رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

القلـيــل مــن الـوفـــاء لا يضــر يــا هـــؤلاء !

دعوني أبدأ من النقطة التي ينتهي بها الحديث بين نخبة مغردي قطر عبر منصة التواصل الاجتماعي (تويتر)، واسأل: هل فعلا يمكننا أن نتعايش مع فيروس كورونا ونعتبره مثل أي نزلة باردة عارضة أو أنفلونزا موسمية يمكن أن أصاب بها وتنتقل إلى غيري وتمر بنا جميعا دون أي مضاعفات سيئة ونتعافى ونعود إلى حياتنا الطبيعة وتكون مجرد ذكرى تمر ولا تضر؟! وإن كان الحل هو أن نجعلها مجرد عدوى موسمية ترتفع مؤشراتها حينا وتنخفض حينا آخر، فكيف نفسر معدل الوفيات المتصاعد لدينا خصوصا مع زيادة العدوى بالمتحور (أوميكرون) الذي تبدو أعراضه بسيطة لكنه تسبب في المقابل بارتفاع معدل الوفيات لدينا بغض النظر إن كان أصحاب هذه الوفيات قد تلقوا اللقاح بجرعتيه الاثنتين أو مع الجرعة التنشيطية والتي اعتُبرت في قطر وفي العالم عموما مقياسا عاليا للوقاية ضد الإصابة أو الشعور بعوارض قوية للإصابة أم لم يتلقوا اللقاح من الأساس؟! لذا أريد في البداية أن يوضح لي أحد ماذا يقصد بالعودة للحياة الطبيعية والتعايش مع الفيروس مثل أي أنفلونزا عادية موسمية؟! فإن كان يقصد أن نرمي الكمامات ونلغي التباعد ونهمل الإجراءات الاحترازية التي تصر وزارة الصحة عبر توصياتها لمجلس الوزراء بالتقيد بها في قرارات المجلس التي تصدر كل يوم أربعاء فهذا بالطبع لا يمكن لأنهم إن كانوا يثقون بصحتهم وقدرتهم على التعاطي مع عواقب الإصابة وآثارها وتجاوزها بسلامة فهم لا يمكن أن يلتمسوا قدرة الذين حولهم ومن يتعايشون ويعيشون معهم على تجاوز عوارض الإصابة إذا ما انتقلت لهم وأصابتهم ولم يستطيعوا النجاة منهم وغدرت بهم مناعتهم فباتوا طريحي الفراش يتنفسون على أجهزة العناية المركزة، وإن لطف الله بهم تعدوها وكُتبت لهم حياة جديدة أو كانت هي الساعة التي فيها لله ما أعطى ولله ما أخذ فكانت ساعة وفاتهم ولا حول لهم في هذا ولا قوة، ولذا ليس علينا أن نبالغ في الدعوات للحياة الطبيعية التي أجهل حتى هذه اللحظة ماذا يعني بها هؤلاء إن كان قد بات لنا كل شيء مسموحا فعله وعمله دون حجر ولا حجز ولا بقاء في البيت أو تقنين السفر والسهر، وما بات قائما هو الالتزام بالكمامات وتحميل تطبيق احتراز الذي يفسر وضعك الصحي قبل دخول أي مكان، وهو إجراء وقائي لا أعتقد أنه يمثل هما أو ثقلا ولا عملا إضافيا لكل من يحمله على هاتفه الجوال ومن حق الدولة التي استنزفت أموالا طائلة وجهودا وإمكانيات واجهزة وكوادر طبية حُرمت من إجازاتها الدورية والسنوية لأجلنا واستدعيت طواقم طبية من أماكن إجازاتها لسد نواقص المراكز والمؤسسات الصحية لأجل تطويق دائرة انتشار الفيروس الذي قتل حتى الآن ما يقارب 5,000,000 مليون شخص على الكرة الأرضية ونأتي نحن لنغرد بكل بساطة "أعيدونا إلى حياتنا الطبيعية"، وكأن ما يقارب الـ 700 وفاة التي حدثت لدينا كانوا مجرد عبء في أرقام السكان ولم يكن العزاء في 700 بيت لدينا توفي لهم أحباب وإخوان وآباء وأمهات وأقارب كافيا لنشعر بأن هذا الفيروس لم يكن ولن يكون مجرد أنفلونزا موسمية بل هو داء لم يُكتشف له دواء يمكن أن يمنع تفشيه أو الحد من انتشاره وإن كانت اللقاحات معززة للمناعة وليس مانعة له. وقصة الحياة الطبيعية فهي تحمل وجوها كثيرة لتفسيرها، لأننا اليوم بالفعل نعيش حياة طبيعية جدا وإن كنت لا أرى من الكمامات عائقا لهذه الحياة لأن أكثرنا أساسا لا يلتزم بها لا في عرس ولا عزاء ولا عمل ويستهين بها كثيرا وتذكروا أنه إذا حالفكم الحظ في المرور من اختبار الإصابة فإن أقرب الناس لديكم قد يتعثر في تجاوزها، وعليه فإنني أعتبر دعواتكم هذه أنانية منكم وعدم حفظ الجميل لهذه الدولة التي لم تقم حظرا للتجول، ولم تمنع الخروج من المنازل حسب أوقات مقننة، كما فعلت كل دول الخليج والدول العربية والعالمية، بل وضعت سياسة وسارت عليها والالتزام هو جزء كبير من شكرها على كل مجهوداتها التي لا تزال تقدمها لنا وبالتالي القليل من الوفاء لا يضر يا هؤلاء!. @ebalsaad@gmail.com ebtesam777

7880

| 20 فبراير 2022

ارفـع رأســك أنـت قطـري محنـك

سبحان الله ! فكل الذين انتقدوا قطر منذ سنوات فيما وصفوه بتحليقها خارج السرب الخليجي والعربي عادوا اليوم ليلحقوا بسرب قطر ويؤكدوا أن سياسة الدوحة إنما هي نظرة للأبعد والأصلح لها ولمنطقتها وإقليمها على وجه العموم فعلى سبيل المثال لا الحصر كثيرا ما طالتنا الانتقادات الشديدة بسبب تعاوننا مع الجمهورية التركية الشقيقة التي تربطها بالدوحة أرضا وشعبا وحكومة وقيادة علاقات وطيدة وظن الأغلب أن هذا التعاون يمكن أن يخلخل المنظومة التي تشكل قطر إحدى ركائزها لطبيعتها الجغرافية وتاريخها المشترك مع دول المنطقة الواحدة اتجه الأغلب إلى مد أواصر التعاون مع تركيا التي تحولت من دولة تبحث عن مصالح وجودها ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي وإمكانية التحاقها بعضويته إلى دولة وجدت أن هناك ما يجمعها مع العرب والمسلمين نظرا لما يزخر تاريخها الإسلامي من حقب زمنية كان للخلافة العثمانية وجود وتأثير في المنطقة العربية ما بين شد وجذب في شمال إفريقيا وامتدادا للداخل حتى نشأة الجمهورية التركية بشقيها الآسيوي والأوروبي وعلى الشكل الذي بات معروفا اليوم في حدودها وتضاريسها. هذا الأمر ليس وحده من أثبت بأن نظرة القيادة القطرية إنما تتطلع لأبعد نقطة يمكن أن تحقق من خلالها تأثيرا على المستوى السياسي أولا وما يمكن أن يتحقق بعده من اتفاقيات عسكرية واقتصاية وتعزيز للعلاقات الثنائية ولكن استطاعت قطر أن تفتح لها آفاقا واسعة مع دول ما كان لأحد أن يتخيل أن تستطيع دولة خليجية أن تمد هذه الأواصر رغم الآراء الأولى بعدم جدواها لكن مر وقت وأثبتت الدوحة أن لها عينا ثاقبة للنظر إلى ما خلف الجدران العالية والأبواب المقفلة وهو أمر يحسب لها بلا شك لا سيما وأنها ساعدت على التعريف بنفسها كدولة محبة للسلام والصداقة مع الجميع مع إعطاء المواقف مسمياتها الواضحة من حيث سلامتها ووقوفها مع الحق وبجانب الطرف المظلوم بالإضافة لقيامها بمحاولات جادة تعقبها لتليين شدة هذه المواقف ومحاولة تقريب وجهات النظر ليجلس الجميع على طاولة الحوار تحت رعاية قطرية هادئة ومتزنة للوصول بعدها إلى ما جعلت قطر اليوم دولة سلام بامتياز ودولة مهادنات ووسيطة أثبتت نزاهتها وحيادها في كافة القضايا التي يتم اختيارها كطرف ثالث محايد يعمل بكل دبلوماسيته على الوصول للغة بعيدة عن التهديدات والصراعات والحروب الأهلية الداخلية أو حتى الخارجية وهذا كله عمق الإيمان بدولة قطر وضاعف الثقة بسياستها المتأنية التي تقوم على احتساب الخطوات من حيث الكيفية لا الكمية وأن الأمور لا تقوم على عشوائية يمكن أن تهتز معها أساسيات العلاقات الثنائية بل في كيفية ارتكاز كل خطوة على علاقات طويلة المدى وقوية التأثير وناضجة الفكر والسياسة التي سوف تقوم عليها بالإضافة إلى أن إنشاء الدوحة لهذا السرب الخاص في رسم علاقاتها الإقليمية والدولية والعالمية جعل منها قدوة لبعض الدول التي وصلت اليوم إلى النقطة التي كانت الدوحة قد وصلتها منذ أعوام وهو أمر يجعلنا كشعب نفتخر بأننا أوجدنا مسارات متفردة لسياسات تبدو معقدة على الورق والتخيل لكنها تبدو مع الحنكة والحكمة القطريتين أكثر سلاسة وهدوءا وقوة ومتانة ومضياً واستمراراً ولعل الاستمرارية هي ما تفسر كل ما سبقها لأنها ما كانت لتظل لولا كل ما سبقها وهو أمر يضاعف افتخارنا بقيادتنا الكريمة التي تقبلت الانتقادات التي كانت تتطاير من هنا وهناك في شرح اسلوبها وخطها السياسي والتي تحولت لاحقا إلى ثناء ومديح لم تكن الدوحة لتنتظره لولا أنها كانت القدوة والقائدة فيه حيث بدأت الخطوات لهذا من النقطة التي ابتدأتها قطر ثم جاء الآخرون فالحمدلله. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

8608

| 17 فبراير 2022

حـربٌ لا تمـس العــرب !

شخصيا لا أعرف كيف يفكر الرئيس الروسي (بوتين) وهو يراقب نظيره الأمريكي (بايدن)، وهو يطلق تصريحاته المتعلقة بحرب روسيا المحتملة ضد أوكرانيا، رغم أن الرئيس الروسي نفسه لم يصرح بأي شيء حول هذه الحرب التي لا تزال في مرحلة التقدم خطوة والتراجع خطوتين، والتي تخص بلاده وحدها من حيث ساعة الصفر أو الضربة المفاجئة أو قرار الحرب والهجوم من الأساس أو حتى الملاعبة السياسية والتلاعب بأعصاب الخصم، خصوصا وأن أوكرانيا قد أعلنت أن مهلة الاستجابة الروسية لأسئلتها المتعلقة بأسباب الحشد العسكري الروسي على حدودها قد انتهت أمس، ولم يصرح ناطق رسمي لموسكو بأي إجابة صريحة لهذه الأسئلة التي وجدتها كييف بأنها إعلان حرب شبه معلن بحيث صرح ناطقها بخفة: (أهلا بالروس في الجحيم)! في حين تسابق الاستخبارات الأمريكية الوقت في احتمال وقت الضربة الروسية بأنها ظهر غد الأربعاء، بحيث لن تقف واشنطن موقف المتفرج وستحاول إنشاء موقف أمريكي في هذه الأزمة التي وصلت لمراحل متقدمة من عدم ضبط النفس، بحيث صور العالم أن ما هو حاصل أشبه بمقدمة حرب عالمية ثالثة، خصوصا أن الطرف الروسي لا يبدو رحيما بخصمه مقارنة بالتطور العسكري والأسلحة الحديثة التي يمتلكها أسطول الجيش الروسي الذي تغلبه صناعة محلية متمكنة واحترافية جدا بالنظر إلى تاريخ الروس الاستخباراتي والحربي والخبرة التي يمتلكونها في الحرب النفسية والضربات المباغتة والتخطيط العسكري، وهو أمر تعرفه الولايات المتحدة الأمريكية التي تصنف روسيا بالعدو الذي لا يجب مصادقته ولكن يجب ملاطفته والحذر منه في أطول حرب باردة بين الطرفين كانت في أوجها حتى وصل ترامب لسدة حكم البيت الأبيض فقلص هيبة بلاده أمام الدب الروسي الذي ظل يراقب السياسة الأمريكية التي أدارها ترامب في تخبط أحيانا، ناهيكم عن بعض التصريحات التي لقيت تهكمات واضحة حتى من الداخل الأمريكي، وأعني من الكونجرس الذي واجه ترامب فيه أعداءه أكثر من أعدائه الذين في خارج بلاده، وظل في سجال وصد ورد معهم حتى اللحظة الأخيرة التي اقتنع بنتائج الانتخابات ووجد نفسه يطير مع زوجته في خروج هادئ من البيت الأبيض قبيل لحظات من حفل تنصيب خليفته (العدو الديمقراطي) جو بايدن الذي أعلن عن ولايته في حفل مهيب خالف ترامب العادات ولم يحضره كردة فعل رافضة لكل ما جرى. ولمن يجهل إرهاصات الخلاف الروسي الأوكراني فهو يعود تحديدا لعام 2018 حينما توترت العلاقات الثنائية على خلفية رفض خفر السواحل الروسي عبور سفن تابعة للبحرية الأوكرانية في مضيق (كيرتش) قبالة شبه جزيرة القرم بل واحتجزت السفن بحسب الرواية الأوكرانية، وقامت باصطدام احداها مما لحقت إصابات بستة جنود أوكرانيين، في حين تنظر روسيا للرواية من باب آخر إذ اعتبرت أن سفن أوكرانيا دخلت المياه الإقليمية الروسية بصفة غير قانونية، وذلك منذ ضم شبه جزيرة القرم لروسيا عام 2014 أصبحت موسكو المراقب الرسمي للمضيق الذي تحتاجه كييف لمرور سفنها إلى موانئها (ماريوبول وبيرديانسك) وعلى ذلك يتبادل الطرفان الاتهامات بسبب خرق القانون البحري الدولي بالإضافة إلى انتهاز موسكو فرصة انهيار الرئيس الأوكراني السابق (فيكتور يانوكوفيتش) للسيطرة على شبه الجزيرة الأوكرانية ثم ضمها بصورة رسمية أثارت غضب أوكرانيا. ومن هنا بدأت الملاسنات السياسية والتهديدات الملوحة بالضربات العسكرية حتى وصلنا لأن يكتفي بوتين بالنظرات وتستخف أوكرانيا بالاستعدادات وتتفنن واشنطن في التصريحات، ويبقى العرب محصورين في خانة المشاهدات وكفاهم شر حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل هذه المرة والحمدلله!. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

9045

| 15 فبراير 2022

مقــدمـة تختلــف عــن الخـاتمـة !

اليوم ونحن ننتظر الطلقة الأولى التي سوف تكون إعلاناً لحرب وصفها المراقبون بالحرب العالمية الثالثة بين أوكرانيا الدولة التي لطالما عُرفت بسلميتها وانزوائها عن الدخول في معارك لفظية وحتى عسكرية وبين روسيا البلد القوي الذي له ألف يد ويد في معظم القضايا، لا سيما قضايا التسلح النووي العالقة بين إيران من جهة وبين المجتمع الدولي وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى وقضية سوريا الممتدة منذ ما يقارب 8 سنوات والتي تمثل موسكو صمام أمان قوي لبقاء نظام بشار الأسد في سدة الحكم خصوصا وسط تباين واضح في المواقف لواشنطن التي لا يُعلم حتى الآن موقفها الحقيقي من نظام الأسد هل هي راضية عنه أم معارضة له؟ ولذا تبدو لعبة شد الحبل هي ما تستهوي واشنطن منذ تفجر الوضع في بلد عربي تقف روسيا عمودا أساسيا ينتصف المشهد فيمنع سقوط هذا الحكم الذي واجه بداية ثورة حقيقية في إسقاطه أسوة بما حدث في بعض الدول التي سبقته في مصر وتونس لكن انتهى الوضع لحرب خارجية وحرب شوارع وأحزاب وعصابات في الشوارع مما مهد لتنظيم داعش الإرهابي للتسلل بحرية لشرايين هذا البلد المتهاوي سياسيا واقتصاديا وإنسانيا فيما عدا العاصمة الرئيسية دمشق التي يتحصن بها بشار بمعاونة كل من إيران وروسيا. واليوم أنا لا أود الخوض في غمار هذه الحرب الموشكة أو التي توشك باعتبار أن فريقا أيضا من المحللين والمراقبين يرون أنها عبارة عن زوبعة في فنجان ولا يمكن أن تؤدي إلى أبعد أو أكبر من هذا. واسمحوا لي بعدها أن أعتذر عن هذه المقدمة الطويلة والمملة والإنشائية التي ربما أنها لا تليق بيوم تفترش الطرقات فيه باللون الأحمر ولا أعني بطبيعة الحال الدماء المسكوبة على مدار العام في منطقتنا العربية على وجه الخصوص ولكني أعني يوم (الفالنتاين) الذي يصادف تاريخه اليوم الرابع عشر من فبراير من كل عام، حيث يكون مخصصا لمن فاض قلبه بالعاطفة والحب وينتظر هذا اليوم ليعبر تعبيرا كاملا وصادقا عن هذا الوله للطرف الآخر الذي ينتظر عادة ما يمكن أن يُهدى له وما يمكن أن يقدمه هو الآخر لشريكه الذي قد يكون زوجا أو حبيبا ولن نختلف بمسميات تختلف عند الغرب باعتبارهم المبتدعين لهذا اليوم وكعادتنا لا نرث منهم إلا الرث السمين والغث منه !. (عيد الحب والرقة فقط لمن يستحقه) هذه هي العبارة التي يتداولها الجميع سنويا كلما اقترب هذا اليوم من روزنامة العرب المولعين بمعاني هذا اليوم ولذا من الطبيعي ما بتنا نراه من مشاهد هذا اليوم في واجهة المحلات وما يروج له مشاهيرنا الخليجيون والعرب على حد سواء في توجيه المتابعين لهدايا تليق بهذا اليوم الذي بات يأخذ صورة (الفشخرة) المبالغ بها إن اعتبرنا أنه يوم من ضمن أيام السنة واحتفل منا من يحتفل كل عام ولا يعترف بعدم مشروعية الاحتفال بهذا اليوم الذي لا يمكن أن نقبله كمسلمين وعرب وخليجيين يعرفون أن الاحتفال بهذه البدع إنما يودي بنا إلى الضلالة وكل ضلالة في النار كما وجهنا لهذا رسول هذه الأمة ونبيها وواضع سنته الكريمة فيها في حديثه المتفق عليه، وعليه لن أدعو دعوات جوفاء لمقاطعة هذا اليوم وعدم الاحتفال به بالصورة التي تهيننا كمسلمين وإنما لنتفكر جديا بكل بدعة نلحق بها دون وعي وكأننا مسلوبو الإرادة فيما يجب أن نعتمده كاحتفال يعطي أثره الطيب على أجيالنا ومجتمعنا لأننا محاسبون أمام الله أولا ثم أمام أنفسنا وأجيالنا في زرع نزعة فكرية تميز ما يمكن أن نزرعه كفكرة طيبة يمكن توريثها وبين بدعة مضلة نرفض تخصيبها فتصبح عادة متتالية في روزنامة سنواتنا التي تقودنا اليوم إلى ثورة في التكنولوجيا وجنون في التفكير البعيد كل البعد عما ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، وعليه يبقى هذا العيد لمن استحقه أما نحن فلا حق لنا في شرحه سوى ما قيل أعلاه وكفانا وإياكم ما جاء منه وفيه !. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

8826

| 14 فبراير 2022

إجابتـي على سؤال عبدالعـزيز محمـد!

موضوع مقالي اليوم ليس باختياري وتحديدا لم أكن لأختاره يوما لأن يكون مادة مقروءة في مقال يومي، لا سيما في بداية الاسبوع الذي يحب أن يقرأ الناس فيها ما يستأنسون به، ولكني كنت كعادتي أقلب حسابات تويتر فوجدت سؤالا طرحه عميد المذيعين القطريين صاحب الصوت الإذاعي المميز والشجي عبدالعزيز محمد الذي نفتخر به كشخصية إعلامية قطرية وعربية أثرت عبير إذاعة قطر طويلا، فكان صوته مدرسة لكل من يريد أن يخطو خطواته الأولى في مشروع الإذاعة ويثبت أقدامه فيها بالتعبير والصوت والبلاغة والقواعد والفصاحة وهي السمات المميزة التي عُرف بها (بو محمد) الذي يحاول اليوم أن يضع بصمته في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) من خلال تغريدات لها مغزاها الذي يتلقاها المتابع ومنها سؤال طرحه من خلال حسابه يوم الخميس ووجدت نفسي أجيبه جوابا لربما أثار اهتمامه فطلب مني التوسع في الإجابة من خلال مقال أفرد مساحة فيه لما كان جوابا لسؤاله الذي كان: (لو خُيّرتَ بين ثلاثين صديقا جديدا وثلاثين مليون ريال أيهما سوف تختار)؟! لأجيبه فورا: (سأختار ثلاثين مليونا بصراحة فقد جربت 20 صديقة ولم تنفع واحدة منهن والمال هذه الأيام يمكن أن يحقق لك سعادة حقيقية وأمانا أفضل من ثلاثين صديقا لا يساوون "بيزة")! ليعلق القدير عبدالعزيز محمد بأن الوجع في إجابتي يبدو أكبر من السؤال ويحتاج شرحا في مقال فوعدته فعلا بأن يكون هذا موضوع مقالي الذي سوف أرسله له حال نشره اليوم بإذن الله!. من عليه اليوم أن يثق في صديقه 100% ؟! نعم هناك من الحالات القليلة التي يمكن فعلا أن أسلم رقبتي لصديقة لي ولكنها تبدو صديقة واحدة طحنتنا الحياة معا وأخذنا دروسا معا وتقلبنا في مواقفها معا فبكينا معا ثم ضحكنا معا فبتُ أنا وباتت هي التوأم التي لم تنجبه والدتي لي ولا والدتها لها ولكني وجدت صعوبة في أن أجمع ثلاثين فتاة ثم أُدخلهن تحت خيمة الصديقة التي لا يمكن أن تسع إلا لواحدة أو اثنتين، ذلك أن ما تحتويه حروف الصديقة لا يمكن أن يجتمع في كل هؤلاء، فالصديقة صدوقة ولن أجد ثلاثين صديقة صادقة معي في القول والرأي والفعل والغمزات واللمزات والحركات وأمامي ومن وراء ظهري!. والصديقة رفقة فلن أقبل بصديقة تتخلف في الخطوة قدما ولا شبرا عن موضع قدمي! والصديقة صداقة روح لذا لن أسمح لأن أبعثر قوام روحي التي قد تكون ممتلئة بالحب أو الإحساس بالتعب أو الغدر أو الخذلان أو الانهيار أو البكاء الذي يصل إلى حد الولولة الداخلية لأكثر من صديقة تجعل من هذا القوام هلاميا ربما في مجالس صديقاتها الكرتونية أو مادة إعلامية نهمة لمن يحب أن يقتفي أثري ويريد لي كل هذا السوء فأين لي أن أجمع ثلاثين صديقة تحت هذه المسؤوليات التي لا تتعب صديقة واحدة عن حملها هي بمثابة التوأم التي لا تنوء بالحمل إن رميت رأسي على كتفها وشكوت لها بعد الله ما يؤلمني ويكاد يرهقني، بينما قد تجد هؤلاء الصديقات الثلاثين من تتهرب منهن من سماع الشكوى أو الانتظار حتى أفرغ زفرات التعب من صدري أو تتصدد بأعذار واهية أو تتهرب حتى عن مجالستي ما دام الأمر يبدو دراميا وليس فكاهيا، كما يود بعض أصدقاء السمر مرافقة الذي يغير مود الجلسة بحكايات ونكت وضحك، وهؤلاء لا يمكن بأي حال من الأحوال تسميتهم أصدقاء وإنما رفقة تطير مع أول عج في الهواء ينتزع مظاهر الفرح في نفسك فيخيم حزن عميق تود من ثلاثة أشخاص فقط من الثلاثين شخصا الذين كانوا بالأمس يشاركونك الضحك والغيبة والنميمة لحظة الصدق الوحيدة الهادئة التي تمر بها الآن فلا تجد غير ذرات الغبار التي خلفتها آثار أقدامهم المولية، وهم يغادرون مجلسك فبالله عليك يا أبا محمد كيف لي أن أختار ثلاثين نفرا من صنف هذا وتلك، ويمكنني بثلاثين مليونا أن أقدم سعادة حقيقية لأكثر من ثلاثين شخصا كانوا يحتاجون لصديقة واحدة مثلي أن تفرحهم بما تلزمها صداقتها الصادقة والصدوقة؟!.. خلنا في الملايين أحسن!. ebalsaad@gmail.com ebtesam777@

7457

| 13 فبراير 2022

دولٌ فـاشيــة تتغنـى بـالإنســانيــة !

أن يهاجر اللاجئون أياً كانت جنسياتهم أو دياناتهم أو أسبابهم التي عادة ما ترتبط بتواضع المعيشة وصعوبتها في بلادهم أو شُح فرص العمل أو بطالتهم أو لأسباب أخرى جوهرية مثل ظروف الحرب والشتات وعدم الاستقرار فإنهم في النهاية بشر اختاروا النجاة من الوضع الذي كانوا في عمقه وآثروا أن يفروا بأطفالهم وذويهم إلى بقع أخرى ينشدون فيها الراحة والأمان والعمل الكريم والمدخول الكافي والاستقرار الأسري لهم ولعوائلهم أو هذا ما يتصورونه في دول المهجر، لا سيما في ظل المتغيرات السياسية التي قلبت عروشا وشعوبا وجعلت ملوكها أذلة فغدا منهم ميتا على يد الشعب أو من العصبة التي كانت حوله تؤمّن حياته فإذا هي الرصاصة التي انطلقت من الخلف وسددت له رمية قاتلة، ومنهم من بات خلف القضبان ينتظر سلسلة محاكماته التي قد تطول أعواما وحُقبا حتى يموت في معقله ولذا ترى الكثير من العائلات إنما تبحث عن قوارب نجاة وسط كل هذه الفوضى الميدانية التي تقلب حياة الشعوب قبل أن يتسنى لمن يسمون أنفسهم منقذي البلاد والعباد الفرصة لاعتلاء سدة الحكم والسلطة وتغفل كل هذه العائلات الهاربة أن جحيم بلادهم قد يكون ألطف عليهم من جنة المهجر أو كما كانوا يتصورونها في مخيلتهم المرتبكة التي فكرت بالهروب قبل أن تضع لنفسها وقتا لتختار الوجهة ودراسة العواقب والآثار وما يمكن أن يتلطف به القدر تجاههم وما يمكن أن يكون العكس فالهروب هو وحده ما يشغل بال المهاجر حينها ولكن – وليتني لا أبارح حرف الاستدراك الملازم لي في كل مقال – ينصدمون بظروف تكون كضريبة مؤلمة وباهظة ومكلفة جدا جدا لهذا اللجوء فبينما يبتسم الحظ للبعض خصوصا من كان غير مرتبط بعائلة وأبناء في الحصول على فرص عمل وحياة كريمة ومدخول جيد وتكفل من الدولة اللاجئة له ببعض من احتياجاته الأساسية فإن وجها قبيحا آخر قد ينسف هذا الوجه الإنساني الذي تتغنى به بعض الدول الأوروبية في احتضانها لمئات الآلاف من اللاجئين العرب من سوريا وليبيا واليمن والعراق وغيرها من الدول المنكوبة داخليا ومن استطاع من شعوبها الفرار من طحن الحرب على أرضه بغية التمتع بالاستقرار في دول تُظهر شاشات التلفزة والإعلام تسامحها وإنسانيتها المبالغ بها تجاه مثل هؤلاء اللاجئين فالذي بدأ يظهر على الوجه في بعض هذه المجتمعات التي تفتح حدودها وأبوابها للفارين من أتون الحروب في دولهم هي انتزاعهم لأطفال اللاجئين غير البالغين ومنحهم إياهم لأسر مواطنيهم لتربيتهم وتبنيهم بحجج واهية تتعلق باتهام آباء وأمهات الأطفال الحقيقيين بأنهم يسيئون معاملة أطفالهم لفظيا أو باليد أو أنهم يجبرونهم على تربية لا تتناسب مع معايير الإنسانية العوجاء التي تؤمن بها هذه الدول التي لا تعترف بتربية المسلمين القائمة على تعاليم الإسلام فيختلقون أعذارا لاختطاف هؤلاء الأطفال من ذويهم الحقيقيين ومنح مواطنيهم هؤلاء الأطفال وكأنهم بضاعة انتُزعت من أصحابها عنوة ثم أعْطيت ملكيتها لأحد غيرهم. أذكر مرة جاءني زميل لي في العمل لجأ في فترة من الفترات لإحدى هذه الدول، فحدثني كيف كان يخشى على بناته اللاتي اقتربن من مرحلة المراهقة من أن تغويهن أضواء التحرر والحرية فيفقد سلطته كأب عليهن، فعمل على أن تُسوى أمور إقامته في قطر كي لا يجد نفسه يوما منزوع الأبوة دون بناته اللاتي كن من الممكن أن يصبحن اليوم تحت مسؤولية عائلات أجنبية نظرا لكمية (التحقيق) الذي كُن يواجهنه بصورة شبه يومية في المدرسة حول ظروف معيشتهن وهل يحسن الوالدان معاملتهن أو يتلفظان عليهن ألفاظا خارجة أو يضربوهن وما شابه وأن الشرطة كانت تزوره بين حين وآخر لقاء شكاوى من الجيران أن الأطفال لربما يتعرضون لسوء معاملة من الوالدين أو زيارات مفاجئة من ممثلي مؤسسات أُسرية للإشراف على وضع الأطفال وقال إن ذلك كله انتهى والحمد لله بمجرد إقامته في دولة قطر العربية المسلمة الآمنة له ولعائلته، ولذا يا أيها المهاجرون إلى المجهول ليس كل ورد جميل ذا رائحة عطرة، فالصبار رغم فائدته لا يُنتزع من الأرض بيدين عاريتين !. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

7461

| 09 فبراير 2022

الصحــة حيــاة وقــــــــرار

اليوم هو يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا! لا تسألوني كيف أشبه هذا بذاك ولكنه بالفعل يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا، بالتفاف الشعب كافة مع قيادته ورموزه ومؤسساته ووزاراته حول محور واحد وهو الرياضة، والقيام بشتى التمارين والأنشطة الرياضية المختلفة في هذا اليوم، الذي خصص له يوم الثلاثاء من الاسبوع الثاني لشهر فبراير من كل عام، واليوم والذي يصادف الثامن من شهر فبراير هو اليوم الرياضي للدولة الذي صدر بشأنه مرسوم أميري رقم 80 لسنة 2011، على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يومًا رياضيًا للدولة، حيث يتم تشجيع الجميع خلال هذا اليوم على المشاركة في أنشطة رياضية مع أفراد الأسرة والزملاء وجهات العمل التي تنظم هي الأخرى فعاليات متنوعة وأنشطة مختلفة تحمل توقيع مؤسستها وجهود موظفيها، ودعوة كافة فئات الشعب للمشاركة بها التي عادة ما تكون في أماكن مفتوحة؛ نظرا لاستيعاب الأعداد وأشكال الرياضات المختلفة، والتي تحتاج لمساحات مناسبة لممارستها، واليوم ونحن نبدأ هذا اليوم النشيط والذي تتعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وقطاعات العمل على اختلافها عن العمل حسب المرسوم الصادر فإن بعضنا للأسف يرى فيه عطلة لا تسير وفق ما خُصص لها، إذ يقضيها بعضنا في النوم لساعات متأخرة، بينما يرى غيرنا أنها الفرصة للالتقاء بالأصدقاء في المجالس ولعب الألعاب الإلكترونية والتجمعات في العنن والعزب وقضاء كل الوقت جلوسا دون حركة إلا من النشاط الذهني الذي يتطلب جهدا مضاعفا سلبيا في إرهاق التفكير والعقل، وهذا للأسف يمكن أن يقلده الكثير من الصغار والمراهقين الذين ينتهجون نفس النهج ويعتبرونه يوما مفتوحا للعب الآيبادات والألعاب القتالية على (بلاي ستيشن)، وهذا لا يخدم المفهوم الذي قام عليه اليوم الرياضي الذي خصص للحركة والقيام بأنشطة تحرك مجرى الدم في الجسم والحركة التي تعذي العقل والروح بالأكسجين ومعنى التجدد. وهناك جانب آخر أردت ان أفرد له مساحة في سوء استغلال هذا اليوم وهو زيادة الطلب على الوجبات الجاهزة من المطاعم والوجبات السريعة واصطفاف السيارات بخط طولي طويل لطلب هذه الوجبات الذي ينسف تماما معنى أن تكون الرياضة صحة وحركة وأسلوب حياة صحيا يوازن السعرات الحرارية اليومية، وما يمكن أن يتفهمه الناس من معنى أن ينتبهوا لما يأكلون وما يفعلون، وكيف يصلون بعد كل هذا لأوزان صحية تناسب أعمارهم وكتلتهم العضلية والبدنية والطولية، وسبحان الله فلا أدري هل هي مصادفة مؤسفة أم أنها باتت عادة سنوية في هذا اليوم بالذات أن تجد دراجات شركات توصيل الأطعمة والاحتياجات اليومية التي باتت مشهدا معتادا ويوميا في شوارع الدوحة وخارج الدوحة بكثرة وكثافة في هذا اليوم، ولا تكاد تفرغ من تسليم طلبيات الطعام هنا حتى تتجه إلى مناطق أخرى فكأن الأمر أشبه بخلية نحل لا تتوقف بل إن هذه الشركات تستعد بصورة جدية وحثيثة في هذا اليوم لعدم منح مندوبيها أي عطلة في هذا اليوم بل إن نظام (الشفتات) قد يكون ملغى في هذا اليوم، لسد الطلبات التي تغطي الدولة كافة، وهو أمر مضحك مبك في آن واحد في أننا حولنا اليوم الرياضي لأجسادنا إلى يوم رياضي لمعدتنا التي أظن أنها تتحرك جيدا لهضم واستيعاب كل هذا الطعام وقد تنوء بحمل أكثر هذه الأطعمة، باعتبارها بيت الداء الذي لا يتحمل ما هو فوق استطاعته، ونحن ما شاء الله على بعضنا فإنه يأكل الأخضر واليابس ولا يلقي بالا لمعدة صغيرة تنوء بصوت خافت ارحمني! وعموما شعار اليوم هو الرياضة حياة.. فأحيوها لا بارك الله في الكسل!. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

7165

| 08 فبراير 2022

مقــــالٌ قـد قـال كــل شــيء !

في مثل هذا الوقت يوم السبت الماضي كنت أكتب مقالاً يتحدث عن (ريان) الطفل المغربي الجميل ذي الخمس سنوات، وكنت أترقب حتى لحظة كتابة سطور ذاك المقال الخبر المفرح الذي سوف يبهج ملياري مسلم وربما مثلهم من أرجاء العالم تابعوا بكل شغف قصة سقوط الصغير في البئر الارتوازية العميقة في مدينة شفشاون المغربية وحتى لحظة انتشاله، وفعلا نُشر المقال بالأمس لكنه كان متأخراً بأكثر من عشر ساعات كان ريان فيها عبارة عن جثة مسجاة بلا حراك، حيث أعلن التلفزيون المغربي بعد أقل من دقائق معدودة من إعلان إخراجه من النفق عن وفاته فشق هذا الخبر لوحة سعادتنا التي لم تكد تكتمل وخيم الحزن على قلوبنا جميعا، وكأن هذا العالم الذي كان يترقب ويدعو بصلواته المختلفة على اختلاف دياناته وطوائفه قد توقف وصمت فجأة عن كل ابتهالاته التي صبها صباً لنجاة ريان الصغير الذي ظل يصارع الحياة لما يقارب خمسة أيام في ظلمة وبرودة وجوع وعطش وخوف ووحشة وتعب وإرهاق. ولكن كنا وحدنا نحن المسلمين من وقفنا بصبر ورضا وقلنا ما يرضي الله تعالى في احتساب المؤمن المفجوع الذي إذا أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون، لا سيما وأننا كنا نرقب والدي الطفل وهما ينتظران عند مدخل النفق في هدوء عجيب وكأنهما قد تلقيا الخبر باكراً عما تلقيناه نحن، وسلما أمرهما لله تعالى في صغيرهما الذي خرج من باطن الأرض وظلمتها لعنان السماء وفسحتها ولم يعد بالإمكان سوى انتظار جثة صغيرهما لتوارى التراب وتنتهي بهذا فصول أكبر ملحمة إنسانية عاشها المغاربة والعرب والمسلمون والعالم على مدار خمسة أيام، امتدت منذ عصر الثلاثاء الماضي وانتهت ليل يوم السبت الذي مضى، أثبتت بأن العالم لا ينتظر دعوات للاجتماع ولا أجندة أعمال ليناقشوها ولا بنودا لتتم المداولة فيها، ولكن العالم بحاجة لمن يوقظ الضمائر الحية فيه ببساطة وأن هذه الضمائر قادرة على أن توحد حدودها وشعوبها وحكوماتها ومصانع الأسلحة فيها وترسانتها العسكرية وجيوشها وتكون في بؤرة واحدة ضد أي ظلم نشاز يطرأ فيفسد أجواء هذه الكرة الأرضية وأن (ريان) الذي انعزل عن هذا العالم المخيف لخمسة أيام وخرج قبل أن يخبره أحد كيف وحد العالم من حيث اللغة والمشاعر والأمنيات والدعوات يمكن أن يخرج لنا ريان آخر في بلد ما ومكان ما وسوف يفعل ما فعله سلفه ولكن ماذا عنا نحن العرب الذين تعاطفنا بشكل غير مسبوق مع أزمة ريان الصغير رحمه الله ولكننا ما زلنا أمة متشرذمة يجمعها الطبل ويفرقها المزمار، ولم نفقه حكمة الله في كل ذلك الذي جعل العرب كلهم معلقين ومحبوسين في الحفرة التي علق فيها جسد ريان فقط، لأن روحه كانت حرة منطلقة في السماء الرحبة بينما كنا نحن المعتقلين والضائقين في حفرة ضيقة موحشة. وفور إعلان وفاة الصغير سريرياً غدا العرب كل شخص في شأنه وكأننا لم نكن في هذه الأيام القليلة جسداً واحداً كما قال النعمان بن بشير رضي الله عنه في حديثه الصحيح عن رسولنا الكريم أنه قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)، وسيكون ريان مجرد ذكرى مؤلمة عابرة ستطويها ملفات العرب المتخمة بآلاف من القضايا المؤلمة لأطفال العرب الذين لا يزالون في الظل ينتظرون من العرب أن يتعاطفوا ويفردوا خطب الجمعة ومنابر المساجد للتحدث عن قضاياهم قبل أن يكون مصيرهم مثل مصير ريان وفيهم أيضا من سبق الصغير ريان لكنه عاش ومات مهمشاً، فلماذا يا عرب لا تعطوا للطفولة العربية قليلاً من جهودكم وملفاتكم وأموالكم ووقتكم وجهدكم واجتماعاتكم، فربما لا يعود (ريان) آخر يعاني ويموت ولا (فواز) يُخطف ويُعذب ولا (دُرّة) يناضل للفرار من رصاص ينخل جسده ولا طفل رضيع مثل (أيلان) يهرب من جحيم نظامه فيبتلعه البحر ويرميه على ساحل أجنبي غريب ولا مئات الآلاف من أطفال العرب المهجرين والخائفين والجائعين والذين بلا وطن ولا أب أو أم ينتظرون عرباً جمعتهم حياة ريان وفرقهم موته. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

7454

| 07 فبراير 2022

مــن (ريـان) إلــى (فواز) مــع التحيـة !

دعوا عنكم خلافاتنا العربية العربية ولا تهتموا ! وبعدها ارموا بالمشاحنات العربية العربية جانبا ! ثم ألقوا بكل معاركنا العربية العربية في مكب التاريخ الحديث مؤقتا ! وكونوا اليوم مثل الذي يجتمع في وحدة عربية لم نعهدها ولم نحلم بها ولم نتوقعها إلا مع تناقل أخبار سقوط الطفل المغربي (ريان) ذي الخمس سنوات في بئر عميقة مهجورة في مدينته الصغيرة (شفشاون) الواقعة في شمال المغرب والتي تأسست سنة 1471 لإيواء مسلمي الأندلس بعد بدء استعمارها عصر يوم الثلاثاء الماضي ويتم حتى ساعة كتابة هذا المقال خمسة أيام كاملة وهو في بطن هذه البئر التي تمتد في عمق 32 مترا ولم تفلح الجهود المحلية والتي تشرف عليها السلطات المغربية بنفسها حتى الآن من انتشال هذا الطفل الذي استطاعت فرق الإنقاذ بمهارة أن تمده بأنابيب من الأكسجين يتم تجديدها بصورة متواصلة لمساعدة الصغير على التنفس وإمداده بقنان الحليب والماء ليتمكن من الانتصار في معركته المظلمة التي يخوضها بمفرده في غيابة جُب لم يستطع أي من المنقذين المتطوعين أن ينجح في مهمة النزول وانتشال (ريان) بالسلامة بعد أن تعرض أغلبهم للاختناق من ضيق مسار البئر التي تضيق في آخرها حيث يمكث الصغير ريان في ظلمته ووحشته وبرودته وحيدا. اليوم يلتف جميع العرب من مشرقه لمغربه ومن خليجه إلى محيطه خلف دعوات وابتهالات مستمرة لا تتوقف بأن تتكلل جهود المغرب الشقيق في انتشال صغيره وإنقاذه وأن تقر عينا والدته برؤيته قريبا بالنجاح الكبير وسط توقعات أكبر بأن الطفل يعاني من كسور متفرقة وجسم مرهق ومنهك لم يقوَ في إحدى المحاولات من إمساك قنينة الماء لشربها في تلك المشاهد المؤلمة التي تناقلتها اللقطات التي سجلتها الكاميرات الرقمية الدقيقة التي تم إنزالها بحذر لمعاينة حالة الطفل الصحية في مشهد أثار مشاعر العالم على اختلاف الدين والجنسية والهوية ولكن تبقى الإنسانية الخالية من كل تعقيدات الحياة هي ما جمعت هذا العالم على الشعور بما يمكن أن يشعر به هذا الطفل والثواني تمر عليه مثل قرون لا يعرف احتسابها بدقة ولكن يكفي ما يمكن فعلا أن يشعر بها حتى هذه اللحظة والتي قد تفاجئنا بعدها لا سمح الله بفجيعة لا نتمنى أن يعيشها ذوو هذا الطفل والعالم بأسره وأن يخرج سالما معافى بحول الله وقدرته وسط أخبار عاجلة بأنه لم يتبق سوى أقل من مترين ونصف المتر للوصول فعليا إلى مكان (ريان) حيث يجري الحفر يدويا بصورة أفقية بعد أن تعذر مواصلة الحفر عموديا خشية انهيار التربة بصورة مفاجئة لا سيما وأن التوقعات للأرصاد الجوية تسير نحو هطول الأمطار في أي وقت وهذا يمثل تهديدا حيا لكل هذه الجهود وحياة الصغير القابع في قلب الأرض وحيدا وجائعا وخائفا ومتعبا وربما يكون منازعا للحظاته الأخيرة في هذه الحياة لا سمح الله لكنه البطل الصغير الذي استطاع أن يجمع العالم والكرة الأرضية داخل هذه الحفرة بعد أن تعلق الجميع بها في أن تلفظ من هو بداخلها يعارك الموت ويبدو متشبثا بالحياة أكثر من أي وقت وقلوبنا العربية والإسلامية والعالمية تبتهل إلى الله بأن يسعد قلوبنا بخروجه حيا معافى بإذن الله في أقوى إشارة لما يعانيه الأطفال في هذا العالم من قسوة لا تتناسب مع سنهم الصغيرة ومثله فواز القطيفان الطفل السوري الذي بُثت لقطات حية له وهو يُعذب عاريا إلا من لبس داخلي رقيق من مختطفيه بصورة لا إنسانية لإجبار أهله على دفع دية خطفه وكأن (ريان) قد جعل أنظارنا تتجه إلى (فواز) وإلى ملايين مثل (ريان وفواز) يمثلون أطفال العرب الذين يعانون بصورة مؤلمة دون اهتمام من العالم الذي يدعي إنسانيته زيفا سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو فلسطين أو العراق أو كل منطقة منكوبة معيشيا وميدانيا تفتك بها الحروب والصراعات ولذا دعوا هذا المقال يكون من الماضي وأنتم تقرأونه وسط أخبار مبشرة حتى الآن بأن موعد إنقاذ (ريان) يبدو وشيكا في أي لحظة بحول الله وقوته ويبقى مليون ريان في انتظار الفرج !. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

7480

| 06 فبراير 2022

مقـال لــ (أشغـال) !

أحيانا بل أغلب الوقت حينما أستقل سيارتي وأخرج من البيت أو لأعود إليه يستوقفني سؤال جوهري يئست أن ألقى إجابة واضحة له رغم عدم واقعيته وغرابته وهذا سوف يتبين من معرفة الإجابة أولا وهو هل (أشغال) يسيرون في الشوارع بالسيارات أم أنهم يقضون مشاويرهم بهليكوبتر مثلا أو قوارب سياحية على الأغلب؟! لأن الإجابة إذا كانت (نعم) فإنها هنا أستميحكم عذرا على مقالي القصير جدا والذي جاء في أقل من عشرة أسطر وأستودعكم الله في مقال الغد بمشيئة الله !، لكن إذا فاجأني أحدكم بإجابة (لا) وإنهم مثلنا طبعا يقودون سياراتهم لتقضية أوقاتهم وحوائجهم فأنا من هنا يمكنني أن أخبركم بأن مقالي سوف يبدأ بعد هذه المقدمة الدرامية نوعا ما!. دعوني أقولها بالعامي ليتقبلها أهل قطر ومن يفهمها من الإخوان العرب أولا قبل أن أسترسل بلغة فصحى يفهمها الجميع (صادنا ارتجاع في المريء وقلبَة كبد ويمكن تغير في مكان الطحال غير تكسير السيارات وتغيير المزاج والنفسية) !، وبالعربية فنحن حاليا نعاني من علل جسدية وعلل مادية في ممتلكاتنا مثل السيارات ومداخل البيوت غير تغير حاد في المزاج وتقلبات نفسية بسبب أعمال الطرق التي انتفضت عن بكرة أبيها وفي توقيت واحد منذ ما يقرب العامين أو الثلاثة لا أذكر لدرجة أن هذه الأعمال لحقت بالأحياء السكنية والشوارع الضيقة بين المنازل ودخلت مناطق بأسرها داخل ما يشبه المتاهة بسبب التحويلات والإغلاقات والشوارع البديلة التي عادة ما تكون غير ممهدة أو مرصوفة بطريقة تحافظ على الأقل على سلامة المركبات ومن يقود أيضا أو حتى المارة ومن يسيرون على أقدامهم في هذه الشوارع التي تظل فترة وتتغير إلى أسوأ منها في فترات محددة من مهندسي هذه المشاريع التي بدأت تأخذ شكل (العشوائية) للأسف ليس في (الفرجان) فحسب وإنما في كافة مناطق وأحياء الدولة ولم يعد معروفا كيف تسير خطط (أشغال) في هذا المنحنى المتعرج الذي لا يبدو على خط مستقيم وواضح حتى بالنسبة لشاغلي الطرق والمتضررين فعلا من هذه الأعمال التي تأخذ مدة زمنية تفوق صبر وطاقة وصلاحية المركبات والسائقين أيضا والمصيبة أنه يمكن أن ينتهي مشروع ويتم استخدامه بشكله الجديد ثم يتفاجأ السائقون أنه أُعيدت أعمال الطرق فيه مرة أخرى وكأنك يا زيد ما غزيت!، فترى المثلثات التنبيهية والأنوار التحذيرية والإشارات التحويلية والأسهم التوجيهية تعود لمشهد الشارع أو المنطقة من جديد وهذا في نظري خيبة أمل كبيرة في التفكير بمسار العمل الذي يقوم عليه هذا الجزء في (أشغال) التي تقوم وظيفتها أساسا في تحسين طرق وواجهة البلد وتيسير حركة السير بسلاسة وبصورة تضمن أيضا قيادة آمنة للسائق ومرافقيه ومأمونة لسلامة المركبة من أي عطب أو حادث سير لا سمح الله فهل نجد حلولا جذرية لهذه المشاكل الدائمة التي تواجه عمل (أشغال) الذين نشكرهم على جهودهم وحرصهم المؤكد على تأمين مشاريع صرف صحي متطورة وطرق آمنة ولكن الأمر يتفاقم كثيرا فلا تكاد تدخل حياً سكنيا أو شارعا أو منطقة إلا وإشارات تنبيهية توجهك إلى طرق بديلة غير مثالية فرفقا بنا كسائقين ومرافقين ومارة ورفقا بمركباتنا التي تحتاج صيانة دائمة وبمداخل بيوتنا التي قد تتضرر مظلات السيارات الأمامية لها جراء الشاحنات العالية أو الأتربة التي تثيرها هذه الأعمال فتدخل إلى داخل كل بيت وبأصوات الحفارات التي تدك الأرض في ساعات مبكرة من الصباح وفينا المريض والشايب والعجوز والطفل ومن لديه أعذار تحتم عليه الراحة بل إن بعض المحلات الممتدة في الشوارع التجارية التي بدأت تنتشر للمناطق تضررت ماديا وأُغلق بعضها بسبب مشاريع أعمال الطرق الذي أوقفت أرزاقها حتى قبل أن تبدأ نشاطها التجاري ناهيكم عن مناطق مشلولة الحركة فيها مثل منطقة الأسواق القديمة والشعبية في قلب الدوحة ممن تنتظر حتى الآن انفراجا لا يبدو أنه سيأتي قريبا وإلا فلتعطنا (أشغال) إجابة سريعة وحلا أسرع وهذا الأفضل حقيقة!. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

6347

| 01 فبراير 2022

الـزيارة التي تحمل ألف معنى ومعنى !

لا تخبروني عن مساحة الدول ولا عن اتساعها ولا عن خطوط الطول والعرض لها ولا عن امتدادها ولا عن بسط أراضيها ولا فسحة سمائها، ولكن أخبروني ماذا أدت؟ وما هي إنجازاتها؟ وما تفعله في الداخل وما قدمته للخارج؟ وكيف تمسك عصا السياسة من المنتصف ثم تلوح بها؟ وكيف تحل مشاكلها بالرجوع لطاولة الحوار؟ وكيف تقيم إصلاحاتها الداخلية على أساس الشورى؟ وكيف تنشئ مجالسها الرسمية بمشاركة الشعب؟ وكيف يشارك هذا الشعب في صنع قراراتها التي تحافظ به على شكل المجتمع وقيمه ومبادئه والعادات التي تربى عليها منذ عصور الأجداد المؤسسين له؟ وكيف تسمو هذه الدول بعلاقاتها الطيبة مع جيرانها وإقليمها والعالم بأسره ثم تمد يد الصداقة لمن لم يدخل بعد دائرة تلك العلاقات الطيبة بمزيد من الحفاوة؟ وأيضا لا تخبروني عن لغة الدول التي تهدد وتتوعد وتزبد وترغي وتغضب وتتجه إلى لغة السلاح التي تكون سيدة المواقف في ميادين الحرب ولكن دعوني أخبركم عمن تهدأ ويتملكها الحلم ثم الصبر وتقاوم بكثير من التعقل والهدوء ثم تنتزع حقوقها دون إطلاق رصاصة واحدة في الهواء حتى وإن كانت ابتهاجا بنصرها، وعليه دعوني اليوم أتقدم بكل فخر لأقول إن دولة قطر هي من عنيتها بكل سطوري أعلاه وأنا فخورة أنني أكتب عن بلادي اليوم تماشيا مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد للولايات المتحدة الأمريكية ولقائه المزمع عقده اليوم مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارة تلقى مزيدا من الاهتمام العالمي، ذلك أن هذا اللقاء يمثل أولا المكانة التي تحظى بها قطر عند نظيرتها أمريكا التي تعي جيدا أن هذه المكانة لم تكن لتثبت دعائمها التاريخية من لا شيء ولكنها علاقات قوية مبنية على تبادل المصالح المشتركة وما يمكن أن يجعل الدوحة مركزا محوريا في المنطقة وهذه الزيارة إنما تثبت لكل من حاول تعكير صفو العلاقة بين الدوحة وواشنطن أن جهودهم إنما تنحى نحو هاوية لم يسقط فيها سواهم، لأن السياسة المتزنة التي انفردت بها قطر لم تكن إلا لتعلو بها مجددا في كل مرة يتوقع البعض أنها سوف تسقط أو تنجرف لمستوى أضغاث أحلامهم ولكن تسمو قطر كما لم يرتق غيرها نحو القمة، ذلك أن السياسة التي تمتاز بها لا تقوم على التهويش كالذي اعتاد البعض وإنما تيقنت أن إمساكها بتوازن خير من ترجيح طرف على آخر، ولذا فواشنطن تحترم في الدوحة احترامها لوعودها واتفاقياتها والدور الذي تقوم به كوسيط نزيه ومحايد في الخلافات التي تعرض الدوحة وساطتها الناجحة فيها أو طلب هذه الوساطة من الأطراف المؤمنة بحيادية الدوحة في رعايتها لسير المفاوضات وحتى الوصول إلى مرفا يأمن له الجميع فيرمون أثقالهم ومشاكلهم جانبا ويمضون حسب الخطة الموضوعة للإصلاح والحل بإذن الله. اليوم سوف نرى ذاك الترحيب بضيف الولايات المتحدة الكبير وتلك القامة القطرية البارزة المتمثلة في شخص سمو الأمير، حفظه الله، وهو يلتقي مع جو بايدن وعقب الانتهاء فعليا من الأزمة الأمريكية الأفغانية التي لعبت الدوحة دورا كبيرا في طي هذا الملف وإنهاء التواجد الأمريكي بعد قرابة 20 عاما في أفغانستان، بالإضافة إلى سهولة تسيير صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين وعمل الدوحة الدؤوب في إنهاء هذه الوساطة بالصورة التي تم الاتفاق على بنودها في الاجتماعات التي تكررت في الدوحة واتفق بموجبها الأفغان والأمريكان على تنفيذها بحسب مسؤولية كل طرف فيها، ولذا تأتي هذه الزيارة تقديرا بلا شك للجهود القطرية واستكمالا لما بدأه الشريكان الأمريكي والقطري في تعزيز علاقات بلديهما المميزة التي سوف تزداد مقارنة بما يجب أن تكون عليه في ظل تحديات منطقتنا الغارقة في أزمات لا تعد للأسف ومشاكل لا تحصى، لأننا موقنون بأن الولايات المتحدة الأمريكية عامل أساسي في حل هذه الأزمات والحل يتطلب العلاقة الطيبة لتصبح الأمور طيبة بإذن الله. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

6194

| 31 يناير 2022

الجبر لا الكسر !

اليوم لا أود أن اشغلكم بمقال يخوض في بطون السياسة التي ترهق العقل وتشعل الرأس شيبا ولا بقضية بدأت تطفو على سطح مجتمعنا الذي يمكن أن يكون عرضة مثله مثل أي مجتمع لظواهر وتقاليع قد تظهر وتنتهي أو تنكشف وتبقى فتصبح عادة معتادة ولكني اليوم سرحت بفكرة مقال جديدة يمكن أن تستغربوها لكني أؤكد لكم أنها بحاجة للتأمل قليلا ولذا عدوا سطوري اليوم فرصة للتأمل والتفكر وتخيل العواقب والأثر فيما بعد.. جاءني أحد الزملاء الموظفين معي في العمل وهو شخص له منصبه ومكانته وسمعته الطيبة بين جميع الموظفين وتخصصه بالأمور اللوجستية للعاملين وتناقشت معه حول معاملة إحدى الموظفات لدينا فجرنا الحديث إلى ما يمكن أن تفعله الكلمة الطيبة بالفرد الذي يقصدك في حاجة وهو يتأمل بعد الله أن تقضيها له لوجه الله تعالى وتخفيفا على عاتقه الذي لربما أثقله هذا الهم وكيف يمكن للكلمة الطيبة أن تفعله حتى وإن عجز هذا الطرف على إزاحة هذه المشكلة أو التخفيف منها ولكن تبقى الكلمة الحسنة وجبر الخواطر أمرا مهما غفل الكثيرون عن اتباعه كسياسة عمل فقد يكفي أن ألقى كلمة تجبر خاطري دون أن تلقى مشكلتي حلا جذريا لها على أرض الواقع ولكني في النهاية وجدت شخصا زرع الله في وجهه الطيبة فإن ردني عن قضاء حاجتي فإنني لم ألق منه غير كلمة ترمم ذل السؤال وطلب الحاجة ولذا لا زلت أستحضر حديثا صحيحا للرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (من نفّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) فكيف بعد هذا الجزاء الحسن يستصغر البعض أن يسعوا في جبر الخواطر وتنفيس الكربات وتيسير المعسرات وستر العورات فتجدهم وقد وضعوا العثرات وأقاموا الصعاب وخلقوا العراقيل وصعبوا الأمور لشعور مريض يتغلب نفوسهم أو الظهور بمظهر الشخصية صعبة المنال أو الوصول لها وكأن ما بيدهم لا يتعدى قدرات البشر ولكن للأسف قضاء الحاجات لا يختار عادة من ييسرها وإنما يعود ذلك لمن اقتنع وآمن أن جبر الخواطر وقضاء الحاجات لهو من الصدقات التي تدر على المسلم حسنات دون أن يعلم فماذا نقول لمن تحجر قلبه فينهر هذا ويذل ذاك ويرفض بهذا ويصعب الأمر على ذاك فيشيع ذكره السيئ بين الناس فلا يقترب منه غير المتملق والمنافق والمطبل ومن يعزز له سيئاته فيصورها له حسنات وأن سياسته هذه إنما هي السياسة المناسبة لهذه الفئة من البشر ويتناسون أن من يَرحم يُرحم في النهاية فكم شخصا منه سعى في قضاء حاجة شخص آخر ولم يفلح في مسعاه فكتب الله له أجر هذا السعي وتلك النية الطيبة في المسعى وكم شخصا سعى لنفس الغاية وأفلح فكسب دعوات تمطر عليه في حضوره وفي الغيب وذاع صيته وانتشر ذكره الطيب وقيل في حقه أعظم عبارة أنا شخصيا أحرص على أن تقال في حقي في ظهر الغيب (هذه فلانة أو هذا فلان الله يذكره بالخير ورحم الله والديه) فما قيمة هذه العبارة الثقيلة معنى وأجرا فيما لو قالوا (بئس فلان فلا طاب ولا طابت سيرته) ؟! لذا كونوا ممن يجبر خاطر المساكين وممن يربتوا على رؤوس الأيتام والمحتاجين وعاملوا الناس كما تحبون أن يعاملوكم ولا تستصغروا أحدا في جنسيته أو جنسه أو عمله أو شكله وإنما أقيموا ميزان الأخلاق لتصبح فاصلا بينكم وكونوا خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتقيم شرائع ديننا الذي لم يقم على لون أو جنس أو أصل وفصل وإنما قام على تقوى الله والتواضع وتذكروا أن رفعة الإنسان لنفسه إنما في تذللـه للـه أولا ثم في تواضعه مع الآخرين، فاجعلنا اللهم من هؤلاء ونعوذ باللـه أن نكون من أولئك !. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

7972

| 27 يناير 2022

alsharq
وزارة التربية.. خارج السرب

هناك لحظات في تاريخ الدول لا تمرّ مرور...

5562

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

2454

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
برّ الوالدين.. عبادة العمر التي لا تسقط بالتقادم

يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...

1398

| 14 نوفمبر 2025

alsharq
وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من...

1335

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
عمان .. من الإمام المؤسس إلى السلطان| هيثم .. تاريخ مشرق وإنجازات خالدة

القادة العظام يبقون في أذهان شعوبهم عبر الأزمنة...

1122

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
وزيرة التربية والتعليم.. هذا ما نأمله

الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...

885

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
حديث مع طالب

كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية للبنين في...

876

| 20 نوفمبر 2025

alsharq
ارفع رأسك!

نعيش في عالم متناقض به أناس يعكسونه. وسأحكي...

801

| 18 نوفمبر 2025

alsharq
صبر المؤمن على أذى الخلق

في قلب الإيمان، ينشأ صبر عميق يواجه به...

783

| 21 نوفمبر 2025

alsharq
إستراتيجية توطين «صناعة البيتومين»

يُعد البيتومين (Bitumen) المكون الأساس في صناعة الأسفلت...

678

| 17 نوفمبر 2025

alsharq
حينما يُحذف الاستسلام من القواميس!

يعيش الإنسان حياته بين الأمل والقنوط، والقوة والضعف،...

630

| 14 نوفمبر 2025

alsharq
الترجمة والذكاء الاصطناعي

المترجم مسموح له استخدام الكثير من الوسائل المساعدة،...

612

| 17 نوفمبر 2025

أخبار محلية