رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

اليوم العالمي لإبادة الطفل الفلسطيني

احتفل العالم يوم أمس 20 نوفمبر باليوم العالمي للطفل، الذي يُقام في مثل هذا اليوم من كل عام، والذي أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلالها اعتماد اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989، ومنذ عام 1990 والعالم يحتفل بهذه المناسبة، والذي يتضمن عدة ثوابت يدعو لتحقيقها، من أهمها أن يكون لكل طفل في كل مكان الحق في العيش في عالم يسوده السلام، وله الحق في العيش على كوكب آمن وصالح للعيش، وأخيراً؛ لكل طفل صوت فيجب الاستماع للأطفال وإشراكهم وأخذهم جدياً بعين الاعتبار في جميع القرارات التي تؤثر عليهم!. كل هذا الكلام الذي ورد على لسان منظمة اليونيسف بالطبع لا محل له من الإعراب في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومجملاً الدول التي تعاني من الحروب والفقر، وما يؤكد ذلك أنه خلال الـ 45 يوماً الماضية من الحرب البربرية على غزة لم نرَ أي حماية أممية لأطفال غزة من حرب الإبادة الصهيونية التي أودت بحياة 5000 طفل، ولا حتى إشارة لها في موقعها على الشبكة العنكبوتية، وهو دليل قاطع بتواطؤ هذه المنظمات مع الكيان المحتل على اعتبار أنهم يعلمون بأنهم في حال قاموا فعلياً بالتحرك عملياً وليس شفوياً بالاستنكار أو المناشدات سيُواجهون بعنجهية وتسلط الدول العظمى بالتلويح بالفيتو ضد أي مشروع قرار يُدين الكيان المحتل!. فكيف لنا أن نرتجي من منظمة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها إنصافاً ووقوفاً مع الحق الفلسطيني في أدنى مستويات الحياة العادية له ومن يتحكمون بها وقراراتها وحق نقضها هم من يدعمون الكيان الصهيوني المحتل المجرم بالسلاح والمال والعتاد بمشاركة العديد من الدول الغربية وصمت عربي مطبق، ولكن تكالبهم مع الصهاينة على غزة لم يمنع شعوبهم من تجييش المظاهرات والوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني طيلة الأسابيع الماضية رفضاً واستنكاراً لدعم حكوماتهم لحرب الإبادة ضد غزة!. وللمفارقة، فقد قُدّر لهذه الحرب الظالمة على غزة أن تتزامن مع أكثر الأيام المعنية بحقوق فئات المجتمع الدولي أو ما يعتبر ذا صلة به، ففي شهر أكتوبر الماضي فقط ومع بدء الحرب كان هناك أكثر من يوم عالمي معني بحقوق الطفل والمرأة والفقر ونزع السلاح والأغذية، وفي نوفمبر الجاري حَفِلَ معظم أيامه بمناسبات عدة تم نسفها والإخلال بها في أرض غزة المكلومة، أولها اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، ثم اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية، والأسبوع الدولي للعلم والسلام، واليوم الدولي للتسامح، واليوم العالمي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال والتشافي منها، وأخيراً اليوم العالمي للطفل الذي احتفل به العالم يوم أمس، وكان الأجدى بأن يتم تغييره ليكون «اليوم العالمي لإبادة الطفل الفلسطيني»!.

981

| 21 نوفمبر 2023

أُمّة كغثاء السيل!

تقول القصة كما ترويها المصادر، إنه في عام 1513م هاجمت أساطيل الغزاة البرتغاليين احدى المدن العربية الساحلية، وبعد معارك غير متكافئة تم احتلالها، وهاجر الكثير من الأهالي وبقي البعض يقاوم بشراسة أوجعت المحتل كثيرًا رغم أنها لم تكن منظمة، ازدادت ضربات المقاومة فلجأ البرتغاليون لخطة مبتكرة لوأدها، حيث جاؤوا بشخص مجهول اسمه (عبدالرؤوف أفندي)، وأطلقوا عليه اسمًا ثوريًّا رنانًا هو (ياسين)، لم يكن أحد في المدينة كلها يعرف هذا الـ (ياسين)، لكن البرتغاليين دعموه سرًّا بالمال وبعض السلاح لكي يظهر أمام الشعب بطلاً قوميًّا، نادى (ياسين) للجهاد لتحرير المدينة فانقادت خلفه الحشود، وبعد عدة معارك متفق عليها مع الغزاة شاع صيته، وأصبح الكل يلقبه بالزعيم!. نادت البرتغال بمؤتمر عالمي عاجل من أجل السلام، وطلبت من الزعيم (ياسين) الحضور فقَبِل ياسين، وفي تمثيلية مكشوفة تحدّى (ياسين) أن يحضر البرتغاليون!. ‏تمنّعت البرتغال في البداية تمنّع الراغب، ثم قبلت وتم كل شيء كما خُطِط له، أعلن (ياسين) حكومته المحلية واعترف بحق البرتغال في المدينة! فقُسّمت المدينة إلى قسمين، قسم يحكمه العميل (ياسين) ويتبعه اللاجئون والفقراء وقسم آخر يحكمه المحتل البرتغالي، ويمتلك النصيب الأكبر من الأرض والثروة!. وبغض النظر عن صحة هذه القصة من عدمها، إلا أنها تحكي واقع الكثير من الدول في العالم ونجد (ياسين) هو نفسه يمثل نفس الشخصية رغم تغير الزمان والمكان ولكنها هي نفسها الخيانة والعمالة والحبكة والخدعة والفخ، وهي نفسها النتائج المتوقعة من (ياسينهم) في الاستفراد بالحكم ونهب الثروات والتحكم في مصير الشعب وتنفيذ سياسات ومصالح أسياده المحتلين بحضرته! وإن اختلفت أسماؤهم فهم يتفقون في الأهداف لخدمة المحتل الذي يتخفى خلف هذا الــ (ياسين) مستغلاً إما النعرات القبلية أو الانتماءات الطائفية أو الخلافات التي لا يُراد لها أن تنتهي حتى يبقى الوضع على ما هو عليه لدوام الفائدة لـ (ياسين) العميل وأسياده الذين يتحكمون بخيوطه!. ‏ما يحدث الآن في غزة من أحداث فظيعة ستظل عالقة في ضمير الإنسانية ووصمة عار على المجتمع الدولي، فعجزه عن إيقاف مسلسل المجازر والإبادة العرقية في حق الفلسطينيين من قبل كيان محتل لم توقف آلته القاتلة أي نداءات أو استغاثات أو توسلات لإيقاف مجازره في حق المدنيين الأبرياء في غزة هو مهزلة ومصيبة لا تُغتفر، أقول ما يحدث من عدم تدخل دول عربية مجاورة أو غير مجاورة لغزة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو ما تجسده قصة (ياسين) الذي يوهم شعبه بأنه يقف معهم ومع الحق وهو في حقيقته ما هو إلا عميل لا ينطق حرفاً واحداً ولا يُصدر قراراً إلا بعد مشاورة أسياده الذين لولاهم لم يكن على سدة حكم بلاده!. ابتُليت هذه الشعوب بحكام لا تحركهم نخوة ولا مشاعر تجاه أشقائهم من الشعوب العربية المجاورة عند تكالب الأعداء عليها، فلا تحرك مشاعرهم ونخوتهم استصراخ امرأة ولا شيخ ولا طفل قتل أهاليهم وأحبابهم واستحلفوهم بالله وبحرمة الدم والدين الذي يجمعهم بأن ينصروهم ضد عدو الله وعدوهم، ولكن لا حياة لمن تنادي ولقد اسمعت لو ناديت حياً!. هذه الدول وهذه الشعوب هي نفسها التي لم تُحرك ساكناً في كثير من الأحداث الجسام التي مرت عليها على مر التاريخ من عربدة للصهاينة ومجازر وتدنيس للمقدسات منذ تأسيس هذا الكيان وحتى يومنا هذا، ولعل حادثة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 كان المقياس الحقيقي الأول لردة فعل هذه الأمة، والتي علّقت عليها جولدا مائير رئيسة وزراء الكيان الصهيوني حينها قائلة: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل صوب، لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن باستطاعتنا فعل ما نشاء، فهذه أمة نائمة»!. وهذا هو حال الأمة الآن الذي حدثنا عنه الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها»، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن»، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت». رواه أحمد في مسنده فاصلة أخيرة حررونا يا أهل غزة من الاستعمار الجاثم على إرادتنا فنحن أمة مسلوبة الإرادة والقوة حتى صارت لا تستحي من ذلها وهوانها!.

3855

| 07 نوفمبر 2023

الجميع مقابل الجميع !

أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينية التي تستبسل للدفاع عن أرض غزة العزة منذ السابع من أكتوبر وحتى ساعتنا هذه بأن جيش العدو الصهيوني بعتاده وترسانته وعدّته والإمداد الذي يتلقاه من الدول الحليفة له كأمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعظم الدول الأوروبية، أثبت أن العدو ليس كفؤاً للحرب البرية بعد سلسلة من التقدم لأقل من كيلومتر باءت كلها بالفشل الذريع وخسروا من جرائها العشرات من جنودهم ودباباتهم وعرباتهم وجرافاتهم، وهو ما يفسر تكثيف سلاح طيرانه قصفه للمدنيين دون حتى أن يلتفت للنداءات الدولية بإيقاف حملته المسعورة التي تؤكد مدى بربرية ووحشية هذا الكيان المحتل !! ووسط هذه الأحداث المؤلمة تكشّفت لدى الشعوب العربية مدى ما وصلت إليه الأنظمة العربية من ضعف وهوان وتبلّد في المشاعر، باستثناء بعض الأنظمة وخاصة المطبّعة مع الكيان التي لا تُخفي تعاطفها ودعمها للكيان من أجل القضاء على حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، ولعل ما كشفه دينيس روس الذي يعتبر أكثر الدبلوماسيين الأمريكيين معرفة وتواصل بحكومات الشرق الأوسط في صحيفة نيويورك تايمز بأن « إسرائيل ليست وحدها في الاعتقاد بضرورة هزيمة حماس، ففي الأسبوعين الأخيرين، تحدّث إلى (مسؤولين عرب) في أنحاء المنطقة يعرفهم منذ فترة طويلة، كلهم وبدون استثناء قالوا له: إنه من المهم تدمير حماس في غزة، وأكدوا على أنه إذا خرجت حماس بصورة منتصرة فإن ذلك سيكرس أيديولوجية الرفض التي تدعو لها، وسيدعم إيران والمتعاونين معها ويضع حكومات المنطقة في موقف الدفاع، ولكنهم يقولون ذلك في الحوارات الخاصة، فمواقفهم العلنية مختلفة تماماً « انتهى كلامه وما قاله دينيس روس ليس مفاجئا وليس افتراءً على قادة ومسؤولين هذه الدول، فما معنى أن تشارك دولة « طبّعت « حديثاً مع الكيان المحتل بسلاح جوها في تعاون ومناورات مشتركة ودعم لوجستي للطيران الصهيوني ؟! ناهيك عن مواقفها في منظمة الأمم المتحدة التي ركّزت على إلقاء اللوم على حماس والهجوم عليها ومطالبة المجتمع الدولي بمحاربتها دون أن تستنكر وترفض مجازر قوات الاحتلال في غزة. وكذلك موقف جارة غزة التي يعتبر معبرها هو المتنفس الوحيد لها، واستمرار التعمد في إغلاقه وعدم السماح لمئات الشاحنات التي تنقل المساعدات والأدوية للوصول إلى غزة وإنقاذ عشرات الآلاف من الجرحى والجوعى، في انتظار أن يسمح لهم الكيان المحتل وأمريكا بالموافقة على عبورها لإنقاذ غزة، عدا عن تجييشه لجيشه على حدود غزة وتهديده لمن يحاول التعدي على حدوده بالقضاء عليه، وكأنه يوجه هذا التهديد لشعبه ولأهل غزة المنكوبة، هذا هو واقع أنظمتنا العربية عندما تُنتهك حقوقها وتُستباح أرضها وحُرماتها، يتشابهون في اللحن والقول والفعل في الاستبسال في الذود عن عروشهم ولو كانت على حساب الملايين من شعوبهم، وأما شعاراتهم الوحدوية العروبية فهي لا مكان لها من الإعراب عند وقوع الأزمات والمصائب لأي دولة أو قُطرٍ منها، فهي أنظمة لا تستحي وتُجاهر بذلك أمام الأمم !! فاصلة أخيرة الجميع مقابل الجميع، هو قرار وكلمة المقاومة الفلسطينية فقط، التي لا تُعوّل على أنظمتها التي لطالما خانتها وخذلتها وتكالبت عليها مع أعدائها !! فلله درّك يا غزة العزة، فقد كشفت كل الأقنعة!

462

| 02 نوفمبر 2023

من يستحي من الله أن يبتسم وإخوانه يُقتلون ؟!!

عندما أراد القائد البطل صلاح الدين الأيوبي أن يحرر الأقصى لم يتحقق له ما أراده بسبب ظروف الأمة حينها، فقد كانت الدولة العباسية قد تجزأت إلى عدة دويلات، فكان الفاطميون يحكمون مصر ويدعون لخلفائهم على منابر المساجد ولا يعترفون بخلافة العباسيين، وكان الصليبيون يحتلون الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط من آسيا الصغرى إلى شبه جزيرة سيناء، والأتابكة يسيطرون على شمال العراق وسوريا. لم يكن لصلاح الدين أن يواجه الصليبيين ويحرر الأقصى من براثنهم إلا عندما زال حكم الفاطميين في مصر، ففي الأول من صفر سنة 565 هـ حاصر الصليبيون مدينة دمياط فأرسل صلاح الدين قواته بقيادة شهاب الدين محمود وابن أخيه تقي الدين عمر، وأرسل إلى نور الدين زنكي في الشام يشكو ما هم فيه من المخافة قائلاً: « إن تأخرت عن دمياط ملكها الإفرنج، وإن سرت إليها خلفني المصريون في أهلها بالشر، وخرجوا من طاعتي، وساروا في أثري، والفرنج أمامي، فلا يبقى لنا باقية «، وقال نور الدين زنكي في ذلك: « إني لأستحي من الله أن أبتسم والمسلمون محاصرون « !! فكيف هو حال زعماء هذه الأمة في زماننا هذا وليس فيهم من يستحي من الله أن يبتسم وهو يرى شعباً شقيقاً يُقتّل وتستباح حرماته ويُحاصر ويتعرض للقصف من السماء والأرض والبحر وترتكب في حقه المجازر وهو متبلّد المشاعر، ووصل البعض منهم أن يتبادل الاتصالات والمشاعر الجياشة تجاه الكيان الصهيوني المحتل ويسعى لتوطيد علاقات بلاده في عز القصف على غزة، فأين ذهبت النخوة والمروءة من هؤلاء الحكام ؟!! بل وصل الأمر بزعيم أكبر دولة كان ينبغي أن تكون له وقفة صارمة أمام العدو الصهيوني، أن يقترح على المحتل إن أراد أن يُهجّر شعب غزة بأن يُهجرهم إلى صحراء النقب حتى يتمكن جيش الكيان من القضاء على حماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة. فاصلة أخيرة نعم نحن الشعوب العربية مغلوبون على أمرنا فيما يتعلق بما يحدث لأهلنا في غزة من حرب ظالمة، ولكننا نملك أسلحة لا يُستهان بها أولها الدعاء ثم الصدح بالمواقف المناصرة لإخواننا على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وأيضاً مقاطعة كل المنتجات التي تدعم شركاتها الكيان الصهيوني، فلا تبخلوا على إخوانكم !.

2547

| 24 أكتوبر 2023

إرهاب الصهاينة وداعميهم!

التاريخ في كل أزمة يطل برأسه لنا علّنا نتعلم منه ونستفيد من دروسه، فعندما فتح المسلمون الأندلس كان عددهم 12 ألف جندي فقط، وعندما طُردوا منها كان بمدينة غرناطة فقط مليون مسلم، فالعدد لا يعني شيئاً بدون إيمان راسخ وعقيدة ثابتة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «بل أنتم كثير، ولكنكم كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم»، وكأنه عليه الصلاة والسلام يتحدث عن أزمنتنا هذه التي غلبت عليها الهوان والذلة والتفرقة. من فتحوا الأندلس كانوا يحملون نفس الإيمان والعقيدة الراسخة التي يتسلح بها أبطال غزة وفلسطين على اختلاف الموقفين فأولئك كانوا فاتحين وهؤلاء مدافعين عن أرضهم وشرفهم ويخضبون أرضهم بدمائهم الطاهرة، وما يحدث الآن في غزة من هجمة بربرية صهيونية مدعومة من أمريكا والعالم الغربي وسط تخاذل عربي ودولي غير مستغرب، لم يتفاجأ منه أهل غزة ومقاوموها الأبطال بل هم متيقنون من هذا السيناريو ولكن تسلحهم بإرادتهم وقضيتهم جعل هذا التكالب ضدهم منحة إلهية يقوون بها عزائمهم وينفذون خططهم التي أعدوا لها جيداً بعد أن نكّلوا بالعدو الصهيوني في عملية «طوفان الأقصى» وصدموا الصهاينة والعالم أجمع بالقدرة العسكرية والتكتيك الاستراتيجي المتقن والذي كبد عدوهم المئات من الجنود والمستوطنين والخسائر في الممتلكات. الآن العيون شاخصة على ما يدبره العدو الصهيوني من تجهيزات لهجومه البري ضد غزة، والتردد لا يزال هو سيد الموقف في ضوء الحسابات التي تؤكد أن فاتورة هذا الهجوم ستكون مكلفة للغاية للجانب الصهيوني، وسيكون مثار استهجان وغضب من الشارع الصهيوني في حال خسروا الكثير من جنودهم، وهو الأمر المتوقع حدوثه بعد أن صدمهم تفوق المقاومة الفلسطينية وقدرتها على المناورة والانسحاب وحرب الشوارع، فحتماً سيكونون صيداً سهلاً لأسود المقاومة وستكون مهمتهم انتحارية لاسيما وأنهم في أرض المقاومة التي بلا شك ستعد لهم نار جهنمها في كل متر من أرض غزة الأبية. ومما لاشك فيه أن إطالة أمد الحرب ورغبة إسرائيل بحسب زعمها بإنهاء المقاومة الفلسطينية وحركة حماس ومسحها من الأرض كانت لها تداعياتها ومبرراتها بالنسبة للعدو الصهيوني، فالكيان المحتل يخسر المليارات من الدولارات يومياً جراء وقف عمل المصانع ووقف شريان الحياة في معظم مدنها وتكبد البورصة الإسرائيلية خسائر فادحة وتعطيل مطاراتها الرئيسية، وكل ذلك بفعل الرشقات الصاروخية التي تنطلق كل يوم على كل المدن والمستوطنات الصهيونية، فكلما طالت هذه الحرب واستُنزف الكيان المحتل خارت عزائمه ولجأ إلى حيل أخرى تنقذه من انهيار كيانه الهش. ● فاصلة أخيرة قمة التحدي والاستخفاف عندما تُرسل أمريكا اسطولين حربيين قبالة الكيان المحتل لإيصال رسالتها للعالمين العربي والإسلامي بأن من سيتدخل سندمره على الفور، وبالتالي تغطي على مجازر الصهاينة في غزة وتعطيها كامل الحرية في الإفساد والعربدة والإجرام، كل ذلك يحدث وأمة الهوان والذلة شاخصة ببصرها لا يرتد لها طرف!.

3195

| 17 أكتوبر 2023

طوفان الأقصى يحطم أسطورة الكيان

في عملية عسكرية نوعية لم يسبق لها مثيل نفذ أبطال كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس فجر السبت الماضي هجوما بطوليا في عمق مستوطنات « غلاف غزة «، شملت إطلاق آلاف الصواريخ واقتحام مستوطنات أسفر عن مقتل 1000 مستوطن إسرائيلي وجرح أكثر من 2200، بالإضافة إلى عدد غير محدود من المستوطنين، يأتي ذلك رداً على الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته وممتلكاته. عملية « طوفان الأقصى « البطولية حطّمت أسطورة قوة وجبروت الجيش الإسرائيلي، الذي كان يتغنى بها الكيان المحتل ومستوطنوه، لتضرب هذه العملية في مقتل استخبارات وأجهزة الجيش الإسرائيلي وتبعث رسالة للمستوطنين بأنهم ليسوا في مأمن أينما كانوا وحلّوا وأن الرعب والخوف سيكون مخيماً عليهم بعد أن فقدوا ثقتهم بحكومتهم وجيشهم وأمنهم المصطنع. ودعوني أنقل لكم فقرات من حوار أُجري مع المحلل السياسي الإسرائيلي « ميرون رابوبورت» والذي أكد فيها بأن الصدمة والحيرة ما زالت هي العنوان الأبرز لما أحدثته عملية طوفان الأقصى، وبأن هذا المستوى من المعارك داخل الأراضي الإسرائيلية لم تشهده المنطقة منذ إنشاء إسرائيل، وهذا المستوى من المباغتة لم يحصل، ولا حتى في حرب 1973، وأشار ميرون إلى أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في حالة من الذهول، وأن ثقة المستوطنين بالجيش اهتزت حتى النخاع. ويقول المحلل الإسرائيلي: في عام 1973 قاتلنا جيشاً مدرباً، أما هنا فنحن نتكلم عن أناس ليس بأيديهم سوى بنادق الكلاشنكوف، إنه أمر لا يُتصوّر، إنه فشل استخباراتي لا شك أن إسرائيل سوف تحتاج إلى وقت طويل كي تتعافى منه، من حيث ثقتها بذاتها ؛ وأن الصور التي أفرزها الهجوم الفلسطيني – بما في ذلك للمقاتلين وهم يتمشون داخل البلدات الإسرائيلية، وكذلك وهم يقودون النساء والأطفال والعجائز نحو الأسر داخل غزة – سيكون لها تأثير عميق على الجمهور الإسرائيلي . ويضيف ميرون إن ما يزيد الأمر تعقيداً هو أنه لو دفعت إسرائيل بالجيش إلى الداخل وحاولت احتلال غزة، فهذا يعني مقتل عشرات الآلاف من سكانها وحدوث أزمة لاجئين تنجم عن فرار الناس من ديارهم، ناهيك عن أن مئات الإسرائيليين سوف يُقتلون كذلك، وهذا سينجم عنه انقسام حاد داخل المجتمع الإسرائيلي الذي سوف يجد صعوبة بالغة في تقبل وفاة أعداد ضخمة من الإسرائيليين. انتهى كلامه ما ذكره المحلل الإسرائيلي ميرون هو يعبّر عن السواد الأعظم من رأي الشعب الإسرائيلي وحالة الذهول والصدمة التي انتابت الشارع الإسرائيلي بعد هذه الخسارة الكبيرة التي تكبدها العدو الصهيوني، والتي شاهدنا إفرازاتها وردة فعلها بهجوم شامل ومجازر أعقبت عملية طوفان الأقصى في قطاع غزة، وسط صمت المجتمع الدولي حيالها وتعاطف الكثير من دولها مع هذا الكيان المحتل وغضه الطرف عن مسببات « طوفان الأقصى « وسنوات طويلة من الاعتداءات والقتل والأسر وهدم المنازل وكل صنوف الطغيان التي مارسها هذا الكيان المغتصب في حق أهلنا في فلسطين !. فاصلة أخيرة من المخزي عندما نرى ونسمع أصواتاً نشازاً عربية تتعاطف مع الكيان المحتل وتُحمّل حماس وذراعها العسكري وكل الفصائل الفلسطينية المسؤولية على اندلاع هذه الحرب، وكأنهم يدافعون عن إخوتهم وشرفهم !. بئس الفئة المتصهينة التي هي أشد على المسلمين من أعدائهم، ولن تقوم قائمة لهذه الأمة طالما لم تستأصل شأفتهم وتقطع دابرهم.

2730

| 10 أكتوبر 2023

«التّقيّة» الأمريكية !!

ما صرح به جنرال أمريكي رفيع المستوى لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن أمريكا تدعم الحوثيين في اليمن لمحاربة «الإرهاب الإسلامي السني»، وأن أمريكا هي من سلمت اليمن للحوثيين وهي من تدخلت لإنقاذهم وحالت دون سقوطهم بوضع الخطوط الحمراء حول صنعاء والحديدة وصعدة، وهي من منعت الجيش اليمني من التقدم لإسقاط مدينة الحديدة، هي بمثابة اعتراف رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الحوثيين في اليمن وأن كل المعطيات السياسية خلال الثماني سنوات من عمر الحرب في اليمن ما هي إلا كذب ونفاق وازدواجية معايير تعاملت بها أمريكا تجاه الأطراف الفاعلة في الحرب وكان الضحية الأولى فيها الشعب اليمني. ‏ ولعل ما تم كشفه أيضاً بفتح الولايات المتحدة لميناء الحديدة لدعم الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وفي المقابل ساهمت في إفشال عمل الحكومة الشرعية وتفكيك الجيش اليمني ومنع تزويده بالأسلحة الثقيلة المتطورة، كلها توضح جلياً مدى الفوضى العارمة التي أحدثتها أمريكا في اليمن والمنطقة برمتها !! ‏وفي مقال لـ”باك ماري بيري” في مجلة “فورين بوليسي” قال الضابط الامريكي: إن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال لويد أوستن المرشح وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن غضب من التدخل السعودي ضد الحوثي لأننا كنا ندعم بهدوء قتال الحوثيين ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت. وحول شعار الحوثيين “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” قال الجنرال الأمريكي: إن هذا مجرد شعار لا حقيقة له في أرض الواقع ونحن نتواصل مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية وهم شركاء معنا وحلفاء لنا. ‏وقد كشف موقع «انتيليجنس أون لاين» الاستخباراتي الفرنسي، أن محطة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) في صنعاء، تلقت توجيهات من واشنطن بتكثيف تعاونها مع مليشيات «أنصار الله» التي يقودها عبدالملك الحوثي، لاسيما في ما يتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم القاعدة، ومما يؤكد صحة التنسيق المشترك بين الحوثيين والولايات المتحدة أن الطائرات الأمريكية من دون طيار لا تتحرك من قواعدها البحرية إلا بعد تنسيق مع غرف العمليات الموجودة في صنعاء في مبنى الأمن القومي ومبنى وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وهذه المؤسسات أصبحت تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل، ما يعني أن التنسيق بينهم أصبح أمرًا واقعًا !! ‏كثيرة هي الأحداث التي تؤكد مدى التنسيق التام بين الحوثيين والولايات المتحدة بما يخدم مصالح الطرفين التي اتفق الطرفان على أهمية التفاهم والتعاون بشأنها، ولولا هذا التعاون لما صمد الحوثيين أمام ضربات قوات التحالف المشترك ولسحق الجيش اليمني الحوثيين منذ سنوات. ولعل هذه « التّقِيّة « التي يمارسها الطرفان أمام العالم أجمع يجعلنا نجزم بأنه طالما أن وكيل إيران في اليمن وطفلها المدلل جماعة الحوثي لديه كل هذه الحظوة والاهتمام والدعم من قبل الأمريكان فهذا يعني بأن ما نشاهده من احتقان وأزمات سياسية ضد إيران على كافة الأصعدة وإطالة مدى قضية الملف النووي الإيراني ما هو إلا تمثيل وضحك على الذقون، و « تقية « سياسية يُراد بها تنفيذ أجندات ذات منافع للطرفين.. فاصلة أخيرة يقول ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل: « في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة « وهو حال الوضع بين أمريكا وإيران، وكل ما نراه ما هو إلا تمثيل في تمثيل، وشعار « الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود « ما هو إلا كلام يُراد به باطل، وسلِّم على محور المقاومة والممانعة !!

1494

| 03 أكتوبر 2023

منصة «استمر» أحيت آمال المتقاعدين

بادرة رائعة ومثالية تلك التي بادرت بها وزارة العمل بتدشينها لمنصة «استمر» المعنية بتوظيف المتقاعدين القطريين الراغبين في العمل بالقطاع الخاص، والاستفادة من خبراتهم واستثمارها وتعزيز تواجد هذه الكوادر الوطنية المؤهلة في القطاع الخاص، وستمثل هذه المنصة بارقة أمل وإعادة لروح المئات من المتقاعدين القطريين الذين لا يزال في جعبتهم الكثير من العطاء المثمر، وأحيت فيهم روح التفاؤل والنهوض بهم نحو حياة قادمة ستزخر بالإنجازات المبنية على تراكمات من الخبرة الطويلة في العمل المهني. وكما ذكر سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل أن منصة «استمر» تهدف لمد جسور التواصل بين المواطنين المتقاعدين ومؤسسات القطاع الخاص، وبأن تلك الخطوة تأتي انسجاماً مع رؤية دولة قطر ببناء سوق عمل يتسم بالحداثة والديناميكية والاستثمار في تنمية الموارد البشرية، والاستفادة من الخبرات المتراكمة للمواطنين المتقاعدين في مؤسسات القطاع الخاص. وهو بالفعل ما كان يجب أن يكون عليه حال المتقاعدين منذ سنوات طويلة لاسيما وأن العديد منهم يُحال للتقاعد وهو في أفضل حالاته إما من خلال تطبيق قانون التقاعد عليه أو من خلال إحالته ظلماً وتعسفاً، وهو ما يُلقي بظلاله السلبية على حالته النفسية وتصل به إلى الانكسار وفقدان الأمل، ولا شك أن هذا النوع من المبادرات ستكون بمثابة البلسم والعلاج الشافي لأحوال الكثيرين من المتقاعدين الذين يملكون كنزاً من الخبرة والعطاء من المؤلم أن لا يُستثمر في السنوات الماضية. ولا ريب أن المتقاعدين بالإضافة إلى خبراتهم يملك العديد منهم المؤهلات العلمية والعسكرية التي من شأنها أن تغطي كافة الوظائف التي يشغلها الخبراء والمستشارون من الأجانب، فإحلال المتقاعد القطري بدلاً من المهندس أو المحامي أو المحاسب أو الخبير أو المستشار الأجنبي في القطاع الخاص ليس من باب المجاملة وإنما هو استحقاق وحاجة لخبرات هؤلاء المتقاعدين الذين يملكون شيئاً مهماً لا يملكه الأجنبي بأنهم يخدمون هذا القطاع الخاص الذي ينعكس إنتاجه على اقتصاد وطنهم ويُسهمون في التنمية الاقتصادية وينشّطونها ويستشرفون مستقبلها بنظرة ثاقبة مبنيّة على التجارب والخبرات التي مرّت عليها السنين الطويلة بقساوتها وحلاوتها! فكل الشكر والتقدير لوزارة العمل ولوزيرها سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وأركان وزارته وكل من ساهم في إطلاق هذه المنصّة التي ستُسهم بشكل كبير في «تقطير» القطاع الخاص، والعمل على استثمار طاقات وخبرات المتقاعدين القطريين، الذين نُجزم بأننا سنشهد طفرة ونقلة نوعية لأداء مؤسسات القطاع الخاص بعد هذه الخطوة المميزة، ونسأل الله التوفيق والنجاح لكل من يسهم في إطلاق مبادرات هدفها الأول والأخير رفعة هذا الوطن بأيدي مواطنيه المخلصين. فاصلة أخيرة شتان بين منصة «استمر» التي تهدف إلى تحقيق مصلحة فئة مهمة من فئات المجتمع وهم المتقاعدون والقطاع الخاص وبين تلك التي انطلقت قبل عام من قبل إحدى الشركات التي أرادت استغلال حاجة المتقاعدين لتحقيق ربح مادي على حسابها، ولكن يبدو أن وزارة العمل حطَّمت مشروعها قبل أن يبدأ على أرض الواقع !!

2505

| 26 سبتمبر 2023

سلامة الصدر راحة الدنيا

كان طلحة بن عبدالرحمن بن عوف أجود قريش في زمانه، فقالت له امرأته يوماً: ما رأيت قوماً أشد لؤماً من إخوانك، قال: ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا اغتنيت لزموك، وإذا افتقرت تركوك! فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم. وقد علَّق على هذه القصة الإمام الماوردي فقال: انظر كيف تأوَّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسناً وظاهر غدرهم وفاءً، وهذا والله يدل على أن سلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة. فكم من قطيعة بين الإخوة والأخوات والأقارب والأصدقاء بسبب وشاية أو نميمة يُراد بها إفساد ذات البين، غابت عنها سلامة الصدور وتصدرت أحداثها الشكوك والنوايا السيئة، ولعلنا الآن نعيش طفرتها في زماننا هذا على وجه الخصوص، فتباعدت القلوب واكتفى كل بنفسه فلم يعد محتاجاً لأحد، وصار همه الانشغال في مشاغل الدنيا وملذاتها، وجهلوا أن الفائز والفالح من اغتنمها لمرضات علّام الغيوب. استحضرتني قصة يرويها أحد الرواة عن أخ وأخيه الذي يصغره في العمر وقد حدثت هذه القصة في ثمانينيات القرن الماضي، وكان للأخ الصغير أرض فارغة في موقع جيد بوسط المدينة التي يعيشون فيها، وقد احتاج لمبلغ من المال فعَرَض هذه الأرض للبيع، وكان أخوه الكبير في سعة من المال ولديه الخير الكثير، فلمّا علم بأن أخيه عَرَضَ الأرض للبيع التقى به وأوضح له بأنه يرغب بشرائها بالمبلغ الذي يعرضه، فقال له أخوه: سأبيعها بأعلى مبلغ يصل له المساومون عليها. فعَرَضَ عليه شراءها بأعلى من المبلغ الذي سيصل له سعر العرض، فلما وصلت اشتراها ودفع قيمتها لأخيه الصغير. وكان الأخ الصغير في كل مرّة يذكّر أخاه بتحويل الأرض باسمه لأن الدنيا حياة وموت وحتى يبرئ ذمته، وفي كل مرّة يقول له: ليس الآن، فلتبقى باسمك فليس بيني وبينك فرق، ومرّت السنين بعد السنين ووصلت قيمة الأرض إلى قيمة فلكية والأرض لا تزال باسم الأخ الصغير، ونفسه تخالجه وتراوده بشأن هذه الأرض وكيف أنه باعها بمبلغ بخس وهي الآن سعرها وصل إلى الملايين، حتى وصل به الحال أن حملت نفسه الضغينة والحسد لأخيه، حتى أنه من سوء ظنه في أخيه صار لا يطيق رؤيته لأنه يعتقد أنه ضحك عليه عندما اشترى هذه الأرض بتلك القيمة التي لا تساوي شيئاً في هذا الزمان، وفي أحد لقاءات الأخوين وأخواتهم مع أمهم تبيّن من خلال ملامحه أن هنالك خطبا بينه وبين أخيه الكبير، ليسأل أخاه الكبير بنبرة عالية: إلى متى وأنت لا تريد تحويل الأرض التي اشتريتها مني قبل 20 عاماً باسمك؟ ماذا تقصد من هذا التصرف؟ فابتسم الأخ الكبير في وجه أخيه وقال: اشتريتها منك لأقضي حاجتك حينها ولأحفظ الأرض لك لقادم الأيام والسنين، حتى إذا أردت أن تبيعها بعتها بمبلغ ينفعك وينفع أبناءك، فأنت عندي بمثابة الابن لأبيه وحرصي عليك لا حدود له، فالأخ لا بديل له ولا يعوض بكنوز الدنيا، ولذلك لم أحوّل الأرض باسمي لأضمنها لك ولم أخبر أحداً بأني ابتعتها منك وأخفيت عن الجميع ذلك. لم يكد الأخ الكبير أن ينتهي كلامه حتى ذرفت عينا أخيه من هول الموقف وكرم وفضل أخيه مقابل الشكوك وسوء الظن الذي ظل يساوره طوال تلك السنين. فاصلة أخيرة سلامة الصدر نعمة من نعم الجنة، لا يؤتاها إلا من وفقه الله، فمن سلم صدره لأهله وأحبابه فقد أنعم الله عليه بنعيم أهل الجنة وهو في الدنيا.

2058

| 12 سبتمبر 2023

ليس سابقاً لأوانه.. ليس متأخراً

من روائع الأدب الروسي تلك القصة التي يرويها أحد الأدباء الروس، والتي تدور وقائعها في إحدى محطات الحافلات عندما جلس رجل عجوز وامرأة حامل ينتظران وصول الحافلة، وكان الرجل يتطلع إلى بطن المرأة بنظرات فضول، حتى سألها قائلاً: في أي شهر أنتِ؟ وكانت المرأة شاردة التفكير، كما أن القلق يتسرب في ملامح وجهها الحزين، ففي بداية الأمر لم تعر سؤال العجوز أي اهتمام، لكن بعد مرور ثوانٍ ردّت عليه قائلة: في الأسبوع الثالث والعشرين، رد العجوز: أهي أول ولادة لكِ؟ أجابت المرأة نعم. قال لها العجوز: لا داعي لكل هذا الخوف، لا تقلقي سيكون كل شيء على ما يرام، وضعت المرأة يدها على بطنها ونظرت أمامه تكبح دموعها وقالت: آمل ذلك حقاً، رد عليها العجوز: يحدث أن يتضخم شعور المرء بالقلق أحياناً على أشياء لا تستدعي منه كل هذا القدر من التفكير، ردّت المرأة بنبرة حزينة: ربما. بدا العجوز أكثر فضولاً وقال: يبدو أنك تمرّين بفترة عصيبة، لماذا زوجك ليس بجانبك؟ قالت المرأة: لقد هجرني قبل أربعة أشهر، سألها العجوز: لماذا؟ قالت: الأمر معقد بعض الشيء، قال لها العجوز: وماذا عن عائلتك وأصدقائك أليس لديك أحد؟ أخذت نفساً عميقاً وقالت: أعيش برفقة والدي المريض فقط، قال العجوز: فهمت فهمت، أتجدينه سنداً قوياً الآن كما كان في صغرك؟ نزلت الدموع من عينيها وقالت: أجل، حتى وهو في حالته تلك. سألها: من ماذا يشكو؟ قالت: فقط هو لا يستطيع تذكُّر من أكون، قالت جملتها الأخيرة، وبعد لحظات فقط من وصول الحافلة التي ستقلهما قامت من مكانها وقالت: لقد وصلت حافلتنا ومشت خطوات فيما بقي الرجل العجوز جالساً على الكرسي، فالتفتت للخلف وعادت تمسكه من يده وقالت: هيا بنا يا أبي!! هذه قصة مبكية ومؤلمة من العديد من القصص التي تحكي معاناة ابنة أو ابن أو زوجة أو زوج أو أي فرد من أفراد أسرة مصاب بمرض الزهايمر الذي دقَّ ناقوس خطره بوصول عدد المصابين بهذا المرض بحسب الإحصائيات الرسمية لأكثر من 55 مليون مصاب حول العالم، وقد يتضاعف لثلاثة أضعاف هذا الرقم في عام 2050، ليكون بذلك من أسرع الأمراض انتشاراً في العالم ويصنف بأنه من سادس الأمراض الأكثر سرعة لحدوث الوفاة. فمن الضروري أن يُسهم أفراد المجتمع في التوعية بهذا المرض وأن يحدّوا من مخاطر انتشاره من خلال اتباع الوسائل والطرق الصحية والاجتماعية والنفسية التي يتم من خلالها التعامل مع من تبدأ معه أعراض هذا المرض. فاصلة أخيرة « ليس سابقاً لأوانه.. ليس متأخراً» هو شعار هذا العام الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية حول مرض الزهايمر، ففي ضوء التطور الطبي ووجود أحدث الوسائل التي تحد من انتشار هذا المرض فلا عذر للجميع بأن يتكاتفوا من أجل مقاومته والحد من خطورته وانتشاره، تمنياتنا السلامة للجميع.

1431

| 07 سبتمبر 2023

ديمقروطيتهم وزيروقراطية عربنا!!

فازت تركيا والأتراك بديمقراطيتها التي فرضت نفسها في الانتخابات الرئاسية للعام 2023 وبعد جولتين انتخابيتين احتدم فيهما التنافس بين الرئيس رجب طيب أردوغان زعيم حزب تحالف الجمهور وغريمه كمال كيليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري، كانت الكلمة الفصل لغالبية المصوتين الأتراك الذين صوتوا لأردوغان ليفوز بدورة رئاسية جديدة مليئة بالتحديات والعمل من أجل تجاوز الكثير من الصعوبات التي واجهتها تركيا وآخرها كارثة الزلزال الذي دمر العديد من المدن التركية وشرّد الملايين. وما يجعل هذه التحديات التي تمر بها تركيا، وخاصة بعد الزلزال الذي ضربها قابلة لإيجاد حلول لها وتجاوزها أن رئيسها المنتصر بولاية جديدة تمتد حتى عام 2028 أنه مرّ بكثير من المحن والأزمات وتجاوزها بنجاح كالمحاولة الانقلابية عام 2016، التي تورطت فيها قوى دولية وإقليمية أزعجها كثيراً القوة التصاعدية التي خطتها تركيا في حكم حزب العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان سواء كانت على الصعيد الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، وما سيكون عليه حال تركيا بعد عام 2023 وهي مرحلة مفصلية وهامة لها ستتخلص فيها من قيود معاهدة لوزان التي فككت الامبراطورية العثمانية وما تبعها من نتائج وخيمة كبّلت فيها قوى الاستعمار تركيا وجعلتها دولة بلا روح ولا هيبة ولا قوة، لا تستطيع أن تتحكم في مصيرها ولا مواردها!. ولعل ما واجهته تركيا بعد الانقلاب من تآمر بعض الدول الإقليمية والدولية عليها من خلال استهداف الليرة التركية ومحاولة الإضرار باقتصادها من أحد التحديات والعراقيل التي لم تكن تحدث لو لم يكن أردوغان على سدة الحكم في تركيا، ومع هذا وكعادته تمكن أردوغان من تجاوز هذه المكيدة وساهم بوضع خطة اقتصادية رفعت مؤشر العملة التركية واستطاع أن ينقذ بلاده من كارثة كادت تعصف بها. يُزعجهم الرئيس أردوغان لأنه ليس أداة بيد الغرب وأذنابهم من العرب والعجم، فلم تُسفر كل محاولاتهم وضخّهم للمليارات في الإطاحة بالسلطان الحكيم القوي الذي وضع نُصب عينيه بناء تركيا الحديثة القوية التي أخرجت نفسها من عباءة الوصاية التي ابتليت بها منذ الإطاحة بالإمبراطورية العثمانية التي شكّلت على مدى قرون هاجس الغرب المسيحي بقوته ونفوذه وتمدده!. فوز الرئيس أردوغان لم يأت من فراغ وإنما جاء بعد تحقيق العديد من الإنجازات للدولة التركية ومواطنها الذي أقصى طموحه أن يعيش حياة كريمة وأن يستفيد من موارد وخيرات وطنه، وهو ما حققه أردوغان خلال عقدين من الزمان، وصل فيه دخل الفرد السنوي أكثر من 12 ألف دولار، وما في جعبته لن تكون أقل مما تتحقق سابقاً وخاصة على الصعيد الاقتصادي. فاصلة أخيرة عندما شاهدت أرقام ونسب مرشحي الانتخابات الرئاسية التركية واحتدامها ومدى منافسة حزب المعارضة للحزب الحاكم وفوز الأخير في عدة مدن استشعرت مدى حجم الديمقراطية الحقيقية التي يعيشها الشعب التركي، وتحسرت في الوقت نفسه على العديد من دولنا وخاصة التي يُسيطر عليها العسكر و"الزيروقراطية" التي تعيشها شعوبها!.

705

| 30 مايو 2023

موقف قطري ثابت ومشرف

دأبت سياسة دولة قطر منذ نشأتها أن تتخذ مواقف ثابتة وواضحة إزاء القضايا العربية والإقليمية والدولية، وكانت وما زالت تتسم بالوضوح والمصداقية حتى لو كانت تبعاتها عكسية على العلاقات بينها وبين دولة أو منظمة أو أي جهة كانت، ترى دولة قطر بأنها تنتهك حقوق الأفراد والشعوب، وهو ما قد لا يروق للكثير من الأنظمة التي تعودت على اتباع الدول سياسة غض النظر تجاه خرقها وتجاوزها للأعراف والمبادئ المتعلقة بحقوق الإنسان. ولعل موقف دولة قطر من التطبيع مع النظام السوري يجسد الموقف الثابت والمعبر عن سياسة قطر تجاه هذا الملف والذي يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وتطلعها إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعاً للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري وتحسين علاقاته مع محيطه العربي بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. هذا الموقف القطري نابع من الوفاء والأمانة التي تقتضيها العروبة الصادقة التي لا تشوبها شائبة ولا تلوثها صور النفاق السياسي والمصالح القذرة التي تدوس على كرامة شعب جبار أصيل قاوم طغيان وعنجهية نظامه وذاق على يديه أصناف التنكيل والاستبداد، هذا الموقف كان لا بد أن يكون بإجماع كل أعضاء جامعة الدول العربية وأن يستمر حتى يزول هذا النظام المجرم الذي قتل وشرَّد ونكَّل بالملايين من شعبه ودمَّر وحرق الأخضر واليابس ليكافأ بعد سنوات الظلام والظلم بإعادة عضويته وشرعيته في جامعة الدول العربية. وأمام ازدواجية المعايير، أصبح صوت الحق واتخاذ المواقف الأصيلة تجاه شعوب مكلومة خروجاً عن السرب وموقفاً لا يتماهى ويتطابق مع موقف الأغلبية التي لا ترى أن حقوق الشعوب «مُقَدّمة» على حقوق الأنظمة كما هو حال الشعب السوري الشقيق مع نظامه! فنُصرة الشعب السوري الشقيق لا تأتي ولا تتجلى إلا من خلال موقف ثابت وصادق كموقف قطر تجاه هذا الشعب الأبي الذي عانى ولا يزال من ظلم وتجبّر هذا النظام المتغطرس، والذي لا شك بأن عودة علاقاته مع الدول العربية ستزيد من غلوّه وإجرامه تجاه شعبه ! ومما يُشعرنا كقطريين بالفخر والاعتزاز هو الموقف المشرف الذي عبَّر عنه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الذي حضر القمة العربية الـ 32 في جدة احتراماً للدولة المضيفة المملكة العربية السعودية الشقيقة وإيماناً منه بأن بلاده مع كل ما من شأنه أن يُسهم في تقوية اللحمة العربية ويناصر قضاياها ولكنه في الوقت نفسه واحتراماً وإجلالاً للشعب السوري الكريم لم يصافح رئيس النظام السوري وغادر قاعة القمة قبل أن يلقي كلمته، وهذه لعمري وقفة نخوة وشرف تجاه شعب شقيق عانى على مدى 12 عاماً ويلات حرب مستعرة لا ترحم من نظام مجرم على شعبه. فاصلة أخيرة الشعب السوري تعوَّد على الخذلان، وكأنه مكتوب عليه ألا يُعول ولا يثق إلا بخالقه سبحانه، لذلك كان شعاره منذ انطلاق ثورته: ما لنا غيرك يالله !

1242

| 23 مايو 2023

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3972

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2667

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1725

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1569

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1410

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1155

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

987

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

879

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

648

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

639

| 30 نوفمبر 2025

أخبار محلية