رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في كثير من المدن العربية، بإمكانك أن تصعد بسيارتك على الرصيف لتغير اتجاهك، لأنك - ما شاء الله - كثير المشغوليات، ولا وقت لديك للدوران حيث ينبغي الدوران، وتستطيع أيضا أن تقود سيارتك عكس حركة السير دون خوف من العواقب، لأن شرطة المرور قد لا تظهر إلا بعد وقوع الفأس على الرأس، أي بعد وقوع حادث لكتابة تقرير عنه، وفي بعض الدول العربية خالف قوانين المرور كما تشاء، بس خليك "كريم" وجيبك مليان، (ولا بارك الله فيمن نفع واستنفع، على حساب سلامة الناس!) وفي العديد من الدول العربية لم تصدر بعد قوانين تلزم السائقين والجالسين في المقاعد الأمامية في السيارات بربط أحزمة الأمان، لأن الموضوع "قيد الدراسة"، ونحن ما درسنا شيئا إلا ضيعناه وضعنا معه، ثم لماذا الدراسة والمسألة بكل بساطة تتعلق بسلامة البشر؟ كل ما يتطلبه الأمر هو إعطاء الناس مهلة شهرين لتزويد السيارات القديمة بأحزمة، وبعدها يبدأ تغريم المخالفين لقانون ربط الحزام، وطبعا كل حركة معها بركة، وبالتالي يمكن إعطاء شخص متنفذ رخصة استيراد أحزمة بالملاليم من الصين، ليجمع الملايين بالعملات المحترمة وأعود إلى "بارك الله في من نفع واستنفع"، وهي مقولة صرنا للأسف نستخدمها في معرض تقديم وقبول الرشاوى المكشوفة والمستترة (العمولات)، بل صرنا نسمي الرشوة "إكرامية" وهكذا ابتذلنا كلمة ذات قيمة ودلالات عالية، لأنها مشتقة من الكرم والتكريم والإكرام، وشتان ما بينها وبين الحرام، و في إحدى الدول العربية التي تلزم السائقين بربط الأحزمة، يقوم بعض الشبان بدهن قمصانهم بخطوط مائلة من الكتف الأيسر حتى الفخذ الأيمن مما يوحي للناظرين بأنهم يرتدون الأحزمة!! أي سذاجة وأي غفلة أن يتحايل إنسان في أمر يتعلق بمصلحته وسلامته وعافيته!!؟ في السويد أوقف شرطي الأسبوع الماضي رجلا وحرر له غرامة لأنه رآه يستخدم هاتفه الجوال أثناء قيادة السيارة، ولكن الرجل أخرج الجوال من درج السيارة، وأثبت للشرطي أن آخر مكالمة أجراها من ذلك الهاتف كانت في الليلة الفائتة، فسأله الشرطي: ولكنني رأيتك واضعا يدك اليمني على أذنك لمسافة طويلة، فقال الرجل إنه يفعل ذلك دائما، أي إنها حركة عصبية لا إرادية اعتاد عليها، عندئذ أصر الشرطي على تغريمه من منطلق أن الغرض من تحريم استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة هو إرغام السائق على استخدام يديه الاثنتين في القيادة!! ومثلت كاثرين نيكون أمام محكمة أمريكية بعد أن ضبطتها الشرطة وهي ترضع طفلها أثناء قيادة السيارة، ودافعت عن نفسها بأن الطفل صرخ من فرط الجوع، فلم تجد مناصا من إرضاعه وهي ممسكة بعجلة القيادة بيد واحدة!! كانت تلك مخالفة جسيمة لأن المرأة عرضت حياتها وحياة طفلها للخطر، والقانون ينص على أن تذهب المرأة للسجن، ولكن القاضي رأى أن في ذلك قسوة على الطفل، لأنها إما أن يبقى معها في السجن أو تبقى مع بعض الأقارب، فحكم عليها بالحبس المنزلي لثلاثة أشهر لا تغادر خلالها البيت، وترضع طفلها "على مزاجها"! وفي منطقة الخليج فشل نظام هواتف السيارات القديم المعروف بـ"ماتس"، وهي هواتف تماثلية، لأن جميع المشتركين في الخدمة كانوا يعتبرون استخدام الهواتف فور ركوبهم سياراتهم فرض عين، ومن ثم كانت الشبكات تتعرض للضغوط والاختناقات وتعجز عن تمرير المكالمات!! ولو كانت حكومات بلداننا الفقيرة تعرف مصالحها لجعلت من استخدام الجوال أثناء قيادة السيارة مخالفة، غرامتها ألف دولار، ولامتلأت خزائنها بالملايين في يوم واحد، بحيث تختفي عجوزات الميزانيات خلال سنة واحدة!!! Jafabbas19@gmail.com
787
| 18 ديسمبر 2018
عن شاشا وقيم في منتهى الهشاشة هذه مادة من أرشيفي، استعيدها كلما قرأت أو سمعت حكاية تتعلق بجحود ابن آدم، وانهيار القيم، وأبدأها بزوجين هولنديين زارا بلدة ريفية صغيرة في تركيا خلال العطلة الصيفية، ولاحظا أن العديد من القطط تعيش على مقلب القمامة القريب من مقر إقامتهما، فاقتربت منهما قطة وأطعموها وجبة نظيفة، ولأن القطط تعتقد أن البشر خُلقوا لخدمتها، فقد بقيت تلك القطة معهم وأدمنت الطعام الفاخر، ولازمتهم طوال إقامتهم في تركيا، وباتت تستجيب كلما نادوها باسم شاشا، ثم انتهت الإجازة وعاد الزوجان إلى هولندا، وبعدها بأشهر قليلة سمعا عبر وسائل الإعلام أن السلطات التركية بصدد قتل كافة الحيوانات الضالة، فما كان منهما إلا أن استقلا الطائرة وعادا إلى تركيا وقلبا الشوارع فوق – تحت حتى عثرا على الآنسة شاشا، وعلى الفور أدخلوها الحمام ونظفوها وذهبوا بها إلى الكوافير ثم استخرجوا لها الأوراق اللازمة للسفر، واصطحبوها معهم إلى هولندا، متكبدين في كل ذلك آلاف الدولارات. وما لم يكن يدركه الزوجان الهولنديان هو أن قطط الشوارع الشرقية «شوارعية»، وحب الصياعة والصرمحة جزء من تكوينها الجيني، وهكذا ولأن الطبع يغلب التطبع، فإن القطة شاشا أرادت القيام بجولة في مقالب القمامة في الحي الهولندي الذي بات موطنها (وتلك من خصال القطط الرديئة)، فمهما أحسنت إطعامها فإنها تطارد الصراصير والفئران، وتعتبر براميل القمامة مرافق سياحية ترفيهية وبوجه عام فإن الخواجات، أي الأوربيين والأمريكان لا يلقون بأي بقايا طعام عليها القيمة في براميل القمامة، لأنهم يطبخون فقط ما يكفيهم ليومهم، وليسوا أسخياء مثلنا نحن الذين نقدم لبراميل الزبالة نصف ما نطبخه، ومن ثم كانت القطقوطة الحليوة شاشا تلف وتدور من مقلب قمامة إلى آخر، دون أن تجد ولو فأرا أو صرصارا، بل أصيبت بالإحباط عند اكتشافها أن القمامة الهولندية ليست كاملة الدسم، فقررت الذهاب إلى منطقة الأسواق علها تجد فأرا بحاجة إلى رجيم تصنع منه باربكيو للغداء، ولأنها كانت قروية الأصل، فإنها لم تحترم إشارات وقواعد المرور، وقررت عبور الشارع، ولكنها لم تنجح في الوصول إلى الجهة الأخرى منه، وذلك لسبب بسيط، وهو أن سيارة مسرعة هرستها!! وكثيرا ما نقرأ مثل هذه الحكايات ونعجب لما نراه «فياقة - من فائق ورائق» من جانب الغربيين الذين يوصون لحيواناتهم الأليفة بالشيء الفلاني، أو يتركونها في فنادق راقية عند السفر، ونعرف جميعا أن الغربيين استعاضوا بالحيوانات عن القرابة والصداقة، أي إن التفكك الأسري وتنامي النزعات الفردية، جعل الملايين منهم يسيئون الظن ببني البشر، ويفضلون الحيوانات عليهم!! ولكن ما هو جميل فيهم هو أنهم سريعون لتلبية دعوات الاستغاثة الإنسانية بنفس سرعتهم لإنقاذ الحيوانات التي تتعرض للخطر ولكن هل قرأتم حكاية السيدة العجوز في دولة عربية غنية جدا التي شكت من ولديها الراشدين اللذين انقلبا عليها بعد وفاة زوجها، الذي هو والدهما فطرداها من البيت، فاضطر ابن بار بها إلى استئجار شقة لإيوائها؟ وأخرى ألقى بها ثلاثة أشقاء في الشارع لأنهم متزوجون و»اللي فيهم يكفيهم ومو فاضين لدوشة وطلبات واحدة عجوز محتاجة لزيارة الطبيب مرة في الأسبوع على الأقل»؟ هذه بعضٌ من آلاف القصص التي تشهدها أوطاننا بعد أن أصبح كل واحد منا يقول: يا دنيا ما فيك إلا أنا!! وصرنا نكره أبناء عمومة الدم، أكثر من كرهنا لأبناء عمومة الغم، «بني إسرائيل»، وصار الأخ يكيد لأخيه ويزوج أخته من فلان (من خلال صفقة) فقط ليفوز بجاهه بمناقصة كسيحة، أو قرض غير حسن، وإذا سرنا على هذا المنوال فسيأتي علينا قريبا يوم نصبح فيه كلابا ونوصي بثرواتنا للكلاب!! Jafabbas19@gmail.com
801
| 11 ديسمبر 2018
هذه حكاية لا أملُّ استعادتها، كلما مر بي موقف تشمئز له نفسي عندما أرى أو أسمع شخصا يمارس الاستعلاء الطبقي او الاجتماعي أو المهني ، وتتعلق بدخول رجل مبهدل إلى أحد البنوك، وصياحه في الموظف بغلظة: أريد فتح حساب زفت جاري في بنك زفت هذا!! رد الموظف عليه بتهذيب: عفوا، ماذا قلت؟ فارتفع صوت الرجل أكثر: قلت لك يا حمار يا غبي يا بهيمة إنني أريد فتح زفت في هذا الزفت!! فما كان من الموظف إلا أن احتج لأن تلك اللغة غير لائقة في البنك: إذا كان بنكنا زفتا مثل ألفاظك فابحث عن بنك آخر تفتح فيها الزفت الذي ستضع فيه مالك الزفت. ولما ظل العميل واقفا ينظر إليه بازدراء، توجه إلى المدير ليبلغه بما كان من ذلك العميل الصفيق، فجاء مدير البنك إلى العميل: يا سيد يا محترم، نحن لا نسمح لأحد بإهانة موظفينا ولو أخطأ في حقك فعليك ان تتقدم بشكوى لي وأنا أتولى محاسبته، فما الذي حدث بالضبط؟ رد الرجل على المدير بعصبية: بلاش فلفسة وما حدث هو أنني فزت بعشرين مليون زفت في اللوتري (اليانصيب) وأريد فتح حساب زفت في هذا البنك المزفت، فما كان من مدير البنك إلا أن التفت إلى موظفه: وهذا الحمار الغبي رفض تلبية طلبك على الفور؟ امسحها في وجهي وسامحه فهو غبي جاهل. ما ينبغي عليك تعلمه أيها القارئ هو أنه يجوز للغني ما لا يجوز لك أنت يا كحيان!!! والآن نتابع حكاية مدير آخر استدعى موظفا صغيرا، وطلب منه وهو يقف أمام ماكينة تقطيع الأوراق (شريدر): لقد غادرت سكرتيرتي المكتب، وأريد تصوير هذا المستند المهم، ولكنني لا أعرف كيفية تشغيل هذا الجهاز، فما كان من الموظف إلا أن أدخل الورقة في حافة الجهاز وبحث عن زر التشغيل حتى عثر عليه، ثم قام بالضغط عليه، وعندما سحب الجهاز الورقة إلى الداخل صاح المدير: ممتاز؛ عظيم!! وإذا كان مخك أيها القارئ «تخين»، مثل مخ ذلك المدير، فلابد أن أوضح لك أن تلك الورقة خرجت من الطرف الثاني للجهاز في شرائح طويلة تشبه الشعيرية، لا يزيد عرض أي منها على سنتيمتر واحد، يعني تعرض المستند للتقطيع الشامل، وما ينبغي عليك تعلمه من هذه الحكاية هو أن المنصب الكبير لا يعني أن شاغله يفهم أبجديات العمل.
1005
| 04 ديسمبر 2018
مازال العديد من الآباء والأمهات يرغمون أولادهم وبناتهم على دراسة الطب، من منطلق «البرستيج»، ويقول الواحد منهم: الولد بيدرس طب، ويحس ساعتها أنه صعد عدة درجات في سلم المجد الاجتماعي، وليس مهماً عنده أن الولد كان يريد أن يدرس المحاسبة أو علم النفس، بل المهم أنه رفع رأس العائلة عالياً بدخول كلية الطب، ولهذا صار عدد كليات الطب عندنا أكبر من عدد رياض الأطفال، وصار القبول في بعضها أسهل من دخول الحمام في الأسواق العامة، وبعد أن صار كل «زول» عنده إمكانيات يسافر إلى أحد بلدان «السياحة الطبية»، لعلاج البواسير والتهاب الجيوب الأنفية، وجدها أصحاب رؤوس الأموال السودانيين فرصة، فتكاثرت العيادات والمستشفيات الخاصة مثل الفطر، ثم اكتشف أصحاب القروش والكروش، أن إنشاء كليات للطب، تجارة رابحة، حتى صار عددها يفوق عدد المطربات. دراسة الطب تضمن للدارس مستقبلاً محدداً وشبه مضمون، حتى وإن صار الأطباء عاجزين عن توفير أساسيات المعيشة لعائلاتهم، قبل انقضاء 12 سنة على دخولهم الحياة العملية، فلأننا لا نقدّر أن الطبيب العمومي هو عصب الخدمات الطبية، فإننا لا نعرض عليه شروط خدمة لائقة، ومن ثم فإن حلم كل طبيب هو أن يصبح «أخصائياً»، ثم استشارياً، وبهذا وحده يضمن الراتب المحترم والمكانة اللائقة، ويفوت على الآباء والأمهات الذين يرغمون عيالهم على دراسة الطب، أنهم يزجون بهم في ميدان شاق وصعب، فدراسة الطب تتطلب صبراً وجلدا ومثابرة ودأبا على مدى لا يقل عن ست سنوات، فلا تنخدعوا بسهولة مناهج الجامعات البروس، لأن الطبيب يظل معظم سنوات عمره خاضعا لامتحانات، للانتقال من مستوى مهني إلى آخر، ومطالب بـ»المذاكرة» طوال مسيرته المهنية كي يواكب المستجدات في مجال الطب وما هو أهم من الجانب الأكاديمي، هو أن يكون دارس الطب راغباً في دخول ميدان الطبابة، ومستعداً نفسياً لتحمل أعباء ضخمة تتطلب قوة التحمل و»طول البال» والحس الإنساني، وجميع المستشفيات في جميع أنحاء العالم تكلف الطبيب في مرحلة أو أخرى بأن يعمل 36 ساعة متصلة أو أكثر، والطبيب – ومهما علت درجته الوظيفية – يجب أن يكون مزوداً على الدوام بجهاز اتصال، لأنه من الوارد استدعاؤه للعمل خلال عطلته الأسبوعية أو السنوية أو العارضة، والجراح قد يعمل يوما ثماني ساعات ويوماً آخر 14 ساعة متصلة (بدون أجر إضافي)، ومع هذا لم يعد الأطباء - خصوصا صغارهم، مرفهين ومدللين ومميزين كما كان حالهم قبل 25 سنة مثلاً من طلعوا فيها هم أطباء التجميل، بعد أن صار الهوس بالجمال وبائياً، وصار حلم كل فتاة أن يكون أنفها في جمال أنف جعفر عباس، القادر على شفط الأوكسجين وسط حريق في محطة بترول، وصار شفط الدهون من البطن والأرداف عملاً روتينياً في العديد من المستشفيات الخاصة، وصار بإمكان أي فتاة أن تدخل عيادة تجميل وهي تحمل ألبوماً من الصور وتقول للدكتور: أريد شفتي نوال الزغبي، وعيون شعبولا، وأنف بنت العجرمية ورقبة داوود حسين!! وأدى الهوس بالجمال المفبرك عن طريق الجراحات إلى تطور مذهل في طب التجميل لأن الاعتبارات التجارية هي التي تحرك شركات الأدوية والبحوث الطبية، وقد يجري أبو الجعافر قريباً جراحة تجميل بعد أن قرأ في مجلة «جيرنل أوف دينتال ريسيرش»، المتعلقة بأبحاث طب الأسنان أن مستشفى كنجز كولدج في لندن نجح في تزريع الأسنان باستخدام الخلايا الجذعية، بنفس طريقة تزريع الأعضاء فحال أسناني «يكسف»، لأنني، وكنتاج للسياسة السودانية، ظللت أحسم كل ضرس يزعزع استقرار فمي بالاستئصال، ثم اضطررت إلى الاستنجاد بالأضراس المؤقتة، مجاراة لحكومتنا التي تستخدم المسكنات المؤقتة لعلاج علل البلاد المستعصية.
715
| 27 نوفمبر 2018
يعتقد الغربيون أنهم أوصياء على كوكب الأرض، بشراً وحيوانات وجمادات، وينسبون كل الفضائل إلى أنفسهم، وبالتأكيد فهم متفوقون علينا في كثير من الميادين العلمية والمعرفية، ولكن ذلك لا يعطيهم حق الوصاية علينا، مهما تشدقوا بالقيم والمثل وصاغوا اللوائح والمواثيق، وألبسونا شتى أنواع التهم: تخلف على ارهاب على كباب. أستحضر الآن ما حدث لمراسل بي بي سي المخضرم في واشنطن ألستر كوك الذي مات عن 95 سنة، ثم اكتشفت ابنته لاحقاً أن هناك من قام ببتر ساقيه ويديه، وبيعهما لمستشفى لزرعها في بعض ضحايا الحوادث المرورية، وقبل نحو شهرين أيضاً اكتشفت الشرطة الألمانية أن ثلاثة من عمال محرقة للجثث، ظلوا وعلى مدى عشر سنوات يكسبون شهرياً نحو سبعة آلاف دولار من بيع الأسنان الذهبية للموتى، وكشف تحقيق الشرطة أنهم كانوا يستخدمون الكماشات لخلع الأضراس (بدون بنج- تخيّل) قبل حرق الجثث، بل كانوا في بعض الأحيان يستخدمون المنخل/الغربال للبحث عن أسنان ذهبية وسط رماد الجثث التي لم ينتبهوا لوجودها قبل الحرق. المضحك والمبكي في آن، هو أن أمر هؤلاء الثلاثة انكشف لأن سيدة (بلا قلب) تذكرت أن زوجها الراحل كان لديه عدة أسنان مكسوة بالذهب وقالت: خسارة أن تحرق تلك الأسنان وأنا أولى بها، فقررت استردادها، ودخلت المحل الذي كان فيه التابوت الذي يضم جثمانه، توطئة للتوجه به إلى المحرقة، وفوجئت بأن أسنانه الذهبية (طارت)، فأحضرت الفواتير الصادرة عن طبيب الأسنان، والتي تؤكد أن الراحل العزيز كان قد تزود بعدة أسنان ذهبية على فترات متباعدة، فتم القبض على الرجال الثلاثة، وما زالوا رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة. وربما يذكر من قرأ لي هنا بانتظام حكاية الأرملة البريطانية التي اتفقت مع ابنتها على الاحتفاظ بجثمان الزوج/ الأب على «أحسن» حال، فاتفقتا مع شركة على حرقه ثم هرس رماد عظامه تحت ضغط شديد جدا بدرجة محسوبة، ونجحت الفكرة وحصلوا على فص ماس/ ألماظ، (وهو حجر كريم ينجم عن انضغاط الكربون الشديد)، ووضعت البنت الفص على خاتم، وصارت تغني «بابا خاتم»، بدلا من «بابا أوبح». وربما كتبت عن الحكاية التالية من قبل، ولكن لا بأس من إيرادها مجدداً علها تكون عظة لمن لا يحترم حرمة الموتى: ففي مدينة **** في وسط السودان، والتي قضيت بها معظم سنوات صباي وشبابي الباكر (يعني ما زلت في مرحلة الشباب المتأخر)، كان هناك رجل مجنون يسير في الشوارع وفجأة ينفض يده اليمنى ويرفعها إلى أعلى وهو يصيح: فك (أترك). كان الرجل فيما مضى ممرضاً في مستشفى المدينة، وذات يوم أتى الإسعاف إلى المشرحة بجثمان شخص كان قد توفى في حادث مروري، وانتبه الممرض إلى أن المتوفى يرتدي ساعة جميلة، فقرر التسلل إلى المشرحة بعد هبوط الظلام لسرقة الساعة، وكان بالمدينة متشرد سكير قادته قدماه إلى المستشفى، وأحس بالنعاس فقرر دخول المشرحة، وكانت غرفة كئيبة تبعد كثيراً عن بقية مباني المستشفى، ولم يجد المتشرد سوى نقالة عليها ذلك الميت، فألقى به أرضاً وتمدد على النقالة بعد أن غطى جسمه بالملاءة (الشرشف) البيضاء، وبعد قليل تسلل الممرض إلى المشرحة وحرص على عدم استخدام الإضاءة، وتحسس يد الشخص الممدد على النقالة بحسبانه الميت (أبو ساعة حلوة)؛ فإذا بـ (الميت) ينتزع يده من يد الممرض بعنف وهو يصيح: فك.. وهكذا ازداد عدد المجانين في المدينة واحداً، لأن الممرض ظل منذ يومها يمشي في الشوارع وتنتفض يده اليمنى هلعاً، ويصيح: فك (لأن الميت صاحب الساعة ما زال يرفض لمسة يده). Jafabbas19@gmail.com
698
| 13 نوفمبر 2018
زوجان من بوسنيا كانا يستخدمان غرف الدردشة في الانترنت، كل على حدة، وتبادلا الإعجاب ثم تحول الإعجاب إلى غزل، وكل ذلك بأسماء مستعارة طبعا، وبلغ من حبهما المتبادل ان قررا اللقاء لبحث الزواج: زوجان يتغازلان عبر الانترنت وكل منهما يحسب انه وجد البديل في الشخصية التي رمتها الأقدار في طريقه في غرف الدردشة. والتقيا، واتفقا فور اللقاء على التوجه إلى المحكمة للطلاق، ليس فقط لأنهما أدركا انهما كانا يسعيان، كل بطريقته الخاصة للحصول على شريك حياة بديل، ولكن لأنهما تذكرا كيف كذبا على بعضهما البعض خلال الدردشة بالإنترنت، ورسم كل منهما لنفسه صورة الملاك! ولعل في هذا درس للذين يقعون في شباك الغرام بأطراف مجهولة بعد تلقي كلام معسول خلال السوالف بالإنترنت. وقع بريطاني في غرام أمريكية عبر الانترنت، واتفقا على الزواج، وقطعت الأمريكانية المحيط الأطلسي، واكتشفت بعد أسبوع واحد من الزواج ان حبيبها البريطاني الالكتروني، لا يشبه الوحش الذي تزوجت به، فعادت إلى بلادها وهي تقول: العوض على الله في تذاكر الطيارة.. وقبل نحو عام مر زوجان أردنيان بنفس ما مر به الزوجان البوسنيان: سوالف عبر الانترنت مع بعضهما البعض بأسماء مستعارة، وطبعا الإنسان لا يقصر في حق نفسه، فرسم كل منهما في مخيلة الآخر صورة لنفسه: جمال إيه وأخلاق إيه والعتبة قزاز والسلم نايلو في نايلو؛ ثم قررا اللقاء لإطفاء نيران الغرام بالنظر والملامسة: أوكي نلتقي في كافتيريا ستار باكس.. أكون لابس جاكيت رمادي وشيرت احمر وشوز ايطالية سوداء برباط. هي: أنا حأكون ببلوزة تركواز وتنورة (سكيرت) أوف وايت وكندرة سوداء إيطالية والتقيا في الكافتيريا وتعرف كل منهما على الآخر بإلقاء نظرة سريعة على الملابس، وانهال الرجل على زوجته شتما وضربا: يا خاينة يا غشاشة.. روحي انتي طالق بالثلاثة (طبعا حاشا للزوج ان يوصم بالغش والخيانة)!! في سبعينيات القرن الماضي كان إجراء مكالمة هاتفية ناجحة في السودان، يستوجب ذبح خروف احتفالا بالحدث السعيد، وكان لدينا في إدارة التلفزيون التعليمي تلفون يرن مرة كل 3 أشهر، وتكون «النمرة غلط» على الدوام، أما إذا استخدمته للاتصال بأي جهة فإن الرد الذي يأتيك المرة تلو الأخرى هو: ألو معاك سجن كوبر العمومي.. فتصيح عمى يعميك إن شاللا؛ (شاء الله).. ماذا تفعل بتلفون مشبوك يوما تلو الآخر مع أكبر سجن في البلاد؟ وحكى لي زميل دراسة كيف انه حاول الاتصال من هاتف مكتبه بمصلحة حكومية، فجاءه صوت نسائي يقطر شهدا وكانت صاحبة الصوت فايقة ورايقة، فدخلت مع صاحبنا في حديث طويل انتهى بالتواعد على اللقاء أمام صيدلية في الخرطوم بحري، وقاما بتبادل مواصفات الملابس والشكل العام، وأخفى صاحبي عن الحبيبة الموعودة أنه «مشلخ» (أي عليه الفصادات التي في وجوه بعض السودانيين) كي لا تتملص من اللقاء، وذهب إلى مكان اللقاء بتاكسي، وبعد قليل رأى أنثى تتدحرج ناحيته، سأتركه يكمل الحكاية: أنا كنت مشلخة 111 ولكنها كانت مشلخة مربعات .. بالطول والعرض وكان وزنها نحو 115 كيلوغراما «مربعا»، وكنتُ مقارنة بها في ملاحة سعاد حسني.. فتحركت بأسرع ما أمكنني في الاتجاه المعاكس.. فإذا بها تنادي اسمي بصوت راعد زاعق، جعلني أديها «ضهري» واركض طلبا للسلامة، ولولا أن بها حمولة زائدة من الشحوم واللحوم للحقت بي وكنت في عداد الهالكين. ومن محاسن تلك التجربة أنني شرعت في الزواج بالطريقة البلدية، إذ طلبت من اهلي اختيار زوجة لي تكون ذات لياقة بدنية عالية لتقف إلى جانبي في حال تعرضي لتحرش من تلك التي هربت منها من أمام صيدلية في الخرطوم بحري.
1551
| 06 نوفمبر 2018
أحياناً تغشاني نوبة كرم وأدب، وأقوم بأشياء بسيطة أعرف أنها تدخل السرور في قلب زوجتي، كأن أقوم بترتيب أشيائي الخاصة، وعدم إلقاء ملابسي المتسخة على السرير فور العودة إلى البيت، وقد يكون ذلك بالتخلص من المجلات القديمة المكومة في مختلف أرجاء غرفة النوم، ولكن وفي أحيان كثيرة أتسم باللؤم وأمارس فوضى أعرف أنها ستتحمل عبء تصحيحها! هو ليس لؤم متعمد، ولكنه بعض جلافة ذكورية تعتبر الاهتمام بأمور النظام والترتيب في البيت شأنا نسائيا. لماذا نقوم أحياناً بجرح مشاعر أناس عزيزين لدينا؟ لماذا نحرم أحياناً عيالنا من أشياء بسيطة لأن "مزاجنا عكر وخلقنا ضايق"؟ يريد أحدهم أن تقوم بتوصيله إلى بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء فننفجر في وجهه: كفى صياعة وصرمحة والزم البيت! أنا مش سواق عند أبوك (ولكن أنت الأب، ويذكرني هذا بالأب الذي يشتم ولده قائلا: يا ابن الكلب). أعرف مثلاً أن زوجتي تفرح بهدايا رمزية تافهة القيمة المادية، ولكنني لا أكلف نفسي أن "أجبر بخاطرها"، وقد أعود إلى البيت عشرات المرات محملاً بأشياء يحبها عيالي، دون أن يخطر ببالي أن أشتري لها شيئاً خاصاً بها! وأحياناً أجد نفسي أتجاهلها وهي تتحدث معي، ولا أفعل ذلك بقصد إيذاء مشاعرها، ولكنني أؤذي مشاعرها على كل حال بتجاهلها، لأن الأصول تقضي بأن أترك ما أنا فيه لبضع ثوان لأصغي لما تقوله! لماذا تحادث زميل دراسة هاتفياً مكالمة تكلفك الشيء الفلاني، ويفوت عليك أن تهاتف أمك التي لا تمر بها ساعة دون أن تفكر في حالك وأحوالك، أو أحد إخوتك بربع ذلك المبلغ؟ لماذا أشتري سيارة بآلاف مؤلفة، وأسعد بذلك، ثم أقيم الدنيا وأقعدها لأن الولد يطلب سيارة بخمسين بريموت كونترول ويجد فيها أضعاف السعادة التي أجدها في اقتناء السيارة أم كذا ألف مؤلفة؟ بل وأعاتب الطفل: إلى متى تلعب بالسيارات؟ (ولا تسأل نفسك: إلى متى تلعب بالفلوس وتتخلص من سيارة معافاة لتشتري أخرى كشخة؟) لماذا "أتعنتر" وأحلف بالطلاق لدفع حساب الطعام الذي تناولته مع أصدقائي في مطعم ويكلفني ذلك المئات وأتعنتر على عيالي إذا طلبوا أن أصطحبهم إلى مطعم "الشمس الباردة ليخرجوا من رتابة الأكل المنزلي؟ لماذا أكسر إشارة المرور الحمراء، وأعرض حياتي وحياة غيري للخطر بينما الإشارة ستعود خضراء بعد دقيقتين على أبعد تقدير؟ ولماذا أتعمد مضايقة من يكون خلفي بسيارته ويغمز لي بإشارة ضوئية، بأنه يريد أن يجتازني لأنه يتعجل الوصول إلى غايته؟ ولماذا أدير وجهي إلى جهة بعيدة عن عيني من يقف بسيارته في شارع جانبي ويريد دخول الشارع الرئيسي من ناحية سيارتي في يوم يشهد ازدحاما مروريا شديدا في الشارع الرئيسي؟ عيوبي وعيوبكم كثيرة، ولكن يا ويل من يحاول أن ينبهنا إليها، أشياء بسيطة لو أخذنا بها في الاعتبار لطابت النفوس وزال الكدر منها! أحياناً نستخسر إلقاء التحية على من يمرون بنا ونعرفهم ويعرفوننا، ومنا نفر يعتقد أن تحيته للناس اللي تحت "تنازل" غير لائق، وهؤلاء لا يردون التحية إذا صدرت من شخص يعتبرونه "دون المستوى"، وأعترف بأنني استمتع بتجاهل مثل هذا الشخص الذي يعتقد أنه سيخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا، وأعرف أن تجاهلي له يهري كبده و "يفقع" مرارته، لأنه يعتقد أنه وحده مخول بتجاهل الآخرين، وإذا كان لي زميل عمل متعنطز فإنني أتلذذ بتذكيره بأنه من تراب،... جرب هذه الوصفة مع شخص مغرور يتعالى عليك وعلى غيرك، وسيفقد أعصابه ويسألك يوماً ما: لماذا أنت شايف حالك ومنفوخ؟ قل له الجملة التالية وسيصاب بانهيار عصبي: أنا ابن من سجدت له الملائكة!! سيصيح مستنكراً: أنت يا مبهدل يا عديم الأصل والفصل سجدت الملائكة لأبيك؟ قل ببرود: نعم، أنا ابن آدم يا جاهل! Jafabbas19@gmail.com
1439
| 30 أكتوبر 2018
كان الشاب يقود سيارة بي إم دبليو جديدة في شارع داخل حي سكني، بسرعة فائقة منتشياً ومزهوا لكونه ناجحاً في عمله، (ولا يهمك أيها القارئ فأنت أيضا تملك بي إم دبليو عتيقة: بي= بكرة، إم= معليش، دبليو= ولا يهمك)، المهم أن ذلك الشاب كان في منتهى الانبساط بعد أن صار مدير إدارة قبل أن يبلغ الـ 27، وخطب فتاة جميلة، ولديه رصيد مصرفي لا بأس به، ولاحظ صاحبنا خلو الشارع من المارة، مما جعله يسعد بالتمايل بالسيارة يمنة ويسرة، وهو يمارس التفحيط، وفجأة رأى حجراً كبيراً يشق طريقه صوب سيارته فقام بمناورة أسقطت السيارة في حفرة، وضرب الحجر الباب الخلفي للسيارة، فأوقفها ونزل فإذا هي منبعجة حيث أصابها الحجر، وتلفت فوجد صبياً يستتر وراء جدار، فأمسك به وهو يصيح: لماذا ألقيت الحجر على سيارتي يا غبي، يا حيوان، يا حاقد؟ أنظر حجم التلف الذي لحق بها! ونزلت الدموع من وجه الصبي وقال: سامحني لأنني من رمى ذلك الحجر، لأنه لم تكن أمامي من طريقة أخرى! طريقة أخرى لماذا يا ولد يا كلب؟ قال الصبي: حاولت إيقاف عدد من السيارات المارة ولكنها جميعاً لم تستجب لمحاولاتي، فقررت إيقافك بضرب سيارتك بحجر! ولماذا تريد إيقافي؟ هل تعرفني؟ هل بيني وبينك ثأر؟ هل أنت مستوى بي إم دبليو كي أقوم بتوصيلك الى الحي العشوائي الذي تعيش فيه؟ تحول بكاء الصبي إلى نشيج ونحيب وقال: أخي هناك .. لقد سقط من كرسيه المتحرك وعجزت عن رفعه ومساعدته، واضطررت لإيقافك بتلك الطريقة كي تساعدني! أرجوك ساعدني، لأنه يئن ويتألم، فنظر الشاب إلى حيث أشار الصبي فرأى كرسياً بعجلات مقلوباً، وفي الحفرة شاب، كان واضحاً أنه يعاني إعاقة تمنعه من الحركة. هز الموقف الشاب صاحب ال بي إم دبليو، وتحول غضبه إلى حزن مشوب بالخجل، وفي غضون دقائق كان قد أجلس الشاب المعاق على الكرسي، ثم أخرج منديله الورقي المعطر النظيف ومسح عن وجهه التراب، واطمأن إلى أنه لم يصب جراء السقوط في الحفرة، وهكذا تصافحا بينما لسان الصبي يلهج بشكر الشاب صاحب السيارة الفارهة على شهامته ونبله، وعاد صاحبنا إلى سيارته ولاحظ أن الحجر ألحق بها تلفاً بليغاً، لكنه قرر الإبقاء على "الطعجة والإنبعاج" كي يتذكر أن عليه عدم الاندفاع في الحياة، بحيث يكون بحاجة إلى من يلقي عليه حجراً ليقول له ما قاله أبو العلاء المعري: خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد كثيرون منا يمتلئون تيهاً وخيلاء لأنهم صاروا "فوق": عمارات وفلل واساطيل سيارات وحسابات بنكية متخمة، وينسون أنهم مثلي ومثلك من لحم ودم ومشاعر، وعرضة للمرض والألم والفقد والخسارة، فترمي الأقدار بحجارة في وجوههم أو جنبهم ليفيقوا؛ فيفيق من به بقية من ضمير، ويتمادى بقيتهم في غيِّهم وغطرستهم، والمدير الذي يذرع الممرات بين المكاتب وحذاؤه يصدر إيقاعات منغمة: كك كرك كك كرك، وكأنه سيخرق الأرض ويبلغ الجبال طولا، وتمنعه إيقاعات حذائه عن سماع التحيات التي يلقيها عليه الموظفون وشكاواهم ومظالمهم، قد يأتيه حجر على هيئة تقرير من ديوان المحاسبة، يكشف تجاوزاته المالية، أو قرار بإنهاء خدماته، عندها فقط يتذكر أنه خصم راتب أسبوع من موظف راتبه بضعة دريهمات وأنه "فنَّش" عاملاً في مكتبه لأنه رفض غسل سيارته بلا مقابل. فلنشق طريقنا في الحياة بلا اندفاع أو خيلاء، فالمطبات كثيرة ولكل شيء ضده! وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع. Jafabbas19@gmail.com
906
| 09 أكتوبر 2018
منذ سنوات والحكومة الأوروبية تدق نواقيس الخطر، بسبب ظاهرة الإفراط في تعاطي الكحول، بدرجة أن علماء النفس والاجتماع الغربيين يصفون تفشي تعاطي الكحول بكميات تجارية، على نحو يومي، بأنه ظاهرة مَرَضية (من المرض وليس من الرضا)، ففي بريطانيا مثلا شهد عام 2015 وحده ضياع 22 مليون ساعة عمل، بسبب معاناة العاملين من آثار العدوان الكحولي، والمعاناة المقصودة هنا، هي تأثير الخمر على من يتعاطاها لنحو 12 ساعة بعد التوقف عن الشرب، وهناك عادة "الغداء السائل" في عموم أوروبا، فلأن العمل فيها مقسوم على فترتين تتخللهما وجبة الغداء، فإن كثيرين يفضلون ملء البطون بالبيرة. وكان آخر رئيس للاتحاد السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، قد أعلن إثر دخوله الكرملين أن أكبر خطر يهدد مستقبل البلاد، هو أن معظم البالغين يشربون الفودكا كل ليلة وكأنها "آخر زادهم"، وفي معظم بلاد العالم، فإن شاربي الخمر يضعون كؤوسهم أمامهم ويتغزلون بها طويلا، ثم يأخذون منها رشفات خفيفة، كي تطول "القعدة"، ويحلو السمر، أما الروس فلا يعرفون خمرا غير الفودكا، ويملأ كل واحد منهم كوبه منها بما يعادل نصف اللتر، ويكرعه في شفطة واحدة. المهم أن شرب الخمر صار وباء في المجتمعات الغربية، وبعد أن انضمت جمهورية التشيك للاتحاد الأوروبي، بعد انغلاق عن العالم الخارجي ل44 سنة، سمع أهلها أن البيرة التي ظلت تنتجها بلادهم منذ عام 1118م تحظى بجماهيرية عالية، فقرروا أن جحا أولى بلحم ثوره، وهكذا تصدرت جمهورية التشيك قائمة الدول المستهلكة للبيرة، بعد أن كان فرسان هذا الميدان هم البريطانيين! ولأن هناك ضربا من العلم أو الاختراعات لا ينفع، أو ضرره أكثر من نفعه، فإن هناك فئة من العلماء يبتكرون عدداً من البلاوي التي تفاقم المشكلات التي تعانيها مختلف المجتمعات، وآخر ابتكارات هذه الفئة من العلماء هي أقراص "آر. يو 21"، والاسم تلاعب بالتساؤل: هل بلغت الـ 21؟ ولتعرف مزايا هذه الأقراص عليك بتناول واحدة منها قبل تجرُّع نصف زجاجة ويسكي، وست كاسات من الفودكا، وربع زجاجة من البراندي، وثلاث كاسات من الجن (ثقافتي الكحولية لا بأس بها!). ستسكر وتحسب المهر ديكا، وقد تقضي ليلتك نائماً على الرصيف أو في مقلب قمامة، ولكنك ستصحو في اليوم التالي دون أن تعاني من "الهانج أوفر"، الذي هو خليط من الصداع والحموضة والإحساس بالقرف والعطش وفقدان القدرة على التركيز! يعني أولئك العلماء يقولون للناس: ولا يهمكم؛ اشربوا زي ما بِدّكم، وأقراص آر يو 21 ستقوم بالواجب، فالهانج أوفر يحدث عن تراكم مادة سامة اسمها أسيتالديهايد في الدم، وتقوم تلك الأقراص بالتخلص من تلك المادة! بعبارة أخرى، فإن أقراص مقاومة أعراض السُّكْر هي في حد ذاتها سم زعاف، لأنها تشجعك على شرب أكبر كمية ممكنة من الخمر دون أن تشيل همَّ تأثيرها عليك في اليوم التالي! ولكن مكمن الخطر الحقيقي في توفر هذا النوع من الأقراص هو أنه، كما أن الخمر تعطيك إحساساً كاذباً بالفرفشة والنعنشة، فإن الأقراص توهمك بأنك في أمان من عواقب الخمر، فتزيد الجرعة والعيار، والنتيجة؟ قد لا تكتشف الأضرار الحقيقية للخمر إلا بعد أن تصاب بتليُّف أو تحجر الكبد! بعبارة ثالثة فإن هذا العقار من أسلحة الدمار الجسماني الشامل، فقد قامت بتطويره أصلاً المخابرات السوفيتية كيه جي بي، وكانت تعطيه لعملائها وجواسيسها كي يستخدموها وهم في جلسات شراب مع مسؤولين غربيين، فيجعلون أولئك المسؤولين سُكارى على الآخر لتنطلق ألسنتهم بالأسرار، بينما هم (العملاء والجواسيس) أقل معاناة من تأثير الكحول. jafabbas19@gmail.com
1243
| 02 أكتوبر 2018
أحببت أن تشاركوني الخاطرة التالية الجميلة، التي أعرف أن بعضكم اضطلع عليها في زمن يقوم فيه أناس جميلون بتزويد بعضهم البعض بروائع الكلم والصور عبر الإنترنت والهواتف الحديثة (لا أظن أنها ذكية رغم أنني أعترف بأنها جعلتنا أغبياء، بعد أن عطل كل منا الذاكرة الطبيعية وصار يعتمد على ذاكرة الهاتف): ما عليكم وإليكم ما يلي: هنالك مصرف يودع في حسابك يوميا 86400 دولار، ولكن بشرط أن تستهلك الوديعة أولا بأول، أي أنه لا يمكن نقل رصيد يوم إلى يوم آخر، فبنهاية كل يوم تفقد ما لم تستهلكه من الوديعة، وفي نفس الوقت لا يمكنك السحب على المكشوف من ذلك الحساب، ولا تستطيع أن تسحب من المبلغ الذي سيودع في حسابك غدا، ويتطلب ذلك أن تستثمر تلك الثروة الطائلة فيما يفيد صحتك الجسدية والنفسية ويجلب السعادة لك ولمن تحب!! فلكل منا بنك اسمه "الوقت" يقوم كل صباح بإيداع 86400 ثانية في حسابنا، والثانية تساوي دولارا واحدا على أقل تقدير، وأي ثانية تمضي لا تُرد، أي تضيع، وأي ثانية فشلت في استثمارها في ما هو مفيد ومجد تكون مشطوبة من عمرك!! ولتعرف قيمة السنة المكونة من 12 شهرا أي نحو 316 مليار ثانية، اسأل عنها طالبا رسب في امتحان نهاية العام، ولتعرف قيمة الشهر اسأل امرأة أنجبت طفلا قبل إكماله الأشهر التسعة، ولتعرف قيمة الأسبوع اسأل رئيس تحرير مجلة أو جريدة أسبوعية، ولتعرف قيمة الساعة اسأل مسجونا ينتظر الإفراج بعد قضاء 15 سنة بين الأسوار، أما عن قيمة الدقيقة، فاسأل شخصا فاته القطار أو الطائرة، وخير من يكلمك عن قيمة الثانية شخص كاد أن يكون ضحية حادث مروري، أما إذا أردت ان تعرف قيمة واحد على المليون من الثانية فاسأل لاعبا أولمبيا فاز بالميدالية الفضية! وأعتقد أننا بحاجة إلى تقليب الأفكار أعلاه في أدمغتنا، كي نعرف قيمة الوقت ونكف عن إهداره في العبث واللهو السخيف والصرمحة في الشوارع، ونكف عن استخدام عبارة "نكسر الدقائق" و"نقتل وقت الفراغ"، فمعظمنا يعيشون رتابة مميتة: العمل أو الدارسة، فالغداء، فالنوم حتى أول المساء، فخروج من البيت للتسكع في الشارع بالسيارات لقتل الوقت وقتل الآخرين دهسا، ثم اللحاق بالشلة للنميمة أو لعب الورق أو ما هو أنيل وأزفت، فقليلون منا من يخصصون وقتا للقراءة والعمل المجدي، غير ذاك الذي يعود عليك بعائد مالي ثابت، ومعظم الآباء يُفاجأون بان العيال كبرت، دون أن يشاركوهم طفولتهم، والعمل عندنا فرض كفاية ما لم تكن أنت صاحب العمل. النساء أفضل حالا من الرجال في ما يتعلق بالعلاقة مع الأبناء والبنات، ولكنهن أيضا بارعات في فن إهدار الوقت في عصر أصبحت فيه الخادمات هن ربات البيوت، (ويصبن بالدهشة إذا اكتشفن أن الزوج اقترن سرا ثم جهرا بالخادمة، ومن ثم لم أعد أستنكر مسلك صديقات زوجتي اللواتي رافقنني لاختيار خادمة آسيوية خلال فترة كانت فيها زوجتي مريضة، كلما عرض علينا صاحب المكتب صورة واحدة قائلا أن لديها خبرة كذا سنة صاحت واحدة منهن: لا، لا، دي شعرها طويل ومسبسب، ويعرض أخرى لديها ماجستير في الطبخ ودبلوم عال في النظافة: لا، لا.. شوف بنطلونها محزق وباين أن عينها زائغة.. ووقع اختيار الحاقدات على واحدة طولها متر إلا ربع ورأسها في حجم التفاحة). ومعظم نسائنا (خاصة في الخليج) مصابات بمرض النوم، فبعد تعاطي المسلسلات، وسكب الدموع تعاطفا مع مهند أو نور، تصبح الواحدة منهن جثة هامدة حتى منتصف نهار اليوم التالي، ثم تنام مجددا مع بقية أهل البيت بعد الغداء، ولك أن تعجب لكائن ينوم قرابة نصف عمره ثم يزعم أنه حي!! ثم يشكو من الزيادة في الوزن "مع أني سبحان الله ما أأكل غير وجبتين فقط في اليوم". jafabbas19@gmail.com
1193
| 17 سبتمبر 2018
بين الحين والآخر أقوم بحصر ترِكتي، فاكتشف أشياء سارة من بينها، أن عندي نحو سبع نظارات طبية في حالة جيدة، ولو انكسرت نظارتي الحالية: مفيش مشكلة. وعندي نفس البدلة التي لبستها يوم زواجي، والتي ما زالت صالحة للاستخدام الآدمي، ولكن المفاجأة كانت أنني اكتشفت ان عندي أكثر من مائة كرافتة، فقلت لنفسي: عندك ولدان ونصيب كل منهما من الورثة خمسين كرافتة على الأقل. وبينما أنا أقول لنفسي: سبحان الله، كنا فين وبقينا فين! دخلت علي هادمة اللذات، والتي هي زوجتي المتخصصة في تكسير مجاديفي، فمهما أتأنق وأكشخ، فهي ترى أنني مبهدل. أقول لها يا بنت الناس أنا أعمل في مجال التلفزيون مع صبايا تتحدث الواحدة منهن عن البلاوي التي تحدث في سوريا، فيحسب عقلك الباطن أنهن يتحدثن عن سويسرا، ولو صرت أكثر حلاوة فليس مستبعدا ان تخطفني إحداهن منك، فيكون ردها: اتنيَّل على عينك. والله أنت تسبب لهن التهاب المصران! (هل تجنيت عليها عندما أضفت عليها ذلك اللقب؟) رأتني المدام وأنا أنظر الى كرافتاتي مزهوا وصاحت: انت محتفظ بالخرق المهلهلة دي ليه؟ ثم هجمت على الكرافتات وهي تسد أنفها بأصبعين، وخلال لحظات كانت قد ألقت بنحو سبعين كرافتة في سلة الأوساخ وكأنها تتخلص من مصارين خروف ظلت خارج الثلاجة لثلاثة أيام! ما لا يغيب عن بالي مطلقا هو أنه أتى علي حين من الدهر لم أكن أحلم فيه بأكثر من أن يكون لدي 4 بنطلونات وستة قمصان، وأن يكون عندي من المال ما يسمح لي بشراء الآيس كريم كلما اشتهته نفسي، ثم هاجرت الى منطقة الخليج وصار لي ذلك العدد من الكرافتات، أنا الذي لم أكن أعرف كيف اربطها حتى ليلة زواجي، وصارت عندي بنطلونات لا أعرف عددها، ولهذا أردد على الدوام أبيات شعر ذلك الأعرابي الذي دخل على معن بن زائدة وقال له: أتذكر إذ لحافك جلد تيسٍ/ وإذ نعلاك من جلد البعير/ فسبحان الذي أعطاك مُلكا/ وعَلَّمك الجلوس على السرير! طبعا أتذكر: لم يكن لحافي جلد تيس إلا من حيث الرائحة، وليت نعلاي كانا من جلد البعير بل كانا من قماش قطني، وسبحانه لم يعطني ملكا، ولكنه علمني النوم على السرير، وبالتحديد على مرتبة طبية، بعد ان كنت أنام على اللحاف آنف الذكر على سرير زواياه غير قائمة ومنسوج بالحبال. ومناسبة تقليب المواجع هذه هو ان السيدة حرمي وزوجتي وبعلتي وقرينتي وهانمي ومدامي وأم عيالي و"وايفي" (وهكذا يمارس الجبناء أمثالي تعدد الزوجات لغويا فقط) تذكرت كم كلفني الزواج بها، وكيف ان جمع المال اللازم للزواج استغرق مني سنتين، وبدوري ذكرتها بأن الزواج كاد أن يفشل او يتأجل لسنتين أخريين، فقد سحبت قبل موعد الزواج بعدة أيام المبلغ المخصص للزواج من البنك بعد أن أصيب الرئيس السوداني وقتها- جعفر نميري- بلوثة اشتراكية وأعلن قرارات تأميم ومصادرة ممتلكات مواطنين أزوال وأجانب، وخشيت ان يصادر نميري ثروتي فسحبتها من البنك. لم يكن في بيتنا مكان آمن لإخفاء تلك الثروة (نحو ألف جنيه) ولأنني ذكي للغاية فقد خبأتها داخل حذاء قديم وراء جورب (شُراب) مهترئ، وفي اليوم المحدد لتسليم مهر العروس المحظوظة، فتحت دولاب ملابسي ولم أجد أثرا للحذاء/ الخزينة، وصرت أدخل وأطلع كمن به مس، ولاحظت إحدى أخواتي اضطرابي وسألتني عما بي، فحكيت لها حكاية الفلوس والبرطوش. كادت ان تصاب بنوبة قلبية، ثم تماسكت ودخلت زقاقا خلف الحمام وعادت بـ "الجزمة"، وكان المبلغ بكامله داخلها. كنت قد عدت لتوي من بعثة دراسية في لندن ومعي أحذية لائقة، ورأت أختي ان ذلك البرطوش لا يليق بـ "عريس"، فقررت رميه في مقلب القمامة، ولكن دخول ضيوف علينا جعلها تسرع بإخفائه خلف الحمام. ولولا أولئك الضيوف، لكان أبو الجعافر – ربما – عانسا الى يومنا هذا! دنيا: هأنذا جالس الآن امام كمبيوتر ومكيف الهواء وعلى يساري آيفون موديل 2015. اللهم أدمها نعمة.
916
| 07 أغسطس 2018
إذا كنت تعيش في قطر فأعلم انه ليس من حسن الأدب أن تشرب أكثر من فنجانين من الشاي أو القهوة عندما تكون ضيفا على قطري، وأنا أعيش في قطر منذ عصر ما قبل "الدفنة"، والدائري الثالث (يا حليل دوار السينما، والآخر المجنون وما هو بمجنون، والدوار الذي كاد يسبب لي الجنون - مدماك) ورغم هذا ما عندي خبر، عن موضوع الحد الأقصى المسموح به للضيف من أكواب الشاي. يا عيب الشوم. أنا أصلا لا أشرب القهوة عربية كانت أم فيتنامية، ولا أتعاطى القهوة اسبريسو وكابوتشينو وبرطوشينو. أي رشفة قهوة وأصاب بالأرق لأربع وعشرين ساعة. ولكنني مدمن شاي، ودخلت بيوت عشرات القطريين، ووضعوا أباريق الشاي أمامي، وشربت منها مثنى وثلاث وخماس، ولم ألمس أي ضيق في وجوههم. هل كانوا صابرين عليّ وفوتوها كذا مرة؟ طبعا لا، فهم بالعكس يرغمونك على شرب سوائل الكيف الساخنة حتى تحتار "أفتك منهم كيف؟" ولكن ما قيمة شهادتي وإفادتي أمام شهادة إدارة المخابرات في وزارة الدفاع البريطانية؟ فقد عثرت على نسخة من دليل يستهدف الجنود البريطانيين العاملين" (والذين سيعملون قريبا!!) في الشرق الأدنى، مكتوب على غلافه "فقط للاستخدام الرسمي"، حول كيفية التعامل مع ثلاث مجموعات بشرية: العراقيين، والأفغان، والعرب. لاحظ أن العراقيين هنا شريحة منفصلة عن العرب، وهذه معلومة كانت غائبة عني، وإلا لهاجمت صدام حسين والبعثيين، الذين كان شعارهم "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، وأقول لهم: أنتم تعرفون أنفسكم أفضل من الإنجليز؟ هم قالوا إنكم كوم والعرب كوم آخر، فلا تزعموا أنكم عرب (وربما لهذا تحمست بريطانيا لاستئصال حكم البعثيين في العراق، ليخلفه حكم "العبثيين"). والكتاب معزز بالرسوم الإيضاحية، ومنها واحدة لشخص بالغترة والعقال يضع يده على صدره، ويقول الكتاب إن علامة الضيق عند العرب أن يضع الواحد منهم كفه المفتوحة على صدره، وأن معنى تلك "الحركة": خلاص .... حل عن سماي .. مش/مو ناقصك. وللمرة الثانية "طلع أبو الجعافر جاهل"، فقد عاش معظم سنوات عمره وسط العربـ وكان يعتقد أن الأشخاص الذين يصافحونه ثم يضعون أيديهم على صدورهم، يقصدون أنهم يضعونه في قلوبهم. "أتاريهم" كانوا يمتعضون مني، ويضعون أكفهم على صدورهم عدة مرات للتعبير عن ضيقهم بي (في أول عهدي بالخليج كنت إذا طلبت أمرا من خليجي وقال لي: ع الخشم، ثم لمس أنفه أحسب انه يتعمد الاستخفاف بي وبطلبي). ويقدم الاستخباراتيون البريطانيون العسكريون لنا المزيد عن المعلومات عن أشياء كنا نجهلها عن بعضنا البعض، فمثلا من العيب والعار أن تسأل عربيا عن حال أمه أو بنته أو زوجته أو أخته المريضة، وأنا زي العبيط ظللت أسال أصدقائي القطريين عن أحوال أفراد عائلاتهم من الجنسين، بل – ويا للوقاحة – إذا عرفت أن أحدهم رزق بطفلة أسأله عن اسمها وحالها وحال "أمها"!! تخيل!! ولكن ما ذنبي ولم أكن أعلم وقتها فحوى كتيب وزارة الدفاع البريطانية. ويقول الكتاب انه إذا وضع العربي إصبعيه السبابة على جانبي وجهه قريبا من العينين فإنه يقصد بذلك إنه يوافق على ما تقول، أما إذا خفض يديه وكفاه مفتوحتان فمعناه أنه يعتبر ما تقوله "مقبولا جدا". وحسب الكتاب فإن رفع الإصبع الإبهام كإشارة استحسان، بمعنى أن كل شيء على ما يرام "أوكي.. مضبوط.. تمام التمام". هذه تعتبر قلة أدب عند العرب. وهذه فيما أعلم لغة إشارة عالمية مثل علامة النصر برفع الإصبعين السبابة والوسطى (V).. ولكن البريطانيين يعرفون عنا ما لا نعرفه عن أنفسنا . ولو – بدلا من الكلام الفارغ الذي نشروه في الكتاب – تركوا العرب في حالهم وحلوا عن سماهم، لما اضطروا إلى تزويد جنودهم بنصائح سخيفة جمعها مستعربون أغبياء.
1040
| 02 أغسطس 2018
مساحة إعلانية
حينَ شقَّ الاستعمار جسدَ الأمة بخطوطٍ من حديد...
3960
| 04 نوفمبر 2025
8 آلاف مشارك بينهم رؤساء دولوحكومات وقادة منظمات...
2163
| 04 نوفمبر 2025
في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...
2040
| 05 نوفمبر 2025
من الطرائف العجيبة أن تجد اسمك يتصدر أجندة...
1317
| 04 نوفمبر 2025
تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...
1269
| 10 نوفمبر 2025
عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...
1047
| 09 نوفمبر 2025
تُعدّ الكفالات البنكية بمختلف أنواعها مثل ضمان العطاء...
1011
| 04 نوفمبر 2025
مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...
984
| 05 نوفمبر 2025
أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...
972
| 05 نوفمبر 2025
تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...
894
| 11 نوفمبر 2025
ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...
879
| 06 نوفمبر 2025
الناس في كل زمان ومكان يتطلعون إلى عزة...
834
| 07 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل