رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا يجد بعض التربويين إذا أرادوا الحديث للشباب إلا أن أهم مشكلات الشباب هي الشهوات، فهذا أسهل ما يجدونه متاحاً في أذهانهم، ولا شك أن اتباع الشهوات هو تعبير عن واقع من يسير في دروب الفقر التربوي، قال تعالى «فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات». أما الشهوات ذاتها فالمشكلة ليست في وجودها بل في عدم وجودها، لأنها في أصل إنسانية الإنسان وبدونها يكون الإنسان أشبه بالنبات، بل فاقد الشهوة يكون مريضاً يسعى لعلاجها والعودة بها إلى التوازن الطبيعي. أما التربوي المحترف فإذا تحدث إلى الشباب فإنه يوضح لهم الأمر كالتالي: أولاً –أن مشكلة الشاب والشابة الحقيقية هي في أسلوب تحقيق شهواتهم أولاً وفي جعل الشهوات غاية حياتهم الأولى والأخيرة ثانياً. ثانياً _أن المطلوب هو أن يربي الشاب والشابة نفسيهما على ترشيد شهواتهما وصرفها في المباح والحلال (وهو كثير مثمر) وضبط نفوسهما عن تحقيقها في سبيل الحرام (وهو ضار مفقر)، بل إن هذه التربية وبتوازن واعتدال يساعد الشاب والشابة على الرقي بإنسانيتهما. ثالثاً – يوجه التربوي المحترف الشباب إلى التسامي بهذه الشهوات والعلو عن طريقها في معارج الكمال وذلك بأن تشترك جميع قوى الإنسان في قرار الشاب تجاه شهوته، وأقصد بذلك قوته العقلية + قوته الروحية + ثم شهوته الجسدية، بحيث ينتج من تحقيق هذه الشهوة بهذه المشاركة تسامٍ وعلو وينتج عن ذلك ما يرفع قدر الشاب والشابة، بل ما يرقى به المجتمع ككل. وإلا فإن مجرد إشباع الشهوة أمر يفعله كل البهائم والحيوانات!. ندعو التربويين إلى وضع يدهم على الأسباب الحقيقية في مشاكل الشباب وأن يوجهوا بقعة الضوء على مكمن الداء فالناس تنتظر منهم الكثير ولا ينبغي استسهال انتظار الناس لدورهم الخطير.
1374
| 13 مارس 2019
طالب نجيب وذكي فصل من مركز ما بجهة في بلد ما تهتم هذه الجهة بالتحفيظ لأشرف كتاب في الوجود والسبب كما أخبرني والده ( والألم يعتصر فؤاده ) أن هذا الفتى لم يكمل المقرر عليه من الحفظ لأكثر من مرة، وتعجبت وحقَّ لي أن أتعجب !!! ودار في ذهني تساؤلات كثيرة! ماذا لو توجه هذا الشاب إلى رفاق سوء فتعلم منهم المحرمات وقضى وقته في الترهات؟! أيعجز هؤلاء القائمون على هذا المركز أن يكون مركزهم ( محضناً تربوياً ) بدلاً أن يكون مركز تخزين للذاكرة. هل القائمون على بعض المجالات يريدون مرضاة الله تعالى بإنقاذ النفوس والأرواح أم يريدون كوادر تدخل المسابقات وتشارك بقوة الحفظ لتتميز الجهة كذا عن جهة كذا. لا أدري لماذا ألاحظ أن هذه النوايا أشبه بصحراء قاحلة شديدة البرد لا دفء فيها، مع أن الدف من أعظم النعم التي امتن بها الله على الإنسان ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ) ولعل الدفء المعنوي أكثر أهمية من الدفء المادي. لقد أضحيت أتململ من سماع الناس يسألون طفلاً ما ( كم حفظت وإلى أي مكان وصلت في كذا ) وأضحيت أتخيل عقل هذا الطفل المسكين أشبه بخزانة ترفف فيها المعلومات وتتراكم ثم يملؤها غبار عدم فهم المحفوظ وعدم تطبيق ما فيه. إنني أعرف من كان يجبر ولده بالضرب العنيف ليحفظ ويشارك في بعض المسابقات ليفوز، وأعلم كيف تحول هذا الفتى الحافظ إلى شاب شرس مع أقرانه بسبب هذه التربية العمياء. وأعود إلى كلمة ( الحضن التربوي ) إنها كلمة تأسرني في هذه الأيام، وقد لاحظ من يجالسني أنني أكثر من ذكرها... أيها الكرام ! الحضن كلمة عظيمة لأنها تعبر عن الأمان والحنان والدفء و العاطفة والتشجيع، وتحمل الأخطاء والصبر عليها حتى إنها بداية التربية السليمة ومنطلقها وتسير معها يوما بيوم ولذا يسن لمن استقبل مسافراً أن يحتضنه عند اللقاء ليزيل عنه وحشة السفر و البعد عن الوطن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتضن من يقدم من أصحابه من السفر. فلماذا لا نجد هذه التربية الحانية المحتضنة لم لا يكون من مدارسنا ومراكزنا العلمية من يتوجه هذا التوجه ويقوم بهذا الدور. لم لا يتنادى أهل التربية والتعليم والبناء العقلي لبناء منظومة متكاملة من تربية واعية سليمة تبدأ من الطفولة إلى الشباب مروراً بالمراهقة يكون أساسها دفء الأخلاق وتنمية القوى العقلية والفكرية والاجتماعية بدلًاً من تنمية الذاكرة، مع أهمية الحفظ وتنمية الذاكرة، لكنها إذا وقفنا عنها فقط تحولت لما يشبه الأسفار ( أي الكتب ) الذي يحمله الحمار ولم يفهم شيئاً منه وهو مثل قرآني ذكره الله تعالى في سورة الجمعة ( مثل الذين حُملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة أحدهم رجل تعلم القرآن ليقال قارئ فيقال له قرأت ليقال قارئ وقد قيل خذوه إلى النار! هل عجزت عقولنا وإراداتنا عما فيه نفع أبنائنا بحيث يتخرج منها الرجل الصالح وتتخرج الفتاة امرأة قانتة صالحة. إن أبناءنا وبناتنا يحتاجون لمحاضن تربوية لا لمراكز تخزين ذاكرة ويبقى القرار الصحيح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
667
| 28 نوفمبر 2018
يخلط بعض المؤمنين بين الرضا بقضاء الله وقدره وبين الرضا بالواقع. ونعلم أن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان التي لا يصح إيمان الإنسان إلا بتحققها جميعاً، ومعناه أن يؤمن أن كل ما يجري في العوالم إنما هو بإرادة الله عز وجل وعلمه. وأما الرضا بالقضاء والقدر فهو من أركان الإحسان "أي زيادة الإيمان" فمن عبد الله كأنه يراه لم يتوقف عند درجة الإيمان بالقضاء لما أصابه من سوء مع تجرع مرارة الصبر، لا. بل إنه مرتق لدرجة أعلى ألا وهي الرضا بما أصابه بمعنى الاطمئنان القلبي لاختيار الله مع شهود قوله تعالى "وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون" هذا الشعور القلبي من أعلى درجات الإحسان. أما الرضا بالواقع ( الذي يمكن تغييره للأفضل ) فهو فهم مناف لما ذكرنا، لأن من أوامر الله لعباده أن يبتعدوا عن الآثام والمعاصي بقوله "وذروا ظاهر الإثم وباطنه" ومن أوامره تعالى أن يواجه المؤمن الظروف الصعبة ليتحرر منها وأن لا ييأس كما قال يعقوب عليه السلام " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " نفر من قدر الله إلى قدر الله ". و نقل ابن تيمية رحمه الله عن عبد القادر الجيلاني أنه قال " كثير من الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا وأنا انفتحت لي روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، والرجل من يكون منازعاً لقدر لا موافقاً له"! المؤمن الحق يفرّ من قضاء الله بالمرض إلى قضائه تعالى بالصحة، ومن قضائه تعالى بالفقر إلى قضائه بالغنى، ومن قضائه بالفشل إلى قضائه بالنجاح والفلاح. الأمة المؤمنة تفرّ من قضاء الاحتلال من الآخر لها إلى قضاء العزة والتمكين والنصر الذي أمر الله بالأخذ بأسبابه فقال " ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض" وليعلم أن من قدر الله الإنسان نفسه وأفعاله، فما يقوم به العبد من أسباب هي أيضاً من قدر الله. أرجوكم لا تخلطوا بين الرضا بالواقع والرضا بقضاء الله فشتان بينهما. أرجوكم لا تنسبوا لديننا العظيم مفاهيم ليست منه، إنما هي مفاهيم حاكتها عناكب الوهم في عقول بعض الكسالى والمهمشين. الوثوب إلى معالي الأمور من شأن المؤمن ومن شأن الأمة المؤمنة والنتائج على الله تعالى ولنا عبرة وأي عبرة في مقولة الشاعر عمر أبو ريشة – رحمه الله – شرف الوثبة أن ترضي العلى غلب الواثب أم لم يغلب
7307
| 03 سبتمبر 2018
جاء في التاريخ أن من أسباب رسوخ ملك عماد الدين زنكي واكتمال أمره أنه كان قليل التلون والتنقل لم يتغير على أحد من أصحابه إلا بذنب واضح يوجب التغير فلذا كان من معه ينصحونه (أي يحفظون ودَّه وصحبته ويصدقون في مشورته) ويبذلون نفوسهم له. وقالوا بأنه كان يخطب ود الرجال ذوي الهمم العالية والآراء الصائبة والأنفس الأبية ويوسع عليهم الأرزاق فيسهل عليهم فعل الجميل واصطناع المعروف. فإذا قدم عليه من هؤلاء أحد لم يكن غريباً فإن كان من أهل الجندية اشتمل عليه الأجناد وأضافوه وإن كان عالماً قصد القضاة فيحسنون إليه ويؤنسون غربته. وقالوا عن ولده نور الدين زنكي أنه كانت له في بلاده إدرارات (أي أرزاقاً كثيرة) وصلات عظيمة للفقهاء والفقراء والقراء والمنقطعين للذكر، فقيل له لو أنك أنقصتهم من هذه الصلات واستعنت بها في أمور العسكر، فغضب وقال "والله إني لأرجو بأولئك النصر فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم كيف أقطع صلات قوم يقاتلون عني وأنا نائم في فراشي بسهام لا تخطئ (أي بالدعاء في جوف الليل) وأصرفها إلى من يقاتل عني بسهام قد تخطئ وقد تصيب ...". (ينظر كتاب الروضتين في أخبار الدولتين للإمام أبي شامة) العبرة: ليس أفضل لأهل القرار والمسؤولية بجميع أنواعها من هذا الخلق إذا أراد لملكه الثبات ولأمره الاكتمال. فهما أمران مهمان مما يثبت به أمر الملك والمكانة: أولهما - المحافظة على ود الرجال أصحاب الآراء الصائبة والمشورة المفيدة والعلم النافع والنصح الرشيد والهمة العالية في معالي الأمور وتقريبهم واستمالة قلوبهم. ثانيهما- تفضيل أهل الدين والفقه وأهل القرآن والذكر والفقراء والمساكين واستجلاب دعائهم وتطييب خواطرهم. ولا يكون ذلك إلا بأن يكفيهم هموم دنياهم ويوسع لهم في أعطياتهم ليتفرغوا لخدمة الدين والوطن ويكون فكرهم صافياً ووقتهم متاحاً لفعل الجميل واصطناع المعروف وتكون قلوبهم مذعنة لمحبة أهل القرار ومحترمة لهم ناصحة لما فيه صالح بلادهم.
2881
| 04 أغسطس 2018
أبيات بمناسبة فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية المسلمون اليوم أقبل فتحهم بتجليات النصر في شوال رجبٌ بنور الله فاز، وفوزه بشرى لأهل الله بالإقبال يا أردوغانُ نصرت ربك مخلصاً فنُصِرْتَ فلتهنأ بكل كمال إعمار دولتكم بعدل هداتكم أسرتْ قلوبَ الناس بالإجمال ولذا حموك وأظهروا إقدامهم قهروا مكائد من بغوا بنضال ما ذاك إلا أن رأوا صدقاً بكم أكرمتهم بالفعل والأقوال وسياسة فيها الدهاء بحكمة شتان بين قباحة وجمال قبح الغباوة لا يليق بساسة الناس يحكمهم أولو الإجلال لست الوحيد، سياسة الترك التقت ان التعاون مبدأ الأبطال
570
| 30 يونيو 2018
مساحة إعلانية
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2478
| 07 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
2292
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
1200
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
783
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل...
681
| 11 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
660
| 08 ديسمبر 2025
أيام قليلة تفصلنا عن واحدٍ من أجمل أيام...
597
| 08 ديسمبر 2025
يُتهم الإسلام زورًا وبهتانًا بأنه جاء ليهدم الدنيا...
594
| 07 ديسمبر 2025
تمتاز المراحل الإنسانية الضبابية والغامضة، سواء على مستوى...
576
| 12 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
570
| 07 ديسمبر 2025
نحن كمجتمع قطري متفقون اليوم على أن هناك...
543
| 11 ديسمبر 2025
• في حياة كل إنسان مساحة خاصة في...
531
| 11 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية