رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
يقال إن أول مسابقة لملكات جمال العالم أقيمت في مطلع ستينيات القرن الماضي في العاصمة البريطانية لندن، ومع انتشار تلك المسابقة عالميًا بدأ التفكير في إقامة مسابقات لجمال الحيوانات كالخيول والكلاب والطيور وغيرها، ويبدو أن العدوى تسللت تدريجيًا إلى منطقتنا العربية، ولكن وبسبب التيار المحافظ اقتصرت مسابقات الجمال في منطقتنا العربية على الحيوانات دون البشر، لدرجة أن بعض الحيوانات المعدة للمسابقات تجد من الرعاية والعناية ولذيذ العيش ما لا يتوفر لشريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود فضلًا عمن هم تحت خط الفقر في عالمنا العربي. إحدى تلك المسابقات كانت مسابقة أجمل بقرة، وهي مسابقة يخصص ريعها لتكريس السلام بين شعوب المنطقة، لكنها مسابقة مكلفة لا يستطيع خوض غمارها إلا من يمتلك المال والإمكانيات ويجد البقرة المناسبة، فالبقرة الجميلة نادرة كما هو معروف، وإذا ما وجدت فسعرها مرتفعٌ جدًا، وهي بالتالي بحاجة إلى عنايةٍ فائقة وتأهيلٍ وإعداد، وكل ذلك يكلف الكثير من المال أيضًا. تقول الحكاية إن مجموعة من الأصدقاء العرب قرروا الاشتراك في شراء بقرة وتأهيلها لعلها تفوز فتجلب لهم الخير الوفير، ورغم نصيحة أهل الاختصاص لهم بعدم المجازفة في تلك المسابقة الباهظة الثمن، التي قد تستنزف كل مدخراتهم، إلا أنهم كانوا مصرين وبطريقة مريبة على شراء البقرة وخوض غمار التجربة، وكأنهم يريدون تبييض الأموال التي بحوزتهم. وبالفعل ذهبوا إلى مسؤول اللجنة المنظمة لمعرفة المواصفات المطلوبة للبقرة كي تتأهل للمسابقة، فأخبرهم بأنها موجودة في كتاب الله، ولسبب ما، لم يتمكنوا من الوصول إلى شيء، فقرروا أن يسألوا أحد رجال الدين عن مواصفات بقرة ورد ذكرها في القرآن الكريم، فتلا عليهم الرجل قوله تعالى « إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ «، فقالوا له ما لونها؟ فتلا قول الحق « إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ»، قالوا وماذا بعد؟ قال يقول سبحانه وتعالى « إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا»، قالوا هكذا أصبح الأمر واضحا، فانطلقوا يبحثون عن بقرة بتلك المواصفات. وبعد البحث والتقصي تم شراء البقرة وكانت تبدو ملامحها واعدة بالحصول على موقع متقدم في المسابقة وتحقيق الحلم، وأطلقوا عليها اسم «بقرة السلام» تيمنًا بأهداف المسابقة، وأصبحوا يرون في تلك البقرة مستقبلهم الواعد بالخير والازدهار، وبدأوا يتناوبون على تربيتها والعناية بها والتودد إليها حتى حان موعد المسابقة. وفي اليوم المعهود خرج الاخوة في موكب مهيب يقودون البقرة إلى حلبة المسابقة، كان البعض منهم يمسك بخطامها والبعض الآخر يمشي بجانبها أو خلفها، وكان الناس ينظرون إليهم من شرفات المنازل وهم يطوفون خلال الأزقة والطرقات ويستمعون لهتافات وأهازيج الجمهور، وفجأة... وبدون مقدمات هاجت البقرة فتحررت من أيديهم وأخذت تجري بين الأزقة الضيقة وهم يحاولون جهدهم أن يمسكوا بخطامها دون جدوى، واستمرت المطاردة لبعض الوقت حتى انتهت بنهاية مأساوية، فقد تعرض أصحابها وبعض المشاركين في المسابقة من الجمهور لنطحات وركلات مؤلمة أدت لكسور وإصابات متفاوتة بينهم قبل أن تضع إحدى الشاحنات على الطريق السريع حدًا للفوضى التي تسببت بها البقرة المجنونة، فلا سلموا ولا سلمت البقرة... فاعتبروا يا أولي الأبصار.
1383
| 31 يناير 2024
يبدو أن المقال السابق قد لامس واقع بعض القراء والمهتمين بعلم الإدارة، حيث وردني العديد من الردود والتعليقات عبر وسائل التواصل المختلفة، أحد تلك التعليقات أرسلها رئيس تنفيذي سابق لإحدى شركات الاستثمار العقاري المعروفة، قال لي بالحرف الواحد «لقد كنت أعتقد أنني أنا قائد الشركة فإذا بي أكتشف بعد قراءة مقالك الأخير أنني مدير ولست قائدًا»، وقال آخر: لقد أثار المقال فضولي للتعرف أكثر على الحوار الذي تم مع المشاركين حتى توصلتم لفهم مشترك عن القيادة والإدارة من خلال عرض صورة الباخرة السياحية، ومن تلك التعليقات أيضًا من أشكل عليه التفريق بين الرسالة والرؤية، وللإجابة على تلك التساؤلات وغيرها من المهم أن نسرد بعض التعريفات حتى نصل لفهم مشترك للتفريق بين القيادة والإدارة من واقع المهارات المطلوبة لكل منهما. ولنبدأ بالرؤية والتي تعرف بأنها «الصورة الذهنية للمستقبل»، ويركز بيان الرؤية على الأهداف والتطلعات، وهي تصف كيف سيبدو مستقبل المؤسسة إذا تحققت الرؤية على الوجه المطلوب، وهي ثابتة ولا تتغير بتغير إستراتيجية المؤسسة، في حين تحدد رسالة المؤسسة في الغالب العملاء والأعمال أو المنتجات والخدمات التي تقدمها، فهي توفر معلومات مفصلة حول ما تفعله المؤسسة، وكيف تفعل ذلك، ومن تفعل ذلك من أجله، وعلى عكس بيان الرؤية فهي قصيرة المدى بطبيعتها، وعن أهميتها يقول ستيفن كوفي «إذا لم تحدد أهدافك بناءً على بيان رسالتك فقد تتسلق سلم النجاح لتدرك عندما تصل إلى القمة أنك في المبنى الخطأ». ولكن، من المسؤول عن وضع الرؤية والرسالة ومن ثم الخطة الإستراتيجية؟، إن المسؤول الحصري عن ذلك هو مالك المؤسسة «المؤسس» سواء كان فردا أو عدة أفراد، أو من ينوب عنهم، وغالبًا ما يتمثل ذلك في مجلس إدارة المؤسسة الذي قد يستعين ببعض الخبرات لصياغة الرؤية والرسالة والأهداف الإستراتيجية على الوجه الذي يتوافق مع رغبات وتطلعات المؤسسين أو الملّاك، ومن ثم يشرف المجلس على عمليات الجهاز التنفيذي ويتأكد أنها متسقة مع رؤية ورسالة المؤسسة، كما يقدم المساعدة والدعم للجهاز التنفيذي عند الحاجة، وهنا يبرز دور رئيس مجلس الإدارة كقائد للمؤسسة. وعند اختيار الرئيس التنفيذي للمؤسسة يعكف مباشرة على وضع الخطة التنفيذية المناسبة لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة والوصول بها إلى الرؤية المنشودة، ثم تعرض الخطة على مجلس الإدارة لإقرارها واعتماد الميزانيات والموارد اللازمة لتنفيذها، وليس خطأ أن نسمي الرئيس التنفيذي قائدًا، لكنه في الحقيقة يقود الجهاز التنفيذي، أما السياسات والتشريعات وإقرار الموازنات وجميع القرارات المتعلقة بمصير المؤسسة فهي من مسؤولية القيادة العليا المتمثلة في مجلس الإدارة. وكما ذكرت في مقالي السابق عن فوائد استخدام الاسلوب الوصفي في العرض التقديمي للمحاضرات والندوات، فقد تم استخدام صورة لباخرة سياحية وهي تغادر الميناء متجة لمحطة أخرى، وطرحت بعض الأسئلة على المشاركين للنقاش، منها سؤال عن قائد الباخرة ودوره، وعن مديرها ومسؤولياته، وسؤال عن رؤيتها، وعن الأهداف الإستراتيجية وتلك التشغيلية. لقد اتفق معظم المشاركين على الأجوبة التي توصلوا لها بأنفسهم عن تلك التساؤلات، فكان القائد هو قبطان الباخرة وهو المسؤول عن تحديد مسارها «رؤيتها» وإيصالها لوجهتها المنشودة، أما المدير فهو ذلك المسؤول عن إدارة العمليات الضرورية داخل الباخرة، ومنها الإشراف على فريق التشغيل والصيانة، وفريق خدمات غرف المسافرين، وفرق الضيافة والأمن والنظافة وغيرها، ومع ذلك فهو لا يحل مكان القبطان «القائد» بأي حال من الأحوال. كما اتضح للمشاركين أن أي مبادرة يقوم بها أي فريق عمل على متن الباخرة تؤدي لرفع الكفاءة أو تحسين الجودة أو تقليل التكاليف أو زيادة عدد المسافرين أو حماية البيئة تسمى أهدافًا إستراتيجية وتدفع في اتجاه تحقيق الرؤية، وبالتالي يترتب عليها رفع تصنيف الباخرة وزيادة الإقبال على رحلاتها وزيادة أرباحها، في حين تعتبر أي مبادرة تؤدي إلى تسهيل العمليات اليومية الروتينية هدفًا تشغيليًا يساعد تحقيقه على استمرارية العمل ومواجهة تحديات التشغيل.
1263
| 24 يناير 2024
لطالما كان الجدل محتدمًا في أوساط المهتمين بعلوم الإدارة وتوابعها ما بين تعريف القائد والمدير، فالبعض لا يفرق بين القائد والمدير على أساس أن القيادة والإدارة وجهان لعملة واحدة، والبعض الآخر يرى أن القيادة تحتاج لمهارات مختلفة عن تلك التي يحتاجها المدير، وأن المدير الناجح ليس بالضرورة أن يصبح قائدًا ناجحًا، فكم من مدير ناجح فشل عندما أصبح الرجل الأول في المؤسسة. وقد نلاحظ تلك الضبابية في الفصل بين مفهوم القيادة والإدارة حتى لدى بعض المدربين المعتمدين ممن تقتصر خبراتهم على الجانب الأكاديمي من تعريفات الإدارة دون تطبيقاتها العملية، وهذا طبيعي جدًا لأن الجانب العملي في أي علم يعمل على تهذيب الفهم وتقريب الصورة من الواقع العملي المعاش. فعلى سبيل المثال يسمى الرئيس التنفيذي لمؤسسة ما قائدًا، وهذا صحيح إذا ما اعتبرنا أنه يقود الجهاز التنفيذي، كما أن مديري الإدارات هم قادتها لتنفيذ الأهداف المرسومة لكل إدارة، ولكن ماذا عن الجهاز الحاكم للمؤسسة؟ بمعنى آخر كيف نصف أعضاء مجلس ادارة المؤسسة؟، هل هم قادتها أم مديرونها؟، وماذا عن رئيس مجلس الإدارة هل نسميه قائدًا أم مديرًا للمؤسسة؟، أعتقد أن الأمر أصبح أكثر وضوحًا الآن، فنستطيع أن نسمي كل مدير قائدا في حين أن العكس ليس صحيحًا، وحقيقة الأمر أن مصطلحي القائد والمدير إذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا. في الآونة الأخيرة، وبعد أن انتهت إحدى الوزارات من صياغة رؤيتها، دعيت لتقديم محاضرة لمنسوبيها للحديث عن كل ما يتعلق بالرؤية وأهميتها، وما يتعلق بالرسالة والقيم والأهداف، فكان لابد من التطرق لمفهوم القائد والمدير من حيث إن الرؤية والرسالة والخطة الإستراتيجية تضعها القيادة ومن ثم يقوم الجهاز التنفيذي بوضع الخطة التنفيذية لتحقيق الأهداف الإستراتيجية ومن ثم تحقيق الرؤية. وبما أن الوقت المتاح للمحاضرة كان قصيرًا نسبةً لطبيعة الموضوع وتشعباته، وبما أن الخبرات والمستويات العلمية للحضور كانت متفاوتة، وذلك من التحديات التي قد يواجهها المحاضر، لذا استخدمت تكتيكا معينا لتبسيط الفكرة وإيصالها لجميع المشاركين على قدر المساواة، فكانت كلمة السر في المحاضرة هي استخدام الأسلوب الوصفي لإيصال الرسالة بدلًا من العرض التقديمي التقليدي المليء بالشرائح المكتوبة، لقد وضعت شريحة واحدة عليها صورة لباخرة سياحية وبدأ التفاعل مع الحضور بعدة اسئلة توصل الجميع بعدها لفم عميق لمعنى الرؤية والرسالة والقيم والأهداف الإستراتيجية وتلك التشغيلية، وبدا الفرق واضحا لدى المشاركين بين القيادة والإدارة. إن من مميزات الأسلوب الوصفي أو التمثيلي في العروض التقديمية أنه يطلق خيال المشاركين، اذا ما تم اختيار الصورة المناسبة للموضوع، ثم يترك لهم المجال للتعبير عن آرائهم ووصولهم جميعًا إلى فهم مشترك دون استخدام الأسلوب التقليدي التلقيني الممل، علاوة على ذلك فإن الصورة اكثر التصاقًا بالذاكرة من الكلام المكتوب، وتسهل عملية الإدراك على المتلقي، واستخدام الصور والأمثال هو اسلوب قرآني حكيم إذ قال تعالى «وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ».
1662
| 17 يناير 2024
نستطيع القول بأن الحرب على غزة قسمت دول العالم إلى ثلاث مجموعاتٍ متباينة المواقف، فالمجموعة الأولى وتتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية، تقف بكل وضوح مع دولة الاحتلال، فهي تدعمه بالمال والمقاتلين والسلاح والتقنية، وتقف إلى جانبه ضد بيانات وقرارات المجتمع الدولي التي تدين إسرائيل وتطالب بوقف الحرب، وتضرب بعرض الحائط كل القيم الديمقراطية والإنسانية التي كانت تروج لها بالأمس القريب وكانت تستغفل، أو لنكن اكثر وضوحًا، تبتز بها مؤسساتنا ومجتمعاتنا، فأصبحت اليوم تتبجح بالكيل بمكيالين وتتبنى ازدواجية معايير فجة. أما المجموعة الثانية، فهي رغم صغرها النسبي، وتواضع امكاناتها ووسائلها، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تقف بكل شرف وإنصاف ضد الظلم والعدوان ومع حق المقاومة في الدفاع عن أرضها ودحر الاحتلال والعدوان الغاشم، وذلك موقف منسجم مع القرارات الأممية وحقوق الإنسان، لن اسمي الدول العربية التي في هذه المجموعة، وهي لا تكاد تعد على اصابع اليد الواحدة، حتى لانقع في جدل المزايدات، ولكنها تضم أيضًا دولًا ليست عربية ولا إسلامية، بل إن هناك دولًا في أقصى الغرب كفنزويلا، وفي اقصى الجنوب الأفريقي كجمهورية جنوب افريقيا، وقفت موقفًا حازمًا ومشرفًا من «قضية المسلمين الأولى». المجموعة الثالثة والأخيرة، وهي الغالبية العظمى وتشمل للأسف دولًا عربية وإسلامية، هي مجموعة الجبناء والمنافقين، فالجبناء هم أنظمة لا تمتلك الشجاعة لتحديد موقفها من الكيان المعتدي، مع أنها تمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، تلك الترسانة من الأسلحة المكدسة لم تردع معتديا على سيادتها ولم تحقق نصرًا يومًا ما، عدا أنها ملأت خزائن الدول المصنعة للسلاح كما ملأت جيوب المرتشين القائمين على تلك الصفقات الفاسدة. أما المنافقون، وهم الأسوأ على الإطلاق، ومنهم للأسف دول عربية مسلمة، أولئك يتربصون ما تؤول له الأمور حتى يضخموا مكاسبهم ويركبوا الموجة القادمة وقد وصفهم الحق عز وجل بقوله (الذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوٓاْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ)، وحقيقتهم لا تخفى على المتابعين للتصريحات التي تصدر عن وسائل إعلامهم الصفراء، لا أقول إن قلوبهم مع المقاومة وسيوفهم مع الصهاينة، بل أقول إن قلوبهم وسيوفهم، وكلامهم وسكوتهم، وتجاهلهم لمأساة إخوانهم في فلسطين، كل ذلك يعبر عن تبنيهم لموقف الصهاينة وامنياتهم بأن تسحق المقاومة بأسرع وقت حتى يأمنوا على مكتسباتهم الزائلة ولو باعوا كل شيء، أولئك لا يردعهم دين ولا أخلاق ولا شهامة ولا مروءة، هم فقط احرص الناس على حياة، والعدو يعرفهم جيدًا فيعدهم بالسلام ويمنيهم بالازدهار «ولا يعدهم الشيطان إلا غرورا». أما مواقف شعوب العالم، فهي بعيدة عن حسابات الساسة وقد عبرت عن موقفها مما يجري في غزة من خلال المظاهرات المليونية التي اجتاحت عواصم العالم شرقًا وغربًا منددةً بالحرب على غزة، وتباينت في شعاراتها مع المواقف الرسمية للدول التي خرجت فيها تلك المظاهرات، الشعوب الحرة اختارت الوقوف مع الحق وقيم الإنسانية والعدالة. وكي نعرف متى سينفد بارود المقاومة علينا أن نتذكر بأن محاولات استنزاف بارود المقاومة فشلت على مدار الخمسة وسبعين عامًا الماضية، لأنه ليس كالبارود الذي يملأ مخازن الجيوش العربية، ولا البارود الذي تصنعه قوى الاستكبار العالمي لتسوقه على المخدوعين بالاستقلالية والسيادة، إن بارود المقاومة هو إيمانها الراسخ بنصر الله، إنه كل قطرة دم طاهرة سالت على تراب فلسطين، إنه كل صرخة ثكلى لم تلامس سمع معتصم، فكيف ينفد بارودهم وهم قد باعوا أنفسهم لله القائل في محكم كتابه « مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ». أقول لبني صهيون واذنابهم سيواجهكم أبطال فلسطين بكل وسيلة متاحة، فإن نفدت الذخيرة سيرجمونكم بالحجارة ولن يستسلم لكم طفل فلسطيني، إنها عقيدة الرجال التي لا يفهمها إلا الأحرار، ولقد لخصها ابوعبيدة في مقولته الشهيرة «إنه لجهاد نصر أو إستشهاد». اللهم اغفر لكاتبها وناشرها وقارئها وسامعها.
2802
| 10 يناير 2024
في السنوات الأولى من العمر، وكسائر الأقران، كانت تستهويني إحدى الألعاب الخارجية، ومعظم ألعابنا حينها كانت خارج المنزل خلاف ما عليه أحفادي اليوم، كنت أقضي معها الوقت الكثير وكان الوقت يمضي وأنا منغمس فيها، كان سعرها زهيداً وفي متناول اليد، لكن ما تبثه في روحي من أثر إيجابي وسعة أفق أكبر بكثير من المواد البسيطة التي صنعت منها، كانت تحرر خيالي وتمنحني الثقة. وبعد أن كبرت قليلاً أصبحت أفكر بأن أصنع لعبتي المفضلة بنفسي، فمكوناتها الثلاثة متوافرة في كل منزل، كان التحدي أن أعمل نسخة قريبة من تلك التي يبيعها دكان الحي، ذلك الدكان الصغير الذي كان يبيع كل شيء من الخضار حتى الألعاب. أجريت عدة محاولات فاشلة لصنع اللعبة، كانت أعين الأصدقاء ترقبني في كل محاولة، لم يكونوا ليخفوا ضحكاتهم وقهقهاتهم من الموقف، وفجأةً خفتت الأصوات وشخصت الأبصار وهي تنظر إلى السماء، لقد نجحت محاولتي الأخيرة، ها هي طائرتي الورقية تحلق في الأفق وانا ممسكٌ بزمامها وهي تشد الحبل من بين أصابعي الصغيرة وكأنها فرس تتفلت في الميدان، في تلك اللحظة أحسست بالإثارة تسري في عروقي، كان طعم سعادتي هذه المرة مختلفًا إذ كان ممزوجًا بنشوة نجاحي في صنعها بنفسي. ومع مرور الزمن ونسيان مهارة تصنيع الطائرة الورقية إلا أنني ما زلت استلهم منها العبر كلما رأيتها تحلق في السماء، إنها لا ترتفع إلا إذا واجهت تيار الهواء وبوضعيةٍ مناسبة، فكلما زادت شدة الرياح كانت فرصتها اكبر للارتفاع وهي تقاوم التيار مع أنها ضعيفة البنية إلا أنها حطمت المقولة الرجعية التي تنصح بالسير مع التيار وعدم مواجهته. إن مواجهة التيار، أي تيار، بمعناها الحرفي قد تنطوي على تحدٍ كبير، ولكن مواجهته بالوضعية المناسبة قد تكون فيه فرصة للارتقاء وتحقيق الكثير من المكاسب بأقل مجهود ممكن، وبتكلفةٍ لا تتعدى قيمة الورق والأعواد التي صنعت منها طائرتي.
3741
| 03 يناير 2024
وقف السيد كولن مارش على المنصة كمتحدث رئيسي في أحد المؤتمرات العلمية التي حضرتها قبل عدة سنوات متسائلًا في بداية كلمته الافتتاحية عن سبب انقراض الديناصورات الضخمة القوية في حين أن الكائنات الدقيقة الضعيفة لا تزال باقية إلى يومنا هذا؟، كان من اللافت لجمهور المشاركين أن يطرح هذا التساؤل في مؤتمر متخصص في علوم الإدارة والقيادة، إلا أن السيد كولن، وهو أحد الرؤساء التنفيذيين للخطوط الجوية البريطانية، كان له مغزى آخر من ذلك السؤال. يقول السيد كولن إن السبب في انقراض الديناصورات هو عدم قدرتها على التكيّف مع المتغيرات المناخية التي طرأت على الأرض في حين كانت الحشرات الضعيفة والميكروبات الدقيقة تمتلك قدرة كافية على الملاءمة مع المتغيرات من حولها مما جعلها تتفوق على الديناصورات في صراع البقاء على قيد الحياة. أراد السيد كولن أن يلفت نظر المشاركين من قادة ورؤساء تنفيذيين إلى ضرورة الاهتمام بالتطوير ومواكبة متغيرات السوق والديناميكية في العمل لضمان الاستمرار، وأن الجمود وتجاهل التحديات المحيطة وعدم التفاعل معها من شأنه أن يقوض العمل ويهدد بقاء المؤسسات وكذلك بقاء الدول المتخلفة عن ركب العلم والحضارة مهما كانت إمكانياتها وتاريخها والشواهد على ذلك كثيرة. وليس بعيدًا عن ذلك الطرح ما تقوم به المقاومة الباسلة في غزة التي استغلت ديناميكيتها الهائلة في إدارة المعركة، وقدرتها على المناورة ومرونتها في تجديد وتطوير آليات التصدي للعدو، ومواجهة التحديات المحيطة بها لتتواءم مع ظروف المواجهة غير المتكافئة مع جيش الاحتلال الصهيوني الذي من الواضح أنه اعتمد على قوة بطشه في صراع البقاء، وقد فشل فشلًا ذريعًا في المعركة وأثبت أنه ديناصور غبي سينقرض هو والديناصورات المنحازة له من القوى الغربية، فلم تعد شعوب العالم على استعداد لتوفير المناخ المناسب لاستمرار الأزمات والحروب بعد انكشاف ازدواجية المعايير الغربية وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان في شتى بقاع الارض عمومًا وفلسطين على وجه الخصوص. وفي المقابل، فإن الحراك الجاري في المجتمعات الغربية اليوم، والمظاهرات المليونية، المناهضة للحرب على غزة، والتي خرجت في عواصم صنع القرار في أوروبا وأمريكا، والدور السلبي المنحاز الذي لعبته الدول الغربية ومؤسساتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية، كل ذلك دفع بمنظمات المجتمع المدني والكتاب والمفكرين والإعلاميين المستقلين في الغرب إلى إجراء مراجعات شاملة وتقييم للمواقف، كما سلط ذلك الحراك الضوء على دور الإعلام الغربي في تضليل المجتمعات الغربية ضمن اجندة سياسية فاسدة، ولا شك أن تلك المراجعات عبر المحطة التاريخية المهمة التي جسدتها فظاعة الحرب الدائرة الآن على أهلنا في غزة والصمود الأسطوري للمقاومة الباسلة، سيدفع بالعالم إلى فضاءٍ جديد نأمل أن يكون اكثر عدلًا ونزاهةً من عالمنا الذي نعيشه.
2820
| 27 ديسمبر 2023
تذكر قصة أصحاب الكهف أنهم فتية آمنوا بالله وتركوا دين قومهم الذين كانوا يعبدون الأصنام، فلجأوا إلى الكهف فارين بدينهم من بطش القوم، فكانت عناية الله ورحمته تحفهم، وناموا مئات السنين حتى فني أعداؤهم واستبدلهم الله بقوم صالحين، هكذا تكون معية الله مع المؤمنين الصالحين في كل زمان ومكان، ولا يعلم جنود ربك إلا هو. وتتكرر القصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرج من مكة مهاجرًا إلى يثرب بعد أن اجتمعت عليه قوى الكفر لتقتله في مكة، وقد صاحبه ابوبكر الصديق رضي الله عنه في تلك الرحلة المحفوفة بالمخاطر والقوم في اثره يريدون أسره أو قتله فأوى إلى الغار هو وصاحبه، والغار كهف في جبل، فبلغ فرسان قريش وهم يبحثون عنه موقع الغار إلا أن الله صرف أنظارهم عنهما. يقول ابوبكر الصديق رضي الله عنه: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار، فقلت: يا رسول الله؛ لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: يا أبا بكر؛ ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فكانت انطلاقة تلك الهجرة التي غيرت وجه التاريخ، فصيرت المؤمنين المستضعفين في مكة قوة متمكنة خضعت لها رقاب الجبابرة. والسؤال ما علاقة ما يجري في غزة بما سبق ذكره؟، يقول الحق جل وعلى "وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا"، إن هؤلاء الفتية المؤمنين من شباب غزة، الحفاظ لكتاب الله، باعوا أنفسهم لله رافضين الاعتراف بالكيان الصهيوني والقرارات الأممية المشرعنة له ومتبرئين مما يسمى بعملية السلام ومعارضين لصفقة القرن وعملية التطبيع المشينة، ومقاومين للاحتلال الغاشم. وبناء على ما تقدم كان لابد للمقاومين من إعداد العدة لمواجهة العدو، فكانت الأنفاق هي كلمة السر التي سينطلق منها النصر والتمكين بإذن الله، وكانت عناية الله ومعيته هناك حيث يسر لهم التدريب والاستعداد والصناعة الحربية، وكان العمل والتجهيز للمواجهة جاريا على مدى سنوات حتى حانت ساعة الصفر، فكانت غزوة السابع من اكتوبر التي فاجأت العدو ودكت حصونه واسقطت هيبته إلى الأبد، فاهتز العالم وتداعت قوى الغطرسة والاستبداد العالمية لإنقاذ الربيبة المدللة بأي ثمن، فسقطت اقنعة القيم المزيفة التي تسوقها دول الغرب زورًا وبهتانًا لتتغلغل في مجتمعاتنا، وسقطت معها اقنعة كثيرة اخرى حتى رأينا بأم أعيننا فسطاطين، فسطاط القسط والعدل من أحرار العالم وشرفائه، وفسطاط النفاق وازدواجية المعايير من قوى الاستبداد والظلم "ولينصرن الله من ينصره"، وإن غدًا لناظره لقريب.
1650
| 20 ديسمبر 2023
بمناسبة حلول الذكرى المجيدة لتأسيس دولة قطر في الثامن عشر من ديسمبر، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى سمو نائب الأمير الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني وإلى الحكومة الرشيدة والشعب القطري الكريم، داعيًا رب العزة والجلال أن يحفظ الوطن قيادةً وشعبًا وأن يُتم نعمته علينا ويهدينا إلى سواء السبيل. يعود علينا هذا اليوم ونحن ننعم بواحة من الأمن والأمان ورغد العيش، وهاهم شبابنا اليوم يواصلون مسيرة الآباء متوكلين غير متواكلين ومشمرين عن أذرع العلم والعمل وقد صيروا ما حباهم الله به من نعمة لتكون وقودًا يدفعهم لمستقبل أرحب أفقا وأكثر أملا، مستقبل رُسِمت خطوطه بحكمة واتزان ومشاركة تمخضت عن رؤية طموحة واعدة يستلهم منها الأبناء والأجيال الناشئة قيم البذل والعطاء والفداء من أجل الوطن. لقد أصبح اليوم الوطني موسمًا لتعزيز حب الوطن، والولاء لمجتمعه الكريم وتاريخه المجيد، وجغرافيته المليئة ببصمات المؤسسين الأوائل، الذين سطروا أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، يحفهم الإيمان بالله وينير طريقهم هدي محمد صلى الله عليه وسلم، متمسكين بمكارم الأخلاق ومحاسنها. إنه موسم يشهد ولادة المجتمع من جديد، حيث تعيد الحوادث والأحداث صياغة وحدته وتماسكه، وتشد الأزمات من بنيانه فيزداد صلابة ويرتفع سموًا عن سفاسف الحاقدين والحاسدين حتى يلامس عنان السماء رفعة وعلوا. وهو موسم خير عميم لا يقتصر على المواطن فحسب، بل يجد المقيم فيه عوضا عن وطنه وأهله، ويجد الزائر له دفء الأخوة ومعنى الكرامة الإنسانية، وما ذاك إلا من حيث شيوع ثقافة التسامح والاحترام، ذلك الطبع الأصيل في أفراد هذا المجتمع منذ الأزل، لذا اكتسبت قطر لقب «كعبة المضيوم» بجدارة. يعود علينا هذا اليوم وقد اكتسى وطننا حلة جديدة، نسجت خيوطها أنامل يملؤها الحب والولاء والإخلاص، أنامل الكبير والصغير، المواطن والمقيم، وعلامة ذلك فرحة في عيون كل من تلقاه، ومشاركة في فعاليات واحتفاليات تكتنز فيها مشاعر تعبر عن الرضا والعشق والامتنان لهذه الأرض ماضيا وحاضرا ومستقبلا. وللشعر في حب الوطن وقفة تعبر عن وجدان الشاعر، أقول وبالله التوفيق: واصلي بالمسيرة وارتقي هام غيمْ بيرق العز رفرف فوق روس السحابْ كل ما غاب نجم بالقيادة زعيمْ سخر الله نجما للزعامة شبابْ قد حكمها شيوخ من تميمٍ قديمْ أهل باسٍ حموها بالسيوف الحدابْ متعبين المطايا بين حزمٍ وهِيمْ همة ما توانت والمراجل ازهاب صانها الله من العادي وكيد الرجيم واستقامة على السنة ونص الكتاب يا أمير الوطنْ يا شيخنا يا تميمْ درعنا يا ذرانا يا عزيز الجنابْ يا سراج العروبة بالظلام العتيمْ ويا عمار الديار اللي بلاها خرابْ يا نصير الضعيف ويا سرور اليتيمْ يا زبون الذي راسه من الوقت شابْ يا بعيد الهقاوي يا سياسي حكيمْ أنت ذخر العرب في المُولمات الصِعابْ قدتها بالمشورة والقرار السليمْ وانفتح للكرامة والعدل الف باب لين نال المواطن خيرها والمقيمْ غيث جودك سقى ريضانها والهضابْ أبشري يا قطرنا بالرخا والنعيمْ. بيرق العز رفرف فوق روس السحابْ.
1020
| 13 ديسمبر 2023
بعيدًا عن السياسة.. يجتهد مناصرو حقوق الحيوان في حملتهم لمنع استغلال الحيوانات في عروض السيرك، وكانت بوليفيا أول دولة في العالم تحظر استخدام الحيوانات في السيرك، ثم تبعتها بعض الدول كالصين واليونان، كما حظرت بريطانيا استخدام الحيوانات البرية في السيرك لكنها تسمح بالحيوانات «المستأنسة» على أراضيها، إلا أنها تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الحيوان في أراضي مستعمراتها المنتشرة في عرض الأرض وطولها. ففي إحدى تلك الدول التابعة للتاج البريطاني، كانت شاحنة تنقل مجموعة متنوعة من حيوانات السيرك في أقفاص خاصة من مكان إقامتها متجهة بها إلى حيث نُصِبَتْ خيمة سيرك عظيمة استعدادًا للموسم الجديد من العروض التي تدر الكثير من المال على أصحاب تلك الحيوانات. وفي الطريق كانت قرود السيرك المرفهة تراقب من أقفاصها الحيوانات في البرية وهي تصارع من أجل البقاء، فترى الأسود تطارد فرائسها معرضة نفسها للمخاطر حتى تستطيع أن تؤمن قوتها وقوت أشبالها، وتنظر إلى القرود الطليقة وهي تتسلق أعالي الأشجار بحثا عن الطعام وتنام على الأغصان خوفا من المفترسات، كانت قرود السيرك تبدو سعيدة جدا وهي ترى تلك المشاهد وكأنها تشعر بالامتنان أنها وقعت في الأسر فوجدت الأمن والأمان والسكن والغذاء والدواء. كانت بعض الأسود التي أسرت حديثا لا تزال عصية على التدريب ولم تغرها الوعود بحياة الرفاهية، لم تقبل أن تلعب دور السيرك أو أن تمتطي ظهورها قرود السيرك في بعض العروض الاستثنائية، كانت متمردة على تغيير نمط حياتها، بل كانت تريد التحرر من الأسر والعودة للطبيعة والعيش في البرية بحرية رغم ما فيها من تحديات، والعجيب أن تمرد الأسود كان مدعاة للتعجب والسخرية من قرود السيرك التي وجدت في الأسر كل شيء عدا حريتها. وبغض النظر عما تطالب به منظمات حقوق الحيوان من مناهضة الأسر، والرفق بالحيوانات، وعدم استغلالها للكسب المادي، فإن لقرود السيرك رأيا مختلفا تماما، فهي لا تتفق مع ذلك الطرح ولا تستسيغ تلك المطالبات بل تراها تدخلا سافرا في شؤون الغير. الأغرب من ذلك كله هو ردة فعل القرود التي لم تقع في الأسر عندما تمر بها شاحنة السيرك، تجدها تجري خلفها محاولة التعلق بها لعلها تحظى بشرف الأسر فتكون من قرود السيرك المرفهة فتفوز فوزا عظيما، وبسبب تلك المصلحة المتبادلة لم تلتزم الكثير من دول العالم وخصوصًا العالم الثالث بتوصيات منظمات الرفق بالحيوان، ولا تزال خيام السيرك شاهدة على الانتهاكات وفشل جهود الإصلاح. والله من وراء القصد
2202
| 06 ديسمبر 2023
لا أخفيكم سرًا إن قلت بأن الحرب على غزة قد سيطرت على قلمي فلم يعد يتطرق لأي موضوع آخر كتلك التي كنت اتطرق لها قبل الحرب، ولكن في المقابل ومع تشظي القضية الفلسطينة وبروز أبعاد جديدة مفاجئة، وحيثيات صادمة، أصبح هناك تحد لتغطية كل ذلك في مقالات معدودة. إن ما تعيشه المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي قد يُؤسِّسْ لتحول تاريخي على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية، كما قد يعيد رسم الخارطة الجيوسياسية في المنطقة، وترتيب الأوراق السياسية للإدارة الأمريكية ونقاط ارتكازها في الشرق الأوسط، وقد تؤثر إفرازات الحرب أيضًا على مستقبل العلاقات العربية العربية، والعربية الغربية بشكل جذري. إننا نشهد في هذه الأيام موجا عظيما من الأحداث المتسارعة ما بين حرب ضروس يشنها جيش الاحتلال على شعب أعزل، وانتهاكات للقوانين الدولية، وازدراء واستخفاف بقيمة النفس البشرية، وازدواجية المعايير الفاضحة، وعجز المجتمع الدولي ومنظماته عن إيقاف آلة الحرب الصهيونية، والانحياز العسكري والعنصري والعرقي والديني الذي مارسته الأنظمة الغربية ضد شعبٍ يطالب باستعادة حقوقه ويقاوم المحتل في إطار ما تسوق له تلك الدول من مبادئ ومعايير أصبحت للأسف مزدوجة وقابلة للمساومة حسب ما تقتضيه الأجندات غير المعلنة. ومع كل تلك الظلمة في هذ النفق الموحش أصبح بإمكان المبصر أن يرى نورًا ساطعًا في نهايته، إنه نور الحق الذي دمغ الباطل فأزهقه (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)، لقد زهق جيش الاحتلال فما عاد ذلك الذي لا يقهر، وانكشفت له ثغرات أمنية كبيرة هزت ثقة المستوطنين بالأمن في الأرض المحتلة رغم كل الإمكانات التكنولوجية والعسكرية والدعم الخارجي، وبدا للجميع عجز الإدارة الأمريكية بعدتها وعتادها العسكري عن تحرير الرهائن أو أن تجتث المقاومة الباسلة، وباءت بالفشل الذريع كل الممارسات الإجرامية لجيش الاحتلال ضد النساء والأطفال والمرضى، كما فشلت الضغوط السياسية على الأطراف الممثلة للشعب الفلسطيني من النيل من صلابة الموقف ووحدة الصف والالتفاف حول المقاومة. وفي المقابل عبّرت شعوب العالم الحرة عن موقفها من الحرب على غزة بموجة من الغضب الشديد ضد الكيان الصهيوني والتعاطف الكبير مع أهل غزة، وأصبح علم فلسطين أيقونة عالمية للمقاومة وعدالة القضية في المظاهرات والمناسبات المختلفة، لقد خسر الكيان الصهيوني سياسيًا وتوقف قطار التطبيع وصفقة القرن، وخسر عسكريًا حيث انكسرت آلته على صخرة المقاومة، وتبع ذلك بالطبع خسائر مادية مباشرة وغير مباشرة وتشوهت صورته الإعلامية التي ترصد لها الميزانيات السنوية لتلميعها وإضفاء الشرعية على ممارساتها. إن طلائع التحول الإيجابي في منطقة الشرق الأوسط تجاه مركزية القضية الفلسطينية وتبني فكر المقاومة والتنسيق المثمر قد بدت واضحةً للعيان، ولا يختلف اثنان على الدور الذي لعبته الدبلوماسية القطرية في مسرح الأحداث بلا كلل ولا ملل، فقطر اليوم تقود قافلة العدل والإنسانية وتبذل الغالي والنفيس لرأب الصدع والانقسام العربي والإسلامي تجاه الأحداث الدائرة في غزة، وقد أثمرت تلك الجهود الحثيثة عن واقع جديد على الأرض، وأثمرت عن مواقف متقاربة وخطاب عربي متزن نشهده على وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ونبض يكاد يكون موحدا للشارع العربي تجاه القضية، ومن المتوقع أن تنتج تلك الجهود واقعًا جديدًا واعدًا لشعوب المنطقة عامة وأهلنا في فلسطين خاصة. لقد أعلنت أحداث السابع من اكتوبر عن انطلاق قطار التغيير في منطقة الشرق الأوسط، ولن تعود عقارب الساعة إلى الوراء فهناك واقع جديد ترسم ملامحه من حولنا عبر تحالفات وتكتلات وسياقات مختلفة تمامًا عما كان عليه الوضع من قبل، نأمل بأن تكون تلك التحولات في صالح الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وأن يعم العدل والأمن والسلام.
1038
| 29 نوفمبر 2023
لا يخفى على المتابعين والمهتمين بقضايا الشرق الأوسط أن معظم الأنظمة العربية في المنطقة داعمة لفكرة تصفية المقاومة الفلسطينية حتى لو ادعت خلاف ذلك عبر تصريحاتها الرسمية، وهي في ذلك تعتقد بأن بقاء المقاومة بعد هذه الحرب سيضعها في ورطة وجودية، لذا فهي ترى بأن السلام والاستقرار في المنطقة يمر عبر تصفية المقاومة والتطبيع الكامل مع إسرائيل، وأن في دعم المقاومة مواجهة صريحة مع الأنظمة الغربية وخصوصًا تلك المهيمنة على المنطقة. لذلك حددت تلك الأنظمة البائسة وجهتها منذ البداية، فهي تدعم صفقة القرن وتشيطن المقاومة وتسير في الفلك الغربي وتتعاون معه على الإثم والعدوان، وفي سبيل تحقيق ذلك الهدف الذي تعتقد أنه مصيري بالنسبة لكينونتها، وظفت جيوشا من الإعلاميين والدعاة والعلماء والفنانين والمشاهير، يجمعهم حب المال والشهرة، ويتمتعون بضيق الأفق المبرمج مسبقًا في مختبرات الاستبداد الفاسدة، وسخرت لهم وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية لتمرير رسائل الأنظمة وصبغها بالصبغة المناسبة لها زورًا وبهتانًا، ونشطت في بث الباطل وتزييف الحقائق، والإرجاف وشيطنة أهل الحق، وتلميع الفاسقين والمنافقين، كل ذلك في سبيل إضفاء الشرعية على مواقف تلك الأنظمة المشينة من قضايا الأمة المصيرية. ومن المفارقات التي يجب أن نقف عندها، والتي قد تعطي مؤشرًا مظلمًا عن المستقبل السياسي لمنطقتنا بعد هذه الحرب، هي الفجوة التي أظهرتها الحرب على غزة بين ما تؤمن به الشعوب وما يؤمن به الساسة، ففي إحدى دول المنطقة صوت البرلمان بالإجماع على إصدار بيان إدانة بحق «الكيان الصهيوني» على جرائمه ضد أهلنا في غزة، في حين أن إحدى الشخصيات السياسية البارزة في تلك البلد تدين المقاومة وتصفها بأبشع الأوصاف، وهذا وضع لا يدعو للاطمئنان وينم عن تصاعد الاحتقان الداخلي. ولكن ماذا بعد انتهاء هذا الاعتداء الصهيوني البربري، خصوصًا في حال توصل الطرفان إلى اتفاق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو السيناريو الذي يلوح الآن في الأفق، كيف سيكون حال النظام العربي برمته بعد هذا الخذلان لأشقائنا في الدين والعروبة والإنسانية؟، هل ستظل الشعوب تحترم هذه الأنظمة وتثق بها؟ هل تستطيع تلك الأنظمة مواجهة الداخل بعد هذه المواقف الرخوة؟، هل سيعقب هذه الحرب ارتدادات زلزالية في المنطقة على غرار الربيع العربي؟، وهل سيصمد النظام العربي أمامها هذه المرة؟. لقد أسقطت الحرب على غزة من الأقنعة ما يكفي لتعرية النظام العالمي بأسره فضلًا عن النظام العربي العاري أصلًا من المصداقية والثقة والوزن الدولي، نعم لقد سقط الكثير من أقنعة الأنظمة العربية لدرجة يستحيل معها ترميم الصورة مرة أخرى في مخيلة الشعوب، وهنا يكمن التحدي في مواجهة الصحوة السياسية والنضج الوجداني التي خلفتها صدمة هذه الكارثة الإنسانية. ثم من قال إنه في حال انتهت المعركة لصالح الكيان الصهيوني، لا سمح الله، أن الغرب وإسرائيل تحديدًا ستقبل بالنظام العربي الحالي أن يكون شريكًا لها في المنطقة؟، أعتقد بأن أول ما ستفكر فيه إسرائيل، وبدعم وتأييد غربي طبعًا، هو استغلال حالة الهيجان التي تمر بها، لابتزاز النظام العربي المترنح بعد هذه الأزمة، وفرض أجندتها بشكل واضح وعلى رأسها تهجير الفلسطينيين، وتسريع عملية التطبيع الكامل والشامل وغير المشروط، وانتزاع زمام القيادة في الشرق الأوسط، والعمل على تجفيف منابع أي فكر للمقاومة، ولن أكون متشائمًا إذا ما اعتقدت بأن الأمور قد تصل إلى محاسبة الشعوب العربية أفرادا ومؤسسات على موقفها من الحرب على غزة، وستسلم قوائم للأنظمة العربية بالمطلوبين للمحاكمة، مما سيزيد الضغوط على النظام العربي وينذر بتجريده من كل شيء قبل الإجهاز عليه، تحت أي ذريعة، ومن ثم الاستيلاء على المنطقة برمتها لتشكيل شرق أوسط جديد يكون الخاسر الأكبر فيه الأنظمة العربية قبل الشعوب. إن الفرصة الوحيدة التي لازالت مواتية للنظام العربي حتى يخرج من مأزقه هي: أولًا: اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها وقف الحرب والمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتفعيل كل أوراق الضغط الممكنة على النظام الغربي حتى يستجيب لذلك. ثانيًا: تبني مصفوفة إصلاحات واسعة وشاملة ترتكز على القسط، وكرامة الفرد، والعدل والمساواة، وحرية التعبير المنضبطة بمرجعية المجتمع، ومحاربة الفساد أفقيًا ورأسيًا بكافة أشكاله، وتفعيل قوة القانون على الجميع بلا استثناء. ثالثًا: اتخاذ الإجراءات اللازمة لتشكيل كتلة عربية صلبة تقوم على قاعدة «مصلحة الأمة أولًا»، وتؤسس لتجمع متماسك ومتكامل، يسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات، ولديه القدرة على المنافسة والدفاع عن نفسه. رابعًا: إنشاء ودعم مراكز البحث العلمي المشتركة، ويكون تركيزها على المجالات الإستراتيجية التي تدعم أمن المنطقة وتنميتها والاستغلال الأمثل لمواردها. خامسًا: إنشاء لجان استشارية عليا من أهل الحل والعقد في كافة المجالات يتم اختيارهم على أسس علمية نزيهة وتوكل إليهم مهمة إعطاء المشورة لمساعدة صنّاع القرار على اتخاذ السيناريو الأمثل للمصلحة العامة وتجنب الاستفراد بالقرار. ومن المتوقع ألا يقبل الغرب بهذا السيناريو الذي قد يعتبره تهديدًا لمصالحه في المنطقة، ولكن على النظام العربي أن يعي وهو يرى بأم عينه عجز «الجيش الذي لا يقهر» ومن خلفه الدعم الغربي اللا محدود عن هزيمة المقاومة الشعبية الباسلة في غزة، أنه لم يبق أمامه سوى خيار الانحياز والُلحمة مع الشعوب العربية وتطلعاتها مهما كان الثمن.
4080
| 22 نوفمبر 2023
تذكر كتب السير والمراجع التاريخية أن عدد غزوات نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قبل غزوة فتح مكة هي أربع وعشرون غزوة ابتداءً بغزوة الأبواء في العام الثاني للهجرة والتي انتهت بمعاهدة المسلمين مع بني ضمرة من كنانة ولهذا لم يحصل بهذه الغزوة قتال، مرورًا بغزوة بدر الكبرى في نفس السنة والتي انتصر فيها المسلمون انتصارًا حاسمًا وقتل فيها أبو جهل، ثم غزوة أحد التي انتصر فيها المشركون، ثم الخندق التي انسحب فيها المشركون وانكشفت خيانة يهود بني قريظة، حتى جاءت غزوة فتح مكة في العام الثامن للهجرة حيث استسلمت قريش دون قتال وكان فتحًا ونصرًا مبينًا للإسلام. ولا شك أن المقاومة الباسلة في غزة، وهي حركة مشروعة يتبناها الأحرار في أي بقعة من هذا العالم ضد المعتدي والمحتل، ليست كباقي حركات المقاومة التي شهدها العالم عبر التاريخ الحديث، بل هي مقاومة على منهج شرعي مرتبط ارتباطا وثيقا وبفهمٍ عميق بمنظومة الفقه الشرعي الإسلامي وبسيرة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وهديه، ذلك الفهم وتلك الإيديولوجية لم يفرض منهجها نظاما سياسيا منعزلا عن واقع شعبه، أو مرتبطا بقوى سياسية إقليمية أو دولية تملي عليه اجندتها التي تضمن لها الهيمنة والتبعية واستغلال الموارد مقابل ضمان استمرار النظام وكرسي الحكم، بحيث يتراخى عنها في المنعطفات الخطيرة التي تمر بها عادةً حركات المقاومة فضلًا عن أن يفكر بالتخلي عنها. إن قوى المقاومة في ارض فلسطين محصنة ضد الحسابات السياسية الضيقة التي عادة ما يتبناها العملاء وأهل الهوى ممن باعوا آخرتهم بدنياهم او دنيا غيرهم، بل هي مقاومة لها عقيدة قتالية لا يطول سقفها إلا المؤمنين ولا يتبنى فكرها إلا الأحرار، فهي اذا صح التعبير أيديولوجية راسخة وغير قابلة للمساومة، وهذا لا يعني الجمود وعدم التفاعل مع المتغيرات والمعطيات السياسية والعسكرية على أرض الواقع بل يعني وضوح الرؤية وثبات الاتجاه والاستعداد للتضحية مهما كانت في سبيل تحقيق النصر أو الشهادة. إن ما قامت به المقاومة في السابع من اكتوبر كان كافيًا لكشف الحقيقة المزيفة لجيش الاحتلال، والكشف عن مدى الاستعداد والتنظيم والعبقرية والتضحية لدى المقاومة في غزة، كما نجحت في ارجاع الزخم للقضية الفلسطينية وافشال محاولات تكريس الاحتلال والتطبيع، ونسف ما يسمى بصفقة القرن. لقد نجحت المقاومة أيضًا في كشف نفاق الأنظمة الغربية، وانحياز أجهزتها الإعلامية، وعجز المنظمات الإنسانية والدولية عن تقديم اقل متطلبات الحياة لأهل غزة، وكشفت عن الوجه القبيح للكيان الصهيوني الذي اصبح منبوذًا في العالم كما لم يكن قبل السابع من اكتوبر. ولقد تفاجأت الشعوب العربية كما لم يكن من قبل بعجز الدول العربية والاسلامية مجتمعة عن مساندة أهلنا في غزة، لا بدعم المقاومة، ولا بوقف الحرب، ولا بفتح المعابر، ولا بادخال المساعدات الإنسانية، ولا باتخاذ موقف ضد الكيان الصهيوني، ولا ضد حلفائه الذين يمدونه بالسلاح، ولا بالدعوة للمقاطعة الاقتصادية، وفي بعض الدول الإسلامية منع الدعاء للمجاهدين أو الدعاء على الصهاينة. ومع كل تلك الدروس التي استفادت منها المقاومة بعد غزوة السابع من اكتوبر، إلا أنها أيضًا كشفت عن عجز النظام العربي والإسلامي الذي وصل الى مرحلة قريبة جدًا من التواطؤ، ووهن وصل الى مرحلة الذل مع ما تمتلكه تلك الدول من امكانات هائلة واوراق ضغط عديدة لو توافرت لرجال المقاومة في غزة، أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لغيروا وجه التاريخ، ولكنه الوهن في زمن الغثائية الذي حذرنا منه سيد البشر حين قال في الحديث الذي رواه ثوبان: « يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل يا رسول الله: وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت» رواه أحمد. والله من وراء القصد
4158
| 15 نوفمبر 2023
مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة...
1938
| 24 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن...
1137
| 22 ديسمبر 2025
تستضيف المملكة المغربية نهائيات كأس الأمم الإفريقية في...
1062
| 26 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة...
822
| 24 ديسمبر 2025
-قطر نظمت فأبدعت.. واستضافت فأبهرت - «كأس العرب»...
819
| 25 ديسمبر 2025
«فنّ التّأريخ فنّ عزيز المذهب جمّ الفوائد شريف...
720
| 21 ديسمبر 2025
لماذا تقاعست دول عربية وإسلامية عن إنجاز مثل...
663
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي...
654
| 28 ديسمبر 2025
-قطر تضيء شعلة اللغة العربيةلتنير مستقبل الأجيال -معجم...
630
| 23 ديسمبر 2025
انتهت الاحتفالات الرسمية باليوم الوطني بحفل عسكري رمزي...
549
| 23 ديسمبر 2025
منذ القدم، شكّلت اللغة العربية روح الحضارة العربية...
522
| 26 ديسمبر 2025
في عالم اليوم، يعد التحول الرقمي أحد المحاور...
498
| 23 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل