانه المسلمين حين استغاثوا به، فحرك جيشًا كبيرًا لتأديب الدولة البيزنطية. وفي 18 من رمضان 21هـ الموافق 20 من أغسطس 642م: توفي سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" صاحب العديد من الفتوحات والانتصارات على أعتى إمبراطوريتين هما "الفرس" و "الروم"، وقد قضى حياته كلها بين كرٍّ وفرٍّ وجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق ونصرة الدين. وفى 18 رمضان 484هـ الموافق 1091م استطاع القائد يوسف بن تاشفين أن يجمع شمل المسلمين في الأندلس، ويقضي على التفرقة بين ملوك الطوائف هناك. وفى 19 من رمضان 1375 هـ الموافق 30 ابريل 1956م: أصدرت الحكومة التونسية قرارا بأن يكون جامع الزيتونة جامعة مختصة بالعلم وأن تسمى الجامعة الزيتونية وأصبحت بها 5 كليات. وفي العشرين من شهر رمضان 51هـ الموافق 29 سبتمبر 671م بني مسجد القيروان على يد عقبة بن نافع رضي الله عنه. وفي 21 رمضان 8 هـ الموافق 11 يناير 630م تم فتح مكة المكرمة، وسمي هذا العام عام الفتح. ويسمى هذا الفتح (فتح الفتوح) حيث دخل الناس على إثره أفواجا في دين الله. وكان فيه إسلام أبي سفيان. في 21 من رمضان 1271 هـ الموافق 7 من يونيو 1855م خسر الروس 20 ألف قتيل في هجوم جيش الاتفاق الفرنسي الإنجليزي العثماني على قلعة "سيفاستوبول" الواقعة حاليا في أوكرانيا أثناء "حرب القرم" بين الدولة العثمانية وروسيا. وفي 21 من رمضان 1275 هـ الموافق 24 من إبريل 1859م: بدأت أعمال الحفر في قناة السويس التي تربط بين البحرين، البحر الأبيض والبحرالأحمر، واستمر الحفر 10 سنوات ونصف شارك فيه 60 ألف فلاح مصري، وبلغ طولها آنذاك 162.5 كم، وافتتحت للملاحة في 19 نوفمبر 1869م. ولا شك أن ما ذكرنا قطرة في بحر هذا الشهر الكريم المبارك وإلى لقاء مع الأسبوع القادم والأخير منه إن كان لنا في العمر بقية ومبارك عليكم ما تبقى من رمضان وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com

636

| 21 أغسطس 2011

شهر الأحداث العظيمة 2

وصلني عدد كبير من الرسائل عبر البريد الالكتروني يثنون على تلك السلسلة من المقالات التي حاولت فيها تذكير الجميع وأنا منهم بما وقع من احدث في شهر رمضان المبارك عبر أربعة عشر قرنا من عمر الاسلام المبارك وان كان لبعضهم عتب على تغافلي لحدث معين أو واقعة معينة أو شخصية معينة خلال المقال الماضي وأحب أن أوضح أننى مهما اختصرت لن استطيع أن اذكر كل شئ في سطوري القليلة وان جهد الإحصاء والجمع ليس لي وإنما هو لعلماء مجتهدين جزآهم الله خيرا ولكنني اقرأ وانتقى من كل بستان زهرة حتى يتشوق القارئ ليعرف ماذا حدث أيضا في شهر رمضان المبارك والآن سنعرض لبعض مما حدث في الأسبوع الثاني من رمضان ففي الثامن من شهر رمضان 9هـ الموافق 18 ديسمبر 630م كانت غزوة تبوك، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الغزوة في الشهر نفسه بعد أن أيده الله سبحانه وتعالى فيها تأييدًا كبيرًا. وفي التاسع من شهر رمضان عام 93هـ الموافق 18 يونيو 712م، قام القائد المسلم موسى بن نصير بحملة لاستكمال غزو الأندلس، وتم فتح إشبيلية وطليطلة. وفي التاسع أيضا من شهر رمضان 114هـ الموافق أكتوبر 732م حدثت وقعة بلاط الشهداء في (تور — بواتيه) بين شارل مارتل قائد الفرنجة وبين عبد الرحمن الغافقي، وفي هذه الواقعة هزم العرب وقتل الغافقي، وتعرف لدى الفرنجة بموقعة (تور) أو (بواتييه). أما في 10 من رمضان 8هـ الموافق 1 من يناير 630م: فقد قام الرسول — صلى الله عليه وسلم — وأصحابه بالتحرك لفتح مكة في العام الثامن من الهجرة، الذي سُمي بعام الفتح، وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي — صلى الله عليه وسلم — في الدعوة، وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية. وفي 10 رمضان بعد عشر سنين من البعثة النبوية (3 ق. هـ) الموافق 620م توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم. وفى اليوم العاشر أيضا من رمضان 648هـ الموافق 1250م انتصرت شجرة الدر (زوجة الملك الصالح) في معركة المنصورة على لويس التاسع حيث أسر هو وقتل عدد كبير من جنوده. وفي 10 رمضان 1393هـ الموافق 6 أكتوبر 1973م انتصرت القوات المصرية والعربية المتضامنة على اليهود في معركة العبور، بعد سلسلة من الهزائم التي مُني بها العرب في حروبهم مع اليهود. وفي 11 رمضان 95هـ الموافق 714م استشهد سعيد بن جبير على يد الحجاج بن يوسف الثقفي. وفيه أيضا من رمضان 624هـ الموافق 25 من أغسطس 1227م: توفي تيموجين بن يسوكاي بهادر، المعروف بجنكيز خان، مؤسس إمبراطورية المغول، وواحد من أقسى الغزاة الذين نكب بهم تاريخ البشرية، وارتكب من المذابح ما تقشعر لهوله الأبدان. وفي 12 من رمضان 597هـ الموافق 16 من يونيو 1200م توفي الإمام "أبو الفرج بن الجوزي" شيخ العراق، وإمام الحديث والفقه واللغة والتفسير، وصاحب التصانيف الكثيرة التي بلغت نحو ثلاثمائة مصنف، ومن أبرزها: "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، و"صفة الصفوة" "و"أخبار الأذكياء" وغيرها. وفي الثاني عشر من شهر رمضان عام 331هـ الموافق 9 مايو 943م دخل توزون بغداد من قبل ناصر الدولة ابن حمدان وقيام الدولة العباسية الثانية. وفي 13 رمضان 15هـ الموافق 18 أكتوبر 636م وصل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى فلسطين بعد معارك ضارية لجنود الإسلام لفتح ديار الشام، وتسلم مفاتيح مدينة القدس وكتب لأهلها يؤمن أرواحهم وأموالهم. وفى الرابع عشر من شهر رمضان عام 359هـ الموافق 20 يوليو 970م وضع حجر الأساس والبدء في بناء الجامع الأزهر بالقاهرة، وتم بناؤه في حوالي سنتين تقريبًا. وأخيرا هذا غيض من فيض كما يقولون فهذا الشهر كريم ومبارك في كل شئ والى لقاء مع أحداث الأسبوع الثالث بإذن الله ان كان لنا في العمر بقية وكل عام وانتم بخير وإيمان وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com  

1489

| 14 أغسطس 2011

شهر الأحداث العظيمة

منذ القدم وشهر رمضان المبارك هو شهر الأحداث الجليلة والعظيمة وبه اقترنت أحداث خالدة تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل ولقد اهتم كثير من الباحثين بالتنقيب والبحث في صفحات التاريخ ليعدوا إحصائيات ترصد أهم الأحداث العظيمة التي وقعت في شهر رمضان المبارك يوما بيوم وساعة بساعة وبما أننا في اليوم السابع من الشهر الفضيل فقد أحببت أن اذكر نفسي وإياكم بما وقع من أحداث في الأسبوع الأول من شهر رمضان عبر قرون طويلة من عمر الإسلام فيذكر المؤرخون أن يوم الأحد 1 رمضان 2هـ الموافق 26 فبراير 624م هو أول رمضان صامه المسلمون، وقيل: إنَّ فرضَ صيام رمضان كان يوم الاثنين 1 شعبان 2هـ. وان دخول الفتح الإسلامي في مصر كان في الأول من رمضان عام 20هـ الموافق 13 أغسطس 641م، وفي عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل الفتح الإسلامي مصر على يد القائد البطل عمرو بن العاص رضي الله عنه وأصبحت مصر بلدا إسلاميا. وان بدء فتح الأندلس كان في 1 رمضان 91هـ الموافق 710م ونزل المسلمون بقيادة طريف بن مالك البربري إلى الشاطئ الجنوبي لبلاد الأندلس وغزوا بعض الثغور الجنوبية، وبدأ فتح الأندلس، وكان موسى بن نُصير قد بعث طريف بن مالك لاكتشاف الطريق لغزو الأندلس. أما في الثاني من رمضان فقد فتح المغرب الأوسط وكان ذلك عام 82هـ وكانت الجيوش الإسلامية في شمال أفريقيا تواجه الروم من جهةٍ والبربر من جهةٍ أخرى، وكانت زعيمة البربر تُسمَّى الكاهنة وقد استطاعت أن تجمع شملهم وتحارب المسلمين سنوات طويلة، ولم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها حتى جاء الحسان بن النعمان الذي صمم على فتح جميع بلاد المغرب إذ انطلق متوجهًا إلى أواسطِ المغرب والتقى بجيوش الكاهنة وانتصر عليها في رمضان عام 82 هـ. وأيضا في الثاني من شهر رمضان عام 132هـ الموافق 13 إبريل 750م استولى عبد الله أبو العباس على دمشق، وبذلك سقطت الدولة الأموية وقامت الدولة العباسية. وفى الثاني من شهر رمضان عام 732هـ الموافق 27 مايو 1332م ولد المؤرخ والفيلسوف العربي المسلم عبد الرحمن بن خلدون. أما في الثالث من شهر رمضان الموافق 21 نوفمبر 632م تُوفيت فاطمة الزهراء بنت الرسول — صلى الله عليه وسلم، وزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأم حفيدي الرسول صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين رضي الله عنهما. وفى 4 من رمضان 927 هـ الموافق 8 من أغسطس 1521م: نجح السلطان العثماني سليمان القانوني في فتح مدينة بلغراد التي كانت تعد مفتاح أوربا الوسطى وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية، وقد حاصر العثمانيون هذه المدينة ثلاث مرات: سنة 1441م و1456م و1492م لكنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها إلا في عهد القانوني. وفي5 من رمضان 666هـ الموافق 19 من مايو 1268م: نجح المسلمون بقيادة بيبرس في استرداد مدينة إنطاكية من يد الصليبيين بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم 170 عامًا، وكان لوقوعها صدى كبير، فقد كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبيون في الشرق سنة 491هـ الموافق 1097م. وفي 5 رمضان أيضا عام 113هـ الموافق 9 نوفمبر 731م وُلد عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) في دمشق، وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس. وفى 6 رمضان 223هـ الموافق 31 يوليو 838م لبَّى الخليفة العباسي المعتصم نداء طلب النجدة في عمورية وفتحها. وفيه أيضا من رمضان عام 532هـ الموافق 17 مايو 1138م، حدث أول نصر للمسلمين على الصليبيين بقيادة عماد الدين زنكي شمال الشام بحلب. أما في السابع من رمضان عام 361هـ الموافق 971م فقد أُقيمت الصلاة لأول مرة في الجامع الأزهر بالقاهرة، وهكذا صار الأزهر جامعًا وجامعة، جامعًا للعبادة، وجامعةً للعلم. وبكل تأكيد هناك كثير من الأحداث التي وقعت في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك ولكن لا يتسع المجال لذكرها ولكن هذه السطور مجرد تنبيه لكي نقرأ ونعرف فضل هذا الشهر المبارك.. وأخيرا تحية وتقدير لكل من يبحث ويسجل ويرصد تلك الصفحات الناصعة من تاريخ امتنا الإسلامية العظيمة وسلامتكم. dr_aalemadiq@yahoo.com

703

| 07 أغسطس 2011

شهر ترميم الأرواح

الأرواح والأفئدة شأنها شأن كل شيء في الدنيا تحتاج إلى صيانة وترميم وهذه الصيانة مهمة جدا حتى لا تموت القلوب وتتحجر وتصبح كالحجارة أو اشد قسوة منها. ومن رحمة الرحمن المنان علينا سبحانه أن رزقنا بشهر الخير والكرم شهر الرحمة والمغفرة شهر له مكانة في القلوب، فهو شهر العتق من النار، شهر كله هبات وعطايا ومنن من الخالق الحق سبحانه وتعالى. ويحكى أن السلف الصالح كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ويدعونه الستة الباقية أن يتقبل صيامهم وطاعتهم فيه. عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال لما حضر رمضان (قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه ابواب الجنة وتُغلق فيه أبواب الجحيم وتُغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم) رواه أحمد والنسائى والبيهقى. ورمضان ليس شهرا كبقية الشهور فله خصائص تميزه عن غيره منها ان فيه أنزل الله القرآن، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة:185]، وفيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين"، وفي رواية: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة" [البخاري]. وهو شهر الكرم من الخالق للمخلوق ففيه تضاعف الحسنات وان من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" [حسن صحيح رواه الترمذي وغيره]. ومن فضائله العظيمة التي لا تعادلها اى فضيلة أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، قال صلى الله عليه وسلم "فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" [أحمد والنسائي وهو صحيح]. ومن قامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قامها ابتغاءها، ثم وقعت له، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" [أحمد]. وهو شهر يكثر فيه نزول الملائكة الى الأرض، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا) [القدر: 4]. وفيه أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأمم السابقة، وفيها خير عظيم كما قال صلى الله عليه وسلم: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" [مسلم]، وقال عليه الصلاة والسلام: "تسحروا فإن في السحور بركة" [متفق عليه]. فهو الشهر الذي وقعت فيه غزوة بدر الكبرى، وهي الغزوة التي تنزلت فيها الملائكة للقتال مع المؤمنين، وفى شهر رمضان أيضا كان فتح مكة أحب بلاد الله إلى نبينا الكريم لولا أن اهلها أخرجوه منها وبفتحها تم الإسلام في الجزيرة كلها. والعمرة فيه تعدل حجة مع النبي ففي الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام: "عمرة في رمضان تعدل حجة" أو قال "حجة معي". وفيه صلاة عظيمة وهى صلاة التراويح، ولا تصلى إلا فيه. والحقيقة أن فضائل رمضان عظيمة لا تعد ولا تحصى وامامى مجلدات كثيرة وأبحاث تتحدث عن تلك الفضائل والشمائل يكفى أنه ركن من أركان الإسلام، ولا يتم إسلام المرء إلا به، فمن جحد وجوبه فهو كافر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام" [متفق عليه]. وأخيرا هذا رمضان بين أيدينا ينادينا أن هلموا إلى طاعة الله هلموا إلى مغفرة وعتق من النار هلموا الى صلة الرحم هلموا إلى الصدقات، إلى المودة بينكم وهلموا إلى ربكم بطاعته وعمل الصالحات لذا ينبغي علينا أن نستثمره ونستغل وقته فيما يفيد لأننا لا نعلم هل نبلغ رمضان آخر أم لا فهذه بركة ونعمة لا ينبغي لنا أن نضيعها واذكر نفسي وإياكم بالتقوى والعمل الصالح اللهم بلغنا رمضان اللهم امين ألا قد بلغت اللهم فاشهد. dr_aalemadiq@yahoo،com

1194

| 31 يوليو 2011

العودة للطبيعة

عدت لتوى من رحلتى لقضاء الاجازة مع اسرتى الصغيرة فى احدى دول شرق اسيا ولاحظت عدة اشياء اراها فى عالمنا العربى لا ننتبه لها كثيرا. حيث انه من المعلوم انهم يسجلون فى تلك الدول معدلات كبيرة لمتوسط الاعمار وبصحة جيدة حيث من العادى جدا ان ترى عجوزا فوق الثمانين يركب دراجة هوائية ويسير بنشاط وعافية مثل شاب فى الثلاثين او تجد مجموعة من الكهول يمارسون رياضة ربما تكون عنيفة لبعضنا فى احد المتنزهات العامة وبسؤالى للاطباء الذين اشرفوا على بعض الفحوصات التى اجريتها والبعض الاخرممن التقيتهم فى المركز الطبى اخبرونى بان سر تلك الصحة لهذه الشعوب يكمن فى العودة الى الطبيعة او أمنا الارض كما يقولون وانهم هناك يبتعدون قدر الامكان عما هو مصنوع خاصة فى الطعام مثل الدهون المهدرجة والاطعمة الغربية عالية الدهون والكوليسترول والمياه الغازية واللحوم الحمراء المقلية والبطاطا والسكر عدوهم الاول هناك واخبرتنى احدى السيدات الرشيقات انها لا تذهب الى صالة رياضية ولا تتبع حمية خاصة وانما تقوم بعمل بسيط يوميا وهو رعاية وسقى الحديقة بنفسها وتقول ان رعاية الانسان لحديقته الخاصة بمنزله لمدة 10 دقائق يوميا يعادل اداءه للتمرينات الرياضية الخاصة بعضلات الكتف والساعدين. واكدت لى ان الابحاث العلمية تشير الى ان ممارسة تلك التمرينات الرياضية البسيطة تكلف الانسان القليل من وقته ومجهوده وتعطيه جسما ممشوقا وصحيا مقابل قضائه دقائق معدودة فى تقليم الاشجار وزرع النباتات وحمل ادوات الحفر. واشارت الى ان فوائد العناية بالحدائق الخاصة التى يشارك فيها جميع افراد العائلة لا تقتصر على البالغين فقط حيث ستساعد الاطفال دون الخامسة من العمر على اداء التمرينات الرياضية البسيطة والتى اوصت الدراسات الطبية بضرورتها لهم لمدة لا تقل عن 3 ساعات يوميا للحفاظ على نشاطهم الجسدى والعقلى اثناء فترة النمو اما احد الاطباء فقد وجهنى الى موقع على النت يحكى عن نظام غذائى قديم من التراث الصينى يعتمد على اختيار الاغذية المفيدة للانسان ليحصل على الحيوية والنشاط الدائمين، وذلك للاصحاء كما قد يفيد كثيرا المرضى. وهذا النظام اسمه الماكروبيوتك الغذائى ويعتمد اساسا على الحبوب والغلال ويكمله الخضراوات والفاكهة والبقوليات والقليل من الاسماك. وهو يعتبر اكل اللحوم الاخرى سببا لكثير من الامراض، لذلك لا يحبذ تناولها الا نادرا. كما ينصح بالامتناع عن السكر ويعتبره العدو الاول للانسان. وعندما بحثت عنه قرأت ان نشأة الماكروبيوتك للصينيين القدماء الذين لاحظوا ان الغذاء ليس فقط لاستمرار الحياة وانما ايضا لوقاية الانسان من الامراض ومصدر الصحة والسعادة، لذلك درسوا وبحثوا الانظمة الغذائية حتى اصبح للماكروبيوتك اليوم مراكز ومصحات ومعاهد فى جميع انحاء العالم اهمها امريكا وبلجيكا وسويسرا والمانيا ولبنان. وفلسفة الماكروبيوتك فى علاج الامراض هى دراسة المسببات الحقيقية للمرض والقضاء عليها وليس مجرد علاج الاعراض الظاهرة فقط، فهو يهدف فى النهاية لتعليمنا كيف تكون حياتنا اليومية فى انسجام مع قوانين الطبيعة التى وهبها الله لنا. ويعتبر الماكروبيوتك الحبوب العصب الرئيسى فى النظام الغذائى وينصح بتنويع الطعام فى الوجبة الواحدة ليشمل 50 % حبوبا 30 % خضراوات 10 % بقولا والباقى تكون اسماكا بحرية او اعشابا بحرية ويراعى الا يتعدى تناول السمك 3 مرات اسبوعيا. اما الفاكهة فيفضل تناولها بكميات معتدلة وعدم خلط انواع كثيرة فى نفس الوقت وعدم تناولها مع الوجبات بل الافضل بعد ساعتين من تناول الطعام او قبل الوجبة. واخيرا رغم اننا ابتعدنا كثيرا عن الطبيعة كمصدر لصحتنا فاعتقد ان شهر رمضان الكريم فرصة لنا لنطهر اجسامنا من السموم ومن طريقتنا الخاطئة فى الطعام والا نجعل الشهر الكريم شهرا للطعام والشراب باسراف وانما نعتبره شهرا لصيانة اجسادنا وارواحنا من الاشياء التى تضر بنا الا قد بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com

2349

| 24 يوليو 2011

الإحساس بالآخرين فضيلة

وسط تلك الموجة الحارة التي تشهدها المنطقة دائما ما اذكر وأفكر في العامل أيا كان موقعه ومكانه ماذا يفعل وسط ذلك اللهيب؟ صحيح أن هناك قرارا وزاريا من وزارة العمل بتحديد ساعات العمل وضرورة توقف العمال في الأماكن المعرضة للشمس من الحادية عشرة والنصف تقريبا حتى الثالثة عصرا ولكنني أعنى أيضا العمال الآخرين في المطاعم والمحال والبيوت أيضا والذين تطلب منهم أعمال لساعات طويلة ربما تفوق احتمال البشر ويضطرون إلى انجازها حفاظا على لقمة العيش كما يقولون وأجدنى أقول: لابد أن نشعر بالآخرين وان نضع أنفسنا مكانهم ساعتها والله لن نطلب منهم مثل ما نطلب فعلى سبيل المثال لا الحصر معظم شكاوى العمال تكون في تأخير الرواتب ربما بالأشهر والعمل لساعات طويلة وعدم تهيئة مناخ مناسب بآدمية وكرامة للعامل واسأل ثانية: هل لو وضعنا مكانهم نرضى بتأخر رواتبنا أو نعامل بعنف وغلظة أو نجبر على العمل لأكثر من 16 ساعة متواصلة كما اخبرني احد عمال مطعم شهير؟ وهنا لابد أن نعود إلى الإسلام الذي أعز العامل ورعاه وكرمه، واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان. واتفق كثير من العلماء على تلخيص حقوق العامل في عدة نقاط جوهرية فاصلة حاكمة لخصها هذا البحث عن حقوق العامل في الإسلام ومن أول هذه الحقوق حق العامل في الأجر حيث ان الأجر أهم التزام ملقى على عاتق صاحب العمل، ولذلك عني به الإسلام عناية بالغة، وقد ورد الأجر في القرآن الكريم في خمسين ومائة موضع، وجاء وروده بالمعنى المتداول في الحياة العملية، كما ورد في أسمى المعاني وأكثرها تجرداً في شؤون الحياة الدنيا وعرضها الزائل، ومن الأمثلة على المعنى المتداول في الحياة العملية قوله تعالى: "قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجرى إلا على الله" (سبأ: 47). وفي موضع آخر من قصة شعيب وموسى: "... قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" (القصص: 25). وفي هذين المثلين الأجر: هو ما عرفناه من عوض المشقة أو جزاءً عن الخدمة، ثانياً: حق العامل في الحصول على حقوقه التي اشترطها صاحب العمل: يجب على صاحب العمل أن يوفي العامل حقوقه التي اشترطها عليه، وألاّ يحاول انتقاص شيء منها. فذلك ظلم عاقبته وخيمة، اى بالمعنى الدارج تنفيذ بنود العقد والاتفاق كما كتبت ومما اتفق عليها. ثالثاً: حق العامل في عدم الإرهاق إرهاقاً يضر بصحته أو يجعله عاجزاً عن العمل: يجب على صاحب العمل عدم إرهاق العامل إرهاقاً يضر بصحته ويجعله عاجزاً عن العمل، ولقد قال شعيب لموسى عليه السلام حين أراد أن يعمل له في ماله: "..وما أريد أن أشق عليك". ( القصص 27). رابعاً: حق العامل في الاستمرار في عمله إذا نقصت مقدرته على الإنتاج فليس لصاحب العمل أن يفصل العامل عن عمله إذا انتقصت مقدرته على الإنتاج لمرض لحقه من جراء العمل أو بسبب هرم العامل وشيخوخته. وكما يقول هذا البحث المهم ما تضمنه حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من أن رجلاً أرهق جملاً له في العمل فهرم فأراد أن يذبحه ليستريح من عبء مؤونته، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: "أكلت شبابه حتى إذا عجز أردت أن تنحره"، فتركه الرجل. والحقيقة أن الإسلام منح العامل حقوقا كبيرة لا يتسع المجال لذكرها ولكن مقالي هنا فقط للتذكير حتى نضع أنفسنا مكان العامل فنحن لا نعلم انه يحتاج إلى راتبه كل شهر ليصرف أمور حياته ولكن منا من يؤخر الراتب وإذا سال يقول لا ضير ما المشكلة أنا لن آكل حقه وحتى إذا كان مصيبا فهذا العامل وراءه نفقة وأهل يرسل لهم راتبه أو جزءا منه. إن الجوع والحاجة لا يصبران عليه فكيف نطلب منه الصبر؟! وأخيرا أهم شيء اذكر به نفسي هو معاملة العامل أو الخادم الضعيف كابن أو كأخ والمحافظة على كرامته وليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة في خادمه وكيف كان يعامله فقد كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأكل مع الأجير ويساعده في احتمال أعباء ما يقوم به من عمل ولا يشق عليه ودائما المودة والابتسامة هي عنوان تعامله معه فلنتق الله في عمالنا وخدمنا حتى يرحمنا رب العباد يوم الحساب ألا قد بلغت اللهم فاشهد. Dr_aalemadiq@yahoo.com

1222

| 17 يوليو 2011

ذلك اليوم

لا أحد فينا يعتقد ولو عبثا انه ناجٍ من الموت، فكل نفس ذائقة الموت وكل نفس لها ساعة وأجل، وإن كان إيماننا العميق وتعاليم ديننا الإسلامي السمح المستنير، قد علمتنا أن نستعد لذلك اليوم، وتلك الساعة التي نواجه فيها الرب الكريم خالين من متاع الدنيا وزخرفها، ولا يبقى معنا سوى العمل، سواء أكان صالحاً أم طالحاً، أم من هذا وذاك. ولاشك أن فكرة الر حيل والموت تراود كل إنسان أيا كان معتقده أو دينه، ولكن ما يميزنا عن أي ملة أخرى أننا نؤمن بالله ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالساعة والحساب والجنة والنار، والقدر خيره وشره. وهنا أود أن أحكي حكاية قرأتها منذ عدة أيام عن رجل كوري اسمه هايسون، ففي يوم عيد ميلاده الثاني والستين شعر بالموت يقترب منه، وفكر كثيراً في اللحظة التي سيجيئه فيها ملك الموت، وسأل نفسه لمَ الانتظار، ولماذا لا أكون مستعداً؟.. ففكر في الانضمام إلى دورة تدريبية على ملاقاة الموت. وهنا ارتدى هايسون الملابس التقليدية الصفراء للمتوفى في كوريا، ورقد في سلام داخل النعش إلى أن جاءه رجال متجهمون متشحون بالسواد وأغلقوا عليه النعش بإحكام، حينها شعر بأقسى مخاوفه.. لقد حل الظلام الأبدي. ويحكي هايسون عن تجربته قائلاً: لوكالة رويترز "لقد تنفست الصعداء حين تذكرت أن هذه ليست جنازتي الحقيقية بل مجرد جنازة وهمية.. هناك خطوة واحدة تفصلنا بين الحياة والموت لكنها هائلة". ويذكر أنه انضم إلى نحو 70 شخصاً اشتركوا في دورة تدريبية بعنوان "الموت بشكل جيد"، نظمها مكتب تابع للإدارة المحلية في شمال غرب العاصمة الكورية الجنوبية سول، وكان شعار الدورة "لا تعتبر الحياة شيئاً مسلماً به" وعش وكأنك تعيش أبداً. وقال كانج كوانج اه، وهو مدرب في الدورة: إن تجربة الاقتراب الفعلي من الموت يمكن أن تفيد كثيرين من كل أطياف الحياة كباراً وصغاراً. وقالت بايك سونج اوك، وهي: مريضة بالسرطان: إن تجربة الرقاد في النعش جعلتها أكثر تقديراً لكل ما حولها، مضيفة: "لن أكون جشعة بعد الآن.. سأقترب من زوجي، وأعبر عن حبي لأولادي أكثر". والحقيقة لقد وددت أن أحكي تلك الحكاية عن رجل فكر كيف سيواجه مصيره في صندوق مظلم، ونحن وغيرنا الملايين ممن تشغلهم الدنيا لا نفكر في تلك الساعة، وكأننا سنعيش أبداً وسط الجشع والطمع ووسط أطماع الدنيا ننسى، وبكل تأكيد اننا نحتاج من حين الى آخر لشيء يذكرنا، وربما يتذكر بعضنا عندما نفقد عزيزاً أو يمرض قريب أو نرى فاجعة لإنسان، ولكن سرعان ما نعود إلى الدنيا نلهث وراءها، وهي لا تتوقف ونحن أيضا لا نكف عن الطمع، ولقد كان السلف الصالح يحبون لقاء الله!! والشوق إلى لقاء الله — تعالى — لا يكون إلا بالهروب من مساخط الله — تعالى — ومعاصيه، كما أنه لا يرجو لقاء الله — تعالى — إلا من أحسن العمل، لقوله — تعالى —: (مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(العنكبوت: 5) لقاء الله — تعالى — أن يتلبَّس دائماً بالأسباب الجالبة لمحبة الله — تعالى — من قراءة القرآن بالتدبر، والتقرب إليه — تعالى — بالنوافل بعد الفرائض، ومن دوام ذكره على كل حال، ومن إيثار محابِّه على محابِّك، لاسيما عند غلَبات الهوى، ومطالعة القلب لأسمائه وصفاته، وتقلبه في رياض هذه المعرفة، ومشاهدة بِره وإحسانه، وانكسار القلب بين يدي الله — تعالى —، والخلوة به وقت النزول الإلهي، ومجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم كما تُنتَقى أطايب الثمر، ومباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله — تعالى —. وأخيراً هي دعوة ووقفة للتأمل في تلك الحياة التي لا تساوي أن نتنازع عليها لحظة، وان نركض وراءها برهة، فهي متاع زائل أحبتي الكرام، فنحن على مشارف شهر كريم ننتظره بفارغ الصبر، فلنستعد له ونغسل قلوبنا من الحقد والغل والحسد، ونتقرب الى الله بأعمالنا الصالحة، وبالتقوى وأسأل الله لي ولكم الهداية وسلامتكم. dr_aalemadiq@yahoo.com

411

| 10 يوليو 2011

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3675

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2187

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2085

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1290

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

939

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

936

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

897

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

876

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
مِن أدوات الصهيونية في هدم الأسرة

ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...

867

| 02 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

759

| 06 نوفمبر 2025

alsharq
الانتخابات العراقية ومعركة الشرعية القادمة

تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...

705

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
التعلم بالقيم قبل الكتب: التجربة اليابانية نموذجًا

لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...

681

| 05 نوفمبر 2025

أخبار محلية