رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ظن الجميع وأنا منهم أن القابع في ليبيا منذ أكثر من اثنين وأربعين سنة سيكون عنده بقايا من حياء ويخرج أو يفر أو حتى يختار قرية بعيدة يعيش فيها ويترك الوطن لشعبه ولكنه مُصر على البقاء رغم كل الموت والدم والخراب الشامل كأسلحته التي يقتل بها أهله وناسه بدلا من أن يقتل بها أعداء أمته.. القذافى الذي لم نسمعه إلا متحدثا ومتكلما في اى شيء وكل شيء لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل رغم خطبه العنترية والذي لم يساعد إلا ثوارا في آخر الدنيا أرادوا الانقلاب على حكوماتهم، وعندما ثار عليه شعبه وهو أبو الثوار كما كان يقول، وصفهم بالجرذان وهم اشرف منه ومن أصله الذي تأكد اليوم كما تقول الأخبار ان به عرقا لأم يهودية رغم عدم اهمية الموضوع بالنسبة لي. القذافى الذي حول اسم ليبيا من المملكة الليبية المجاهدة في زمن المختار وغيره من الثوار على ليبيا إلى اسم مسخ مشوه كان الجميع يسخر منه لطرافته وغرابته. القذافى الذي تحدى الجميع وقال انه لا يحكم وان الشعب هو الذي يحكم وعندما طالب الشعب ببدله قال لا وهذا تناقض عجيب. والآن ناتى إلى السؤال الأهم الذي يفرض نفسه على الساحة: من يصرف ذلك الشيطان الذي لا يهمه مقدرات وطن، ولا دماء شعب وشباب تراق كل يوم ولا استهجان دولي ولا عربي ولا افريقى؟ واسأله أنا سؤالا اخر: هل لو فرضا -لا قدر الله- انك انتصرت وسيطرت على الثوار كيف ستحكمهم وبأى وجه وأنت من قتل من كل دار ومن كل قبيلة ومن كل شارع ومن كل حارة ومن كل زنقة شهيدا؟ وبأي وجه تقابل الارملة وانت قاتل زوجها أو اليتيم وانت السبب في يتمه؟ لا تنس أن دمهم سيكون في رقبتك لعنة لن تجعلك على كرسيك مرتاح البال أو الضمير هذا ان كنت تعرف معنى الضمير أصلا. والآن يكون السؤال الأكبر لقد رضي العرب بالتدخل الاجنبى رغم أننا لم نكن يوما نوده وتوهمنا جميعا انه الحل الأمثل وانهم سيسقطون حصون القذافى التي تنطلق منها نيرانه وان الحظر الجوى سيشل كل شيء على الأرض وان طائرات الميراج والشبح والتورنيدو وغيرها من المقاتلات ستدمر تلك البوارج البحرية التي ما زالت إلى اليوم تقصف مصراتة وغيرها من المدن. كل الذي فعله الناتو أنه فعلا قام بحظر جوى ولكن قوات الشيطان على الأرض تقصف المدن وتسترجع الأرض التي فاز بها الثوار من قبل، وتعالوا معا نقرأ نص القرار حتى نرى ما تحقق منه، لقد حصد الموت الكثير من المنتفضين ضد (نيرون العصر الحديث) ومن المدنيين العزل في الأيام الأولى، مما أفضى لصدور قرار مجلس الأمن بالدعوة لحماية المدنيين وفرض عقوبات مالية وحظر على السلاح ومنع القذافي وأبنائه وحاشيته من السفر، كما أنه للمرة الأولى في تاريخه يتخذ مجلس الأمن بالإجماع قرارا بالتوجه للمحكمة الجنائية الدولية للنظر في الجرائم التي ترتكب على الأراضي الليبية كجرائم ضد الإنسانية. ومع ذلك إلى الآن لا يوجد شيء واضح! قوات تضرب هنا وهناك وتقصف بعشوائية وبطء شديدين، ومن جانب آخر فان قوات الشيطان تقتل مزيدا من الشهداء غير المدربين والذين ليس لهم خبرة المرتزقة من كتائب القذافي، ويجب أن تكون هناك وقفة للدول العربية جميعها لمطالبة مجلس الامن بوضع حد لنزيف الدم هذا ومطالبة قوات الناتو بأن تفعل الصح على الأرض وتجتث رأس ذلك القذافي الذي لا يستحى من الناس والله. وأخيرا لابد من بتر رأس الأفعى وهى قادرة على ذلك، أما ما يحدث فهو شيء مبهم ربما الهدف منه زيادة الفاتورة التي يعلم الجميع من الذي سيتحملها وفى وسط كل هذا الموت والدمار ليس لنا إلا الدعاء لاخواننا وابنائنا في ليبيا بالنصر والفوز على ذلك الشيطان الذي جثم على صدورهم وأرواحهم عقودا طويلة وأن يكون النصر حليفهم باذن الله انه نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
655
| 10 أبريل 2011
في ظل الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا واليمن وكثير من بقاع العالم ننتظر خبرا مفرحا، خبرا ينم على خير وسعادة بدلا من أخبار الحروب والقتل والتدمير خبرا فيه بناء ومساعدة للمحتاج وبناء في الإنسان، أيا كان مكانه، وأيا كان دينه ومعتقداته. والفرحة تكون أكبر وأكبر إذا كان الأمر يتعلق بأميرة النور، أميرة الخير سمو الشيخة موزا بنت ناصر - حفظها الله ورعاها - التي نالت وساما جديدا هو في الحقيقة بقدر ما هو وسام شخصي فهو وسام لقطر، التي لا تألو جهدا لتوفير الخير والرفاهية لأبنائها ولكل من تصل إليه أياديها البيضاء، قطر العربية المسلمة التي تؤمن بالرسالة الإسلامية وبكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة عن الخير. لذا فليس بمستغرب منح مجلس الوسام العالمي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وسام الابتسامة العالمي تقديراً لدور سموها الكبير في إعادة الابتسامة لوجوه الأطفال من خلال ما قدمته وتقدمه لهم من دعم ورعاية، وذلك في دورة انعقاد المجلس يوم الخامس والعشرين من مارس الماضي بمدينة وارسو بجمهورية بولندا. حيث كما ذكر الخبر الرسمي، وقد جاء اختيار صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لنيل الوسام من بين ستة فائزين من ضمن أكثر من 600 مرشح لهذا العام. وتم ترشيح سموها من قبل الأطفال المرضى بمرض السرطان، والذين يتعالجون في قسم أمراض سرطان الأطفال بمركز الأم والطفل في مدينة وارسو وذلك "لإعادتها الابتسامة لوجوه الأطفال المرضى والمعوقين"، كما كتبوا في طلب الترشيح، الذي صدر من قبلهم، كما دعم طلبهم السيد توماش اوسوخ رئيس مؤسسة الأماني المتحققة، التي تعنى بشؤون الأطفال المرضى بالسرطان. وقال"إن سبب دعمه هو دور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصرالعالمي في العناية بالأطفال المرضى بالسرطان وتقديم العون لهم". ووفقا لتصريحات السيد ماريك ميخالاك مستشار مجلس الوسام العالمي فإن منح الوسام لسموها لم يأت لاهتمامها ورعايتها للأطفال القطريين فحسب، وإنما لجهدها الكبير والضخم في حماية ورعاية الأطفال والطفولة في كافة أنحاء العالم. وهذه الشهادة التي تأتي من بعيد من بلاد الثلوج وارسو هي شهادة فخر واعتزاز لسمو الشيخة موزا - حفظها الله - ولنا جميعا كقطريين وكعرب أن سموها محبة للأطفال، والتي تعمل من اجل رسم السعادة على وجوههم ليل نهار تؤمن دائما بأن سعادة الأسرة تبدأ من سعادة الطفل الذي هو عماد المستقبل ونواة الخير لأمة صالحة قوية فتية. وحتى نعرف أهمية هذا الوسام العظيم فقد منح لشخصيات نبيلة وعالمية أسهمت في منح الابتسامة على وجوه المحتاجين والمرضى من أطفال العالم كخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية والبابا يوحنا بولس الثاني والأم تيريزا والدلاي لاما الـ14 والملكة سيلفيا ملكة السويد والليدي سارة فيرجسون والرئيس البولندي الاسبق الكسندر كفاشنيفسكي والسيدة يولانتا كفاشنيفسكا زوجة الرئيس البولندي الأسبق والرئيس السابق نيلسون مانديلا والسكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة كورت فالدهايم والإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري وزوجة الرئيس التشيكي السابق داغمار هافل وآخرين. وأخيراً هي دعوة إلى الله عز وجل أن يجازي خيرا أميرتنا أميرة الخير سمو الشيخة موزا بنت ناصر - حفظها الله - ورعاها بقدر ما تعطي وتمنح الأمل وتزرع الحب وترسم البسمة على وجوه هؤلاء المساكين، ونسأل الله ان يرفع عنهم رب العالمين المرض ويشفيهم جميعا انه نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
806
| 03 أبريل 2011
تعلمنا من السنة المطهرة ومن تعاليم ديننا الحنيف أن نطيع أولى الأمر منا ما داموا على حق وهدى، في ما ينفع البلاد والعباد، وتعلمنا أيضا أننا إذا كان ثلاثة من المسلمين في سفر فليولوا عليهم أميرا أو قائدا. ومن هنا نستخلص أننا نحن الشعوب أن نولى من نرضاه علينا أميرا وقائدا وأننا إذا فعلنا ذلك ملزمون بالسمع والطاعة ما دام على الحق ولكن ما نراه الآن في ليبيا واليمن لهو العجب العجاب، حكام جلسوا في السلطة عقودا طويلة على كراس وعروش منهكة متعبة من كثرة الفساد والظلم، وعندما انتفضت شعوبهم أبوا أن يرحلوا متمسكين بتلك الكراسي وتلك العروش حتى لو سالت كل دماء شعوبهم واصبحت انهارا وبحارا. وإذا كان الحكم السليم أو الرشيد كما يسمونه لايكون إلا برضا وتوافق بين الحاكم والمحكوم، فكيف يأتى في مخيلة القذافى أو علي عبد الله صالح أن الأمر سيعود كما كان قبل الثورة وانه سيحكم وان الشعب سيرضى به رئيسا وقائدا مرة أخرى وأؤكد لهما ومن هو على شاكلتهما في سوريا الذي قتل المصلين الموحدين المعتصمين بالمسجد العمري في درعا انه إذا كان بين شعوبهم وبينهم قبل الثورة فساد وظلم وقهر وقمع، فان الآن بينهم دماء زكية طاهرة أريقت لأنها وقفت ضد الظلم والطغيان ضد من أحبوا وعشقوا ملكا زائلا وكراسي وعروشا واهية، فالملك لله الواحد القهار والجبروت لله وحده. وكما قال لهم الشيخ العلامة يوسف القرضاوى في خطبة الجمعة ان الشعوب لمنتصرة سواء عاجلا أم أجلا وما تفعلونه هو فقط زيادة في ذنوبكم وحتى تخرجوا من السلطان ولا مكان لمحبة من احد مما كنتم تحكمون، وكما قال لهم أيضا لماذا تتمسكون بتلك الكراسى إلى هذه الدرجة المميتة إذا كانت الدنيا كلها لا تساوى عند الله عز وجل جناح بعوضة وتفكه عليهم الشيخ الذي أصبحت كلماته رصاصا ومدافع تصيب قلوب الظلمة في كل مكان عندما قال لهم خذوا البعوضة كلها لو أردتم وللشهداء الشهادة والفردوس وللشعوب الحرية والمجد والكرامة. وفى هدا المقام ومن هذا المنبر الحر لا يسعني إلا أن احيي قطر بلدي الذي يجرى حبه في دمائي وأدعو الله له بالأمن والأمان ليل نهار على مواقفه الشجاعة الواضحة والمنصفة المحايدة دون زيف أو خداع، سيجد أن قطر اتخذت مواقف مشرفة أصبحت قدوة ونموذجا يحتذى به عندما وقفت بكل إمكانياتها منذ البداية مع الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا مؤخرا ومع اى ثورة شعبية حقيقية يكون هدفها الإصلاح، وقد كانت وما تزال الجزيرة منبرا حرا يقف مع الثوار ليكشف البطش والظلم في كل مكان يحتاج إلى مساندة ودعم مهما كلفها الأمر، ذلك الأمر الثاني هو دعم قطر ماديا تلك الشعوب بالأدوية والغذاء والمعونات حتى لا تتركهم بين أنياب حكام نزعت الرحمة من قلوبهم حبا في كرسي الحكم الزائل الأمر الثالث هو دعم قطر عسكريا للتحالف من اجل شل قدرات القذافي وكتائبه حتى لا يقضى على الثوار وعلى شعب اعزل ذاق من الظلم على يديه أكثر مما ذاق على ايدى المستعمر الايطالي. وأخيرا إن قطر بلد يعمل ويجاهد في النور ويبارك الثورة المشرفة في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا في الوقت الذي يدس الآخرون رؤوسهم في الرمال انتظارا لما تسفر عنه الأمور وهذا فرق كبير بين الشجاع وقت الحرب والشجاع بعد انتهائها وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
461
| 27 مارس 2011
من يعرف علي حسن الجابر شهيد قطر والعروبة عن قرب وخاصة من زملائه الإعلاميين سيدرك بلا ريب أن ذلك الرجل كان ينتظره مجد كبير ربما لم يتوقعه أحد، حتى هو شخصيا. فقد كان رحمه الله- ولا نزكى على الله احدا ولكن نقول مما نعرف - شهيدا حيا يمشي على الأرض، ولقد عرفته من خلال الندوات والفعاليات التي كنا نتزامل في حضورها، كان دمث الخلق، غاض البصر، خافض الصوت، عنده من الحياء الكثير والكثير. وإن كانت دموعي التي لم أتمالكها يوم علمت بنبأ استشهاده قد خانتنى، فان فرحتي بتلك النهاية العظيمة لرجل مثل علي حسن الجابر كانت عظمية فأي مجد في الدنيا وأي جزاء في الآخرة يستحقه الشهيد. من خرج غير متقاعس، غير وجل لأداء عمله الاعلامى كي ينقل الحقيقة، كي يفضح فظائع ووحشية النظام الليبي الذي خدع نفسه وخدع العالم سنوات طويلة كشخص لا يحكم ولا يرغب في الحكم وها هو الآن يتمسك بالكرسي حتى آخر رجل من أولاد بلده، حتى آخر نقطة دم طاهرة زكية من أبناء شعبه المجاهد. لقد كان دم علي حسن الجابر دافعا وحافزا لملايين الثوار والمجاهدين في كافة بقاع الوطن العربي والاسلامي ولقد كان دمه الزكي الطاهر وقودا وشعلة لكافة الإعلاميين أن يكملوا الرسالة ويحملوا الشعلة ويسيروا على الدرب من اجل الحقيقة. إن علي حسن الجابر شهيد حتى لو لم يقاتل بسيف أو بمدفع وينطبق عليه قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " إن قطر التي تدفع ثمن الحقيقة ولا تخشى في الحق لومه لائم يشعر كل مواطن فيها بالفخر والعزة رغم حزننا العميق على واحد من أنبل واجل أبنائنا ولكنه قدر الله ما شاء فعل ولا راد لقضائه سبحانه وهو ثمن الحقيقة نرضى به ونضعه وساما على صدورنا نعتز به ما حيينا. ولا يفوتني في هذا الحدث إلا أن اشد على ايدي اخواني في ليبيا واليمن أن اثبتوا ورابطوا ولكم النصر ان شاء الله أو الشهادة. ولعلي الجابر ولكل شهيد اهديه حديث المصطفى في قبورهم الطاهرة الذي يقول فيه عن المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة. ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه " رواه الترمذي (1663) وابن ماجة (2799 ). صححه الألباني في صحيح الترمذي أسأل الله العلي القدير أن يصبر اهله وذويه فاللهم تقبل انك نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
471
| 20 مارس 2011
لا شك أن العالم العربي كله من محيطه إلى خليجه يعيش أزمة حقيقية اختلطت فيها الكثير من المفاهيم بل وأصبحنا أمام سوق كبير للنظريات الثورية دون أن يعي من يتحدث الفرق الجوهري والكبير كما يذكر الدكتور محمد الشنقيطى بين هذه المفاهيم، انه لابد من التمييز بين ثلاثة مفاهيم عن الثورة (الثورات، وأنصاف الثورات، والانقلابات) وغاية هذا التمييز ألا يعمينا التعميم اللفظي عن الفروق الهائلة بين الظواهر السياسية والاجتماعية التي تحمل اسم "الثورة" في لغتنا اليومية. وإذا كان الشباب المحتجون عربيا، في تونس ومصر وليبيا واليمن، يخوضون حربا ليس لإسقاط رموزهم السياسية التقليدية وزعماء الأنظمة السياسية المتهالكة وحسب، بل هي معركة لاستعادة الذات والروح واستعادة بلادهم من قهر الهزائم ووقع الاضطراب والفوضى و الانكسار لمشاريع بيع أصول الدولة وتجارة السياحة السياسية، ونهب الثروة الوطنية من جانب نخب رجال أعمال تحالفت مع سلطات سياسية فاسدة، فهكذا تصبح هذه لحظة تطهير ثقافي ذات قدرة على تحرير العرب من نحو نصف قرن من الخوف المشلّ والانكسار كما يذكر كاتب يمنى. فإننا الآن يجب أن نفرق بين مجتمع ومجتمع وحاكم وشعب فلا يصح لشعب دخله هو الأول في العالم على مستوى دخل الفرد يعيش في رفاهية تحسده عليها كافة شعوب الدنيا وأصبحت بلاده محط أنظار القاصي والداني تميزت في كافة المجالات وكان لها سبق الريادة في كثير من المحافل الدولية والعربية والإسلامية، أقول لا يصح لشعب هذا حاله أن يتحدث أو يفكر فيما يفكر فيه الآخرون ليس لما ذكرت وحسب. إن دولة مثل قطر انعدم فيها الفساد وتصدرت تقرير منظمة الشفافية الدولية للمرة الثالثة على التوالي كأفضل بلد عربي وشرق أوسطى من حيث الشفافية محتلة المرتبة 22 وحلت بعدها الإمارات العربية في المرتبة 30 وأظهر التقرير تقدما ملحوظا لبعض الدول مثل سوريا، والتي تقدمت 21 مرتبة عالميا وأربع مراتب إقليميا، أما المملكة العربية السعودية فقد تقدمت 17 مرتبة عالميا وثلاثا إقليميا. وأظهر التقرير أيضا تدهور بعض دول الشرق الأوسط مثل لبنان التي تراجعت من المرتبة الـ 102 عام 2008 إلى المرتبة 130 عام 2009، أما إيران فقد تراجعت من المرتبة الـ 141 عام 2008 الى المرتبة 168 عام 2009. وليس هذا وحسب أن بلد فتح أميره وحاكمه وزعيمه أبواب الحرية وأمام وسائل الإعلام لتنقل الحقيقة أينما كانت وقتما تريد دون تدخل أو توجيه وهذا أعظم ما ينادي به الثوار في اى ميدان يقفون بداخله. إن بلدا يستثمر في البشر لا الحجر يبنى العقول لا البطون، ينشئ الجامعات، يحسن في منظومة التعليم والصحة بكل ما اوتي من طاقة ومال ويولي البحث العلمي جل اهتمامه هو بلد جدير أن يحترم ويشار له بالبنان. وأخيرا وليس بأخر إن بلد ينعم الفرد فيه بالأمن والأمان ليل نهار لا نغلق بابا ولا نخاف لصا هو بلد جدير أن يحترم. وفي القرآن الكريم بين الله عز وجل أنه منّ على أهل مكة بهذه المِنّة العظيمة واعني بها الأمن ((فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)) من سورة قريش:4. فجعل لهم هذا الحرم الآمن في الوقت الذي كان الناس يُتخطفون من حولهم. ومن أجل ذلك نما المجتمع المكي ونمت تجارتهم، فكانت لهم رحلتا الشتاء إلى بلاد اليمن والصيف إلى بلاد الشام. ويروى عن احد الصالحين " ثلاثة أشياء يحتاج إليها جميع الناس ؛ الأمن والعدل والخصب." فبالعدل تطمئن النفوس وتستقر البلاد، وبالعدل تصان الحقوق وينـتصف الناس. وبالخصب يُقضى على الفقر والعوز. إن شر البلاد بلد لا أمن فيه، فإذا انتشر الأمن بين الناس زادت الحركة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع وعلت سياسة دولته بين الدول، ولا رفاهية لشعب إلا بالأمن، فاللهم ادم علينا نعمة الأمن والأمان واحفظ وطننا من كل مكروه وسوء انك نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
421
| 06 مارس 2011
الحرية هي قدرة الإنسان على فعل الشيء أو تركه بإرادته الذاتية، وهي ملَكة خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل ويصدر بها أفعاله، بعيداً عن سيطرة الآخرين لأنه ليس مملوكاً لأحد لا في نفسه ولا في بلده ولا في قومه ولا في أمته. وهذا ما نزعه عقيد ليبيا من شعبه رغم ادعاءاته لسنوات طويلة انه لا يحكم وانما الحكم للشعب، وهذا شيء يدعو للجنون إذا كنت لا تحكم والشعب لا يحكم فمن إذن يحكم ليبيا طوال 42 سنة من الهوان والخضوع والاستبداد والظلم والقمع. إن من يقتل شعبه ويضربه بالطائرات من أجل الحكم لهو ظالم غشوم مأواه جهنم وبئس المصير، قال تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" صدق الله العظيم إن شريعة الإسلام الذي ظل القذافي يتشدق بانتمائه له وللعروبة لسنين طويلة أيضا، تقول لا يجوز التعرض للمحكوم بقتل أو جرح، أو أي شكل من أشكال الاعتداء، سواء كان على البدن كالضرب والسجن ونحوه، أو على النفس والضمير كالسب أو الشتم والازدراء والانتقاص وسوء الظن ونحوه، ولهذا قرر الإسلام زواجر وعقوبات، تكفل حماية الإنسان ووقايته من كل ضرر أو اعتداء يقع عليه، ليتسنى له ممارسة حقه في الحرية الشخصية. وكلما كان الاعتداء قوياً كان الزجر أشد، ففي الاعتداء على النفس بالقتل وجب القصاص، كما قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى"، أو كان الاعتداء على الجوارح بالقطع وجب القصاص أيضاً كما قال تعالى: "وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص"، ومنع عمر بن الخطاب — رضي الله عنه — الولاة من أن يضربوا أحداً إلا أن يكون بحكم قاض عادل، كما أمر بضرب الولاة الذين يخالفون ذلك بمقدار ما ضربوا رعاياهم، بل إنه في سبيل ذلك منع الولاة من أن يسبوا أحداً من الرعية، ووضع عقوبة على من يخالف ذلك.. والآن مع صمت العالم ـ إلا قليلاً من الشرفاء على رأسهم قطر ـ وقفوا منذ اللحظة الأولى عبر قيادتها وحكومتها وشعبها وإعلامها مع الشعب الليبي الشقيق المجاهد أبناء عمر المختار الذين سينصرهم العلي القدير على الطاغية وأولاده وزبانيته. وأبشر إخواني الصابرين في ليبيا أن النصر آت لا ريب فيه، وأن الله ناصرٌ عبادَه وان الحرية وان كان ثمنها غاليا ولكنها تستحق، فكما نصر الإخوان في مصر وتونس سينصر الإخوان في ليبيا بإذن الله.. ولأن لكل في موقعه دور فعلى الحكام أن ينصروا الليبيين، وعلى الشعوب أن تدعم وعلى أئمة المساجد أن تدعو وعلى الأشقاء في تونس ومصر إرسال معونات طبيبة وغذائية، وعلى الدول الكبرى أن تقف وقفة واضحة قوية في رفع الظلم والإبادة عن الشعب الليبي الذي يطالب بحريته.. لذا فأنا مع فتوى العالم الجليل الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بضرورة قتل الطاغية السفاح الليبي معمر القذافي حتى تحقن دماء المسلمين، فقد ثبتت عليه صفة بـ "المجرم" بحق. حيث طالب القرضاوي قادة الجيش الليبي بعدم الانصياع لأوامر القذافي بقصف وقتل أهلهم من الشعب الليبي، وأهدر القرضاوي دم القذافي مطالبا من يقدر من ضباط الجيش على قتله ألا يتأخر في فعلها، وقتله. وإن دمه في رقبته وأخيرا كما قال شيخنا أنه لا يجوز طاعة أولي الأمر فيما يخالف الشرع، أي "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وأن ما أمر به القذافي من قصف مدن ليبية بالطيران الحربي لهو حراب وفساد في الأرض يستحق عليه إهدار دمه، وقتله. فاللهم انصر شعب ليبيا.. وارفع عنهم ظلم الطاغوت.. إنك منتقم جبار.. وإنك على كل شيء قدير.. فأنت نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
755
| 27 فبراير 2011
المتأمل وبدقة لما يطالب به المتظاهرون في بقاع كثيرة من عالمنا العربي سيجد أنها لا تخرج عما نادى به الإسلام السمح المستنير العظيم قبل أربعة عشر قرنا من الزمان من قيم العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان والتوزيع العادل بين الأفراد لموارد البلاد ورفع الظلم والمظالم. وهذه المطالب تدفعنا إلى تساؤل عما يسمى باقتران الدين بالديمقراطية الذي يظن الكثيرون أنها قيم غربية رومانية قديمة في حين كانت الدولة الإسلامية الأولى التي حكمت الدنيا يوما ما مثالا واضحا على تحقيقها في الديمقراطية تحت مظلة الدين. وإذا كان هناك مَن ينفي وجود دولة الإسلام ويقول إن الحكومة مفهوم بشري وأرضي وإن رسالة الإسلام إنما هي هداية الإنسان إلى نعيم الآخرة وحسب. وكما يقول المفكرون الأكثر إدراكا لقيم الإسلام إن الإسلام يشرف على الحكومة وعلى الحياة من خلال القواعد العامة والأطر الكلية وأضيف من خلال ما تجذر في نفوس مَن يحكمون من قيم الدين الحنيف وما تربوا عليه منها اى ببساطة حتى لا نتوه مع المصطلحات إن الدين مثل الدم الذي يجرى في العروق حاملا معه مكونات كثيرة تساعد الإنسان على الحياة دون تدخل من الانسان في ضبط وتركيب تلك المكونات ولكنها دون أن يشعر تحدد صحته وعلاجه وقدرته وضعفه. ومن هنا يتضح لنا أن مَن يخرج من الحكام عن ذلك النهج السليم لا يكون خللا في الدين الرائع الذي ينتمي إليه وإنما الخلل يكون فيمَن انحرف عن النهج واشترى دنياه بآخرته ودمر وسرق مقدرات شعبه ومن ثم ثار عليه شعبه كما حدث في مصر وتونس مؤخرا. كذلك بعودة إلى علاقة الدين بالديمقراطية نرى أن إرادة الناس ورغبتهم ورضاهم عن الحاكم شرط أساسي لاستمرار الدولة وهذا أيضا ما تحقق ورأيناه ونراه الآن على ارض الواقع. إذن هي الحرية كلمة السر وراء الاستقرار والنجاح لأي مجتمع بشري وحتى نقترب أكثر من تلك الكلمة أعني بها حرية الفكر وحرية التعبير وحرية محاسبة المفسد وحرية أن يكون الناس هم مصدر شرعية الحكومة لأنها في الاخير تعمل من أجلهم ولهم. إننى والحق أقول، أرى ما يطالب به الآخرون محققا في وطني قبل سنوات وقبل الطوفان الذي يجتاح العالم العربي ولم يعد يجدي معه علاوة أو منحة أو مكرمة، فالذي عمل منذ توليه وأعني به سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، على فتح النوافذ على فضاءات الحرية وألغى الرقابة وسمح بالنقد واشهد أننى اكتب منذ سنوات تقترب من خمسة عشر عاما مقالا اسبوعيا لم يقصف لي قلم ولم تحذف لي كلمة. إن مجتمعا استمد من الإسلام روحه وجعلها قانون ودستور عمل هو مجتمع جدير بأن يقف آمنا صلبا قويا في وجه التقلبات والأعاصير التي تخيف الآخرين الآن ولم يعد الجنود والدروع منجية من غضب شعوب عانت كثيرا. إننا في قطر، ولله الحمد، قد سبقنا الكثيرين وأرسينا مبادئ الديمقراطية والعدالة عبر كل النوافذ الإعلامية والمنابر الحرة ولعل الجزيرة خير دليل على ذلك. كما أن صحفنا جميعها تتناول الشأن الداخلي والخارجي بكل حرية وتجرد تنتقد وتوجه وتصحح لا تخاف ولا تخشى شيئا ومعيارها فقط هو الولاء للقائد والزعيم والانتماء للوطن الغالي. وأخيرا هي كلمة حق أقولها إن في الإسلام الحق المستنير ما يبحثون عنه داخل غياهب الدساتير وان في تجربة قطر نموذجا يجب أن يحتذى به وهذا ليس كلامي وحسب وإنما هو كلام كل منصف عادل ودعاء من قلب كل محب " اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وارزق شعبه من الطيبات واحفظ أمن دولتنا "، اللهم آمين وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
1145
| 20 فبراير 2011
منذ عدة أسابيع وتحديداً منذ الخامس والعشرين من يناير، وأنظار الدنيا جمعاء تتجه إلى ميدان التحرير سابقاً أو ميدان الشهداء حالياً، ذلك الميدان الذي كبرت فيه أحلامنا وليس أحلام المصريين فحسب وإنما أحلام الأمة العربية والإسلامية كلها، في أن تعود مصر إلينا وأن تتحرر من أسرها وان تعود أمّاً كبيرة ودرعا وسيفا لنا. مصر التي ذكرت في القرآن واحةً للأمن والأمان.. مصر التي كانت ملجأ وحضناً، وستعود بإذن الله كذلك. وأعتقد أن كل واحد منا أسهم في هذه الثورة إما بالدعاء أو بالمشاركة أو بالمقال أو بالدعم كما فعلت قناة الجزيرة التي ضربت بقوانين المهنية عرض الحائط وانحازت إلى الشعب والى الشباب.. كانت معهم رغم ما مارسه نظام الرئيس المخلوع في حجب نور الجزيرة عن الناس واعتقال مراسليها ولكن تلك الكلمات الرائعة التي خرجت من فم مواطن مصري بسيط ألهبت الجميع عندما قال: إذا كان النظام قد منع مراسليكم، فثمانون مليون مصري هم مراسلو الجزيرة. إننى أكتب تلك الكلمات مساء الجمعة الخالدة وكلي أمل في المستقبل وكلي أمل في العروبة أن تعود عندما تعود مصر العربية كما كانت قوية داعمة مساندة.. إننى أرى فرحة الناس في الشوارع من المحيط إلى الخليج، وأدرك كم هي مصر عزيزة عليهم وإننى رغم عشقي لتراب وطني قطر، فقد تعلمت في مصر وأعمل مع مصريين واعرف أن هذا شعب محب وطيب وصبور، ولكن للصبر حدود كما يقولون، وها هو ماردهم يخرج ليضرب مثلا رائعاً في التحدي وقهر الظلم. وأجدني مضطرة إلى تذكير كل حاكم ظالم انه دائما الحكم لله ومآله إلى رب العالمين، يذيقه العذاب في الدنيا أو في الآخرة أو في كلتيهما معاً، لأن الأمانة في الحكم مسؤولية كبيرة، ورب العالمين يوجه خطابه إلى نبي الله داود وكان أيضا حاكماً: "يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"، وسبيل الله هو الحق والعدل المنزه عن التحيز والجور والانحراف.. والآن أجدني أيضا مضطرة أن أسال أي رئيس ظالم: هل أغنى عنك مالك، هل أغنى عنك أولادك، هل أغنى حرسك وقواتك؟.. ما شعورك وأنت وحيد تخلى عنك كل هؤلاء ولم ينفعوك بشيء، وشعبك يطردك إلى مزبلة التاريخ، وتضيق عليك الأرض بما رحبت. هل فكرت يوما ـ لو كنت قد حكمت بالعدل ـ هل فكرت لو كنت عملت من اجل شعبك وناسك لم تسرقهم ولم تظلمهم، هم من كانوا درعك وحمايتك من أي مخاطر، ولكن ما يجدي الندم يوم لا ينفع فيه الندم.. وإلى أهالي شهداء الثورة المباركة أذكرهم بقوله تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ"، صدق الله العظيم.. وأقول لهم: إن دماء أولادكم لم تضع هدراً وإنهم في جنات الخلد وإنهم من أناروا وروَوا بدمائهم الزكية الطريق إلى الحرية، التي تنعم بها مصر، وتهب نسائمها الآن على الأمة العربية والإسلامية.. وأخيراً نبارك لشعب مصر، ونبارك للأمة العربية والإسلامية، وأبارك لكل محب للحرية عودة مصر حرة أبية عربية إسلامية. وسبحانه وتعالى من يغير ولا يتغير.. إنه نعم المولى ونعم النصير. Dr_aalemadiq@yahoo.com
565
| 13 فبراير 2011
دائما ما يقرن رب العالمين جل وعلا الصبر بالابتلاء أيا كان نوعه دنيويا أو دينيا ودائما ما يبشر الذين صبروا بجزاء عظيم في الدنيا أو الآخرة يقول الله تبارك وتعالى { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، وأعظم المصائب هو أن تبتلى في دينك لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء كان يدعو به: "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا" وما عدا ذلك أرى أن المصيبة الكبيرة بعد مصيبتك في دينك ليس بفقد مال أو ولد وإنما بفقد وطن على يد حاكم سواء كان بعلمه وبإرادته وتدبيره أو بدون علمه ومن حاشيته وبطانته والمحيطين به. وما يحدث على أرض الكنانة من أحداث جعلني ومعي العالم أجمع نتابع ونلهث أمام الشاشات نتابع ونرقب ما ستنتهي عليه تلك الأزمة وما ستؤدى إليه تلك الثورة وجعلتني تلك الأحداث الفارقة في تاريخ مصر والعالم العربي والاسلامى ككل أن ابحث عن فقه الوقوف في وجه الحاكم الظالم. حيث يؤكد العلماء انه ليس هناك تعارض بين الأحاديث التي تمنع الخروج على الحكام وتأمر بالصبر، والتي تأمر بالخروج عليهم، فالأولى موجهة للحكام الذين يرفعون راية الإسلام، ولا يفرطون في ثوابت الأمة، لكنهم يستأثرون بشيء من الدنيا، والثانية التي تأمر بالخروج إنما تتوجه إلى الذين أعلنوا كفرهم، وجاهروا بالخروج على الإسلام وباعوا مصالح شعوبهم لأعدائهم. وفي كل الحالات لا يجوز أن يترك الحاكم الظالم بل لابد من النصح له وتوجيهه ومحاولة العودة به لما يرضي الله تعالى. ولكننا مع ذلك نخشى الفتنة وندعو إلى الاستقرار ما استطعنا إليه سبيلا من اجل السواد الأعظم من الناس. وقد قيل قديما: ملك ظلوم خير من فتنة تدوم، وأما الأحاديث التي تأمر بالخروج على الحكام وخلع بيعتهم فالمراد بها الحكام الذين أعلنوا الكفر وجاهروا بالخروج من الإسلام فكفرهم بواح لا يحتمل تأويلا ولا يقبل تسويغا، فهؤلاء يجب الخروج عليهم وخلع طاعتهم لمن قدر على ذلك، وهذا أمر متروك لإجماع الأمة ورأى شعبه فيه. كذلك فان أمر الخروج على الحاكم الظالم أمر تحكمه الموازنات الشرعية الدقيقة، فإن فقهاءنا من العصور المتقدمة بيَّنوا أن ذلك مرتبط بغلبة الظن بإمكانية عزل ذلك الحاكم، وألا يترتب على ذلك فتنة أو مفسدة أعظم، والقاعدة الشرعية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وكذلك القاعدة الشرعية: يختار أهون الشرين، فإذا روعيت هذه المحاذير فيجب بعد ذلك السعي في عزل الحاكم الظالم أو العميل، وكل بما يستطيع، وإلا فالصبر مع محاولة تقليل آثار الظلم والمنكر. وأخيرا: اننى مع ثورة شباب مصر قلبا وقالبا لما لمصر في قلبي وقلب كل عربي مسلم، ولكنى أيضا مع شعب مصر الطيب المسالم الذي تضرر أشد الضرر من تلك الأحداث التي ضيعت أمنه وهدوءه وضيعت رزقه وقوت يومه، لذا أتمنى أن يحتكم الجميع إلى صوت العقل والحكمة وان يضعوا مصالحهم الشخصية إلى حين ويقدموا مصلحة وطنهم وأن يخشوا يوما يلقون فيه رب العالمين الذي سيحاسبهم حسابا عسيرا على الدماء الزكية الطاهرة التي أريقت فقط لأنهم طالبوا بحقهم المشروع في حياة كريمة وحرة وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
869
| 06 فبراير 2011
عدة نتائج تتجلى واضحة لا ريب من الأحداث الجارية في بقاع كثيرة من عالمنا العربي والمتسارعة بصورة لا يكاد المرء يلاحقها، هي أن الظلم والطغيان والفساد مهما طال أمده فلا بد له من لحظة ويزول، وربما على أهون سبب.. والحقيقة اننى طيلة الأسبوع المنصرم اقرأ في تراثنا الاسلامى وأدبياته العميقة عن الظلم ومفهومه وخاصة ظلم الحاكم المؤتمن على رعيته وتخيله بل وتوهمه أن دولة ظلمه ستدوم إلى أبد الآبدين وان الكرسي الذي جلس عليه يوما هو حق أصيل له بل ولأولاده ولأحفاده من بعده في بلاد نظامها الاساسى هو نظام جمهوري قائم على تعددية شرعية أساسها الانتخاب الشرعي بين أكْفاء وليس احتكارا لسلطات مطلقة مدى الحياة.. والحقيقة أن رب العالمين هو العدل وانه حرم الظلم على نفسه فما بالنا بظلم العباد بعضهم لبعض، ففي حديث أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا رَوَى عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: بسم الله الرحمن الرحيم "يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلاَ تَظَالَمُوا" صدق الله العظيم. وسأحاول دون تعليق مني أن أورد اكبر قدر من السنة ومن القرآن الكريم اللذين تحدثا عن الظلم، لعل وعسى أن يفيق من لديه بصيرة وفهم قبل فوات الأوان، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، وآخر عن مسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". والعجيب أن بعضهم يظن انه في منأى عن العقاب، وان حرسه وقواته ستحميه من انتقام رب العالمين، اقرأ معي عزيزي القارئ هذه الآية بتمعن وتدبر: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)" (إبراهيم)، فالله سبحانه وتعالى يُعلن في كتابه العزيز ألاَّ يتصور الظالِمُ أن الله غافل عن هذا الظلم، فإذا كان الله يمد للظالم في الإمهال فهذا من الاستدراج، لا غفلة من الله العزيز جلَّ وعلا، وصدق الله العظيم.. والحديث الشريف يؤكد أيضا أن الله يمهل للظالم ولكن لا يفلته من عقابه فقد أخرج عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ"، قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)" (هود). والشاعر العربي يقول: لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ تنـام عيناك والمظلوم منتبهٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ. وهذا مصداقا للحديث الذي أخرجه الشيخان عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مُعَاذاً إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: "اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"، وكما يقول العلماء: دعوة المظلوم تُفتح لها أبواب السماء، ولا يقف لها شيء، فقد أخرج الترمذي وحسَّنه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلاَثَةٌ لاَ تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإِمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ، وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ". ولأن رب العالمين منتقم جبار فقد رأينا الظالم حين يأتيه العقاب الإلهي فيتحول إلى ذليل ضعيف، ربما لا يجد من يؤويه ويؤوي أهله بعد أن كانوا يتبخترون تيهاً في الدنيا وفخراً وخيلاءً ويظنون أنهم قد ملكوا الأرض وما عليها يقول الله عز وجل: "حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ (45)" (الأعراف). وأخيرا وليس آخراً.. وحده العدل ولا شيء غيره هو طوق النجاة لكل من يبتلى بتحمل منصب، وكل منا يذكر الفاروق روح العدل عمر بن الخطاب الذي كان يقول: ويل لعمر يوم القيامة فلو عثرت دابة في الشام أو العراق لسئلت عنها يوم القيامة، لمَ لمْ أعبد لها الطريق؟. إن الحكم مسؤولية.. والولاية تحتاج إلى جهد لا يتحمله إلا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فحملوا أمانتهم لا يبغون سوى رضا الله، ولا شيء غيره، إنه نعم المولى ونعم النصير وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
30702
| 30 يناير 2011
لا حديث يعلو في وسائل الإعلام بجميع أنواعها من محللين وجماهير ومراسلين عما حدث في تونس وتداعياته وهل هو ثورة أم انتفاضة أم هبة جماهيرية لم تتوقف؟ وهل كان يجب أن يرحل الرئيس المخلوع هكذا دون مقاومة أم انه ما فعله كان إجبارا من قوى أخرى ربما تكون داخلية أو خارجية؟ وهل ستنجرف تونس إلى مستنقع الانشقاق والتمزق كما حدث في العراق والصومال؟ وهل سيمتد تأثير تلك الثورة إلى بلدان وجمهوريات أخرى مجاورة، وهل النموذج التونسي نموذج متفرد في قمعه وبطشه ولا يوجد له مثيل في المنطقة؟ أسئلة كثيرة تتقاذف إلى آذاننا صباح مساء دون إجابة حاسمة شافية على الأقل في الأيام القريبة ولكنني انظر إلى الأمر بشكل مختلف مع اتفاقي مع كل تلك الأسئلة ومشروعيتها وضرورة طرحها، سؤال آخر عن الذي حول نظام بن علي من نظام تصحيحي تسلم حكم تونس في ظرف تاريخي مهم وهو مرض الزعيم التاريخي لتونس الحبيب بورقيبه محررها من الاستعمار وباني نهضتها الحديثة والذين يؤرخون لفترة بن علي الأولى يقولون انه كان ديمقراطيا إلى حد كبير واستمع إلى الجميع بمن فيهم الإسلاميون والتيارات الأخرى المعارضة ثم سرعان ما تحول بفضل أسرته وأسرة زوجته وبفضل قبضته الفولاذية إلى ديكتاتور ولص لمقدرات شعبه بامتياز. وهدا التغيير أفهمه في نطاق السلطة وزهوتها وغوايتها ولكنى افهمه أيضا في إطار إن مثل تلك السلطات الديكتاتورية لا تعطى لشعبها اىة قيمة وقدرة حتى على قول لا، ولا تتخيل أبدا إن تثور وتنتفض كما حدث في تونس. تظن تلك الأنظمة القمعية إن الحديد والنار وكبت الحريات العامة وقصف الأقلام وقطع الوطن كله عن العالم وعزله كفيل بأن يضمن ولاء الجميع ولا يعلم نظام كنظام بن علي وزوجته إن شاب بسيط يبيع الخضار على عربة صغيرة كفيل بأن يسقط طاغية تجبر لثلاثة وعشرين عاما وان هذا الشاب محمد البوعزيزي قد تحول إلى رمز للنضال ضد الظلم وكما يقول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، في حديث شريف فيما معناه: أعظم الجهاد الوقوف في وجه سلطان جائر، وهنا نرى أنها أنظمة هشة قيودها وسلاسلها من خيوط العنكبوت الواهية وليست من حديد ونار كما يظنون هم. إن ثورة الصبار في تونس وليست ثورة الياسمين هي ثورة وقودها وشرارتها صدور الشباب الغاضبين العزل من اى سلاح شباب يحركهم انتماء لوطنهم الذي ظل مغتصبا ومختطفا لثلاثة وعشرين عاما. اننى أرى الآن أن مَن يحمى عروش كل رئيس ليس المسدس ولا المدفع وليس قضبان السجون وإنما فقط انحيازه للجماهير ومحاربته للفساد والقضاء على التمييز بين طبقات الشعب الواحد.. العدل كما قلنا في المقال السابق هو مفتاح البقاء وهو مفتاح الراحة ومقابلة وجه الله تعالى بقلب سليم. إن الذين يحللون الآن ويمحصون اسباب الثورة لا بد أنهم وقفوا وتبين لهم إن شعب تونس لم ينتفض لأنه شعب جائع وإنما انتفض لأنه شعب ثار لكرامته، فالصفعة التي صفعتها شرطية شرسة على وجه محمد البوعزيزى هي تلك الشرارة التي عصفت بنظام ديكتاتورى عتيق. ولقد أكد الإسلام على حرمة العرض والكرامة مع حرمة الدماء والأموال حتى إن النبي، صلى الله عليه وسلم، أعلن فيما معنه، في حجة الوداع في البلد الحرام والشهر الحرام واليوم الحرام " إن الله حرم عليكم دماءكم واعراضكم وأموالكم.. " إلى آخر الحديث. وكلنا يعرف أن كل ذلك في تونس كان مباحا وملفات الفساد التي بدأت تطفو على السطح من قاع النسيان والتجاهل خير دليل على ذلك، فالشعوب أيها السادة تصبر ولا تنسى تتحمل ولا تتبلد تعانى ولكنها تنتفض ذات يوم مثلما حدث في تونس. وأخيرا لقد أثبتت الأيام أن الحاكم العادل المحب لوطنه وشعبه هو منارة يسجلها التاريخ بحروف من نور في انصع صفحاته، أما الظالم فمهما تجبر وظلم فمصيره التشرد والنفي والتجرد من كل ما سرق؛ لأن رب العالمين يُمهِل ولا يُهمِل.. وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
613
| 23 يناير 2011
عندما جاء مندوب أو رسول هرقل إلى المدينة المنورة يبحث عن أمير المؤمنين دله احد الصبية على رجل ضخم الجثة يتوسد ذراعه على التراب تحت ظل نخلة ولم يكن الرجل سوى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال الرجل كلمته الخالدة "عدلت فأمنت فنمت يا عمر" واسلم وهو في مكانه. والحق أقول إن العدل فعلا هو أساس الملك ولا عجب أيضا إن من يعدل لا يخاف ومن يظلم يفر في أول مواجهة مع من ظلم. وكما يقولون إننا نحتاج إلى اللون الأسود لكي نرى الأبيض، وكما يقولون أيضا لكي ترى اللوحة بكل تفاصيلها بوضوح لا ريب فيها عليك أن تبتعد قليلا وهذا ما حدث لي الأسبوع الماضي الذي قضيته في سفر للعمل خارج البلاد وهناك رأيت الوطن من خلال ما سمعته من كل من يعرف أنني قدمت من قطر. الجميع يشيد بحكمة سمو الأمير وتدبيره وعدله وحبه لشعبه بل وحبه وحمايته ورعايته لكل مقيم على ارض قطر الجميع فرح بالانجازات التي تتحقق في قطر في كافة المجالات سياسية اقتصادية رياضية اجتماعية. الجميع ممن قابلت يتمنى أن يتحقق ذلك النموذج لحاكم عادل متواضع يعمل ليل نهار من اجل شعبه ومن اجل وطنه ليس الآن وحسب وإنما للمستقبل فكثير من المشروعات التي تبنيها قطر هي أصلا موجهة للاجيال القادمة ولخدمة الأجيال القادمة أن قطر صحيح تبنى للحاضر وأنما أيضا تعمل لمستقبل مشرق. وعندما سئلت عن سر النهضة في قطر قلت إنها إرادة حاكم تغلغل حبه في قلوب الجميع كبارا وصغارا قطريين ومقيمين، وقلت أيضا إن العدل والأمان هما جناحا الطائر اللذان بهما يسير الوطن ويطير ويحلق إلى فضاءات من المجد والنجاح والتقدم. والحقيقة أن ديننا قد شرع ذلك قبل أربعة عشر قرناً ولكن الكثيرين لا يرون، فمن يؤمن بالله واليوم الآخر لابد أن يؤمن بنظام الله الذي أقامه وربط فيه الأسباب بالمسببات، وجعل من العزم والعمل مقدمة ضرورية وسببا لازما لانجاز اي شيء وأمر بالعمل أمرا.. قال الله: بسم الله الرحمن الرحيم "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم، إن قطر التي يتحدثون عن انجازاتها في الخارج حيث اللوحة تبدو جلية وواضحة من بعيد هي بلد أخذ بالأسباب العلمية والاجتماع للنجاح ونما في وقت واحد على كافة الأصعدة لم تجعل مركزية النماء في يد شخص وإنما أعطى كل خبير في ما يعلم ويتقن وأعطيت الصلاحيات المدروسة المقننة لكل صاحب إبداع وتطوير. بلد نما بخطط محسوبة بالوقت والزمن لا شيء قد أتى عشوائيا - هكذا يقولون في الخارج عن قطر - وأجمل شيء سمعته من طفل أو صبي رأى افتتاح بطولة آسيا لكرة القدم التي تدور منافساتها في قطر هذه الأيام حين قال الصبي العربي هذا حدث في عام 2011 فكيف سيكون الحال في عام 2022 من إبهار وتقدم وتطور. إننا مهما نرى من انجاز يتحقق على أرض الواقع فلا يوازي دهشة الغريب حين يأتي لأول مرة أو يشاهد عبر التلفاز قطر يندهشون يصيبهم الدوار وهم يرون ما وصلنا إليه في وقت قياسي. انني كل يوم عن الذي سبقه ازداد فخرا ومحبة وشعورا بالانتماء إلى قطر أميرا وحكومة وشعبا، ازداد حبا وعشقا لثرى الوطن وترابه. ولاشك أن الأمان الذي فيه نحيا مرة أخرى أساسه وركيزته العدل الذي ارسى مبادئه وقوى شكيمته حاكم عادل يخاف ربه ويحب شعبه، عدل إزاء كل طرف بصرف النظر عمن يكون هذا الطرف ودرجة قرابته منا مصداقا لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم" يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا "صدق الله العظيم وأخيرا دعاء من القلب إلى العلي القدير إن يديم علينا الأمان والاستقرار وان يطيل في عمر "أبو مشعل" قائدا وحاكما وزعيما وأبا وظلا وارفا يحمينا من الدنيا وغدر الأيام انه نعم المولى ونعم النصير وسلامتكم. Dr_aalemadiq@yahoo.com
450
| 16 يناير 2011
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3675
| 04 نوفمبر 2025
اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...
2187
| 03 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2085
| 04 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1290
| 04 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
939
| 05 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
936
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
897
| 05 نوفمبر 2025
تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...
876
| 03 نوفمبر 2025
ما من ريبٍ أن الحلم الصهيوني لم يكن...
867
| 02 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
759
| 06 نوفمبر 2025
تتهيأ الساحة العراقية لانتخابات تشريعية جديدة يوم 11/11/2025،...
705
| 04 نوفمبر 2025
لفت انتباهي مؤخرًا فيديو عن طريقة التعليم في...
681
| 05 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية