رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
ثلاث سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية ومنذ أن وجه بوتين بوصلة غضبه نحو زيلنسكي الذي يقاوم حتى الآن بين كر وفر من أمام الدب الروسي ولكن - ويبدو أن الجميع بات يعرف قيمة لكن الاستدراكية في مقالاتي – ماذا عن سنوات قضايانا العربية التي لا تزال تطوي عاما وتستقبل آخر ولا يوجد من يحصي هذه الأعوام المنصرمة من روزنامة الأزمات التي تعيشها، فإن كان قد مرت سنة من حرب روسيا على أوكرانيا فإن أكثر من 73 سنة قد مرت على احتلال إسرائيل لبلادنا العربية فلسطين القضية الأولى للعرب والمسلمين، وعدوان دام على غزة قضى فيه عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، و15 سنة على أزمة سوريا والحرب المشتعلة داخلها والتي بدأت لتوها في الإخماد منذ تولي أحمد الشرع رئيسا لها وإسقاط حكم الأسد، و13 عاما على قضية اليمن التي تراوح مكانها بعد فشل فوضى عام 2011، و13 سنة على الحرب في ليبيا، وسنوات طويلة تمر اليوم على السودان الواقع تحت حرب داخلية مريرة وظروف أقسى على قضايا كالعدوان الإسرائيلي الذي لم ينته على لبنان، وظروف متزعزعة في العراق والصومال والصحراء الغربية وغيرها من قضايانا المعلقة التي لا تزال تنتظر من يعدد سنوات عمرها، ودائما كان رأيي أنه لو خصصت القنوات العربية الإخبارية والإعلام العربي بالعموم جزءا من نشراتها اليومية لعرض مثل هذه القضايا العربية يوميا كما تحرص على عرض جوانب الحرب الروسية الأوكرانية لكانت ربما حظيت باهتمام إعلامي وعربي من قبل الحكومات التي لا تزال عاجزة حتى هذه اللحظة من حل هذه الأزمات الممتدة، والتي كلما زادت عاما ابتعدت عن أي حل ممكن مسافة عشرات السنين. ولذا لا تخبرونا عن طفولة الحرب الروسية على أوكرانيا إن كان مثلنا يرى قضايانا العربية قد شابت وهرمت وخصوصا حينما أرى الألم متمثلا على ملامح مسؤولين لدول كبرى، وهم يصفون صعوبة الحرب في أوكرانيا ولم أجدهم يرون الغارات الإسرائيلية على الفلسطينيين اعتداء سافرا على شعب أعزل يملك حق المقاومة ومع هذا يصف هذا (عنفا)، أو حينما يرى التهجير الذي سببته حرب روسيا على الأوكرانيين ظلما، بينما مئات الآلاف من أماكن إيواء ملايين اللاجئين للفلسطينيين والسوريين تنتشر بعشوائية على الحدود العربية العربية أو السورية التركية لا محل لها من إعراب الأمم المتحدة التي تركت مهمة مساعدة هؤلاء لليونيسيف والمنظمات الإنسانية الدولية وغير الدولية، وكأن الظلم هناك والعدل هنا والحرب هناك والعنف هنا واللا إنسانية هناك والإنسانية الصعبة هنا، فكيف لي أن أتعاطف مع من هناك وهنا يتشتت التعاطف ما بين سوريا وفلسطين واليمن وليبيا والصومال والعراق ولبنان و.. و..؟!. الحرب واحدة في شكلها المبتعد كل البعد عن أي إنسانية عادلة ومن يتشتت هناك في أوكرانيا ليس كمن يتشتت من دولنا العربية المنكوبة، فدول أوروبا قد فتحت حدودها ومنازلها ومنظماتها ومدارسها ومستشفياتها لهؤلاء الذي أُجبروا على الهرب من بلادهم واستقبلتهم خير استقبال، بينما كيف هو مصير اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا تحت مقصلة اللاعودة التي تصر إسرائيل على نصبها أمامهم بكل جبروت لم يلق من يكسره؟ كيف هو مصير اللاجئين السوريين الذين لم يختلف حالهم عن حال أشقائهم الفلسطينيين في وقت ما؟ فأنا أتكلم من أرض واقع لا من لوحة بإطار مذهب مرسومة بإتقان وتخفي كل العيوب الظاهرة بها فإن كان التعاطف 50% لـ (هناك) فإن التعاطف 100% لـ (هنا) أفليس الأقربون أولى بكل شيء مهما كان شكله ونوعه وأفضليته؟ وإن كنا جميعا نتفق على نبذ الحروب وكرهها وتشتيت الشعوب وإجبارهم قسرا على ترك بيوتهم وأحيائهم وأوطانهم بداعي الحرب، ولكننا نطلب العدالة من هذا العالم فإن بنا جروحا عربية لم تلتئم بعد بل زادت وتعمقت بفضل التهميش الذي تلقاه وبفضل من يحصي سنواتهم ولا يشعر بعدد السنوات لنا للأسف!.
204
| 09 نوفمبر 2025
رفع جثة الطفل الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات بطرف (السونكي)، وهي تشبه الحربة الحادة المعلقة في رأس الكلاشينكوف عاليا، وهو يتفاخر بأنه من قتل الطفل الصغير ليرميه بعد ذلك على تل الجثث المقتولة من الأطفال والشيوخ والنساء والرجال في مدينة الفاشر السودانية. فأي قسوة هذه وأي وحشية تلك التي تجعل من أفراد الدعم السريع بقيادة المنشق حميدتي يتباهون بقتلهم لآلاف من الأبرياء والرضع والصغار وأهالي مدينة الفاشر بهذه الطريقة البشعة وبالصورة التي تجاوزت الإسرائيليين وما ارتكبوه من مجازر لا تعد ولا تحصى ولا يمكن وصفها في قطاع غزة؟! هذا الصغير ماذا فعل بك لتعلقه مثل الخرقة البالية على رأس سلاحك المزود بهذا الخنجر القاتل وقد انفجر رأسه برصاصة أُطلقت عليه عن قرب وتقول انظروا لقوتنا وسيطرتنا؟! أي قوة أيها الخسيس المجرم وأنت تتباهى بقتلك لأطفال ورضع انتُزعوا من أحضان أمهاتهم لتفتك بهم أنت وأعوانك المجرمون ولا تخجل والعالم كله يرى تباهيك الحقير بهذه الفعلة الشائنة المستنكرة؟! أخبروني إن كنا في آخر الزمان أم إننا لا نزال على موعد مع هذه الجرائم في بقع أخرى لا يزال الإعلام متكتما عما يجري فيها وننتظر مجرما آخر ليعلق جثة رضيع صغير على أسنة الرماح ويزايد على العالم أن يكون هناك مجرم مثله يقتل الأطفال دون شفقة أو رحمة! أخبروني إن كان العالم الذي بكى من أجل غزة لا يمكنه أن يدخر دموعا أخرى للبكاء على السودان وتحديدا الفاشر التي تشهد جرائم مروعة وصفها المراقبون بأنها تتجاوز جرائم ومجازر غزة بشاعة وشناعة ووحشية! فأنا والله لم أتجاوز غزة ومجازر غزة ومشاهدها الموجعة جدا ليثقل قلبي بمشاهد مروعة من الفاشر السودانية لا سيما من الأطفال والرضع الذي يحتفل معاونو حميدتي وقواته بهذه المشاهد الفجة بقتلهم لهؤلاء بل وافتخارهم أن منهم من قتل ما يزيد عن 2000 طفل ومواطن سوداني في يوم واحد فقط ويسيرون في شوارع الفاشر وكل منهم يصطاد فرائسه ويضحك مدويا صرخة انتصار إنه قتل أكثر من زميله المجرم الآخر المتحسر على حظه من قتل هؤلاء الذين يعتبرونهم فرائس صيد أو غنائم حرب وليس ببشر منهم الرضيع الصغير والطفل البريء والشعب الأعزل المدني الذي لا يحمل سلاحا ولا يقف في موقف المهاجم أبدا، واليوم نرى غزة أخرى في السودان والمجرم من السودان نفسها التي اختلطت بين عرب يمثلون أهل السودان وأفارقة أعاجم ومليشيات مرتزقة لم ولن يكونوا من أهل السودان الطيبة التي نعرفها ونعرف أهلها الطيبين. بالأمس عبَّر سعادة السفير السوداني سعادة السيد بدرالدين عبدالله محمد أحمد لدى الدولة عن امتنان السودان العميق لدولة قطر أميرًا وحكومةً وشعبًا على مواقفها الأخوية الصادقة، مشيرًا إلى تدخل جمعية قطر الخيرية مؤخرًا لدعم النازحين من الفاشر إلى مدينة الدبة بمتابعة من سعادة الدكتورة مريم المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي، مؤكدا أن بلاده تمر بأصعب مرحلة في تاريخها الحديث، مشيرًا إلى أن ما يشهده السودان منذ أبريل 2023 يمثل استهدافًا وجوديًا للدولة والمجتمع على حد سواء، وأن ما تتعرض له بلاده ليس مجرد صراع داخلي بل مؤامرة ممنهجة تتزعمها مليشيا الدعم السريع التي تحولت من تمرد محدود إلى آلة تدمير شاملة مستهدفة المدنيين ومؤسسات الدولة على نحو ممنهج أدى إلى مأساة إنسانية هي الأكبر عالميًا وفق توصيف المنظمات الدولية أن الجرائم التي ارتكبتها هذه المليشيا في الفاشر ودارفور لم تكن حوادث معزولة بل امتدادًا لنهج عنيف تكرر في الخرطوم والجزيرة وسنار وكردفان والنيل الأبيض، حيث ارتُكبت مجازر وعمليات نهب واستهداف متعمد للمستشفيات والمساجد ومقار المنظمات الدولية وأشار إلى أن حصار مدينة الفاشر لأكثر من 500 يوم أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة إذ استخدمت المليشيا التجويع كسلاح حرب، ومنعت دخول الغذاء حتى أكل الناس علف الحيوانات وجلودها، وأن المرتزقة الأجانب لعبوا دورًا رئيسيًا في دعم المليشيا، حيث توافد الآلاف منهم من تشاد وليبيا وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان ودول الساحل، كما استخدمت أسلحة متطورة ومسيرات حديثة، وأن المجازر التي وقعت في الفاشر والتي خلفت آلاف القتلى تمثل واحدة من أبشع صور الإبادة الجماعية في العصر الحديث، مؤكدًا أن ما حدث موثّق في تقارير وشهادات دولية عدة.
390
| 05 نوفمبر 2025
احتفلت شبكة قنوات الجزيرة والتي تُبث من قطر في الأول من نوفمبر الجاري بمرور ذكرى 29 سنة على انطلاقها، بل وصدارتها وقدرتها المستمرة على إزاحة قنوات الإعلام الإخباري التي حاولت ولا تزال تحاول مجاراة الجزيرة وزحزحتها عن قمة القنوات الإخبارية العربية والإقليمية التي لا تزال الجزيرة تتصدرها متفردة رغم مرور عقود على انطلاقها ويمكن أن تكون حديثة عهد بقنوات سبقتها في نفس المجال ولكن أثبتت الجزيرة أنها قد وضعت لها خطة وهدفا ربما يكون بعيد المدى لتثبت وتقف وتستمر على النحو الذي يلمسه العالم ككل لا سيما في الأوساط العربية التي وجدت أنه كان من المستحيل أن تتميز قناة عربية إخبارية بكشف المستور في قضايانا التي لطالما أخذت وتيرة واحدة لدى كل القنوات العربية في طرحها وطرق سردها وخط التحليل الإخباري لديها إلا حينما جاءت الجزيرة لتستلم قيادتها ومكانها المرموق وتكشف عن وجوه أخرى للأخبار والمراسلين والقضايا التي تهتم بها لا سيما وأنها أبرزت قضية فلسطين على الملأ بعد أن سقطت من دائرة اهتمام المتلقي العربي الذي كان يرى فيها قضية مسترسلة الأحداث وعقيمة الحل لكن قناة الجزيرة وضعتها على سدة قضاياها ولنأخذ مثالا قضية أو مأساة غزة الأخيرة والتي لا تزال تتصدر أخبار القناة وإلى أي مدى وصل له اتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية التي يمكن أن تعيد هذا القطاع للحياة بعد استشهاد عشرات الآلاف من الرُّضَّع والأطفال والصغار والنساء والشيوخ والشباب والرجال في وسط المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القطاع التي قتلت وجرحت واعتقلت فيه ما يزيد على 150 ألف مواطن فلسطيني جُلهم من الأطفال والفتيان الصغار اليافعين خلال عامين تلقى الفلسطينيون فيها أبشع الجرائم والتنكيل والقتل والملاحقة والإصابات والاعتقالات والمداهمات والغارات الوحشية العشوائية. بل إن الجزيرة نالت هي الأخرى نصيبها من العدوان في قتل جميع مراسليها تقريبا والاستعاضة بشباب فلسطينيين ووجوه جديدة لنقل الأخبار من أرض المعركة ولم تستسلم القناة لضغوطات إسرائيل في الكف عن نشر محتواها الذي ترى تل أبيب أنه يقوّض الأمر عليهم ويقلب الطاولة عما يريدون الاستمرار فيه في غزة رغم خسائرها الجسيمة في الأرواح وذهاب مراسلين ومصورين وعائلاتهم في هذا العدوان الذي أقرت إسرائيل بهمجيتها ودمويتها وأكدت قناة الجزيرة في زمن بات الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي أكثر انتشارا وسهولة للوصول للجمهور والمهتمين بالشأن الفلسطيني لا سيما إن كان بالحجم الذي ظهرت فيه مأساة غزة على مدار سنتين لم تتوقف تل أبيب عن القتل وأي قتل؟! قتل الأطفال والرُّضَّع وانتزاع الأجنة من أرحام بطون الأمهات الفلسطينيات اللائي كن أيضا تحت إطلاق النار وكثيرا ما لحقت الأمهات بالأبناء وأظهرت الجزيرة تلك المآسي بكل صدق وشفافية وحاولت إسرائيل أن تُكذب هذه الروايات وتفندها تماما ولكن ثبات قناة الجزيرة أمام كل هذه المحاولات الإسرائيلية السقيمة وضعها أمام المشاهد العربي الذي أشاد بوقفتها وموقفها واستمرارها في نقل الحدث من على الأرض بكل صراحة موضحة على ألسنة مراسليها أنها لن تتوقف عن نقل كل ما تلتقطه كاميراتها وينقله مراسلوها بكل أمانة وشفافية حتى وإن تعرضت لأضعاف ما تعرضت له في القطاع. وربما كانت أحداث غزة المرحلة المفصلية التي أعادت الجميع ممن كان يختلف في وجهات النظر والمبدأ مع الجزيرة إلى مشاهدتها ومتابعتها من جديد لأنه يعلم أنه لن توجد قناة يمكنها أن تنقل المشهد كما هو مهما كانت قساوة تلك المشاهد المؤسفة التي كانت تنقل صور ضحاياها من الشهداء الفلسطينيين من تحت ركام المنازل والأبنية ومدارس الإيواء التي كان من المفترض أن تكون آمنة لمن يدخلها بصفتها منطوية تحت منظمة الأونروا التي واجهت الأخيرة أيضا نصيبها من العداء الإسرائيلي والاتهامات الأمريكية غير المرفقة بدلائل مثبتة عن تلك الإدانات. واليوم يمر 29 عاما على بقاء قناة الجزيرة متربعة على عرش الإعلام العربي والإقليمي بكل جدارة وفي مرتبة لن تنجح قناة أخرى في الوصول لها ما لم تعط الجزيرة لها الإذن بذلك، وبالطبع لن تعطيها!.
279
| 03 نوفمبر 2025
عام 2025 يوشك على الانتهاء بعد شهرين من الآن وأزمة السودان التي تفجرت منذ 15 أبريل 2023 تتفاقم ولم تجد حلا ناجعا بعد يمكن أن يطوي قضية السودان، التي تراكمت وانضمت لباقي قضايانا العربية المعلقة التي تتضاعف كل عام أو عامين ولم نعد نكتفي بواحدة أو اثنتين، بل باتت قضايا تنتظر الفرج، ومن بين هذه القضايا قضية السودان التي بدأ القتال بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم في 15 أبريل 2023 وانتقل بسرعة إلى مناطق أخرى مثل دارفور وكردفان، وكان سبب الصراع أن اندلعت المعارك نتيجة خلافات بين الطرفين حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني كجزء من خطة الانتقال إلى الحكم الديمقراطي وأصبح الأثر الإنساني كارثيا بعد أن أدت الأزمة إلى نزوح ملايين الأشخاص في أوضاع إنسانية مأساوية وارتفاع كبير في أعداد الضحايا بين المدنيين، واليوم تتصدر مدينة الفاشر السودانية الأخبار عن هذا البلد العربي الأفريقي الذي كان بلدا مسالما قبل أن تدخل الأطماع بالسلطة مسارها الكارثي فيه ويتحول الأمر لحرب داخلية قاسية كان ولا يزال الشعب المدني الأعزل ضحيتها الأساسية حتى بتنا نسمع بجرائم ومجازر في هذه الحرب يذهب ضحيتها من الأطفال والنساء والشيوخ، ناهيكم عن جرائم الاغتصاب التي كانت النخوة العربية والشهامة والرجولة تنأى بنفسها عن ارتكاب مثل هذه الأمور التي انضمت لجرائم خطف الأطفال واغتصابهم أو تسليحهم في جماعات مسلحة غير نظامية ترتكب أفظع الجرائم الإنسانية وقلبت البلاد وحال العباد لمأساة حقيقية للأسف تدخلت في خلخلة الأمن فيها وبعثرتها بعض الدول العربية لتزيد الوضع انهيارا زاد تهميش قضية السودان الأمر سوءا وغبنا وأدى لما نراه اليوم من حال مبكٍ ومزرٍ لوضع أهلنا وإخوتنا في السودان الذين يحاولون النزوح بأي طريقة كانت لمناطق ومدن أكثر أمانا ولكن تظل قوات الدعم السريع الإجرامية الجهة التي لم ترض للأمور أن تظل على حالها لحين ترتيب انتخابات شعبية يمكن أن تغير واجهة البلاد وتنقلها لبلد عربي ديمقراطي كأي بلد في العالم يسقط حاكمه بالقوة ثم يتسلسل الحكم فيه لما يجب أن يكون إلا في دولنا العربية التي شهدت سقوط أنظمة ثم دخلت في حروب وصراعات داخلية امتزجت بدماء الآلاف من الضحايا المدنيين الذين عادة ما يكونون ثمنا بخسا لطامعي السلطة والحكم لأن يتسيدوا القصور الرئاسية ويسكنوها ثم يحكموا البلاد والعباد بما يتلاءم مع مصالحهم التي لم يتأسفوا فيها على عدد من قُتل وكم بريء ذهب نتيجة هذا الطمع وهو ما تمر به السودان الآن التي أصبحت ساحة حرب لأطراف ما عدنا نعرف من يكون مع من ولم تقاتل هذه الجهة ولصالح من تقاتل، ولكن كل ما نعرفه أن السودان يمر بأسوأ فترات تاريخه وأن الجرائم والجوع والمرض والحصار والموت السريع والبطيء والمجاعة تحوم فيه كما تحوم الجوارح الجائعة بأطياف الضحايا الموشكة على الموت والفناء وأن سكوت العالم يُصعّد من هذه المآسي المخيفة التي لم يستطع الإعلام أن يغطي ما يجري فيها لا سيما اليوم في مدينة الفاشر التي يحاول بعض الناشطين تغطية ما يحدث فيها من تجويع وقتل للأطفال والأمهات الثكالى في مقاطع تقطع نياط القلوب الحية التي ما كادت تخرج شيئا فشيئا من مأساة غزة الجاثمة على قلوبنا حتى عادت السودان للواجهة تعيد لنا المأساة من جديد دون أن تستنهض همم هذا العالم الذي يمكن أن يستيقظ ويستنفر غضبا لتعذيب قطة أو كلب ولا يمكن أن ينفض نفسه لمآس عربية يمكن أن يذهب عشرات الآلاف من المدنيين فيها قتلا ونهبا وتشريدا وجوعا ومرضا وحصارا فمتى تُحل قضية السودان؟! نعم حين يُحل ما قبلها وسبقها!.
252
| 02 نوفمبر 2025
السودان يستغيث وسوريا تستغيث وفلسطين تستغيث واليمن يستغيث وليبيا تستغيث وماذا بعد؟! وأنا جادة في السؤال لأنني بتُّ لا أعرف مَن مِنَ الدول بات مكتفيا ولا يستغيث أو لا يتصدر اسمه الأخبار اليوم في خانة العوز والاستغاثة والحاجة وحل المنازعات والصراعات والحروب الداخلية والتشريد والهوان والضعف وقضية لا تُحل من عشرات السنين! نحن أمة تتفكك أو هي مفككة وانتهى الأمر وباتت قضايانا التي ورثناها منذ عشرات السنين نورثها لأجيال قادمة لا تعرف شيئا عنها فقد كانت فلسطين واحدة وأصبحت عشرة منها على غير المسمى تتصدر ملفاتنا العربية ولا نكاد نغض الطرف عن واحدة حتى تمد لنا أخرى لسانها أمامنا فلم كل هذا؟! لم لا نحل قضايانا المتكدسة ولم ننتظر القضية تلو الأخرى تقصم ظهورنا دون محاولة للتخفيف عن كاهلنا المريض من أن يتحمل كل هذا؟! ماذا يعني أن تنضم دمشق إلى جانب القدس وتلحق الخرطوم بصنعاء التي تركض نحو طرابلس ثم نلتف حول القدس كلما تفجرت بها الأحداث حتى إذا هدأت تلف أعناقنا إلى عاصمة عربية منكوبة أخرى؟! نحن في حاجة لأن نختصر ملف قضايانا لنعطي كل قضية حقها من الاهتمام والدموع والتأثر والمتابعة لأحداثها المتسارعة ومحاولة حلها فنحن منذ أكثر من 72 عاما نحاول – هكذا قيل لنا – أن نحل قضية فلسطين التي لم أجد حلا عند العرب لها سوى التنديد والشجب والاستنكار والرفض والاعتراض والاستهجان فكيف بقائمة من القضايا العربية التي باتت معلقة على نفس الحبل الواهن الذي لا يمكن أن يصمد طويلا أمام رياح العرب التي تميل نحو تعزيز مصالحهم الشخصية التي يمكن أن تكون على حساب هذه القضايا التي تقول حكومات العرب إنها تحاول بقدر الإمكان حلها وعدم تفاقمها ولكن تسير الأمور على غير ما تشتهي هذه الحكومات التي ضجرنا من إداناتها وشجبها واعتراضها لأن كل هذا لم يعد يجدي وبات عدونا يستصغر ردود الأفعال الهزيلة هذه فلا الإدانة تغضبه ولا الرفض يهز سلطانه ولا الشجب يؤذي حتى مشاعره وأصبح هذا العدو يعرف أن هذه هي سياسة العرب التي تضحك بها الحكومات على شعوبها التي تعلم أن كل هذا الهراء هو أكثر شيء يمكن أن يفعله العرب لتسيير الأمور وتيسيرها لهم للأسف الشديد. صدقوني أنا هنا لا أتفلسف لسد فراغ نهم هذه السطور في المقال ولكني شعرت بأن (المسج) الذي وصلني عن وجوب إغاثة السودان قد استفزني بقدر ما تعاطفت معه لأن الرسائل تتوالى مرة لإخوتنا في السودان ومرة لأشقائنا في فلسطين وغزة ومرة لأهلنا في سوريا وتثيرنا الأخبار في ليبيا واليمن وكأننا لا ننفك من قضية حتى تصدمنا القضية الأخرى إما باستغاثة للحاجة والعوز وإما بتفجر الحروب الداخلية والصراعات والنزاعات، فيا أيها العرب نستحلفكم بالله أن تحلوا لنا ولو قضية واحدة فما عادت قلوبنا تتحمل ولم تعد نشرات الأخبار تجد مساحة أكبر لتنقل لنا المشهد كاملا من زواياه الأربع في صورة كاملة مكتملة الأركان وواضحة العيان لنا، كما أننا لسنا على وفاق من أن تمتد قضايانا لما يقارب القرن من الزمان كما تسير إليه قضية فلسطين التي نؤكد أنها قضيتنا الأولى وتأتي بعدها سائر قضايانا العربية دون ترتيب متعمد من الحكومات التي تثمن بقاء فلسطين القضية الأولى لنا عربيا ولا أعرف إن كانت كذلك إسلاميا بصراحة شديدة ولذا حلوا ما استطعتم من كل القضايا المطروحة فإن لكل واحدة حقا لها في اهتمامنا وأخبارنا بل ودموعنا وإن كنت أرى أن مشاعرنا قد تجمدت أمام كل ما يذيب الحجر كما كان في غزة وسوريا ولا يزال هناك ما نبكي عليه ولكنني قد قلتها سابقا فقد ماتت مشاعرنا يوم استشعرنا بأن كل قضية تلحق بالأخرى تباعا فلا الأولى قد خلصت ولا الثانية قد فرت!.
441
| 29 أكتوبر 2025
دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم أب فلسطيني على تصوير ردة أفعال أبنائه وهو يحمل لهم دجاجة مذبوحة لتكون غداء فاخرا لهم في هذا اليوم، وكيف انهال الأولاد على أبيهم عناقا وتمجيدا على قدرته في الحصول لهم على دجاجة ليأكلوها بعد أكثر من عام لم يأكلوا فيه لحما وعاشوا على البقوليات الجافة حتى وصل بهم الحال لأكل أوراق الشجر فكيف بأبيهم اليوم يدخل عليهم وهو يحمل دجاجة طرية وطازجة؟! هل يمكن تصور فرحتهم في تلك اللحظة؟ إن لم تكونوا قد رأيتم المقطع الذي انتشر انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي فلكم أن تقلبوا في الصفحات الإلكترونية لتروا بأعينكم كيف كانت فرحة هؤلاء الأطفال لمجرد دجاجة سوف تزين مائدتهم المتواضعة في هذا اليوم وتتصوروا كيف سوف يلتهمونها بنهم وشغف وكيف يمكن أن نقول لهم بألف صحة وهناء على قلوبكم وبطونكم الصغيرة يا أبطال غزة الصابرة والبطلة بأهلها وأطفالها الذين أثبتوا للعالم بأنهم وُلدوا رجالا واستُشهدوا أبطالا وبقى منهم من نراهم اليوم يفتت الركام بيديه العاريتين من على أنقاض منزله لعل هذا المنزل يقوم من جديد فيعود والده وأخوه وأمه وأخته من الموت إليه؟!. تسألونني لم غزة يا ابتسام؟! لم نرها لا تنفك عنكِ منذ أكثر من سنتين وأنتِ تكتبين المقالات والتغريدات وتخرجين في اللقاءات ولسانكِ لا يهدأ عن قول غزة واسم غزة؟ والإجابة واضحة وصريحة ومختصرة وهو أن ما جرى في هذا القطاع لم يمكنني تجاوزه ولا يمكن لأي إنسان (طبيعي) في المشاعر والهوية والدين والشعور والإنسانية أن يتجاوز ما حدث في غزة من إبادة حقيقة لأهلها وكيف اقتُلعت الأجنة من أرحام وبطون أمهاتها لمجرد أن من سوف يولد هو شبل فلسطيني يمكن أن يكون من المقاومة مستقبلا ولم يمكنني أن أغض الطرف عن المشاهد الموجعة جدا التي هزت أركان هذا العالم الذي لطالما تغنى بإنسانيته وحقوق الإنسان فيه ولم يستطع أن يهب لنجدة من تبقى من أطفالها وصغارها وأيتامها وفتيانها وأشبالها ورُضعها وشعبها ولو بغصن زيتون صغير يجعلنا نؤمن بأن السلام يمكن أن يتحقق يوما على أهل غزة وفلسطين عموما فكيف تريدون أن ننسى أو نتناسى أشلاء الأطفال والرُضع وهي منثورة هنا وهناك إما في شارع كانوا يهربون مع أهلهم من الغارات الإسرائيلية العمياء والوحشية أو في مدرسة إيواء ظنوا أنها يمكن أن تكون سالمة من البطش الإسرائيلي الأهوج الأهمج فإذا بآلة القتل الإرهابية الإسرائيلية تلحقهم وهي تتلذذ بقتل هؤلاء الرُضع وتفتيت أجسادهم أو حرقها أو دهسها أو جعلها ممثلا بها في سلوك لا يمكن أن يعطي صفة الإنسانية لهؤلاء القتلة المجرمين؟! كيف لا يمكن التأثر بهؤلاء الأطفال يسجدون لله شكرا لمجرد دجاجة ساقها الله لوالدهم لتكون طعاما لهم ونحن الذين نرمي الدجاج للكلاب والقطط والقمامات وربما كانت كلها لم تؤكل ولم يُلمس عظم فيها ولكن من باب التبذير والإسراف والنقم على النعم الذي ابتُلي به معظمنا ممن لم يشكر الله على نعمه وقوته وعطاياه؟! اخبروني إن كنتم تتجاوزون غزة لأتجاوز أنا أيضا ولكني مفعمة بحرقة من تلك المشاهد المؤلمة للأرواح التي زُهقت والبيوت التي تدمرت والمستشفيات التي هُتكت حرمتها والمساجد التي لم تُحترم قدسيتها ومدارس الإيواء التي اختُرق أمانها للهاربين من آلة الغدر الإسرائيلية، ولا أخفيكم فقد هزني مشهد هؤلاء الأطفال والدجاجة التي جعلتهم بتلك الفرحة الصادقة المنبثقة من قلوبهم الصغيرة التي لم تر فرحا منذ أكثر من عامين وتأتي دجاجة صغيرة لتوقظ تلك الفرحة الغائبة عنهم، فاللهم اِحرم من حرمهم الفرح والطفولة والأمان والسكينة والرزق والشبع والارتواء والاستقرار والأمن والأمان والوطن وراحة البال واجعل لحظاته نارا يتذوقها ويشعر بها ويعيشها الدقيقة فيها بساعة واجعله اللهم مخلدا في نار عذابك وانتقم لهؤلاء فأنت خير من يُدعى به وهم خير من يُدعى لهم يا الله.
336
| 28 أكتوبر 2025
مع احترامنا لجميع الدول التي ساندت أهل غزة والحكومات التي كانت تدين وتندد دائماً بسياسات إسرائيل الوحشية والإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد شعب غزة إلا أن إسبانيا تعد الدولة الوحيدة التي واصلت تحديها لإسرائيل علانية وعلى كافة الأصعدة، بحيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها أولا قبل أن تعترف بدولة فلسطين ثانيا وتصدر قرارات وقف التعاون الاقتصادي معها ثالثا وتضيق الخناق على الراغبين من الإسرائيليين في القدوم لإسبانيا باتخاذ إجراءات خاصة للقدوم وفق شروط معينة، منها ألا يكون منهم من خدم عسكريا في الجيش الإسرائيلي وكان اسمه مرتبطا بجرائم ضد الشعب الفلسطيني، كما أن بنك ساباديل الذي يُعد رابع أكبر بنوك إسبانيا اتخذ مؤخرا إجراءات غير مسبوقة تجاه عملائه الإسرائيليين المقيمين في البلاد على خلفية المرسوم الملكي رقم 10/2025 المؤرخ في 23 سبتمبر الذي يتضمن مجموعة تدابير عاجلة تتعلق بالأوضاع في غزة ودعم الشعب الفلسطيني، ووفقا للتقرير بدأ البنك بإرسال إشعارات إلى أصحاب الشركات الإسرائيلية المسجلة في إسبانيا تطالبهم بتوقيع إقرارات تؤكد أنهم لا يتعاملون مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة سواء في مجالات الاستيراد أو التصدير أو تقديم الخدمات، كما ألزمهم بالحصول على توقيعات مماثلة من عملائهم الإسرائيليين، وأشار التقرير إلى أن البنك برر هذه الخطوة بكونها استجابة للمرسوم الملكي الإسباني الذي وسع الحظر المفروض على تصدير السلاح إلى إسرائيل ومنع الترويج أو استيراد أو تصدير أي بضائع أو خدمات مصدرها المستوطنات. وبحسب صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية فإن البنك أبلغ عملاءه الإسرائيليين بأنه لن يفرج عن أموالهم إلا بعد استكمال النماذج المطلوبة، محذرا من إعادة التحويلات إلى مرسليها خلال 8 أيام في حال عدم الامتثال ووفق الصحيفة يتضمن بنك ساباديل أصولا تبلغ قيمتها نحو 280 مليار دولار ويملك 1350 فرعا منها نحو 200 خارج إسبانيا ويشغل 18 ألفا و700 موظف إلا أن الإجراءات الجديدة تسببت بارتباك واسع بين الإسرائيليين إذ علّق البنك صرف أكثر من 10 آلاف يورو (نحو 11 ألفا و650 دولارا) لبعض الحسابات مما أدى إلى عجز أصحابها عن دفع الإيجارات أو شراء الاحتياجات الأساسية. وخلصت “كالكاليست” إلى أن هذا الوضع يعكس تدهور العلاقات الاقتصادية بين مدريد وإسرائيل وتزايد عزلتها بالأسواق الأوروبية، مشيرة إلى أن عشرات الإسرائيليين في إسبانيا يدرسون نقل حساباتهم إلى مصارف أخرى وسط مناخ مالي وصفته الصحيفة بأنه “عدائي ومشحون ضد إسرائيل عقب حرب غزة”. والمتتبع لمواقف إسبانيا يرى أن التظاهرات المؤيدة لغزة لا تزال تجوب شوارعها حتى اليوم معبرة عن أن الألم الفلسطيني لا يزال متواصلا وأن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة وأن المساعدات الإنسانية لا تزال متوقفة أمام المعابر التي تتحكم بها تل أبيب وأن مخازن الأونروا في الأردن ومصر تنتظر الإذن لفتحها وخروجها للقطاع قبيل قدوم فصل الشتاء الذي سوف يهل على أهل غزة الذين يسكنون في خيام بالية أو في العراء والطرقات أو تحت الأنقاض ووسط الركام وهو أمر لا تفكر إسرائيل به ولا يهمها، ولذا كانت إسبانيا من أولى الدول التي استنهضت أوروبا للضغط على تل أبيب بتنفيذ الاتفاق الذي وُقع في شرم الشيخ، والذي نص على تدفق المساعدات الإنسانية على أهل غزة ووقف برلمانها متحدثا باسم أهل غزة في جلساته اليومية مما أشعر إسرائيل بأن مدريد توسع الهوة التي بينهما إلى مزيد من التصعيد خصوصا بعد أن وصفت تل أبيب بأن الحكومة الإسبانية الحالية عار في تاريخ الحكومات التي توالت على البلاد، ومع هذا تقف إسبانيا اليوم موقف الثابت على الحق لا تتزحزح عن موقفها الذي بدأ منذ زيارة رئيس حكومتها لمعبر رفح منذ عامين ورؤية المأساة تتجلى أمامه بكل شفافية وحتى اليوم والضغط على مؤسسات الدولة في تحجيم المعاملات المالية والاقتصادية مع الإسرائيليين بسبب الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة فهل نقول لها Bien hecho España أو أحسنتِ يا إسبانيا؟.
408
| 27 أكتوبر 2025
تباشر قناة الجزيرة منذ أيام مضت أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعد توقيع الاتفاق في شرم الشيخ المصرية بحضور قادة دول قطر وتركيا ومصر كشف جوانب خفية من الكارثة الإنسانية التي جرت في غزة منذ السابع من أكتوبر في عام 2023 في برنامجها الشهير (ما خفي أعظم). ومؤخرا كشف البرنامج عن شخصية قائد حماس الراحل يحيى السنوار رحمه الله وكيف كان يقود معاركه داخل القطاع بل إن البرنامج كشف لأول مرة كيف خططت حركة المقاومة الفلسطينية حماس لهجوم السابع من أكتوبر وتحديدا ماذا حدث في 5 أكتوبر 2023 قبل يومين من هجوم المقاومة الفلسطينية، مع عرض لقطات حصرية يظهر فيها محمد الضيف قائد أركان «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة حماس الذي اغتالته إسرائيل لاحقا داخل غرفة عمليات القيادة أثناء وضع اللمسات الأخيرة لهجوم 7 أكتوبر وهو متحدث لمن معه أثناء التحضير لهجوم 7 أكتوبر قائلاً بلهجته الفلسطينية الغزاوية: (نستطيع أن نغير مجرى التاريخ ويكون لنا السبق في الوقت الحالي ويوجه «الضيف» كلامه إلى بعض قيادات «القسام» في غرفة الإعداد لـ 7 أكتوبر 2023 قائلاً: ممكن نتقدم ويكون في نوع من المبادرة بحيث نستطيع أن نغير في مجرى التاريخ كله ليكون لنا السبق في هذه الفترة الزمنية. أنا هنا لا أشير لما فعلته حماس وكانت شرارة الغضب الأعمى الذي أصاب إسرائيل لتقوم بعملية إبادة شاملة وكاسحة للقطاع، وإنما أؤكد على مفهوم مقاومة المحتل وأن المقاومة حق مشروع لردع أي محتل يقوم على سياسة الرصاص والاعتقال والملاحقة والظلم وتوطين مستوطنيه على أراض فلسطينية تاريخية قبل أن يحل الإسرائيليون فيها ويلعب بهم خيالهم في صنع تاريخ وهوية لهم عليها وأن المقاومة كان يمكن أن تكون على أي أرض تتعرض لاحتلال سافر كما احتلت إسرائيل الأراضي العربية الفلسطينية منذ ما يزيد على 72 عاما وحتى الآن ترفض تل أبيب أن تكون هناك دولة لهؤلاء الفلسطينيين لذا كان من الطبيعي جدا أن تكون لأفعال إسرائيل النازية والعنصرية ضد أصحاب الأرض ردود فعل من المقاومين لهذا الاحتلال وهو ما تجاهله العالم في حقهم هذا وإنما استمروا في النظر إلى ما فعلته المقاومة في أنه تعد واضح على الأرض والمواطنين الإسرائيليين الأبرياء، وليس هذا هو ردة فعل طبيعية لما تفعله إسرائيل منذ عشرات السنين بحق أصحاب الأرض الفلسطينيين من تشريد وتوطين لممتلكاتهم الحقيقية واعتقالات لمئات السنين بحق الكثير من الفلسطينيين واعتقالات وقتل وملاحقات أمنية وطردهم من بيوتهم ومزارعهم وجرف لمئات البيوت الفلسطينية لإقامة مستوطنات إسرائيلية حتى على أراض سبق وتم إعلانها فلسطينية بالكامل كما تفعل إسرائيل اليوم في الضفة الغربية ومئات المجازر والجرائم اللا إنسانية التي ارتكبتها قواتها بحق الفلسطينيين، فأين هذا كله وأكثر من اعتراضات ورفض المجتمع الدولي له الذي أعطى لنفسه الحق في انتقاد فعل المقاومة الذي أتى كردة فعل لسنين من الظلم والتعدي على حقوق الفلسطينيين وتبرئة سياسة المحتل التي أدت لردة فعل مثل هذه؟! لذا لا أقول إلا هكذا اعتدنا منكم أن تباركوا للظالم فعلته وتنتقدوا شكوى المظلوم وألا تُجرموا الاحتلال لكنكم تعيبون على المقاومة ردعها للاحتلال الجائر على شعبها وأرضها!. رحم الله شهداء غزة كلها من رجالها وشبابها وأطفالها ورُضعها ونسائها وفتياتها والأجنة التي لم تُقطع حبال المشيمة من أرحام أمهاتها وسلام على غزة أرضا وشعبا.
462
| 26 أكتوبر 2025
سمو أميرنا المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: - نؤكد إدانتنا مواصلة إسرائيل خرق وقف إطلاق النار وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية ومساعي تهويد الحرم القدسي الشريف. - على المجتمع الدولي ضمان عدم إفلات مرتكبي الإبادة في غزة من المحاسبة. - نثمن مواقف التضامن الدولي العارمة مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين من أكثر من 130 دولة. - نتطلع أن يسهم الاعتراف بدولة فلسطين من أكثر من 130 دولة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ودعم حصولها على العضوية الكاملة لدى الأمم المتحدة دون تأخير أو تردد. بهذه العبارات القوية شمل خطاب سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى العديد من النواحي الاقتصادية والأسرية والتربوية والسياسية التي حفل بها الخطاب الهام الذي أدلى به سموه ولم ينس فيه ذكر فلسطين كقضية عربية وإسلامية، منوها سموه بما جرى في غزة من إبادة جماعية وخرق اتفاق إطلاق النار الذي تمارسه إسرائيل منذ بدء سريان الاتفاق في العاشر من أكتوبر الجاري عملت تل أبيب على وضع الكثير من الخطوط الصفراء في غزة لمنع سكان القطاع من تجاوزها وإلا تعرضوا لإطلاق نار مكثف عشوائي لا يشترط الأمر فيه من القادة العسكريين الإسرائيليين وإنما يحق لجنودهم إطلاق النار مباشرة على كل مواطن فلسطيني كان رجلا أم طفلا أو امرأة يتجاوز هذه الخطوط المرسومة بإحكام لفرض سيطرة القوات الإسرائيلية على القطاع واحتلاله وهو ما يُعد خرقا واضحا للاتفاق الذي كان منبثقا من خطة الرئيس الأمريكي ترامب ووافق عليها الجانبان حماس وإسرائيل قبل أن يتم التوقيع على الاتفاق في شرم الشيخ المصرية بحضور الوسطاء ممثلين في زعماء دول قطر وتركيا ومصر. واليوم يأتي سمو الأمير الشيخ تميم، حفظه الله، ليقول للعالم إن إسرائيل تخرق هذا الاتفاق بكل صلافة وتهاون وإن ما جرى في القطاع من إبادة جماعية إنسانية ارتكبتها إسرائيل لا يمكن تمريرها من تحت الطاولات الدولية التي يجب أن تسعى لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة كدولة مستقلة معترف بها من أكثر من 130 دولة أسهم العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في حث دول كبرى مثل أسبانيا وإيطاليا والنرويج وإيرلندا على الاعتراف بدولة فلسطين رغما عن أنف إسرائيل التي لم تخف استياءها من هذا الاعتراف، لكنها قالت على لسان رئيس حكومتها الإرهابي نتنياهو بأن كل هذه الاعترافات بفلسطين لا تمثل ضغطا عليها للموافقة على الدولة الفلسطينية أو إحياء عملية السلام، وهو أمر دعا سمو الشيخ تميم لمحاسبة إسرائيل عليه ووقف مساعيها لتهويد القدس الشريف وتوسيع الاستيطان العشوائي في الضفة الغربية بالشكل الذي نراه اليوم وأتى في وقت كانت تل أبيب تقوم بإبادة شعب بأكمله ليحل مواطنوها على الأراضي الفلسطينية. ونحن من جانبنا نثمن لسمو الأمير حرصه الكامل على ذكر قضية فلسطين في خطاباته سواء التي تكون على النطاق المحلي أو على المنصات الدولية وهو أمر يُحسب لدولة قطر المستمرة في إعلان موقفها التضامني مع الشعب الفلسطيني وأن ينوه سمو الأمير بقضية العرب الأولى في افتتاح مجلس الشورى في دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين له فهو يدل على الحرص الشخصي لسموه بأن يُضمّن خطابه الذي ينتظره القطريون والمقيمون في بلاده جزءا كبيرا منه ليقول لإسرائيل بأنها لم تحترم قرار وقف إطلاق النار وإن ما ارتكبته من مجازر وجرائم وإبادة جماعية في قطاع غزة لا يمكن تمريره بسهولة وأن يسقط من العقاب الواجب التعامل به أمام هذه الجرائم اللا إنسانية التي ترتكبها وارتكبتها إسرائيل بحق شعب مدني أعزل وبالصورة الوحشية التي رآها العالم على مدى سنتين كاملتين وهو موقف قطري أصيل لطالما مارسه سمو الأمير في المنصات التي يكون فيها ممثلا عن موقف قطري رسمي يحسب دائما له والحمد لله.
207
| 23 أكتوبر 2025
ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ تاريخ العاشر من أكتوبر الجاري في قطاع غزة وفقا لخطة ترامب والاتفاق الموقع بين إسرائيل وحماس؟! إذن لمَ يسقط العديد من الشهداء الفلسطينيين يوميا حتى الآن؟! ولم لا تزال إسرائيل تطلق غاراتها على جنوب القطاع وعلى رفح؟! ولم لا يزال عدد الشهداء يتزايد في الوقت الذي قلنا إن العدوان قد توقف وإن أهل غزة اليوم في مرحلة إحصاء لخسارتهم الجسيمة في الأرواح والممتلكات والتفكير ببداية جديدة تبدو هذه المرة أصعب من البدايات التي سبقتها؟! لمَ لا يزال العالم غير متنبه للخروقات الإسرائيلية للاتفاق وإن الشهداء الفلسطينيين يزداد عددهم مقابل انتظار العائلات الإسرائيلية لرفات بقية أسراهم؟! الأمر يبدو محيرا أمام نفي حماس أن تكون لها يد في مقتل ضابط وجندي إسرائيلي في رفح وتورط إسرائيل الواضح في تنفيذ بنود الاتفاق الذي نص على وقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية وبدء انسحاب قواتها من المناطق المأهولة في القطاع وعودة النازحين إلى شمال غزة وتنفيذ بند تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب فهل هناك من يفسر هذه الخروقات؟! ثم أين شاحنات المساعدات الإنسانية التي قيل إنها سوف تتدفق على القطاع منذ بدء يوم العاشر من أكتوبر الجاري إن لم تكن الغارات الإسرائيلية قد توقفت من الأساس ولا يزال الفلسطينيون يبحثون عن مأوى لهم من أن تحيلهم هذه الغارات إلى أشلاء في غمضة عين؟! فالأخبار لا تزال تتوالى عن هجمات إسرائيلية هنا وهناك وغارات وإطلاق النار على الفلسطينيين والمركز الحكومي في غزة يعلن عن سقوط المزيد من الشهداء في وقت بدأ الفلسطينيون يتنفسون الصعداء بعد إعلان نجاح الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في شرم الشيخ المصرية والتي أعلنت مصر بعدها أنها سوف تستضيف مؤتمرا كبيرا لإعادة تعمير غزة. فرحنا كثيرا لقرار وقف إطلاق النار في غزة وإن الاتفاق نص على تدفق المساعدات وحرية الحركة لأهل القطاع في النزوح من الشمال للجنوب وبالعكس بل وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة والتي على ما يبدو أنها لم تنسحب ولا تزال تمارس هوايتها في إراقة الدم الفلسطيني كما يظهر لنا كل يوم في إعلان رقم الشهداء منهم في القطاع. فنحن نريد لهذا الشعب أن يتوق للحياة مجددا وأن يطوي هذه الصفحة ولا ينساها وأن يظل ما جرى ماثلا لهم ولا يُكرر أو يعيد نفسه بكل القساوة والمرارة والوحشية والحرمان والفقد الذي امتلأت جوانبهم وقلوبهم من كل هذا وفي زيادة لا نقصان لذا فإن على واشنطن التي رعت هذا الاتفاق وكانت صاحبة الفكرة والبنود فيه أن تسعى لتأكيده واقعا يشعر به الفلسطينيون كما يشعر به الإسرائيليون الذين يستقبلون رفات أسراهم وجثامينهم تباعا بينما في المقابل نرى جثامين الشهداء الفلسطينيين تتكدس أمام المستشفيات والمنظومات الصحية المنهارة في القطاع حتى مع إعلان سريان الاتفاق فوالله إن شعب غزة قد أنهكه التعب وأي تعب؟! وأضناه الحرمان وأي حرمان؟! فيا أيها العالم الساكت الناظر بصمت قل شيئا وإلا فإن سكوتك يغني عن ألف كلمة تصف جبنك وتراخيك للأسف!.
399
| 21 أكتوبر 2025
تعلمون بأنني أتصفح بشكل يومي موقع صحيفة الشرق بل وأستمتع وأنا أتصفحه لتنوعه واهتمامه بأدق الأمور وأصغرها، وهذا أمر لم أخفه في مقالات كثيرة سابقة لي، ولذا لاحظت في الأيام الأخيرة وتحديدا في الفترة القصيرة التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والبدء بتنفيذ مراحله وفق خطة ترامب المعلنة أن الموقع يركز على سرد قصص لناجين من غزة يسردون قصص القصف والغارات ومن استشهد فيها من عائلاتهم ومن نجا والحوادث التي تعرضوا لها بعد القصف وكيف زحفوا للمستشفيات لتلقي العلاج وكيف وجدوا تلك المستشفيات في حالة يرثى لها بحيث كان الجرحى يفترشون الأرض في انتظار من يسعفهم، ووجدت أننا بحاجة لسنوات لنظل على هذا النهج الذي اختارت الشرق أن تبدأه وهو أن مأساة غزة لا يجب أن تُمحى أو تسقط من الذاكرة العربية بالتقادم، لأن ما مر فيها من جرائم وإبادة وأشجار عائلات فلسطينية اقتُلعت من الجذور لا يمكن أن تتوقف عند لحظة إعلان اتفاق بوقف العدوان وإن كان هذا القرار كبيرا فإن ما مر على هذا القطاع هو أمرّ وأكبر وأفظع مما قد نرويه لأجيال قادمة وأن يتم سرد الوقائع والأحداث من أفواه من بقي من هذه العائلات المكلومة التي لم تبق عائلة من غزة إلا وفقدت لها أحبة وأبناء وإخوة وعزوة وسندا وتحتاج لكثير من المواقع الإعلامية لأن تتذكر مآسيهم وقصصهم وأن تُنشر ليظل هذا العالم مشغولا بما يُنشر وألا يتوقف به الزمن للحظة وقف إطلاق النار وأن يطوي ما قبله من مآس وفظائع ومحرقة إبادة لشعب أعزل مدني محاصر جائع مقتول في مكانه دون أن يرفع سلاحا أو يطلق رصاصة، وأنا من منبري هذا أحيي موقع صحيفة الشرق الضليعة بالعمل الإعلامي في نشر الخبر ومصداقيته وعمقه وتأثيره في أن تكون أول جهة إعلامية تتصدر لأن تُبقي عامين من الحرب على غزة في الواجهة لنبش ما جرى فيهما من محرقة شعب أصبحت كل أمنيته اليوم كسرة خبز يابسة ليأكلها ثم ينام على ركام يمثل أكثر من سبعين مليون طن من الأنقاض وبنية تحتية مهدمة حتى آخر سنتيمتر فيها اليوم وتلاحق التاريخ الذي يمكن في أي لحظة ينوه بما جرى في غزة بفعل ماض مبني على الفتح وكفى الله أهل القطاع عودة ما كان!. اليوم يجب أن نتوقف لنشارك أهل غزة ما مروا به ونطبطب على من فقد عائلته وأبناءه وإخوته بعين الرحمة وإننا لن ننسى ألمك وسوف نذكر أنفسنا والعالم يوم بكينا لأشلاء أطفال متناثرة على الطريق أو أجساد رُضّع متقطعة الأوصال والأطراف وقد تحجرت مدامعهم قبل أن تنهمر لارتقاء أرواحهم وبحاجة أكبر لعدم إسقاط هذه المشاهد من ذاكرتنا التي لا يجب أن تكون ذاكرة سمك باهتة تنسى في أقل من خمس ثوان ما حصل وما كان، لأن ما جرى في هذا القطاع أدعى بأن يظل ماثلا في العقول وفي أوسع وأكبر أبواب الذاكرة لنا والتي يجب أن تحمل من هذه الأحداث الكثير لأنها لم تكن مأساة شعب غزة فقط وإنما مأساتنا كعرب ومسلمين أجمع يوم فقدنا القدرة على إيقاف العدوان الإسرائيلي ونحن أكثر من 22 دولة عربية ومن 57 دولة إسلامية تضمهم منظمة التعاون الإسلامي ويوم كنا نرى كل هذه المجازر ونطوي الصفحة ونشهد تلك الجرائم ونصد عن رؤيتها ثانية تحت دعوى أننا نتألم فكيف بأهل غزة الذين وقعوا تحت نيران العدوان وأمام فوهات المدافع وتحت مرأى الغارات وتناثرت جثثهم مكومة في مدارس الإيواء وفي الشوارع والمدارس والمستشفيات حتى لم يبق ناج إلا قال قد نجوت يوم قُتل ولدي وأبي وأمي وأخي وأختي وكل عائلتي؟! اذكروا غزة فإنها أمانة في رقبة الإعلام العربي الراهن.
606
| 20 أكتوبر 2025
(70 مليون طن من الركام والأنقاض وأكثر من 20,000 من القنابل التي لم تنفجر في قطاع غزة) ربما يكون خبرا عابرا لا يمكن أن يستوقفنا بعد انتهاء العدوان الدامي الإسرائيلي على غزة لأكثر من عامين من القتل والغارات والتشريد والتجويع والحصار والاعتقالات والتعدي على حرمة المستشفيات والمساجد ودور العبادة نتج عنه عشرات الآلاف من الشهداء وأكثر من مئة ألف من المصابين الذين لم يستطيعوا حتى الآن إكمال رحلات علاجهم التي لا يمكن لمستشفيات غزة أن تستوفيها بالشكل المطلوب. فهل انتهى الأمر عند الأسرى الإسرائيليين أم إن الأمر يتجاوز ذلك بآلاف المراحل التي ينتظر فيها شعب غزة أن يلتفت لها أحد خصوصا أن مئات الآلاف من العوائل أو ما تبقى منها لم يعد لديه أي مأوى يحتمي فيه من الصيف أو الشتاء أو تقلبات هذا الزمن الموجع؟ اليوم على جميع الدول العربية والإسلامية بل والعالم كله أن يفكر بتعمير القطاع وتسكين أكثر من مليون مواطن في غزة يرفضون رفضا باتا الخروج من القطاع وتركه لمن يمكنه أن يضمه لأراضي إسرائيل الفلسطينية الأرض والهوى والهوية وأن يفكر هذا العالم بأن الاتفاق الذي دار حول إعادة الأسرى وجثامين من قُتل منهم يجب أن يتوسع لما هو في صالح الأحياء من الفلسطينيين هناك والذين ينتظرون هم أيضا من يترفق بهم ويرأف بحالهم من خلال تعمير قطاعهم وإعادتهم شيئا فشيئا إلى الحياة التي يستحقونها وأن تسهم الدول في تسريع إدخال قوافل المساعدات الإنسانية المتكدسة على الجانبين المصري والإسرائيلي بعد سيطرة تل أبيب على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وهو أمر نص عليه الاتفاق الموقع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوجود الوسطاء من قطر وتركيا ومصر ورعاية أمريكية لهذا الاتفاق الذي بُني من خطة للرئيس الأمريكي عرضها وهدد إن رفضتها حماس بأمور قد تتفاقم في هذا القطاع الذي أصبح عبارة عن كومة أنقاض أعلن المكتب الحكومي في غزة أن هذا يمثل أكثر من سبعين طنا من الركام ناهيكم عن التهديدات المهولة التي يمكن أن تخلفها تفجير أكثر من عشرين ألفا من القنابل التي أسقطها الإسرائيليون ولم تنفجر على القطاع. فهل يمكن أن نرى اليوم أو غدا من يتحدث عن هذا الإعمار الذي تكفلت به قطر وحدها لعشرات السنين الماضية وعقب كل غارات إسرائيلية تخلف أطنانا من الركام والبيوت المهدمة ووحدها كانت قطر تقوم بالتعمير وإعادة الفرحة على وجوه قاطني المساكن المدمرة الذين يكونون شهودا على ما تفعله الدوحة وحدها في مثل هذه الظروف؟ لكن الأمر اليوم يختلف كليا عن أمر كانت تتصدره قطر وحدها لأن اليوم الأمر يستدعي أن يهب العالم بأسره إلى التعمير بغض النظر عن مستقبل هذا القطاع سياسيا في نزع سلاح حماس أو المقاومة أو لمن سوف يحكم القطاع لأن الأمر يبدو إنسانيا بحتا في جانب التعمير الذي يجب أن يطول هذا القطاع عاجلا غير آجل وأن تتدفق شاحنات المساعدات الإنسانية والدوائية ومن الوقود أيضا لهم إن كانوا يرون الاتفاق قائما على هذه الأمور لإنجاحه وإعادة جميع رفات الأسرى الإسرائيلية منذ تاريخ 7 أكتوبر لعام 2023 وتباشر حماس بكل جدية والتزام في إعادة رفات الإسرائيليين أملا للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق التي لم يعلن عن تفاصيلها بعد. ولكن يبقى جانب تعمير القطاع وتسكين مئات الآلاف من الفلسطينيين في منازلهم وتجهيز مرافق الصحة والدواء من مستشفيات ومراكز صحية بأسرع وقت ممكن تماشيا مع تنفيذ بنود المرحلة الأولى من الاتفاق الذي التزمت بها حماس على ما يبدو ولكن من الجانب الإسرائيلي فلا يزال هناك شح في تدفق المساعدات الغذائية والدوائية ناهيكم عن أن هذا القطاع المدمر يحتاج مؤتمر مانحين من الدرجة الأولى لا تمانع فيه واشنطن وتل أبيب من إقامته لأجل غزة وحتما سوف تكون قطر أول من يمنح ولا يمنع ما هو في صالح أهل غزة كما هو فعلها دائما وأبدا.
387
| 19 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4302
| 05 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
2064
| 07 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1788
| 04 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1455
| 06 ديسمبر 2025
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...
1383
| 10 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1173
| 04 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...
921
| 09 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
669
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
645
| 04 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...
639
| 10 ديسمبر 2025
حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...
627
| 08 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
567
| 07 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل