رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أحدثت العملية التي نفّذها الشهيد البطل خيري علقم في قلب حي استيطاني شمالي القدس المحتلة وأودت بحياة 7 إسرائيليين وجرح 10 آخرين شرخاً كبيراً في النظام الأمني الإسرائيلي، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن حصيلة هذه العملية من القتلى هي الأخطر من نوعها منذ عام 2008، وما زاد من ذهول وجنون نظام الاحتلال بأن الشهيد خيري لا ينتمي إلى أي حزب وفصيل فلسطيني وملفه الأمني خال من أي مخالفات وتجاوزات تصنفه في دائرة الاشتباه في خطورته على الأمن الإسرائيلي. ولعل هذه العملية النوعية التي نفذها الشهيد خيري علقم تعيدنا إلى الوراء لعدد من الأبطال الذين أعادوا القضية الفلسطينية إلى المشهد من جديد وتسببوا في إعادة نظام الاحتلال حساباته بشأن القضايا التي تتعلق بحقوق الفلسطينيين وما يمارسه الاحتلال من تنكيل وقتل وهدم منازل وتضييق عليهم، جعل الحليف الأمريكي للصهاينة يتبنى مسألة التهدئة بين الطرفين والدعوة لما يسمونه "كذبة" حل الدولتين!. وما يؤرق الاحتلال هو احترافية وإتقان تنفيذ العمليات من قبل ما يسمونهم "ذئاب منفردين" والذين لا علاقة لهم بانتماءات لفصائل وأحزاب، وإنما تتوقد فيهم روح المقاومة التي تولدت من رحم معاناتهم مع المحتل وما يمارسه من أصناف القتل والتنكيل ومصادرة الأراضي وهدم المنازل، وهي أساليب يظن المحتل الصهيوني أنها ستحقق أهدافه المنشودة بتوسيع رقعة الدولة الصهيونية وإحلال المستوطنين محل السكان الأصليين الفلسطينيين وطردهم لأماكن أخرى تمهيداً للانتقال إلى المرحلة التي تليها باستخدام نفس الأساليب والمنهج الاستيطاني!. ومن غرائب الصدف أن تفتح عملية القدس صفحة ظن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المعروف بتطرفه وعنصريته أنها طُويت منذ ربع قرن، حيث إن الشهيد خيري علقم هو الحفيد الذي أسماه أبوه على جده خيري علقم (51 عاماً) والذي قتله المستوطن المتطرف حاييم بيرلمان عام 1998 أثناء توجهه لعمله قرب مستوطنة راموت في القدس، حينها تولى المحامي بن غفير الدفاع عن القاتل المتطرف، ونجح في تخليصه من القضية بدون إدانة وتم إغلاق ملف الجريمة، وبعدها بـ 25 عاماً لم يخطر في بال الوزير المتطرف "محامي بيرلمان حينذاك" بأن حفيد المغدور خيري علقم سينفذ هذه العملية ويرد على قتل جده وكافة الضحايا الفلسطينيين بقتل 7 مستوطنين صهاينة!. وبالرغم من تحكم نظام الاحتلال الصهيوني بخيوط السلطة الفلسطينية وما يسمونه بالتنسيق الأمني والذي لا يهدف إلا للحفاظ على أرواح المستوطنين واستتباب الأمن في الأراضي المحتلة، إلا أن هذه العمليات النوعية التي ينفذها أبطال فلسطين أفسدت هيمنة قوى الاحتلال وداعميهم وتحكمها على السلطة الفلسطينية بتغيير دراماتيكي لقواعد اللعبة واتخاذ أساليب مقاومة جديدة ونوعية لم تخطر على بال المحتل الصهيوني وستزيد من تعقد الوضع الأمني وخلق تذمر وعدم رضا لدى المستوطن الصهيوني الذي لا تختلف وجهات نظره عما تمارسه وتخطط له حكومة نتنياهو المتطرفة والتي تسعى لتهويد القدس وزيادة حجم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة!. فاصلة أخيرة شهادة المرأة الإسرائيلية بما قاله الشهيد خيري علقم أثناء تنفيذه عملية القدس عندما مر من أمامها وتوسلت إليه ألا يقتلها حين اقترب منها، فقال لها إنه لا يقتل النساء وأكمل طريقه! هذه الشهادة دليل على أن انتقام الشهيد خيري لشهداء مدينة جنين وكل الشهداء الفلسطينيين ليس إرهاباً كإرهاب الصهاينة الذين لا يفرقون في مجازرهم بين نساء وأطفال وشيوخ، هذه هي روح المقاومة الفلسطينية النابعة من شريعتنا السمحاء!.
2316
| 02 فبراير 2023
لا ريب أن النعم تدوم وتثبت بالشكر وتذهب بالجحود وفعل المنكرات والنواهي، وفي القرآن الكريم يخبرنا عما قاله النبي موسى الكليم عليه السلام لقومه: (وَإِذْ تَأَذَنَ رَبُكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم: 7) وقال في شأن نعمة الأمن: (قَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِزْقِ رَبِكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِبَةٌ وَرَبٌ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَلْنَاهُم بِجَنَتَيْهِمْ جَنَتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَرْنَا فِيهَا السَيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَقْنَاهُمْ كُلَ مُمَزَقٍ إِنَ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِ صَبَارٍ شَكُورٍ) (سبأ: 15-19) وقال سبحانه وتعالى: (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِن كُلِ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) (النحل: 112). قال القرطبي رحمه الله: "سماه لباساً؛ لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس!. ومما يدل على أهميته قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَمَا حِيزَتْ لَهُ الدُنْيَا» رواه الترمذي. ونعمة الأمن أعظم من نعمة الصحة. قال الرازي رحمه الله: "سئل بعض العلماء: الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال: الأمن أفضل، والدليل عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان، ثم إنها تقبل على الرعي والأكل. ولو أنها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب فإنها تمسك عن العلف ولا تتناوله إلى أن تموت، وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف أشد من الضرر الحاصل من ألم الجَسَد. ولو تأملنا في زماننا هذا وانعدام الأمن في العديد من الدول حولنا والحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا والتداعيات التي أفرزتها هذه الحرب على دول العالم أجمع، لتيقنا بأن الحياة لا تتأتى ولا تستمر إلا بتوفر الأمن والاستقرار، وتبعات انعدامها ستلقي بآثارها على كل مناحي الحياة، ولعله من المؤلم جداً أنه رغم ما نشاهده من مقاطع تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قتل ودمار وآهات وتشريد ومعاناة مع الكوارث والبرد والأمطار الغزيرة إلا أننا منشغلون في التباهي بحياتنا المترفة والتسابق في التفاخر والاستعراض بما نملكه من سيارات فارهة وبيوت فخمة وكماليات ثمينة وموائد طعام متنوعة نستعرض فيها مظاهر الترف والإسراف، انشغلنا عما يدور حولنا حتى نسينا شكر الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى، وتغافلنا عن أن شعوب الدول التي تتعرض للحروب والكوارث والمحن كانوا يعيشون نفس نمط حياتنا التي نعيشها اليوم!. فاصلة أخيرة أحد مواطني دولة عربية يعاني شعبها مرارة الثورة التي اندلعت منذ عام 2011 ظهر في مقطع يكيل السباب لدول الخليج ويدعو الله أن ينعدم فيها الأمن وتنشب فيها حرب لا تبقي ولا تذر، لاشك بأن هذا الشخص سفيه وفي قلبه مرض ولا يُؤخذ كلامه، وليس من المنطق والعدل أن نُطلق حُكماً على هذا الشعب بأنه يحمل نفس قناعة هذا الشخص المريض، ولا ينبغي أن يؤثر ذلك في وقفتنا ودعمنا ومساندتنا لهذا الشعب الشقيق في محنته.
5226
| 19 يناير 2023
سيظل عام 2022 وما حققته قطر خلاله من إنجازات عظيمة راسخة في أذهاننا وأذهان أجيالنا القادمة وحاضرة وباقية في وجدان العرب والمسلمين والعالم أجمع، بعد أن قدّمت نسخة استثنائية ناجحة بكل المقاييس من مونديال كأس العالم فيفا قطر 2022، هذا التفوق والتميز لم يأت من فراغ ولكن كان نتيجة عمل مشترك لكافة مؤسسات الدولة وبمتابعة دائمة من القيادة الحكيمة لضمان أن تقدم قطر ما يليق بسمعتها كمستضيف لحدث مونديالي يترقبه كل شعوب دول العالم، وهو ما تحقق ولله الحمد والمنة. ولعل هذا الإنجاز وما سبقه وسيتبعه من إنجازات جاءت نتيجة خطط عمل دؤوبة تم التخطيط لها بعناية ودقة لتحقيق مخرجات تعتلي بهذه المشاريع والمنجزات لتكون على رأس القمة، وكلها تأتي بلا شك في إطار تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وترسيخاً لدعائم حركة النهضة الشاملة في البلاد. ولا ريب أن الشأن الأمني يعد من أهم عوامل استقرار أي دولة تطمح لتحقيق الإنجازات والمنافسة على تصدر المؤشرات العالمية، وقد تصدّرت دولة قطر في هذا العام 2022 وللعام الرابع عشر على التوالي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأمن والأمان، وفقا لمؤشر السلام العالمي (GLOBAL PEACE INDEX) الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا.. بينما حلت في المرتبة (23) عالميا من بين (163) دولة شملها المؤشر على مستوى الحالة الأمنية، متقدمة بـ (6) مراكز عن العام السابق. وبحسب المؤشر، فإن تصدر قطر في مؤشر السلام العالمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإحرازها مراتب متقدمة على المستوى العالمي في التصنيف، يؤكد ما تتمتع به من مستوى عال في الأمن والأمان وانخفاض معدل الجرائم والاستقرار السياسي، بالإضافة إلى خلوها من الأنشطة الإرهابية والتهديدات، سواء كانت داخلية أم خارجية. وفي مؤشر الأمن العام بمفهومه الشامل، احتلت دولة قطر المرتبة الأولى عالميا وعربيا وعلى مستوى الشرق الأوسط في هذا المؤشر لعام 2022 الصادر عن قاعدة البيانات العالمية نامبيو، (numbeo)، وهو ما انعكس على أرض الواقع وآخره ما حققته الجهات الأمنية من نجاح غير مسبوق في تاريخ المونديال، حيث لم تسجل أي جرائم أو حوادث مقلقة للأمن طوال أيام البطولة، في مؤشر على نجاح استراتيجيتها الأمنية وخطتها في تأمين المباريات والفعاليات والمنشآت العامة والخاصة وإدارة الحشود. أما على مستوى قطاع مشاريع البنية التحتية، فقد نجحت الدولة في استكمال العديد من المشاريع التي تمثل إرثا كبيرا للأجيال القادمة، حيث نفذت هيئة الأشغال العامة (أشغال) المشروعات المسندة إليها وفق أعلى المعايير العالمية، وفي أوقات قياسية، مع الحفاظ التام على سلامة العمال. وشملت تلك المشاريع شبكة متطورة ومتكاملة من الطرق السريعة والرئيسية، بمعايير عالمية تخدم جميع مناطق الدولة، وتوفر شرايين حيوية تربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية، حيث أنجزت أكثر من 1791 كيلومترا من الطرق، بالإضافة إلى 207 جسور و143 نفقا، أبرزها: طريق المجد، وطريق الخور، وطريق لوسيل، والطريق الدائري السابع، إضافة إلى محور صباح الأحمد. كما أنشأت 2131 كيلومترا من مسارات المشاة والدراجات الهوائية في معظم مشاريع الطرق المحلية والسريعة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 16 جسرا وخمسة أنفاق للمشاة. ما تم تحقيقه من إنجازات على أرض الواقع خلال العام 2022 لا يمكننا حصره في مقالة أو صفحات ولكننا نختصره بأنه كان عاماً قطرياً بامتياز، وهو الأمر الذي يجعلنا أمام تحديات لطالما عشقنا القبول بها وتجاوزها باقتدار وقناعتنا الدائمة بأن القادم لا بد أن يكون حافلاً بالإنجازات التي ليس لها سقف طموحات وإنما تعتلي للآفاق لتصل بقطر إلى ما تستحقه من مستقبل باهر تفتخر فيه أجياله. فاصلة أخيرة إشادة الدول بما حققته من تفوق ونجاح باهر في استضافتها لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 أخرست ألسنة من هاجموها وقلّلوا من شأنها وقدرتها على استضافة هذا المونديال، واللافت أن هذه الدول ووسائل الإعلام المسيئة تراجعت عن موقفها بعد ذهولهم من مستوى الاستضافة ! إنها قطر يا سادة
747
| 04 يناير 2023
رغم تزايد وتيرتها خلال الأسابيع الماضية إلا أن الهجمة التي تتعرض لها قطر من دول أوروبية أثبتت فشلها وعدم قدرتها على التشويش على سير التجهيزات النهائية لاستضافة مونديال كأس العالم FIFA قطر 2022، ولعل هذه الحملات الممنهجة التي تمت على مدى 12 عاماً من الواضح دوافعها المبنية على العنصرية والكراهية التي كشفت زيف الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية التي تتشدق بها تلك الدول التي لم تستوعب حتى الآن قدرة دولة عربية صغيرة كدولة قطر على تنظيم أهم بطولة وحدث رياضي عالمي كمونديال كأس العالم لكرة القدم، وهو الأمر الذي أذهلهم كثيراً عندما شاهدوا حجم الجاهزية والاستعداد على كافة المستويات لهذه البطولة العالمية. ولطالما مارست قطر دبلوماسيتها الناعمة في هذا الإطار مع هذه الدول التي تمارس منظماتها ووسائل إعلامها ومسؤولوها هجماتهم وافتراءاتهم على قطر طيلة الـ 12 عاماً الماضية رغم ما يربطها بها من علاقات متينة ومصالح مشتركة، وكان يحدوها الأمل بأن تنتهي هذه الهجمات وتكف هذه الدول عن ممارسة مغالطاتها وافتراءاتها المتعلقة بملف المونديال، ولكن للأسف أن هذه الدبلوماسية الناعمة لم يتمخض عنها أي تعديل في مواقف هذه الدول البتّة، وهو ما دعا سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالخروج عن الصمت والصبر القطري إزاء مواقف بعض الدول تجاه حملاتهم المغرضة تجاه تنظيم قطر لمونديال كأس العالم لكرة القدم، وأشار الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني هذه المرّة بأصبع الانتقاد لألمانيا التي وصفها سعادته بأنها تتعامل "بازدواجية المعايير" في انتقادها لدولة قطر البلد المستضيف لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022. وقال سعادته في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية: إن دولة قطر واجهت حملة ممنهجة ضدها على مدى 12 عاماً منذ اختيارها لاستضافة كأس العالم، وهي حملة لم تواجهها أي دولة أخرى حظيت بحق استضافة هذه البطولة، وأضاف: من ناحية؛ يتم تضليل الشعب الألماني من قبل السياسيين الحكوميين، ومن الناحية الأخرى؛ ليست لدى الحكومة الألمانية مشكلة معنا عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة، منوهاً: "نحن مستاؤون من ازدواجية المعايير"! وأوضح وزير الخارجية أنه من المفارقات أن يتم اللعب على هذا الوتر في دول أوروبية تسمي نفسها ديمقراطيات ليبرالية، وبصراحة؛ ينم هذا التصرف عن غطرسة وعنصرية! تصريح سعادة وزير الخارجية أجده جاء في الوقت المناسب وملجماً ورافضاً لما سمّاها "ازدواجية المعايير" لدى هذه الدول التي وضع لها سعادته الوصف الملائم بأنها تنظر إلينا بغطرسة وعنصرية، وجاء الوقت المناسب للتعامل معها كما ينبغي، ومن وجهة نظري وبعيداً عن الدبلوماسية الناعمة التي ننتهجها مع هذه الدول فأرى أنه آن الأوان للوقوف بحزم تجاه عنصرية هذه الدول بالتلويح بورقة المصالح المشتركة التي نملكها ونطبقها من طرفنا ولكن الأطراف الأخرى يتجاهلونها بشكل مستفز للغاية! فاصلة أخيرة العالم على موعد مع نسخة استثنائية يتعرفون من خلالها على كرم الضيافة والثقافة القطرية العربية الأصيلة، فمرحباً بالجميع في دوحة العالم.
954
| 16 نوفمبر 2022
عندما تقرأ أو تسمع رأياً لشخصية كان لها دورها الكبير والمهم في تشكيل هوية منظمة مجلس التعاون الخليجي ومتمرسة في العمل السياسي منذ بداية نشأة أغلب دولنا الخليجية، فإنك لا تملك إلا أن تدقق فيما يكتبه أو تنصت لما يقوله، الدبلوماسي المخضرم عبدالله يعقوب بشارة أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي، والذي ساهم في تحقيق وبلورة رؤية قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس مجلس خليجي يوحد أسس العمل ويخرج بأهداف وثمار يعود بنفعه لدوله وشعوبه، سنوات طويلة من العمل المضني والشاق ساهم من خلالها في إرساء دعائم العمل المشترك لهذه المنظمة التي تأسست في ظروف عصيبة تمر بها المنطقة آنذاك ولا تزال حتى وقتنا الحاضر. شخصية مثل عبدالله بشارة يختار ما يقوله ويكتبه بانتقائية ولا يتحدث في أغلب الأحوال من فراغ وإنما نتاج خبرة عملية طويلة عاصر فيها ملوكاً وأمراء ورؤساء في منطقة الخليج والإقليم والعالم، فعندما يدلي برأيه حيال قضية ما فعليك أن تترك ما يشغلك وتنصت له جيداً، فقد تجد ما يُكسبك فكراً ووعياً قد تدخره لمواقف أو قرارات أنت عازم على اتخاذها. في مقالة له نشرت في صحيفة القبس الكويتية عنونها بـ "الظاهرة القطرية.. في تلاقي الحزم والكرم) تناول فيها اتساع العمل الدبلوماسي لدولة قطر في توفير صداقات ومواقع تزيد من فعاليتها وتعزز مصالحها وترجمة دبلوماسيتها من خلال تصغير الخلافات والتحفظات تمهيداً لتصفيرها، وكيف أنها أسست علاقات ثنائية فيها حرارة واطمئنان في نفس الوقت مع كل من إيران وتركيا ومع دول كثيرة، وانطلقت في مبادرات مختلفة للتوسط إما بمبادرة منها أو ضمن جهد مشترك مع أصدقاء يجمعهم معها تلاقي المنظور والمصالح. يصف بشارة التغيير الذي أحدثته الدبلوماسية القطرية منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم عام1995 والذي اتسم بالوضوح والجرأة والهمة العالية وبالتالي تجنيد الإمكانات للمصالح العليا للدولة، مع رسم خطوط لا يمكن تجاوزها في مفهوم السيادة ومتطلبات الأمن الوطني. ويوضح بشارة أن القيادة القطرية لم يغب عن تقديراتها أن دبلوماسية المبادرات لها ثمن كبير في الجهد والعطاء ومتطلبات تأمين النجاح، فتقبلت لائحة التكاليف جهداً ومالاً ومبادرة بكل قناعة، وبهذه الروح دخلت قطر في سباق المنافسة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم ضد دول عريقة في فنون الكرة وبنيتها التحتية جاهزة ولديها كل المقومات التي تؤهلها للفوز بالاستضافة، لتنجح بذلك قطر وبجدارة بنيل الفوز بهذه الاستضافة. ويشير عبدالله بإعجاب إلى الهمة القطرية وتشميرها لذراعيها دون الاكتراث للاتهامات بالتشوية والتزوير، فهي تصرف من جيبها الخاص ولم تلتفت لخزائن الآخرين أملاً في المساعدة، وإنما حملت ما تملك وما يتوافر لهذا المشروع غير المسبوق خليجياً وعربياً. وأجمل ما قالته هذه القامة الدبلوماسية الخليجية في هذه المقالة بأن: "هذه رواية سيكتبها التاريخ، وسيبقى سجل النجاح متلألئاً حاملاً اسم قطر، قائلاً إنها لا تخاف من المجهول، ليس في الرياضة فحسب وإنما في جميع إشكاليات الحياة، هذه الخلطة هي مكونات الظاهرة القطرية، فلا نتجاهل مسلكها في الاستثمار عبر صندوق السيادة القطري، الذي نبع من سلوك وقناعة قطرية في دروب الاستثمار وبروح اقتحامية فريدة ومتنوعة في انطلاقتها". ويختتم بشارة مقالته بتساؤله عن مفاتيح الأسرار التي يحملها المسؤولون في قطر؟ مجيباً عليها بما يلي: لا تعبأ بهموم، ولا تخاف من مجهول، وتغدق بيقين بأن غداً سيكون الحصاد، ولا تستحي من الفشل. هذا كان رأي الدبلوماسي المخضرم بما سماها الظاهرة القطرية التي أوصلت قطر إلى ما هي عليه من صدارة في مختلف الأصعدة، وعندما تسمع هذا الرأي الذي استمده من حقائق عاصرها هو شخصياً وشكّلت هوية ودبلوماسية قطر الفذة ومهدت طريقها لتصبح من أهم الدول التي تعتلي مواقع الصدارة على كافة المستويات. فاصلة أخيرة 11 يوماً تفصلنا عن بطولة عالمية استثنائية تستضيفها عاصمة الرياضة العالمية الدوحة، ستبقى بإذن الله عالقة في أذهان الملايين من عشاق الكرة المستديرة، فمرحباً بالجميع في دوحة العرب والعالم.
2328
| 09 نوفمبر 2022
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق مونديال قطر 2022 الذي يترقبه العالم كل أربعة أعوام لمتابعة متعة مشاهدة منافسات قوية بين أفضل منتخبات العالم لكرة القدم، اقترب موعد المونديال الذي سخّرت له دولة قطر كل الإمكانيات والدعم ما لم تسخره دول حظيت باستضافة نسخه السابقة، 12 عاماً من عمر هذه الاستعدادات التي واجهت فيه قطر العديد من التحديات التي لم يسبق لدولة أن واجهتها في تاريخ بطولات كأس العالم على الإطلاق، وعلى لسان أميرنا صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بأن قطر تعرضت "لحملة غير مسبوقة" من الانتقادات بشأن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم بدأت على الفور منذ فوزنا بشرف استضافة كأس العالم لم تشهدها دولة مضيفة بلغ بعضها حد الافتراء، وقال سموه: " تعاملنا مع الأمر في البداية بحسن نية، بل اعتبرنا بعض الانتقادات إيجابية ومفيدة وتساعدنا على تطوير جوانب تحتاج إلى تطوير، لكن سرعان ما اتضح لنا أن الحملة مستمرة وتتوسع وتشمل التشهير والازدواجية في المعايير، حتى وصلت إلى قدر من الضراوة جعل الكثيرين يتساءلون عن الأسباب الحقيقية والدوافع وراء هذه الحملة ". ولاشك أن هذه الكلمة التي ألقاها صاحب السمو أمير البلاد المفدى خلال افتتاحه دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى جاءت لتضع المواطن القطري والمقيم على هذه الأرض الطيبة على قدر من المسئولية والحرص تجاه دورهم خلال فترة ما قبل وأثناء وبعد مونديال قطر 2022 ليكونوا واعين ومحصنين ضد كل ما يُحاك لقطر من افتراءات وكذب وتزييف للوقائع، فكما كانوا خلال السنوات الماضية بمثابة الدرع الواقي والجبهة المحصنة ضد أي حملات مغرضة فإنه من الواجب عليهم أن يستمروا على هذا النهج ضد كل من يحمل في قلبه حقداً دفيناً ضد قطر وما تحققه من إنجازات يفخر به كل العرب. ولعله من الواجب أن يحرص الجميع بالتحلي بالأخلاق التي جُبِلَ عليه القطريون والمقيمون على هذه الأرض الطيبة وما امتازوا به من كرم وطيب ونبل مع أخذ كامل الحرص لضمان تلافي أي سوء نوايا من بعض من قد يسعون لإثارة المشاكل، وهو أمر معتاد وغير مستغرب في تظاهرة عالمية كمونديال كأس العالم. ومما يُثلج الصدر ما نراه من وعي وإدراك لدى كل موظفي وممثلي وزارات ومؤسسات الدولة التي أعلنت تأهبها واستعدادها لهذا الحدث العالمي وتضافر جهودهم من أجل تذليل كل الصعوبات لكل مشجع ومشارك في كأس العالم، فهذه الأرواح المجندة لخدمة هذا الوطن المعطاء لا نشك قيد أنملة بكفاءتها وجدارتها ويكونوا خير سفراء لخير الأوطان، ليبقى الأثر الطيب في نفوس كل من تعامل ورأى أهل قطر وكل من تطبّع بطباعهم وخصالهم الطيبة. فاصلة أخيرة لنجعل أخلاقنا وتعاملنا الراقي هي تذكرة دخولنا بوابات قلوب الملايين الذين سيفدون لتشجيع منتخباتهم في مونديال قطر 2022، ولنضع بصمة طيبة تبقى أمد الدهر في نفوسهم، فهذه هي طباعنا التي فطرنا الله عليها يا سادة، فنحن لا نجيد التصنع والتمثيل، بل عفويتنا وطيب نوايانا هي من حمتنا من شرور الأشرار وغدر الغادرين ولله الحمد والمنة.
1056
| 02 نوفمبر 2022
مما يروى أن ملكاً كان يتفقد أنحاء مملكته عندما مرّ على قرية ووجد أهلها يشربون من (الترعة) مباشرة، فأمر بوضع (زير) ليشربوا منه ثم مضى ليُكمل باقي جولته، أمر بعدها كبير الوزراء فوراً بشراء زيرٍ ووضعه على جانب الترعة ليشرب منه الناس، وبعد أن وصل الزير إلى مكانه قال أحد الموظفين: هذا الزير مال عام وعُهدة حكومية لذلك لابد من حارس يقوم بحراسته وكذلك لابد من عامل سقاية، وبالطبع ليس من المعقول أن حارس وعامل سقاية سيتمكنان من العمل طوال الأسبوع فلا بد من تعيين 7 حُراس ومثلهم عمال سقاية للعمل بنظام المناوبة لضمان حراسة وملء الزير طوال الوقت، كما أنه لابد من تعيين فنيين لصيانة الزير. ومع تزايد أعداد الموظفين العاملين في الزير ألمح أحد الخبراء في مكتب الوزير والذي يتمتع ببُعد نظر وصاحب رؤية ثاقبة بأنه لا بد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين لصرف الرواتب للموظفين العاملين في الزير، لتتبعها فكرة أخرى من خبير آخر بأنه لابد من تعيين مشرفين على الحُراس والسقايين والفنيين لتنظيم عملهم، وهنا لابد من إنشاء إدارة لشؤون العاملين وعمل كشوف حضور وانصراف، ليتساءل خبير آخر فيما إذا حدثت تجاوزات أو منازعات بين العمال فلا بد من إيجاد نظام يفصل بينهم، وهنا تأتي الحاجة لإنشاء إدارة للشؤون القانونية للفصل في أي قضية أو مشكلة قد تحدث للعاملين. وبعد أن تم تشكيل هذه الإدارات جاء أحد كبار الموظفين في الوزارة باقتراح تعيين موظف كبير ليترأس شؤون الزير، وبالفعل تم انتداب أحد الموظفين من ذوي الخبرة ليترأس الزير وشؤونه. وبعد مرور سنة؛ كان الملك يمر كالعادة متفقداً أرجاء مملكته فوجد مبنى فخماً وشاهقاً مُضاء بأنوار كثيرة وتعلوه "لافتة كبيرة" مكتوب عليها (الإدارة العامة لشؤون الزير)، ووجد في المبنى غرفاً وقاعات ومكاتب كثيرة، كما وجد رجلاً مُهيباً وأشيب الشعر يجلس على مكتب كبير وأمامه لافتة تقول: الأستاذ الدكتور الفيلسوف الطيار الذي ترأس الكثير من الشركات والهيئات وقدّم الكثير من الأبحاث وبراءات الاختراع "مدير عام شؤون الزير"! فتساءل الملك مندهشاً عن سر هذا المبنى؟ وهذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل؛ فأجابته الحاشية الملكية: بأن كل هذا للعناية بشؤون الزير الذي أمرت به للناس في العام الماضي يا مولاي ! ذهب الملك لتفقد الزير فكانت المفاجأة أن وجده فارغاً ومكسوراً وبداخله "ضب ميّت" وبجانبه حارس وعامل سقاية نائمان وبجانبهما لافتة مكتوب عليها: "تبرّعوا لإصلاح الزير" مع تحيات الإدارة العامة لشؤون الزير!! (منقول) الشاهد من هذه القصة التي رواها صاحبها من وحي خياله، أنه كثيراً ما يتم تضخيم الأمور رغم صغرها بدواعي التنفيع والذي هو شكل من أشكال الفساد الذي يبرره أصحابه أنه للمصلحة العامة، فعلى معظم دولنا العربية على سبيل المثال؛ لو تمعنّا جيداً في عمل عدد من الهيئات أو المؤسسات واقتفينا أثر هذا العمل لوجدناه لا يواكب التطلعات المرجوة في ظل ما يخصص من ميزانيات ضخمة لها، وبالتالي هدر مال كان من الأفضل استغلاله لتحسين خدمات أو على الأقل استثماره لصندوق الأجيال القادمة أو الاستفادة منه لخلق وظائف للعاطلين عن العمل أو ضخه في صندوق المتقاعدين واستثماره لإيجاد عائد يدعم برامج وامتيازات للمتقاعدين، وحتى لا تكون هذه المؤسسات والهيئات أشبه بـ "الإدارة العامة لشؤون الزير"!! فاصلة أخيرة إذا انتقدنا قالوا إننا "سلبيين" وقصدنا تشويه صورة الوطن أمام الآخرين وهو ما يعد وفق نظرتهم "خيانة" و"قلة حيا"، إذن فلنكن كما تريدون طالما أننا نسعى للإصلاح ومعالجة السلبيات للنهوض بالوطن لأعلى المراتب، فالفرق بيننا أننا "نحب" الوطن ونترجمه بأفعالنا، أما أنتم فتحبونه "استعراضاً" أمام أعين الناظرين !!
1869
| 27 أكتوبر 2022
ليس منّا أي إنسان لم يتجرّع مرارة الفشل في مراحل حياته بتفاصيلها وظروفها، وقد يتعرض لهذا الأمر مرات عديدة ويتلقى من خلالها الدروس المؤلمة التي يستفيد منها من كان قوياً صابراً ويحوّلها إلى نجاحات لم تكن تتحقق لولا تجرعه للفشل، والعكس كذلك عندما يكون ضعيفاً لا يحتمل نتائج هذا الفشل فيكون أسيراً للإحباط ويُحيط به فشله من كل جانب لاستسلامه لنتائجه التي أحدثت له صدمة أعجزته عن النهوض مجدداً! ولو تمعنّا في قصص الناجحين من أصحاب الاختراعات التي غيّرت مجريات التاريخ وأحدثت نقلة نوعية في مسيرة حياة البشرية وكذلك رجال السياسة والأعمال والفكر والثقافة لوجدناها مليئة بالعبر التي تُكتب بأحرف من ذهب، فعلى سبيل المثال المخترع أديسون قدّم 99 تجربة فاشلة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي، الفيلسوف سقراط كان ينعته أحد معلميه بأنه فاشل ولا يصلح لأي شيء، أما رجل الأعمال الناجح بيل غيتس فقد وصفه المحيطون به بـ " الفاشل " لتركه مقاعد الدراسة وهو في سن العشرين ؛ وفي غضون 10 سنوات فقط استطاع جيتس أن يكون من أثرى أثرياء العالم، قصص الفشل التي تسبق النجاح كثيرة لا تعد ولا تُحصى ولكن أثرها في نفوس أصحابها هو ما كلّلها بالنجاح وحوّلها لقصص نجاح كان ولا يزال أثرها على حياة شعوب العالم. إذن فالفشل في كثير من الأحوال يكون محفزاً ودافعاً قوياً لصاحبه لتحقيق الإنجازات والنجاحات، بل قد لا تكاد ترى ناجحاً وملهماً إلا وقد مرّ بتجارب فاشلة قبل أن ينطلق في عالم الثراء أو الشهرة أو تحقيق تجارب واختراعات خدمت البشرية وخلّدوا أسماءهم في ذاكرة الشعوب، وكلمة السر التي ليست سراً على أحد في هذه الإنجازات والنجاحات هي "عدم اليأس" و "النهوض مجدداً" و "تحويل المحن لمنح" وكل عبارات محفزة كانت بمثابة الشعلة المضيئة لدروب أصحابها نحو التميز والنجاح. ولكن من المؤسف أن نرى حالات فشل تنتقل من أفراد لأفراد ومن ثم لمجتمعات بسبب فشل على مستوى نظام دولة استشرى فيه الفساد وهدم أركانه وأصاب مؤسساته بالشلل، حتى أصبح الفشل هو عنوان المشهد، وبالتالي انعكس ذلك على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وكافة مناحي الحياة فيها، وهذا النموذج للأسف نراه في كثير من دولنا العربية والإسلامية، فعندما لا توجد أرضية خصبة للنجاح الذي يسبقه فشل طبيعي غير مقصود ومتعمد فحتماً لن يتحقق أي عامل أحدثته الفطرة الطبيعية لإفراز وإحداث تجارب ناجحة ترتقي بمستوى الأفراد والمجتمع والدولة. من وجهة نظري أرى بأن أخطر ما قد تواجهه الدولة والمجتمع عندما نرى الناجح يُهمّش والفاشل الذي يأبى إلا أن يستمر على طريق الفشل والكسل وعدم الإنتاجية يُمهّد له الطريق ويُفضّل على الناجح حتى نصل إلى مرحلة يتمنى الناجح بأن يصل لمستوى وحظوظ الفاشل، حينها لا تستغربوا عندما يُصاب بجائحة "الفشل" وتنتقل عدواها بين الأفراد حتى ينقرض الناجحون ونعيش في مجتمع فاشل ودولة فاشلة!! فاصلة أخيرة " الفشل يُصيب الذين يقعدون دائماً وينتظرون النجاح أن يأتي" د. إبراهيم الفقي – رحمه الله
1725
| 18 أكتوبر 2022
عندما ترى التغطيات المكثفة والحصرية لاستعدادات دولة قطر لكأس العالم 2022، التي يقوم بها مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من دول خليجية وعربية تستغرب كثيراً من غياب مشاهير قطر في السوشيال ميديا عن المشهد وكأنه ليس بيننا وبين مونديال قطر 2022 إلا 40 يوماً، فتقاعس معظمهم وعدم قيامهم بمضاعفة جهودهم وتغطياتهم لهذا الحدث العالمي الذي سخّرت له الدولة منذ عام 2010 وحتى ساعتنا هذه الميزانيات الضخمة والمنشآت ذات المقاييس العالمية يُحمّلهم مسؤولية كبيرة ويضعهم في دائرة التقصير، لاسيما وأن هذه الفترة بالذات تستدعي ربط الأحزمة وتسخير كل الجهود من أجل العمل مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث وكل العاملين في هذا المونديال لضمان إظهاره بالصورة المبهرة المتعاطية مع الإمكانيات والدعم الذي قدمته الدولة لهذه البطولة المونديالية، ولتتواكب مع الحملات الإعلامية الضخمة التي سُوّقت لهذا المونديال الذي يقام لأول مرة في المنطقة العربية والشرق الأوسط. ولقد شاهدنا تغطيات متميزة خلال الفترة الماضية من مشاهير وناشطين خليجيين وعرب على مواقع التواصل الاجتماعي وثّقوا من خلالها الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع استعداداً لهذا الحدث المونديالي، بل وصل بنا من خلال هذه التغطيات أن نكتشف تفاصيل جديدة عن المنشآت والمعالم والمرافق التي تم إنشاؤها وتجهيزها مع بدء العد التنازلي لموعد المونديال، هذه التفاصيل والمعلومات كان من الأولى أن تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المشاهير والناشطين القطريين الذين في اعتقادي أن عدم إظهارها وتغطيتها عبر حساباتهم سيخلق تساؤلا لدى جماهير الكرة في الوطن العربي تحديداً مفاده: أين هم مشاهير قطر من هذه المعلومات التي كان من المفترض أن تنتشر عبرهم وليس عبر مشاهير عرب الذين بلا شك نكن لهم كل الاحترام والتقدير وهذه البطولة بلا شك هي بطولتهم؟ ولكنه حق مشروع بأن يقتنص المواطنون المعلومة قبل غيرهم لأنهم أصحاب الأرض والحدث. كما أنه لابد من الإشارة إلى ما تواجهه قطر من هجمة شرسة من قبل دول ومنظمات ووسائل إعلام إقليمية ودولية زادت حدتها مع قرب استضافة المونديال، هذه المرحلة تحتاج إلى الارتقاء في التعامل والرد على هذه الجهات التي من الواضح أنها تلعب في الدقائق الأخيرة من وقت بدل الضائع، مما يقتضي علينا أن نتعامل معهم بلغة الواثق المتجاهل لجعجعتهم وثرثرتهم التي لا تحرك فينا شعرة، فما واجهته الدولة من تآمرات ودسائس لإفساد وتشويه استضافتها لكأس العالم زادتها قوة ودافعاً لتجاوز كل الصعاب من أجل تحقيق هذا الحلم وتشريف الأمة العربية بتنظيم كأس عالم مشرفة وتبقى عالقة في أذهان شعوب العالم أجمع. فاصلة أخيرة لا ينبغي أن يتصدر المشهد في السوشيال ميديا قلة ممن يُحسبون على مشاهير قطر بأسلوب هابط ومنحط في الرد على الجهات أو الأفراد المسيئين لقطر واستضافتها لكأس العالم، يجب الارتقاء في الرد والتعامل مع المسيئين برقي وأدب كما جُبل عليه القطريون من أخلاق وحُسن تعامل كانت وما زالت علامة بارزة في شخصية المواطن القطري.
3345
| 11 أكتوبر 2022
يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام باليوم الدولي للمسنين. وفي كل عام تتناول منظمة الأمم المتحدة موضوعاً يهم هذه الفئة لتشجيع البلدان على لفت الانتباه إلى الصورة النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة عن الشيخوخة وكبار السن والتحديات الماثلة في ذلك، فضلاً عن تمكين كبار السن من تحقيق إمكاناتهم، وكما أوضحت المنظمة على موقعها الرسمي بأن جائحة كورونا كانت قد فاقمت وضع كبار السن خلال فترة جائحة كورونا وكان لها آثارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والصحية والمناخية في معايش كبار السن، ولاسيما المسنات اللاتي يشكلن السواد الأعظم منهم. وبيّن موقع الأمم المتحدة أنه بينما تتواصل اسهامات المسنات في المجالات السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فإنها تظل مساهماتهن وخبراتهن مجهولة ومهملة بصورة كبيرة، بل ومحدودة كذلك بسبب السلبيات ذات البُعد الجنساني التي تراكمت على مدار السنوات الطويلة، ويؤدي التقاطع بين التمييز على أساس العمر والجنس إلى تفاقم التفاوتات القائمة منها والجديدة، بما في ذلك الصور النمطية السلبية التي تجمع بين التحيز ضد الشيخوخة والتمييز أساس الجنس. ويعد موضوع هذه المناسبة لعام 2022 (مرونة المسنات ومساهماتهن) كما يشير الموقع بمثابة سمة مميزة وتذكير بالدور المهم الذي تضطلع به المسنات في اجتياز التحديات العالمية والمساهمة في حلولها بمرونة وثبات، فالاعتراف بالمساهمات الحيوية للمسنات وتعزيز إدراج أصواتهن ووجهات نظرهن واحتياجاتهن أمران حاسمان لإنشاء سياسات هادفة لتعزيز استجابة شاملة للتحديات والكوارث المحلية والوطنية والعالمية، واحتفالية هذا العام هي دعوة للعمل وفرصة متاحة لشمول أصوات المسنات وإظهار مرونتهن وإسهاماتهن في المجتمع، مع تعزيز الحوارات السياسية الرامية إلى تعزيز حماية حقوق الإنسان لكبار السن والاعتراف بإسهاماتهم في التنمية المستدامة ؛ انتهى كلام منظمة الأمم المتحدة. وأنا أقرأ التقارير والإعلانات الصادرة من الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية بشأن كبار السن وما تضمنته من استعراض لدورهم ظاهرياً بينما هم في الواقع لم يجعلوا من القيم والمبادئ التي يدعون لها روحاً وعقيدة تُمارس على أرض الواقع في كل ساعة ويوم ومكان وزمان لضمان حياة كريمة لكبار السن يواكبها تمكين ودعم لهم لا يتوقف، وأنا أقرأ ما يستعرضونه من عناوين لحملاتهم التي لا تنطلق إلا في يوم واحد وهو الأول من أكتوبر من كل عام استغرب من أنهم لو نقلوا تجربة وممارسة الدين الإسلامي مع هذه الفئة منذ ما يزيد عن 14 قرنا لما احتاجوا أن يُجندوا منظماتهم ومنتسبيهم ودول العالم وشعوبها لحثهم على دعم وتمكين هذه الفئة التي تعاني كثيراً ولاسيما في الدول غير المسلمة من عقوق وممارسات غير لائقة وترسيخ لصور نمطية سلبية عنهم. ولعل أعظم مكانة لكبار السن في الإسلام عندما يوصي الخالق عز وجل عباده في العديد من آياته ويأمر رسوله الكريم بحث أمته على إكرام الوالدين وكبار السن، يقول عزوجل (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )، وعن أَبي موسى رضي الله عنه قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ “: إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ «، وقال عليه الصلاة والسلام “: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا «، ومن عظم مكانة الوالدين وكبار السن أن الله سبحانه وتعالى قرنها بعبادته في قوله سبحانه (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، وأوصاهم بالدعاء لهما بقوله عزوجل: (ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب). فحري بمن يدين بهذا الدين أن يفخر بأنه ليس بحاجة إلى حملات منظمات دولية ولا دعوات أممية لبر والدين أو رعاية وتعامل مناسب مع كبار السن أو مطالبة لتمكينهم، لأنه يعيش كل المعاني السامية والعظيمة التي تُعظّم من شأن كبار السن وتوقرهم ويسعى دائماً من خلال ممارساته وتعاملاته التي فطرها فيه دينه وتربيته وأخلاقه على الارتقاء بمستوى البر والرعاية والتمكين لهذه الفئة التي كرّمنا الله بها لننهل منهم خبراتهم وتجاربهم في هذه الحياة. ولا شك أن كبار السن ليسوا بحاجة إلى العطف والرحمة بقدر ما هم بحاجة إلى العمل على تمكينهم وعدم إظهارهم بأنهم عاجزون وغير مؤثرين في المجتمع بل قادرون على العطاء المستمر ومؤثرون في مجتمعهم، فرصيد تضحياتهم من أجلنا ومن أجل أوطانهم يجعلنا ننحني احتراماً وإجلالاً لهم، فالحقيقة التي يجب علينا أن ندركها جيداً بأننا نحن من نحتاج إليهم فمنهم الوالدان اللذان يعتبران بابين من أبواب الجنة هنيئاً لمن ظفر بالفوز برضاهم وتعساً لمن ماتوا وهم غير راضين عنهم. ونحن في قطر ولله الحمد والمنة نُعدّ من أفضل الدول على مستوى العالم في تقديم الرعاية والخدمات المميزة من خلال التشريعات التي ضمنت لهم الحياة الكريمة الآمنة المستقرة، ولعل المادة رقم (21) من الدستور القطري تؤكد حرص الدولة على هذه الفئة وإقرارها حقوق كبار السن والذي أكد على الحفاظ على الشيخوخة ورعايتها وذلك حماية للأسرة والمجتمع. فاصلة أخيرة أمة محمد ليست بحاجة ليوم دولي للمسنين لأنهم جعلوا من ساعاتهم وأيامهم بِرّاً وحُباً ووفاءً وتمكيناً لهذه الفئة الغالية. اليوم الدولي للمسنين
1869
| 04 أكتوبر 2022
منذ منتصف القرن العشرين وحتى وقتنا الحالي عانت دولنا العربية والخليجية على وجه الخصوص من المد الغربي والتقليد الأعمى للغرب في سلوكياتهم وهيئاتهم وحتى طموحاتهم، وأصبحوا قدوات الكثيرين من شعوبهم بعد أن تلاشى في نفوسهم اعتزازهم بعقيدتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، حتى وصل الحال بنا إلى ما نحن عليه من ضعف وهوان وذل بعد أن انسلخنا من قيمنا ومبادئنا وتاريخنا العربي والإسلامي التليد المشرف المزهو بالحضارة والقوة والتقدم في كافة المجالات والتي كانت سبباً في الثورات العلمية والصناعية التي تلقفها الغرب وطوروها حتى وصل بهم إلى ما هم عليه من تطور وحداثة!. ولأن من أهم المرتكزات التي تركز عليها العديد من الدول في العالم تعزيز الهوية الوطنية لدى مواطنيها سواء من خلال المحافظة على العادات والثقافات المستمدة من تاريخها أو من خلال الهيئة التي يظهرون بها من ملبس أو وسائل، فإنه من المؤلم أن نرى في معظم دولنا العربية والخليجية انسلاخا من الهوية وتقليدا تاما للغرب في الملبس والثقافة، وحتى طريقة التحدث والتزين بالوشوم على الأجسام ناهيك عما يسمونه بالانفتاح من خلال الدعوة لما يسمونه بتحرر المرأة وتجردها من سترها وحشمتها وعفافها وما آلت إليه العديد من الأُسر والعائلات من تصدع وتشتت لأفرادها، عادات سيئة ساهمت إلى حد كبير في إضعاف المجتمعات وانغماسها في الانحلال الذي أخذوه من الغرب وضيعوا بسببه كل القيم والمبادئ التي كان يسير عليها أسلافهم. وفي خضم هذه السلبيات التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والخليجية إلا أنه ما زال لدينا بصيص أمل بمحافظة البعض على تعاليم دينه الحنيف وعاداته وتقاليده الأصيلة، ولعلنا نرى هذا الأمر موجودا في بلادنا حماها الله من المد الغربي وشروره من خلال ما نراه من محافظة شبابنا على عاداتهم وتقاليدهم وهيئتهم باعتزازهم بارتداء "الثوب والغترة والعقال" وغرسها لدى النشء وتحبيبها لهم، كما عزز هذا الأمر تلك القرارات الرسمية التي تحظى برعاية عليا من خلال فرض الزي القطري الرسمي على طلاب مدارس النقل وهو الأمر الذي يعزز من الهوية الوطنية ويُحصن أفراده من أي صورة من صور التغريب. قبل شهور شد انتباهي تغريدة لأحد المشاهير القطريين على تويتر طالب فيها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بغرس مفهوم (السَنَعْ) لدى بناتنا الطالبات في مدارس النقل الحكومية والخاصة من خلال إعطاء حصص في الطبخ أو التدبير المنزلي أو أي نشاط يساهم في حماية الأسرة ويُكسب الفتاة مهارات تتناسب مع طبيعتها الأنثوية ومستمدة من عادات وتقاليد كانت تمارسها أمهاتنا وجداتنا في الماضي وتكثيف جرعاتها لضمان زرع هذا المفهوم لديهن، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها العديد من الأسر القطرية واعتمادها على الخدم في كل تفاصيل حياتهم، فمن المعيب أن تصل البنت إلى عمر الزواج وهي جاهلة بأبسط الأمور التي تجعلها ربة بيت ناجحة ومربية فاضلة تحافظ على كيان بيتها وتُسهم في تربية وتنشئة أبنائها التنشئة الصالحة السليمة وتكون سيدة (سَنْعَة) يُحتذى بها وتكون بناتها مشابهات لها في (السَنَعْ) و (الذرابة). ولا شك أن الدور الأساسي يلعبه الوالدان في المنزل في تربيتها وتنشئتها النشأة الصالحة التي تغرس فيها كل مقومات (السنع) التي يتمناها الوالدان لابنتهم، فبناتنا أم تحديات وعوامل متغيرة خطيرة رأينا تداعياتها على العديد من بنات هذا الجيل في الملبس والهيئة وتقليد كل من نربأ ببناتنا أن يقتدين بهن!. فاصلة أخيرة تزايد معدلات الطلاق عندنا في قطر يدق ناقوس الخطر، وكلنا كأفراد وأسر ومؤسسات مطالبون بتضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة، فلنبدأ بغرس (السَنَعْ) في بنات جيلنا الحالي لعل وعسى يكن حائط الصد أمام أي مسببات للطلاق!.
2490
| 20 سبتمبر 2022
من بديع ما قرأت ما يُحكى أن الكذب والحقيقة تقابلوا في يوم من الأيام، فقال الكذب للحقيقة: هذا اليوم جميل جداً، نظرت الحقيقة حولها في شك ورفعت عينيها للسماء ووجدت اليوم حقاً جميل والجو جميل وبديع، وقررت أن تقضي اليوم تتمشى مع الكذب. ثم قال الكذب للحقيقة: الماء في البئر جميل جداً، تعالي لننزل للماء؛ نظرت الحقيقة للكذب في شك للمرة الثانية ولمست الماء فوجدته جميل حقاً، فتجردا من ملابسهم، ونزلوا إلى البئر؛ وفجأة، خرج الكذب من البئر ولبس مسرعاً ملابس الحقيقة وجرى ! خرجت الحقيقة من البئر عارية وغاضبة تجري وراء الكذب تود أن تلحق به، ولما رأوها الناس عارية غضبوا منها وأداروا وجوههم عن الحقيقة المسكينة، فرجعت للبئر واختبأت به ولم تخرج منه مرة ثانية من شدة خجلها! ومن وقتها والكذب يلف العالم مرتدياً ثوب الحقيقة والعالم يتقبله، وفي نفس الوقت يرفض العالم أن يرى الحقيقة عارية!! ما يحدث في العالم من هيمنة لقوى كبرى على العالم واختلال لتوازن العدل للشعوب هو تجسيد لهذا الكذب الذي تروجه وسائل إعلامها لتبرير كذبهم وتزييفهم للحقيقة للوصول إلى مآربهم في التحكم في مقدرات وثروات الدول والشعوب! ولعل أكبر مثال على ذلك ما يتعرض له الإسلام والمسلمون من تشويه لصورتهم وإظهارهم بأنهم ليسوا إلا إرهابيين وأشرارا تسلّطوا على العالم وأنه لا بد من مجابهتهم ودحر أفكارهم ومعتقداتهم، هذا ما يصوره إعلام الغرب الذي يهيمن عليه رجال أعمال صهاينة يسعون إلى هدف مستقبلي قريب إذا ما سار على السيناريو الذي رسموه منذ عقود وهو إقامة «دولة إسرائيل الكبرى» والذي جندوا من أجله عملاء من العرب والعجم وسخروا له كل الإمكانيات الهائلة! عندما تكون الحقيقة عارية تكون أشبه بجسد إنسان أصابه مس شيطاني يتحكم في تصرفاته وينقل عدوى هذا المس لأناس آخرين يتزايدون ويتزايدون ويروجون للكذب ويحجبون الحقيقة «الحقة» فعندها يصبح الجميع أسرى لكذبة كبرى لا أساس لها، ولكن يدعمها أن الحقيقة عارية ولا أحد يصدقها!! ما يحدث لأهلنا في فلسطين المحتلة هو أكبر مثال على تزييف الحقائق وازدواج المعايير لدى القوى الكبرى ومن يدور في فلكهم من شعوب تعيش في رحى كذب وسائل إعلامها الذي يُظهر بأن الصهاينة حمائم سلام وأن نظامهم نظام قائم على الديمقراطية والتعدد والشفافية وأن الفلسطينيين إرهابيون وقتلة رغم أنهم من اُحتلت بلادهم وهُجّروا ودُمّرت منازلهم وجرّفت أراضيهم ومزارعهم ونُكّل بهم، الحقيقة العارية لم تستطع أن تقف في وجه الكذب الذي شرّع للجندي أو المدني الصهيوني بقتل الطفل أو المرأة أو الشيخ الفلسطيني تحت ذريعة كاذبة وهي الدفاع عن النفس !! الحقيقة العارية لم تستطع أن تُحرك نخوة الشعوب العربية ودولهم وجامعتهم لإيقاف مسلسل الكذب الصهيوني المتكرر بإرهاب الفلسطينيين وإظهارهم وكأنهم هم المحتلون وليسوا السكان الأصليين لفلسطين، وهي نفسها التي لم تستطع أن توقف مهزلة التطبيع التي أخذت تزيد رقعتها على خارطة وطننا العربي! الحقيقة العارية تقول بخجل وألم يعتصرها: ما أصعب أن أتعامل مع شعوب تعرّت هي أيضاً من مبادئها وعزتها وشرفها لأكون معهم من ينطبق عليه المثل « الضرب في الميت حرام “! فاصلة أخيرة لئن كَسَرَ المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي. عمر المختار
2504
| 06 سبتمبر 2022
مساحة إعلانية
انتهت الحرب في غزة، أو هكذا ظنّوا. توقفت...
7083
| 14 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
2991
| 20 أكتوبر 2025
المعرفة التي لا تدعم بالتدريب العملي تصبح عرجاء....
2856
| 16 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
2847
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2568
| 21 أكتوبر 2025
في ليلةٍ انحنت فيها الأضواء احترامًا لعزيمة الرجال،...
2313
| 16 أكتوبر 2025
قمة شرم الشيختطوي صفحة حرب الإبادة في غزة.....
1623
| 14 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة وتضخم الأسعار وضيق الموارد، تبقى...
1401
| 16 أكتوبر 2025
الوقت الآن ليس للكلام ولا للأعذار، بل للفعل...
1251
| 14 أكتوبر 2025
لا يخفى على أحد الجهود الكبيرة التي تبذلها...
1128
| 14 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
996
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
966
| 20 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية