رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عيون قطر الساهرة

المتتبع لحساب وزارة الداخلية القطرية على منصة X (تويتر) سابقا لا سيما من أهل قطر ومن يقيم فيها عليه أن يفخر بتلك العيون الساهرة التي تظل متيقظة بينما نحن ننعم بالنوم والهدوء في بيوتنا لا نفكر ولا لثانية أننا يمكن أن نُهدد في حياتنا أو في أولادنا أو في خروجنا وشوارعنا لأننا نعلم أن بعد حفظ الله فرجال الأمن في قطر يكفون ويزيدون ويوفون واجبهم ولذا وجب علينا أن نؤديهم حقهم في الشكر والثناء لأن ما بات حساب الداخلية يرصده من جهود لا تعرف الراحة لا وقتا للنوم والسكينة يجعلنا فعلا نخلص في الدعاء أن يجعل الله هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين. وأبرز ما يتضمنه حساب وزارة الداخلية ما ترصده أعين رجال وأجهزة الأمن من تسلسل عمليات السطو على البيوت وعمليات السرقة ناهيكم عما بات الحساب يظهره من تخطيط متقن وتسلسل مدروس في القبض على مروجي المخدرات والمتعاطين وتتبع تنقلاتهم خطوة بخطوة حتى لحظة القبض عليهم بصورة مباغتة تجعلهم يتساقطون مثل الجرذان في مصيدة محكمة الإغلاق بحمد الله وفضله أولا ثم بفضل فرق المكافحة التي باتت تنتشر حولنا دون أن نشعر وكل مهمتها هو أن يكون هذا المجتمع آمنا مطمئنا وألا يخشى المواطن والمقيم في أرضه على نفسه وماله وولده كما هو حال كثير من المجتمعات المنكوبة للأسف ممن فقد أهلها الأمن والراحة والاستقرار في أوطانهم فباتوا معرضين لفقد حياتهم وحياة أولادهم وبيوتهم وممتلكاتهم بشكل عام وحتى المجتمعات الغربية التي سن منها قوانين غريبة في تحذير أصحاب البقالات ومحلات المواد الاستهلاكية والغذائية بعدم التعرض للصوص ومن يقتحمون محالهم للسرقة خشية أن يتعرضوا للقتل والأذى ولعدم قدرة الشرطة على توفير الأمن للجميع فهل هذا هو دور الأمن المنوطين به رجاله للأسف ؟! ولذا ما نرصده ونراقبه من عمليات لمداهمة اللصوص المختبئين في أوكارهم السحيقة التي ظنوا أنهم بهذا يمكن أن يكونوا بعيدين عن أنظار الأمن مع ثقتهم بأن رب العالمين يرى ويسمع ولكن غلبهم الشيطان في تملك شهواتهم الدنيئة أو حتى تتبع نقاط الترويج لتجار المخدرات الذين جعلوا من أنفسهم سماسرة يروجون للسم الأبيض القاتل الذي يستهدف شبابنا ومقدرات هذا الوطن من شبابه وأبنائه ويجثمون على أنفاسهم الضيقة فيزيدونها اختناقا بتوفيق من الله حتى لنقول لقد نجانا الله على يد هؤلاء الأبطال بلادنا من شر كاد أن يفتك بنا لا سمح الله. ويأتي دور الآباء أيضا متصلا بما تقوم به أجهزة الدولة الأمنية في الحفاظ على أبنائها وتقويم سلوكهم وتحذيرهم من أخطار الرفقة السيئة التي يمكن تلقائيا أن تؤدي إلى طرق المخدرات والعياذ بالله وهو أمر أصبح ملموسا لكل من يرافق له الصحبة التي لا دين لها ولا ملة ولا أخلاق ولا تهذيب في التعامل والمعاملة ولا يمكن أيضا لقوى الأمن لدينا أن ينجح عملها ويصيب مسارها الهادف لأمن هذا المجتمع إلا بمسؤولية الآباء تجاه أبنائهم وصلاح تربيتهم ومراقبتهم في مراهقتهم فحين ينفلت العيار فلا فائدة ترجى بعد ذلك في تقويم النهج والبدء من جديد ولذا نحن من منابرنا الأدبية نحيي العيون الساهرة القطرية التي تؤدي ما هو أكثر من المأمول منها مما جعل دولتنا في أولى الدول التي تحظى بمعدل أمن عال جدا وظهر ذلك جليا في التحديات الكبرى مثل كأس العالم 2022 الذي وجد جميع من حضر من شعوب وجماهير العالم أن قطر يمكن أن ينام الشخص بها تحت العراء وحوله ممتلكاته الشخصية ويصحو صباحا ويجدها كما وضعها دون أن تمسها يد غريبة أو يسطو عليها أحد فاللهم اجعل بلادنا آمنة مطمئنة دائما وسائر بلاد المسلمين واجز رجال الأمن عنا خير الجزاء وكن معهم واحفظهم يا الله.

288

| 19 أغسطس 2025

وصية أنس التي لا تُنسى

لم أستطع أن أتمالك دموعي وأنا أتلقى خبر استشهاد مراسل قناة الجزيرة المناضل الشهيد أنس الشريف الذي كان قد استبق موته بعبارات ووصية يشرفني أن أضمنها مقالي اليوم في دور ضئيل لإيصال صوت الحق الذي لطالما كان أنس ينقله بحرقة عن مجازر وجرائم العدو الإسرائيلي بحق أطفال ورُضع واهل غزة التي تُباد منذ أكثر من 674 يوما تفنن الصهاينة في إبادة شعب غزة صغارا وكبارا، جوعا وقتلا وتنكيلا واعتقالا ومنعا وملاحقة وحصارا واستهدافا وشتى أنواع الجرائم التي تتجاوز الجرائم الإنسانية إلى أكبر وأفظع من هذا، والعرب والمسلمون لا يزالون عالقون في خيوط الهدنة ووقف إطلاق النار وتمكين المساعدات من الوصول لمستحقيها وليتها تصل أيضا رغم كل هذا لذا فأنا أكررها وأقول ويل لكل العرب وكل من كان بيده شيء ولم يفعله لهذا القطاع الذي لم يدمره السابع من أكتوبر 2023 كما يشاع بل فضح كل متواطئ وعميل وقادر على أن يخفف من ألم هذا الشعب الأعزل لكنه أصر على مواصلة دوره الخسيس في التآمر عليه دون شفقة منه ولا رحمة، وهذا ما كان الشهيد أنس يصر عليه في تغريداته التي لن تُمحى ووصيته التي لن تزول ولن أمنع نفسي من تضمينها دون تعقيب مني فهي تشرح كل شيء يحصل في القطاع من فظائع ومجازر. ولعل وصيته في أبنائه الصغار هي من تشق القلوب شقا ولكن اقرؤوها: إن وصلَتكم كلماتي هذه، فاعلموا أن إسرائيل قد نجحت في قتلي وإسكات صوتي. بداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهد وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، مذ فتحت عيني على الحياة في أزقّة وحارات مخيم جباليا للاجئين، وكان أملي أن يمد الله في عمري حتى أعود مع أهلي وأحبتي إلى بلدتنا الأصلية عسقلان المحتلة «المجدل» لكن مشيئة الله كانت أسبق، وحكمه نافذ. عشتُ الألم بكل تفاصيله، وذُقت الوجع والفقد مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، بلا تزوير أو تحريف، عسى أن يكون الله شاهدًا على من سكتوا ومن قبلوا بقتلنا، ومن حاصروا أنفاسنا ولم تُحرّك أشلاء أطفالنا ونسائنا في قلوبهم ساكنًا ولم يُوقِفوا المذبحة التي يتعرض لها شعبنا منذ أكثر من عام ونصف. أوصيكم بفلسطين، درة تاجِ المسلمين، ونبض قلبِ كلِّ حر في هذا العالم. أوصيكم بأهلها، وبأطفالها المظلومين الصغار، الذين لم يُمهلهم العُمر ليحلموا ويعيشوا في أمانٍ وسلام، فقد سُحِقَت أجسادهم الطاهرة بآلاف الأطنان من القنابل والصواريخ الإسرائيلية، فتمزقت، وتبعثرت أشلاؤهم على الجدران. أوصيكم ألا تُسكتكم القيود، ولا تُقعِدكم الحدود، وكونوا جسورًا نحو تحرير البلاد والعباد، حتى تشرق شمس الكرامة والحرية على بلادنا السليبة. أُوصيكم بأهلي خيرًا، أوصيكم بقُرّة عيني، ابنتي الحبيبة شام، التي لم تسعفني الأيام لأراها تكبر كما كنتُ أحلم. وأوصيكم بابني الغالي صلاح، الذي تمنيت أن أكون له عونًا ورفيق درب حتى يشتد عوده، فيحمل عني الهمّ، ويُكمل الرسالة. أوصيكم بوالدتي الحبيبة، التي ببركة دعائها وصلتُ لما وصلت إليه، وكانت دعواتها حصني، ونورها طريقي. أدعو الله أن يربط على قلبها، ويجزيها عني خير الجزاء. وأوصيكم كذلك برفيقة العمر، زوجتي الحبيبة أم صلاح بيان، التي فرّقتنا الحرب لأيامٍ وشهور طويلة، لكنها بقيت على العهد، ثابتة كجذع زيتونة لا ينحني، صابرة محتسبة، حملت الأمانة في غيابي بكل قوة وإيمان. أوصيكم أن تلتفوا حولهم، وأن تكونوا لهم سندًا بعد الله عز وجل. إن متُّ، فإنني أموت ثابتًا على المبدأ، وأُشهد الله أني راضٍ بقضائه، مؤمنٌ بلقائه، ومتيقّن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى. اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي. سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل. لا تنسوا غزة، ولا تنسوني من صالح دعائكم بالمغفرة والقبول».

204

| 12 أغسطس 2025

نحن كغثاء السيل

آخر الأخبار التي وردت حتى الآن، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف وقائد العدوان الفاشي والنازي على قطاع غزة منذ ما يزيد على عامين قد قبل اقتراح إيتمار بن غفير الذي ينافس نتنياهو تطرفا ووحشية الذي يُعرف بأنه الأشد كراهية للفلسطينيين والأكثر رغبة في تهجيرهم أو القضاء عليهم وإبادتهم، الداعي إلى منع الفلسطينيين من الصلاة والتعبد في المسجد الأقصى رغم تحذير اللجنة الأمنية والشاباك من ذلك، وإن منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يزيد الوضع سوءا ويمكن أن ينفجر إذا ما قامت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ هذه الخطوة. أنا هنا لست في وضع يحلل سياسة العدو الإسرائيلي المعروف بكرهه للفلسطينيين ومن يشد على أيديهم وكاره للشعوب العربية والإسلامية المتضامنة قلبا وقالبا مع أهل غزة وفلسطين عموما فسياسته مبنية على هذا الكره الواضح ونظرية المؤامرة الحقيقية التي يؤمن بها وهي في محلها تماما، لذا فالأمر لا يحتاج إلى تنشيط خلايا الذكاء الموجودة في أدمغتنا لنفسر لمَ تفعل إسرائيل كل هذا لكن – ويستوقفني حرف الاستدراك هذا دائما – أنا شخصيا بحاجة لاعتصار كل الحواس والدماغ والتفسيرات والتحليلات المحتملة والأسباب الممكنة التي تجعل من العرب والمسلمين ممن يؤمنون بالحق الفلسطيني في إقامة دولتهم المستقلة وحقوقهم المدنية التي يجب أن تكون لهم حالهم في هذا حال كل شعوب العالم ويؤمنون أكبر بأن ما يجري في غزة هو إبادة جماعية بكل المقاييس وأن المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى والقيمة الدينية الكبيرة التي تمثلها أرض فلسطين باعتبارها أرضا مقدسة كما وصفها كثير من الدعاة وعلماء وشيوخ الدين ومع هذا لا يتحدثون ولا يعبرون ولا يفعلون شيئا أي شيء ! فهنا لا يمكنني التسليم بكل هذا ولا جمع هذين النقيضين في رأسي وتقليبهما كيفما كان ثم تقديم تبرير واحد محتمل لتفسير هذا الانفصام العربي الموجود، ومع هذا أقول وأبرر لنفسي إن كانت كل هذه الدماء التي سالت ولا تزال تسيل من أجساد أطفال وشعب غزة وكل تلك المشاهد المهولة التي رأينا ونراها وعلقت في ذاكرتنا للأبد لم تحرك فيهم شيئا فهل قرار منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى يمكن أن يفعل بهم شيئا ؟! فماذا يعني أن تمنع تل أبيب الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى؟! فقد سكتوا في قتل الأجساد الصغيرة البريئة بصور وحشية لم يفعلها البرابرة في تاريخهم فهل سيتكلمون لهذا ؟! يا فتاة اعقليها ولا يسرح عقلك للبعيد !. نحن لسنا في آلية سن هذا القرار فإسرائيل لطالما منعت الفلسطينيين حتى من الاقتراب لباحات المسجد المبارك وحدثت اشتباكات وصدامات وقتل العديد منهم على حواجز الشرطة الإسرائيلية لكن إلى متى يا عرب هذه الفُرقة المؤلمة التي لم تستطع أكثر من 20 دولة عربية أن تحدد موقفا واحدا في الاعتراف بدولة فلسطين كما فعلت دول أوروبية ودول من أمريكا الجنوبية التي هددت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن هذا الاعتراف الأحادي لا يمكن أن تقبله تل أبيب ولا تعترف به بتاتا لكنه حتما يزعجها ؟! إلى متى سوف نظل مجرد جوقة من نؤدي دورا هامشيا ومملا على إيقاع سريع من الأحداث المتتالية والقاسية كما يحدث الآن في غزة ويحدث في سوريا منذ أكثر من عشر سنوات وفي اليمن وليبيا والآن السودان ونحن لا أرى لا أسمع ولا أتكلم ؟! هل هذه هي المكانة التي تليق بأمة محمد عليه الصلاة والسلام أو أننا كغثاء السيل تداعت علينا الأمم وقد نزع الله من صدور أعدائنا المهابة منا وقذف في قلوبنا الوهن والذل والخضوع ؟! ماذا تنتظرون بعد كل هذا وأكثر فإسرائيل لن تكتفي بفلسطين وحدها ومن أمن جانبها فإنما يأمن لقاتله فهل تنتظرون هذا اليوم ؟! حسبنا الله وكفى!.

294

| 11 أغسطس 2025

قوةٌ لا نملكها لا نُسأل عنها

هل نحن في زمن لا يعترف إلا بالقوة؟ إن كانت إجابتكم بـ (نعم) فإنني أتفهمكم جيدا وأتفهم ماذا تعني كلمة القوة اليوم في مفهوم القوى والدول والقدرات العسكرية والثقل السياسي التي تحاول كل دولة الضغط به لأجل مصالحها المختلفة وإن كانت الإجابة بـ (لا) فإنني هنا سأقف موقف التلميذ الخائب الذي يحارب أستاذه لإيصال المعلومة له وهو يقف أمامه بليدا ولسانه لا يكف عن السؤال لماذا وكيف وهل ولم ولا يترك أداة استفهام واحدة إلا ويصدم بها استاذه الذي يكاد يتميز غيظا ونفورا منه ومن أسئلته غير القابلة للإجابة عنها بشكل واف وكاف حقيقة! فإن كان هذا الزمن لا يعترف بالقوة لماذا لم تعترف إسرائيل بقوة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية حتى هذه اللحظة رغم كم الخسائر البشرية والمادية والحرب العسكرية غير المتكافئة في الحقيقة منذ أحداث السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم؟ ثم لماذا تتجاهل تل أبيب ثقل حماس الذي جعلها رغم مضي ما يقارب العامين أغرقت فيها إسرائيل الكثير من الأنفاق السرية وعطلتها ودمرت معظمها واكتشفت ما بداخلها من منظومات استخبارية خاصة بالمقاومة الفلسطينية لسرايا القدس والجهاد وحماس تزيد قوة واستمرارية بل ومجاراة في القوة وتفوقا بالتخطيط والتدبير وأسر المزيد من الجنود والضباط الإسرائيليين الذين يشاركون في العمليات العسكرية التي تقول حكومة نتنياهو ومجلس حربه الفاشل إنهم شاركوا في عمليات برية لتحرير أسراهم الذين تقتلهم القوات الإسرائيلية المتخبطة في حوادث فاضحة قوضت عائلات الأسرى والشعب الإسرائيلي عليهم أكثر فأكثر؟ ولم ينكر العالم إن القوة التي تتمركز عليها حماس أو غيرها هي من باب المقاومة التي تُشرّع في أوكرانيا اليوم لدحر الدب الروسي المحتل؟ فهل المقاومة في فلسطين المحتلة إجرام وإرهاب وفي أوكرانيا مقاومة مشروعة ودفاع مستميت؟ أنا هنا لا أحمل هذه الأسئلة ومثلها الكثير من الأسئلة التي تتدافع الآن لإسقاط نفسها على صفحة مقالي هذا لأحصل على جواب لها فإنني والله قد فقدت أملا في عرب لا يعترفون بمقاومة ضد الاحتلال من أجل الاعتراف بالمحتل من الأساس ولكني أريد فعلا أن أبحث عن الاعتراف بالقوة التي جعلت الولايات المتحدة مثلا تنصب نفسها قوة عظمى عالمية ومهيمنة على مداخل ومخارج كل أزمة تشم من تفجيرها وإشعالها مصالح لها أكبر من إخمادها فلا تجد تلك المصالح تزهر في عينيها ثانية وهذا الاعتراف أيضا أحاول أن أراه أيضا في قوة روسيا اليوم التي تقايض أوكرانيا في الانسحاب من أراضيها ووقف غاراتها بقائمة شروط تعلم موسكو إن كييف سوف تخضع لها رغم احتماء الأخيرة بأوروبا مجتمعة إلى جانب واشنطن الممتعضة من تباهي روسيا بقوتها التي لا تستطيع هي شخصيا إنكارها فهل هي القوة التي ترمي بثقلها في كل هذا أم إن الأمر مجرد حرب تصريحات وتغريدات؟ إذن هي القوة التي لم تستطع الدول العربية على كافة عواصمها وقدراتها العسكرية وصفقاتها الخيالية أن تكون قوية وتستند على قوة يمكنها أن تجابه غيرها أو تحصر نفسها ضمن زواياها الأربع فلا تجرؤ أي دولة على تجاوز المسار نحوها إلا بعد دراسة ودراية وهي أيضا القوة التي تجعلنا اليوم في صف ثان وربما ثالث من القوى العظمى التي حصرت نفسها في بعض الدول بينما ارتضينا أن نكون عالما ثالثا يراه هؤلاء متشبعا بالتخلف والرجعية ونحن خير أمة أُخرجت للناس فجعلنا من خيرنا وبالا علينا ومن تقييم العالم لنا مقياسا لنا لذا فإن القوة بريئة منا يوم كان الضعف يسكن فينا وحولنا فلا بارك الله في ضعف يعقبه حسرة وهوان مثل هذا ورب الكعبة.

360

| 06 أغسطس 2025

الخذلان من قتل غزة

- أكثر من 40 ألف طفل في قطاع غزة باتوا أيتاما لا عائل لهم حتى هذه اللحظة والعدد طبعا قابل للزيادة! - أكثر من 10,000 طفل ورضيع وجنين انتُزع من رحم أمه شهيدا قتلهم الاحتلال الإسرائيلي حتى هذه اللحظة والرقم قابل للزيادة! - عدد الأبرياء المدنيين الشهداء من شعب غزة يقارب 40,000 والعدد يزيد تحت القصف الوحشي والعشوائي وضرب المدفعيات والزوارق الحربية الإسرائيلية للقطاع برا وبحرا وجوا! - الجرحى الفلسطينيون يتجاوزون 60,000، ولم يعد هناك أي مستشفى في قطاع غزة قادر على استيعاب الأعداد المتزايدة والتي تتوالى كل نصف ساعة لها ولا يتلقون الإسعافات المطلوبة بينما شُلّت غرف العمليات تماما عن إجراء العمليات الجراحية العاجلة وبات كثير من المحتاجين لها يُستشهدون جراء هذا التأخير الذي يخرج عن قدرة الطواقم الطبية! - عدد الجرحى من شعب غزة والذين تم إجلاؤهم للعلاج لخارج القطاع لبعض الدول العربية لا يتجاوز نسبة 1% من عدد الجرحى الذين يحتاجون للإجلاء الفوري بحسب تصريح مدير الصحة للإعلام الحكومي في غزة! - نسبة ما أُلقي على قطاع غزة من المتفجرات والصواريخ العدوانية الإرهابية الإسرائيلية يتجاوز 3 قنابل نووية وهي أكبر من التي تم إلقاؤها على هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس عام 1945! كل هذا وأكثر يحدث ويتضخم ويتضاعف في قطاع يبلغ طوله 41 كم وعرضه من 6 إلى 12 كم وتبلغ مساحته الإجمالية 365 كم وله حدود مع باقي مساحة فلسطين بطول 51 كم وحدود مع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، فهل تتخيلون حجم العدوان النازي الذي تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى من العالم وبمساندة واضحة وصريحة من الولايات المتحدة التي تمد يدا تدعو فيها لمضاعفة إدخال المساعدات الإنسانية وتجنب قتل المدنيين وهي يد تبدو أقصر وأكثر شُحا من اليد الأخرى الممدودة بأريحية كبيرة لإفشال أي قرار دولي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة لمرتين لم تستحي واشنطن عبر مندوبها الدائم وهو يرفع يده لاستخدام حق النقض الذي يمكن للدول دائمة العضوية أن تستخدمه لوقف أي قرار لا يتلاءم مع مصالحها أو علاقاتها مع الطرف الآخر، وهذا ما حدث بالنسبة لإسرائيل التي سارعت فورا لتقديم الشكر على المساندة الأمريكية في استخدام (الفيتو) أمام قرار ترى إسرائيل أنه لا يمكن أن يتوافق مع منهجها الوحشي والمتعطش لإزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأطفال والأبرياء في غزة التي حولتها لمدينة أشباح يعاني أصحابها من الشتات والتهجير والحصار والتجويع والأمراض والأوبئة وانعدام الماء والغذاء والكهرباء والاتصال والدواء والوقود وفوق كل هذا تمارس سياسة الإبادة الجماعية بصورة همجية بربرية أمام عالم لا يمكن إلا أن يدعو لهدنة تارة وإلى وقف دائم لإطلاق النار تارة أخرى وفي الحالتين لا مستجيب لكل هذه الدعوات رغم قيام دول أوروبية كانت تعطي إسرائيل كامل حقها في الرد على هجمات 7 أكتوبر 2023 لكنها سرعان ما عادت للغة الإنسانية أمام المشاهد المؤلمة للأطفال والرضع والمدنيين الأبرياء الذين يخرجون أشلاء ومحترقين ومهشمين لا روح فيهم ولا أنفاس يمكن تلاحقها وطالبت إسرائيل بأن تتوقف فورا عن مجازرها التي ترتكبها بحق شعب مدني قتلت منه إسرائيل الأطفال والرجال والنساء وكبار السن والطواقم الطبية الفلسطينية والإعلاميين ومنتسبي المنظمات الدولية حتى تجاوز العدد الآلاف منهم، ومع ذلك يستمر هذا الكيان الإجرامي رغم اعترافه مؤخرا بخساراته الباهظة من الأرواح والإمكانات اللوجستية والعسكرية واقتصاده المنهار نسبيا وفقدان الأمان في مستوطنات فلسطين المحتلة من جانبه بسبب الهجوم الشرس للمقاومة الفلسطينية ولكنه الكيان الذي دخل فلسطين منذ 75 سنة على رؤوس الرماح والقتل فاتخذها سياسة له لم تطل اليوم غزة فقط ولكن في مدن ومخيمات الضفة الغربية كلها ونرى اليوم الشهداء في كل مكان فإن كان لكم يا عرب أن تتأسفوا فاعتذروا عن تهاونكم لأنه هو العدو الأول لأشقائنا الفلسطينيين اليوم قبل أن تطلق إسرائيل رصاصتها الأولى لصدورهم العارية لأن الخذلان يقتل فورا ولا مجال للتدارك لاحقا!.

234

| 05 أغسطس 2025

فلسطين قضية لا تموت

لأننا في وقت ما عادت فيه الأجيال الجديدة تعرف بقضية فلسطين وتجهل إسرائيل فإنني أحرص بين الفينة والأخرى على تعريف أبناء العائلة الصغار بهذه القضية التي تعد قضية العرب الأولى والتي لم تلق حلا منذ أكثر من 73 سنة وتحديدا منذ أن استوطن الإسرائيليون فلسطين واستعمروها وجعلوها وطنا لهم بعد أن عاشوا شتاتا في أوروبا حتى ضاقت بهم القارة العجوز، فبحثوا لهم عن بلد يجمعهم فيتخذونه وطنا ووقع اختيارهم على فلسطين الواقعة في قلب الأمة العربية، فاستوطنها اليهود بناء على وعد بلفور الذي جعل منها وطنا لهم، ومضت العقود ووضع الإسرائيليون فيها ثقلهم وشكك بعض العرب في أهمية تحرير فلسطين؛ لأنهم رأوا من إسرائيل جارة محتملة لهم وواقعا لا يمكن التملص منه ولذا فضلوا التقرب منها عوضا عن الاستمرار في محاولة حل القضية الفلسطينية. في اجتماع العائلة الاسبوعي لدينا وتجمع الأطفال كالعادة في غرفتي بعيدا عن الهوس بـ (الآيبادات والسوني) سألتهم سؤالا: من يعرف منكم إسرائيل؟ بعضهم نظر إلى الآخر مستغربا وجاهلا الإجابة بينما انبرى الآخرون والأكبر سنا ممن تم تلقينهم سابقا عن القضية يتسارعون ويتسابقون لطرح الإجابة بلغتهم العامية البسيطة: (إسرائيل هي اللي محتلة فلسطين) ! لأبدأ بعدها من الصفر في إفهام الصغار ماذا تعني لنا إسرائيل وما هي فلسطين وما قيمة القدس بأسلوب مبسط وعفوي ليفهم الجاهل ويتذكر الغافل منهم وأخبرتهم أن فلسطين بلد عربي مثل أي بلد تعرفونه ليعددوا لي أسماء الدول الخليجية والعربية التي يعرفونها وأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لا تزال تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وأن إسرائيل كيان لا دولة وإن تم الاعتراف بها كدولة، وأن العرب يرون أن قضية فلسطين هي قضيتهم الأولى التي لم تلق حلا حتى الآن لكني توقفت عن الشرح حتى هذه النقطة ولم أرد الاسترسال طويلا فأشرح لهم كيف أصاب بعض العرب الملل من هذه القضية وكيف شعروا بالسأم في كل مرة تنادي الجامعة العربية باجتماع طارئ لأجل فلسطين التي شعرت هي الأخرى بالتململ من دعواتها السقيمة تلك فتوقفت عنها لا سيما أن هذه الاجتماعات كان يحضرها ممثلون لبعض العرب وليس وزراء الخارجية فيها أو القادة ولا تخرج عن دائرة الشجب والاستنكار والإدانة التي لا تحل ولا تربط شيئا في القضية، وقد امتنعت من تشويه صورة بعض العرب في عيون هؤلاء الأطفال بالقول إن منهم من خذل الفلسطينيين بالتطبيع وإجهاض حق اللاجئين بالعودة وحق الفلسطينيين بالداخل بدولة وحدود مستقلة ووطن آمن لهم وأنه في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات الشهداء من أهل فلسطين كان بعض العرب يشارك إسرائيل حزنها على جرحاها وأن أي عملية استشهاد فلسطينية مشروعة كان هؤلاء يواسون الإسرائيليين في قتلاهم وينددون بالعنف وبالعمليات (الانتحارية) الفلسطينية، فلم أرد لهذه الأجيال الصغيرة أن تنشأ فاقدة الإيمان بموقف العرب من قضية نحاول توريثها لهم كما توارثناها نحن من آبائنا، ولم أشأ أن يباغتني أحد هؤلاء الصغار بسؤال يلجمني عن مبادرة العرب في التطبيع رغم أن القضية لم تحل ولم تُحرر فلسطين وما زالت العمليات العسكرية والغارات الهجومية متكررة على الفلسطينيين فكيف يطبع العرب وكل هذا الإجرام الإسرائيلي حاصل؟ حقيقة لم أرد أن أتلعثم في الحديث وأنا المفوهة في العائلة بالحديث المتأنق والكلام المنسق، ولكني أتوقع يوما أن أسقط في فخ هؤلاء الصغار ممن سوف يتعمقون يوما بقضية فلسطين ويتأكدون أنني قد كذبت في مواقف بعض العرب حين قصدت عمدا تجميلها.

246

| 04 أغسطس 2025

تركيا الجميلة غصبا

كنت قد عدت من سفرة طويلة استقر بي الرحال فيها قبل العودة إلى قطر في تركيا الجميلة طبيعة وأجواءً وتحديدا في مدينة طرابزون الساحرة بكل أشكالها وبالطبع شهدت أعدادا غفيرة من السائحين العرب والخليجيين هنا وكأن تركيا قد خلت منهم إلا في طرابزون من كثرتهم وتجوالهم هنا وهناك حتى إنني عذرت أهلها إن تضايقوا من تواجد مئات الآلاف من السياح في مدينتهم ولكن على العكس لم أجد هنا ما يمكنني أن أصدق ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد وقصص عن العنصرية التي تحدث للعرب من قبل أتراك عنصريين يكرهون أن يتواجد العرب بينهم فالجميع تراه في حاله كما يقولون لا دخل له بالآخر ومعاملتهم طيبة واستقبالهم لنا بشوش لا يشوبه أي منغصات سواء في الشارع أو المولات أو حتى عند التعامل المباشر في المحلات والمراكز التجارية وهي ميزة ألاحظها في كل مرة أسافر إلى طرابزون بالذات ولذا فلا يمكن التعميم والذي يكون لغة الجهلاء على جميع الشعب التركي الذي أتعامل مع شرائح كبيرة منه بشكل يومي حاليا وعلى مدار أكثر من شهر حتى الآن بحكم العمل والسياحة معا على أنه شعب عنصري يمكن أن يشبهه أي شعب في العالم فيه من الصالح والطالح معا وهو أمر طبيعي ووارد في كل شعوب الأرض ولذا فإنني أبحث عما يمكن أن يجعل من أهل البلد عنصريين إن لم أكن أنا أيضا أمتلك من الصفات التي تثير فيهم هذه العنصرية والكره لنا ؟! وكيف يمكنني كمواطنة خليجية وعربية أن أثبت حسن أخلاقي في كل بلد أزوره وأمثل العرب خير تمثيل ليكون صدى السمعة عن العرب جيدا وحسنا وهو أمر يجب أن يلتفت له العرب حين يسافرون وإلا فكما عممنا على تركيا بأسرها أنها ذات شعب عنصري وكاره للعرب فإن شعبهم يمكن أيضا أن يعمم أن العرب جميعا ذوو أخلاق سيئة وذلك من تصرفات البعض ممن لا يمثلون العرب فردا فردا وعليه إن حرص كل فرد منا على التعامل الطيب وتمثيل نفسه خير تمثيل فأعتقد بأنه يمكن أن يحسن الصورة بشكل ممتاز لأنني فعلا أواجه مواقف بصورة شبه يومية لخليجيين وعرب في المطاعم والمتنزهات الطبيعية يسيئون لأنفسهم ويسيئون لنا كخليجيين وعرب فالبارحة على سبيل المثال كنت أتناول غدائي مع والدتي في أحد المطاعم الشهيرة في طرابزون وصُدمنا بالأصوات العالية والإزعاج من إحدى العوائل الخليجية التي كانت قد أنهت وجبة الغداء ومع هذا سمحت لأبنائها بالتجول بشقاوة بين الطاولات وإزعاج كل نادل يقوم بخدمتهم أو خدمة الطاولات المليئة الأخرى بزبائن ناهيكم عن أصوات النساء العالية وكأن هذه العائلة الكبيرة تجلس في صالة بيتهم وليس في مطعم كبير له رواده من غيرهم وليس مملوكا لهم وحدهم وسط ضيق بدا جليا على أصحاب المطعم الذين ضاقوا ذرعا بهم خصوصا وإن بعض أكواب الشاي قد سقطت وأحدثت إزعاجا فوق إزعاجهم فلكم أن تتخيلوا الأجواء التي طغت على المكان وسط رحيل بعض العائلات التركية من المكان والتوجه لجانب آخر من المطعم بعيدا عن صخب هؤلاء الذين نستاء منهم أن يكونوا خليجيين وعربا منا وهم يفتقرون لأقل أنواع التهذيب فكيف نتوقع من الأتراك أنفسهم أن يغالبوا ضجرهم منا إن كان مثل هؤلاء لا يراعون أدب الحضور ويا غريب كن أديبا كما هي جملتنا الشهيرة لكل الوافدين في دولنا الخليجية والعربية ؟! فعرّفوا على أنفسكم بصورة لائقة لنتوقع من الآخرين أن يعاملونا بصورة طيبة ولنحرج العالم بأخلاقنا قبل أن ننتقد أخلاقهم ضدنا بالصراخ والانتقاد كما تظهر لنا المشاهد التي نراها فيعطي بعضنا الحق لأصحابها بينما يمنعه آخرون عنهم وصدقوني أن طيب الأخلاق إنما تمثل مكارم أخلاق العربي المسلم فإن التزمنا بها فإنما فعلنا ما فُطرنا وتربينا عليه بغض النظر عن حسن أو سوء أخلاق الآخرين أمامنا وهذا موقف ضمن الكثير من المواقف التي يظهر فيها الخليجيون والعرب بصورة سيئة في سفرهم وكلنا يعلم ذلك.

453

| 03 أغسطس 2025

مطار حمد مرآة قطر

فجر يوم أمس توجهت لمطار حمد الدولي لاستقبال صديقة لي قديمة بريطانية كانت قد جاءت آخر مرة إلى قطر منذ أكثر من سبع سنوات وتأخرت في الحضور طيلة هذه الأعوام لانشغالها في عملها بالإضافة إلى أزمة فيروس كورونا التي أصابت العالم بالشلل الكامل وتعرضت بريطانيا مثلها مثل عشرات الدول إلى الإغلاق الكامل وباتت أوروبا بأسرها مدن أشباح لشدة ما عصفت كورونا باقتصاد الدول وبأحوال الشعوب والحكومات على حد سواء وبالأمس أقبلت تلك الصديقة وكنت أنتظرها في مدخل بوابة استقبال القادمين فأطلقت صرختها الاعتيادية المعبرة عن فرحتها برؤيتي بتلقائية لسنا معتادين عليها نحن الخليجيين صراحة ومع هذا فقد غلب الشوق الاستحياء الذي بدا علي وما لبثنا ونحن نجر حقائبها حتى مواقف السيارات إلا وتلك الصديقة تنطلق في التعبير عن إعجابها بما لقيته منذ أن وطأت بقدمها أرض المطار وقالت إن كل شيء قد تغير تماما منذ آخر زيارة لها للدوحة فسألتها كيف ؟! فقالت أنت لا تتصورين مدى الترحيب والبشاشة التي رأيتها على وجوه المضيفات والموظفين والموظفات الذين يؤدون عملهم في (كاونترات الجوازات) وكيف يرحبون بالصغير والكبير على اختلاف جنسياتهم وهوياتهم ولغتهم ودياناتهم وكيف يؤدون خدمات الجمهور بسلاسة وابتسامة وتهذيب وترحيب ويقولون لكل قادم من المسافرين أهلا بك في قطر سواء كان مواطنا أو مقيما أو حتى زائرا مثلي وحين يختمون الجواز بختم الدخول لا ينسون أن يدعوا للجميع بالسلامة وبأوقات طيبة على أرض قطر. فالبشاشة التي رأيتها على وجوه كل من يعمل في المطار بدءا من العامل الذي يحمل الحقائب ونهاية بالضابط الذي تعلو كتفه رتبة عالية ويقف في استقبال القادمين بابتسامة ودودة لم أر مثلها في أي بلد زرته حتى في بلدي بريطانيا وأقسمت لي أن هذه المشاعر الصادقة التي لمسها جميع المسافرين وشعروا بها إنما يتلاءم بما هي حقيقة أهل قطر ومن يعيش عليها لا سيما وأن هؤلاء هم واجهة قطر للعالم وهم من سوف يستقبلون بالغد مئات الآلاف من الجمهور الذي سوف يشعر للوهلة الأولى أن هذا البلد بلد مضياف وشعبه شعب طيب ومن استطاع أن يعمل في أفضل مطار في العالم يجب أن يكون متوافقا أخلاقيا مع هذه المكانة التي لم يستطع مطار حمد أن يصلها إلا بجهود القائمين عليه من جهاز تنفيذي متمرس ومحترف ولا أخفيكم فقد وقفت أراقب نظرة السرور التي بدت على صديقتي بينما لم أخف نظرة الفخر بما وصلت له قطر حتى بات من يبتعد عنها فترة ثم يعود لها يشعر بأنه قد عاد إلى مكان جديد كليا وقد تغير عن آخر مرة أضعاف الأضعاف فأنتم لا تتصورون كيف عبرت هذه الصديقة البريطانية وهي في قمة الحماس لأنها لمست فعلا حرارة الترحيب التي أظهرها الجميع ممن يعملون في مطار حمد الدولي الذي تتضاعف جهوده في كل مرة وكل عام وبحجم المناسبات والمواسم التي يزخر بها المطار كمحطة أولى للقادم إلى قطر ولكم أن تتخيلوا أن على آلاف الموظفين ومنتسبي وزارة الداخلية الأكفاء فيه أن يظلوا على ابتساماتهم وهدوئهم ونشاطهم وسرعتهم في تخليص كافة معاملات الدخول إلى قطر والخروج منها طيلة الوقت لأنهم يعلمون بأنهم أول مرآة حقيقة يرى العالم من خلالها دولتنا وأخلاق شعبها وأنهم العين الحقيقية التي تستقبل آلاف المسافرين بابتسامة وتودعهم بذات الابتسامة فهنيئا لنا بكوادر عظيمة في مطار حمد وندعو الله أن يعينكم على كل هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقكم.. قواكم الله.

1842

| 31 يوليو 2025

الحذر ثم الحذر

أعجب حقيقة من الفيديوهات التي بتنا نراها في أغلب مواقع التواصل الاجتماعي حول فكرة أن يخضع العالم والترويج لفكرة (أحادية الجنس) بل وتنمية هذا الفكر في الأطفال منذ الصغر حتى وصل الحال في الدول الغربية إلى أن يتدخل عجائز وكبار في السن حفرت الأعوام في وجوههم خطوطها العميقة حتى بلغوا من العمر عتيا لأن يتدخلوا في شؤون آباء وأمهات فضلوا أن تلبس بناتهم الصغيرات فساتين باللون الوردي لأنهن ببساطة إناث وغالبا ما تميل الفتيات لهذا اللون الأنثوي الرقيق للتعبير عن ميولهن والتأكيد على جنسهن فيتدخلون ليعاتبوا هؤلاء الآباء على إلباس هؤلاء الصغيرات هذا اللون بحجة أن هذا يقتل فيهن الشخصية والرغبة لاحقا باختيار (الجنس) الذي يردنه إن كان ذكرا أم أنثى !! والجميل جدا أن هؤلاء الآباء يعبرون جيدا عن استيائهم من تدخل هؤلاء (المعتوهين) في حياة أبنائهم وشؤونهم الخاصة فلم وصل الحال إلى هذا الحد في العالم الذي يقول عن نفسه إنه عالم متحضر في الأخلاق ودراسة الفطرة وما يمكن أن يولد به الإنسان وما يمكن أن يموت عليه جينيا ووراثيا وفطرة ؟!. اليوم بت أخشى من هذا الفكر المنحل من أن يتغلغل بيننا دون أن نشعر خصوصا وسط الثورة غير المحدودة لعالم الإنترنت الذي أصبح العالم من خلالها عبارة عن قرية صغيرة يمكن أن يجتمع فيها مليارات البشر دون أن يفرقهم دين أو لغة أو جنسية أو هوية أو حتى (جنس معين) للأسف لا سيما بعد أن شاهدنا كيف ضجت المدارس الأمريكية على الأطفال الذين تغيبوا عما سُمي بيوم الفخر في الولايات المتحدة حيث احتفل الأمريكيون بهؤلاء المثليين وبعلمهم المستمد من ألوان قوس قزح الذي تشوه بعد أن ألحق به هؤلاء العار والقبح وما عداها حتى نجرؤ على التغزل بألوانه الربانية بسبب هؤلاء الذين يعاندون الفطرة والعلم والميول وما خُلق عليه الإنسان سواء كان ذكرا أم أنثى وكيف قام المعلمون بالاستهزاء ومعاقبة الطلاب والطالبات الذين تغيبوا عن الاحتفال في هذا اليوم المشين بسبب رغبة والديهم في الحفاظ على قيمهم الإنسانية وليس أقول الدينية لأن هناك من غير المسلمين من فضلوا أن يغيب أطفالهم عن المدارس في هذا اليوم لكي لا يتأثروا بهذه الجائحة الشاذة التي تميل بهم عن الفطرة السوية التي خُلقوا بها فكيف لنا أن نحمي مجتمعاتنا منها ونحن الذين قد دخلنا دوامة الإنترنت السريعة وما بات يشاهده الصغار أكبر من أن تلحقه عيون الكبار وأبعد عن مراقبتهم ليتداركوا الأمر ويحموا أطفالهم من التأثر بهذه الموجة الخارجة عن كل قيم الإنسانية والحرية التي يدعي هؤلاء امتلاكها بينما هي في الحقيقة عبودية وخضوع أغلبية لأهواء أقلية فضلت أن تخرج عن دائرة الفطرة السليمة ؟! لذا تأكدوا من أن تغرسوا مفاهيم الدين في أطفالكم منذ الصغر الذي قوامه على أن الذكر قد خُلق ذكرا لينشأ بعدها رجلا خشنا لا تبدو على ملامحه نعومة ولا على أفعاله ليونة تعيبه وتشكك من تربية والديه له وسوء خلق البيت الذي نشأ فيه وأن الأنثى قد خرجت من رحم والدتها أنثى يغلبها الحياء إذا غلب الحياء والرقة إذا ما تطلب فعلها هذا دون مبالغة في التظاهر بالخشونة وما يسمى بـ (الاسترجال) التي ابتُليت به بعض الإناث للأسف ومتى ما غُرست مفاهيم هذا الدين القويم في نفوس هؤلاء منذ الصغر قامت النشأة السوية بعدها سلسة طيبة وتصدت لكل إغواء وإغراء هذه الفئة الشاذة التي تريد هدما للقيم والفطرة والأخلاق والدين وإخراج مجتمع لا يُعرف فيه الذكر من الأنثى من شدة ما باتت الميوعة وادعاء الخشونة سائدة بلا تمييز فيختل النسل وتنهدم قواعد التربية وتهتز أساسيات المجتمع فلا تستصغروا ما قيل فإني لكم ناصحة أمينة.

372

| 30 يوليو 2025

اختلاف العروض وتشابه المعروض

لا أعتقد أننا بتنا بحاجة لافتتاح مجمعات تجارية جديدة و(مولات) تتغير فيها أسماء العروض ويتشابه المعروض فيما بينها، كما لا أعرف ما الذي يمكن أن نراه جديدا في أي مجمع جديد يختلف عما نراه في باقي المجمعات التجارية التي تشكو اليوم الرواج والتسويق والقوة الشرائية التي يمكن أن تجعلها تستمر أو تغطي نفقات الإيجار ورواتب العاملين في المحلات التي قد لا يزورها أحد في الشهر لربما لمرة واحدة فقط وأحيانا لا يدخلها أحد. فلم المبالغة بأعداد المجمعات التجارية أمام انخفاض القوة الشرائية في البلاد؟ وما الذي يمكن أن يختلف في كل مرة يُفتتح فيها مول جديد يختلف عن الآخر في الوقت الذي تشابهت فيه جميع المجمعات من حيث استقطاب البراندات المعروفة في الماكياج والموضة والثياب والحقائب وكل ما يتعلق بثياب الرجال والنساء معا ومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والعطور على اختلافها وأنواعها وماركاتها أو في تنويع محتوى المحلات ما بين بيع ملابس وأحذية وأثاث ومفروشات وإكسسوارات للكبار والصغار ومعطرات وديكور؟ والغريب أنه في مقابل كل هذا وخارج خطط إنشاء وافتتاح مجمعات جديدة هناك عدم تنوع في الشوارع التجارية المخصصة وسط المناطق والأحياء السكانية كما هو الحال في الشارع التجاري الخاص بمنطقة مدينة خليفة الشمالية ومدينة خليفة الجنوبية واللقطة وما حول هذه المناطق والذي تحول لمنطقة صناعية صغرى لا تنوع فيه سواء بالمطاعم أو المحلات المختلفة أسوة بباقي الشوارع التجارية مثل شارع آل شافي ومعيذر وأم الدوم وغيرها من الشوارع التجارية التي خصصت لتخدم أهالي مناطقها عموما وتقليل الضغط على المحلات الرئيسية في قلب الدوحة. فمعظم الشارع إما محلات كراجات تصليح أو بيع إطارات أو تزيين سيارات أو للأمور المتعلقة بكمبيوتر أو كهرباء السيارات أو للإضافات في محركات أو الهيكل الخارجي للسيارة أو لتظليل وتركيب مخفي لنوافذها وهلم جرا. ونادرا ما تجد مطعما محشورا بين محلات (المنطقة الصناعية) ولا يمكن أن تجد محلا آخر يتضمن غير ما ذكرت اللهم فيما ندر ولن تجده أيضا، فأين التوازن بين أن أفتح مجمعا تجاريا يشبه محتواه الكثير غيره مما هو منتشر لدينا وبين عدم التنوع في شارع تجاري من صفاته الأولى والمأمولة أن يتنوع محتواه من محلات وبضاعة؟. يجب أن نعترف بأن القوة الشرائية لدينا ضعيفة نوعا ما مقارنة بالمعروض وليس لأننا لا نهتم بالشراء كشعب من مواطنين ومقيمين ولكن تشابه المعروض يجعلنا نقبل على الأقرب لنا ومن اعتدنا الشراء منه بين الحين والآخر ويبدو صعبا علينا أن نتجه لشبيهه الآخر الذي قد يعاني هجرانا وخسارة أيضا تدعو صاحبه لإغلاقه وتحمل خسارته المترتبة لاحقا، وهو أمر بتنا حقيقة نعاني منه في تحمل التجار الصغار خسائر كارثية من افتتاح مشاريع لهم لا تؤتي أُكلها، وهذا قد يكون لسوء إدارة هذه المحلات والترويج لنفسها أو قلة خبرة في دراسة الجدوى لها وفي جميع الحالات هناك خسارة فادحة يتكبدها هؤلاء الذين قاموا بعمليات اقتراض كبيرة للديكور والإيجار وتوفير اليد العاملة والمواد واحتياجات العمل وفي النهاية كل هذا بات هباء منثورا كما نرى ورأينا أن كثيرا من هؤلاء اعتمد على ازدهار تجارته ومشروعه أثناء كأس العالم لاعتقاده بأن الأمور سوف تتحسن وفرصة لمن يريد أن يدخل غمار التجارة المحترفة، ومع هذا رأينا منهم الكثير ممن لم يستطع أن يصمد في هذه الحرب التنافسية ومن نقصت خبرته ومن فشل مشروعه حتى قبل أن يبدأ وباتت المحلات كما نقول بالعامية (تصفر) إشارة لخلوها إلا من الهواء الذي يتخلل بابها فيصدر صفيرا علامة على أن المكان لا أحد فيه. فمن عليه أن يتحمل تبعات كل هذا؟ وأعني مجمعات كثيرة وحركة شراء متذبذبة وضعيفة نوعا ما وخسارة أصحاب مشاريع شباب ومبتدئين وعدم تنوع في توزيع المحلات بمحتويات مختلفة للشوارع التجارية الداخلية للمناطق والأحياء. فأعتقد أنه يجب الالتفات لمثل كل هذه الأمور قبل أن نخرج بمجمع تجاري جديد يلحق بإخوته الكبار.

342

| 29 يوليو 2025

غزة التي شبعت جوعا

اعذروني ولكن مشاهد تجويع أهل غزة ينخر في الذمم العربية نخرا لا يؤثر للأسف في هزها بالصورة التي تجعلها تتحرك قدما ما عادت تجعلنا كشعوب عربية صمتت كثيرا عما يجري عن مأساة غزة التي تعيشها على مرأى من العالم الذي صمت منه كثيرون ومنهم عرب للأسف بينما لم يخجل كثيرون من الغرب والذين يقولون عن أنفسهم إنهم متمدنون ومتقدمون في مجال حقوق الإنسان أن يظهروا تعاطفهم للطرف الأقوى والظالم في هذه المأساة ويصرحوا بدعمهم الكامل لإسرائيل التي قالوا إن من حقها الدفاع تماما عن نفسها أمام إرهاب المقاومة الفلسطينية الذي تنتشر حركاته وخلاياه في هذا القطاع الملغم بكل من يكره إسرائيل لكن على الضفة الأخرى أدانت بعض الدول العربية والإسلامية ومنها قطر والكويت والعراق والجزائر ولبنان والأردن وإيران والسعودية وتونس هذا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف نساء وأطفال غزة الأبرياء بينما دعا (الأزهر) في مصر إلى وقف هذا الهجوم على الأبرياء في قطاع غزة ومع هذا تستمر تل أبيب في عدوانها السافر وهجومها العشوائي القاتل من وقوف دول عظمى غربية معها في ملاحقة ما أسمتهم خلايا الإرهاب في هذا القطاع، وللأسف فإن المشاهد التي تصلنا من غزة هو مشاهدة جثث الأطفال وذويهم والنساء الذين لم يمثلوا يوما تهديدا للكيان الإسرائيلي الغاصب ومع هذا يقف هذا العالم الذي يدعي تحضره وعدله موقف الذي يتجاهل كل تلك الدماء الفلسطينية التي تنزف بغزارة في الوقت الذي كان يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بعدوان إسرائيل دعا إلى وقف (العنف) فهل قتل الأطفال المتعمد عنفا؟! هل قتل كل هؤلاء النساء عنفا؟! أعجب والله من هذا العالم الذي لا نزال فيه كعرب نؤمن بشرعية المجتمع الدولي وإنصافه لقضايانا العالقة في مكاتبه ومتكدسة في ملفاته الضخمة في حين أن هذه المؤسسات الدولية والتي تُعنى بحل كل هذه القضايا تخضع لقوى عالمية لدول عظمى تجبرها على السير وراء ما تريده هي لا ما قامت عليه هذه المؤسسات التي لا نزال عربيا نهرع لها وندعو للتقيد بقراراتها التي لا تأتي لصالحنا كعرب للأسف فهل ما يجري في هذا القطاع اليوم وفي السنوات الماضية المؤلمة يستحق أن يحتار فيه أحد ليقرر من المذنب ومن البريء ومن الظالم ومن المظلوم ومن المعتدي ومن المعتدى عليه؟ اليوم تواصل غزة زف شهدائها الواحد تلو الآخر ومع هذا يخرج بعض الناطقين باسم الخارجيات الأوروبية ليعبروا عن تأييدهم الكامل لما تتخذه إسرائيل من إجراءات تأديبية ضد منتسبي حركات المقاومة الفلسطينية وكأن إسرائيل فعلا تقتل هذه الشخصيات التابعة لهذه الحركات وتتجنب قتل الأطفال والنساء رغم قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم واعتراض واشنطن على هذا القرار الذي وصفه ترامب بالقرار المتهور، ولكن هل يعقل أن يقف كل هذا العالم صامتا متبلدا يعطي للظالم أعذاره ويبرر له بينما الفلسطينيون ينتظرون انتفاضة من هذا العالم الذي أثبت أنه عميل مستتر وظاهر لهذا الكيان الغاصب ولا يرى نزف كل تلك الدماء وسماع تلك الصيحات المكلومة لطفل فقد أهله في غارة أو صيحات والد على ولده الصغير أو دموع تلك الفتيات على فقدان والدتهن فأخبروني أي عالم نعيشه اليوم وأي إيمان يجعلنا نثق بحكوماته ومؤسساته ومنظماته وخارجياته ومبعوثيه ومندوبيه؟ أي عالم هذا الذي يجعلنا نتحسر ونحوقل لدرجة أننا نعجز عن اختيار أشد العبارات إدانة لعلها تتوجع منها إسرائيل وتعتبرها إعلان حرب دون رصاص أو جيوش؟ ما الذي جعلنا نراجع عبارات الشجب فنختار ألطفها ومن كلمات الاستنكار أرقها وكأننا لا نريد إيذاء مشاعر إسرائيل بل إن هذا العالم دعا لوقف العنف وكأن ما يحصل اليوم في غزة يعد عنفا فقط؟ فحسبي الله ونعم الوكيل يوم تخلى هذا العالم عن نصرة غزة ولا حول ولا قوة إلا بالله يوم لا قوي ينصر أهل غزة سوى الله. اللهم عليك بالظالمين المتجبرين فلا تبق منهم أحدا واقتلهم فردا فردا.

306

| 28 يوليو 2025

جبرا لا كسرا

اليوم لا أود أن أشغلكم بمقال يخوض في بطون السياسة التي ترهق العقل وتشعل الرأس شيبا ولا بقضية بدأت تطفو على سطح مجتمعنا الذي يمكن أن يكون عرضة مثله مثل أي مجتمع لظواهر وتقاليع قد تظهر وتنتهي أو تنكشف وتبقى فتصبح عادة معتادة، ولكني اليوم سرحت بفكرة مقال جديدة يمكن أن تستغربوها لكني أؤكد لكم أنها بحاجة للتأمل قليلا ولذا عدوا سطوري اليوم فرصة للتأمل والتفكر وتخيل العواقب والأثر فيما بعد.. جاءني أحد الزملاء الموظفين معي في العمل وهو شخص له مكانته وسمعته الطيبة بين جميع الموظفين وتخصصه بالأمور اللوجستية للعاملين، وشكا لي معاملة إحدى الموظفات معنا تجاهه، فجرنا الحديث إلى ما يمكن أن تفعله الكلمة الطيبة بالفرد الذي يقصدك في حاجة وهو يتأمل بعد الله أن تقضيها له لوجه الله تعالى وتخفيفا على عاتقه الذي لربما أثقله هذا الهم وما يمكن للكلمة الطيبة أن تفعله حتى وإن عجز هذا الطرف عن إزاحة هذه المشكلة أو التخفيف منها ولكن تبقى الكلمة الحسنة وجبر الخواطر أمرا مهما غفل الكثيرون عن اتباعه كسياسة عمل، فقد يكفي أن تلقى كلمة تجبر خاطري دون أن تلقى مشكلتي حلا جذريا لها على أرض الواقع ولكني في النهاية وجدت شخصا زرع الله في وجهه الطيبة فإن ردني عن قضاء حاجتي فإنني لم ألق منه غير كلمة ترمم ذل السؤال وطلب الحاجة ولذا ما زلت أستحضر حديثا صحيحا للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) فكيف بعد هذا الجزاء الحسن يستصغر البعض أن يسعوا في جبر الخواطر وتنفيس الكربات وتيسير المعسرات وستر العورات فتجدهم وقد وضعوا العثرات وأقاموا الصعاب وخلقوا العراقيل وصعبوا الأمور لشعور مريض يتغلب نفوسهم أو الظهور بمظهر الشخصية صعبة المنال أو الوصول لها وكأن ما بيدهم لا يتعدى قدرات البشر ولكن للأسف قضاء الحاجات لا يختار عادة من ييسرها وإنما يعود ذلك لمن اقتنع وآمن أن جبر الخواطر وقضاء الحاجات لهو من الصدقات التي تدر على المسلم حسنات دون أن يعلم فماذا نقول لمن تحجر قلبه فينهر هذا ويذل ذاك ويرفض بهذا ويصعب الأمر على ذاك فيشيع ذكره السيئ بين الناس فلا يقترب منه غير المتملق والمنافق والمطبل ومن يعزز له سيئاته فيصورها له حسنات وأن سياسته هذه إنما هي السياسة المناسبة لهذه الفئة من البشر ويتناسون أن من يَرحم يُرحم في النهاية فكم شخصا منا سعى في قضاء حاجة شخص آخر ولم يفلح في مسعاه فكتب الله له أجر هذا السعي وتلك النية الطيبة في المسعى وكم شخصا سعى لنفس الغاية وأفلح فكسب دعوات تمطر عليه في حضوره وفي الغيب وذاع صيته وانتشر ذكره الطيب وقيل في حقه أعظم عبارة، أنا شخصيا أحرص على أن تقال في حقي في ظهر الغيب (هذه فلانة أو هذا فلان الله يذكره بالخير ورحم الله والديه) فما قيمة هذه العبارة الثقيلة معنى وأجرا فيما لو قالوا (بئس فلان فلا طاب ولا طابت سيرته) ؟! لذا كونوا ممن يجبر خاطر المساكين وممن يربتوا على رؤوس الأيتام والمحتاجين وعاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم ولا تستصغروا أحدا في جنسيته أو جنسه أو عمله أو شكله وإنما أقيموا ميزان الأخلاق لتصبح فاصلا بينكم وكونوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم شرائع ديننا الذي لم يقم على لون أو جنس أو أصل وفصل وإنما قام على تقوى الله والتواضع وتذكروا أن رفعة الإنسان لنفسه إنما في تذللـه للـه أولا ثم في تواضعه مع الآخرين، فاجعلنا اللهم من هؤلاء ونعوذ باللـه أن نكون من أولئك !.

339

| 27 يوليو 2025

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4302

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

2064

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1788

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1455

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
خيبة تتجاوز الحدود

لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب...

1383

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1173

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
القيادة الشابة VS أصحاب الخبرة والكفاءة

عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا...

921

| 09 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

669

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

645

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
هل نجحت قطر؟

في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل...

639

| 10 ديسمبر 2025

alsharq
أنصاف مثقفين!

حسناً.. الجاهل لا يخدع، ولا يلبس أثواب الحكمة،...

627

| 08 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

567

| 07 ديسمبر 2025

أخبار محلية