رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الأطرش/ المطنش يكسب

من بين الحكايات العديدة التي تصلني من القراء والأصدقاء عبر البريد الإلكتروني، استوقفتني حكاية مجموعة من الضفادع حديثة الولادة، قررت تنظيم مسابقة للصعود إلى عمارة متعددة الطبقات قفزا على جدارها الخارجي، وكما هو متوقع فقد تجمع عدد كبير من المتفرجين حول الضفادع الصغيرة، وعلت صرخات التهكم: سيتهاوون جميعا من أول قفزة، انظر إلى تلك الضفدعة الهزيلة التي أعتقد أنها لم تكمل سبعة أشهر في بطن أمها، إنها لا تكاد تقوى على الوقوف، فكيف تستطيع أن تقفر حتى لربع متر!! مساكين سيقعون بالجملة، ثم لا يصلحون حتى شوربة في مطعم فرنسي. ثم صرخ منظم السباق مطالبا الجميع بالهدوء استعدادا لبدء السباق، ولكن ضحكات التهكم ارتفعت مجددا: بلا سباق بلا بطيخ.. لا تشجعوا المساكين على الانتحار الجماعي.. رشوا هذه الضفادع التعيسة ببعض الماء كيلا تتشقق جلودها، وفجأة أطلقت إشارة بدء السباق من مسدس فسقط نصف الضفادع المتسابقة على أقفيتهم، وسارت البقية قفزا نحو العمارة، ومع أول قفزة إلى أعلى تساقط العشرات، وتعالت الضحكات والتعليقات الساخرة: ضعوا لهن بعض الذباب عند حافة الطابق الأول كحافز.. لو وقفت مليون ضفدعة فوق بعضهن البعض لما نجحن في الوصول إلى أعلى العمارة!! ولكن بضع ضفدعات واصلن القفز، ثم وعند الطابق الثاني كانت جميع الضفادع، ما عدا واحدة في غرف الإنعاش، أو داخل سيارات الإسعاف، بعضهن أصيب بكسور مركبة، وبعضهن أصيب بشد عضلي، وبعضهن أصيب بهستيريا واضطرابات نفسية، بينما واصل الضفدع العنيد صعوده إلى بقية طبقات العمارة، واصل المتفرجون الهتاف: انس الموضوع يا بطل.. ارجع إلى البالوعة يا "روح أمك".. فاكر نفسك باتمان (الرجل الوطواط) وألا سبايدر مان (الرجل العنكبوت)؟ ولكن الضفدع واصل الصعود بقفزات منتظمة، وإن كان الإعياء باديا عليه، وأطل بعض ذوي المروءة من سكان العمارة من نوافذ شققهم وصاحوا في الضفدع: ما فعلته يكفي فلا ترهق نفسك أكثر من هذا، وادخل عندنا نعطيك بعض الماء وحماماتنا بها صراصير تجنن وتهبل. كل ذلك والضفدع لا يحفل بالمتصايحين من باب الإشفاق أو التهكم، وبين دهشة الحضور وصل الضفدع إلى أعلى العمارة، فاندفع الصحفيون نحوه يسألونه عن سر قوته وسر نجاحه في الصعود على جدران بناية شاهقة، بينما بشر أقوى منه بنية بآلاف المرات، يعجزون عن الصعود إلى طابقها العلوي مشيا على السلم (الدرج)، ولكن الضفدع لم يجب على أسئلة الصحفيين، وغادر البناية، فتحدثت وسائل الإعلام لعدة أيام عن الضفدع الذي حقق إنجازا بـ"أساليب ملتوية"، بدليل أنه رفض أن يتحدث عن الكيفية التي نجح بها في صعود العمارة قفزا. وهناك من قال إنه مغرور، ويريد الحديث عن إنجازه فقط نظير مقابل مادي، وقال البعض إن الوصول إلى أعلى العمارة أصابه بشد عضلي في اللسان جعله عاجزا عن الكلام. ما لم يكن يعرفه جمهور المتفرجين والصحفيين، هو أن الضفدع الفائز كان "أطرش كلش"، لا يسمع كلش!! وإذا أردت أن تنجح في أمر أو مجال صعب في نظر الآخرين، فكن مثله، لا تكن غبيا وتثقب أذنك بآلة حادة حتى تفقد القدرة على السمع، بل "طنش" الكلام المحبط الذي تسمعه كلما عزمت على أمر شريف الغاية، فهناك من يقول لك (وقد يكون أبوك أو أمك) إنك لست من أهل التعليم الجامعي، أو لا تملك القدرة على الدخول في مشروع تجاري، وقد تلجأ كشخص موهوب في عالم الكتابة، إلى من تحسبهم كتابا كبارا لتعرض عليهم إنتاجك، فيقولون لك "دع الكتابة لأهلها وأحسن لك تفتح محل شاورما"! بل هناك من قد ينصحك بأن لا تفكر في الزواج تفاديا لوجع الرأس والقلب! ولكن  إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ .. فإن فساد الرأي أن تترددا  

1513

| 04 ديسمبر 2017

الجلافة علة تصيب شعوباً بالجملة

لكل داء دواء يُسْتطب به / إلا الجلافة أعيت من يداويها قال الشاعر إن "الحماقة" أعيت من يداويها، ولا شفاء منها، ولكنني أعتقد أن الجلافة أي قلة الذوق والفظاظة وعدم مراعاة مشاعر الآخرين من أسوأ الخصال التي يبتلى بها بعض الناس. مجلة ريدرز دايجست من المطبوعات التي تستطيع أن تقرأها من الغلاف إلى الغلاف، فهي جاذبة لأن مواضيعها خفيفة ومتنوعة وشيقة، وتحفل بالعجائب والغرائب والطرائف (وبالمناسبة فإنها تمارس التبشير بالمسيحية بذكاء وتتخلل معظم محتوياتها وحكاياتها إشارات مبطنة إلى المعجزات التوراتية/ المسيحية). ومن حقك أن تتساءل: ولماذا تقرأها وأنت تعرف عنها ذلك؟  بسيطة: اللي عارف عزه مستريح، ولست مغفلاً "ينضحك" عليّ بشوية مقالات وحكايات، وعموماً فإنني أقرأ كثيرا لمن يخالفونني الرأي، ليس بمنطق " اعرف عدوك"، لأنني لا أعادي من يختلفون معي في الرأي، بل أقرأ لهم بحثاً عن الحقيقة التي قد تكون غائبة عني، وأحياناً بحثاً عن مطاعن في فكرهم وآرائهم تعزز ثقتي بموقفي! ولهذا كثيرا ما أطالع ما يرد في صحف إسرائيلية مثل هآرتس ومعاريف وجروساليم بوست، ليس لأنني أثق بما تكتبه، ولكن لأعرف وجهة النظر الإسرائيلية حول هذا الأمر أو ذاك.  ما علينا: ريدرز دايجست قامت بمسح طريف شمل 35 بلداً في مختلف القارات لمعرفة الشعب الأكثر تهذيباً (وبالتالي الأقل جلافة) في العالم، واتضح أن متوسط نسبة الذوق والتهذيب وحسن الأدب على المستوى العالمي تبلغ 55 بالمائة. يعني الأجلاف أقلية "كبيرة" لا يستهان بها لأنهم يشكلون 45 بالمائة من بني البشر، وجاءت مومباي (بومباي) الهندية في ذيل قائمة التهذيب والذوق، وأذكر أنني قلت لزميل عمل هندي إنني لاحظت خلال سنوات عيشي في منطقة الخليج، أن الهنود هم أقل سائقي السيارات ذوقا في الشوارع، ولا يفسحون لك الطريق حتى لو كنت تحمل جنازة، فقال: لأن قيادة السيارات في الهند لا تخضع لقانون مروري ولهذا فإن "القوي يأكل الضعيف"، وجاءت العاصمة الرومانية بُخارست على رأس قائمة الجلافة في أوروبا. وكانت المجلة قد كلفت فرقاً في تلك الدول باختبار الناس في مجالات بسيطة مثل قول: شكراً .. من فضلك .. تفضّل إلخ، حيث ينبغي قولها، والإبقاء على الباب مفتوحاً لمن يمرون منه خلفك في مستشفى مثلا، إلخ. وفي تقديري فإن ما يجعل نسبة التهذيب أعلى من نسبة الجلافة عالمياً هو أن الاستطلاع لم يشمل الدول العربية والأفريقية!!!  أذكر أنني كنت أجلس داخل حافلة ركاب في الخرطوم عندما ركب في إحدى المحطات شاب توجه نحوي وقال:  قوم خليني أجلس مكانك لأني تعبان. ولأنني لم أواجه موقفاً كهذا من قبل، فقد أخليت مقعدي لذلك الشاب الذي جلس دون أن يقول كلمة.  فغضبت وفكرت في ارغامه على ترك المقعد طالما هو يستكثر عليَّ حتى الشكر، ولكنني أدركت فجأة أنه طالما الرجل يتحلى بالجلافة وتكوينه الجسماني يسمح له بأن يفرمني ويقصم رقبتي بيد واحدة فـ "ما بِدَّهاش".    الغريب في أمر الاستطلاع أن نيويورك التي تشتهر بسائقي التاكسي الذين يتحلون بالجهالة وقلة الصبر، جاءت على رأس قائمة المدن المهذبة، وقال عمدة المدينة إن ذلك يرجع إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي جعلت أهل نيويورك يدركون أن "الحياة قصيرة" ومن ثم فلا معنى لأن تكون عكر المزاج أو تعكر مزاج الآخرين. وفي أوروبا جاءت العاصمة الكرواتية، زغرب، على رأس قائمة التهذيب، فلو سقط منك شيء هرع الناس لمساعدتك في رفعه أو جمعه، وتسألهم عن الاتجاهات فيتوقفون ليعطوك وصفاً تفصيلياً، وليسوا مثل من يقول لك:  تروح سيدا وتلف عند المدرسة..  تلاقي دوار صغير تدخل منه يمين ثم أول زقاق يمين في يسار ولما توصل المسجد تعرف أنك ماشي غلط.

1764

| 27 نوفمبر 2017

افتراءات بنسلفانية على الرجل

يقول باحثون في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، إن مخ الرجل يتقلص بعد سن العشرين، وكلما ازداد عدد سنوات عمر الرجل، استفحل التقلص في الجزء الأمامي من دماغه، فيصبح أقل قدرة على التركيز، ومتقلب المزاج، وعَلل الباحثون ذلك بأن الرجال أكثر ميلا لتنشيط واستخدام أجزاء أخرى من أدمغتهم، فيصبح الجزء الموجود خلف الجبهة مباشرة خاملا تدريجيا، ويمكن وقف التدهور وإعادة تفعيل هذا الجزء بالتمارين!! (يعني أضرب رأسي بالحائط؟)، وأنبه مجددا الرجال إلى أن باحثي تلك الجامعة يقولون عنا نحن معشر الرياييل والرجالة إننا نصبح ناقصي عقل بمرور الزمن بينما الهوانم النواعم – اسم الله عليهن – يبقين في منتهى الوعي والإدراك.  طبعا هذا الكلام لا يهمني شخصيا، لأنني ومن حيث العمر "مفرمل/ مسوي بريك" في منتصف الأربعينيات منذ الأربعينيات، وبالتالي حتى لو صدقت تلك الافتراءات فإن مخي "صاحي" بنسبة 83%، ولكنه يهمني بوصفي منتميا إلى الجنس المتهم بفقدان جانب من قواه العقلية بمرور الزمن، وأقول لأولئك الباحثين: تكلموا عن أنفسكم، والرجال لم يعطوكم توكيلا لتتحدثوا بالنيابة عنهم، وحتى لو كان ما قلتموه صحيحا، كان ينبغي أن يكون "كتامي بيننا وبينكم"، وليس بنشره في المجلات الطبية ومواقع الإنترنت، حتى تطلع عليه النساء ويجدن فيه "مستندا" لاتهامنا بالخرف.     كنت حسن النية واخترت لولدي الجامعة التي يعمل بها هؤلاء الباحثون المخرفون، ولو كنت أعلم أن بها هذه النوعية من الأساتذة والباحثين لألحقته بجامعة الدول العربية ليكون "في السليم" طوال سنوات عمره لا يهش ولا ينش، ولكنه ولله الحمد "تخارج" منها بالسلامة، وإن كان لا يدري أن أساتذته يشككون في قواه العقلية لأنه تخرج فيها وعمره 22 سنة.  واعترف بأن ذاكرتي صارت "مش ولابد" بعد أن صارت تعاني ثقوبا متفاوتة الأحجام، ولكنني وعندما أقارن حالي بحال ولدي الذي درس في جامعة بنسلفانيا تلك، أحس بأن مخي أحسن - مثلا- من مخ دونالد ترامب، وبالتالي فإنه "يوزن بلد" مثل أمريكا. أقول لولدي ذاك: جيب الموبايل. فيخرج وقد لا يعود، ثم اكتشف أنه دخل غرفته ليقرأ أو يلعب. أين الموبايل يا ولد؟ آآآسف يا أبوي.. وين تركته؟ وأنا لو أعرف وين تركته كنت سأكلفك بمهمة البحث؟ وقد أكلفه بإحضار كوب ماء، فيأتيني بموزة أو شبشب حمام. وقد تصلني رسالة عبر الهاتف الجوال من بنتي: بابا أرجو الاتصال بي "ضروري" لو سمحت ظروفك بذلك، واتصل بها فورا فيأتيني الرد: خير بابا.. مش من عوايدك تتصل بي أثناء ساعات الدراسة أو العمل! ماذا تفعل إزاء موقف كهذا؟ تصيح: معليش أنا غلطان إني ولدتكم؟  فقدان القدرة على التركيز وباء عام في عالمنا المعاصر، فقد عطلنا مراكز الذاكرة في أمخاخنا، بمنح الموبايلات والكمبيوترات توكيلات بأن تحفظ لنا الأسماء والأرقام ومواعيد الارتباطات، ولكنني مقتنع (على مضض) بأن النساء أكثر قدرة من الرجال على التركيز، لأن مسؤولياتهن أكبر من مسؤوليات الرجال، فالمرأة العاملة مثلا عليها أن تركز في أداء مهام وظيفتها الرسمية، وفوقها مهامها كزوجة وأم وأخت إلخ، وحتى المرأة المتفرغة تماما لشؤون عائلتها عليها "التركيز" في كل شيء، بما في ذلك أمور راتب زوجها وكيفية توزيع المخصصات وتنسيق الشؤون الاجتماعية والصحية (ورصد فعاليات الزيجات والطلاقات وحركة السوق خاصة ما يتعلق بالتنزيلات).  للتأكد من قوة ذاكرة المرأة أسأل واحدة من العائلة: أكبر فلان أم فلان؟ في أي يوم سيكون عيد الفطر المقبل؟ بالنسبة لتاريخ مولد الفلانين سيكون الرد من نوع: الفرق بينهم يومين ونص تقريبا.. حمودي مولود صباح السبت من شهر كذا سنة كذا، وعبودي مولود عصر الإثنين من نفس الشهر.. بعد وفاة خالتي فاطمة بستة شهور ويومين.

1204

| 21 نوفمبر 2017

الواجب ليس بالضرورة "واجبا"

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أشعر بأي تأنيب ضمير، وأنا أردد للمرة التاسعة بعد الألف أنني كنت أكره المدرسة، ولا أشعر بأي حنين إلى الفترة التي كنت فيها تلميذا. وكرهت بالتحديد المدرسة الابتدائية والمتوسطة، والثانوية إلى حد ما، وكان ذلك لأن المعلمين كانوا يرفعون شعار الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم، وكان أولياء الأمور يقولون للمعلمين: لكم اللحم ولنا العظم، وكانت هذه رخصة للمعلمين ليسلخوا جلودنا بالسياط والكرابيج وعصي الخيزران، وقضى معظم أبناء جيل سني عمرهم الأولى، وهم يحسبون أن جدول الضرب اختراع شيطاني يبيح للمعلمين ضرب التلاميذ..قبل أسابيع قليلة أصدرت رابطة المعلمين والمحاضرين بالجامعات البريطانية، تقريرا وجد صدى طيبا في أوساط الآباء والأمهات وعدد كبير من المعلمين، وأهم ما ورد في التقرير هو أن الواجبات المدرسية التي ينبغي على التلميذ أداؤها، ضررها أكبر من نفعها، وأنها – وبشكل خاص – ترهق كاهل التلاميذ المنتمين إلى عائلات فقيرة. عيال الطبقة الوسطى و"أنت طالع"، لا يعانون من أزمة كتب أو كمبيوترات ويكون آباؤهم وأمهاتهم ذوي حظ طيب من التعليم يجعلهم قادرين على مساعدتهم على أداء تلك الواجبات، ولو تطلب الأمر "أجيب لك بدل المدرس الخصوصي، عشرة"، ولكن وكما قال ديلان وليام نائب مدير معهد التربية في لندن فإن الواجبات المدرسية عموما "رابيش rubbish"، أي كلام فارغ، لا طائل من ورائه، وترى رابطة المعلمين أنه إذا كان الواجب المدرسي متعلقا بدرس قادم "جديد"، فإنه يكون أكبر نفعا وإمتاعا، في حين أن الواجبات المدرسية بأسلوبها الراهن هي "تكرار واختبار" لمواد تمت دراستها سلفا، ويتم تكليف التلاميذ بها من باب إبراء ذمة المدرسة، لإعطاء انطباع بأنها "تضغط على التلميذ كي لا ينسى الدروس التي تلقاها في المدرسة". لا أستطيع أن أجزم بأن ذلك التقرير على صواب تماما، ولكنني أجزم – وعلى مسؤوليتي – بأن أكثر من ينفر في نظامنا التعليمي الببغاوي هو ميل المدرسين إلى إثقال كاهل التلاميذ بالواجبات، ففي يوم واحد قد يكون الطالب مكلفا بما يلي: نسخ قطعة من كتاب القراءة، وحل 8 مسائل رياضيات، ورسم خريطة آسيا، وحفظ تسع آيات قرآنية، مع قصيدة لحافظ إبراهيم، وبالطبع مع حفظ معاني مفرداتها، وهناك جدول الرموز الكيميائية (للجلوس لامتحان الشهادة الثانوية، كنت مطالبا بحفظ معلقة لبيد بن ربيعة العامري وشرح كل بيت فيها، ونجحت في امتحان الأدب العربي بتقدير ممتاز، ورجعت لتلك المعلقة خلال السنوات الماضية ولم أستطع أن أعرف هل هي باللغة العربية أم بالأوردو، ويقول البيت الأول في المعلقة: عفت الديار محلها فمقامها / بمنىً تأبد غولها فرجامها. "الديار" كلمة عربية ولكن السيد جوجل نفسه عجز عن مساعدتي في معرفة أصل وفصل بقية كلمات هذا البيت).. وتسمع كثيرا من أولياء أمور طلاب العلم يثنون على مدرسة ما، ويصفونها بأنها "قوية" لأنها لا تعطي التلاميذ "نَفَس"، وترغمهم على قضاء نحو 4 ساعات يوميا في حل الواجبات، مما يعني أن اليوم الدراسي يمتد لنحو 11 – 12 ساعة.. تخيل هذا العبء.. وتذكر وزن الحقيبة المدرسية عندنا. في المدارس البريطانية مثلا، يجعلون الواجبات مشوقة بتكليف التلميذ بأعمال يدوية باستخدام الورق والكرتون والقش، والتربويون في بريطانيا يطالبون بتخفيف عبء الواجبات على الطلاب، رغم أن النظام التعليمي عندهم يحدد مدة الواجبات القصوى لتلميذ الصف الرابع الابتدائي بـ90 دقيقة في... الأسبوع! يعني 18 دقيقة في اليوم، ويمنع منعا باتا تكليف الطفل بأي عمل أكاديمي بعد نهاية اليوم الدراسي قبل الصف الرابع. مساكين عيالنا: 90 دقيقة لا تكفي لحل واجبات مادة واحدة في يوم واحد!!!

1914

| 02 نوفمبر 2017

العقم الفكري المتعمد

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ها هو عام 2017 في الرمق الأخير، فبعد شهرين بالتمام والكمال س"يفلسع"، وسيحتفل البعض بنقصان عام من أعمارهم، بينما سيقول آخرون إنهم يحتفلون لأن الله مدّ في أيامهم، بحيث عاشوا ليشهدوا عاما جديدا، بارك الله فينا وفيهم، ووهبنا طوال العمر وسعادة الكبر وحسن الخاتمة. ولكن تصيبني الصحف البريطانية والأمريكية بالقرف والإحباط في ديسمبر من كل عام، لا لسبب سوى أن تقدم جردة كاملة لمنجزات ثقافية وحضارية وفكرية خلال كل سنة تنقضي، وبما أنني ثور في برسيم (جت) في ما يتعلق بالابتكارات والاختراعات والتكنولوجيا عموما، أي لا أفهم فيها وعنها كثير شيء، فإنني أحرص على قراءة التقارير الصحفية المتصلة بعالم الكتب والمؤلفات، وذلك لسببين: أولهما لأنني نشأت (لا أقول أبدا إنني "ترعرعت"، لأنني لا أعرف معنى الكلمة، ولأنني لا اعتقد أنني شهدت وخبِرت الترعرع أيّاً كان) المهم نشأت في مناخات فيها أوصياء عليَّ لا يسمحون لي باقتناء أي من تلك الكتب، لأنهم حريصون على المحافظة على عذريتنا الفكرية، والإبقاء على أدمغتنا "خامة"، وثانيهما، مجاراة لتقليد ثقافي عربي يقتضي بالاكتفاء بمعرفة أسماء الكتب المشهورة ومؤلفيها، للإشارة إليها أثناء الحديث، بما يضفي على المتحدث هالة تشي بأنه "مثقف خطير".أقول هذا على الرغم من أنني لا أذكر متى كانت آخر زيارة لي إلى مكتبة في أي بلد عربي، لأنني لست طالباً جامعياً، ولست بالتالي بحاجة إلى من يكتب لي أو يبيعني بحثاً أحصل بموجبه على تقدير "ممتاز" بدلاً من تقدير "حمار" الذي أستحقه! ولكنني أستطيع أن أجزم بأن تلك المكتبات تستقبل سنوياً نحو مائتي كتاب جديد، في منتهى الأناقة والبهاء ولكن معظمها يضر بالصحة العقلية والجسدية، حتى لو تم استخدامها كورق تواليت، فسبب تفشي فيروس خبيث في ظل انحطاط فكري ومعرفي، فإن كثيرين ممن يفكّون الخط يتحولون إلى شعراء، وكُتّاب قصص، مواضيعها في معظمها الأمور التي "فوق الرُّكبة".وأعرف شاعراً من النوع الذي "لا تستحي أن تصفعه"، أعلن ذات يوم أنه بصدد إصدار ديوان، ثم اعتكف يومين كاملين يؤلف قصائد الديوان الذي رأى النور بعدها بنحو 6 أيام، وأعطاني منه 20 نسخة كي أوزعها على من أشاء، وبما أن عدد أعدائي لا يبلغ الـ 20، فقط تخلصت من 19 نسخة من ديوانه فور أن أعطاني "عرض أكتافه"، وذلك بأن زرت مكتبة تبيع مواد القرطاسية والقليل من الكتب غير الصالحة للقراءة، وتركت الـ 19 كتابا في أحد أرففها، بنفس الطريقة التي تقوم بها عديمة خلق وعقل ودين بالتخلص من جنين لها ولد سفاحا، وقلّبت النسخة الوحيدة التي احتفظت بها، وأحسست بحزن شديد، على الوريقات التي تم تلويثها بكلام بايخ وسخيف، ثم اصطحبت تلك النسخة اليتيمة في جولة بسيارتي، وانتهى بي المطاف في المقابر حيث واريتها الثرى لأن إكرام الميت "دفنه"، وبعد أشهر سألني عن رأيي في الديوان فقلت له (وليسامحني الله على الكذب) إن أصدقائي استولوا على كل النسخ، فأبدى أسفه لأن الديوان "نفد" من المكتبات ولم تبق معه سوى نسخة يتيمة لـ "الذكرى"!!وبالمقابل فإن الشعراء والقصاصين "الحقيقيين" يقتطعون من أقوات عيالهم لطباعة نسخ محدودة من أعمالهم، لتوزيعها على الذوّاَقة، لعلمهم أن صورهم الموضوعة على الأغلفة "تخرّع"، وأنه لا يليق بهم وضع صور رزان وأخواتها على تلك الأغلفة لضمان رواج مؤلفاتهم. هل رحم حواء العربية عقيم؟ حاشا، ولكن أبناءها وبناتها ذوي الخصوبة يتعاطون حبوب منع الحمل الفكري طلباً للسلامة وخوف الندامة، على الرغم من إدراكهم للأعراض الجانبية لتلك الحبوب وأخفّها الهلوسة والهذيان، فالرؤوس تمور بالأفكار التي تصبو إلى التلاقح والتناسل، فتؤدي محاولة إسكاتها بالعقاقير إلى بلبلة وتشويش دماغي!

1629

| 30 أكتوبر 2017

سباحة في بحور الحكمة (2)

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الحِكم (جمع حكمة)، التي شرعت في مقالي الأخير هنا الغوص في مظانِّها، والتنقيب عنها من مختلف المصادر، قد تكون ملاحظة عابرة نطق بها شخص -ليس بالضرورة عَلَما مشهورا- ومن ذلك ما قرأته للشاعر الإنجليزي الشهير وليم شكسبير: لا يوجد أحقر من شخص غضب على شخص آخر، فتساقطت جميع أسرار (الشخص المغضوب) عليه من لسانه. ولهذا تقول العرب، إن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل، لأن العاقل يحسب حساب العواقب حتى وهو يعاديك، بينما الصديق الجاهل عبء على حياتك اليومية وعلاقاتك الاجتماعية، وقد يغضب منك في أمر "لا يستأهل"، ويقرر نثر أسرار تخصك، لا ينبغي للآخرين الإلمام منها.بل إن الصديق الجاهل قد يفضحك من دون سوء نية، فالجاهل (والكلمة هنا لا تعني الأمي، بل الغبي الذي لا يحسن التصرف أو فهم الأمور أو عواقبها) قد يوقعك في مآزق، ليس فقط بنثر أسرارك، بل وكثيرا بنسب أشياء لم تنطق بها أو تفعلها إليك، ويكون ذلك خصما عليك ومنك، وعموما فلا شيء أسخف وأصعب من أن يسعى المرء إلى إثبات شيء للأغبياء، لذلك فإذا كان الشخص الذي تبادله الحديث منغلق التفكير، فقل له: أرجوك أن تغلق فمك أيضًا. فما فتح شخص غبي فمه، إلا وخسرت البشرية شيئا من رصيدها المعرفي.كثيرون منا يصفون شخصا ما بأنه "حالم"، ويقصدون بذلك أنه غير واقعي، ويقال هذا عادة عن الشخص الطموح لقصقصة جناحيه، ولإفهامه بأنه "يشطح ع الفاضي"، بينما الأحلام هي خميرة كل إنجاز، فقصيدة الشعر، والرواية والقصة القصيرة واللوحة الفنية تبدأ بحلم و"رؤية"، وجميع الاختراعات كانت يوما ما أحلاما في رؤوس وعقول من أتوا بها وجعلوها "واقعا ملموسا"، وهل كان هتلر سيقود الشعب الألماني لأكثر من خمس عشرة من السنوات، وهو النمساوي المولد، ودون رتبة الضابط في الجيش ما لم يكن يحلم بالزعامة؟ وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإننا أيضا نصف الكلام الفارغ من أي مضمون بأنه فلسفة، و-مثلا- يقول لك أحدهم: "دخلت على المدير وقلت كلام كله فلسفة، وطربق الدنيا على رأسي"، ونتجنى بذلك على الفلسفة التي هي أم كل العلوم الإنسانية النظرية. ومثلما نصف الشخص الطموح بأنه حالم، فإن بعضنا نماذج كلاسيكية للاتكالية والسبهللية، فلا يبذلون أي جهد لتحقيق مكسب مادي أو معنوي، يجعلهم يمضون قدما في مشوار الحياة بشكل أفضل، أي يتوكلون دون أن يعقلوها، ثم يعزون خيباتهم على سوء الحظ أو خذلان الآخرين لهم، وهناك من هو خائب وفاشل، لأنه لا يفعل شيئا يحقق له النجاح والمراد، ثم يعزو خيبته وفشله لـ"العين"، ومصيبتنا هي أننا ميالون لاعتبار عيون أقرب الناس إلينا "حاسدة"، فكل من يقول عنا كلمة طيبة، أو يصف شيئا نتملكه بالجمال، عينه حارة. وقائع الحياة تؤكد أنه وفي أحيان كثيرة يصنع الإنسان حظّه، فمن جدّ وجد، ومن طلب الأسباب نال المراد، وعلى الإنسان أن يسعى ليدرك النجاح، وحتى من يسعى ويكد ويجد لتحقيق النجاح ولا يحالفه التوفيق، قد يحاول مرة أخرى، أو قد يكون مرتاح البال والضمير لأنه بريء من التقصير، ولهذا فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب/ ينجح، فله أجر السعي والمحاولة.والشاهد هو أنه كلما بذل الإنسان جهدا أكبر لتحقيق غايات معينة حقق المزيد من الحظ، لأنه من النادر أن يحالف الحظ في الأمور الكبيرة العاجز الكسول المتواكل، وهناك من سيقول إن من يكسب سيارة في سحب أجراه مركز تسوق، شاركت في مئات الآلاف من الكوبونات، لا شك محظوظ، وقد يكون كذلك، ولكنه ليس نوعية الحظ الذي ينبغي أن ننشده، بل هو أقرب إلى حظ المقامر في كسب مبلغ مالي كبير (فيعود ويقامر ليجعل المكاسب أكبر "فيخسر اللي قدامه واللي وراه").

1161

| 26 أكتوبر 2017

مالهم، كيف يحكمون؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا أفهم كيف تسنى للأمريكيين أن يصبحوا أكبر قوة في العالم؟ صحيحٌ أنهم شعب مبدع وجسور في أكثر من مضمار، ولكنهم أكثر شعوب الله خيبة في مجال اختيار الحكام. أكثر رؤسائهم شعبية كان جون كينيدي، ذو الصلات المعروفة بالمافيا، وصاحب السجل الحافل بالغزوات النسائية، وكان ذوقه رفيعاً مقارنة ببلبل كلينتون، فقد اختار فاتنة هوليوود مارلين مونرو عشيقة له، وكانت "بنت الذين" تتقاسم الفراش أيضا مع شقيقه روبرت، الذي كان يشغل منصب المدعي العام. وكان بلبل كلينتون فحل "أي كلام"، وعندما "زنقوه" بعد ثبوت أنه كان يذاكر من وراء ظهر زوجته البلاستيكية هيلاري، زعم أنه – وبلغة الصحافة - لم يمارس أي علاقة "تحريرية" مع مونيكا لوينسكي، ولكن هب أنه فعل معها الأفاعيل – وقد فعل - كيف يكون الإنسان رئيساً لأقوى دولة في العالم، ولا يستطيع أن يستر أفعاله "المهببة" مع مونيكا؟ كيف يسمح للمدعي العام أن يعرضه للمرمطة والبهدلة، لأنه مارس حقه الشخصي في الخيانة الزوجية، الذي يكفله الدستور الأمريكي؟ رونالد ريغان كان أيضاً يتمتع بشعبية كاسحة، وما زال الأمريكيون يعتبرونه من أنجح رؤسائهم، رغم إنه كان جاهلاً عصامياً، وكان يعتقد أن معمر القذافي يحكم بوليفيا. وقد ارتكب ريغان مخالفة أخلاقية راح ضحيتها الآلاف، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة على إيران، ومن بينها فرض حظر على تزويدها بالسلاح، ولكنه لم يكن يرى أن إيران "البعيدة" تشكل خطرا على أمن بلاده، كما الحكومة الاشتراكية وقتها في نيكاراغوا، التي شكلها ثوار الساندينستا، الذين أطاحوا بحكومة عميلة للولايات المتحدة، وأسهمت حكومة ريغان في تشكيل حركة معارضة للساندينستا اسمها "الكونترا".وبما أن الكونغرس كان قد حظر تزويد الكونترا بالسلاح أو المال، فقد قام ريغان بإخراج فيلم هندي وعقد صفقة سرية مع إيران: ستزودكم إسرائيل بالسلاح، ويتم تحويل قيمة السلاح إلى الكونترا. وأُقدم سلاحا لإسرائيل كتعويض دون أن يعترض الكونغرس. وقد كان: لحست إيران الجعجعة عن إزالة إسرائيل من الخارطة، وقبلت شاكرة شحنات السلاح من اسرائيل، وتوفرت للكونترا أموال بنكهات إيرانية – إسرائيلية، ولكن ذات منشأ أمريكي.ومنع ريغان السلطات الأمريكية من السعي لمكافحة ومحاربة تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية، لأن ذلك سيحرم الكونترا من مصدر أموال مهم، وهو إعادة تصدير الكوكايين القادم من كولمبيا إلى ... عليك النور: الولايات المتحدة الأمريكية.الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون الذي دخل التاريخ بوصفه من صاغ إعلان استقلال بلاده من الحكم البريطاني، لم يكن يرى بأسا في إقامة علاقة فراش مع خادمة تعمل عنده اسمها سالي هيمنغز، أنجب منها ستة أطفال، وبعد وفاته سألوا سالي تلك: كيف تسنى للرئيس أن يقيم علاقة فراش معك في بيت به عشرات الخدم والحشم والحراس وعيال؟، فقالت إن "عش الغرام" كان الخزانة المخصصة لأدوات الكنس. الرئيس غروغر كليفلاند أقام علاقة سرية مع ماريا هيلين في عصر ما قبل أدوات منع الحمل، فحبلت هيلين، وأنجبت طفلا، وبعد أن ذاعت تفاصيل تلك العلاقة اعترف كليفلاند بأنه والد الطفل، وكانت الجماهير وكلما ظهر كليفلاند على منبر عام تغني (بالإنجليزية): ماما وين بابا؟ في البيت الأبيض ها ها.جورج دبليو بوش، ورط بلاده في حروب خاسرة في العراق وأفغانستان، وبالتالي يعتبر المؤسس الحقيقي لتنظيم داعش، وظهرت النزعات الدموية لهذا الأخرق عندما كان حاكما لولاية تكساس، حيث شهدت في عهده أكبر عدد من الإعدامات بالحقن السامة في تاريخ الولايات المتحدة.ثم صار ترامب الخرنق الأخرق الذي يحسب أن الغرض من تطبيق تويتر هو "توتير" العلاقات أي خلق توترات في كل ركن من أركان الدنيا، صار رئيسا يدير الرؤوس لأنه منطلق بدون "تروس"أليس كل هذا دليلا على أن الناخبين الأمريكيين قاصرون سياسيا؟

1522

| 12 أكتوبر 2017

الولد شو، وشهو؟

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أريد أن أحدثكم اليوم عن شو يانو، واطمئنوا، فليس هذا اسم علم (ابن آدم)، وبالتالي ليس للاسم هذا علاقة بالـ "شو" أي عالم الاستعراض والرقص والغناء، بل هو دكتور طبيب، وشاطر وماهر!! ستقول إن هناك آلاف الأطباء الشطار المهرة الحاذقين، ولكنني أقول لك بقلب جامد إنه ليس بينهم من يضاهي شو يانو، ومع هذا فإنني ما كنت سأقبل أن يعالجني هذا الطبيب الشاطر، لسبب بسيط وهو أن عمره 12 سنة، وهي نفس السن التي كانت أمي ترغمني فيها على الوقوف داخل طشت في وسط الحوش، وجاراتها يتبادلن الحديث معها، وتغسل جسمي بصابون أظن أنه كان يصنع من الفحم الحجري، فأصرخ إذا تسللت رغوة الصابون الشحيحة إلى عيوني التعبانة أصلاً!! (إنصافا لأمي رحمها الله، فقد كانت تقوم بمهمة غسل جسمي وشعري، في فناء البيت وعلى المكشوف، ليس لإذلالي علناً، وليس لأنني كنت صبيا مدللا، ولكن لأنه لو لم تقم هي بتلك المهمة، لما فكرت في الاستحمام حتى في العيدين)إمعاناً في استفزازي فإن يانو أبو 12 سنة هذا، سينال درجة الدكتوراه في الطب في غضون سنة أو سنتين من جامعة شيكاغو، وبداهة فإن يانو هذا فلتة فمعدل ذكائه (آي. كيو) مائتان، وفوق هذا فإنه موسيقي بارع (معدل ذكاء ستيفن هوكنغ أشهر عالم فيزياء في عالمنا المعاصر 154)، وعندما أقول إن يانو موسيقي بارع، فإنني لا أتكلم هنا عن موسيقى من شاكلة ما نسمعه من شعبولا وهيفولا، ولا حتى بيونسيه نولز، بل السيمفونيات المعقدة لشوبان وموزارت وبيتهوفن ورصفائهم!!أكثر ما أعجبني في حكاية الولد الدكتور يانو، هو أن أمه كيونغ يانو وهي كورية الأصل، أستاذة جامعية في تاريخ الفنون، تركت عملها، وتفرغت لتصبح "سائق" لدى ولدها العبقري: في الصباح تُحضر له السندوتشات، وتوصله إلى جامعة شيكاغو ثم تعيده إلى البيت أو تنقله إلى المكتبة التي يود زيارتها!! ولأنه صغير السن فإنهم لم يسمحوا له حتى الآن بمعالجة المرضى، مما أعطاه الفرصة ليركز على المزيد من التحصيل الأكاديمي، بحيث سيكون بدرجة بروفيسور في الطب (يريد أن يتخصص في أبحاث السرطان) وعمره 17 سنة، وعلى الرغم من أننا نعتبر التلفزيون الأمريكي قمة المتعة، فإن يانو هذا الذي عاش ما بين ولاية كاليفورنيا ومدينة شيكاغو في الولايات المتحدة، يقول إنه لا يجد قط برنامجاً تلفزيونياً يشده ويجذبه، بل يفضل أن يمضي وقته في القراءة، ولا تحسب أنه يقرأ فقط في الطب وعلم الجينات، لا، بل قرأ جميع أعمال الأختين برونتي، وجين أوستن، وأشعار ازرا باوند، وروايات كونراد ومقالات جعفر عباس (معليش... أقصد أنه يقرأ أي شيء يصادفه... فالمهم عنده هو أن يقرأ!) وبالتأكيد فإن في الوطن العربي عيال يماثلون شو يانو هذا ذكاء، ولكن بالتأكيد فإنهم يعاملون كمرضى نفسانيين: الولد مو طبيعي، مسكر الغرفة على روحه ليل نهار ويطالع في الكتب... أكيد زنوبة سوت له عمل... قلبها أسود... الله أكبر عليها!! وهناك الآباء الفحول الذين يعتبرون مكوث الولد في البيت طويلاً نوعاً من الخيبة: يا ولد اطلع بره العب مع ربعك... خلك حركي وملحلح!! أما إذا كانت المسألة تتعلق ببنت نابهة وذكية وتحب الكتب والاطلاع، فيا ويلها وظلام ليلها: خلي الكتب تعطيك عريس يا خبلة يا هبلة مثل عبلة، يا اللي ما تشبهين البنات... لا كحل لا مسكارا... بس كتب ومسخرة!! شقيقة يانو الصغرى اسمها سايوري وستدخل الجامعة وعمرها 9 سنوات، وأمها غير مشغولة بمسألة العريس!بقي أن أقول إن والد شو يان من اليابان، وكما أسلفت، فأمه كورية جنوبية الأصل، أي ينتميان إلى بلدين يشجعان العلم والتعلم، وصارت تنجب خيرة علماء عالمنا المعاصر.

1248

| 09 أكتوبر 2017

ومنهم نستفيد كصحفيين

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ما زالت نقطة ضعف الصحافة العربية تكمن في أنها لا تحسن التقصي، ليس لعيب في الصحفيين، ولكن لأن حاملي المقصات، يعتبرون تقصي الحقائق تطاولا على "الكبار"، ويا ويل الصحفي العربي الذي يجمع بجهده الخاص وبالاعتماد على مصادر خاصة – مثلا - معلومات حول جسر انهار بعد تشييده بأسبوعين أو دواء مغشوش يتم تداوله لأن من استورده مسنود، ثم اقرأوا ما يلي:أسس مجموعة من صحفيي جريدة صنداي تايمز اللندنية، شركة وهمية لاستيراد الأدوية، ونشروا إعلانا في الانترنت شرحوا فيه طبيعة نشاط الشركة، ورغبتها في استيراد أدوية معينة، من مختلف المُصَنِّعين من مختلف الدول، وكانت الغاية من ذلك اصطياد الجهات التي تقوم بتصنيع وتصدير الأدوية المغشوشة، وجاءهم عرض يسيل له اللعاب من شركة يديرها صيني اسمه جبرائيل زهانغ: عندنا أدوية لأمراض القلب والدورة الدموية والعجز الجنسي وارتفاع الكوليسترول بسعر التكلفة، وكانت الأسعار التي تقدمت بها الشركة تعادل أقل من واحد على خمسين من الأسعار التي تباع بها العقاقير المشابهة في دول أخرى، وأوفدت الشركة البريطانية الوهمية مندوبا عنها إلى الصين لمقابلة زهانغ. وللأمانة فإن زهانغ رجل صريح وواضح بل ويمكن أن تقول عنه إنه "أمين"، فقد قاد مندوب الشركة البريطانية (الصحفي المتخفي) أولا إلى مكتب فيه عدد كبير من كمبيوترات أبل ماكنتوش، حيث تتم طباعة ملصقات الأدوية المغشوشة، وقال له: الغش في الأدوية نفسها سهل، ولكن الاتقان الشديد مطلوب في الديباجات والتغليف ولهذا فإننا نولي هذه المسائل اهتماما أكبر. (وصفته بالأمانة لأن من يعترف بأنه كاذب أو مخادع يتحلى بأمانة "لا تكون في ميزان حسناته")كان مصنع الأدوية نفسه في بلدة ريفية نائية اسمها تيانجين، وهناك تم الاتفاق على الصفقة: بلافيكس لسيولة الدم، وكاسودكس لسرطان البروستات، وزيبركسا للفصام، إلخ. وعلبة كاسودكس ذات الـ 28 قرصا تباع في بريطانيا بنحو ثلاثمائة دولار، ولكن وبما ان زهانغ "فاعل خير" فقد عرضها على الشركة الوهمية بعشرة دولارات، ثم أدلى بتصريح جعل الصحفي البريطاني يصاب بفتق في الحجاب الحاجز: ما من شخص في بريطانيا يتعاطى الفياغرا لعلاج العجز الجنسي أو ليبيتور لخفض الكوليسترول إلا ويشتري بعض منتجات مصنعنا.الصحفي ابلغ السلطات الطبية في بلاده بالأمر، واتضح ان الكثير من الصيدليات تبيع فياغرا زهانغ المغشوشة، ولكن الكارثة كانت في أن كل قرص منها كان يحتوي على 4 أضعاف مادة سيلدنافيل (وهي العنصر الأساسي) التي تحويها الفياغرا الأصلية. يعني معظم من يتناولونها قد ينتهي بهم الأمر في "العناية الفائقة" أو المقابر، وفي العام الفائت وحده تم اكتشاف أكثر من 8 ملايين قرص دواء مغشوش في دول الاتحاد الأوربي، مما يعني ان عشرات الملايين من الأقراص المغشوشة لم يتم اكتشاف أمرها، ومن المضحكات المبكيات ان تلك الأقراص الصينية كانت ملونة بحبر الطابعات العادي، وبعضها يحوي الأسمنت لضمان عدم تفتته وتكسره. والبلدان الأوروبية وقعت ضحية الغش الدوائي لأنها تمارس الفهلوة في شراء الأدوية بتداولها عبر أكثر من مستورد ومنفذ بحثا عن السعر الأرخص.في ثمانينيات القرن الماضي فضحت صحف دولة الإمارات أمر شحنة من اللحوم مكتوب عليها بكل صراحة ونزاهة "لحم خنزير- مذبوح حلالا"، وكانت هناك شحنة أخرى من الدجاج المجمد تحمل ديباجة "مذبوح حلالا"، في حين أنها لم تكن مذبوحة أصلا، فقد كانت كل دجاجة تحتفظ برقبتها ورأسها سالمين مما يعني أن تلك الدجاجات ماتت منتحرة، او صعقا بالكهرباء أو خنقا أي بالحرمان من الأوكسجين.في شهر نوفمبر الماضي ذهبت إلى صيدلية في الخرطوم لشراء مضاد حيوي سائل (للحقن) فقدم لي منتجا صينيا، فقلت للصيدلاني: تحسبني "هندي"؟ (الهند اليوم ثاني قوة اقتصادية صاعدة في عالمنا المعاصر، ولكن الأفلام التي تنتجها تلك الورشة المسماة بوليوود، تعطي الانطباع بأن الهنود بلهاء، فان توجه لكمة قوية إلى صدر شخص ما فيسقط على وجهه لا تحدث إلا في الأفلام الهندية، مما يعني أن قوانين الجاذبية والفيزياء عموما غير سارية في الهند). المهم قلت له: يا صديقي، كبير الصيادلة في السودان قال إن 37% من الأدوية في أسواقنا مغشوشة، وأن 76% من الأدوية غير المغشوشة فاسدة بسبب سوء التخزين، أو لأنها استوردت وصلاحيتها منتهية!! يعني 7+ 6 تساوي... 3 معنا الواحد... آآآ 113% من الأدوية المتداولة في السودان لا تصلح للاستهلاك الآدمي، وهذا رقم يصلح لفيلم هندي.وما يهمني في كل ما ورد أعلاه، ليس فقط وجود أدوية مغشوشة في الصيدليات، فكل شيء من حولي كمواطن عربي "مغشوش": نتائج الانتخابات ومؤهلات الوزراء وأرقام الميزانيات والشعر الأسود الذي يعلو رؤوس الديناصورات الجالسين على كراسي الحكم وصدورنا منذ عام الفيل. ما يهمني أكثر هو ما قام به صحفيو صنداي تايمز: يؤسسون شركة، ويسافر موفدهم، ويشاهد البضاعة، ويصور ويدون ثم يطوف على الصيدليات ويحصل على إحصاءات دقيقة. هذه هي يا زملاء هي صحافة التقصي الحقيقية، التي بسببها توصف الصحافة بأنها مهنة متاعب، بينما هي عند الكثيرين منا مهنة "ملاعب": يلعب الصحفي بالكلمات، مستعيضا بلغة الحصافة عن لغة الصحافة، وبعقول القراء، ويجعل من كذا عمود صحفي ملعبا لمسؤول ذي سجل أصلع أو مُخزٍ، كي يصول ويجول معددا إنجازاته الافتراضية (ولكنني أرفع عمامتي احتراما لقلة شريفة من الصحفيين العرب مستعدة لمناطحة الديناصورات لخدمة الحقيقة وتحمل العواقب الجسيمة لجسارتهم).

1034

| 05 أكتوبر 2017

اللسان عندما يرفس صاحب السلطان

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لو عدنا بالذاكرة خمس سنوات أو أكثر قليلا، لاكتشفنا أن الزعماء الذين طاروا في إعصار الربيع العربي، كانوا الأكثر ثرثرة، أي، ينتمون إلى العصر الجاهلي الذي كانت فيه القصيدة التي عليها القيمة تسمى "معلقة"، وجارى الزعماء المخلوعون روح العصر الجاهلي بالمعلقات النثرية الثرثرية، فقد كان الواحد منهم يرغي ويزبد لساعتين أو ثلاث دون أن يفتح الله عليه بجملة مفيدة.ولا أعرف خارج الوطن العربي زعيما جارى زعماءنا وبزّهم في ذلك المضمار، سوى الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، الذي كان زعيما حقيقيا لشعبه ولم يكتسب تلك التسمية من باب "زعم، يزعم"، بل بعرق جبينه، وكانت خطبه الجماهيرية من فصيلة المعلقات، لأنه كان لديه ما يقوله لشعبه، وللولايات المتحدة التي ظلت تخطط لقتله، وجرجرة بلاده إلى حظيرة جمهوريات الموز، التي تختار واشنطن رؤساءها وأعضاء حكوماتها، أما الزعيم الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، فالراجح عندي أنه كان يتخذ من الزعيم الليبي قتيل أنبوب الصرف الصحي (القذافي) مثلا أعلى، فكلاهما كان يقدم برنامجا تلفزيونيا أسبوعيا، يبرطم خلاله كما يشاء، وكان كلاهما لا يعرف أن الأقربين أولى بالمعروف، فقد ظلا يهدران ثروات بلديهما النفطية لاكتساب شعبية عالمية، بينما كان الليبيون والفنزويليون، يعرفون فقط من وسائل الإعلام أن بلديهما يحوزان ثروات نفطية هائلة.ومشكلة القادة العرب الذين يعشقون الثرثرة، هي أنهم يضطرون في معظم الأحوال إلى الارتجال، لأن سياساتهم تقوم على الارتجال و"زرق اليوم باليوم"، ولعل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر هو مؤسس مدرسة المعلقات الجماهيرية، ولكن كان مثل كاسترو، عنده ما يقوله: التأميم وحرب السويس وحركات التحرير في الجزائر واليمن الجنوبي وهزيمة يونيو حزيران 1967 و"ما أُخِذ بالقوة لا يسترد إلا بالقولة"، ثم خلفه السادات الذي كان يستحق الأوسكار أكثر من استحقاقه لجائزة نوبل للسلام، فقد كانت خطبه "ممسرحة"، وحباه الله بحبال صوتية قوية، كان يستغلها لتقسيم الجمل إلى مقاطع يعلو فيها صوته وينخفض ويمتد ويرتد بحساب من درس فنون العمل الإذاعي أو الدرامي (وانهالت على المسكين الشتائم بسبب إبرامه لاتفاقية كامب ديفيد، من نفس من هللوا لاحقا لكامب أريحا، وشتان ما بين الكامبين).وفجأة ودون سابق تخطيط وتدبير وجد حسني مبارك نفسه رئيسا لمصر، ولولا خالد الاسلامبولي لما آل الأمر إليه، ومع هذا كان هو من وقع على أمر إعدام الإسلامبولي وكان حسني مبارك في أيامه الأولى في الحكم يعرف قدر نفسه، ولا يخاطب الناس إلا من نص مكتوب، وشيئا فشيئا "صدّق حاله"، وأنه مؤهل لشغل المنصب مدى الحياة، فبدأ يمارس ما يسميه المصريون "العك" الخطابي، بدرجة أحسب فيها أن أصحاب المعلقات السبع تململوا وتميّزوا غيظا في قبورهم. وفشار سوريا الحالي أيضا صار رئيسا بالصدفة، فلو لم يمت شقيقه باسل في حادث سيارة، لكان على أحسن الفروض مديرا لمستشفى أو وزيرا للصحة، وخلال سويعات بعد وفاة والده كان قد تم تفصيل الدستور على مقاسه، وكان أعجب ما في الأمر أن شخصا لم يكن يحمل حتى رتبة جندي في القوات المسلحة، نال خلال دقائق رتبة فريق أول، وصار القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأذكر أنني حرصت على متابعة أول خطاب له كرئيس لسوريا، ولم يخيِّب ظني فيه: فقد استغرق خطابه ساعتين وربع الساعة، فصارت تلك المدة السقف الأدنى، كلما خطب خطبا جسيما في الكرنفال المسمى "برلمان".والشاهد يا قادتنا البواسل، هو أنكم المعنيون بمقولة إن السكوت من ذهب، فكلما أفرطتم في الثرثرة واللغو كلما انكشفت سوءاتكم، ولعل أحداث الأعوام القليلة الماضية تثبت لكم كم كان حكيما من قال: لسانك حصانك، إن لم تصنه رفسك، وألزمك مستشفى السجن أو المنفى أو القبر.

737

| 02 أكتوبر 2017

هب أنك انتحرت بنجاح!!

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الكويت تم نقل شاب إلى المستشفى وهو مشرف على الموت، بعد أن تبين أنه تناول عدداً كبيراً من الأقراص الدوائية بغرض الانتحار، لأن حبيبته رفضت الزواج به. طبعاً هذا من حقها، بل يحدث كثيراً أن ترفض سيدة متزوجة، استمرار العلاقة الزوجية وتطالب بالطلاق.المهم: تزوجت الحبيبة "سابقاً"، وكان الزوج غنياً، وقدم لها مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 70 ألف دولار، فوق المهر الذي سبب لصاحبنا "القهر"، ولكن ما بط كبد الشاب، وفقع مرارته هو أن العريس كان رجلاً طاعناً في السن، فرأى أن الحبيبة "باعته"، وفضلت الفلوس على "العواطف"، فما كان منه إلا ان تناول تشكيلة من الأقراص وقرمشها فدخل في غيبوبة، فنقل إلى المستشفى حيث تم إسعافه وإنقاذ حياتهوطالما أنه "طلع منها" هذه المرة بالسلامة، فإنني أود أن أخاطبه بشأن الحماقة التي أقدم عليها: هل كنت تحسب أنك ستغيظها بموتك؟ أوتجعلها تحس بالذنب؟ هب أنها اغتاظت وبكت عليك وندمت وسفّت التراب لأنها لم تقترن بك! ثم ماذا بعد؟ لماذا لم تفكر في إغاظتها بأسلوب فعال بأن تتزوج أنت أيضاً بأخرى؟ وكي تغيظها بنفس طريقتها كان عليك أن تتزوج بواحدة تكبرك بثلاثين سنة!! واحدة بواحدة والبادي أظلم!! وما هو أهم من كل ذلك، هو أنك يا صاحبي الفاشل حتى في الانتحار لا تحترم الرأي الآخر!! هي ما تبيك.. مش عايزاك.. لا ترغب في الارتباط بك، بدليل أنها فضلت عليك رجلاً عجوزاً، فلماذا لا تحترم قرارها وتحترم نفسك وتستأنف حياتك!!أنا لا أستخف بعواطفك نحو فتاة أحلامك السابقة، وأعرف أن الكثيرين يصابون بصدمات نفسية مدمرة، نتيجة هجر الطرف الثاني في العلاقة لهم، ولكنني أريد لك أن تكون إيجابياً، ولا أفهم كيف يحزن إنسان لدرجة أن يفكر في قتل نفسه لأن شخصاً آخر هجره!! يعني مهما كانت درجة تعلقي بفتاة ما، فإنني ما كنت سأقتل نفسي إذا قررت الاقتران بغيري، لأنه أكثر مني مالاً أو جمالا أو بطيخا!! فإذا لم تكن راغبة في الاقتران بي وقررت هجري طوعاً فـ "بالطقاق"، لن أحزن على فقدان شخص لا يريدني، وقد أحزن، وهذا أمر طبيعي وتنفيسي، ولكن أن أعاقب نفسي بقتلها أو إيذائها لأن فتاة أحببتها باعتني؟ فـ "يفتح الله".بالعكس إذا تأكد لي أن خطيبتي فضلت عليّ شخصاً ميزته الوحيدة هي أنه غني، وأن وضعه المالي أفضل بكثير من وضعي، فسأحمد الله الذي نجاني من الارتباط بإنسانة قبلت بي مؤقتاً أو من باب الاحتياط، لحين عثورها على "بدل فاقد"، وبالتأكيد فإنني لو تزوجت بواحدة من تلك النوعية سارت معي إلى آخر الشوط (إبرام العقد والسكن في بيت الزوجية)، لأنها لم تعثر على بديل غني، فإن مآل العلاقة إلى طلاق، لأنها كانت ستعايرني ببؤس حالي المادي، فلا يبقى هناك مجال للتعايش بيننا لأن من يعاير شريك حياته بالفقر إنسان عينه زائغة وغير قانعة، ومن النوع الذي يشجع الطرف الآخر على الاختلاس أو حتى السرقة، وحتى لو لم يفعل ذلك فإنه لا يؤتمن!تناولت وسائل الإعلام المصرية بتعاطف قصة شاب اسمه عمرو، ظل في علاقة حب متوازنة مع زميلة الدراسة بعلم أهل الطرفين، ولكن ما ان تقدم للزواج بها حتى رفضوه لأنه غلبان، فأصيب بلوثة عقلية جعلته ينتحر غرقا من كوبري قصر النيل في القاهرة، وبعدها بأيام قفز شاب من ذات الكوبري الى النهر، ولكن صائد أسماك تمكن من إنقاذه من الغرق، وسألته الشرطة عن سبب محاولته الانتحار، فقال إن عمرو اصبح مشهورا لأنه انتحر بعد هجر الحبيبة له، وهو أيضا تعرض لهجر الحبيبة ويريد أن يصبح مشهورا مثل عمرو.تمنيت لو كنت على الكوبري وقتها لأدفعه الى الماء فيغرق ونشتهر أنا وهو!!

835

| 29 سبتمبر 2017

إذا فالنتاين رمز التحضر.. ما بدهاش

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تمسكنت المرأة حتى تمكَّنت، فبالعويل المتصل عن الظلم الذي ظل وما زال يلحق بها، صارت عندها قضية مصيرية، تشابه القضية الفلسطينية، في كونها تتيح حتى لمن لا يهب ويدب، أن يفتي حولها ويخرج بكوكتيل من النظريات، ثم يتواصل اللت والعجن، ولكن لا طحين ولا شيء يصلح للاستهلاك. يقولون إن الثامن من مارس من كل عام هو اليوم العالمي للمرأة، ولكن بمعنى ماذا؟ بصراحة: لا أعرف. نعم، لا أعرف ما هو المطلوب مني كأحد سكان "العالم" في ذلك اليوم، بل لا أعرف ما هو المطلوب من النساء فيه، ثم فوجئنا بعد أن اشتعلت رؤوسنا شيباً، و"هرِمنا" بأن الحادي والعشرين من نفس ذلك الشهر هو عيد الأم. كيف هو عيد الأم؟ هل هو عيد الأمهات من طرف أم أمهات معلومات؟ في تقديري فإن الأمر لا يخلو من استهبال واستعباط للرجال، فعيد الأم الذي يطب علينا فجأة بلا تحر للرؤية، مناسبة تقتنص فيها النساء الهدايا، ولي صديق كاد يفوز بلقب "خليع" عندما طالبته زوجته بتقديم هدية لها بمناسبة عيد الأم، فقال لها إن أمه توفيت وإنها ليست أمه، وشرح لها أن عبارة "أنت علي كظهر أمي" مرتبة من الفراق بين الزوجين، فصاحت فيه: يا تجيب الهدية يا أطلقك يا بخيل يا متخلف. ولنفي شبهة البخل والتخلف، وحرصا على الرابطة الزوجية اشترى لها زوجين من الأحذية الإيطالية، فنال لقب "متحضر وراقي" وأفلت من "الخلاعة". تحضرني هنا حكاية الرجل الذي تعنتر وتجبّر، ورفض أن يشتري لزوجته في عيد الأم حتى فطيرة جبن، وحدث بينهما تلاسن شديد اللهجة، انتهى بأن رمى عليها يمين الطلاق، فكان الفراق، وبعدها بشهور قليلة، توفي والد الزوجة وورثت عنه أموالا سائلة وعقارات فخمة، فاتصل صاحبنا بزوجته وقال بصوت يحنن قلب بشار الأسد: أنا حامل. وكي لا تجعلنا تلك الحكاية موقع شماتة النساء، أروي لكم واقعة نقلا عن جريدة ذا تايمز اللندنية، عن بريطانية من أصل هندي اسمها أنيتا باتيل، رفعت قضية ضد مستشفى خضع فيه زوجها لعملية جراحية، وقالت في شكواها إن الزوج صار ينفر منها بعد إجراء الجراحة، "وبالتالي فالجراحة سببت له اضطرابا نفسيا"، وقدم المستشفى مستند "الدفاع"، وجاء فيه: إن الزوج خضع لجراحة لإزالة المياه البيضاء من العين، وصار أفضل قدرة على الإبصار (فهمت؟ عنك ما فهمت). المهم أنني أعتذر لعموم النساء لأنني لا أحفل بيوم المرأة المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ولا شأن لي بعيد الأم، وانتقلت أمي إلى جوار ربها قبل سبع سنوات دون أن تسمع بذلك العيد، بل لم أسمع بفالنتاين (يسميه العرب عيد الحب بينما الغربيون يسمونه "يوم فالنتاين Valentine’s Day")، وربما لم يكن فالنتاين هذا قد وُلد على عهدي بمرحلة الشباب، وربما كان موجودا ولم يأخذ أبناء وبنات جيلي علما بوجوده ونحن في تلك المرحلة، بل لا أظن أنه كانت توجد ورود حمراء في ذلك الزمان. سأكف عن الهذر، وأقول إن مقياس رقي وتحضر الرجل هو الطريقة التي يعامل بها أخواته وزوجته وبناته وقريباته وزميلاته في العمل أو الدراسة، وأعتقد أن إنصاف المرأة يجب أن يبدأ من البيت، فبناتنا يعانين من التمييز إذا كان لهن إخوة ذكور، فنحن لا نرى بأساً في أن يفعل الولد ما يشاء، مرتكباً الأخطاء، بمنطق "معليش، ولد، يكبر ويتصلح"، وبالمقابل فإننا نعتبر المرأة حاملة لكل أنواع البكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض الاجتماعية، ونرى أن معظم حركاتها وسكناتها موضع ريبة، وإذا كان الزمن كفيلا بعلاج عيوب الذكر، فإن الأنثى لا ينصلح حالها وتظل معيبة إلى اللحد، ولا تتعلم من أخطائها. والواقع والأرقام تكذبنا: لن تجد أكثر من امرأة واحدة جانحة بين كل خمسة آلاف جانح، ولن تجد أكثر من عشر نساء من بين مليون شخص يتعاطون المخدرات، وفي مجال العمل هناك امرأة واحدة من بين كل 15 ألف موظف تقبل الارتشاء أو تمارس الاختلاس، والمرأة أكثر قدرة من الرجل على الوفاء وحفظ الود والجميل، وكافة الدراسات التي أجريت في الشرق والغرب، أثبتت أن عدد الرجال "الخونة" ثلاثة أضعاف النساء الخائنات، والمرأة تعرف العيب و"الواجب" أكثر من الرجل لأنها تتمتع بحساسية اجتماعية راقية. ونعرف أنا وأنت أن زوجاتنا من يؤنبننا لأننا لم نتصل بوالدينا أو إخوتنا المقيمين بعيدا عنا، أو لتقصيرنا في أداء واجب العزاء في الموتى وعيادة المرضى (فعندهن رادار يلتقط الأخبار وهي طائرة). صدقوني يا جماعة، لست "بتاع" نظريات، فقد عملت في تدريس البنات نحو خمس سنوات في المرحلة الثانوية، ونلت تعليمي الجامعي في بيئة مختلطة، وفي جميع مواقع العمل كانت معي كتيبة من النساء، يعني أستطيع الحكم لهن أو عليهن من واقع التجربة والمعايشة: نسبة المنضبطات أخلاقياً ومهنياً بين النساء أعلى من الرجال!. ولكن ذلك لا يعني أنني أؤمن بإطلاق الحبل على الغارب للبنات، من منطلق أنهن أكثر استقامة من الرجال "بالسليقة" في نواح بعينها، بل يعني أن نطبق نفس الضوابط الأخلاقية على الأولاد والبنات، ولا يجوز أن نسكت على فئة منا تأتي كل أنواع السلوك الفالت والمشين لأنهم "ذكور"، فالفاسد في نفسه مفسد لغيره، لنلجم الأولاد لنضمن عدم جنوحهم، وبذلك نضمن أنهم لن ينقلوا العدوى للبنات!.

1113

| 08 سبتمبر 2017

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

17481

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الإقامة للتملك لغير القطريين

في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال...

9804

| 13 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

8133

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

4830

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

3570

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
تصحيح السوق أم بداية الانهيار؟

وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام...

2016

| 16 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1665

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
من مشروع عقاري إلى رؤية عربية

يبدو أن البحر المتوسط على موعد جديد مع...

1125

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
ثقافة إيجابية الأخطاء

في بيئتنا الإدارية العربية، ما زال الخطأ يُعامَل...

1122

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
برّ الوالدين.. عبادة العمر التي لا تسقط بالتقادم

يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم...

1053

| 14 نوفمبر 2025

alsharq
اليوم القطري لحقوق الإنسان.. دعم للفئات الأولى بالرعاية

يعكس الاحتفال باليوم القطري لحقوق الإنسان والذي يصادف...

900

| 12 نوفمبر 2025

alsharq
وزيرة التربية والتعليم.. هذا ما نأمله

الاهتمام باللغة العربية والتربية الإسلامية مطلب تعليمي مجتمعي...

867

| 16 نوفمبر 2025

أخبار محلية