رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بـلادنـــا بــلاد حقـوق وواجبـات

كم كان مفرحا بالنسبة لي وأنا أشهد يقظة العيون الساهرة في قطر وتنبه عيون الأمن وهي تستجيب بكل سرعة ومسؤولية لنداءات أبناء هذا الوطن، بعد انتشار مقطع مصور لأحدهم وهو يوجه إهانات صريحة وضربات موجعة لأحد الذين يعملون في إحدى شركات توصيل الطعام وحاجيات المنزل لدينا في الدوحة، وكم كان خبر القبض على هذا الشخص الذي ظن في جهل لربما أو لغرور تملكه أنه يمكن أن يمتهن كرامة شخص أو يستبيح دمه وضعفه لأنه أقوى منه جسدا أو لانتمائه لجنسية يرى أنه يتفوق عليه بها، وكأن هذا البلد لا يخضع لقانون الحقوق والواجبات سويا سواء لكافة المواطنين ومثلهم لكافة المقيمين الذين ينعمون هم أيضا بسلطة القانون والعدالة التي تتحقق للجميع، وعلى الجميع بغض النظر إن كان الفرد مواطنا أو كان مقيما وعلى اختلاف الدين والجنسية والمستوى الاجتماعي والعمل وما إلى مثل هذه المعايير الذي يظن مثل هذا المعتدي أنه يمكن أن تكون معايير يتفوق بها على غيره ونسي هذا الجاهل أنه في بلد لا تغلب أي لغة فيه على لغة القانون وأنه في عرف العالم هو كعبة المضيوم، لا يمكن أن يُظلم فيه أي شخص ما دامه يعيش على أرضه ويحتكم بقوانينه، ولا يخل بمعايير العيش فيه بما عليه من واجبات وما له من حقوق، ولذا فإن خبر القبض على هذا المتكبر الذي غلبته عنجهيته وأصابه غرور بقوته أن يستقوي على هذا الضعيف الذي لا نعلم ما كان بينهما، ولكن ما وصلنا من مقطع لا يمكن أن يعبر عن أخلاق أهل قطر سواء كانوا مواطنين أو مقيمين فإن هذا الخبر أسعدنا وساهمنا بكل ما نستطيع لنشره؛ لإثبات ان كل من تسول له نفسه في تغيير خارطة قطر الظاهرية في إحقاق معايير العدالة على الجميع سوف يقع تحت طائلة القانون بغض النظر عن جنسيته التي لربما تخفى وراءها بكبر لم يكن في محله، ولم يكن يوما من صفات المسلم فينا، وأن ما قامت به قوات الأمن لدينا تعيد الصورة الحقيقية لبلادنا في أن المظلوم لن يبقى مظلوما والمعتدى عليه لن يبقى معتدى عليه، ومن سُلب منه حقه لن يظل مسلوب الحق ما دام القانون الفعلي في قطر يخضع لمعيار العدالة الذي يعيد لكل صاحب حق حقه وعليه تظل مثل هذه المشاهد المنفرة والخارجة عن العرف القطري المعهود فردية ولا تعبر عن الوضع في قطر وحال الذين يعيشون عليه فنحن لا يعيش بيننا المتجبر الذي يظن نفسه فوق القانون وفوق المساءلة أو خارج دائرة الترقب والقبض عليه حين يخطئ أو تتجاوز حريته الممنوحة له خطوط طول وعرض حريات الآخرين، كما أن المشاهد يمكن فعلا أن تسيء لسمعة البلد الذي تروج لنفسه على أنه بلد الحريات لكل من يعيش على أرضها، خصوصا وأن قطر مقبلة على فعاليات ومناسبات عالمية سوف يكون العالم بأسره على كافة شعوبه التي تختلف عنا في الديانة والمذاهب والتوجهات والجنسيات مسلطا أضواءه وأخباره وأنظاره نحو قطر المعروفة بتسامحها الديني والأخلاقي والمجتمعي، وبروز مثل هذه المشاهد التي تظل فردية لا يمكن تعميمها لا يخدم تلك الصورة المبهرة التي نسعى كدولة قيادة وحكومة وشعبا أن تظل مرسومة في أذهان هذا العالم بجهاته الأربع، ولا يمكن أن نسمح لأي كائن من كان أن يشوه هذه الصورة التي سعينا لتهذيبها وتجميلها وتأسيسها، فشكرا لكل عين ساهرة تطبق مبدأ العدالة وقانون المساواة في الحقوق والواجبات وأن دولة قطر كعبة المضيوم للبعيد قبل أن تطبق عدالتها للقريب والحمدلله. ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

4425

| 21 نوفمبر 2021

الـرقــابـــة ثــم الرقـابة !

راقبوا أطفالكم ! أقولها وأنا أعني ما أقول وأدعو كل الآباء والأمهات ليكونوا مسؤولين أمام الله أولا ثم أمام واجباتهم تجاه أطفالهم الذين يحتاجون لمراقبة حثيثة منهم خشية الوقوع فيما لا يحمد عقباه، لا سمح الله، فبالأمس رأيت مقطعا مصورا حدث في إحدى الدول المجاورة لنا لطفل صغير لم يكمل ست سنوات وقد ظهرت آثار واضحة على رقبته وتوقعت أن يكون الطفل مُعنَّفاً من والديه أو من الخادمة، كما باتت مثل هذه الحوادث منتشرة، والعياذ بالله، في قصص مروعة تجعلك تتساءل في حيرة كبيرة إن كان هؤلاء آباء أو أمهات فعلا أم مجرد وحوش لم يعرفوا معنى الأبوة أو الأمومة في حياتهم، وصعقت حينما تحدث الطفل ببراءة ووالده يسأله كيف فعلت هذا بنفسك حينما أجاب الطفل بأنه قلد لعبة كان يلعبها وتظهر إحدى مراحلها في أن يشنق أحد المنافسين نفسه بحبل غليظ وتفاجأت بأن الطفل قام فعلا بربط حبل على مقبض الباب ثم قام بشد نفسه بقوة حتى احتك الحبل برقبته الضعيفة واضطربت أنفاسه قبل أن يلحقه والده ويفك الحبل عن رقبته وهو يوبخه على هذه الفعلة ويصوره وهو يقول بكل براءة إنه يقلد ما كان في اللعبة التي كان يلعبها، وكم كان مؤلماً لديَّ وأنا أرى تلك الآثار القاسية حفر مسام رقبته الرقيقة لمجرد لحظة غفل والداه عنه بشكل غير متعمد وكيف يمكن أن يتأثر هذا الطفل بلعبة إلكترونية لربما استسهلها الآباء وهم يساعدونه في تنزيلها على جهازه الخاص (الآيباد) ولم يعوا جيدا ما يمكن أن تحتويه هذه اللعبة من مخاطر، لا سيما إن كانت قتالية كما هو الحال اليوم مع معظم الألعاب التي تتضمنها أجهزة الأطفال والذين باتوا يستمتعون بصورة غير مسبوقة بمثل هذه الألعاب التي ما كنا لنستمتع بها ونحن في أعمارهم وكانت الرسوم المتحركة أقصى متعتنا التي كنا نشعر بها بعكس أطفال اليوم الذين ما عاد التلفاز يستهويهم أو يشبع رغباتهم ولذا نرى اليوم من أدمن الألعاب على الآيباد لدرجة أنه يبكي بشدة إن انتُزع منه إجباراً ولذا على جميع الآباء أن يراقبوا أطفالهم ماذا يلعبون وماذا يشاهدون، لأننا نسمع كل يوم عن ألعاب تتضمن مشاهد خطيرة يمكن لأي طفل أن يقلدها، لا سيما وإن منها ما يكون على مراحل مثل لعبة (مريم) ولعبة (الحوت الأزرق) ولعبة (الحبار) وغيرها من الألعاب التي ذهب ضحيتها أطفال تم التغرير بهم حتى انتحروا دون دراية أو تعمد منهم نظرا للغواية الناعمة التي تسللت لهم من خلال هذه الألعاب التي لم تخضع لرقابة الوالدين والأهل الذين لم يعد مُهماً بالنسبة لهم أن يراقبوا أو يهتموا بما يشاهد أو يلعب أطفالهم وبما تحتويه أجهزتهم ما داموا في النهاية سوف يرتاحون من إزعاج هؤلاء الأطفال وكثرة حركتهم وهذا أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه هؤلاء الذين يمكن في لحظة أن يخسروا فلذات أكبادهم دون أن يشعروا، ويندمون حين لا ينفع الندم، للأسف مثل حالة هذا الأب المفجوع الذي كان يمكنه أن يخسر طفله من أجل لعبة لم تكن تخضع لرقابته الذاتية وأنا شخصياً تعرضت لمثل هذه التجربة المؤلمة مع ابنة شقيقتي الصغيرة التي كانت غارقة في اللعب وفجأة وقفت لحظة فسألتها ما الذي جعلها تتوقف عن اللعب وقالت إن هناك مقطعا مصورا لإعلان وصفته بأنه (مب حلو) فأخذت منها الجهاز لأنظر فإذا هو منظر مخل للأدب ولا يصلح للصغار واليافعين أيضا، فقمت بحذف اللعبة كاملة من على جهازها رغم تعلقها بهذه اللعبة، ولفت نظر شقيقتي بما حدث. ولذا يمكن إلى جانب الألعاب القتالية الخطيرة والتي يمكن أن يؤديها الأطفال دون إدراك حقيقي منهم هناك أيضا مشاهد مخلة يمكن أن تعترض ألعابهم أو مشاهداتهم لمقاطع مصورة لبرامجهم المفضلة التي بات اليوتيوب يزخر بها وهو أمر يجب أن يتنبه له الآباء والأمهات حين يرون أن الطفل مستغرق استغراقا تاما في لعبة أو مشاهدة أي مقطع على اليوتيوب خشية أن يكون فيه ما لا يحمد عقباه لاحقاً فانتبهوا وإني لكم ولي لناصحة أمينة !. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

3897

| 16 نوفمبر 2021

لا تتفــرّدوا بـالنعـم وتنتقــدوا النقـــم !

بدءا من شهر نوفمبر الحالي هذا، فنحن يجب أن نعرف أننا سوف نعيش ظرفا استثنائيا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ليس لأنه يقترب من نهاية السنة الميلادية رقم 2021، التي لا نعلم متى بدأت وكيف سوف تنتهي بمثل هذا التسارع العجيب والغريب في السنوات ودون أن يتنبه أحدنا ما فعله في هذه الشهور وما أنجزه وكيف يقبل عام ويرحل آخر دون أن نشعر، ولكن لأن نهاية هذا الشهر سوف تستضيف دولة قطر وتحديدا بتاريخ 31 نوفمبر الجاري بطولة كأس العرب التي سوف تمتد حتى تاريخ ذكرى اليوم الوطني لدولتنا الجميلة أي في 18 ديسمبر القادم، بمشيئة الله، في بطولة أشبه ببطولة كأس العالم الكبرى، والقادمة على عجالة في شهر نوفمبر القادم من عام 2022، وتنتهي في التاريخ نفسه الذي ستختتم به بطولة كأس العرب في ديسمبر القادم بمشيئة الله، ولكن على مستوى دول عربية جرت في مجموعاتها تصفيات استطاعت بعض الدول التأهل لهذه البطولة، بينما لم تستطع بعضها الارتقاء لمصاف المشاركة الهامة في بطولة أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتصدرت لها الدوحة كعادتها في التنظيم الذي تبرع فيه، بل وتتفرد بنجاحاته ليس انتقاصا من قدرات أحد، لكنه بالتأكيد إمعانا في قدرة قطر بإمكانياتها وجهودها وخير شبابها وبناتها ولجانها ومؤسساتها ودوائرها، ناهيكم عن ملاعبها المونديالية في استضافة ما يمكن أن يدمغ الدمغة الأخيرة على أن مونديال كأس العالم 2022 سيكون حدثا مميزا متفردا وغير مسبوق بحسب الشهادات التي تصلنا من رئيس (الفيفا) المنبهر في كل مرة يأتي الدوحة، بقدرة هذا البلد على منافسة نفسه واعتبار أن التحدي لا يعني الفشل في قاموسه، وإنما هو تحدٍ للفوز فقط والحمدلله. ماذا علينا كشعب وجمهور أن نفعله وبلادنا على مسافة أقل من شهر للاستضافة؟! ونعلم بأن معظمكم يجد نفسه محظوظا أنه سوف يشهد مثل هذه البطولة، التي سوف تضم معظم المنتخبات العربية التي سوف تحظى هي الأخرى بأبنائها ومواطنيها كجاليات مقيمة في قطر مشجعة لكل منتخب يرفع اسم وعلم بلادها من وسط العاصمة القطرية الدوحة، ومن على ملاعب عالمية تضاهي ملاعب أوروبا المونديالية، بل وبشكل يفوقها حسنا وتصميما وإبداعا وملاحق خدمات فنية وأخرى إدارية، بالإضافة إلى الخطط التي قامت لما بعد استضافة كأس العالم القادم وكيف ستعمل قطر على استغلال هذه الملاعب وتحويل بعضها إلى فنادق وأخرى أندية محلية، وما سوف تنال بعض الدول المحتاجة من تجهيزات هذه الملاعب تبرعا من دولة قطر لمثل هذه الدول وكأن ملف استضافتنا قد قُدم وهو يحكي كيف بدأ الحلم، وكيف مضينا في تحقيقه، وكيف صار واقعا، وكيف سيكون في عام 2022، وما النهاية لمثل هذه الإنجازات التي سوف تسطر اسم قطر بحروف من نور وسوف تطرزه من ذهب؛ ليس لأننا كنا الأفضل فحسب، ولكننا الأكمل والكمال لوجه الله تعالى وحده. ومن المفترض أن نعين دولتنا التي تستعد لمثل هذه الاستضافة الهامة بكل ما هو مطلوب منا في المشاركة، والتطوع والحضور والابتعاد عن لغة الانتقاد الهدامة التي اعتادت بعض الأقلام سوقها قبيل استضافتنا لأي حدث، لا يمكن أن يُنسب نجاحه لجهة ما فقط، وإنما هو نجاح للبلد بأسره قيادة وحكومة وشعبا، وهذا الشعب هو نحن مواطنين ومقيمين نعيش على أرض قطر، ولا يمكن أن نتفرد بالنعمة، وننتقد في النقمة لمجرد أن يقال لنا أننا نرى الأمور بشكلها الحقيقي، بينما في الحقيقة يتبع كثيرون طريق الانتقاد بشكله السوداوي الذي لا ينفع به لا البلاد ولا العباد معا، وتأكدوا بأن قطر وطن للجميع وليس لفئة محدودة وكما عليها من واجبات لتفعله لنا، فإن حقوقا لها منا يجب أن تقدم كاملة وبرسم الخدمة أيضا!. مقال للبعض فقط!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

4004

| 04 نوفمبر 2021

حمــى اللــه الســـودان وأهلــه

وكنا نظن أنه يمكننا أن نطوي صفحة السودان العزيز على قلوبنا جميعا، بعد أن تشكل المجلس الانتقالي الذي أعقب الانقلاب على الرئيس السابق عمر البشير، القابع اليوم في سجن خاص بتهم تتعلق بالفساد وسوء إدارة السلطة، ولكن يأبى كل انقلاب إلا أن يأتي بانقلاب آخر في سلسلة لا يبدو أن هذا البلد سيخرج منها دون خسائر، رغم الوساطات التي تقودها الأمم المتحدة ودول إفريقية حاليا للملمة الفوضى التي حدثت بعد انقلاب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان على رئاسة الحكومة الانتقالية ورئيس وزرائها عبدالله حمدوك في 25 أكتوبر الماضي انتقل الأخير بعده قيد الإقامة الجبرية في منزله تحت دعوى الحفاظ على سلامته، رغم ترشيحه فعلا لرئاسة أي حكومة انتقالية جديدة يضعها الجيش كما قال البرهان في مقابلة متلفزة مع وكالة (سبونتيك) الروسية بأنه شخصيا لم يستسغ كلمة انقلابه على السلطة بهذا المسمى، وإنما وصفه بتصحيح مسار المجلس السيادي الذي وصفه بأنه لم يحقق شيئا من المتفق عليه وكان فيه خلل كبير حيث عجزت الأحزاب المكونة للائتلاف في التوافق على أي من موضوعات الساعة وفشلت في التوافق حتى على احتواء القوى السياسية وعلى قيام المجلس التشريعي وقيام حكام الولايات وأنه توقع جيدا أن يقوم الإعلام الذي وصفه بأنه غير دقيق وغير أمين وغير صادق، باعتبار ما قام به من خطوة تصحيحية لمسار الخطة السياسية للبلد هو انقلاب واستيلاء شخصي على السلطة مما أثار ردود أفعال دولية غاضبة على خطوته التي قادها بمساعدة الجيش، وهو أكبر سلطة تملك القوة والنفوذ لبسط أي سياسة جديدة سواء على الشعب أو حتى الحكومة مثمنا في الوقت نفسه موقف روسيا المساند لخطواته التي اتخذها وأنه على اتصال مستمر مع السفير الروسي في بلاده حول إنشاء قاعدة بحرية روسية وأنه ملتزم باسم السودان على تنفيذ كافة الاتفاقيات الدولية أو حتى الثنائية حتى النهاية. أنا هنا لست في الخلاف الحاصل حاليا بين البرهان وحمدوك وهما اللذان قادا الانقلاب الأكبر في الإطاحة بعصا البشير الرئاسية التي لطالما كان يلوح بها في الأفق إبان المظاهرات التي كانت تخرج على شكل مجموعات شعبية منظمة والمطالبة بإسقاط نظامه الممتد منذ أكثر من ثلاثين عاما، ونجحت أخيرا في انتزاعه من سدة الحكم بقوة الجيش الذي اصطف يوما بجانب رغبة الشعب فهما في الأخير يبدوان شريكين جيدين في ترؤس البلاد وتبدو مصالحهما واحدة وإن افترقت وتفرعت طرقهما في أواخر أكتوبر الماضي. لكني بصدد العبارة الكبيرة المتمثلة اليوم في طرقات وأرصفة شوارع السودان العظيمة حجما ومساحة وثقلا وشعبا وهي عبارة (مدنية مدنية) التي تضج بها هذه الشوارع وتنطلق بقوة من ألسنة السودانيين الذين يرون أن القضاء على حكم العسكر الذي كان يمثله البشير وارتقاء عسكر آخرين لمجلس سيادي وعد في بداية إسقاط البشير بفترة انتقالية تمتد لثلاث سنوات أو أقل قبل أن يسلم هذا المجلس تفويض استلام السلطة لحكومة مدنية ينتخبها ويختارها الشعب عبر عمليات الاقتراع والتصويت، ولكن هذا الشعب الذي هدأ في البداية لم يمهله قادة الانقلاب فرصة لإظهار حسن النوايا ولكن انقلب الانقلابيون على أنفسهم من مجموعة العسكر أنفسهم، ولذا كانت عبارة "مدنية مدنية" هي السائدة اليوم لأن الشعب السوداني موقن بأن هذا البلد يجب أن يخرج من جلباب العسكر للملابس الرسمية لمجلس مدني كامل وعملية انتخاب كاملة يتصدر فيها المرشحون من خارج الجوقة العسكرية ونزولا عند رغبة الشعب الذي لربما اليوم يعود للمربع الأول حينما أسقط البشير بكثير من الضحايا بعد أن ظهر اليوم ضحايا لانقلاب البرهان الأخير، وكأن التاريخ يعيد نفسه في فترة قريبة تعد مؤلمة لهذا الشعب الذي ندعو الله أن يحفظه ويرعاه ويحقن دماءه ويحمي مقدراته من كل من أراد به وبأرضه شرا أيا كان وممن كان وفي أي وقت كان!. ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

3983

| 03 نوفمبر 2021

الجــزيــرة بمـرتبـة قديرة !

اختلفنا معها أم اتفقنا أو تباينت الآراء حولها واجتمعت فسوف تظل قناة الجزيرة التي ينطلق أثيرها الحي من دولة قطر رائدة الإعلام في العالم العربي من خليجه إلى محيطه ومهما حاولت قنوات وجهات كثيرة استنساخ نفسها أو غيرها من قنوات قد تحمل شعار الرأي والرأي الآخر إلا أنها سوف تبدو ضيقة الأفق في تقبل آراء الآخرين لها ولذا يمر اليوم على إنشاء قناة الجزيرة 25 عاما بدأتها الجزيرة كما تنهي يوبيلها الفضي وتبدأ به عصرها الذهبي الممتد بإذن الله قوية وجريئة ومتفردة وشاملة ووافية لكل الأحداث التي تجري في العالم لا سيما منطقتنا العربية التواقة لمنابر حرة تغطي ما يجري على أراضيها من أحداث وثورات وأمور لا يمكن حتى للقنوات المحلية الداخلية سوى المرور عليها مرور المتغاضين عن إظهار الحقيقة في زواياها ولكن تأتي الجزيرة لتثبت لمشاهدها العربي أن ما لا يمكن أن يخرج في إعلامه الضيق يمكن لسماء حريتها الإعلامية أن يظهره بكل وضوح وأن الشمس لا يمكن أن تتخفى وراء غربال التمويه الذي تعتمد عليه معظم القنوات العربية حتى في الدول التي تفجرت منها ثورات الربيع العربي والتي كان لقناة الجزيرة فيها حضور مميز ومشهود وساهمت بطريقة ما في تعريف العالم الخارجي بماهية وعمق هذه الثورات التي غيرت خارطة الحكم في بعض الدول فأذلت عزيزا كان وأعزت ذليلا لم يكن والكثير شهدوا ما قامت به الجزيرة منذ نشأتها منذ 25 عاما حينما استيقظ العرب في صباح اليوم الأول من بثها وهي تحمل شعارها الذي تسوق به جميع برامجها النقاشية التي نزعت الأقنعة عن الممثلين من السياسيين العرب وجعلت شعوبهم يرونهم للمرة الأولى في حياتهم دون ألوان اصطناعية لطالما تخفى السياسي العربي وراءها خشية أن يرى الجمهور ما يخفيه من بشاعة دبلوماسية تفضح اتجاهه لغير ما كان يدعو له في مقابلاته وتصريحاته النارية ولذا تتفرد قناة الجزيرة حتى اليوم بمنهج لم يتزعزع مساره أو يهتز من كشف حقائق كانت تخفي ما هو أعظم وتعكس ما هو أتفه من أن يصدقه العامة من الشعب الذي تابع القناة بشغف ومراقبة مستمرة لهذا النهج اتفق معه أم اختلف فالصديق لها مثل العدو لا مناص له سوى أن يتابعها ليتعرف على النسق العجيب الذي استطاعت الحفاظ عليه منذ ربع قرن من الزمان لم تنزل درجة عنه ولكنها ارتفعت درجات أعلى فيه ولكن بنفس التأثير القوي على المشاهد حتى من عصبة المطالبين دائما بإنهاء تواجد قناة الجزيرة في خارطة القنوات الإخبارية العربية المعروفة والمعتادة لعدم تمكنهم من تقبل أن يكون هناك إعلام حر يستطيع المتلقي العربي أن يقول كلمته من خلاله بحرية متناهية ويتعرف على ما يجري في دول أخرى لطالما كان يراها بمنظور إعلامها هي وليس بمنظور محايد يكشف ويكتشف وتتكشف له أمور ما كان يظن أن العرب سيكونون بهذه المقدرة على إخفائها أو التلون فيها ولكن تظل هذه القناة التي تبث من قطر وفي قطر الصوت الإعلامي الذي ظهر في وقت لم يكن العرب قد اعتادوا فيه على المكاشفة والمصارحة بينهم ولكن غلبتهم الجزيرة وأجبرتهم على أن التناقض سمة لا يمكن أن تستمر في سياسة الحكم العربي، وإن ما أخفته القصور الرئاسية والغرف المغلقة فإن الجزيرة وبتقرير صغير منها قادرة على حلحلة هذا الغموض وتفكيكه تاركة المشاهد العربي يتساءل عن تلك القدرة الإعلامية التي تتميز بها قناة أنشأتها عقول مدبرة في قطر استطاعت من خلالها أن تغمر جميع البيوت العربية وتدخل من الباب لا الشباك ويُحتفى بها من عدوها قبل محبها فهي إن عرفت أصول الاستئذان مع أصدقائها فإنها أيضا تعرف كيف تكسب احترام من لا يستسيغها جيدا !. ‏@ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

3913

| 02 نوفمبر 2021

فضهــا يـا لبنــان أو اِقضهــا

نعلم أن تطوراً سريعاً جرى في الأزمة الخليجية اللبنانية، والتي اشتدت مع تداعيات التصريحات غير المسؤولة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الذي أيد فيها الحوثيين في هجماتهم ضد الأراضي السعودية متغاضي الطرف عن جرائم بشار في سوريا ضد ملايين البشر الذين تلقوا منه هدايا على شكل غازات مسمومة كانت تسحب أرواحهم سحباً وكأنهم يناضلون بقوة للتمسك بتلابيب الحياة غير الصواريخ والمقذوفات التي كانت تفتت أجساد العوائل السورية المحتمية تحت أسقف منازلها الآيلة للسقوط، ورغم كل هذا الإجرام فإن قرداحي الذي يتحدث اليوم كونه وزيراً وممثلاً رسمياً لدولة ليست بخالية الوفاض من شر الأزمات سواء التي تفتتها من الداخل المهزوز أو حتى خارجياً وهي التي لا تحتمل دبلوماسيتها مثل هذه الأزمات لتعالجها بصورة جذرية، كما أنه تغاضى شخصياً عن جرائم الحوثيين ضد الشعب اليمني لا سيما في مدينة تعز التي أحالها الحوثيون إلى ركام بسبب رغبتهم الاحتلالية في السيطرة عليها ولم يتوقعوا هذا الصد وذاك الرد من أبناء تعز وها هم أطفال تعز يرقون إلى السماء بفضل هجوم الحوثيين على مدينتهم وتصيد صغارها قبل الكبار فيها، ولكنه غض الطرف وصد النظر عن كل هذا واعتبر أن الحوثي من حقه أن يدافع عن نفسه بالتهجم العشوائي على السعودية دون أن يرى في أن الحوثي نفسه إنما يدافع عن مصالحه العسكرية ويهاجم لأجل مصالحه، وأن الشعب اليمني أبعد ما يكون ضمن حساباته الدفاعية. ومع كل هذا وذاك خرجت بعض دول الخليج بمواقف جدية في استدعائها لسفراء لبنان المتواجدين على أراضيها ومطالبتهم بمغادرة دولهم خلال 48 ساعة ومنع مواطنيهم من السفر للجمهورية اللبنانية مع حرص حكومات هذه الدول على عدم المساس بالمواطنين اللبنانيين المقيمين على أراضيها وعدم التعرض لمصالحهم وأنه لا دخل للشعوب بالأزمة المستجدة مع حكومتهم المتداعية كحال معظم الحكومات التي مرت في تاريخ لبنان للأسف، والذي يعلم أن هذه الأزمة مع الخليج بالذات هي ما يمكن أن يسقط مقدرات هذه الدولة التي تسهم مساعدات دول الخليج فيها مساهمات ملموسة يعرفها المسؤولون اللبنانيون الذين لم يتحركوا حتى هذه اللحظة في إصدار ردة فعل مناسبة تجاه تصريحات الوزير التي توقع كثيرون أن تكون إما باستقالته أو حتى إقالته ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون ردة الفعل على شكل اعتذار هش من قرداحي الذي بلغنا أنه يرفض تقديمها باعتبار أن ما قاله يدخل ضمن سيادة الدولة اللبنانية الحرة بالرأي دون المساس بجوهر التصريحات التي يعبر عن مسؤوليته الشخصية تجاهها متناسياً أنه لم يعد يلبس ذلك الجلباب المهلهل الذي خاطته له قنوات سعودية لكنه اليوم يعبر عن رأي دولة لم تتخذ حتى لحظة كتابة هذا المقال ما يمكن أن يوقف ردود الفعل الغاضبة التي تتوالى من كل من السعودية المعنية بالدرجة الأولى من هذه التصريحات وبعض المواقف الخليجية والتي تتخذها تعبيرا عن وحدة ردة فعلها مع المنظومة الخليجية الموحدة. لكن ما لفت نظري هو ردود فعل كل من دولة قطر وسلطنة عمان اللتين أصدرتا بيانين عبرتا فيهما عن أسفهما تجاه الأزمة السياسية الراهنة بين بعض دول الخليج وبين الدولة اللبنانية من خلال تصريحات غير مسؤولة صدرت من وزير الإعلام اللبناني ضد الأشقاء في الخليج مجددتين دعوتهما باللجوء لعين العقل والحوار الذي من شأنه رأب الصدع بين الطرفين ومحاولة وقف إحداث أي شقاق في العلاقات اللبنانية الخليجية التي لطالما تميزت بالمودة والألفة وتباين المصالح المشتركة ولذا كنا بحاجة لمثل هذه الردود التي تسهم في إطفاء جذوة الفتنة التي يمكن أن تنشأ في لحظة وتهدم علاقات تاريخية منذ الأزل، ولذا ندعو الله أن ينهي هذه الأزمة لأننا لسنا بحاجة لمزيد من الفرقة بين دولنا العربية في وقت يتزايد الغرب من اقتراب حدوده وتوأمة مصالحه ولنكن خير أمة خرجت لشعوبها موحدة ومتوحدة معا. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

3951

| 01 نوفمبر 2021

لبنـان لا ينقصـه قـــرداحي ليشعلـه !

ما كنت أفكر يوما أن أتحدث عن أزمة خليجية مع دولة صديقة وقريبة من دول الخليج مثل دولة لبنان التي لربما تمر اليوم بأسوأ أزماتها السياسية الداخلية والاقتصادية والمعيشية والغذائية وهبوط متدن جدا لعملتها الرسمية، ناهيكم عن تفجر أزمة سياسية جديدة بين لبنان كطرف وبين دول الخليج كطرف ثان، تبدو كفته أرجح في تصعيد الأزمة واتخاذ موقف يبدو جديا، بعد تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الأخير والذي وصف عاصفة الحزم التي تقودها السعودية وقوات مشتركة من بعض الدول العربية منذ السادس والعشرين من شهر أذار / مارس عام 2015 بأنها عبارة عن حرب عبثية لا طائل منها يذهب ضحيتها الأبرياء اليمنيون فقط، ولكن ما جعل فتيل الأزمة يشتعل بين الخليج ولبنان هو وصف قرداحي بأن هجمات الحوثيين على مناطق استراتيجية مثل المطارات ومصافي النفط وأخرى مأهولة بالسكان داخل الأراضي السعودية تدخل ضمن سياسة الدفاع عن النفس المشروع للجانب الحوثي، لأنهم بهذا يدافعون عن أنفسهم وعن أرضهم ومصالحهم ولم ينكر قرداحي الذي خلع عباءة مقدم البرامج الإعلامية وأهمها (من سيربح المليون) والذي كان أشهرها على الإطلاق نظرا لقيام قناة سعودية وهي MBC بعرضه على شاشتها الأشهر عربيا وإنتاج هذا البرنامج بأموال سعودية أيضا كان السبب في شهرته لما وصل له حتى قبيل تنصيبه وزيرا للإعلام في لبنان في التشكيل الحكومي الجديد بناء على توصية شخصية من الرئيس السوري بشار الأسد الذي رأى في قرداحي المناصر والصوت الإعلامي المؤثر والمعروف بتأييده للنظام السوري فرصة ليحجز له كرسيا في التشكيل الأخير الحكومي للبنان، وهذا ما حصل فعلا، لكن قرداحي والذي لم يعِ جيدا حساسية منصبه ومسؤولية أي تصريح سوف يعد رسميا ويمثل دولة بأكملها من خلاله لا وجهة نظر خاصة به كمواطن وإعلامي لبناني يقول ما يمكن أن يقوله العامة بحرية اعتبر أن ما قاله حقيقة ولا يمكن أن يصدر اعتذار باسمه عما قاله وسبب حتى اليوم قلقلة سياسية لم تنته بين بعض دول الخليج وخصوصا السعودية وبين لبنان الذي لا تنقصه الأزمات ليضاعف همه بأقاويل لم تكن مدروسة من وزير كان حتى البارحة يعطي شيكات بمبالغ لمتسابقين يجيبون على أسئلة ويرتقون سلالم المسابقة ليصل بعضهم إلى المليون ريال الذي كانت يدفعه ممولو ورعاة سعوديون وكان ينهيها بقوله مبروك المليون من قناة MBC التي قررت اليوم أن تنقل مقرها الدائم الذي كان في العاصمة بيروت إلى العاصمة السعودية الرياض بعد تصريحات قرداحي التي أخذت أبعادا لربما لم يلق قرداحي لها بالا حينما قالها ببساطة، ولكن كما قلت انه لا يزال يعيش في جلباب الإعلامي الذي يحاول يوما أن يكون سياسيا وتارة مقدما لبرامج ترفيهية وتارة أخرى يعطي انطباعاته كمواطن لبناني تجاه ما يراه في بلده من مآس ما كان لهذه الدولة أن تصلها لولا تواضع الحكومات التي توالت على حكم البلاد ولم تفد الشعب بمشاريعها والمساعدات الخيالية التي تتلقاها بصورة دورية من دول الخليج التي حاولت بقدر المستطاع إخراج لبنان من ضائقته المالية المستمرة، ولبنان رأى هذا جليا بعد انفجار مرفأ بيروت المروع حيث تشكل على وجه السرعة مؤتمر المانحين وضخت دول خليجية المليارات في حساب إعادة العافية للجسد اللبناني المنهك شعبيا وحكوما وسياسيا واقتصاديا وصحيا بالإضافة لدول عالمية على رأسها فرنسا التي وجدت نفسها الإشبينة المسؤولة عن الوضع في لبنان، ومع هذا يأتي قرداحي الوزير اللبناني ليتفوه بما لا يجب أن يقوله كممثل لبلد لا يزال ضعيف القوى والإمدادات وفقيرا بالحاجة وغير متعاف لا في مظهره ولا جوهره وبحاجة لوقوف الأحبة والعرب حوله وعليه فإن الدولة بحاجة لموقف رسمي تعتذر عن موقف وزيرها اللامسؤول إن أرادت ألا تزيد على عاتقها ثقلا لن تقوى على حمله بالإضافة لأثقال مديونياتها وحاجيات شعبها غير الموجودة في الشوارع والصيدليات ومجمعات الأغذية والدولار الذي يرتفع حتى يقصم ظهر الشعب الذي يريد دولة تصرف عليه لا العكس فحفظ الله لبنان من شر من بداخله قبل أن الشر الذي يمكن أن يأتيه من الخارج!. ‏ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

4128

| 31 أكتوبر 2021

الخطـاب الـذي جمـع وشمـل

حقيقة لم أرد لمقالي هذا أن ينشر يوم أمس وقد كان إعلامنا بصحفه وقنواته وإذاعاته منشغلا بتناول الخطاب الأول لسمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد في مجلس الشورى المنعقد للمرة الـ 50 بتاريخه والمرة الأولى لانعقاده بهذه الحلة الجديدة التي تأتي بعد عملية الانتخابات الشعبية التي شارك بها جموع المواطنين في الثاني من أكتوبر الجاري وصوتوا لاختيار أعضاء المجلس الذين عينوا بالتصويت بينما كان نصيب 15 عضوًا منهم بالتعيين المباشر من سمو الأمير الذي افتتح يوم الثلاثاء الماضي أولى جلسات المجلس بشكله الجديد والذي أعقب كلمة سموه التصويت على اختيار سعادة السيد حسن الغانم رئيسا للمجلس واختيار سعادة السيدة د. حمدة السليطي نائبا لرئيس المجلس. والحقيقة أن الخطاب الشامل الذي افتتح به سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان بحق الخطاب الذي يختصر السياسة التي تقوم عليها الدولة سواء من قبل أو من بعد وأنها لا تتوقف عند محطة واحدة وتقف عندها، بل إن الاستمرارية هي ما تسير عليها هذه السياسة الحكيمة في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الصحية في الداخل أو الخارج فكان خطابا مثل للداخل والخارج أنه يصف بالضبط النهج الذي تسير عليه دولة قطر سواء في علاقة الحكومة بمواطنيها ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة أو سياستها الخارجية مع الدول الصديقة وأخرى منكوبة صحيا كالدول التي هرعت الدوحة لنجدتها طبيا لمواجهة انتشار فيروس كورونا على أراضيها وبين شعوبها والحس العربي المسلم الذي تميزت به قطر تجاه أعمالها الإنسانية التي وصلت للقاصي والداني في مشهد شكل سمعة طيبة لها وسط الدول والمؤسسات الدولية التي تشيد في كل مرة بالهبات والمساعدات القطرية في مختلف أنحاء العالم. هذا الخطاب الذي أوضح بأن (المواطنة القطرية) جزء لا يتجزأ من تركيبة المجتمع القطري وأن سموه قد أعطى تعليماته لمجلس الوزراء لتطبيق مبدأ المساواة في جانب المواطنة لجميع المواطنين وإحداث تغييرات في القانون بما يخص هذا الشأن في لفتة يعلم سمو الأمير أنه لا يجب أن يكون هناك ما يمس هذا الجانب بين شعبه ولا يمكن أن يسمح بأن يثار حوله أي بلبلة يمكن أن تزعزع تكاتف الشعب وتآلفه حول ارتباطهم ببلادهم وانتمائهم لها بالإضافة إلى أن خطاب سموه ارتكز أيضا على النجاحات السياسية التي تحققها قطر في الخارج وأهمها نجاح الوساطة النزيهة التي قامت بها الدوحة وأثمرت مؤخرا بين جانب طالبان الأفغانية وبين الجانب الأمريكي أسفرت عن انسحاب القوات الأمريكية بنسبة تزيد عن 90 % من أفغانستان والإبقاء على أفراد محدودي العدد لا يتعدون المئات لحماية المنشآت والمصالح الأمريكية هناك ومبادلة أسرى أفغان بآخرين من الجنود الأمريكيين لدى الجانبين وكل هذا تحقق في الدوحة المستمرة حتى الآن في الإشراف على تنفيذ بنود هذا الاتفاق الذي تحقق معظمه واستطاعت طالبان أن تصل لسدة الحكم في أفغانستان وتنتظر اعترافا دوليا بها كسلطة حكومية تحكم هذا البلد الممزق سياسيا واقتصاديا للأسف ولم يخف من خطاب سموه التطور الاقتصادي لا سيما في مجالي الغاز والبترول وجلب الاستثمارات في البلاد التي تعزز من مكانة قطر في أنها وجهة تجارة غنية تسمح بتملك الأجانب وفق أحكام وقوانين لا تخل بالهوية القطرية وأن البلد يسير وفق سلطات ثلاث اكتملت بها سلسلة الرؤية العامة للبلاد والتي سوف تحدد سير البلاد دون إخلال بإحداها ولذا يمكن القول بأنني كنت آخر المتحدثين عن خطاب سمو الأمير بكثير من الإيجاز لضيق المقام الذي أكتب فيه هذا المقال ولكن يبقى جوهر ما أكتبه أنا ويكتبه ويغرد به الآخرون عن هذا الخطاب دليلا على إعجابنا الكبير بما شمله لا سيما وإن قيل في أول انعقاد لمجلس الشورى بشكله الجديد الذي ندعو الله أن يسدد فيه الخطى ويوفق أعضاءه لما يحب ويرضى وما له من منفعة للبلاد والعباد معا. ‏ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

4009

| 28 أكتوبر 2021

تقــــدم تـركيـــا وتخاذل العـرب !

طالبني البعض بأن أبدي رأيي فيما يخص دور تركيا المتوسع في المنطقة، والواقع أنني أود أن نكون صريحين فيما يتعلق بجمهورية تركيا الشقيقة وهي أنها تحولت من بلد مغمور سياسيا إلى بلد مشهور بها بسبب السياسة التي سار عليها الرئيس المحنك رجب طيب أردوغان، الذي يعود له الفضل بعد الله إلى إعلاء كلمة المسلمين في وسط أوروبا وفي بلاده أيضا، والحقيقة أنني أبدو مهتمة بدور تركيا في منطقتنا العربية وهي التي بات لها دور في سوريا وليبيا وقضية العرب المصيرية في فلسطين، لأننا لم نكن لنسمع بأي دور تركي في مثل هذه القضايا سابقا وشاءت طرق السياسة الوعرة أن تجرف أنقرة نحو شواطئنا العربية باعتبار حدودها المشتركة مع سوريا واستنجاد حكومة الإنقاذ الليبية الشرعية بحكومة أردوغان لرد عدوان العقيد المتقاعد والمتمرد خليفة حفتر الذي يحاول بشتى الطرق التسلل إلى وسط العاصمة الليبية طرابلس بعد أن أقام قواعده العسكرية في عدد من ضواحي العاصمة، وأهم مدنها مثل عنتاي وبنغازي وغيرهما وواجه مقاومة باسلة من قوات الإنقاذ الحكومية المدعومة من قبل تركيا التي استطاعت مساهمتها العسكرية واللوجستية في دحر عدوان حفتر وتحقيق هزائم كبيرة بقواته بسبب هذا التدخل الذي استنكرته جامعة الدول العربية مدعومة ببعض الدول العربية التي رأت من هذه المساعدة تدخلا سافرا في شأن عربي خاص، ولكنها تناست أنه في الوقت الذي اعترف العالم بمؤسساته الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحكومة الوفاق رئاسة معترف بها على ليبيا لم تلق هذه الحكومة أي تأييد سواء معنويا أو ماديا أو لوجستيا إلا من بعض الدول، وأهمها دولة قطر التي رأت في ثورة ليبيا ربيعا عربيا مشروعا لشعب خرج من نظام حكم قسري استمر ما يزيد على أربعين عاما، ونادى بحريته التي وجدت طريقها لحكومة الوفاق التي تحاول اليوم بكل الطرق صد عدوان المتمردين على العاصمة برئاسة حفتر الذي يعلن نصرا واحدا بين كل عشر هزائم له وهو أمر إن كان يراه بعض العرب بأنه شأن عربي داخلي ليس من حق تركيا التي تقع بين شقين آسيوي وآخر أوروبي، فهم أنفسهم لا يمسكون بعصا السياسة الوسط ويميل أكثرهم لمساندة حفتر على الوفاق الوطني المعترف بها دوليا كحكومة تتولى شؤون البلاد والعباد معا، ولذا لم يكن بمستنكر على الوفاق أن ترى في تركيا الجار الذي يفصلها عنه البحر الأبيض المتوسط المعين الحقيقي لها بعد أن تمايلت المواقف العربية على حبل تمايل هو الآخر بين كفة القبول بها أو الرفض لها، ولذا فإن الذين ينتقدون الموقف التركي اليوم من جانب القضايا العربية فإن موقف أنقرة يبدو مبررا لا سيما وأنها تشترك مع سوريا الملغمة اليوم بعشرات الهويات الأجنبية والقوات التي تقاتل فيها إلى جانب حكومة بشار الذي قامت ضده ثورة لم يكتب لها الله النجاح كالثورتين اللتين سبقتا انطلاقها في كل من تونس ومصر، واستمرت اليوم لتصبح أقرب إلى الفوضى المختلطة بأكثر من هوية وجنسية وحرب شوارع شعواء ناهيكم عن المقاتلات التي تزخر بها سماء سوريا محملة بالقنابل والمقذوفات التي لا تترك كائنا حيا كان إنسانا أو حيوانا إلا واستهدفته بوحشية وإرهاب لا تلق بعدها سوى عبارات هشة من التنديد والشجب ودعوات لتشكيل لجان تحقيق تتعثر خطواتها حتى قبل أن تغادر مقرها متوجهة إلى ذلك البلد العربي المنكوب فعلا والمحاط بقواعد تمثل إحداها الخطر الحقيقي والمتفرع إلى وجهين أيضا أحدهما جماعات معارضة للحكم التركي، وتتخذ حدود سوريا مقرا لتنفيذ هجماتها الخاطفة على تركيا التي استطاعت حتى الآن وقف سيل هجمات هذه الجماعة المصنفة كجماعة إرهابية، بينما يتمثل الوجه الآخر والأشد سيطرة على الواجهة التركية هو تدفق اللاجئين السوريين على الأراضي التركية والتي وجدت حكومة أردوغان نفسها وحيدة أمام استقبال ما يزيد على 4 ملايين لاجئ سوري حتى الآن، ومطالبة بتوفير المساعدات الإنسانية لهم وبإيوائهم في ظروف معيشية باتت فوق مقدرة أنقرة وتخل بتركيبة البلاد السكانية، ولذا يبدو دور تركيا في منطقتنا أشبه بالمهمة المستحيلة التي تخلى عن قيادتها بعض العرب للأسف!. ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

4233

| 25 أكتوبر 2021

فـــازت قطــر

خسر الريان أم فاز فقطر من فازت. وفاز السد أم خسر فقطر أيضاً من ربحت. في مشهد رهيب ومهيب، احتفلت دولة قطر من جهاتها الأربع بافتتاح خامس ملاعبها المونديالية وهو استاد الثمامة يوم الجمعة الماضي في صورة تعد ممهدة عما ينتظره العالم منها في مونديال عام 2022، والذي ستقام مبارياته على أكثر ملاعب كرة القدم تطورا وحداثة وفي مشهد لم يشهده تاريخ الفيفا كما صرح بذلك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، والذي شهد افتتاح الثمامة بجانب سمو الأمير المفدى، وأثنى على استعدادات الدوحة الحثيثة لتنظيم نسخة فريدة من كأس العالم لم تشهدها الملاعب من قبل، كما لم يتضمنها تاريخ كؤوس العالم في مختلف الدول التي تقدمت باستضافتها وفازت بتنظيمها على أراضيها. ولذا نقول ليس من المهم أن نذكر من فاز ومن خسر في نهائي كأس الأمير لعام 2021 إن كان الرابح الأكبر هو دولتنا التي حاول أكثر من طرف وأكثر من جهة عرقلة طريقها نحو استضافة كأس العالم 2022، وحاولوا التشكيك في قدراتها ونزاهتها في الفوز بهذا الملف الذي تقدمت قطر للفوز به وتقدمت به عن بقية دول كبرى ومعروفة بتنظيمها الفائق لمثل هذه البطولات نظراً لسمعتها المعروفة وثقلها السياسي والاقتصادي ومساحة أراضيها الشاسعة لكن قطر أبهرت العالم بملفها الذي كان على ورق وتمثل اليوم واقعاً على الأرض وكأنها تقول لهم من أنتم. نحن هنا حيث وعدنا فأوفينا وقدمنا فكفينا بفضل من الله أولاً وتوفيقه ثم بفضل دعم القيادة لكل هذه المشاريع المونديالية في الملاعب الرئيسية والفرعية والمباني الإدارية التابعة للاستادات، وأخيرا بفضل جهود كل يد عاملة على اختلاف الجنسية والدين التي ساهمت في وضع اللبنات الأساسية لكل هذه المشاريع، وتحويلها في سنوات معدودة إلى ثورة عمرانية هائلة أذهلت العالم بأسره في قدرة من فيها على التكاتف لأجل إثبات أن ما نجحت قطر في استضافته لم يكن اختياراً في غير محله كما صوره أعداء النجاح بل هو اختيار وافق صاحبه بكل جدارة واستحقاق ولله الحمد. فخورة بأنني ابنة هذا البلد الذي يثبت يوما بعد يوم أن رده على كل من يستنقص قدراته هو بفعله فقط حين لا يكون هناك ضرورة للرد بالأقوال التي يعجزون هم أنفسهم حتى على صياغتها بالصورة المرجوة منها، فخورة أنني كنت وسوف أظل جزءاً يسيراً من أسباب هذا النجاح الذي تشهده بلادنا من خلال عملي باللجنة المنظمة المحلية لهذا الحدث السنوي وجزءاً من باقي المناسبات الرياضية الكبرى التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع والإرث وتنجح في تنظيمها نجاحاً باهراً وإن كنت أرى أن كل ما أقدمه لا يعد شيئاً يذكر أمام ما يجب تقديمه كاملا لخدمة هذه البلاد الجميلة والوفية لأهلها من مواطنين ومقيمين ومن يزورها سياحة أو لأي سبب آخر ويلقى فيها ما لا يلقاه حتى في بلاده بشهادة الجميع ولله الحمد. وبنجاحنا في افتتاح خامس ملاعبنا المونديالية نعلم بإذن الله أن الأمر ذاته سوف يتكرر في النسخة الأولى من كأس العرب الدولية التي ستكون نسخة مصغرة عما ينتظرنا في أواخر شهر نوفمبر من عام 2022 وستكون خاتمته متوافقة مع اليوم الوطني للدولة أي في الثامن عشر من ديسمبر من العام نفسه، وأننا على مواعيد متتالية من النجاحات التي تفرح أصدقاءنا في كل مكان في العالم القريب منهم والبعيد، ولكن في نفس الوقت ترسم حزناً على من أراد لنا كيداً ورده الله إلى نحره مغلوباً مهزوماً بإذن الله. ‏ebalsaad@gmail.com @ebtesam777

4212

| 24 أكتوبر 2021

ثــلاثــة حــروف لا تقبــل القسمـة

لأنها قطر فإنها تستحق الأفضل، ولأنها قطر فهي لا تتجزأ، ولا يمكن أن يظل الجدل فيها قائماً، وغير مسموح أبداً أن تتجزأ المواطنة فيها، لأننا تعلمنا أن القطريين الذين وقفوا صفاً واحداً في الأزمة الخليجية التي حلت ببلادهم وانتهت على خير بحمد الله وفضله ثم بفضل قيادتنا الرشيدة لا يمكن أن تفرقهم أقاويل من هنا وهناك يحاول البعض فيها أن يشقوا صف الوحدة التي تميز بها القطريون حتى من قبل الأزمة بعقود، لأننا في مجتمع يثق بأبنائه منذ عهد المؤسس رحمه الله وحتى عهد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه ومروراً بالعهد الجميل لسمو الأمير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني باني النهضة الحديثة لدولة قطر ومؤسس عمرانها، الذي نرى اليوم تنفيذه واقعاً في عهد أميرنا الغالي على قلوبنا جميعا، والذي نعود له بالولاء والطاعة كولي أمر استطاع رغم كل شيء أن يكمل ما بدأ به والده فحقق النماء للبلاد بما فيه خدمة العباد الذين عرفوا قدر أن يكون المجتمع يدا واحدة سواء في الخير أو الشر. ولذا لا مجال ولن يسمح أحدهم بأن يثير عصبة الفرقة في نسيجهم أو أن يجر آثار الزوبعة التي سبقت الانتخابات الأخيرة لمجلس الشورى الذي قام معظمه على الانتخاب والتصويت، بينما تم تعيين الآخرين من قبل القيادة الحكيمة واختيار عدد من هذا المجتمع ليمثلوا قبائل وأفراد الشعب القطري، ويكتمل عقد المجلس الذي سوف يباشر أعماله الحية في القريب، لأننا في مجتمع لا نرجئ الحل وإنما نؤسس أركانه ولا نؤجل النقاش في أي أمر يمكن أن يمس وحدة هذا الشعب وهذه الأرض إلى يوم آخر وإنما نجتث عروق أي عارض يمكن أن يؤثر على وحدة هذا النسيج ونرميها بعيدا ليس لأننا نخشى نتيجة كل ذلك وإنما لم نعتد أن نقف عند المشاكل دون أن نحلها فإن كنا نسعى بدبلوماسيتنا الناجحة والكفاءة التي تقوم عليها السياسة القطرية بحل جميع المشاكل والأزمات العالقة بين دول وأقليات وحركات تتقاتل لأكثر من عقد من الزمان فتأتي قطر وتحلها في أشهر معدودة فكيف يمكن أن نقف ونرى من يمكنه أن يؤثر على التفاف هذا الشعب الوفي حول أرضه وقيادته وانتمائه؟!. نعم نحن نأمل الكثير من مجلس الشورى، الذي تم التصويت لاختيار أعضائه في الثاني من أكتوبر الجاري، لكننا نأمل أكثر أن يقوم المجلس على ما يجمع القطريين كلهم تحت خانة الوطنية والانتماء ومناقشة قضايا المواطن التي لربما طالت دون حل أو قضاياه التي تؤرق مضجعه ولم يجد لها منفذ عبور لطريق السلامة فيها، وهذا ما اجتمع عليه الناخبون يوم توجهوا في صفوف لم يحد فيها أحد عن مبدأ الأمانة في الصوت ولا أمانة الاختيار الذي مكن أصحابه من التمتع بمنصب العضوية في المجلس، ليحمل هؤلاء الأعضاء أمانة هذا الصوت الذي اختارهم ويصبحوا صوته المسموع داخل ردهات وجدران المجلس. ولذا فإن أمانة المواطنة الواحدة لجميع القطريين والقطريات، لأن هذا هو أساس حل جميع المشاكل العالقة لدى المواطنين، وهذا هو الذي يمكنه أن يقوم عليه عمل المجلس بل إن أعضاءه سيكونون قدوة الشعب في الصوت القطري الواحد الذي يمكنه أن يعبر عن جميع القطريين دون تفرد باسم قبيلة عن آخر، والحقيقة أن الوطنية لا تتطلب تعليماً لأحد فنحن من علمنا العالم في فترة ما كيف يكون الشعب واحداً في أرض واحدة وحول قيادة واحدة وعودوا للتاريخ الذي لا يطمسه الشطب ولا يعيبه تشويه كما أن لسانه القطري سوف يخبركم كيف قامت قطر وبسواعد من لتعرفوا بأن هذا البلد لا يتجزأ ولا يقبل القسمة أبداً والحمد لله . ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

4198

| 19 أكتوبر 2021

أشعـر بـالخـزي أكثـر منكـم !

لربما لا يجب أن أعجب إن استكان العرب وصمتوا أمام التجاوزات الإسرائيلية المستمرة إزاء المسجد الأقصى وآخرها وطبعا لن تكون الأخيرة السماح للمتشددين اليهود من الصلاة أمام ما يزعمون وجوده وهو (هيكل سليمان) في باحة المسجد الأقصى وبما يسمى في العرف اليهودي بالصلاة الصامتة التي اُعيد السماح لأصحابها بتأديتها من جديد بقرار المحكمة الدينية الإسرائيلية التي تواجه اليوم حرب قضاة مستعرة بين موافق لها ومشرع وبين رافض لها وممتنع، بدعوى أن هذا القرار يمكن أن يضر بالأمن العام للمستوطنين الإسرائيليين الذين يمكن أن يلقوا هجوما مفاجئا من الفلسطينيين الذين يتواجدون بكثرة في باحة المسجد وبالقرب منه للصلاة فيه، ولن أعجب أيضا إن عمدت الحكومات العربية إلى (تطنيش) هذا التجاوز الديني الخطير على أحد مقدسات المسلمين باعتبار أنه يكفي أن يخرج بيان شجب واستنكار مختوما بالدعوة لبدء مفاوضات السلام المتوقفة منذ سنين والجلوس على طاولة حوار ثنائية برعاية الوسيط الأميركي الذي يراه العرب محايدا ونراه نحن الشعوب منحازا لجانب إسرائيل. فإلى متى سوف نظل نمارس دور الاستنكار الهامشي من على مقاعد المشاهدين، ولا يمكن لنا كأمة من 22 دولة عربية مسلمة أن تمارس دورها الوحدوي في نصرة قضية فلسطين التي توارثها الأجيال من الأجداد وحتى أحفاد الأحفاد ولا تقدم لها سوى في توسع رقعة الاحتلال واتساع مساحة الاستيطان التي تكون على حساب بيوت وحقول ومزارع الفلسطينيين السكان الأصليين لدولة فلسطين التي لا تلقى الآن اعترافا كاملا بها وبحدودها التي شرعها لها مجلس "الأمر" بحدود عام 1967 وبعاصمة رسمية هي القدس الشرقية. ولكن من عليه أن يقفز من كرسي المشاهد الصامت إلى خشبة مسرح الأحداث الرئيسية، ويمكن أن يلعب دور البطولة الناطق والذي يمكن أن يسجل موقفا عربيا مميزا يعيد للعروبة هيبتها التي سقطت مع أول بيان شجب عربي لم يهز سوى مقاعد الحكومات التي ظنت أنها بهذا يمكن أن تضيق على الإسرائيليين وتجبرهم على العودة إلى مباحثات السلام، والالتزام بالقوانين الدولية واستخدام لغة الإنسانية في سياستها مع الشعب الفلسطيني، وما عدا ذلك، فإسرائيل نفسها لا تلقي بالاً للعرب، وكلما اجتمعت الجامعة العربية سواء على المستوى الوزاري الرسمي أو على مستوى القيادات العربية، فلا يمكن أن يعجز المراقبون على ملاحظة لا مبالاة تل أبيب من هذا الاجتماع، بينما تحرص واشنطن على الإشادة ببعض قرارات القمم العربية الخاصة بوجوب السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ونبذ الإرهاب الذي بات للأسف يتضمن هذه البيانات ويخص الجانبين معا، وليس إسرائيل وحدها كما كان منها سابقا وفي الماضي البعيد. اليوم دعوني أسأل أحد الأطفال من حولي ويمكنكم أن تسألوا أيضا من حولكم من هذه المخلوقات البريئة ماذا تعني كلمة إسرائيل؟! سوف يجيبون لا نعرف! طيب ماذا تعني لكم فلسطين؟! لا نعرف أيضا!.. وهذا بديهي جدا لأننا لم نعد نورث أطفالنا منذ أكثر من عشر سنوات معنى الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، فكبروا على الجهل بالقضية التي كبرنا نحن عليها ويجهلون ماذا يعني احتلال إسرائيلي لأرض فلسطينية، ناهيكم عن وجوب معرفتهم بالجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون في حق أرواح وممتلكات الفلسطينيين وأن فلسطين الدولة العربية الوحيدة في العالم التي لا تزال تحمل كلمة دولة محتلة رغم شعارات الحرية التي تتزين بها منصة الأمم المتحدة، وكبرى الدول المعنية بحل القضية الفلسطينية التي ساهمت في تعميق أغوارها للوضع المأساوي الذي نراه اليوم، ونحن بلا حول منا ولا قوة في رد العدوان الإسرائيلي عن أخوتنا في فلسطين الذين يحملون عاتق الحفاظ على الكرامة العربية بمقاومتهم التي يراها اليوم بعض العرب عنفا، وربما إرهابا يستدعي التوقف عنه فورا، لكنني شخصيا لن أنسى هذه القضية ليس لأنني أكثر إحساسا من أحد ولكن لأنني أشدكم إحساسا بالخزي!. ‏ebalsaad@gmail.com ‏@ebtesam777

4191

| 11 أكتوبر 2021

alsharq
حدود العنكبوت

حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...

3945

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر.. وبعض الحلول 2-2

اطلعت على الكثير من التعليقات حول موضوع المقال...

2280

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
العالم في قطر

8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...

2160

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...

1953

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
حين يصبح النجاح ديكوراً لملتقيات فوضوية

من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...

1317

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
الصالات المختلطة

تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...

1146

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

1020

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
الكفالات البنكية... حماية ضرورية أم عبء؟

تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...

1011

| 04 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

981

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

972

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
نحو تفويض واضح للقوة الدولية في غزة

تسعى قطر جاهدة لتثبيت وقف اطلاق النار في...

879

| 03 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

879

| 06 نوفمبر 2025

أخبار محلية