رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قضيةُ التعليمِ، في بلادِنا، ذاتُ شجونٍ، فهي موضوعٌ دائمٌ للنقاشِ والجَدَلِ، وكُلُّ شخصٍ يطرحُ رأيَـهُ فيها، ويُطالَبُ بأشياءَ يَغْـلِـبُ عليها الجانبُ الشخصيُّ في النَّظرةِ وتعميمِ الأحكامِ. في مسيرتِنا الـموندياليةِ، يلعبُ التعليمُ الدورَ الرئيسي في إعدادِ الـمُجتمعِ، وتهذيبِ أنماطِ التفكيرِ والسلوكِ، والارتقاءِ بقِـيَمِ الـمُواطَنَةِ والإنسانيةِ والحريةِ وقُبولِ الآخرِ.. فالجيلُ الحاليُّ على مقاعدِ الدراسةِ، سيكونُ العنصرَ الرئيسَ في مجتمعِنا سنة 2022م، والواجهةَ التي يرانا العالَـمُ من خلالِها، آنذاك. وبذلك، نجدُ لزاماً علينا بَـذْلَ جهودٍ جبَّارةٍ لإعدادِهِ مَعرفياً وأخلاقياً. وليسَ كالـمدرسةِ وسيلة للوصولِ إلى غاياتِنا. الـمشكلةُ التي تواجهُنا تَـتَمَـثَّلُ في القُصُورِ الواضحِ للجسمِ التعليميِّ عنِ التأثيرِ في الطلابِ أخلاقياً وسلوكياً، بسببِ الانصرافِ عن الجانبِ التَّربويِّ والتركيزِ على الجانبِ التعليميِّ.. ولا يستقيمُ القولُ بأنَّ منهجَ التربيةِ الإسلاميةِ كافٍ كوسيلةٍ للتربيةِ والتعليمِ في آنٍ، فنحنُ نعلمُ أنَّ الناشئةَ والشبابَ يتعاملون معه كمنهجٍ حِفْـظِيٍّ.. فما الحلُّ، إذن، لتفعيلِ الدورِ التربويِّ للمدرسةِ في مجتمعنا لإعدادِه للاستحقاقاتِ النَّهضويةِ الـمُستقبليةِ، ومنها الـمونديالُ؟الحلُّ يكونُ بإنشاءِ لجنةٍ عليا يَرأَسُها وزيرُ التعليمِ والتعليمِ العالي، تضمُّ الـمُختَصِّـينَ في علوم التربيةِ والاجتماعِ والنفسِ من الوزارةِ وجامعةِ قطرَ ومراكزِ الأبحاثِ في الدولةِ، للإعدادِ لـمشروعٍ وطنيٍّ يبدأُ عملَـهُ بدراساتٍ نظريةٍ وميدانيةٍ خلالَ العامِ الدراسيِّ الحاليِّ، وينتهي إلى إعدادِ منهجٍ تطبيقيٍّ يتمُّ تدريبِ الـمُعلمينَ والـمُعلماتِ والـمسؤولين الاجتماعيين والإداريين في الـمدارسِ على وسائلِ تنفيذِهِ، بحيثُ يُطَبَّـقُ بدءاً من العامِ الدراسيِّ القادمِ.. ولابدَّ أنْ نؤكِّـدَ، هنا، أنَّهُ منهجٌ عامٌّ يتداخلُ مع تدريسِ الـمناهجِ الدراسيةِ وليس مستقلاً عنها. كلمةٌ أخيرةٌ:ما نُقَـدِّمُـهُ، اليومَ، للناشئةِ والشبابِ، هو الذي يُحَـدِّدُ الآفاقَ التي ستصلُ إليها بلادُنا في الـمستقبلِ.
352
| 22 نوفمبر 2016
ليس كالإنجازِ وسيلةً تتحدث بها الدولُ عن نفسها، وليس كلغة الإعلام الذكية الـمُرْتَـكِـزةِ على الإبهارِ البصريِّ والسَّـمْـعِـيِّ أسلوباً ننقل من خلاله ما نريد قوله عن مجتمعاتنا وأنفسنا. ولا نقصد بالإنجازِ إحرازَ البطولاتِ وإقامة الندوات والفعاليات، وإنما هو ما تحقق من تغييرٍ مُلاحَـظٍ في الشخصية القطرية من ناحية النَّـظَـرِ إلى الرياضة كثقافةٍ وسبيلٍ للنهوض بالمجتمع، عبر إنشاءِ مؤسساتٍ رياضيةٍ تستند إلى العلم والمعرفة والإعداد البدني لطلابها، كما هو الحال مع أسباير. لم ننجح، حتى يومنا، في تقديم أسباير للعالَـمِ كما ينبغي، وظلَّ حديثنا عنها عاماً يدور حولها كصرحٍ رياضيٍّ فريدٍ من نوعه في الشرق الأوسط كله. أما جهودها وأساليب التعليم والتدريب فيها، والأهداف التي حققتها أو تسير على درب تحقيقها، فلا نتحدث عنه إلا قليلاً. وكم فاجأَ الكثيرين أنَّ برنامجاً رياضياً أمريكياً، اسمه بيوت المجد، Houses of Glory، يهتم بالصروح الرياضية الكبيرة في العالم، قد خصص جانباً من إحدى حلقاته للحديث عن أسباير بصورة جمعت بين الإمتاع البصري وثراء الأفكار، وتردد اسم قطر خلالها مراتٍ عِـدَّةً كدولة تمارس دورها بصورة متقدمةٍ في إعداد إنسانها وتأهيله.لقد كان للإنجاز الـمُتمثلِ في أسباير دور إعلامي رائد في تقديم بلادنا للآخرين الذين يريدون منا أن نتحدث لنقول شيئاً عن أنفسنا نردُّ به على الـمُغْـرِضينَ بأسلوبٍ حضاريٍّ يشير إلى ما تحقق ويتحقق في بلادنا. وهذا يدفعنا لنتمنى على لجنة المشاريع والأرث أن تتجه لتسويق بلادنا ومجتمعنا وإنساننا عبر الحديث عن أمثال هذه المنشآت الضخمة ذات الطابع الرياضي في الصحافة ووسائل الإعلام الخارجية، ومع المؤسسات المدنية والرياضية والتعليمية في دول العالم.كلمة أخيرة :لابد من الدعوة لإيجاد لجنةٍ تجمع لجنةَ الإعدادِ عن المونديال والمسؤولين في صحفنا المحلية، مهمتها وَضْـعُ الخطط الإعلامية الملائمة للحَـدَثِ الكوني، وكذلك التَّـوَجُّـهُ بخطابٍ جديدٍ إلى عالَـمِـنا العربي، يهدفُ إلى ترسيخِ فكرةِ أنَّ إقامةَ المونديالِ في قطر الحبيبة هو إنجازٌ للإنسان في وطننا العربي الكبير.
375
| 14 نوفمبر 2016
الواقعُ يفرضُ على أنديتِـنا الرياضيةِ أنْ تُمارسَ أنشطةً اقتصاديةً تعودُ بمدخولاتٍ ماليةٍ تساعدُها في تمويلِ أنشطتِـها، وتُخْـرِجُـها من حالةِ التَّـقَـيُّـدِ بالـموازنةِ السنويةِ الـمُحَـدَّدَةِ لها من قِـبَـلِ الدولةِ، وتجعلُ من دعمِ الـمُموِّلينَ فائضاً يتيحُ لها تفعيلَ خططِـها لتطوير فِـرَقِـها الرياضيةِ والوصولَ بها إلى مستوًى عالٍ من الاحترافِ. والحديث هنا، عن استثماراتٍ في الـمنشآتِ كبدايةٍ، بحيث تتجه الأندية للاستثمار في القطاع الإسكاني أو في الـمجمعاتِ التجارية ذات الـمردود الثابتِ والـمتزايدِ بمرور الزمن.. ثم الانتقالُ التدريجيُّ للانخراطِ في مشروعاتِ الصناعةِ الرياضيةِ التي ننتظرُ أن ترى النورَ خلال عقدين. وهو استثمارٌ بعيدُ الـمَدى يهدفُ لتخليقِ مواردَ ماليةٍ في الـمستقبلِ، تجعل من الـممكن وضْـعَ خططٍ على مراحلَ زمنيةٍ للنهوضِ باللعباتِ وتأمينِ موازناتٍ تؤمِّـنُ استقطابَ لاعبينَ محترفينَ ذوي كفاءات ومهاراتٍ فنيةٍ عالية. بالطبع، سيُقالُ إنَّ هذا الطَّـرْحَ نظريٌّ لأنه يتحدثُ عن مشاركةٍ في أنشطةٍ اقتصاديةٍ دون أنْ يتطرقَ لكيفيةِ توفيرِ رؤوسِ الأموالِ اللازمةِ لذلك. وهنا، نؤكِّـدُ أنه عمليٌّ وواقعيٌّ لعدَّةِ أسبابٍ، أهمُّـها أنَّ القيادةَ الحكيمةَ حريصةٌ على تذليل كلِّ الـمُعوِّقاتِ التي تعترض سبيلَ النهضةِ الرياضيةِ، وتُسَـخِّـرُ وزاراتِ الدولةِ لخدمةِ أيِّ تَـوَجُّـهٍ تَنمويٍّ، ولن تألوَ جهداً في الإيعازِ لتوفيرِ دعمٍ ماليٍّ لأي نشاطٍ اقتصاديٍّ مدعومٍ بمخططاتٍ تفصيليةٍ ودراساتِ جدوى مُحكمة.. وقد يكون الدعمُ في هذه الحالة كدينٍ طويلِ الأجَـلِ يُسَـدَّدُ للدولةِ من الرَّيعِ الـمُنتظرِ للأنشطةِ. وبالإضافةِ إلى ذلك، يمكننا الحديثُ عن تمويلِ الأنشطةِ عبرَ إقامةِ صناديقَ مُساهَـمَـةٍ يشتركُ فيها الـمواطنونَ بحيثُ تعودُ الفائدةُ منها على الأنديةِ والإنسانِ القطريِّ والـمجتمعِ كُلِّـهِ. ولأنَّ الحديثَ في الاقتصاد، فإنَّ من واجبِ إداراتِ الأنديةِ أنْ يكونَ فيها خبراء في الاقتصاد والتسويقِ يستطيعون استجلاب دعمِ الشركاتِ للأنشطةِ الاقتصاديةِ بحيث تستفيدُ الأنديةُ والقطاعُ الخاصُّ، وتكونُ العلاقاتُ بين الطرفينِ مَصلحيةً بنَّاءةً لا تتأثَّـرُ بالمستوى الفنيِّ الـمُتذبذبِ صعوداً أو هبوطاً للأنديةِ، وبخاصةٍ في اللعبةِ الجماهيرية الأولى . كلمة أخيرة:عصرُ الاحترافِ، تقومُ مبادئه على روحِ الـمُبادرةِ الخَـلَّاقةِ، والذينَ يُصِـرُّونَ على البقاء في نفسِ الـمربعِ، ويَـتَـعَـذَّرونَ بالواقعيةِ، هم أولُ الخاسرين الذين سيجلسون على قارعةِ الطريقِ يُخفيهم غبارُ قافلةِ النهضةِ التي تسيرُ قُدماً، وبخطًى واثقةٍ ثابتةٍ.
257
| 07 نوفمبر 2016
لقد تجاوزتْ بلادُنا مرحلةَ التَّصَـدِّي للحملاتِ الـمُغرضةِ التي اتَّخَـذَتْ مونديالَ 2022م ذريعةً للإساءة إلينا، واستطَعْنا مخاطبةَ العالَـمِ بلغةٍ رفيعةٍ تستخدمُ الإنجازاتِ التي تَتَحَقَّقُ على أرضِ الواقعِ في كلِّ مجالاتِ الحياةِ، وآنَ أوانُ الحديثِ عن إعدادِ الـمُجتمعِ لإقامةِ الـمونديالِ. عندما نتحدثُ عن الـمجتمعِ فإننا لا ننظرُ إليه ككتلةٍ بشريةٍ تسودُ جميعَ أبنائِـها مفاهيمُ ورُؤى واحدةٌ، وإنما عن مئاتِ آلافِ الأفرادِ الذين لهم رؤاهُم ومواقفُهُم الـمختلفةُ من القضايا، ويعكسونَ بذلك حيويةَ الـمجتمعِ، وتَعَـدُّدَ الـمَصادرِ الفكريةِ والـمنابعِ الثقافية التي يستندون إليها. مما يجعلُنا نُدركُ مدى ضخامةِ الجهودِ التي يجبُ بَـذْلُها لإعدادِ الحاضنةِ الاجتماعيةِ الضامنةِ لإنجاحِ تنظيمِ الـمونديالِ. ويُبَـيِّـنُ لنا ضرورةَ الحديثِ عن وجوبِ رَبْـطِ العمليةِ التعليميةِ، والعملِ الإعلاميِّ، ومؤسَّساتِ الـمجتمعِ الـمَدَنيِّ، والأنديةِ الرياضية، ومراكزِ الأبحاثِ، والإبداعِ الفنيِّ بتلك الجهودِ بصورٍ مختلفةٍ.في البدايةِ، لابدَّ من مناقشةِ مفهومِ إعدادِ الـمجتمعِ لأنه غامضٌ ومُتَّسِـعٌ لدرجةِ أنه أصبحَ مادةً للنقاشاتِ العامةِ التي أفقدتْـهُ مضامينَـهُ، لذلك نُعَـرِّفُـهُ بأنَّـهُ تغييرُ أنماطِ التفكيرِ لدى الأفرادِ، ومواقِـفِـهِـم من الآخرينَ القادمينَ من حضاراتٍ مختلفةٍ عنا في أديانِها وسلوكياتِها، وزَرْعُ الـمفاهيمِ الديمقراطيةِ والقبولِ بالآخرِ في نفوسِـهِـم. وبالطبعِ، فإننا نمتلكُ التربةَ البشريةَ الـمُؤَهَّلةَ، تعليمًا وثقافةً ووعيًا، لضَمانِ نجاحِ ذلك لو خُطِّـطَ له على أُسُسٍ علميةٍ، وتَمَّـتْ متابعتُهُ وتقييمُ الأداءِ فيهِ بحيثُ يتمُّ تَـخَـطِّي جوانبِ القُصورِ التي قد تَـعْتَرُيهُ.وأيضًا، لابدَّ من الحرصِ في التَّعامُلِ مع الـمفاهيمِ لأنَّ استخدامها بصورةٍ خاطئةٍ يُـعيقُ سَعْـيَنا لتسريعِ بلوغِ الأهدافِ الـمَرجُـوَّةِ، ويُـوَجِّـهُ الطاقاتِ لـمَجالاتٍ أخرى ننشغلُ فيها بالجدلِ حولَ قضايا مَحسومةٍ مُجتمعيًا ولا صِـلةَ لها بعمليةِ إعدادِ الـمجتمعِ وغاياتِها النهائيةِ. فلا ينبغي، مثلًا، إظهارُ الأمر وكأنَّ الـمَقصودَ منه تغييرُ القِـيَـمِ والأعرافِ، كما يظنُّ البعضُ، وإنما علينا إبرازه كجزءٍ أصيلٍ من تَـمَدُّنِـنا وتَحَضُّرِنا النابِـعَينِ من قِـيمِنا الإسلامية والعربية، وأعرافِنا الـمُرتَبِـطَةِ بها.كلمةٌ أخيرةٌ: وَضْـعُ الأُسسِ السليمةِ هو الـمُنْـطَلَقُ لبناءِ الـمُجتمعاتِ وإعلاءِ صُروحِ الأوطانِ.
297
| 01 نوفمبر 2016
رؤيةُ قادتنا لقطر 2030 م، ومسيرتنا المونديالية، يدفعاننا لـمُناقشةِ قضيةِ نُدرةِ الصحفيين والإعلاميين القطريين في صحافتِـنا الـمَحليةِ، التي دارَ الجدلُ حولها طويلًا إلا أنه ظلَّ يدورُ بعيدًا عن محاورِها الرئيسيةِ، وكانَ يقومُ على الافتراضاتِ والتَّـمَنِّـياتِ. لابدَّ منَ التأكيدِ، بدايةً، على أنَّ الحديث فيها ليس اتِّـهاميًا، ولكننا ننتظرُ مزيدًا من الجهودِ يبذلُها رؤساءُ التحريرِ في صحفِـنا تَـتَـخَـطَّـى التصريحاتِ الـمُعتادةَ.وبعيدًا عن الافتراضاتِ والتَّصَـوُّراتِ، وعن الـمطالباتِ غير العَـمَلِـيَّـةِ التي اعتدناها عند مناقشةِ هذه القضيةِ، فلابدَّ من القولِ إنَّ العملَ في القطاعَـيْـنِ الحكوميِّ والـمُختلطِ، هو الهدفُ الرئيسي للخريجين والخريجاتِ، ومعظمُـهُـم لا يُبالون إذا لم تتناسبْ الوظيفةُ مع مجالاتِ تَخَصُّصاتهم، لأنها تُؤمِّـنُ لهم دخلًا عاليًا وضماناتٍ وعلاواتٍ وحوافزَ عديدة لا يستطيعُ القطاعُ الخاصُّ توفيرَها. وينطبقُ التوصيفُ السابقُ على خريجي وخريجاتِ كليةِ الإعلامِ.كحلٍّ أوَّل، نتمنى من الـمسؤولينَ في وزارة الماليةِ أنْ يضعوا خطةً يتمُّ تقديمُها إلى سعادةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، ومجلسِ الشورى، تتعلقُ بإضافةِ بَـنْـدٍ إلى الـموازنةِ العامةِ يتيحُ الانتقالَ لطورِ تنفيذِ تصريحاتِ كبارِ الـمسؤولين بشأنِ التزامِ الدولة بدفْـعِ الفارقِ بين راتبِ الموظفِ القطريِّ في القطاع الخاص ونظيرِهِ في القطاعِ الحكوميِّ، لأنَّ ذلك سيُزيلُ مُعَـوِّقًا كبيرًا يَحولُ دون انخراطِ الشبابِ في العملِ الصحفيِّ، وفي الشركاتِ والمؤسساتِ الخاصةِ.ولأننا نتحدثُ عن الـمستقبلِ، فإننا نتمنى من وزارة التعليم والتعليم العالي أنْ تُولي إعدادِ الناشئةِ والشبابِ اهتمامًا كبيرًا في مراحلِ الدراسةِ ما قبلَ الجامعيةِ للعملِ الصحفيِّ عبر إدراجِـهِ كنشاطٍ اختياريٍّ، وإقامة دوراتٍ وندواتٍ، وإيفادِ الطلابِ والطالباتِ الـمتميزين ذوي الكفاءةِ في رحلاتٍ إلى الخارجِ تصقلُ مواهبَـهُـم وتُنَـمِّـيها. وبالطبعِ، فإنَّ الدولةَ لن تَألو جهدًا في الدَّعمِ الـماليِّ لـمثلِ هذا التَّـوَجُّـهِ البَـنَّاءِ.ومن جانبٍ آخر ينبغي على الإعلاميين والصحفيين والمثقفين والمختصينَ القطريين أن يتجهوا إلى التوعيةِ بأهميةِ العملِ الصحفيِّ ومميزاتِـهِ، وأنْ يؤكدوا على ضرورةِ ممارستِـهِ كَـمِـهنةٍ ووظيفةٍ لا تخضعُ للظروفِ والـميولِ الشخصيةِ.كلمةٌ أخيرةٌ: إنسانُنا القطريُّ مُبدعٌ وسيكونُ التحاقُـهُ بِـرَكْـبِ الصحافةِ نَقلَـةً نوعيةً في إعدادِ الـمجتمعِ لاحتضانِ الرؤى والأفكارِ التي تضمنُ بلوغَ مسيرتِـنا الحضاريةِ أهدافها.
334
| 24 أكتوبر 2016
نحن بحاجةٍ لتنميةٍ رياضيةٍ حَقَّـةٍ في بلادِنا؛ تجعلُ العاملَ الوطنيَّ قيمةً عُليا، تندرجُ تحتها القِـيَـمُ الأخرى، بحيثُ تعكسُ البطولاتُ مَدَنيتَنا وتَحَضُّرَنا وأهْلِـيَّـةَ مُجتمعاتِنا، لاحتضانِ وإنجاحِ بطولاتٍ قاريَّـةٍ ودَوليَّـةٍ. ونَحمدُ اللهَ أنَّنا نمتلكُ كفاءاتٍ مُؤَهَّلةً علمياً ومعرفياً وعملياً، تستطيعُ وَضْـعَ خططٍ لتحقيقِ هذا الهدفِ. على الأندية تحديثُ رؤاها الخاصة بروابط المشجعين، فلا يجوز أن يكون المسؤولون عنها أفراداً بلا قدرة على التعامل مع وسائل الإعلام، ولا كفاءةٍ في إقناع الناشئة والشباب بهم. بل يجب أن يتم اختيارهم بعيداً عن التوفير المالي، الذي تحرص عليه إدارات الأندية، والذي يدل على قُصُـورٍ في فَهْـمِ الدورِ العظيمِ لتلك الروابط. ولنتحدث بوضوح عن روابط المشجعين في أنديتنا، فهي تقوم على أساس تجاري بدائي، يعتمد مبدأ الـمُقايضة، حين يتم دَفْـعُ مبلغٍ من المال لشخص أو مجموعة أشخاص، يقومون بِـجَـمْـعِ أفرادٍ من هنا وهناك، ويأتون بهم إلى الملعب ليصفقوا ويُغَـنُّـوا بلا روحٍ ولا حماسةٍ، انتظاراً لانتهاء المباراة والحصول على الأجرة التي حُـدِّدَتْ لهم. إنَّ اختيارَ أشخاصٍ ذوي ثقافة وطَلاقةٍ في الحديث، تُناط بهم مسؤولية الروابط، سيكون الـمُقدمة للانطلاقِ إلى البيئة المحلية التي تتواجد فيها الأندية، ليتمَّ التواصلُ مع المدارسِ، والتنسيق مع إداراتها لعقد لقاءاتٍ مع الطلاب، ومحاولة اجتذابهم إلى الملاعب من خلال أنشطةٍ، يتم خلالها تواجدُ اللاعبين المعروفين في النادي، وتقديم حوافز عينية. وأيضاً نلوم إعلامنا الرياضي، وهو إعلامٌ متميزٌ بإمكاناته البشرية والمادية، وبمستواه الاحترافي والـمِـهْـنِـيِّ الرفيع. فقد لعبَ دوراً سلبياً في وجود الظاهرة، من خلال تركيزه على التحليلِ الفنيِّ الـمُجرَّدِ، ومخاطبة المختصين أو الأجيال التي تخطَّتْ سنَّ الشباب، ولم يعد ممكناً جذبها إلى الملاعب بسهولة، وتناسى إعلامُنا جيل الناشئة والشباب ولم يستطع ـ حتى يومنا هذا ـ بلورة خطابٍ إعلاميٍّ يَلفِتُ انتباههم ويُرَسِّـخُ في عقولهم ونفوسهم مفاهيمَ حضاريةً، تتعلق بالرياضة كروحٍ جماهيرية تدفع بهم إلى ملاعبنا، ويعطون بذلك صورةً رائعةً، نحتاجُ إليها في خطابنا الإعلامي مع الخارج الدولي، الذي يراقبُ جهودنا في إعداد المجتمع والإنسان، لإقامة مونديال ٢٠٢٢م في قطر الحبيبة.كلمة أخيرة:إننا نتحدث عن تكوين جيلٍ من المشجعين؛ يرتبط نفسياً بالأندية، هو جيل الناشئة والشباب، الذي لم يزل غضاً، ويمتلك بحكم السِّـنِّ الحماسةَ والاندفاعَ اللازِمَـينِ، لعودة الروح إلى ملاعبنا.
303
| 20 أكتوبر 2016
عندما نتحدثُ عن تغييرِ الـمجتمعِ فإنَّنا لا نتحدثُ فقط عن تعميمِ استخدامِ التقنياتِ في أداءِ العملِ والتواصلِ بين الناسِ، ولا عن التَّطوُّرِ العمرانيِّ الهائلِ، وإنَّما عنِ الإنسانِ الـمواطنِ وقِـيَـمِـهِ وتَصَوُّراتِـهِ التي يتعاملُ بها معَ الآخرينَ والـمجتمعِ والعالَمِ، ويَبني عليها رؤاهُ لدورِهِ كفردٍ ومواطنٍ وإنسانٍ. ولهذا، يتفقُ معظمُنا على أنَّ ترسيخَ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ وعقولِ الناشئةِ والشبابِ هو أحدُ أهمِّ عواملِ التغييرِ الذي يقودُ لتحقيقِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م. السؤالُ الـمُلِـحُّ، الذي لا نجدَ إجابةً شافيةً عنه، هو: كيفَ نُطَـوِّرُ ونستفيدُ ونتشاركُ إيجابياتِ الـمشروعِ الرائدِ لنادي السد الرياضيِّ في مجالِ الـمسؤوليةِ الاجتماعية؟. وهل يمكنُ لـموازنةِ النادي تمويلَ النشاطاتِ والبحوثِ الـميدانيةِ والانتقالَ بها إلى التطبيقِ على الـمؤسساتِ والشركاتِ والهيئاتِ، و تعميمِ نتائجِها للإفادةِ منها في التشريعِ والتقنينِ على الـمستوى الوطنيِّ؟. وهما سؤالانِ يقوداننا، مباشرةً، إلى ضآلةِ الدورِ الاجتماعيِّ للقطاعِ الخاصِّ، وضَعْفِ دورِ الإعلامِ في تخليقِ شعورٍ بتقويتِـهِ ليصبحَ فاعلاً ذا تأثيرٍ. من الـممكنِ لرجالِ الأعمالِ الإسهامُ في دَعْمِ مشروعِ نادي السد، أو تمويلُ الجوانبَ التطبيقيةِ فيه. فهو مشروعٌ يتصلُ بالإنسانِ الـمواطنِ الذي سيعودُ ترسيخُ الـمفاهيمِ في نفسِهِ وعقلِـهِ بالفائدةِ الحضاريةِ والأخلاقيةِ، وحتى الاقتصاديةِ على الدولةِ ومجتمعِها، وبالتالي على قطاعِها الخاصِّ. بمعنى أنَّ الدَّعمَ والتمويلَ هما استثمارٌ اقتصاديٌّ مُـرْبِـحٌ على الـمَدَيَـينِ الـمتوسطِ والبعيدِ، وما يُمَيِّزُهُ هو ذلك الجانبُ الوطنيُّ الرفيعُ فيه. من جانبٍ آخر، نتمنى على نادي السد التواصلَ أكثرَ مع الـمجتمعِ من خلالِ الإعلامِ، بحيثُ يقومُ الـمسؤولونَ عن الـمشروعِ، والخبراءُ والـمُختصونَ فيه، بكتابةِ مقالاتٍ مُوجَـزَاتٍ، وبعباراتٍ ومصطلحاتٍ يفهمُها الجميعُ، حول الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، ودورِ الـمواطنينَ والـمؤسساتِ والشركاتِ في ترسيخِ مفاهيمها، بحيثُ يتمُّ نَشْـرُها في صحفِنا الـمحليةِ بتكثيفٍ زمنيٍّ يُتيحُ تحقيقَ التأثيرِ الـمرجوِّ منها. كلمةٌ أخيرةٌ: للوطنِ وجودٌ نفسيٌّ في أبنائهِ أكبرُ من وجودِهِ الجغرافيِّ، ووطنُنا رائعٌ في مسيرتِـهِ الحضاريةِ، قائداً حكيماً وشعباً مُبدعاً.
285
| 29 سبتمبر 2016
نحنُ بحاجةٍ لتجديدِ الأفكارِ السائدةِ حولَ العلاقةِ بين الصالحِ العامِّ من جهةٍ، وتقديراتِنا الشخصيةِ لِـما يصلحُ لنا ذاتياً من جهةٍ ثانيةٍ، فازدهارُ الكرةِ القطريةِ وارتفاعُ مستواها الفنيِّ يَصبانِ في بَوتَقَـةِ الـمصالحِ الوطنيةِ العليا، ولسنا بغافلينَ عن كونِ الكرةِ أحدَ الوجوهِ الـمُشرقةِ التي تُطِـلُّ بلادُنا بها على العالَـمِ، ناقلةً إلى الآخرينَ صورةً حضاريةً رائعةً عنا. ومن هذا الـمُنْطَـلَقِ لا نجدُ إلا التَّوجُـهَ إلى الصحافةِ والإعلامِ القادرَيْـنِ على صُنْـعِ الفارقِ والتأثيرِ في تصحيحِ الـمَسارِ الاحترافيِّ بحيث يُحقِّـقُ الاحتراف أهدافَـهُ الـمَـرجوَّةِ. نستطيعُ لَـوْمَ اتحادِ القدمِ وإداراتِ الأنديةِ ووكلاء جَلْبِ اللاعبينَ، طويلاً، لكن ذلك سيظلُّ في إطارِ التَّمَـنِّياتِ وافتراضِ ما سيكونُ، أي أننا سنظلُّ ندورُ في حلقةٍ مُفرغةٍ لا نخرجُ منها. ولذلك ينبغي الحديثُ بوضوحٍ عن دورٍ فاعلٍ للإعلامِ الرياضيِّ. وهنا، لا نتحدث عن النَّقْلِ الخَبَريِّ وإنما عن ممارسةِ التأثيرِ السليمِ من خلال النَّقدِ والتحليلِ وإلقاء الضوءِ على سوء اختيارِ اللاعبين الـمحترفين الأجانبِ، وجوانبِ القصورِ في أداءِ وسلوكِ لاعبينا الـمحترفين الـمواطنين، وتوضيحِ الأسبابِ وطَـرْحِ الحلولِ الـمُمكنةِ. أما أنْ نظلَّ جالسين في أبراجِنا العاجيَّـةِ نُراعي علاقتنا بالوكيلِ الفلاني والإدارة الفلانية واللاعب الفلاني، فهذا لا يجوزُ ويجعلُ من مُمارَسَتِـنا لدورِنا عاملاً من عواملِ استفحالِ تراجعِ الـمستوى وزيادةِ التناقصِ في الرصيدِ الجماهيريِّ لكرةِ القدمِ.وكلاءُ جَلْـبِ اللاعبين ليسوا كأصحابِ مكاتبِ جَلْبِ الخَدمِ والعَـمالَـةِ غيرِ الـمُحترفةِ، ولكن بعضهم يُصرُّ على أنْ يكونَ كذلك. لأنهم فيما يُقَـدِّمونَـه للأنديةِ من لاعبينَ محترفينَ، لا يضعون أنفسَهم في صفِّها ولا يبالونَ بإسداءِ النصيحةِ الصادقةِ لها. وأيضاً، نجدُ في إداراتِ بعضِ الأنديةِ نوعاً من اللامُبالاةِ في تقييمِ ما يُقَـدَّمُ إليهم، وكأنَّ الأمرَ لا يعدوَ كونه شراءَ سلعةٍ، فلا نلاحظ دوراً للاعبينَ القدامى في الأنديةِ، على الأقلِّ، في عمليةِ اختيارِ الـمحترفين الأجانبِ، ولا نلمحُ أثراً لتقييمِ مدى إمكانيةِ اللاعبِ الأجنبيِّ الذي احترفَ في أنديةٍ أوروبيةٍ وأمريكيةٍ جنوبيةٍ على العطاءِ والاندماجِ في البيئةِ الكرويةِ الـمحليةِ. وتكون النتيجة خسارةً للمستوى الفني للأنديةِ والدوري والكرةِ القطريةِ، واستنزافاً للموازناتِ الـمُخصصةِ للأنديةِ.
225
| 26 سبتمبر 2016
الدوري، ليس مجرد منافساتٍ تهدفُ للفوزِ، وإنما هو اللوحةُ الحقيقيةُ التي تُرسمُ عليها صورةُ مجتمعِنا الحيِّ وإنسانِـنا الـمُتحضِّـرِ، وهو إحدى النوافذ التي يرانا العالمُ من خلالها. ومن الواجبِ علينا الـمطالبَـةَ بأمورٍ كثيرةٍ لابد من الالتزامِ بتحقيقِـها خلالَ الـموسمِ الحالي لترسيخِ نَهجٍ رياضيٍّ مَسلكيِّ يُبَـيِّـنُ الوجهَ الحضاريَّ لبلادِنا وإنسانِـها، ويرسمُ ملامحَ ما ينبغي أنْ تكونَ عليه الـمنافساتُ خلال الثماني سنواتٍ التي تفصلُنا عن مونديالِ 2022 م، وسأناقشُها في النقاطِ التاليةِ:(1) نطالبُ إداراتِ الأنديةِ بالتواصلِ مع الجماهيرِ طوالَ الـموسمِ، عبر وسائلِ الإعلام ومواقعِ التواصل الاجتماعي، وأن تلتزمَ بلغةِ موضوعيةٍ في أطروحاتِها تستجيبُ لآمالِ الجماهيرِ وتحترمُ مطالبَها، فالأندية ليستْ إداراتٍ وفِـرَقاً ومباني فقط، وإنما لها وجودٌ حيٌّ في الـمجتمعِ يجبُ تقديرُهُ والعملُ على تَنميتِـهِ.(2) نُطالبُ لجنةَ الانضباطِ باتحادِ القدمِ أنْ تُمارسَ دورَها بحزمٍ وجديةٍ وحِـرْصٍ على روحِ اللوائحِ والقوانينِ الـمُنظِّـمةِ لها، منذ اليومِ الأول في الدوري، وألَّا تتأثَّـرَ بالحملاتِ الإعلاميةِ التي قد يشنُّها ضدَّها بعضُ الإداريين واللاعبين الذين تَطولُهم محاسباتُها، فاللجنةُ تُمثلُ الاتحاد وهي جزءٌ من آليةٍ عامةٍ تهدفُ للارتقاءِ بكرةِ القدمِ سلوكياً وحضارياً.(3) نُطالبُ الصحافةَ الرياضيةَ بالاستمرارِ في ممارسةِ الديمقراطيةِ من خلالِ الانتقادِ البَنَّاءِ، وتسليطِ الضوءِ على مواضعِ الخللِ دون تمييزٍ، وأنْ تُتاحَ الفرصةُ لجميعِ الآراء في الطَّرحِ.(4) نُطالبُ برنامجَ الـمجلسِ بالتخلُّـصِ من الصورةِ النَّمطيةِ له كبرنامجٍ يقومُ على النقاشِ الحادِّ والتصرفاتِ الـمُستَهجنةِ لبعضِ الـمشاركين الدائمين فيه، ونتمنى الاستفادةَ من حضورِ محللين وشخصياتٍ رياضية من قطر ودولِ مجلسِ التعاونِ،في البرنامج، لترسيخِ روحِ الحوارِ الـمُتَمَدِّنِ الهادئ الهادفِ لإثراءِ الشارعِ الرياضيِّ بفِـكرٍ ورؤًى وقدراتٍ على التحليلِ وقراءةِ الحَـدَثِ من جوانبَ عِـدَّةٍ.كلمة أخيرة:نتمنى على جماهيرِنا الرياضيةِ مؤازرةَ أنديتِـها بالحضورِ إلى الـملاعبِ.
252
| 21 سبتمبر 2016
اللاعبُ، كجميعِ البشرِ، إنسانٌ في تفكيرِهِ ومشاعرِهِ. وبعيداً عن قدراتِـهِ ومَهاراتِهِ البَـدَنيَّـةِ والحَرَكيَّـةِ، فإنَّـهُ يَتَـمَـيَّـزُ بأمورٍ نجدُها في الشخصيةِ القياديةِ، وأهمُّها: التفكيرُ الَّلحْظيِّ، وسرعةُ اتِّخاذِ القرار، والانسجامُ معَ الـمُحيطِ بفاعليةٍ. ولذلك، ينبغي دراسةُ شخصيتِـهِ بدقَّةٍ قبلَ الحُكمِ عليه بالنجاحِ أو الفشلِ. فليس منَ الـمنطقِ أنْ ننظرَ إليه ككتلةٍ من العضلاتِ والعظامِ والأعصابِ فقط، وإنما كشخصٍ له انفعالاتُـهُ وتكوينُـهُ النفسيُّ والعقليُّ. عندما نتحدثُ عن الإعدادِ النفسيِّ للاعبينَ، في معسكراتِ التدريبِ، وقبلَ أو بعدَ الـمبارياتِ، فإنَّنا لا نعني بذلك أنَّه يقومُ على تطييبِ خواطرِهِم، والـمُبالغةِ في تشجيعِهِم، وإنما هو شيءٌ آخرُ يتعلقُ بأمورٍ، هي:(1) قراءةُ الشخصيةِ الجَمعيَّةِ التي تربطُ بينهم، وتجعلُهُم يؤمنونَ بأهدافٍ ينبغي السعيُ لتحقيقِـهِا هي الفوزُ، أو إنهاءُ الـمباراةِ، في بعضِ الحالاتِ، بأفضلِ نتيجةٍ ممكنةٍ، وقد رسموا صورةً مُشَرِّفَـةً لهم أداءً وسلوكاً.(2) قراءةُ الشخصيةِ الفرديةِ لكلِّ واحدٍ منهم على حِـدَةٍ، بحيثُ يتمكنُ الجهازانِ الفنيُّ والإداريُّ، من تنميةِ جوانبِها الإيجابيةِ، والحَدِّ من تأثيراتِ الجوانبِ السلبيةِ على أداءِ اللاعبِ والفريقِ خلالَ الـمباراةِ. وهذا الأمرُ يكونُ سرياً، بمعنى أنَّ اللاعبَ يُواجَـهُ بإيجابياتِهِ وسلبياتِـهِ على انفرادٍ، وبروحٍ من التسامحِ الـمَشوبِ بإنذارٍ غيرِ مُعْلَنٍ بأنَّ الإصرارَ على السلبياتِ ليس أمراً يمرُّ دون عقوباتٍ رادعةٍ قد تصلُ إلى إبقائِـهِ طويلاً في صفوفِ الاحتياطِ، أو إلى الاستغناءِ عنه.(3) قراءةُ الإيجابياتِ والسلبياتِ في الفِـرَقِ الـمنافسةِ، أداءً جماعياً وفردياً، وجوانبَ نفسيةٍ فيها كمجموعٍ أو كأفرادٍ. ثم تحليلُ الـمعلوماتِ وإنارةُ اللاعبينَ بها ليكونوا عارفينَ بمنافسيهم، وأكثرَ استعداداً للتعاملِ معهم في الـملعبِ بالحَدِّ من خطورةِ أدائهم الفنيِّ، واستثمارِ سلبياتِهم لصالحهم.بالطبعِ، فإنَّ الإعدادَ النفسيَّ ليس مهمةً بسيطةً يستطيعُ أيُّ مدربٍ أو إداريٍّ القيامَ بها، ويلزمُ لها استشارةُ الـمُختصِّينَ في علمِ النفسِ أحياناً. كما أنَّها ترتبطُ بجانبَينِ مُهمَّينِ هما شعورُ اللاعبينَ بالرِّضا عن الـمَردودِ الـماديِّ لهم، لأنَّ كثيرينَ منهم يحترفونَ اللعبَ ويتعاملونَ معه كمِـهْنَـةٍ تُوفِّرُ لهم ولأسرِهِم حياةً طيبةً كريمةً. وكذلك، رضاهم عن التقديرِ الـمعنويِّ لهم منْ قِـبَلِ الجهازينِ الفنيِّ والإداريِّ. وهذانِ الجانبانِ، لابدَّ منَ الحديثِ فيهما وعنهما بصراحةٍ، لأنَّ النجاحَ في مخططاتِنا للانتقالِ إلى مرحلةِ الاحترافِ الرياضيِّ مرهونةٌ بهما.كلمةٌ أخيرةٌ:في الرياضةِ، ككُلِّ مجالاتِ النهضةِ الشاملةِ، يكونُ التخطيطُ السليمُ والحديثُ العلميُّ سببينِ رئيسينِ في الوصولِ إلى الأهدافِ الـمنشودةِ.
570
| 18 سبتمبر 2016
ها قدْ أقبلَ رمضانُ الـمُباركُ ترافقُـهُ الرحمةُ والبركةُ، وتُظِـلُّ الدنيا فيه مشاعرُ الإيثارِ والـمَـوَدَّةِ، وتحلو الحياةُ بالإيمانِ الخالصِ والعملِ الصالحِ. يُقبلُ الشهرُ الكريمُ وبلادُنا الحبيبةُ تسيرُ بثباتٍ على دروبِ النهضةِ والتنميةِ وبناءِ الإنسانِ، في ظلِّ القيادةِ الحكيمةِ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى. في رمضانَ، نُجَـدِّدُ العهدَ ببذلِ أقصى الجهدِ في سبيلِ قطرَ الغاليةِ التي تمتدُّ في نفوسِنا على مساحاتٍ لا مُتناهياتٍ منَ الحبِّ والفداءِ والإيثارِ. قطرُ التي تسكنُ قلوبَنا وتملؤها بالانتماءِ إلى وطنٍ رائعٍ. قطرُ التي تنبضُ في قلبِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى بالـمجدِ والحضارةِ والـمَـدَنيَّـةِ، وتَنْعَـمُ وإنسانُها الـمواطنُ برؤى سموِّهِ لـمستقبلهما في ظلالِ الرفاهِ والأمنِ والتَّقَـدُّمِ والنَّـماءِ.في رمضانَ، نلتفتُ أكثرَ إلى معاناةِ أشقائنا في الإسلامِ والعروبةِ، لنشاطرَهُم مواجعَـهُم، فنسعى لتخفيفِ وَطأتِها عليهم، ونَتَلَـمَّسُ آمالَـهُم في حياةٍ آمنةٍ كريمةٍ، فنهبُّ لاحتضانِـها داعينَ اللهَ تعالى بالخيرِ لهم في كلِّ شؤونِهِم. فهم أشقاؤنا الذينَ لهم في قلوبِـنا مكانُ الصَّـدارةِ، ولهم علينا حَقُّ النُّصرةِ بما نستطيعُ، بالـمالِ والكلمةِ الطيبةِ والتَّجاوزِ عن الصغائرِ التي تثيرُ الضغائنَ وتُوغِـرُ الصدورَ.في رمضانَ، ننظرُ بعيونِ أرواحِـنا إلى فلسطينَ الحبيبةِ، وسوريا الحبيبةِ، واليمنِ الحبيبِ، والعراقِ الحبيبِ، وليبيا الحبيبةِ، وتَضْـرَعُ قلوبُنا بالدعاءِ لها بالاستقرارِ والأمنِ لتكونَ واحاتٍ للحضارةِ الإسلاميةِ، ومراكزَ إشعاعٍ للعروبةِ. وندعو لأشقائِـنا فيها بالتعاضُدِ فيما بينهم من أجلِ أوطانِـهِم وأبنائهم.أيُّها الشهرُ الـمُباركُ، نحنُ الضيوفُ عليكَ، فأنتَ الـمُباركُ منَ اللهِ تعالى، وبابٌ رئيسٌ للخيراتِ والرحمةِ، فأهلاً بك يا شهرَ القرآنِ.
407
| 06 يونيو 2016
لا يمكنُ للمراكزِ الشبابيةِ والأنديةِ الرياضيةِ النجاحُ في أداءِ دورِها الاجتماعيِّ، في أوساطِ الناشئةِ والشبابِ، إذا لم تنطلقْ من حقيقةٍ بسيطةٍ تقولُ إنَّ مجتمعَنا مجتمعُ رفاهٍ تَرعى الدولةُ إنسانَهُ وتَحُولُ بينَهُ وبينَ العَوَزِ والحرمانِ. فهذه الحقيقةُ تُشيرُ إلى أنَّ الحصولَ على وسائلِ الترفيهِ وأدواتِهِ أمرٌ في متناولِ الجميعِ، ولذلك ينبغي أنْ تُقَدِّمَ المراكزُ والأنديةُ شيئًا آخرَ غيرَ كونِها مقارًا فيها وسائلُ ترفيهٍ ساذجةٍ، وتُقامُ فيها فعالياتٌ بلا لونٍ ولا طعمٍ ولا رائحةٍ. الإجازةُ الصيفيةُ على الأبوابِ، فهل هناك خططٌ لجذبِ الناشئةِ والشبابِ، تَمَّ وَضْعُها بناءً على تخطيطٍ علميٍّ اِسْـتُعينَ فيه بمختصينَ في علم النفسِ والاجتماعِ؟ من خبراتِنا الـمُتراكمةِ، نستطيعُ الإجابةَ بلا. فالمُخططاتُ، في هذا الصَّدَدِ، ليستْ أكثرَ من احتفالياتٍ لا تأثيرَ لها في ترسيخِ مفاهيمِ المسؤوليةِ الاجتماعيةِ، ولا دورَ لها في إكسابِهم معرفةً علميةً وعمليةً، أو تكوينِ شعورٍ جَمْعيٍّ لا يلغي شخصياتِهم الفرديةَ.بالطبعِ، إنَّ الوصولَ بالعملِ الشبابيِّ في مستواه الاجتماعيِّ إلى درجةٍ مُتَقَدِّمةٍ، تخطيطًا وتنفيذًا، لن يكونَ في سنةٍ أو سنتينِ، وإنما يلزمُ له احتكاكٌ دائمٌ بالتجاربِ في الدولِ الأكثرِ تقدُّمًا. لذا، نتمنى على وزارةِ الشبابِ والثقافةِ، أنْ تضعَ خطةً لتبادلِ الخبراتِ مع تلكَ الدولِ في مجالاتِ التخطيطِ والتنفيذِ، تتضمنُ ابتعاثَ شبابٍ من الجنسينِ إليها ليُعايشوا على أرضِ الواقعِ ما يتمُّ عملُهُ في هذا الصَّدَدِ. وعندما نقول: ابتعاثُ شبابٍ، فإنَّنا لا نتحدثُ عن القيامِ بمهمةٍ رسميةٍ للموظفينَ، وإنما عن شبابٍ يتمُّ تأهيلُهم لسنواتٍ، وإفساحِ المجالِ لهم، بعد ذلك، ليقوموا بدورِهِم في وَضعِ الخططِ والإشرافِ على تنفيذِها.في ضوءِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م، نجدُ أنَّ من الواجبِ الخروجُ من إطارِ الدورِ الاحتفاليِّ الموسميِّ للمراكزِ الشبابيةِ والأنديةِ الرياضيةِ في مجالِ رعايةِ الشبابِ، والانتقالُ إلى مستوى أعلى في أداءِ مهامِها كرافعاتٍ تؤدي دورًا وطنيًا واجتماعيًا ومعرفيًا حقيقيًا يمكنُ الارتكازُ عليهِ في تحقيقِ الرؤيةِ. وهذا يكونُ من خلالِ الالتزامِ بالقراءةِ العلميةِ لمجتمعِنا، والبحثِ عن سُبُلٍ للخلاصِ من الفجوةِ بينَ ما يجذبُ الناشئةِ والشبابِ ويُقَدِّمُ لهم أشياءً غير تعليمِ استخدامِ الكمبيوتر والندواتِ التثقيفيةِ، وبين الحاجاتِ النفسيةِ والعقليةِ والبدنيةِ الحقيقيةِ لهم. كلمةٌ أخيرةٌ: العملُ الشبابيُّ ليس مجردَ أداءِ مهامٍ إداريةٍ، ولكنه احتكاكٌ بالناشئةِ والشبابِ، ودراسةٌ علميةٌ للتأثيرِ بهم إيجابًا.
267
| 10 مايو 2016
مساحة إعلانية
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5058
| 20 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
4461
| 24 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3699
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2799
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2373
| 23 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1518
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1071
| 20 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1023
| 23 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
978
| 21 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
972
| 21 أكتوبر 2025
القيمة المضافة المحلية (ICV) أداة إستراتيجية لتطوير وتمكين...
846
| 20 أكتوبر 2025
في قلب كل معلم مبدع، شعلة لا تهدأ،...
825
| 17 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية